امرأة متزوجة قد هجرها زوجها لعدة سنوات وتحمد الله أنها لم تقصر في أداء واجباتها نحوه ، وقد تزوج عليها وهجرها لمدة طويلة وحتى الآن وهي تصوم وتصلي النوافل وتقوم بأعمال خيرية وقد استأذنته بالخروج إلى بناتها وجيرانها إذا لزم الأمر لأنهم يبعدون عنها مسافة (100كلم) فرفض ذلك وحتى الصوم وصلاة النافلة فطلبت منه الطلاق أو السماع فرفض كذلك ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، جوابنا على هذا السؤال أولا أن نوجه النصيحة إلى هذا الزوج فإذا كان هذا الزوج قد هجر زوجته بلا سبب شرعي وفضّل عليها زوجته الأخرى فليبشر بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) فعلى هذا الزوج أن يتقي الله وأن يعدل بين زوجاته ليتفادى هذا الإثم العظيم وهذا الخزي والعار يوم القيامة يأتي يوم القيامة وشقه مائل وإذا كان ما قالته هذه المرأة صدقا في إضاعته لحقها وهجرها بلا موجب شرعي فإنه ليس له عليها حق فلها أن تصوم ولها أن تصلي ولها أن تخرج لحاجاتها أذن في ذلك أم لم يأذن لأن الله تعالى قال في كتابه (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )) .
ولكنني أشير على هذه المرأة أن تسعى في الإصلاح بينها وبين زوجها إما بضم بمعروف وإما بتسريح بإحسان وألا تبقى أو ألا يبقى الأمر هكذا معطلا ليست مطلقة ولا مزوّجة لأن هذا ضرر عليها وتفويت لحياتها ولعل الله أن يرزقها خيرا منه إذا قُدّر الفراق بينهما لقوله تعالى (( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ )) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم. نعود إلى رسالة المستمع حامد إبراهيم بالرياض يقول.
1 - امرأة متزوجة قد هجرها زوجها لعدة سنوات وتحمد الله أنها لم تقصر في أداء واجباتها نحوه ، وقد تزوج عليها وهجرها لمدة طويلة وحتى الآن وهي تصوم وتصلي النوافل وتقوم بأعمال خيرية وقد استأذنته بالخروج إلى بناتها وجيرانها إذا لزم الأمر لأنهم يبعدون عنها مسافة (100كلم) فرفض ذلك وحتى الصوم وصلاة النافلة فطلبت منه الطلاق أو السماع فرفض كذلك ؟ أستمع حفظ
إذا أفتى الإنسان فتوى لأحد من الناس ثم ذهب هذا المفتي وبعد حين من الزمن راجع هذا المفتي أقوال أهل العلم فوجد فتواه خطأ فماذا يعمل ؟ وهل عليه إثم ؟
الشيخ : إذا كانت الفتوى الأولى عن اجتهاد وكان هو جديرا بأن يجتهد ثم بعد البحث والمناقشة تبيّن له خطأ اجتهاده الأول فإنه لا شيء عليه وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا فتجد عن الواحد منهم في المسألة الواحدة عدة أقوال.
أما إذا كانت فتواه الأولى عن غير علم، وعن غير اجتهاد ولكنه يظن ظنا وبعض الظن إثم فإنه يحرم عليه أصلا أن يفتي بمجرد الظن أو الخرص لأنه إذا فعل ذلك فقد قال على الله بلا علم والقول على الله بلا علم من أكبر الذنوب لقوله تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وعليه أن يبحث عن الذي استفتاه حتى يُخبره بأن فتواه خطؤ وغلط فإذا فعل هذا فأرجو أن يتوب الله عليه.
ومسألة الفتيا بغير علم مسألة خطيرة لأنه لا يضل فيها المستفتي وحده بل ربما ينشرها المستفتي بين الناس فيضل بها فئام من الناس وهي خطؤ وضلال. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
2 - إذا أفتى الإنسان فتوى لأحد من الناس ثم ذهب هذا المفتي وبعد حين من الزمن راجع هذا المفتي أقوال أهل العلم فوجد فتواه خطأ فماذا يعمل ؟ وهل عليه إثم ؟ أستمع حفظ
حدثونا عن الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي ؟
الشيخ : نعم. الشروط في المفتي هو أن يكون مطلعا على غالب أقوال أهل العلم ومطلعا على الأدلة الشرعية في هذا الحكم الذي أفتى به وأما مجرد الظن والتقليد فإنه لا يُفتى به لكن التقليد إذا كان ليس هناك مجتهد وليس بإمكان الإنسان أن يجتهد وهو من طلبة العلم الذين يعرفون ما كتبه العلماء فلا حرج عليه أن يُفتي به للضرورة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا عادل فتحي من جمهورية مصر العربية مقيم بالأردن يقول.
