نور على الدرب-208a
إذا اعتمر الرجل في رمضان لا يجوز له الإفطار لأنه ذاهب يؤدي نافلة فلا يجوز أن يترك فريضة فما صحة هذا القول .؟
السائل : سمعت رجلاً يقول بأنه إذا اعتمر الرجل في رمضان لا يجوز له الإفطار لأنه ذاهب يؤدي نافلة فلا يجوز أن يترك فريضة ونحن إذا ذهبنا لأداء العمرة فإننا نُفطر ولكن أصابنا الشك بهذا الكلام نرجو من فضيلة الشيخ إفادة؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إذا سافر الإنسان للعمرة في رمضان فإن له أن يفطر من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليها ولو بقي في مكة كل الشهر فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان ولم يصم بقية الشهر مع أنه دخلها في اليوم الثامن عشر أو في اليوم العشرين في العشر الأواخر التي هي أفضل ليالي رمضان وأيامه ومع ذلك لم يصم كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على الخير وأنه صلى الله عليه وسلم مشرِّع لأمته ولكنه أخذ برخصة الله فلم يصم وهو في جوف مكة في العشر الأواخر من رمضان والذي أفتاهم بأنه لا يجوز وعلّل بأن صوم رمضان واجب والعمرة سنّة لا شك أنه جاهل جهلا مركبا لأنه جهل وجهِل أنه جاهل فإن صوم رمضان في السفر ليس بواجب بنص الكتاب وإجماع الأمة قال الله تعالى: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) فالمسافر لا يجب عليه الصوم بإجماع المسلمين وبدلالة الكتاب والسنّة على ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في سفره، وكان أصحابه معه منهم الصائم ومنهم المفطر ولم يقل أحد من أهل العلم: إن السفر في رمضان حرام إلا إذا كان واجبا حتى لو فرِض أنه سافر سفرا واجبا فإنه يمكن أن نقول: إنه لا شيء أوْجب من أركان الإسلام الخمسة وما كان واجبا يمكن أن يُتلافى بعد رمضان وحينئذ نقول: لا تسافر لا سفرا واجبا ولا غير واجب في رمضان ولم يقل بذلك أحد بل يجوز للإنسان أن يسافر في رمضان سفرا مباحا ولو للنزهة ويُفطر ولا حرج عليه في هذا. نعم لو فرضنا أن شخصا سافر من أجل أن يُفطر أي سافر تحيلا على الفطر فحينئذ قد نقول: إن ذلك حرام عليه أي أنه يحرُم عليه أن يُسافر وأن يُفطر لأن التحيل على إسقاط ما فرض الله لا يُسقط فرائض الله وأما من سافر لغرض مقصود لا يقصد بذلك الفطر فإن له أن يُفطر بالإجماع بل بالنص والإجماع.
وإنني أوجه نصيحة لهذا الأخ الذي أفتاهم بأن يتقي الله عز وجل وأن يعرف حق الله وأن يتأدب بين يدي الله عز وجل ورسوله فإن الله تعالى يقول: (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ويقول تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وهذا نص صريح في تحريم القول على الله بلا علم وهذا يشمل القول على الله في ذاته أو في أسمائه أو في صفاته أو في أفعاله أو في أحكامه كل ذلك حرام لا يحل لأحد أن يتجرأ عليه فيُفتي بغير علم ولا شك أن الإفتاء بغير علم مع كوْنه محرّما لا شك أنه خلاف الأدب مع الله ورسوله فإن الإفتاء بغير علم تقديم بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) .
إني أنصح هذا الأخ وأمثاله من القول على الله بلا علم، من إفتاء الناس بلا علم لأن المفتي مبلغ عن الله عز وجل فليتق الله امرؤ عرف قدر نفسه وعرف قدر ربه وقدر شريعته وليتأنى وليصبر فإن كان الله تعالى قد كتب له إمامة في الدين فإنها لن تأتيه باستعجالها في معاصي الله ولا تأتيه الإمامة في الدين إلا بالصبر وحبس النفس والتأني والتقوى كما قال الله تعالى: (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) فليصبر حتى يؤتيه الله العلم والحكمة وحينئذ يتكلم بما أعطاه الله ليكون إماما وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين أن يثبتنا بالقول الثابت.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : وأن يحمينا أن نقول عليه ما لا نعلم.
