نور على الدرب-232a
ما حكم تقبيل القرآن قبل وبعد القراءة ؟
السائل : ما حكم تقبيل القرآن قبل وبعد القراءة ؟
الشيخ : تقبيل القرآن إذا وقع من شخص فإنما يقع على وجه التعظيم لكتاب الله عز وجل ، ولا شك أن تعظيم كتاب الله من أفضل القربات لأن كتاب الله عز وجل هو كلامه فقد تكلم الله سبحانه وتعالى بهذا القرآن بكلام سمعه منه جبريل فنزل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )) وقال الله تعالى : (( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) وقال تعالى : (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) .
فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة تكلم به وسمعه جبريل ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فتعظيم هذا القرآن العظيم من تعظيم الله عز وجل ، ولكن تعظيم الله وتعظيم رسوله وتعظيم كتابه إنما هو بحسن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا بأن يتبع الإنسان هواه ، فهذه القاعدة ينبغي للإنسان أن يعتبرها : وهي أن تعظيم الله وتعظيم رسوله وتعظيم كتابه إنما هو بحسن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كان الإنسان أتبع لرسول الله كان أدل على ما في قلبه من تعظيم الله ومن محبة الله قال الله تعالى : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) . فمن ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه ينقص من محبته لله وتعظيمه لله بقدر ما حصل من هذه البدعة من المخالفة .
وبنا على هذه القاعدة نقول : تقبيل المصحف عند ابتداء التلاوة وعند انتهائها أو عند الابتداء فقط أو عند الانتهاء فقط أو في غير هذه المناسبة ليس مشروعا بل هو بدعة ، فلم يكن معروفا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن تقبل الرقاع التي كتب فيها شيء من القرآن ، وليس معروفا في عهد الصحابة بعد جمع القرآن في المصحف أن يقبلوا هذا المصحف ، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن من ابتدع بدعة ولو استحسنها فهي قبيحة ، ولو ظن أنها هدى فهي ضلالة ولو ظن أن فيها ثوابا فهي في النار لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ).
وعلى هذا فإني أنصح أخي هذا السائل من أن يقوم بتقبيل المصحف لا في ابتداء القراءة ولا في انتهائها ولا في مناسبات أخرى ، ويكفيه تعظيما للمصحف أن يؤمن بما أخبر الله فيه وأن يعمل بما أمر الله به فيه ، وأن ينتهي عما نهى الله عنه فيه ، هذا هو التعظيم الحقيقي الذي يدل على صدق قصد الإنسان وإخلاصه لله عز وجل وعلى صحة شهادته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، لأن من تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ألا تعبد الله إلا بما شرعه هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
الشيخ : تقبيل القرآن إذا وقع من شخص فإنما يقع على وجه التعظيم لكتاب الله عز وجل ، ولا شك أن تعظيم كتاب الله من أفضل القربات لأن كتاب الله عز وجل هو كلامه فقد تكلم الله سبحانه وتعالى بهذا القرآن بكلام سمعه منه جبريل فنزل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )) وقال الله تعالى : (( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) وقال تعالى : (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) .
فالقرآن كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة تكلم به وسمعه جبريل ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فتعظيم هذا القرآن العظيم من تعظيم الله عز وجل ، ولكن تعظيم الله وتعظيم رسوله وتعظيم كتابه إنما هو بحسن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا بأن يتبع الإنسان هواه ، فهذه القاعدة ينبغي للإنسان أن يعتبرها : وهي أن تعظيم الله وتعظيم رسوله وتعظيم كتابه إنما هو بحسن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كان الإنسان أتبع لرسول الله كان أدل على ما في قلبه من تعظيم الله ومن محبة الله قال الله تعالى : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) . فمن ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه ينقص من محبته لله وتعظيمه لله بقدر ما حصل من هذه البدعة من المخالفة .
وبنا على هذه القاعدة نقول : تقبيل المصحف عند ابتداء التلاوة وعند انتهائها أو عند الابتداء فقط أو عند الانتهاء فقط أو في غير هذه المناسبة ليس مشروعا بل هو بدعة ، فلم يكن معروفا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن تقبل الرقاع التي كتب فيها شيء من القرآن ، وليس معروفا في عهد الصحابة بعد جمع القرآن في المصحف أن يقبلوا هذا المصحف ، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن من ابتدع بدعة ولو استحسنها فهي قبيحة ، ولو ظن أنها هدى فهي ضلالة ولو ظن أن فيها ثوابا فهي في النار لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ).
