هل يصح الذكر من تكبير وتهليل وتحميد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من غير وضوء حتى يكون اللسان رطب من ذكر الله ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، نعم يجوز للإنسان أن يذكر الله سبحانه وتعالى على غير طهارة لما ثبت في "الصحيحين" من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه " ولا يُشترط للذكر أن يكون الإنسان طاهرا لكن الأفضل أن لا يذكر الله إلا على طهارة يعني أن الأفضل أن يتطهر الإنسان إذا أراد أن يذكر الله ولكن هذا ليس بواجب حتى وإن كان الإنسان على جنابة فإن له أن يذكر الله إلا القرأن فإنه لا يقرؤ القرأن على جنابة حتى يغتسل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقرئ أصحابه القرأن ما لم يكن جنبا أو ما لم يكونوا جنبا.
السائل : بارك الله فيكم. المستمع السوداني يقول.
1 - هل يصح الذكر من تكبير وتهليل وتحميد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من غير وضوء حتى يكون اللسان رطب من ذكر الله ؟ أستمع حفظ
إذا صليت أنا وصبي خلف الإمام وهذا الصبي لم يبلغ الحلم فهل صلاتي صحيحة ؟ وهل الصبي يكمل الصف ؟ وهل وقوف الصبية في الصفوف الأمامية مقبول شرعا ، فقد قرأت حديثا عن أبي موسى الأشعري في هذا المعنى وهو أن يصف الرجال ويليهم الصبيان ثم النساء ؟
الشيخ : نعم. القول الراجح أن مصافة الصبي صحيحة يعني أنه يجوز للإنسان أن يصف خلف الإمام وليس معه إلا صبي لأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قام يصلي بـأنس بن مالك فقام أنس بن مالك ومعه يتيم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن كان هذا في صلاة النفل ومن ثم اختلف العلماء رحمهم الله في جواز مصافة الصبي في صلاة الفرض فمنهم من قال: إنه لا يجوز ومنهم من قال: إنه جائز وهذا هو القول الصحيح كما قلت ءانفا لأنه من القواعد المقررة المعروفة أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض وما ثبت في الفرض ثبت في النفل، إلا بدليل يدل على ذلك ويدل لهذه القاعدة أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل وما ثبت في الفرض ثبت في النفل إلا بدليل إن الصحابة رضي الله عنهم حكوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته حيثما توجهت به أو يوتر على راحلته حيثما توجهت به قالوا: " غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة " لئلا يتوهم واهم أن الفريضة مثل النافلة في هذه الحال.
وهذا يدل على أن الفريضة ما ثبت في النفل ثبت فيها إلا بدليل فالقول الراجح أنه يجوز للصبي أن يكون مصافا للبالغ سواء كان ذلك خلف الصف أو خلف الإمام.
وأما تقدّم الصبيان إلى الصف الأول أو ما يليه فإنه لا بأس به أيضا فإذا تقدموا إلى الصف الأول ولم يحصل منهم ما يشوّش على المصلين فإنه لا يجوز إقامتهم من مكانهم لأن من سبق إلى مكان فهو أحق به.
وأما قول من قال من أهل العلم: إنهم يصفون وحدهم وراء الصفوف فإنه لا دليل عليه بل في ذلك مفسدة لأن الصبيان إذا اجتمعوا في صف واحد حصل منهم تشويش على المصلين ولعبوا في الصلاة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. نعود إلى رسالة المستمع عبد الله عباس ويسأل ويقول أرجو من فضيلتكم يا فضيلة الشيخ أن تبيّنوا لي.
2 - إذا صليت أنا وصبي خلف الإمام وهذا الصبي لم يبلغ الحلم فهل صلاتي صحيحة ؟ وهل الصبي يكمل الصف ؟ وهل وقوف الصبية في الصفوف الأمامية مقبول شرعا ، فقد قرأت حديثا عن أبي موسى الأشعري في هذا المعنى وهو أن يصف الرجال ويليهم الصبيان ثم النساء ؟ أستمع حفظ
ما حكم الشرع في أداء هذا القسم على المصحف وخاصة أن صيغته تؤدى كالآتي ( أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ) فهل هذا يكفي أن يقول الإنسان ( أقسم بالله العظيم ) فقط ؟ وهل الزيادة فيها ( وكتابه الكريم ) فيها شيء ؟
الشيخ : القسم على المصحف من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أحدثت فيما بعد وأما القسم بالله فهو قسم مشروع لكن لا ينبغي للإنسان أن يُكثر من الإقسام بالله عز وجل بل لا يُقسم إلا عند الحاجة إلى القسم.
وأما القسم بكتاب الله الذي هو القرأن فإنه لا بأس به لأن القرأن كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الله تعالى من صفاته والحلف بصفات الله جائز كما ذكر ذلك أهل العلم.