السائل : ءامين، بارك الله فيكم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إذا سافر الإنسان للعمرة في رمضان فإن له أن يفطر من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليها ولو بقي في مكة كل الشهر فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان ولم يصم بقية الشهر مع أنه دخلها في اليوم الثامن عشر أو في اليوم العشرين في العشر الأواخر التي هي أفضل ليالي رمضان وأيامه ومع ذلك لم يصم كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على الخير وأنه صلى الله عليه وسلم مشرِّع لأمته ولكنه أخذ برخصة الله فلم يصم وهو في جوف مكة في العشر الأواخر من رمضان والذي أفتاهم بأنه لا يجوز وعلّل بأن صوم رمضان واجب والعمرة سنّة لا شك أنه جاهل جهلا مركبا لأنه جهل وجهِل أنه جاهل فإن صوم رمضان في السفر ليس بواجب بنص الكتاب وإجماع الأمة قال الله تعالى: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) فالمسافر لا يجب عليه الصوم بإجماع المسلمين وبدلالة الكتاب والسنّة على ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في سفره، وكان أصحابه معه منهم الصائم ومنهم المفطر ولم يقل أحد من أهل العلم: إن السفر في رمضان حرام إلا إذا كان واجبا حتى لو فرِض أنه سافر سفرا واجبا فإنه يمكن أن نقول: إنه لا شيء أوْجب من أركان الإسلام الخمسة وما كان واجبا يمكن أن يُتلافى بعد رمضان وحينئذ نقول: لا تسافر لا سفرا واجبا ولا غير واجب في رمضان ولم يقل بذلك أحد بل يجوز للإنسان أن يسافر في رمضان سفرا مباحا ولو للنزهة ويُفطر ولا حرج عليه في هذا. نعم لو فرضنا أن شخصا سافر من أجل أن يُفطر أي سافر تحيلا على الفطر فحينئذ قد نقول: إن ذلك حرام عليه أي أنه يحرُم عليه أن يُسافر وأن يُفطر لأن التحيل على إسقاط ما فرض الله لا يُسقط فرائض الله وأما من سافر لغرض مقصود لا يقصد بذلك الفطر فإن له أن يُفطر بالإجماع بل بالنص والإجماع.
وإنني أوجه نصيحة لهذا الأخ الذي أفتاهم بأن يتقي الله عز وجل وأن يعرف حق الله وأن يتأدب بين يدي الله عز وجل ورسوله فإن الله تعالى يقول: (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ويقول تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وهذا نص صريح في تحريم القول على الله بلا علم وهذا يشمل القول على الله في ذاته أو في أسمائه أو في صفاته أو في أفعاله أو في أحكامه كل ذلك حرام لا يحل لأحد أن يتجرأ عليه فيُفتي بغير علم ولا شك أن الإفتاء بغير علم مع كوْنه محرّما لا شك أنه خلاف الأدب مع الله ورسوله فإن الإفتاء بغير علم تقديم بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) .
إني أنصح هذا الأخ وأمثاله من القول على الله بلا علم، من إفتاء الناس بلا علم لأن المفتي مبلغ عن الله عز وجل فليتق الله امرؤ عرف قدر نفسه وعرف قدر ربه وقدر شريعته وليتأنى وليصبر فإن كان الله تعالى قد كتب له إمامة في الدين فإنها لن تأتيه باستعجالها في معاصي الله ولا تأتيه الإمامة في الدين إلا بالصبر وحبس النفس والتأني والتقوى كما قال الله تعالى: (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) فليصبر حتى يؤتيه الله العلم والحكمة وحينئذ يتكلم بما أعطاه الله ليكون إماما وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين أن يثبتنا بالقول الثابت.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : وأن يحمينا أن نقول عليه ما لا نعلم.
السائل : ءامين، بارك الله فيكم.
1 - إذا اعتمر الرجل في رمضان لا يجوز له الإفطار لأنه ذاهب يؤدي نافلة فلا يجوز أن يترك فريضة فما صحة هذا القول .؟ أستمع حفظ
ما موقف السلف الصالح من الإفتاء .؟
السائل : أيضا فضيلة الشيخ ما موقف السلف الصالح رضوان الله عليهم من الإفتاء؟
الشيخ : كان موقف السلف الصالح من الإفتاء هو الحذر الشديد حتى إنهم ليتدافعونها بينهم فيقول الواحد منهم: اذهب إلى فلان اذهب إلى غيري وما أشبه ذلك لكن على من علِم من نفسه أنه أهل للفتيا عرف حكم المسألة التي استفتي فيها أن يفتي لاسيما في هذا الزمن الذي لو ترك الفتوى لذهب الناس يستفتون جهالا يُضلون الناس بغير علم فمن علم من نفسه أنه أهل للفتوى وعلم حكم المسألة التي استفتي فيها فليفتي لأن لكل مقام مقالا وزمن السلف الصالح العلماء فيه كثيرون والورعون فيه كثيرون فإذا تنزّه الإنسان عنها وحوّلها إلى غيره وجد من يقوم بها على الوجه الأكمل لكن في عهدنا الأن قد لا يكون الأمر كما كان عليه السلف الصالح.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذه مستمعة للبرنامج تقول.
