نور على الدرب-250a
رجل متدين ومحافظ على الصلوات الخمس ولكن بينه وبين إمام المسجد سوء تفاهم فيذهب ويصلي في مسجد بعيد جدا عن مسكنه مع أن مسجد الإمام قريب جدا فهل في هذا حرج ؟
السائل : رجل متدين محافظ على الصلوات الخمس ومحافظ على أمور دينه ويقول بينه وبين إمام المسجد سوء تفاهم فيذهب ويصلي بمسجد بعيد جداً جداً عن مسكنه مع أن المسجد الأول الذي يصلي فيه قريب جداً من منزله هل عليه حرج يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وخليل رب العالمين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يقول هذا السائل : إنه بينه وبين إمام المسجد سوء تفاهم وهذا أمر لا يُستغرب فإن الشيطان يلقي العداوة والبغضاء بين قلوب المؤمنين كما قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ )) وليس بغريب أن يقع بين الإمام وبين أحد من المأمومين شيء من هذا ولكن الحازم العاقل المؤمن يُحاول إذا وقع بينه وبين أخيه سوء تفاهم أن يتفادى هذا السوء، وأن يُصلح بينه وبين أخيه إما بنفسه إن كان عنده شجاعة وقدرة وحزم وإما أن يتوسط بأحد إلى هذا الرجل ليُزيل ما بينهما من العداوة وحينئذ لا يبقى في الأمر إشكال أن يصلي خلفه ولكن إذا لم يتيسر ذلك وكان في فترة الانتقال فإنه لا حرج عليه أن يذهب إلى مكان ءاخر ليصلي فيه إذا كانت صلاته مع الإمام الذي بينه وبينه سوء تفاهم لا يحصل بها الخشوع الذي يطمئن به الإنسان في صلاته.
ولكن كما قلت أولا يجب أن يُحاول بقدر ما يستطيع إزالة ما بينه وبين أخيه من سوء التفاهم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. يقول أسأل في سؤالي الثاني وأقول.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وخليل رب العالمين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يقول هذا السائل : إنه بينه وبين إمام المسجد سوء تفاهم وهذا أمر لا يُستغرب فإن الشيطان يلقي العداوة والبغضاء بين قلوب المؤمنين كما قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ )) وليس بغريب أن يقع بين الإمام وبين أحد من المأمومين شيء من هذا ولكن الحازم العاقل المؤمن يُحاول إذا وقع بينه وبين أخيه سوء تفاهم أن يتفادى هذا السوء، وأن يُصلح بينه وبين أخيه إما بنفسه إن كان عنده شجاعة وقدرة وحزم وإما أن يتوسط بأحد إلى هذا الرجل ليُزيل ما بينهما من العداوة وحينئذ لا يبقى في الأمر إشكال أن يصلي خلفه ولكن إذا لم يتيسر ذلك وكان في فترة الانتقال فإنه لا حرج عليه أن يذهب إلى مكان ءاخر ليصلي فيه إذا كانت صلاته مع الإمام الذي بينه وبينه سوء تفاهم لا يحصل بها الخشوع الذي يطمئن به الإنسان في صلاته.
ولكن كما قلت أولا يجب أن يُحاول بقدر ما يستطيع إزالة ما بينه وبين أخيه من سوء التفاهم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. يقول أسأل في سؤالي الثاني وأقول.
1 - رجل متدين ومحافظ على الصلوات الخمس ولكن بينه وبين إمام المسجد سوء تفاهم فيذهب ويصلي في مسجد بعيد جدا عن مسكنه مع أن مسجد الإمام قريب جدا فهل في هذا حرج ؟ أستمع حفظ
هل الإيمان هو التوحيد ؟
السائل : هل الإيمان هو التوحيد؟
الشيخ : الإيمان والتوحيد شيئان متغايران وشيئان متفقان.
السائل : نعم.
الشيخ : فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات وأن هذه الأقسام جاءت في قوله تعالى: (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )) فقوله: (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا )) يعني توحيد الربوبية وقوله: (( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ )) يعني توحيد الألوهية وقوله: (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )) يعني توحيد الأسماء والصفات وهذا التقسيم يشمل الإيمان في الواقع لأن الإيمان بالله عز وجل يتضمن الإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
وعلى هذا فالموحد لله مؤمن به والمؤمن بالله موحد له لكن قد يحصل خلل في التوحيد أو في الإيمان فينقصان ولهذا كان القول الراجح أن الإيمان يزيد وينقص يزيد، وينقص في حقيقته وفي ءاثاره ومقتضياته فالإنسان يجد من قلبه أحيانا طمأنينة بالغة كأنما يُشاهد الغائب الذي كان يؤمن به وأحيانا يحصل له شيء من قلة هذا اليقين الكامل وإذا شئت أن تعرف أن اليقين يتفاوت فاقرأ قول الله تعالى عن إبراهيم خليله عليه الصلاة والسلام: (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )) .