هل تجوز الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة ؟
الشيخ : السؤال عن هذا كثير جدا وقد بيّنا فيما سبق أن المساجد التي فيها أضرحة لا تخلو من حالين، الحال الأولى: أن يكون المسجد مبنيا على القبر وفي هذه الحال يجب هدم المسجد، ولا تجوز الصلاة فيه ومن صلى فيه فصلاته باطلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) وهذا يدل على أن اتخاذ القبور مساجد موجب للعنة الله عز وجل وكبيرة من كبائر الذنوب وما كان كبيرة فإن الواجب التخلّص منه والتوبة إلى الله منه.
وأما الحال الثانية: فهو أن يكون المسجد سابقا على القبر بمعنى أنه إذا مات شخص دفن في نفس المسجد، فهنا يجب أن يُنبش هذا القبر وأن يُدفن صاحبه في المكان الذي يُدفن فيه مثله وإذا تعذّر هذا فالصلاة في هذا المسجد جائزة لكن لا يكون القبر أمام المصلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور.
السائل : بارك الله فيكم.
جمعنا الظهر مع العصر بسبب الأمطار وقام بعض المصلين بعد العصر على أساس أنها سنة الظهر البعدية فهل تجوز الصلاة بعد العصر في هذه الحالة ؟
الشيخ : نعم، إذا جمع الإنسان بين الظهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير فإنه لا حرج عليه أن يصلي سنّة الظهر البعدية بعد صلاة العصر وذلك لأن هذه السنّة لها سبب والصلوات التي لها سبب لا تدخل في الصلوات المنهي عنها وإنما النهي عن الصلاة المطلقة التي يقوم الإنسان ليتطوّع بالصلاة في أوقات النهي لغير سبب أما ذوات الأسباب فالقول الراجح من أقوال أهل العلم أنه ليس عنها نهي فيجوز للإنسان أن يصلي تحية المسجد بعد العصر وبعد الفجر وأن يصلي سنّة الوضوء كذلك بعد العصر وبعد الفجر وكل صلاة لها سبب فهذه قاعدتها لا تدخل في أوقات النهي.
السائل : نعم. بارك الله فيكم. هذا المستمع علي خ م يقول.
5 - جمعنا الظهر مع العصر بسبب الأمطار وقام بعض المصلين بعد العصر على أساس أنها سنة الظهر البعدية فهل تجوز الصلاة بعد العصر في هذه الحالة ؟ أستمع حفظ
من حلف بالله على المصحف الكريم كاذبا لكنه أصبح نادما على ما فعل فماذا عليه.؟
الشيخ : الحلف بالله كاذبا حرام بل عدّه بعض العلماء من كبائر الذنوب سواءً حلَف على المصحف أم لم يحلف على المصحف والحلِف على المصحف من الأمور البدعية التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها أحدثت فيما بعد فمن حلف بالله كاذبا سواءٌ على المصحف أو بدونه فإنه ءاثم بل فاعل كبيرة عند بعض العلماء فعليه أن يتوب إلى الله فيندم على ما مضى ويعزم على أن لا يعود في المستقبل ومن تاب تاب الله عليه لقول الله تبارك وتعالى (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) فإن هذه الأية نزلت في التائبين. نعم.
السائل : هذا المستمع للبرنامج رمز لاسمه بـ أ أ يقول.
هل تجوز الصلاة بعشرة أشخاص يوم الجمعة ؟
الشيخ : يريد السائل أن الجمعة هل تنعقد بعشرة أشخاص؟
السائل : نعم.
الشيخ : وجوابنا على هذا أن نقول: إن هذا موضع خلاف بين العلماء فمنهم من قال إن الجمعة لا تنعقد بأقل من أربعين، منهم من قال لا تنعقد بأقل من اثني عشر رجلا ومنهم من قال تنعقد بثلاثة رجال والصحيح أنها تنعقد بثلاثة رجال وبأربعة وبخمسة وبعشرة فما زاد إذا كانوا مستوطنين في هذه القرية فإنهم يُقيمون الجمعة لأن الثلاثة جمع يكون إمام يخطب ومؤذن يؤذن ومأموم تابع فيتقدّم الإمام ويصلي بالرجلين وكذلك ما زاد، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة أن الجمعة تنعقد بثلاثة فأكثر إذا كانوا مستوطنين في بلد سواء كان كبيرا أم صغيرا.