الشيخ : كان موقف السلف الصالح من الإفتاء هو الحذر الشديد حتى إنهم ليتدافعونها بينهم فيقول الواحد منهم: اذهب إلى فلان اذهب إلى غيري وما أشبه ذلك لكن على من علِم من نفسه أنه أهل للفتيا عرف حكم المسألة التي استفتي فيها أن يفتي لاسيما في هذا الزمن الذي لو ترك الفتوى لذهب الناس يستفتون جهالا يُضلون الناس بغير علم فمن علم من نفسه أنه أهل للفتوى وعلم حكم المسألة التي استفتي فيها فليفتي لأن لكل مقام مقالا وزمن السلف الصالح العلماء فيه كثيرون والورعون فيه كثيرون فإذا تنزّه الإنسان عنها وحوّلها إلى غيره وجد من يقوم بها على الوجه الأكمل لكن في عهدنا الأن قد لا يكون الأمر كما كان عليه السلف الصالح.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذه مستمعة للبرنامج تقول.
هل يجوز للمرأة قص الشعر إذا وصل نصف الساق .؟
السائل : ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في قص شعر المرأة إذا وصل نصف الساق؟
الشيخ : إيش؟
السائل : ما حكم قص شعر المرأة إذا وصل نصف الساق؟
الشيخ : والله ما أدري عن صحة هذا الخبر أن يصل رأس المرأة إلى نصف ساقها ولكن الله على كل شيء قدير، إذا وصل إلى نصف الساق فلا حرج عليها أن تقصه إلى القدر المعتاد بين النساء على وجه لا تتأذى به وأما إذا كان الرأس على الوجه المعتاد الذي ليس فيه أذية فإن أهل العلم ولاسيما فقهاء الحنابلة رحمهم الله كرهوا قص شعر الرأس من الأمام أو الخلف لكن إذا قصته على وجه يكون مشابها لرأس الرجل كان هذا القص حراما لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال ) فإذا قصت المرأة رأسها حتى يكون كرأس الرجل صارت متشبهة بالرجل سواء قصدت التشبه أو لم تقصد لأن ما حصل به التشبه لا يُشترط فيه نية التشبه.
إذن التشبه تحصل صورته ولو بلا قصد فإذا حصلت صورة التشبه كان ممنوعا ولا فرق في هذا بين التشبه بالكفار أو تشبه المرأة بالرجل أو الرجل بالمرأة فإنه لا يُشترط فيه نية التشبه مادام وقع على الوجه المشبه ولكن ينبغي أن نعرف ما هي حقيقة التشبه حقيقة التشبه أن يقوم الإنسان بفعل شيء يختص به من تشبّه به فيه بأن يكون هذا الشيء من خصائص الكفار مثلا، هذا الشيء من خصائص النساء، هذا الشيء من خصائص الرجال فإذا كان هذا الشيء من خصائص الكفار فإنه لا يجوز للمسلم أن يفعله سواء بقصد أو بغير قصد أي سواء كان بقصد التشبه أم بغير قصد التشبه وكذلك إذا كان من خصائص الرجال فإنه لا يجوز للمرأة أن تفعله وإذا كان من خصائص النساء فإنه لا يجوز للرجل أن يفعله.
السائل : بارك الله فيكم. المستمعة فائزة سلمان من السودان تقول.
الشيخ : إيش؟
السائل : ما حكم قص شعر المرأة إذا وصل نصف الساق؟
الشيخ : والله ما أدري عن صحة هذا الخبر أن يصل رأس المرأة إلى نصف ساقها ولكن الله على كل شيء قدير، إذا وصل إلى نصف الساق فلا حرج عليها أن تقصه إلى القدر المعتاد بين النساء على وجه لا تتأذى به وأما إذا كان الرأس على الوجه المعتاد الذي ليس فيه أذية فإن أهل العلم ولاسيما فقهاء الحنابلة رحمهم الله كرهوا قص شعر الرأس من الأمام أو الخلف لكن إذا قصته على وجه يكون مشابها لرأس الرجل كان هذا القص حراما لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال ) فإذا قصت المرأة رأسها حتى يكون كرأس الرجل صارت متشبهة بالرجل سواء قصدت التشبه أو لم تقصد لأن ما حصل به التشبه لا يُشترط فيه نية التشبه.
إذن التشبه تحصل صورته ولو بلا قصد فإذا حصلت صورة التشبه كان ممنوعا ولا فرق في هذا بين التشبه بالكفار أو تشبه المرأة بالرجل أو الرجل بالمرأة فإنه لا يُشترط فيه نية التشبه مادام وقع على الوجه المشبه ولكن ينبغي أن نعرف ما هي حقيقة التشبه حقيقة التشبه أن يقوم الإنسان بفعل شيء يختص به من تشبّه به فيه بأن يكون هذا الشيء من خصائص الكفار مثلا، هذا الشيء من خصائص النساء، هذا الشيء من خصائص الرجال فإذا كان هذا الشيء من خصائص الكفار فإنه لا يجوز للمسلم أن يفعله سواء بقصد أو بغير قصد أي سواء كان بقصد التشبه أم بغير قصد التشبه وكذلك إذا كان من خصائص الرجال فإنه لا يجوز للمرأة أن تفعله وإذا كان من خصائص النساء فإنه لا يجوز للرجل أن يفعله.
السائل : بارك الله فيكم. المستمعة فائزة سلمان من السودان تقول.
ما حكم من صبغ شعره .؟
السائل : سمعت من بعضهم بأن صبغ الشعر حرام وإن استعملت ..
الشيخ : بأن؟
السائل : بأن صبغ الشعر حرام وأنا قد استعملت ذلك مرتين أفيدونا مأجورين؟
الشيخ : أما صَبغ الشعر الذي ابيض بالشيب بالسواد فإنه حرام.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باجتنابه فقال: ( غيّروا هذا الشيب وجنّبوه السواد ) أخرجه مسلم وقد ورد في السنن الوعيد على ذلك، فقال: ( يكون في ءاخر الزمان قوم يخضبون لحاهم بالسواد ) أظنه " لا يجدون ريح الجنة " على كل حال صبغ الشيب بالسواد حرام وأما صبغه بغير السواد مثل أن يصبغه بلون أدهم بين الحمرة والسواد أو بلون أصفر فإن هذا لا بأس به بل هو مأمور به.
وكذلك الأصباغ الأخرى التي تفعلها بعض النساء إلا أن تكون هذه الصبغة مما يختص به نساء الكفار فإنها إذا كانت مما يختص به نساء الكفار كانت من التشبّه بهن وتشبه المسلمة بالكافرة محرّم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم ) وهذا الحديث يدل على التحريم بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن أقل أحوال هذا الحديث التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم " .
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع فؤاد من جدة يقول.
الشيخ : بأن؟
السائل : بأن صبغ الشعر حرام وأنا قد استعملت ذلك مرتين أفيدونا مأجورين؟
الشيخ : أما صَبغ الشعر الذي ابيض بالشيب بالسواد فإنه حرام.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باجتنابه فقال: ( غيّروا هذا الشيب وجنّبوه السواد ) أخرجه مسلم وقد ورد في السنن الوعيد على ذلك، فقال: ( يكون في ءاخر الزمان قوم يخضبون لحاهم بالسواد ) أظنه " لا يجدون ريح الجنة " على كل حال صبغ الشيب بالسواد حرام وأما صبغه بغير السواد مثل أن يصبغه بلون أدهم بين الحمرة والسواد أو بلون أصفر فإن هذا لا بأس به بل هو مأمور به.
وكذلك الأصباغ الأخرى التي تفعلها بعض النساء إلا أن تكون هذه الصبغة مما يختص به نساء الكفار فإنها إذا كانت مما يختص به نساء الكفار كانت من التشبّه بهن وتشبه المسلمة بالكافرة محرّم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم ) وهذا الحديث يدل على التحريم بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إن أقل أحوال هذا الحديث التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم " .
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع فؤاد من جدة يقول.
ما هي عدد الركعات الواجبة التي تؤدى قبل صلاة الفجر بين الأذان والإقامة وهل هي سنة الفجر أو تحية المسجد إذا كان عددها ركعتان.؟
السائل : يسأل يا فضيلة الشيخ عن عدد الركعات التي يجب أن تؤدى قبل صلاة الفجر ما بين أذان الفجر والإقامة؟ وهل هي سنّة الفجر أو تحية المسجد إذا كان عددها ركعتان؟
الشيخ : لي ملاحظة على هذا السؤال وهو قوله: الركعات التي يجب.
السائل : نعم.
الشيخ : أن تكون قبل صلاة الفجر فليس هناك ركعات واجبة قبل صلاة الفجر لأن ما قبل صلاة الفجر سنّة راتبة لكنها سنة الراتبة هي أفضل الرواتب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) والسنّة ألا يصلي الإنسان بين أذان الفجر وصلاة الفجر إلا هاتين الركعتين والسنّة أيضا أن يُخفف هاتين الركعتين كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخففهما والسنّة أيضا أن يقرأ في الأولى (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) وفي الثانية (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) بعد الفاتحة أو يقرأ في الأولى: (( قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ )) إلى ءاخر الأية التي في البقرة وفي الركعة الثانية: (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) ولا يصلي سواهما إلا إذا أتى إلى المسجد قبل الإقامة فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) ولكن إذا قدِّر أنه لم يصلي السنّة الراتبة في البيت ثم حضر إلى المسجد قبل الإقامة فماذا يصنع؟ هل يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يصلي ركعتين راتبة الفجر أو يقتصر على ركعتين سنّة المسجد أو على ركعتين راتبة الفجر؟ نقول: يصلي ركعتين بنية راتبة الفجر وتجزئان عن تحية المسجد وإن شاء إذا كان معه وقت صلى ركعتين تحية المسجد ثم صلى ركعتين سنّة الفجر أما لو صلى ركعتين تحية المسجد ولم يصلي سنة الفجر فهذا خطأ لأن سنّة الفجر مؤكدة حتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفرا ولا حضرا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. في سؤال للمستمع فؤاد من جدة يقول.
الشيخ : لي ملاحظة على هذا السؤال وهو قوله: الركعات التي يجب.
السائل : نعم.
الشيخ : أن تكون قبل صلاة الفجر فليس هناك ركعات واجبة قبل صلاة الفجر لأن ما قبل صلاة الفجر سنّة راتبة لكنها سنة الراتبة هي أفضل الرواتب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) والسنّة ألا يصلي الإنسان بين أذان الفجر وصلاة الفجر إلا هاتين الركعتين والسنّة أيضا أن يُخفف هاتين الركعتين كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخففهما والسنّة أيضا أن يقرأ في الأولى (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) وفي الثانية (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) بعد الفاتحة أو يقرأ في الأولى: (( قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ )) إلى ءاخر الأية التي في البقرة وفي الركعة الثانية: (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) ولا يصلي سواهما إلا إذا أتى إلى المسجد قبل الإقامة فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) ولكن إذا قدِّر أنه لم يصلي السنّة الراتبة في البيت ثم حضر إلى المسجد قبل الإقامة فماذا يصنع؟ هل يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يصلي ركعتين راتبة الفجر أو يقتصر على ركعتين سنّة المسجد أو على ركعتين راتبة الفجر؟ نقول: يصلي ركعتين بنية راتبة الفجر وتجزئان عن تحية المسجد وإن شاء إذا كان معه وقت صلى ركعتين تحية المسجد ثم صلى ركعتين سنّة الفجر أما لو صلى ركعتين تحية المسجد ولم يصلي سنة الفجر فهذا خطأ لأن سنّة الفجر مؤكدة حتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفرا ولا حضرا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. في سؤال للمستمع فؤاد من جدة يقول.
5 - ما هي عدد الركعات الواجبة التي تؤدى قبل صلاة الفجر بين الأذان والإقامة وهل هي سنة الفجر أو تحية المسجد إذا كان عددها ركعتان.؟ أستمع حفظ
حديث " أن الله لا ينظر يوم القيامة إلى ثلاثة منهم المسبل إزاره" فما حكم من يلبس إزاره إلى الكعبين دون نصف الساق .؟
السائل : قرأت حديثاً فيما معناه: " بأن الله لا ينظر يوم القيامة إلى ثلاثة منهم المسبل إزاره "
سؤالي يقول: بأنه لا يرتاح في لبس الثوب القصير وأيضا لا أرتدي ثوباً طويلاً جداً بل إلى الكعبين فما هو حكم الشرع في نظركم في عملي هذا؟
الشيخ : نعم. الحديث الذي أشار إليه هو ما رواه مسلم عن أبي ذر رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) قالها ثلاثاً صلوات الله وسلامه عليه فقال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) فأما المسبل فهو الذي يسبل ثوبه أو سرواله أو مشلحه والإسبال المحرم ما كان نازلا عن الكعب أما الكعب فما فوقه فإن ذلك ليس بمحرم وأما، وعلى هذا فإننا نقول لهذا السائل : إذا كان ثوبك أو مشلحك أو سروالك أو إزارك إلى الكعب فما فوق فهذا جائز ولا حرج عليك فيه لكن الحرج أن يكون نازلا عن الكعب فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) فلا يحِل لأحد أن ينزّل سرواله أو إزاره أو ثوبه أعني القميص أو مشلحه إلى أسفل من الكعبين فإن فعل فليصبر على نار جهنم بقدر ما نزل من هذا.
ونعود إلى حديث أبي ذر فنقول المنان المراد به من يمن بالصدقة بحيث إذا تصدّق على شخص صار يمن عليه بها كلما جرى شيء قال: أنا الذي تصدّقت عليك، أنا الذي فعلت وما أشبه ذلك.
وأما المنفق سلعته بالحلف الكاذب فهو الذي يحلف على سلعته من أجل زيادة الثمن مثل أن يحلف بأنها سلعة جيدة وليست كذلك أو يحلف بأنه اشتراها بكذا وهو اشتراها بأقل أو ما أشبه هذا من الأيمان التي تزيد في قيمة السلعة فإن من حلف هذا اليمين ليزيد ثمن سلعته فإن الله تعالى لا يكلمه يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا مستمع للبرنامج من السودان عبود علي يسأل ويقول.
سؤالي يقول: بأنه لا يرتاح في لبس الثوب القصير وأيضا لا أرتدي ثوباً طويلاً جداً بل إلى الكعبين فما هو حكم الشرع في نظركم في عملي هذا؟
الشيخ : نعم. الحديث الذي أشار إليه هو ما رواه مسلم عن أبي ذر رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) قالها ثلاثاً صلوات الله وسلامه عليه فقال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) فأما المسبل فهو الذي يسبل ثوبه أو سرواله أو مشلحه والإسبال المحرم ما كان نازلا عن الكعب أما الكعب فما فوقه فإن ذلك ليس بمحرم وأما، وعلى هذا فإننا نقول لهذا السائل : إذا كان ثوبك أو مشلحك أو سروالك أو إزارك إلى الكعب فما فوق فهذا جائز ولا حرج عليك فيه لكن الحرج أن يكون نازلا عن الكعب فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) فلا يحِل لأحد أن ينزّل سرواله أو إزاره أو ثوبه أعني القميص أو مشلحه إلى أسفل من الكعبين فإن فعل فليصبر على نار جهنم بقدر ما نزل من هذا.
ونعود إلى حديث أبي ذر فنقول المنان المراد به من يمن بالصدقة بحيث إذا تصدّق على شخص صار يمن عليه بها كلما جرى شيء قال: أنا الذي تصدّقت عليك، أنا الذي فعلت وما أشبه ذلك.
وأما المنفق سلعته بالحلف الكاذب فهو الذي يحلف على سلعته من أجل زيادة الثمن مثل أن يحلف بأنها سلعة جيدة وليست كذلك أو يحلف بأنه اشتراها بكذا وهو اشتراها بأقل أو ما أشبه هذا من الأيمان التي تزيد في قيمة السلعة فإن من حلف هذا اليمين ليزيد ثمن سلعته فإن الله تعالى لا يكلمه يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا مستمع للبرنامج من السودان عبود علي يسأل ويقول.
6 - حديث " أن الله لا ينظر يوم القيامة إلى ثلاثة منهم المسبل إزاره" فما حكم من يلبس إزاره إلى الكعبين دون نصف الساق .؟ أستمع حفظ
هل في شريعتنا الغراء صلاة تسمى صلاة الشكر ؟ وما كيفيتها .؟
السائل : هل في شريعتنا الغراء صلاة تسمى صلاة الشكر وما كيفيتها؟
الشيخ : لا أعلم في السنّة صلاة تسمى صلاة الشكر ولكن فيها سجودا يسمى سجود الشكر وذلك فيما إذا تجدد للإنسان نعمة غير النعمة المتواترة فإن نعم الله سبحانه وتعالى متواترة كما قال تعالى: (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )) لكن أحيانا تأتي نعمة متجدّدة لم تسبق من قبل أو سبقت لكنها ليست مستمرة فإذا حدث مثل هذا فإنه يُسنّ للإنسان أن يسجد لله شكرا فيقول: الله أكبر ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى ويثني على ربه عز وجل بالكمال وبما أنعم وبشكره على ما أنعم به من هذه النعمة التي حصلت له ثم يقوم بدون تكبير ولا سلام.