أما الحلف بغير الله أو صفة من صفاته فإنه محرّم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) وقال: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) فلا يجوز الحلف بأحد من الخلق لا رسول ولا ملك ولا كعبة ولا غير ذلك فلا يجوز أن يقول والنبي لأفعلن كذا أو والنبي ما فعلت كذا ولا يجوز أن يحلف بملك من الملائكة كجبريل وميكائيل وإسرافيل ولا يجوز أن يحلف بالكعبة فيقول: والكعبة لأفعلن كذا أو والكعبة ما فعلت كذا لأن هذا محرّم وهو نوع من الشرك. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع عبد العزيز صاحب مخبز في منطقة ... الشرقي بدولة البحرين.
3 - ما حكم الشرع في أداء هذا القسم على المصحف وخاصة أن صيغته تؤدى كالآتي ( أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ) فهل هذا يكفي أن يقول الإنسان ( أقسم بالله العظيم ) فقط ؟ وهل الزيادة فيها ( وكتابه الكريم ) فيها شيء ؟ أستمع حفظ
يعمل كصاحب مخبزة ويساعد العمال أثناء العمل ويزداد العمل في صلاتي المغرب والعشاء فهل يمكنني أن أصليها منفردا في المخبزة مع أن المساجد قريبة منا.؟
الشيخ : الواجب على الإنسان أن يصلي الجماعة في المساجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لقد هممت أن ءامر بالصلاة فتُقام، ثم ءامر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حِزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ) وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليُحافظ على هذه الصلوات حيث يُنادى بهن " وأخبر أنه يؤتى بالرجل المريض يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
فالواجب عليك أن تصلي مع الجماعة في المساجد ولا يحل لك التخلّف عن المسجد إلا من عذر شرعي والأعذار الشرعية معلومة عند أهل العلم ذكروها رحمهم الله في أواخر باب صلاة الجماعة فإذا كان لك عذر شرعي يُبيح لك التخلف عن الجماعة فأنت معذور وإن لم يكن لك عذر شرعي يبيح لك هذا فالواجب عليك أن تصلي مع الجماعة.
السائل : بارك الله فيكم. هذه رسالة وصلت من المستمع حامد بن إبراهيم يقول في السؤال الأول.
4 - يعمل كصاحب مخبزة ويساعد العمال أثناء العمل ويزداد العمل في صلاتي المغرب والعشاء فهل يمكنني أن أصليها منفردا في المخبزة مع أن المساجد قريبة منا.؟ أستمع حفظ
هل يجوز عقد النكاح في المساجد ؟
الشيخ : نعم يجوز أن تعقد الأنكحة في المساجد إذا لم يكن في هذا ضرر على المسجد أو على أهل المسجد فإن كان عليهم ضرر فإنه لا يجوز وإنما تُعقد في أماكن مخصوصة لها إن كان لها أماكن مخصوصة في المحكمة مثلا وإلا ففي البيوت. نعم.
السائل : المستمع حامد بن إبراهيم من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسأل أيضا ويقول في السؤال الثاني.
هل يأثم الإنسان إذا لم يعمل بالأحاديث التي انفرد بروايتها شخص واحد ؟
الشيخ : هذا سؤال عائم في الحقيقة لأن الحديث الصحيح هو الذي رواه عدل تام الضبط بسند متصل غير معلل ولا شاذ فالحديث الصحيح إذا تمت فيه شروط الصحة ولو كان من طريق واحد فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء في الأمور العملية أو في الأمور العلمية لا فرق بين هذا وهذا على ما مشى عليه أهل السنّة والجماعة.
وكذلك الحديث الحسن يُعمل به أيضا لأن الحديث الحسن ليس بينه وبين الحديث الصحيح إلا فرق خفيف جدا وهو أن راويه لا يكون تام الضبط يكون عنده ضبط لكنه ليس تاما وهو من الأحاديث المقبولة التي يُعمل بها وينبغي أن تعلم أن القاعدة العامة أن كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه معمول به سواء جاء من طريق واحد أو من طريقين أو من ثلاثة أو أكثر.
السائل : نعم، بارك الله فيكم. يقول المستمع حامد إبراهيم.
ما هي العلوم التي في تعلمها فرض كفاية ؟ وهل هناك علم يجب على المسلمين معرفته جميعا ؟
الشيخ : نعم، حفظ الشريعة واجب على المسلمين عموما فلا بد أن يكون في المسلمين من يقوم بحفظ الشريعة.
وأما الفرض على الأعيان فإنه يختلف فقد يجب على شخص من العلوم ما لا يجب على شخص ءاخر فمثلا من كان عنده مال وجب عليه أن يتعلم من أحكام الزكاة ما يستعين به على براءة ذمته ولكن هذا لا يجب على من ليس عنده مال.