السائل : هذا المستمع أحمد مطيري يقول هل من قرأ سورة يس ..
الشيخ : قد تقول: كيف يكونون مستوطنين في بلد كبير وهم ثلاثة؟ نقول: نعم يمكن هذا فيما لو كانت البلد بلد كفر وهؤلاء الثلاثة مسلمون لا يوجد غيرهم وهم ممن لا تجب عليهم الهجرة للعجز عنها أو لكونهم يستطيعون أن يُقيموا شعائر دينهم في هذا البلد ففي هذه الحال يُقيمون الجمعة وهم ثلاثة ولو كانت البلد كبيرة.
السائل : المستمع عبد الهادي سيف من اليمن يقول.
في صلاة الصبح يأتي الإمام بدعاء القنوت ونحن لا نؤمن معه ، فهل صلاتنا صحيحة وما نصيحتكم لهذا الإمام ؟
الشيخ : القنوت في صلاة الصبح سنّة عند الشافعي.
السائل : نعم.
الشيخ : أو عند أصحاب الشافعي وهو من الأمور التي يسوغ فيها الاجتهاد فإذا كان هذا الإمام يقنت بناء على ما ظهر عنده من الدليل فلا حرج عليه في ذلك وعلى المأموم أن يُتابعه ولا يتخلّف عنه ولا يسجد قبله ويؤمّن على دعائه أيضا فإن الإمام أحمد رحمه الله سئل عن الرجل يأتم بقانت في الفجر؟ فقال: يُتابعه ويؤمّن يعني يؤمّن على دعائه وإذا لم يؤمّن فصلاته ليس فيها يعني، وإذا لم يؤمّن فإن صلاته صحيحة لكن كونه يؤمّن ويتبع الإمام ولا يُظهر المخالفة أحسن وأوْلى.
السائل : يقول في السؤال الثاني.
8 - في صلاة الصبح يأتي الإمام بدعاء القنوت ونحن لا نؤمن معه ، فهل صلاتنا صحيحة وما نصيحتكم لهذا الإمام ؟ أستمع حفظ
عندنا في شهر رمضان المبارك قبل صلاة الظهر والعصر يرفع الجالسون في المسجد أصواتهم بدعاء جماعي هو ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أستغفر الله ، أسألك الجنة ونعوذ بك من النار ) ثلاثا، وبعده ( إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ) ثلاثا ، ثم تقام الصلاة فما رأيكم في هذا الدعاء ؟
الشيخ : رأينا في هذا الدعاء أنه دعاء بدعي فإن ذلك لم يكن معروفا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يقومون يدعون الله تعالى دعاء جماعيا قبل الإقامة أو بعد الصلوات أيضا.
وما كان محدثا فإنه ضلالة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ) .
فنصيحتي لهؤلاء الإخوة أن يرجعوا إلى سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ينظروا ماذا كان يفعل فيتبعوه في فعله وماذا كان يترك فيتبعوه في تركه فإن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم فعل وترك فما وجِد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله علِم أن تركه هو السنّة وهم إذا رجعوا إلى ما جاء في السنّة في هذه المسألة علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك ولا فعله خلفاؤه الراشدون فيما نعلم والمؤمن حقا هو الذي إذا قضى الله ورسوله أمرا لم يكن له الخيرة من أمره. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع للبرنامج الطيب محمد يقول في السؤال الأول.
9 - عندنا في شهر رمضان المبارك قبل صلاة الظهر والعصر يرفع الجالسون في المسجد أصواتهم بدعاء جماعي هو ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أستغفر الله ، أسألك الجنة ونعوذ بك من النار ) ثلاثا، وبعده ( إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ) ثلاثا ، ثم تقام الصلاة فما رأيكم في هذا الدعاء ؟ أستمع حفظ
ما حكم تغطية المرأة لوجهها في الإسلام ، وما كيفية خطبة المرأة التي تغطي وجهها ؟ وأرجو توضيح السبل المشروعة للخطبة ؟
الشيخ : تغطية المرأة وجهها عن الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها واجبة وقد دل على ذلك الكتاب والسنّة والنظر الصحيح ففي كتاب الله يقول الله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )) ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالخروج إلى مصلى العيد قلن ( يا رسول الله! إحداهن ليس لها جلباب؟ قال: لتلبسها أختها من جلبابها ) ولا ريب أن السنّة دالة على ذلك أيضا ففي حديث فاطمة بنت قيس قال لها النبي عليه الصلاة والسلام: ( اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ) ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد أنها تضع الثياب حتى تكون عارية بل تضعين ثيابك التي جرت العادة أن تلبسيها عند غير المحارم لأنه رجل أعمى ولا ريب أيضا أن النظر يقتضي وجوب ستر الوجه عن الرجال الأجانب لأن الوجه هو محط الفتنة وهو محل الرغبة من الرجال ولهذا لا ينظر الرجل إلى المرأة إلا إلى وجهها ولا يعتبر في الجمال إلا وجهها.