وعلى هذا فإني أنصح أخي هذا السائل من أن يقوم بتقبيل المصحف لا في ابتداء القراءة ولا في انتهائها ولا في مناسبات أخرى ، ويكفيه تعظيما للمصحف أن يؤمن بما أخبر الله فيه وأن يعمل بما أمر الله به فيه ، وأن ينتهي عما نهى الله عنه فيه ، هذا هو التعظيم الحقيقي الذي يدل على صدق قصد الإنسان وإخلاصه لله عز وجل وعلى صحة شهادته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، لأن من تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ألا تعبد الله إلا بما شرعه هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
ما حكم رفع اليدين بالدعاء بعد صلاة الفرائض والسنن ؟ وما حكم المسح بها على الوجه ؟
السائل : حكم رفع اليدين بالدعاء بعد صلاة الفرائض والسنن والمسح على الوجه ؟
الشيخ : هذه في الحقيقة ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ، فقد اختلف العلماء رحمهم الله في استحبابه فمنهم من استحبه ، ومنهم من رأى أنه بدعة ، وهذا الخلاف مبني على الأحاديث الواردة فيه : ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا رفع يده بالدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه ) وجميع الأحاديث الواردة في هذه ضعيفة ، لكن بعض العلماء رفعها إلى درجة الحسن لغيره ، أي جعل هذه الأحاديث المتعددة مجموعها يقضي أن يكون الحديث حسنا لغيره .
ومن العلماء من رأى أنها ضعيفة وأنها وردت على وجوه لا توصلها إلى أن يكون الحديث حسنا لغيره ، وممن رأى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقوله أقرب إلى الصواب ، وعلى هذا فلا يمسح الداعي وجهه بيديه بعد انتهاء دعائه ، بل إذا انتهى من دعائه وقد رفعهما أرسلهما بدون مسح ، ولكن لو وجدنا أحدا يمسح فإنا لا ننهاه عن ذلك ، لاحتمال أن تكون الأحاديث الواردة في هذا وهي ضعيفة ترتقي إلى درجة الحسن هذه مسألة.
المسألة الثانية : رفع اليدين في الدعاء ، فرفع اليدين في الدعاء الأصل فيه الاستحباب ، لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة ، وذلك لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلى طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )) وقال تعالى : (( يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) .
فجعل النبي عليه الصلاة والسلام رفع اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ، وكذلك ذكر عنه صلى الله عليه وسلم : ( أن الله حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً ) أي خالية .
فالأصل في الدعاء أن رفع اليدين فيه سنة ومن آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة ، ولهذا يجد الإنسان فرقا بين دعائه وهو رافع يديه وبين دعائه وهو مرسلا يديه ، فإنه يجد أن الحالة الأول أشد خشوعا وأظهر استكانة وفقرا إلى الله عز وجل مما لو دعا مرسلا يديه .
لكن ما وردت السنة فيه بعدم الرفع فالأفضل فيه عدم الرفع ، ولهذا أنكر الصحابة رضي الله عنهم على بشر بن مروان حين رفع يديه وهو يدعو في خطبة الجمعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه إذا دعا في خطبة الجمعة إلا في موضعين :
الموضع الأول : إذا استسقى ، أي إذا طلب نزول الغيث.
والثاني : إذا استصحى أي إذا طلب الصحو ووقوف المطر ، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعو الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ( اللهم أغثنا اللهم أغثنا الله أغثنا ) قال أنس : فو الله ما في السماء من سحاب ولا قزعة بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ، وسلع هو جبيل صغير في المدينة معروف إلى الآن تأتي من نحوه السحب ، يقول أنس رضي الله عنه : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء ، أي : صارت فوق الرؤوس ، انتشرت وتوسعت بأمر الله عز وجل، ورعدت وبرقت وأمطرت، فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته ، وبقي المطر أسبوعاً كاملاً لا يرون الشمس . وفي الجمعة الثانية دخل رجل أو الرجل الأول وقال يا رسول الله : تهدم البناء وغرق المال فادعوا الله يمسكها عنا ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، وجعل يشير إلى النواحي عليه الصلاة والسلام فما يشير إلى ناحية إلا انفرج السحاب منها ).
فتأمل يا أخي هذا الحديث العظيم يتبين لك فيه آيتان عظيمتان :
الآية الأولى : قدرة الله عز وجل حيث أنشأ هذه السحابة في هذه المدة الوجيزة وأمطرت وجعل المطر يبقى أسبوعا كاملا .
والآية الثانية : آية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقا حيث استجاب الله دعاءه في الاستسقاء والاستصحاء .
ثم تأمل كيف طلب هذا الرجل من النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله تعالى أن يمسكها ولكنه عليه الصلاة والسلام دعا الله أن يجعل المطر ، فقال: ( حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) فلم يدع بأن يمسكها الله عز وجل بل دعا بأن يبقى المطر لكن على وجه لا ضرر فيه بل فيه النفع .
ونستفيد من هذه الفائدة : أن الإنسان إذا أصابه ما يضره فليدع الله عز وجل أن يصرفه عنه إلى وجه لا ضرر فيه ، لأنه قد يكون الشيء ضارا من وجه نافعا من وجه آخر .
وفي هذا الحديث الذي ذكرناه حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين الاستسقاء ورفع الناس أيديهم معه ، وعلى هذا فالناس الذين يستمعون إلى خطبة الجمعة لا يرفعون أيديهم إلا حيث رفع الإمام يديه ، والإمام لا يرفع يديه في خطبة الجمعة إلا في الاستسقاء أو الاستصحاء ، ومن هنا نعرف أن ما يفعله بعض الأخوة إذا دعا الإمام في خطبة الجمعة للمسلمين يرفعون أيديهم في حال الخطبة ، فإننا نقول لهم : السنة أن لا ترفعوا أيديكم بل أمنوا سرا وإن لم ترفعوا أيديكم ، بل لا ترفعوا أيديكم لأنكم تبع للخطيب والخطيب لا يرفع يديه في الدعاء إلا في الموضعين اللذين أشرنا إليهما.
والخلاصة : أن رفع اليدين في الدعاء سنة ، وأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وردت السنة بعدم الرفع فيها فالأفضل عدم الرفع ، هذه المسألة الثانية.
المسألة الثالثة : الدعاء بعد الصلاة ، فالمشروع بعد الصلاة هو الذكر لقول تعالى : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) ولا يشرع الدعاء إلا فيما قصد به تنقية الصلاة مثل الاستغفار ثلاثا بعد السلام مباشرة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من المكتوبة استغفر الله ثلاثا مباشرة ، لأن هذا الدعاء يقصد منه تنقية الصلاة مما حصل فيها من خلل .
وأما ما عدا ذلك من الدعاء فليس مشروعا بعد الصلاة وإنما يشرع قبل أن يسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن مسعود حين علمه التشهد قال : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) فجعل الدعاء قبل السلام ، ولأن هذا هو المعقول الذي يقتضيه النظر ، فإن كونك تدعو الله عز وجل وأنت بين يديه وهو قبل وجهك أولى من أن تدعوه بعد الانصراف من هذه الحال التي كنت عليها ، وعلى هذا فنصيحتي لإخواني أن يجعلوا دعاءهم الذي يريدون أن يدعو الله فيه قبل السلام ، لأن هذا هو المحل الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتم التشهد .
إلا في حال واحدة فإن الدعاء يكون فيها بعد السلام وذلك في دعاء الاستخارة إذا هم الإنسان بالشيء وتردد فيه ، فإنه يصلي ركعتين ثم يدعو بدعاء الاستخارة المعروف : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ... ) إلى آخر الدعاء المعروف ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن يكون هذا الدعاء بعد الصلاة ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا هم أحدكم بأمر ) يعني اهتم به ولكنه لم يتبين له الصواب فيه قال : ( إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين ثم ليقل ) ومعلوم أن الركعتين لا تتمان إلا بالسلام منهما ، وعلى هذا فيكون دعاء الاستخارة بعد السلام ، وما عدا ذلك فإن الأفضل أن يكون الدعاء قبل السلام كما أشرنا إليه آنفا ، فهذه الثلاث مسائل التي تضمنها سؤاله.
المسألة الأولى: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
والثانية: رفعهما عند الدعاء.
والثالثة: الدعاء بعد الصلاة .
وقد تبين بما سبق حكم كل من هذه المسائل الثلاث .