من كان يشتغل بالبيع والشراء وجب عليه أن يتعلم من أحكام البيع والشراء ما يُصحّح معاملاته ومن ليس مشتغلا بالبيع والشراء فإنه لا يجب عليه ذلك.
فالمهم أن حفظ الشريعة بطلب العلم فرض كفاية على عموم المسلمين وأما الفرض العيني فهذا يختلف باختلاف الناس فقد يجب على شخص ما لا يجب على الأخر كما سبق التمثيل به. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمع أيضا يقول.
هل كل ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر من السنة ويثاب على فعله المسلم أقصد الخصوصية ؟
الشيخ : الأمور الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام خاصة به.
السائل : نعم.
الشيخ : ليس لنا فيها تعلّق ومنها قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي ءاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )) فالنكاح بالهبة لا ينعقد ولا يصح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله قال: (( خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )) .
الوصال في الصوم وهو ألا يفطر الإنسان بين اليومين منهي عنه إلا للرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا لما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الوصال قالوا: يا رسول الله! إنك تُواصل؟ فقال: ( إني لست كهيئتكم ) فبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن الأمة لا تُساويه في هذا الحكم فما كان خاصاً بالرسول عليه الصلاة والسلام فهو خاص به لا يشمل حكمه الأمة.
وأما ما لم يقم دليل على الخصوصية به فإن الأصل أن الأمة تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعل لقوله تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ )) وهذا في الأمور التعبّدية ولهذا قال: (( لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ )) أما الأمور العادية فإن فعل النبي عليه الصلاة والسلام لها يدل على إباحتها ولكنها تكون تبعا للعادة لا يحكم عليها بأنها سنّة مطلوبة بعينها.
وهناك أشياء يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام على سبيل الجبلّة والطبيعة كالأكل والشرب والنوم فهذا ليس له حكم لأنه يفعله عليه الصلاة والسلام بمقتضى الطبيعة والجبلة لكن قد يكون هذا النوع مشتملا على أمور مشروعة مثل النوم على الجنب الأيمن، مثل الأكل باليمين والشرب باليمين وما أشبه ذلك.
فالحاصل أن أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام قسّمها أهل العلم إلى أقسام متعددة والبحث فيها مطولا موجود في أصول الفقه فمن أحب أن يُراجعه فليراجعه هناك.
السائل : بارك الله فيكم. في، بقي له بعض الأسئلة نستعرضها في حلقة قادمة إن شاء الله، شكرا للمستمع حامد إبراهيم ونعود إلى رسالة بعث بها مستمع للبرنامج، هنا المستمعة هدى من الطائف تقول فضيلة الشيخ.
8 - هل كل ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر من السنة ويثاب على فعله المسلم أقصد الخصوصية ؟ أستمع حفظ
كيف نكون مع الأنبياء والشهداء الذين نحبهم وقد فضلوا علينا كثيرا ونحن أقل منهم في العمل وفي الفضل وفي المنزلة بكثير جدا ؟
الشيخ : نعم. ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( المرء مع من أحب ) والمعية لا تقتضي المساواة، المعية تدل على مطلق المصاحبة ولا يلزم أن يكون مساويا له في الدرجة وفي الأجر والثواب، أرأيت لو قلت: فلان مع فلان في الحجرة لكن أحد الرجلين يجلس على كنب مستريحا وتُقدّم له الأكلات الطيبة الشهية والأخر يجلس على حصير وتقدّم له أكلات مناسبة فهنا هما معا في مكان واحد لكن يختلف كل واحد عن الأخر فإذا كان المرء مع من أحب المعنى أنه معهم مصاحب لهم ولكنه لا يلزم من هذه المصاحبة والمعية أن يكونوا سواء في الثواب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمعة هدى في سؤالها الثاني تقول.
9 - كيف نكون مع الأنبياء والشهداء الذين نحبهم وقد فضلوا علينا كثيرا ونحن أقل منهم في العمل وفي الفضل وفي المنزلة بكثير جدا ؟ أستمع حفظ
حدثونا بارك الله فيكم عن العباد والزهاد الذين أعرضوا عن زينة الحياة الدنيا وفتنتها وأقبلوا على الله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحياة الحقيقية الدائمة التي فيها السعادة والطمأنينة في الدارين ؟
الشيخ : أولا يجب أن نعلم أن العبّاد والزهاد ليس كما يتصوّره كثير من الناس هم الذين أعرضوا عن الدنيا كلها وانزووا في زاوية بعيدين عن الناس لا يأمرون بالمعروف ولا ينهوْن عن المنكر لا، العباد هم الذين قاموا بعبادة الله على حسب ما تقتضيه الشريعة والزهاد هم الذين تركوا ما لا ينفعهم في الأخرة فما ينفعهم في الأخرة يفعلونه ولو كان من أمور الدنيا ولهذا لما اجتمع نفر من الصحابة وقال بعضهم: أنا لا أتزوّج النساء وقال الأخر: أنا لا ءاكل اللحم وقال الأخر: أنا أقوم ولا أنام وقال الرابع: أنا أصوم ولا أفطر وبّخهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام: ( أما أنا فأقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوّج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
فالزهد حقيقته أن يدع الإنسان ما لا ينفعه في الأخرة لا أن يدع أمور الدنيا كلها والعبادة أن يتعبد الإنسان لله تعالى بما يُوافق الشريعة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم العباد.