والخاطب إذا خطب المرأة وكان يعتني بالجمال لم يسأل إلا عن الوجه لأن الوجه هو كل شيء فإذا كان هذا هو محط الفتنة ومحل الرغبة فإنه يجب ستره من باب أوْلى من ستر الرِجْل وإذا كان عند الذين قالوا: إن الوجه يجوز كشفه إذا كان كشف الرجْل عندهم محرما فإن كشف الوجه من باب أوْلى لأن الفتنة الحاصلة بكشف الوجه أعظم بكثير من الفتنة الحاصلة بكشف الرجْل.
ويا سبحان الله أن تكون الشريعة الإسلامية جاءت بتحريم بروز أصبع من أصابع الرجل ولم تأتي بتحريم بروز العينين والشفتين والخدين والجبهة وملامح الوجه الذي هو محل الفتنة وإثارة الشهوة هذا شيء لا يُمكن أن تأتي بمثله هذه الشريعة الحكيمة ولذلك كان القول المتعيّن عند التأمل هو وجوب ستر الوجه عن الرجال الأجانب.
وأما بالنسبة للخاطب فله أن ينظر من المرأة ما يرغّبه في نكاحها من الوجه والرأس والكفين والقدمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، أمر الخاطب إذا خطب امرأة أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها وأما كيف يخطب الإنسان المرأة؟ فإن الأفضل أن يُكلّم أولياءها ثم يطلب النظر إليها ولا بد أن يكون النظر بحضور وليها أو أحد من محارمها ولا يجوز أن ينظر إليها في محل خلوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) وكذلك لا يحل له أن يتخاطب معها في الهاتف لأنها أجنبية منه حتى يعقد عليها والمخاطبة معها في الهاتف تؤدي إلى فتنة وإلى تحرّك الشهوة وهذا أمر محذور شرعا لكن إذا عقد عليها فلا حرج أن يتكلّم معها في الهاتف وغيره. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، التحري عن الخاطب يا فضيلة الشيخ ما رأيكم فيه؟
الشيخ : لا بد أن يسألوا عن الخاطب قبل أن يجيبوه.
السائل : طيب.
الشيخ : لاسيما في هذا الوقت الذي كثُر فيه الخداع فإن الواجب التحري تحريا كاملا بحيث يُسأل عن دين الرجل قبل كل شيء عن صلواته وعن مُماشاته ثم عن أخلاقه وعن طبائعه وسجاياه ثم عما يريدون أن يسألوا عنه من الأمور الأخرى التي تُعتبر فرعا عن هذين الأمرين ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ولا بد من التحري غاية التحري فإن كثيرا من النساء يشكوا من أنهن تزوجن برجال يعتقدن فيهم الصلاح فيتبيّن أنهم ليس عندهم صلاح حتى إن بعض النساء تشكو من أن الزوج الذي تزوّجت به لا يصلي وبعضهن تشكي بأنه لا يصلي الصلاة في وقتها وبعضهن تشكي بأنه لا يصلي مع الجماعة، بعضهن تشكي بأنه مغرم بالغزل مع النساء، بعضهن تشكو بأنه مغرم بالأغاني وما أشبه ذلك فالواجب التحري قبل الإجابة وإذا قدّر أنهم يجيبونه في يوم فليتأخروا يومين أو ثلاثة أو عشرة حتى يتأكدوا تماما من أن هذا الرجل كفؤ وإذا تبيّن أنه كفء فليتكلوا على الله ويزوّجوه.
السائل : بارك الله فيكم. هذا مستمع للبرنامج بقي له هذا السؤال يقول.