وإذا فالمشروع لمن انتهى من صلاة الفريضة أن يقوم بالأذكار الواردة بعدها والمشروع لمن انتهى من النافلة أن ينصرف بدون رفع اليدين وبدون الدعاء لأن الدعاء إنما يكون قبل السلام ، ولكن لو أن أحدا من الناس دعا أحيانا بعد السلام فأرجو ألا يكون في ذلك ابتداعا لأنه يفرق بين الأمور الراتبة يجعلها الإنسان كالسنة وبين الأمور العارضة التي قد تعترض للإنسان فيفعلها أحيانا.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : هذه في الحقيقة ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ، فقد اختلف العلماء رحمهم الله في استحبابه فمنهم من استحبه ، ومنهم من رأى أنه بدعة ، وهذا الخلاف مبني على الأحاديث الواردة فيه : ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا رفع يده بالدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه ) وجميع الأحاديث الواردة في هذه ضعيفة ، لكن بعض العلماء رفعها إلى درجة الحسن لغيره ، أي جعل هذه الأحاديث المتعددة مجموعها يقضي أن يكون الحديث حسنا لغيره .
ومن العلماء من رأى أنها ضعيفة وأنها وردت على وجوه لا توصلها إلى أن يكون الحديث حسنا لغيره ، وممن رأى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقوله أقرب إلى الصواب ، وعلى هذا فلا يمسح الداعي وجهه بيديه بعد انتهاء دعائه ، بل إذا انتهى من دعائه وقد رفعهما أرسلهما بدون مسح ، ولكن لو وجدنا أحدا يمسح فإنا لا ننهاه عن ذلك ، لاحتمال أن تكون الأحاديث الواردة في هذا وهي ضعيفة ترتقي إلى درجة الحسن هذه مسألة.
المسألة الثانية : رفع اليدين في الدعاء ، فرفع اليدين في الدعاء الأصل فيه الاستحباب ، لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة ، وذلك لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلى طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )) وقال تعالى : (( يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) .
فجعل النبي عليه الصلاة والسلام رفع اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ، وكذلك ذكر عنه صلى الله عليه وسلم : ( أن الله حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً ) أي خالية .
فالأصل في الدعاء أن رفع اليدين فيه سنة ومن آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة ، ولهذا يجد الإنسان فرقا بين دعائه وهو رافع يديه وبين دعائه وهو مرسلا يديه ، فإنه يجد أن الحالة الأول أشد خشوعا وأظهر استكانة وفقرا إلى الله عز وجل مما لو دعا مرسلا يديه .
لكن ما وردت السنة فيه بعدم الرفع فالأفضل فيه عدم الرفع ، ولهذا أنكر الصحابة رضي الله عنهم على بشر بن مروان حين رفع يديه وهو يدعو في خطبة الجمعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه إذا دعا في خطبة الجمعة إلا في موضعين :
الموضع الأول : إذا استسقى ، أي إذا طلب نزول الغيث.
والثاني : إذا استصحى أي إذا طلب الصحو ووقوف المطر ، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعو الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ( اللهم أغثنا اللهم أغثنا الله أغثنا ) قال أنس : فو الله ما في السماء من سحاب ولا قزعة بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ، وسلع هو جبيل صغير في المدينة معروف إلى الآن تأتي من نحوه السحب ، يقول أنس رضي الله عنه : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء ، أي : صارت فوق الرؤوس ، انتشرت وتوسعت بأمر الله عز وجل، ورعدت وبرقت وأمطرت، فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته ، وبقي المطر أسبوعاً كاملاً لا يرون الشمس . وفي الجمعة الثانية دخل رجل أو الرجل الأول وقال يا رسول الله : تهدم البناء وغرق المال فادعوا الله يمسكها عنا ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، وجعل يشير إلى النواحي عليه الصلاة والسلام فما يشير إلى ناحية إلا انفرج السحاب منها ).
فتأمل يا أخي هذا الحديث العظيم يتبين لك فيه آيتان عظيمتان :
الآية الأولى : قدرة الله عز وجل حيث أنشأ هذه السحابة في هذه المدة الوجيزة وأمطرت وجعل المطر يبقى أسبوعا كاملا .
والآية الثانية : آية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقا حيث استجاب الله دعاءه في الاستسقاء والاستصحاء .
ثم تأمل كيف طلب هذا الرجل من النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله تعالى أن يمسكها ولكنه عليه الصلاة والسلام دعا الله أن يجعل المطر ، فقال: ( حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) فلم يدع بأن يمسكها الله عز وجل بل دعا بأن يبقى المطر لكن على وجه لا ضرر فيه بل فيه النفع .