كما أنه أيضا يزيد بآثاره ومقتضياته فإن الإنسان كلما ازداد عملا صالحا ازداد إيمانه حتى يكون من المؤمنين الخلّص. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع الذي رمز لاسمه بـ أ م م من قرية ... يقول فضيلة الشيخ.
الشيخ : الإيمان والتوحيد شيئان متغايران وشيئان متفقان.
السائل : نعم.
الشيخ : فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات وأن هذه الأقسام جاءت في قوله تعالى: (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )) فقوله: (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا )) يعني توحيد الربوبية وقوله: (( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ )) يعني توحيد الألوهية وقوله: (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )) يعني توحيد الأسماء والصفات وهذا التقسيم يشمل الإيمان في الواقع لأن الإيمان بالله عز وجل يتضمن الإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
وعلى هذا فالموحد لله مؤمن به والمؤمن بالله موحد له لكن قد يحصل خلل في التوحيد أو في الإيمان فينقصان ولهذا كان القول الراجح أن الإيمان يزيد وينقص يزيد، وينقص في حقيقته وفي ءاثاره ومقتضياته فالإنسان يجد من قلبه أحيانا طمأنينة بالغة كأنما يُشاهد الغائب الذي كان يؤمن به وأحيانا يحصل له شيء من قلة هذا اليقين الكامل وإذا شئت أن تعرف أن اليقين يتفاوت فاقرأ قول الله تعالى عن إبراهيم خليله عليه الصلاة والسلام: (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )) .
كما أنه أيضا يزيد بآثاره ومقتضياته فإن الإنسان كلما ازداد عملا صالحا ازداد إيمانه حتى يكون من المؤمنين الخلّص. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذا المستمع الذي رمز لاسمه بـ أ م م من قرية ... يقول فضيلة الشيخ.
رجل يبيع ويشتري في السيارات بالتقسيط وعنده أكثر من سبعين مشتريا يشترون بالتقسيط لمدة ثلاث سنوات والبعض منهم يقوم بتأخير القسط شهريا فيشتكيه ويأخذ حقه منه فهل في شكواه عن حقه خطأ ؟
السائل : إنني أبيع وأشتري في السيارات بالتقسيط وأنا عندي أكثر من سبعين زبوناً يشترون بالتقسيط لمدة ثلاث سنوات والبعض منهم يقوم بتأخير القسط شهرياً فأشتكيه وءاخذ حقي منه هل علي خطأ في شكواي لهم عن حقي المتأخّر أفيدوني أفادكم الله؟
الشيخ : إذا كان هذا الذي حل عليه القسط قادرا على الوفاء فلك الحق في مطالبته ورفع أمره إلى ولاة الأمور ليُخرجوا حقك منه وأما إذا كان معسرا فإنه ليس لك أن تطلبه ولا أن تطالبه ولا أن ترفعه إلى ولاة الأمور لقول الله تعالى: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ أن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )) .
وإنني بهذه المناسبة أحذّر إخواننا الذين يكون لهم ديون على المعسرين فيؤذون هؤلاء المعسرين بالطلب والمطالبة ويرفعونهم إلى الجهات المسؤولة وهذا الدائن لا شك أنه ءاثم إذا طالب المعسر بوفاء الدين لأنه عاص لقول الله تعالى: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) .
أما بالنسبة للمدينين فإنني أيضا أوجه إليهم النصيحة بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يستدينوا شيئا إلا عند الضرورة القصوى التي لابد لهم منها وذلك لأن الدين خطره عظيم فإنه هم في الليل وذل في النهار وكان النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قبل أن يفتح الله عليه إذا قُدّم إليه الميت يسأل: ( أعليه دين لا وفاء له؟ ) فإن قالوا: نعم، لم يصلي عليه صلى الله عليه وءاله وسلم وهذا يدل على عظم الدين.
وثبت عنه صلى الله عليه وءاله وسلم أنه سئل عن الشهادة في سبيل الله يعني هل تكفّر الخطايا؟ فقال: ( نعم ) ثم أدبر الرجل فناداه فقال عليه الصلاة والسلام: ( إلا الدين أخبرني بذلك جبريل ءانفاً ) فإذا كانت الشهادة في سبيل الله لا تكفّر الدين وتكفّر ما سواه من المعاصي كان ذلك دليلا على عِظمه وأنه أمر يعيق الإنسان عن الوصول إلى درجات الكمال.
ثم إني أنصحهم مرة أخرى إذا دعت الضرورة إلى الاستدانة واستدانوا أنصحهم ألا يُماطلوا في حق الدائن ويؤخّروه فإن ذلك ظلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مطل الغني ظلم ) والمطل يكون إذا حل الحق والغني هو القادر على الوفاء فإذا حل حق الدائن وكان المدين قادرا على الوفاء فإنه يجب عليه المبادرة بوفائه وإذا تأخّر ساعة فهو ءاثم وساعتين فهو أشد إثما وثلاث ساعات فهو أشد إثما وهكذا كلما زادت الساعات في تأخيره للوفاء ازداد بذلك إثما ثم إنه ربما يُعاقب فيُسلب هذا المال الذي كان به قادرا على الوفاء ويندم حين لا ينفع الندم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. السائل م م يقول أيضا يا فضيلة الشيخ.
الشيخ : إذا كان هذا الذي حل عليه القسط قادرا على الوفاء فلك الحق في مطالبته ورفع أمره إلى ولاة الأمور ليُخرجوا حقك منه وأما إذا كان معسرا فإنه ليس لك أن تطلبه ولا أن تطالبه ولا أن ترفعه إلى ولاة الأمور لقول الله تعالى: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ أن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )) .
وإنني بهذه المناسبة أحذّر إخواننا الذين يكون لهم ديون على المعسرين فيؤذون هؤلاء المعسرين بالطلب والمطالبة ويرفعونهم إلى الجهات المسؤولة وهذا الدائن لا شك أنه ءاثم إذا طالب المعسر بوفاء الدين لأنه عاص لقول الله تعالى: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ )) .
أما بالنسبة للمدينين فإنني أيضا أوجه إليهم النصيحة بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يستدينوا شيئا إلا عند الضرورة القصوى التي لابد لهم منها وذلك لأن الدين خطره عظيم فإنه هم في الليل وذل في النهار وكان النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قبل أن يفتح الله عليه إذا قُدّم إليه الميت يسأل: ( أعليه دين لا وفاء له؟ ) فإن قالوا: نعم، لم يصلي عليه صلى الله عليه وءاله وسلم وهذا يدل على عظم الدين.
وثبت عنه صلى الله عليه وءاله وسلم أنه سئل عن الشهادة في سبيل الله يعني هل تكفّر الخطايا؟ فقال: ( نعم ) ثم أدبر الرجل فناداه فقال عليه الصلاة والسلام: ( إلا الدين أخبرني بذلك جبريل ءانفاً ) فإذا كانت الشهادة في سبيل الله لا تكفّر الدين وتكفّر ما سواه من المعاصي كان ذلك دليلا على عِظمه وأنه أمر يعيق الإنسان عن الوصول إلى درجات الكمال.
ثم إني أنصحهم مرة أخرى إذا دعت الضرورة إلى الاستدانة واستدانوا أنصحهم ألا يُماطلوا في حق الدائن ويؤخّروه فإن ذلك ظلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مطل الغني ظلم ) والمطل يكون إذا حل الحق والغني هو القادر على الوفاء فإذا حل حق الدائن وكان المدين قادرا على الوفاء فإنه يجب عليه المبادرة بوفائه وإذا تأخّر ساعة فهو ءاثم وساعتين فهو أشد إثما وثلاث ساعات فهو أشد إثما وهكذا كلما زادت الساعات في تأخيره للوفاء ازداد بذلك إثما ثم إنه ربما يُعاقب فيُسلب هذا المال الذي كان به قادرا على الوفاء ويندم حين لا ينفع الندم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. السائل م م يقول أيضا يا فضيلة الشيخ.
3 - رجل يبيع ويشتري في السيارات بالتقسيط وعنده أكثر من سبعين مشتريا يشترون بالتقسيط لمدة ثلاث سنوات والبعض منهم يقوم بتأخير القسط شهريا فيشتكيه ويأخذ حقه منه فهل في شكواه عن حقه خطأ ؟ أستمع حفظ
رجل عنده قطعة أرض فبنى مسجدا لابنه المتوفي فهل يجوز ذلك عنه ؟ وإذا قام بتعليق لوحة على باب المسجد وكتب عليها ( مسجد فلان رحمه الله ) فهل يجوز هذا ؟
السائل : عندي قطعة أرض فقمت ببناء مسجد لابني المتوفى هل يجوز ذلك عنه؟ وإذا قمت بتعليق لوحة على باب المسجد وكتبت عليها مسجد فلان رحمه الله فهل يجوز ذلك عنه أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : بناء المساجد من أفضل القرب التي تقرّب إلى الله عز وجل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أن من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ولكن هل من المستحب والمشروع أن نبني المساجد للأموات أو أن نبنيها لأنفسنا وندعو للأموات؟ الجواب: الثاني أن نبني المساجد لأنفسنا لأننا محتاجون إلى العمل الصالح أما الأموات فإن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أرشدنا ماذا نفعل لهم قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فترى رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أرشد إلى الدعاء لا إلى أن يُعمل له عمل صالح مع أن سياق الحديث في العمل ولو كان العمل للأموات من الأمور المشروعة لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم.