والقول الراجح في سجود الشكر أنه لا تُشترط له الطهارة لأن النعم قد تأتي مباغتة من غير أن يستعد الإنسان لها بطهارة فإذا ذهب يتطهر فات محلها وإن سجد سجد وهو على غير طهارة والصحيح أن ذلك جائز ولا بأس به.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : لا أعلم في السنّة صلاة تسمى صلاة الشكر ولكن فيها سجودا يسمى سجود الشكر وذلك فيما إذا تجدد للإنسان نعمة غير النعمة المتواترة فإن نعم الله سبحانه وتعالى متواترة كما قال تعالى: (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )) لكن أحيانا تأتي نعمة متجدّدة لم تسبق من قبل أو سبقت لكنها ليست مستمرة فإذا حدث مثل هذا فإنه يُسنّ للإنسان أن يسجد لله شكرا فيقول: الله أكبر ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى ويثني على ربه عز وجل بالكمال وبما أنعم وبشكره على ما أنعم به من هذه النعمة التي حصلت له ثم يقوم بدون تكبير ولا سلام.
والقول الراجح في سجود الشكر أنه لا تُشترط له الطهارة لأن النعم قد تأتي مباغتة من غير أن يستعد الإنسان لها بطهارة فإذا ذهب يتطهر فات محلها وإن سجد سجد وهو على غير طهارة والصحيح أن ذلك جائز ولا بأس به.
السائل : بارك الله فيكم.
ما تفسير قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى....)) ... الآية .؟
السائل : يسأل عن ءاية كريمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا )) الأية.
الشيخ : بس وقف على هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : في هذه الأية يخاطب الله تعالى المؤمنين بوصف الإيمان فيقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا )) وخاطبهم بهذا الوصف لحثهم على تلقي ما يأتي إليهم من أوامر أو نواهي ولهذا يُروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " إذا سمعت الله يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا )) فأرعها سمعك، فإما خيْرٌ تؤمر به وإما شَرٌ تنهى عنه " .
فينادي الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين ويقول لهم: (( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) وهذا قبل تحريم الخمر فقد كان الناس في أول الأمر يشربون الخمر ثم حرِّمت وكان الرجل يشرب الخمر ثم يصلي فيأتي بما يأتي به السكران من أقوال لا تحل في الصلاة أو أفعال فنهاهم أن يقربوا الصلاة وهم سكارى ونهاهم أيضا أن يقربوا الصلاة وهم جنُب إلا عابري سبيل.
وهذه الأية تنطبق تماما على المسجد لأنه محل الصلاة فلا يحل للمرء أن يبقى في المسجد ويمكث فيه وهو جنب إلا أن يكون عابر سبيل أي إلا إذا كان مارا بالمسجد فإن ذلك لا بأس به مثل أن يدخل المسجد وهو على جنابة ليأخذ كتابا له في المسجد أو ليعبر من باب إلى باب أو ما أشبه ذلك ورخّص كثير من أهل العلم للجُنُب إذا توضأ أن يمكث في المسجد وقوله تعالى: (( حَتَّى تَغْتَسِلُوا )) أي غسل الجنابة وهو معروف (( وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وأيديكم )) يعني إذا كان الإنسان مريضا ولم يتمكن من الغسل أو كان مسافرا ولم يجد ماء فإنه يتيمم أي يقصد أرضا طيبة طاهرة فيضرب يديه عليها ويمسح بهما وجهه وكفيه وبذلك تتم طهارته ويصلي بهذا التيمم كما يصلي بطهارة الماء تماما حتى يجد الماء فإذا وجد الماء عاد فتطهر به. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمع محمد السيد سليم من العراق بغداد.
الشيخ : بس وقف على هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : في هذه الأية يخاطب الله تعالى المؤمنين بوصف الإيمان فيقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا )) وخاطبهم بهذا الوصف لحثهم على تلقي ما يأتي إليهم من أوامر أو نواهي ولهذا يُروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " إذا سمعت الله يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا )) فأرعها سمعك، فإما خيْرٌ تؤمر به وإما شَرٌ تنهى عنه " .
فينادي الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين ويقول لهم: (( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) وهذا قبل تحريم الخمر فقد كان الناس في أول الأمر يشربون الخمر ثم حرِّمت وكان الرجل يشرب الخمر ثم يصلي فيأتي بما يأتي به السكران من أقوال لا تحل في الصلاة أو أفعال فنهاهم أن يقربوا الصلاة وهم سكارى ونهاهم أيضا أن يقربوا الصلاة وهم جنُب إلا عابري سبيل.
وهذه الأية تنطبق تماما على المسجد لأنه محل الصلاة فلا يحل للمرء أن يبقى في المسجد ويمكث فيه وهو جنب إلا أن يكون عابر سبيل أي إلا إذا كان مارا بالمسجد فإن ذلك لا بأس به مثل أن يدخل المسجد وهو على جنابة ليأخذ كتابا له في المسجد أو ليعبر من باب إلى باب أو ما أشبه ذلك ورخّص كثير من أهل العلم للجُنُب إذا توضأ أن يمكث في المسجد وقوله تعالى: (( حَتَّى تَغْتَسِلُوا )) أي غسل الجنابة وهو معروف (( وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وأيديكم )) يعني إذا كان الإنسان مريضا ولم يتمكن من الغسل أو كان مسافرا ولم يجد ماء فإنه يتيمم أي يقصد أرضا طيبة طاهرة فيضرب يديه عليها ويمسح بهما وجهه وكفيه وبذلك تتم طهارته ويصلي بهذا التيمم كما يصلي بطهارة الماء تماما حتى يجد الماء فإذا وجد الماء عاد فتطهر به. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمع محمد السيد سليم من العراق بغداد.
8 - ما تفسير قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى....)) ... الآية .؟ أستمع حفظ
شخص متغيب عن زوجته ثلاث سنوات طلباً للرزق ، فسمع أن غيابه طول هذه المدة يستوجب الطلاق فهل هذا صحيح .؟
السائل : يقول بأنه متغيب عن زوجته منذ ثلاث سنوات من أجل لقمة العيش وقد سمعت من بعضهم يقولون: إن غيابك عنها طوال هذه المدة يستوجب الطلاق فأرجو منكم التكرّم بالإجابة عن حالتي مأجورين؟
الشيخ : ما ذكره بعضهم لهذا السائل من أن الإنسان إذا غاب عن زوجته ثلاث سنوات فإن هذه الغيبة تستوجب الطلاق ليس بصحيح وذلك لأن غيبة الرجل عن أهله لتحصيل الرزق إذا كان برضا منهم وأبقاهم في مكان ءامن ليس فيه شيء حتى وإن بقي ثلاث سنوات أو أكثر لكنه لا ينبغي للإنسان أن يتغيب عن أهله هذه المدة لأنه في حاجة إليهم وهم في حاجة إليه ولأنه إذا غاب عنهم ربما مع طول المدة يزول شيء من المودة والمحبة وقد يكون له أولاد يحتاجون إلى رعاية فإذا غاب عنهم هذه المدة ضاعوا فالحاصل أنه لا حرج على الإنسان أن يتغيّب هذه المدة إذا كان ذلك برضا زوجته وكانت في محل ءامن ولكن الأوْلى والأحسن أن يُكثر الترداد والملاحظة لها ولأولادها إن كان لها أولاد.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا.
الشيخ : ما ذكره بعضهم لهذا السائل من أن الإنسان إذا غاب عن زوجته ثلاث سنوات فإن هذه الغيبة تستوجب الطلاق ليس بصحيح وذلك لأن غيبة الرجل عن أهله لتحصيل الرزق إذا كان برضا منهم وأبقاهم في مكان ءامن ليس فيه شيء حتى وإن بقي ثلاث سنوات أو أكثر لكنه لا ينبغي للإنسان أن يتغيب عن أهله هذه المدة لأنه في حاجة إليهم وهم في حاجة إليه ولأنه إذا غاب عنهم ربما مع طول المدة يزول شيء من المودة والمحبة وقد يكون له أولاد يحتاجون إلى رعاية فإذا غاب عنهم هذه المدة ضاعوا فالحاصل أنه لا حرج على الإنسان أن يتغيّب هذه المدة إذا كان ذلك برضا زوجته وكانت في محل ءامن ولكن الأوْلى والأحسن أن يُكثر الترداد والملاحظة لها ولأولادها إن كان لها أولاد.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا.
اضيفت في - 2005-05-06