ونستفيد من هذه الفائدة : أن الإنسان إذا أصابه ما يضره فليدع الله عز وجل أن يصرفه عنه إلى وجه لا ضرر فيه ، لأنه قد يكون الشيء ضارا من وجه نافعا من وجه آخر .
وفي هذا الحديث الذي ذكرناه حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين الاستسقاء ورفع الناس أيديهم معه ، وعلى هذا فالناس الذين يستمعون إلى خطبة الجمعة لا يرفعون أيديهم إلا حيث رفع الإمام يديه ، والإمام لا يرفع يديه في خطبة الجمعة إلا في الاستسقاء أو الاستصحاء ، ومن هنا نعرف أن ما يفعله بعض الأخوة إذا دعا الإمام في خطبة الجمعة للمسلمين يرفعون أيديهم في حال الخطبة ، فإننا نقول لهم : السنة أن لا ترفعوا أيديكم بل أمنوا سرا وإن لم ترفعوا أيديكم ، بل لا ترفعوا أيديكم لأنكم تبع للخطيب والخطيب لا يرفع يديه في الدعاء إلا في الموضعين اللذين أشرنا إليهما.
والخلاصة : أن رفع اليدين في الدعاء سنة ، وأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وردت السنة بعدم الرفع فيها فالأفضل عدم الرفع ، هذه المسألة الثانية.
المسألة الثالثة : الدعاء بعد الصلاة ، فالمشروع بعد الصلاة هو الذكر لقول تعالى : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) ولا يشرع الدعاء إلا فيما قصد به تنقية الصلاة مثل الاستغفار ثلاثا بعد السلام مباشرة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من المكتوبة استغفر الله ثلاثا مباشرة ، لأن هذا الدعاء يقصد منه تنقية الصلاة مما حصل فيها من خلل .
وأما ما عدا ذلك من الدعاء فليس مشروعا بعد الصلاة وإنما يشرع قبل أن يسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن مسعود حين علمه التشهد قال : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) فجعل الدعاء قبل السلام ، ولأن هذا هو المعقول الذي يقتضيه النظر ، فإن كونك تدعو الله عز وجل وأنت بين يديه وهو قبل وجهك أولى من أن تدعوه بعد الانصراف من هذه الحال التي كنت عليها ، وعلى هذا فنصيحتي لإخواني أن يجعلوا دعاءهم الذي يريدون أن يدعو الله فيه قبل السلام ، لأن هذا هو المحل الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتم التشهد .
إلا في حال واحدة فإن الدعاء يكون فيها بعد السلام وذلك في دعاء الاستخارة إذا هم الإنسان بالشيء وتردد فيه ، فإنه يصلي ركعتين ثم يدعو بدعاء الاستخارة المعروف : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ... ) إلى آخر الدعاء المعروف ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن يكون هذا الدعاء بعد الصلاة ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا هم أحدكم بأمر ) يعني اهتم به ولكنه لم يتبين له الصواب فيه قال : ( إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين ثم ليقل ) ومعلوم أن الركعتين لا تتمان إلا بالسلام منهما ، وعلى هذا فيكون دعاء الاستخارة بعد السلام ، وما عدا ذلك فإن الأفضل أن يكون الدعاء قبل السلام كما أشرنا إليه آنفا ، فهذه الثلاث مسائل التي تضمنها سؤاله.
المسألة الأولى: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
والثانية: رفعهما عند الدعاء.
والثالثة: الدعاء بعد الصلاة .
وقد تبين بما سبق حكم كل من هذه المسائل الثلاث .
وإذا فالمشروع لمن انتهى من صلاة الفريضة أن يقوم بالأذكار الواردة بعدها والمشروع لمن انتهى من النافلة أن ينصرف بدون رفع اليدين وبدون الدعاء لأن الدعاء إنما يكون قبل السلام ، ولكن لو أن أحدا من الناس دعا أحيانا بعد السلام فأرجو ألا يكون في ذلك ابتداعا لأنه يفرق بين الأمور الراتبة يجعلها الإنسان كالسنة وبين الأمور العارضة التي قد تعترض للإنسان فيفعلها أحيانا.
السائل : بارك الله فيكم.
أصاب جدي مرض السرطان وبعد أن استفحل المرض فيه سافر مع خالي للعلاج في لندن ( إنجلترا ) وفي سفره قال جدي لأحد أقاربنا بأنه يوصي بثلث ماله لخالي وعندما رجع إلى الكويت لم يذكر شيئا عن هذه الوصية حتى توفي بعد خمسة عشر يوما وتحولت القضية إلى المحكمة للنظر فيها حيث قامت والدتي وجدتي وخالاتي بالموافقة على إعطاء الثلث لخالي أمام القاضي إلا أن خالي قال إن البيت الذي يعتبر سكنا لجدي وأبنائه من ضمن الثلث فهل تصح هذه الوصية وماذا على الورثة أن يفعلوا ؟ وهل يعتبر البيت من ضمن الوصية ؟
السائل : أصاب جدي مرض السرطان وبعد أن استفحل المرض فيه سافر مع خالي إلى لندن للعلاج وفي سفره قال جدي لأحد أقاربنا : إنه يوصي بثلث ماله لخالي ، وعندما رجع إلى الكويت لم يذكر شيئاً عن هذه الوصية حتى توفي بعد خمسة عشر يوماً ، وتحولت القضية إلى المحكمة للنظر فيها حيث قامت والدتي وجدتي وخالاتي بالموافقة على إعطاء الثلث لخالي أمام القاضي ، إلا أن خالي قال : إن البيت الذي يعتبر سكناً لجدي وأبناء جدي من ضمن الثلث ، وسؤالي هل تصح هذه الوصية وماذا على الورثة أن يفعلوه ، وهل يعتبر البيت الذي نسكن فيه أي الورثة من ضمن الوصية نرجو الإفادة ؟
الشيخ : الإفادة في هذا الجواب هي أنه ما دامت المسألة رفعت إلى المحكمة فلتتم المحكمة ما يتعلق بهذه القضية من جميع النواحي ، فإذا أحب الورثة ألا يرفعوا الأمر إلى المحكمة مرة أخرى وأرادوا الصلح بينهم فلا حرج عليهم في الصلح فيما يتفقون عليه إذا كانوا بالغين رشيدين .
وإذا لم يتصالحوا فإن وصية جدك من أمك لخالك وصية غير صحيحة إلا ما أجاز الورثة منها ، لأنه أعني خالك من الورثة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا وصية لوارث ) فعليه نقول : إن البيت الذي يسكنه الورثة أو بعضهم تحت أمر الورثة إذا لم يكن صلح ، فإن أجازوا الوصية لشريكهم في الإرث وهم بالغون رشيدون نفذت هذه الوصية في هذا البيت وأعطي الموصى له ثلثه ، وإن لم يجيزوها فالأمر إليهم .
وخلاصة الجواب أني أقول : إن المحكمة كما بدأت القضية فلتتمها ، فإن لم يحصل فالصلح حسب ما يصطلحون عليه إذا كانوا بالغين رشيدين ، فإن لم يصطلحوا على شيء فإن الوصية لوارث لا تصح إلا بإجازة بقية الورثة ، فإذا لم يجز الورثة دخول البيت في الوصية فلا حرج عليه ، ويكون البيت مشتركا بينهم شركة إرث.
الشيخ : الإفادة في هذا الجواب هي أنه ما دامت المسألة رفعت إلى المحكمة فلتتم المحكمة ما يتعلق بهذه القضية من جميع النواحي ، فإذا أحب الورثة ألا يرفعوا الأمر إلى المحكمة مرة أخرى وأرادوا الصلح بينهم فلا حرج عليهم في الصلح فيما يتفقون عليه إذا كانوا بالغين رشيدين .
وإذا لم يتصالحوا فإن وصية جدك من أمك لخالك وصية غير صحيحة إلا ما أجاز الورثة منها ، لأنه أعني خالك من الورثة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا وصية لوارث ) فعليه نقول : إن البيت الذي يسكنه الورثة أو بعضهم تحت أمر الورثة إذا لم يكن صلح ، فإن أجازوا الوصية لشريكهم في الإرث وهم بالغون رشيدون نفذت هذه الوصية في هذا البيت وأعطي الموصى له ثلثه ، وإن لم يجيزوها فالأمر إليهم .
وخلاصة الجواب أني أقول : إن المحكمة كما بدأت القضية فلتتمها ، فإن لم يحصل فالصلح حسب ما يصطلحون عليه إذا كانوا بالغين رشيدين ، فإن لم يصطلحوا على شيء فإن الوصية لوارث لا تصح إلا بإجازة بقية الورثة ، فإذا لم يجز الورثة دخول البيت في الوصية فلا حرج عليه ، ويكون البيت مشتركا بينهم شركة إرث.
3 - أصاب جدي مرض السرطان وبعد أن استفحل المرض فيه سافر مع خالي للعلاج في لندن ( إنجلترا ) وفي سفره قال جدي لأحد أقاربنا بأنه يوصي بثلث ماله لخالي وعندما رجع إلى الكويت لم يذكر شيئا عن هذه الوصية حتى توفي بعد خمسة عشر يوما وتحولت القضية إلى المحكمة للنظر فيها حيث قامت والدتي وجدتي وخالاتي بالموافقة على إعطاء الثلث لخالي أمام القاضي إلا أن خالي قال إن البيت الذي يعتبر سكنا لجدي وأبنائه من ضمن الثلث فهل تصح هذه الوصية وماذا على الورثة أن يفعلوا ؟ وهل يعتبر البيت من ضمن الوصية ؟ أستمع حفظ
هل يجوز استعمال العدسات اللاصقة التي تبدل لون العين من الأسود إلى الأخضر أو الأزرق للنساء من أجل التجمل للزوج ؟
السائل : هل يجوز استعمال العدسة اللاصقة التي تبدل لون العين من الأسود إلى الأخضر أو الأزرق وذلك للتجمل للزوج ؟
الشيخ : إنني لأعجب أن يكون تغير خلقة الله التي خلق عليها الآدمي ، وخلق الآدمي أحس الخلق ، أعجب أن تغير هذه الخلقة التي خلق الله الإنسان عليها في هذه العدسات اللاصقة التي تجعل العين خضراء أو صفراء أو زرقاء أو حمراء ، ولكن هذا في الحقيقة من البلاء الذي ابتلى به الناس .
ومصلحته في الحقيقة تعود إلى مصانع الكفار حيث يغدقون علينا من هذه المصانع ما يغدقون من هذه العدسات التي لا تكلف في تصنيعها إلا شيئا قليلا ثم تباع بأكثر مما كلفت بأضعاف مضاعفة .
إني أقول : لا ينبغي للمرأة أن تستعمل هذه العدسات من حيث هي هي ، فإذا كان في استعمالها ضرر على العين كانت حراما ، لأن كل ما يكون فيه ضرر على البدن فهو محرم ، فإن بدن الإنسان عنده أمانة لا يجوز أن يعرضه لشيء يضره فيه وقد قال الله عز وجل : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) وقال الله تعالى : (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )) وأوجب الله على المريض إذا كان يضره استعمال الماء أن يتيمم .
فلا يحل للمرأة أن تلبس هذه العدسات إذا قرر الأطباء أنها مضرة لعينها ، أما مع عدم الضرر فنصيحتي ألا تلبسها المرأة.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
الشيخ : إنني لأعجب أن يكون تغير خلقة الله التي خلق عليها الآدمي ، وخلق الآدمي أحس الخلق ، أعجب أن تغير هذه الخلقة التي خلق الله الإنسان عليها في هذه العدسات اللاصقة التي تجعل العين خضراء أو صفراء أو زرقاء أو حمراء ، ولكن هذا في الحقيقة من البلاء الذي ابتلى به الناس .
ومصلحته في الحقيقة تعود إلى مصانع الكفار حيث يغدقون علينا من هذه المصانع ما يغدقون من هذه العدسات التي لا تكلف في تصنيعها إلا شيئا قليلا ثم تباع بأكثر مما كلفت بأضعاف مضاعفة .
إني أقول : لا ينبغي للمرأة أن تستعمل هذه العدسات من حيث هي هي ، فإذا كان في استعمالها ضرر على العين كانت حراما ، لأن كل ما يكون فيه ضرر على البدن فهو محرم ، فإن بدن الإنسان عنده أمانة لا يجوز أن يعرضه لشيء يضره فيه وقد قال الله عز وجل : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) وقال الله تعالى : (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )) وأوجب الله على المريض إذا كان يضره استعمال الماء أن يتيمم .
فلا يحل للمرأة أن تلبس هذه العدسات إذا قرر الأطباء أنها مضرة لعينها ، أما مع عدم الضرر فنصيحتي ألا تلبسها المرأة.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
اضيفت في - 2005-05-06