وأما أولئك الذين ينزوون في أماكن ولا يعرفون الناس ولا يعرفهم الناس ولا ينالون شيئا مما أباح الله لهم من الطيبات فإن هؤلاء إلى الذم أقرب منهم إلى المدح لأن الله تعالى يقول: (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) فالحاصل أن العباد والزهاد هم أولا في العباد الذين يقومون بعبادة الله على ما تقتضيه شريعة الله والزهاد هم الذين يزهدون فيما لا ينفعهم في الأخرة لا في أمور الدنيا كلها قد يكون من أمور الدنيا ما ينفع الإنسان في الأخرة كالمال مثلا، المال قد يكون نافعا للإنسان في الأخرة ونعم المال الصالح عند الرجل الصالح وما أكثر الذين نفعوا المسلمين بأموالهم فواسوا الفقراء وأصلحوا الطرق وأعانوا في الجهاد وطبعوا الكتب النافعة وحصل في أموالهم خير كثير وهم يشتغلون في المال. نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ. هذه رسالة وصلت من مستمع للبرنامج من السودان المستمع يقول في السؤال الأول.
10 - حدثونا بارك الله فيكم عن العباد والزهاد الذين أعرضوا عن زينة الحياة الدنيا وفتنتها وأقبلوا على الله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحياة الحقيقية الدائمة التي فيها السعادة والطمأنينة في الدارين ؟ أستمع حفظ
ما هو المقصود من قوله تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك ) ؟
الشيخ : نعم. المقصود بهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم على نفسه أكل العسل وقال: ( لا ءاكل العسل ) فبيّن الله له سبحانه وتعالى أنه لا ينبغي أن يحرّم ما أحل الله له من أجل طلب مرضاة زوجاته ولكنه سبحانه وتعالى بيّن له ما يزول به هذا التحريم فقال: (( قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) وبناءً عليه نقول: لو حرّم الإنسان شيئا مما أحل الله له فإنه يُنهى عن هذا ولكنه إذا فعل فإن لهذا الفعل حلا وهو أن يُكِفّر كفارة يمين ثم يعود إلى ما حرّمه على نفسه، مثال ذلك لو قال حرام علي أن أدخل بيت فلان ثم أراد أن يدخله نقول: ادخل البيت وكفر كفارة يمين لأن الله قال: (( قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ )) وكذلك لو قال: حرام علي أن أكلّم فلانا نقول: كلمه وكفّر كفارة يمين فكل شيء أحله الله إذا حرّمه الإنسان فإن له حكم اليمين يكفّر كفارة اليمين ثم يفعله. نعم.
السائل : أيضا في الفقرة الثانية يقول المستمع من السودان.
11 - ما هو المقصود من قوله تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك ) ؟ أستمع حفظ
ما هو الحديث الذي أسر به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) الآية ؟
الشيخ : نعم. الذي أسرّه إلى إحدى زوجاته أنه لا يأكل أو لا يشرب العسل.
السائل : المستمع م ك س من الدمام يقول.
12 - ما هو الحديث الذي أسر به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) الآية ؟ أستمع حفظ
بعض العملات ترتفع أحيانا وأحيانا تنخفض فمع انخفاضها نقوم بشرائها حتى ترتفع ونبيعها بعد ذلك بثمن أكثر هل يجوز لنا ذلك مع إيضاح الدليل ؟
الشيخ : نعم. يجوز للإنسان أن يشتري العملات عند رخصها فإذا زادت قيمتها باعها كما يجوز أيضا أن يشتري بقية السلع حال رخصها فإذا زادت باعها دليل ذلك عموم قول الله تعالى (( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )) فكل بيع فالأصل فيه الحل حتى نتيقن أنه من الربا ولهذا نقول في العملات: إنه لا بد أن يستلم كل من الطرفين العوض الذي ءال إليه فإذا صارفتُ شخصا بعملة فلا بد أن يُسلمني ولا بد أن أسلمه في مجلس العقد فإن لم يحصل التسليم صار هذا من باب الربا الذي حرّمه الله.
إذًا يجب علينا أن ننتبه لهذه المسألة وهو أن تبادل العملات لا بد فيه من التقابض من الطرفين في مجلس العقد وأنه لا يجوز تأخير القبض. نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على تفضلكم بالحديث معنا في هذا المجلس المبارك من مجالس نور على الدرب.