10 - ما حكم تغطية المرأة لوجهها في الإسلام ، وما كيفية خطبة المرأة التي تغطي وجهها ؟ وأرجو توضيح السبل المشروعة للخطبة ؟ أستمع حفظ
إذا أدركت الإمام في الركعة الثانية من صلاة العشاء ، هل أقضي الركعة بفاتحة الكتاب وسورة جهرا باعتبار الركعة الأولى لي أم أقضيها بالفاتحة سراً ؟
الشيخ : الصحيح أن المسبوق يقضي ما فاته على أنه ءاخر صلاته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وإتمام الشيء يكون في ءاخر الشيء وعلى هذا فإذا أدرك الإمام في الركعة الثانية من صلاة العشاء فقد أدرك مع الإمام ثلاثا فإذا قام يقضي الباقي عليه، الباقي عليه وهي ركعة واحدة فإنه يقتصر فيها على قراءة الفاتحة فقط وتكون قراءته سرا لأن هذه الركعة هي ءاخر ركعاته. نعم.
السائل : المستمع ع ع م جمهورية مصر العربية محافظة مرسي مطروح يقول في هذا السؤال.
11 - إذا أدركت الإمام في الركعة الثانية من صلاة العشاء ، هل أقضي الركعة بفاتحة الكتاب وسورة جهرا باعتبار الركعة الأولى لي أم أقضيها بالفاتحة سراً ؟ أستمع حفظ
أفطرت عدة أيام من شهر رمضان لسوء حالتي الصحية ولم أستطع صيامها لضعفي فماذا أفعل أأصومها حتى لو سببت لي متاعب صحية أم ماذا أفعل ؟
الشيخ : الذي يظهر من حال السائل أنه مريض مرضاً لا يستطيع معه الصوم على وجه مستمر وبناء عليه فإنه لا يلزمه الصوم في هذه الحال وإنما يلزمه أن يُطعم عن كل يوم مسكينا وذلك لأن العاجز عن الصوم له حالان، الحال الأولى: أن يكون عجزه طارئا بحيث يرجو أن يُشفى من مرضه فيقضي ما فاته فهذا ينتظر حتى يُشفى ثم يقضي ما فاته.
والحال الثانية: أن يكون مرضه مرضا مستمرا لا يُرجى منه الشفاء ففي هذه الحال يُطعم عن كل يوم مسكينا.
والإطعام له صفتان، الصفة الأولى: أن يجمع مساكين بعدد الأيام في ءاخر يوم من رمضان فيعشّيهم والصفة الثانية: أن يعطيهم شيئا غير مطبوخ وهو ما يقرب من كيلو من الرز لكل واحد. نعم.
السائل : هذه المستمعة من الرياض تقول فضيلة الشيخ.
12 - أفطرت عدة أيام من شهر رمضان لسوء حالتي الصحية ولم أستطع صيامها لضعفي فماذا أفعل أأصومها حتى لو سببت لي متاعب صحية أم ماذا أفعل ؟ أستمع حفظ
ما هي الكتب التي تنصحونا بقراءتها في مجال الزهد ؟
الشيخ : لا شيء أحسن من كتاب الله عز وجل في باب الزهد ولا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الزهد له مفهومان، مفهوم شرعي ومفهوم عرفي فالمفهوم الشرعي أن الزهد ترك ما لا ينفع في الأخرة وليس المراد به أن يترك الإنسان الدنيا كلها ويتقشف ويكون في بيته لا يعرف ولا يُعرف بل أن يترك ما لا ينفعه في الأخرة ولو عمِل أعمالا دنيوية ولو خالط الناس ولو ماشاهم.
وأما الزهد العرفي فهو التقشّف وكوْن الإنسان لا يتمتع بما أحل الله له وإن كان نافعا له في الأخرة وكونه يقتصر على نفسه وينزوي في بيته وهذا الزهد ليس مشروعا ولا يؤجر الإنسان عليه فإنه قد يضيع فيه واجبات كثيرة وقد يحرم نفسه من مباحات كثيرة بغير سبب والإنسان الذي يحرم نفسه من المباحات التي أباحها الله بلا سبب شرعي يُعد مذموما لا ممدوحا.
لهذا ينبغي أن نقول لهذه السائلة ولغيرها ممن يستمع: يجب أن نعرف معنى الزهد أولاً حتى نبحث عن الكتب التي تُعين على الزهد أو التي تبيّن الزهد.
فالزهد قاعدته كما أشرت إليه " ترك ما لا ينفع في الأخرة " فممارسة شيء من أمور الدنيا وهو نافع في الأخرة لا يخرج به الإنسان عن الزهد والانطواء على النفس وعدم الاختلاط مع الناس وكوْن الإنسان يتقشف ويمتنع مما أحل الله له ليس هذا من الزهد المحمود بل هو من الزهد المذموم. نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم.