نور على الدرب-244a
ما هي الشروط التي يجب أن يأخذ بها الخطيب في خطبة الجمعة ؟ وعلى ماذا تشتمل الخطبة ؟
السائل : ما هي الشروط التي يجب أن يأخذ بها الخطيب في خطبة الجمعة؟ وماذا يجب أن تشتمل عليه؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا أن يُعلم أن خطبة الجمعة خطبة عظيمة هامة أمر الله تعالى بالسعي إليها فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )) وأثنى الله سبحانه وتعالى على من قام بها وصلى فقال: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )) وحرّم النبي عليه الصلاة والسلام الكلام حال الخطبة وأوجب الاستماع إليها، فقال صلى الله عليه وءاله وسلم: ( إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت ) وقال: ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) وهذا يدل على أهمية الخطبة وأنها مما يجب الاستماع إليه ولهذا لما دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وءاله وسلم يخطب فجلس، قال له: ( أصليت؟ ) قال: لا. قال: ( قم فصل ركعتين وتجوّز فيهما ) فأمره أن يتجوّز في الصلاة حال الخطبة لألا ينشغل بتطويل الصلاة عن الاستماع إلى الخطبة.
وإذا كانت هذه أهميتها فإن الواجب على الخطيب أن يخطب خطبة مؤثّرة نافعة تُعالج ما كان الناس عليه وذلك يختلف باختلاف الأحوال والأزمان فليُراعي الخطيب هذا أعني يراعي ما تقتضيه المصلحة فيما يلقيه من الخُطب التي يُعالج بها ما كان الناس عليه.
فمثلا إذا كان الخطيب يخطب بين يدي شهر رمضان فإن من المناسب أن يتكلم عن أحكام الصيام وأحكام القيام وأحكام الزكاة لأن كل هذه مما تُفعل في شهر رمضان أما الصيام والقيام فظاهر وأما الزكاة فلأن غالب الناس يُخرجون زكاة أموالهم أو على الأقل يحسبون أموالهم ليعرفوا الزكاة في شهر رمضان.
إذا كان في زمن جفاف وجدب ذكّر الناس بسبب هذا الجفاف والجدب وأنه الذنوب والمعاصي كما قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) إذا كان في زمن غفلة من الناس عما ينبغي أن يُقبلوا عليه من العبادة والعلم وما أشبه ذلك ذكّرهم بما يُفيدهم في هذا إذا كان في زمن حرب ذكّرهم بما يُناسب الحال، إذا كان في وقت يكثر فيه الوافدون إلى البلد كالبلاد السياحية أو البلاد ذات المشاعر ذكّرهم بما يناسب حال هؤلاء الوافدين حتى يحملوا معهم إلى أقوامهم ما ينتفعون به، هذا هو أهم ما تجب مراعاته بالنسبة للخطيب.
أما ءاداب الخطبة فإنها كثيرة منها أن يكون الخطيب قويا في خطبته مؤثرا منفعلا حسب ما يسوق من المعاني حتى يؤثر على الناس باستيقاظهم واستيعابهم لما يقول وشد ضمائرهم وقلوبهم إليه لينتفعوا بهذه الخطبة أما أن يلقيها إلقاء كما يلقي أي كتابا يقرؤه فإن هذا قد يجلب النوم للمستمعين بخلاف الذي ينفعل ويتفاعل ولهذا قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه " كان النبي صلى الله عليه وءاله وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم " وكذلك أيضا ينبغي للخطيب أن يبدأ في مقدّمة الخطبة بالأهم فالأهم فمن ذلك حمد الله عز وجل في أول الخطبة وهو ركن من أركان الخطبة فيحمد الله عز وجل ويُثني عليه بما هو أهله ومن خير ما تُفتتح به الخطب خطبة الحاجة " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) " .
ثم يأخذ في الموضوع الذي يريد أن يتحدّث فيه ويفصل بين الخطبتين بجلسة خفيفة لا طويلة، ويجعل الخطبة الثانية أقصر من الخطبة الأولى لأن الناس قد يكون لحقهم الملل والسآمة في الخطبة الأولى فتأتي الثانية على غير استعداد تام لاستماعها وهذه من الحكمة أن يُراعي الإنسان أحوال مستمعيه.
ثم إنه مما ينبغي أن يُعلم أن هذه الساعة ساعة حضور الإمام وإلقاء الخطبة وإقامة الصلاة من أرجى ساعات يوم الجمعة في الإجابة كما رواه الإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنها من حين أن يخرج الإمام إلى أن تُقضى الصلاة وهذا الوقت وقت مناسب لأن الناس في حال اجتماع وعلى عبادة عظيمة وفي حال تذكير والاجتماعات كلها من أسباب إجابة الدعاء فينبغي للناس أن يستغلوا في هذه الساعة دعاء الله عز وجل سواء كان ذلك بين الخطبتين أو إذا دعا الإمام الخطيب فيؤمّنون على دعائه لكن بغير رفع صوت أو إذا كان في أثناء الصلاة في حال السجود وبعد انتهاء التشهّد الأخير.
ثم إنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الإخوان رجاء ثواب الله عز وجل وهم مجتهدون فيما يفعلون أن الواحد منهم أي من الخطباء يأتي إلى المسجد متقدّما ويصلي ما شاء الله أن يصلي ثم يجلس ينتظر دخول الوقت وهذا خلاف السنّة فإن السنّة للخطيب يوم الجمعة أن يبقى في بيته أو في أي محل كان قبل أن يأتي إلى المسجد والسنّة ألا يأتي المسجد إلا حين وقت الخطبة والصلاة كما كان رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم يفعل ذلك ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وءاله وسلم وليعلم الإمام أنه إذا تأخّر إلى وقت مجيئه عند زوال الشمس أنه لن يحرم الأجر الذي حصل عليه من تقدّم وذلك أن من اغتسل يوم الجمعة في بيته وخرج من بيته مغتسلا فإنه إذا راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة وإذا راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة وإذا راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشاً أقرن وإذا راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة وإذا راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة ثم إذا خرج الإمام طويت الصحف ولم يُكتب لأحد أجر التقدّم وإن كان يُدرك أجر الجمعة لكن يحرم أجر التقدّم أما الإمام فلا يحضر إلا عند حضور وقت الصلاة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذه المستمعة التي رمزت لاسمها بـ أ م تقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا أن يُعلم أن خطبة الجمعة خطبة عظيمة هامة أمر الله تعالى بالسعي إليها فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ )) وأثنى الله سبحانه وتعالى على من قام بها وصلى فقال: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )) وحرّم النبي عليه الصلاة والسلام الكلام حال الخطبة وأوجب الاستماع إليها، فقال صلى الله عليه وءاله وسلم: ( إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت ) وقال: ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) وهذا يدل على أهمية الخطبة وأنها مما يجب الاستماع إليه ولهذا لما دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وءاله وسلم يخطب فجلس، قال له: ( أصليت؟ ) قال: لا. قال: ( قم فصل ركعتين وتجوّز فيهما ) فأمره أن يتجوّز في الصلاة حال الخطبة لألا ينشغل بتطويل الصلاة عن الاستماع إلى الخطبة.
وإذا كانت هذه أهميتها فإن الواجب على الخطيب أن يخطب خطبة مؤثّرة نافعة تُعالج ما كان الناس عليه وذلك يختلف باختلاف الأحوال والأزمان فليُراعي الخطيب هذا أعني يراعي ما تقتضيه المصلحة فيما يلقيه من الخُطب التي يُعالج بها ما كان الناس عليه.
فمثلا إذا كان الخطيب يخطب بين يدي شهر رمضان فإن من المناسب أن يتكلم عن أحكام الصيام وأحكام القيام وأحكام الزكاة لأن كل هذه مما تُفعل في شهر رمضان أما الصيام والقيام فظاهر وأما الزكاة فلأن غالب الناس يُخرجون زكاة أموالهم أو على الأقل يحسبون أموالهم ليعرفوا الزكاة في شهر رمضان.
إذا كان في زمن جفاف وجدب ذكّر الناس بسبب هذا الجفاف والجدب وأنه الذنوب والمعاصي كما قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) إذا كان في زمن غفلة من الناس عما ينبغي أن يُقبلوا عليه من العبادة والعلم وما أشبه ذلك ذكّرهم بما يُفيدهم في هذا إذا كان في زمن حرب ذكّرهم بما يُناسب الحال، إذا كان في وقت يكثر فيه الوافدون إلى البلد كالبلاد السياحية أو البلاد ذات المشاعر ذكّرهم بما يناسب حال هؤلاء الوافدين حتى يحملوا معهم إلى أقوامهم ما ينتفعون به، هذا هو أهم ما تجب مراعاته بالنسبة للخطيب.
أما ءاداب الخطبة فإنها كثيرة منها أن يكون الخطيب قويا في خطبته مؤثرا منفعلا حسب ما يسوق من المعاني حتى يؤثر على الناس باستيقاظهم واستيعابهم لما يقول وشد ضمائرهم وقلوبهم إليه لينتفعوا بهذه الخطبة أما أن يلقيها إلقاء كما يلقي أي كتابا يقرؤه فإن هذا قد يجلب النوم للمستمعين بخلاف الذي ينفعل ويتفاعل ولهذا قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه " كان النبي صلى الله عليه وءاله وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم " وكذلك أيضا ينبغي للخطيب أن يبدأ في مقدّمة الخطبة بالأهم فالأهم فمن ذلك حمد الله عز وجل في أول الخطبة وهو ركن من أركان الخطبة فيحمد الله عز وجل ويُثني عليه بما هو أهله ومن خير ما تُفتتح به الخطب خطبة الحاجة " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) " .
ثم يأخذ في الموضوع الذي يريد أن يتحدّث فيه ويفصل بين الخطبتين بجلسة خفيفة لا طويلة، ويجعل الخطبة الثانية أقصر من الخطبة الأولى لأن الناس قد يكون لحقهم الملل والسآمة في الخطبة الأولى فتأتي الثانية على غير استعداد تام لاستماعها وهذه من الحكمة أن يُراعي الإنسان أحوال مستمعيه.
ثم إنه مما ينبغي أن يُعلم أن هذه الساعة ساعة حضور الإمام وإلقاء الخطبة وإقامة الصلاة من أرجى ساعات يوم الجمعة في الإجابة كما رواه الإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنها من حين أن يخرج الإمام إلى أن تُقضى الصلاة وهذا الوقت وقت مناسب لأن الناس في حال اجتماع وعلى عبادة عظيمة وفي حال تذكير والاجتماعات كلها من أسباب إجابة الدعاء فينبغي للناس أن يستغلوا في هذه الساعة دعاء الله عز وجل سواء كان ذلك بين الخطبتين أو إذا دعا الإمام الخطيب فيؤمّنون على دعائه لكن بغير رفع صوت أو إذا كان في أثناء الصلاة في حال السجود وبعد انتهاء التشهّد الأخير.
ثم إنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الإخوان رجاء ثواب الله عز وجل وهم مجتهدون فيما يفعلون أن الواحد منهم أي من الخطباء يأتي إلى المسجد متقدّما ويصلي ما شاء الله أن يصلي ثم يجلس ينتظر دخول الوقت وهذا خلاف السنّة فإن السنّة للخطيب يوم الجمعة أن يبقى في بيته أو في أي محل كان قبل أن يأتي إلى المسجد والسنّة ألا يأتي المسجد إلا حين وقت الخطبة والصلاة كما كان رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم يفعل ذلك ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وءاله وسلم وليعلم الإمام أنه إذا تأخّر إلى وقت مجيئه عند زوال الشمس أنه لن يحرم الأجر الذي حصل عليه من تقدّم وذلك أن من اغتسل يوم الجمعة في بيته وخرج من بيته مغتسلا فإنه إذا راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة وإذا راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة وإذا راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشاً أقرن وإذا راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة وإذا راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة ثم إذا خرج الإمام طويت الصحف ولم يُكتب لأحد أجر التقدّم وإن كان يُدرك أجر الجمعة لكن يحرم أجر التقدّم أما الإمام فلا يحضر إلا عند حضور وقت الصلاة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذه المستمعة التي رمزت لاسمها بـ أ م تقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ.
أرجو توضيح متى يعذر الإنسان بالجهل بالتفصيل من ناحية العقيدة ومن ناحية الأحكام الشرعية ؟
السائل : أرجو توضيح بشكل مفصّل لقضية متى يعذر الإنسان بالجهل؟ ومتى لا يعذر به من ناحية العقيدة والأحكام الفقهية مأجورين؟
الشيخ : هذا السؤال سؤال هام سؤال عظيم لا يتسع المقام لذكر التفصيل فيه لأنه يحتاج إلى كلام كثير قد يستوعب هذه الحلقة كلها وزيادة ولكن على سبيل الإجمال لدينا ءايات من القرءان وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم تدل على أن الإنسان معذور بالجهل في كل شيء لكن قد يكون مقصّرا في طلب العلم فلا يُعذر وقد تبلغه الحجة ولكنه يستكبر ويستنكف فلا يُعذر في هذه الحال فمن الأيات الدالة على أن الإنسان معذور بالجهل قوله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) فقال الله تعالى: ( قد فعلت ) وقال الله تعالى: (( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )) وقال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) والأيات في هذا المعنى عديدة وكذلك السنّة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ) أو ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ولكن قد يكون الإنسان مقصّرا في طلب العلم بحيث يتيسّر له العلم ولكنه لا يهتم به ولا يلتفت إليه وقد يكون الإنسان مستكبرا عما بلغه من الحق فيُبيّن له الحق ولكنه يقول: (( إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءاثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ )) كما يوجد من كثير من العامة المعظّمين لكُبرائهم من أمراء أو علماء أو غير ذلك يستنكفون عن الحق إذا دعوا إليه وهؤلاء ليسوا بمعذورين والمسألة مسألة خطيرة عظيمة يجب التأني فيها والتريّث وربما نقول: لا يُقضى فيها قضاء عام بل يُنظر إلى كل قضية بعينها فقد نحكم على شخص بكفره مع جهله وقد لا نحكم عليه والناس يختلفون في مدى غاياتهم في الجهل منهم الجاهل مطلقا جهلا مطبقا لا يدري عن شيء كأنه بهيمة ومنهم من عنده فطنة وحركة فكر لكن عنده استكبار عن الحق ومنهم من بين ذلك فعلى كل حال الجواب على وجه عام فيه نظر ولكن تُذكر قواعد وتطبّق كل حال على ما تقتضيه هذه الحال. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع إلى البرنامج عبد الواسع اليماني يقول في هذا السؤال.
الشيخ : هذا السؤال سؤال هام سؤال عظيم لا يتسع المقام لذكر التفصيل فيه لأنه يحتاج إلى كلام كثير قد يستوعب هذه الحلقة كلها وزيادة ولكن على سبيل الإجمال لدينا ءايات من القرءان وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم تدل على أن الإنسان معذور بالجهل في كل شيء لكن قد يكون مقصّرا في طلب العلم فلا يُعذر وقد تبلغه الحجة ولكنه يستكبر ويستنكف فلا يُعذر في هذه الحال فمن الأيات الدالة على أن الإنسان معذور بالجهل قوله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) فقال الله تعالى: ( قد فعلت ) وقال الله تعالى: (( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )) وقال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )) وقال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) والأيات في هذا المعنى عديدة وكذلك السنّة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ) أو ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ولكن قد يكون الإنسان مقصّرا في طلب العلم بحيث يتيسّر له العلم ولكنه لا يهتم به ولا يلتفت إليه وقد يكون الإنسان مستكبرا عما بلغه من الحق فيُبيّن له الحق ولكنه يقول: (( إِنَّا وَجَدْنَا ءابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءاثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ )) كما يوجد من كثير من العامة المعظّمين لكُبرائهم من أمراء أو علماء أو غير ذلك يستنكفون عن الحق إذا دعوا إليه وهؤلاء ليسوا بمعذورين والمسألة مسألة خطيرة عظيمة يجب التأني فيها والتريّث وربما نقول: لا يُقضى فيها قضاء عام بل يُنظر إلى كل قضية بعينها فقد نحكم على شخص بكفره مع جهله وقد لا نحكم عليه والناس يختلفون في مدى غاياتهم في الجهل منهم الجاهل مطلقا جهلا مطبقا لا يدري عن شيء كأنه بهيمة ومنهم من عنده فطنة وحركة فكر لكن عنده استكبار عن الحق ومنهم من بين ذلك فعلى كل حال الجواب على وجه عام فيه نظر ولكن تُذكر قواعد وتطبّق كل حال على ما تقتضيه هذه الحال. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع إلى البرنامج عبد الواسع اليماني يقول في هذا السؤال.
2 - أرجو توضيح متى يعذر الإنسان بالجهل بالتفصيل من ناحية العقيدة ومن ناحية الأحكام الشرعية ؟ أستمع حفظ
رجل متزوج قبل وفاة والده كان لا يصلي الصلوات المفروضة ويعمل المعاصي وبعد وفاة والده هداه الله تعالى وأصبح يصلي ويعمل الخير والواجبات فماذا يعمل حتى يكفر الذنوب الماضية ويريح ضميره ؟
السائل : بأنه إنسان متزوّج، قبل وفاة والدي كنت لا أصلي الصلوات المفروضة الخمسة وكنت أيضاً أعمل المعاصي ثم بعد وفاة والدي هداني الله إلى الطريق المستقيم وأصبحت أصلي وأعمل الخير وأحافظ على الواجبات فما الواجب علي لكي أكفّر عن ذنوبي الماضية وأريح ضميري أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
الشيخ : الإنسان إذا تاب إلى الله توبة نصوحا فإن الله تعالى يقبل توبته ويعفو عن سيئاته مهما عظُمت قال الله تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ )) وقال تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) فإذا تاب الإنسان من ذنبه مهما عظُم فإن الله يتوب عليه ولكن ليُعلم أن للتوبة شروطا لا بد من تحقّقها وهي أولا: الإخلاص لله عز وجل بأن ينوي بتوبته الرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ولا ينوي بذلك التزلّف إلى البشر أو التقرّب إليهم أو الجاه أو المال أو ما أشبه ذلك بل تكون توبته خالصة لله وحده طلبا للنجاة من عقابه والوصول إلى ثوابه.
الثاني: الندم على ما مضى منه من التقصير في واجب أو انتهاك المحرّم.
وقد يُشكل هذا الشرط على بعض الناس لأن الندم انفعال نفسي فكيف يُمكن للإنسان أن يتصف به؟ والجواب على ذلك أن نقول: المراد بالندم أثره أي أن يظهر عليه الأسى والحزن على ما مضى من ذنبه فهذا هو الندم.
الثالث: أن يُقلع عنه في الحال، أن يُقعل عنه أي عن الذنب في الحال فلا تصح التوبة من ذنب مع الإصرار عليه لأن التوبة من ذنب مع الإصرار عليه نوع من الاستهزاء بالله عز وجل.
مثال ذلك لو قال أنا أتوب إلى الله عز وجل من غيبة الناس ولكنه لا يزال يغتابهم فكيف نقول: إن هذا توبته صحيحة؟ لو قال: أنا أتوب إلى الله من أكل الربا ولكنه لا يزال يأكل الربا فهذا لم يتُب.
لو قال أتوب إلى الله من ظلم الناس وهو لا يزال مستوليا على أموالهم بغير حق وما أشبه ذلك فإن توبته لا تصح مهما فعل لأنه لم يُقلع عن الذنب.
الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود إلى الذنب في المستقبل يعني بأن تكون توبته قاطعة لهذا الذنب لن يعود إليه فإن قال: أتوب إلى الله وأقلع عن الذنب وندم عليه وأقلع منه لكن في نيته أن يعود إليه في وقت ما أو في حال ما فإن توبته لا تصح لا بد أن يعزم على ألا يعود، فإن قال قائل: عزم ألا يعود لكن غلبته نفسه فعاد هل تبطل توبته الأولى؟ فالجواب: لا، فالجواب لا تبطل توبته الأولى لأنها تحققت التوبة بعزمه ألا يعود وهذا هو الشرط وليس الشرط أن لا يعود بل العزم على ألا يعود وبينهما فرق ظاهر فإذا تاب إلى الله من ذنب توبة نصوحا ثم عاد إليه فإن توبته الأولى لا تبطل ولكن عليه أن يجدّد توبةً لفعل الذنب مرة أخرى.
الشرط الخامس لقبول التوبة: أن تكون في أوان القَبول أي في وقت قبولها لأنه يأتي على الناس أو على الإنسان نفسه زمان لا تُقبل منه التوبة فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تُقبل التوبة لقول الله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) وذلك طلوع الشمس من مغربها فإن الشمس إذا طلعت من مغربها ءامن الناس كلهم ولكن (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
وكذلك التوبة فإنها: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) وإذا حضر الأجل لم تُقبل التوبة لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ )) فإذا عاين الإنسان ملك الموت فإنها لا تُقبل توبته لأن هذه توبة ليست عن رغبة بل توبة مضطر فلا ينفع ولهذا لما أدرك فرعون الغرق (( قَالَ ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( ءالآنَ )) يعني ءالأن تتوب (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً )) فأنجاه الله ببدنه وأظهره من أجل أن يكون ءاية على موته وهلاكه لبني إسرائيل الذين أرعبهم حتى يتيقنوا أنه مات.
فالمهم أنك مهما عملت من الذنب إذا تبت إلى الله تعالى توبةً نصوحاً فإن الله يتوب عليك بل: (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذه مستمعة للبرنامج تقول فضيلة الشيخ.
الشيخ : الإنسان إذا تاب إلى الله توبة نصوحا فإن الله تعالى يقبل توبته ويعفو عن سيئاته مهما عظُمت قال الله تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ )) وقال تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) فإذا تاب الإنسان من ذنبه مهما عظُم فإن الله يتوب عليه ولكن ليُعلم أن للتوبة شروطا لا بد من تحقّقها وهي أولا: الإخلاص لله عز وجل بأن ينوي بتوبته الرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ولا ينوي بذلك التزلّف إلى البشر أو التقرّب إليهم أو الجاه أو المال أو ما أشبه ذلك بل تكون توبته خالصة لله وحده طلبا للنجاة من عقابه والوصول إلى ثوابه.
الثاني: الندم على ما مضى منه من التقصير في واجب أو انتهاك المحرّم.
وقد يُشكل هذا الشرط على بعض الناس لأن الندم انفعال نفسي فكيف يُمكن للإنسان أن يتصف به؟ والجواب على ذلك أن نقول: المراد بالندم أثره أي أن يظهر عليه الأسى والحزن على ما مضى من ذنبه فهذا هو الندم.
الثالث: أن يُقلع عنه في الحال، أن يُقعل عنه أي عن الذنب في الحال فلا تصح التوبة من ذنب مع الإصرار عليه لأن التوبة من ذنب مع الإصرار عليه نوع من الاستهزاء بالله عز وجل.
مثال ذلك لو قال أنا أتوب إلى الله عز وجل من غيبة الناس ولكنه لا يزال يغتابهم فكيف نقول: إن هذا توبته صحيحة؟ لو قال: أنا أتوب إلى الله من أكل الربا ولكنه لا يزال يأكل الربا فهذا لم يتُب.
لو قال أتوب إلى الله من ظلم الناس وهو لا يزال مستوليا على أموالهم بغير حق وما أشبه ذلك فإن توبته لا تصح مهما فعل لأنه لم يُقلع عن الذنب.
الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود إلى الذنب في المستقبل يعني بأن تكون توبته قاطعة لهذا الذنب لن يعود إليه فإن قال: أتوب إلى الله وأقلع عن الذنب وندم عليه وأقلع منه لكن في نيته أن يعود إليه في وقت ما أو في حال ما فإن توبته لا تصح لا بد أن يعزم على ألا يعود، فإن قال قائل: عزم ألا يعود لكن غلبته نفسه فعاد هل تبطل توبته الأولى؟ فالجواب: لا، فالجواب لا تبطل توبته الأولى لأنها تحققت التوبة بعزمه ألا يعود وهذا هو الشرط وليس الشرط أن لا يعود بل العزم على ألا يعود وبينهما فرق ظاهر فإذا تاب إلى الله من ذنب توبة نصوحا ثم عاد إليه فإن توبته الأولى لا تبطل ولكن عليه أن يجدّد توبةً لفعل الذنب مرة أخرى.
الشرط الخامس لقبول التوبة: أن تكون في أوان القَبول أي في وقت قبولها لأنه يأتي على الناس أو على الإنسان نفسه زمان لا تُقبل منه التوبة فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تُقبل التوبة لقول الله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) وذلك طلوع الشمس من مغربها فإن الشمس إذا طلعت من مغربها ءامن الناس كلهم ولكن (( لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
وكذلك التوبة فإنها: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) وإذا حضر الأجل لم تُقبل التوبة لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ )) فإذا عاين الإنسان ملك الموت فإنها لا تُقبل توبته لأن هذه توبة ليست عن رغبة بل توبة مضطر فلا ينفع ولهذا لما أدرك فرعون الغرق (( قَالَ ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( ءالآنَ )) يعني ءالأن تتوب (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً )) فأنجاه الله ببدنه وأظهره من أجل أن يكون ءاية على موته وهلاكه لبني إسرائيل الذين أرعبهم حتى يتيقنوا أنه مات.
فالمهم أنك مهما عملت من الذنب إذا تبت إلى الله تعالى توبةً نصوحاً فإن الله يتوب عليك بل: (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذه مستمعة للبرنامج تقول فضيلة الشيخ.
3 - رجل متزوج قبل وفاة والده كان لا يصلي الصلوات المفروضة ويعمل المعاصي وبعد وفاة والده هداه الله تعالى وأصبح يصلي ويعمل الخير والواجبات فماذا يعمل حتى يكفر الذنوب الماضية ويريح ضميره ؟ أستمع حفظ
هل يجوز للمرأة لبس الأسود الشرعي في حالة إحرامها بدلا من الأبيض وتلبسه في بيتها ؟ وهل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة كن يلبسن الأبيض في حالة الإحرام ؟
السائل : هل يجوز أن تلبس المرأة اللبس الأسود الشرعي في حالة إحرامها للحج بدل اللبس الأبيض؟ علماً بأنها تلبس ذلك من بيتها؟ وهل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم أو نساء الصحابة كن يلبسن اللبس الأبيض في حالة الإحرام أرجو الإفادة؟
الشيخ : المرأة إذا أحرمت ليست كالرجل يلبس لباسا خاصا إزارا ورداء بل المرأة تلبس ما شاءت من الثياب التي يُباح لها لُبسها قبل الإحرام فتلبس الأسود والأحمر والأصفر والأخضر وما شاءت أما الأبيض فلا أعلم أن المرأة مطلوب منها أن تُحرم بأبيض بل إن الأبيض في الحقيقة من التبرّج بالزينة فإن اللباس الأبيض للمرأة يكسوها جمالا ويوجب انطلاق النظر إليها لذلك كونها تلبس اللباس الأسود مع العباءة أفضل لها وأكمل ولها أن تلبس الجوارب، شراب الرجلين أما القفازان شراب اليدين فإنه لا يجوز لها لبسها وعليها أن تغطي وجهها إذا قرُب الرجال منها لئلا ينكشف أمام الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها وفي هذه الحال تغطي وجهها ولا يضرها إذا مس بشرتها خلافا لقول بعض العلماء الذين يقولون: إنها تُغطي وجهها بساتر لا يمس بشرتها فإن هذا القول ضعيف ولا دليل عليه ولكنها لا تنتقب لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( نهى المُحرمة أن تنتقب ) .
والحاصل أن لباس المرأة إذا أحرمت يكون السواد أو ما أشبهه مما يُبعد النظر إليها. نعم.
السائل : تقول المستمعة.
الشيخ : المرأة إذا أحرمت ليست كالرجل يلبس لباسا خاصا إزارا ورداء بل المرأة تلبس ما شاءت من الثياب التي يُباح لها لُبسها قبل الإحرام فتلبس الأسود والأحمر والأصفر والأخضر وما شاءت أما الأبيض فلا أعلم أن المرأة مطلوب منها أن تُحرم بأبيض بل إن الأبيض في الحقيقة من التبرّج بالزينة فإن اللباس الأبيض للمرأة يكسوها جمالا ويوجب انطلاق النظر إليها لذلك كونها تلبس اللباس الأسود مع العباءة أفضل لها وأكمل ولها أن تلبس الجوارب، شراب الرجلين أما القفازان شراب اليدين فإنه لا يجوز لها لبسها وعليها أن تغطي وجهها إذا قرُب الرجال منها لئلا ينكشف أمام الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها وفي هذه الحال تغطي وجهها ولا يضرها إذا مس بشرتها خلافا لقول بعض العلماء الذين يقولون: إنها تُغطي وجهها بساتر لا يمس بشرتها فإن هذا القول ضعيف ولا دليل عليه ولكنها لا تنتقب لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( نهى المُحرمة أن تنتقب ) .
والحاصل أن لباس المرأة إذا أحرمت يكون السواد أو ما أشبهه مما يُبعد النظر إليها. نعم.
السائل : تقول المستمعة.
4 - هل يجوز للمرأة لبس الأسود الشرعي في حالة إحرامها بدلا من الأبيض وتلبسه في بيتها ؟ وهل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة كن يلبسن الأبيض في حالة الإحرام ؟ أستمع حفظ
هل يجوز للمرأة أن تزكي عن نفسها أم يزكي عنها زوجها علما أنه ليس لها إلا حليتها وإذا كان لديها مال هل يزكيه عنها زوجها أم تزكيه بنفسها ؟
السائل : هل يجوز للمرأة أن تزكي عن نفسها أم يزكي عنها زوجها؟ علماً بأن ليس لها مال غير الحلية من الذهب أو غير بعض الذهبات وإذا كان لديها مال هل تزكي منه أم يزكي عنه الزوج أرجو بهذا إفادة؟
الشيخ : الزكاة واجبة على الإنسان نفسه إذا ملك النصاب من المال الزكوي وحلي المرأة من الذهب أو الفضة من الأموال الزكوية فيجب على المرأة إذا بلغ حليّها نصابا من الذهب يجب عليها أن تزكيه وفيه ربع العشر فإن قام زوجها عنها بزكاته فهو مشكور على ذلك ويُجزئها وإن لم يقم فإن كان عندها مال زكت منه وأبقت الذهب على ما هو عليه وإن لم يكن لها مال فإنها تبيع من الذهب بقدر الزكاة وتُخرج الزكاة فإن قال قائل: إذا أوجبتم عليها الزكاة فإنه على مر السنين سوف لا يكون عندها حلي؟ فالجواب على هذا أن نقول إن هذا الحلي إذا بلغ قدرا ينقص به عن النصاب فلا زكاة فيه وحينئذ لا يُمكن أن تُعدم الزكاة كل الحلي أما مالها غير الحلي فهي أيضا تزكيه هي ولكن إن شاء زوجها أن يزكي عنها فلا حرج. نعم.
السائل : نختم هذا اللقاء الطيب المبارك من برنامج نور على الدرب بهذا السؤال للمستمع محمد أ من القصيم يقول.
الشيخ : الزكاة واجبة على الإنسان نفسه إذا ملك النصاب من المال الزكوي وحلي المرأة من الذهب أو الفضة من الأموال الزكوية فيجب على المرأة إذا بلغ حليّها نصابا من الذهب يجب عليها أن تزكيه وفيه ربع العشر فإن قام زوجها عنها بزكاته فهو مشكور على ذلك ويُجزئها وإن لم يقم فإن كان عندها مال زكت منه وأبقت الذهب على ما هو عليه وإن لم يكن لها مال فإنها تبيع من الذهب بقدر الزكاة وتُخرج الزكاة فإن قال قائل: إذا أوجبتم عليها الزكاة فإنه على مر السنين سوف لا يكون عندها حلي؟ فالجواب على هذا أن نقول إن هذا الحلي إذا بلغ قدرا ينقص به عن النصاب فلا زكاة فيه وحينئذ لا يُمكن أن تُعدم الزكاة كل الحلي أما مالها غير الحلي فهي أيضا تزكيه هي ولكن إن شاء زوجها أن يزكي عنها فلا حرج. نعم.
السائل : نختم هذا اللقاء الطيب المبارك من برنامج نور على الدرب بهذا السؤال للمستمع محمد أ من القصيم يقول.
5 - هل يجوز للمرأة أن تزكي عن نفسها أم يزكي عنها زوجها علما أنه ليس لها إلا حليتها وإذا كان لديها مال هل يزكيه عنها زوجها أم تزكيه بنفسها ؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن للعلم زكاة وهو بذله للناس وتعليمهم إياه ؟
السائل : هل صحيح أن للعلم زكاة وهي بذله للناس وتعليمهم إياه؟
الشيخ : نعم يجب على العالم أن يبيّن علمه للناس إذا احتاجوا إليه سواء بالإجابة على أسئلتهم أو ببيان العلم إذا احتاج الناس إليه وإن لم يسألوا لقول الله تعالى: (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ )) وهذا الواجب يسميه بعض العامة زكاة، زكاة العلم التعليم وزكاة المال الصدقة وزكاة الجاه الشفاعة وما أشبه ذلك من العبارات التي يقولها العامة ولكن نحن نقول: سواء سميتموه زكاة أم لم تسموه يجب على أهل العلم أن يبيّنوا العلم للناس لئلا يكونوا من الذين أوتوا العلم فكتموه.
نسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : والرزق الطيب الواسع الذي يُغنينا به عن خلقه.
السائل : ءامين.
الشيخ : إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين.
السائل : اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد.
شكرا لكم يا فضيلة الشيخ محمد.
الشيخ : نعم يجب على العالم أن يبيّن علمه للناس إذا احتاجوا إليه سواء بالإجابة على أسئلتهم أو ببيان العلم إذا احتاج الناس إليه وإن لم يسألوا لقول الله تعالى: (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ )) وهذا الواجب يسميه بعض العامة زكاة، زكاة العلم التعليم وزكاة المال الصدقة وزكاة الجاه الشفاعة وما أشبه ذلك من العبارات التي يقولها العامة ولكن نحن نقول: سواء سميتموه زكاة أم لم تسموه يجب على أهل العلم أن يبيّنوا العلم للناس لئلا يكونوا من الذين أوتوا العلم فكتموه.
نسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : والرزق الطيب الواسع الذي يُغنينا به عن خلقه.
السائل : ءامين.
الشيخ : إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين.
السائل : اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد.
شكرا لكم يا فضيلة الشيخ محمد.
اضيفت في - 2005-05-06