ولكننا حينما نقول: إنه ليس من الأمور المشروعة لا نقول: إنه حرام لأن السنّة دلت على جوازه فقد ثبت في الحديث الصحيح: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وقال: يا رسول الله! إن أمي افتلتت نفسها وأظن أنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها أو قال: أفيجزئ أن أتصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( نعم ) .
وأذن لـسعد بن عبادة أن يجعل مخرافه في المدينة وهو نخل يُخرف صدقة لأمه.
مسألة، أيضا يترتب على سؤال الأخ السائل.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه جعل المسجد لابنه المتوفى فهل يُمكن أن نقول: إنه لا يجوز أن يخُص ابنه المتوفى بهذا المسجد دون إخوته الباقين إن كان له إخوة؟ لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) أو نقول إنما العدل واجب في أمور الدنيا أما أمور الأخرة فلا يجب فيها العدل؟ الأول أقرب عندي وأنه لا يخُص أحدا من أولاده بأعمال صالحة دون الأخرين لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وقوله لـبشير بن سعد حين أراد أن يشهده أي يشهد النبي صلى الله عليه سلم على عطيته لابنه النعمان قال: ( أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور ) .
والخلاصة: أننا نقول لهذا الرجل الذي ينبغي أن تجعل المسجد لك وثوابه لك وأما ابنك فالدعاء له أفضل من أن تجعل له هذا المسجد.
وفي سؤاله قال: إنه كتب عليه أن هذا مسجد فلان بن فلان وهذا حسن من وجه سيء من وجه ءاخر، أما كونه حسنا فإن الناس إذا رأوا هذا الاسم دعوا لمن بناه وقالوا غفر الله له وأثابه وجزاه خيرا وما أشبه ذلك ولكنه سيء من وجه ءاخر لأنه يُخشى منه الرياء وأن الإنسان فعل ذلك ليرائي به الناس والرياء إذا شارك العمل فإنه يُبطله لما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا السائل أ م ع ص عامل يقيم في المملكة.
الشيخ : بناء المساجد من أفضل القرب التي تقرّب إلى الله عز وجل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أن من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ولكن هل من المستحب والمشروع أن نبني المساجد للأموات أو أن نبنيها لأنفسنا وندعو للأموات؟ الجواب: الثاني أن نبني المساجد لأنفسنا لأننا محتاجون إلى العمل الصالح أما الأموات فإن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أرشدنا ماذا نفعل لهم قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فترى رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم أرشد إلى الدعاء لا إلى أن يُعمل له عمل صالح مع أن سياق الحديث في العمل ولو كان العمل للأموات من الأمور المشروعة لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم.
ولكننا حينما نقول: إنه ليس من الأمور المشروعة لا نقول: إنه حرام لأن السنّة دلت على جوازه فقد ثبت في الحديث الصحيح: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وقال: يا رسول الله! إن أمي افتلتت نفسها وأظن أنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها أو قال: أفيجزئ أن أتصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: ( نعم ) .
وأذن لـسعد بن عبادة أن يجعل مخرافه في المدينة وهو نخل يُخرف صدقة لأمه.
مسألة، أيضا يترتب على سؤال الأخ السائل.
السائل : نعم.
الشيخ : أنه جعل المسجد لابنه المتوفى فهل يُمكن أن نقول: إنه لا يجوز أن يخُص ابنه المتوفى بهذا المسجد دون إخوته الباقين إن كان له إخوة؟ لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) أو نقول إنما العدل واجب في أمور الدنيا أما أمور الأخرة فلا يجب فيها العدل؟ الأول أقرب عندي وأنه لا يخُص أحدا من أولاده بأعمال صالحة دون الأخرين لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وقوله لـبشير بن سعد حين أراد أن يشهده أي يشهد النبي صلى الله عليه سلم على عطيته لابنه النعمان قال: ( أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور ) .
والخلاصة: أننا نقول لهذا الرجل الذي ينبغي أن تجعل المسجد لك وثوابه لك وأما ابنك فالدعاء له أفضل من أن تجعل له هذا المسجد.
وفي سؤاله قال: إنه كتب عليه أن هذا مسجد فلان بن فلان وهذا حسن من وجه سيء من وجه ءاخر، أما كونه حسنا فإن الناس إذا رأوا هذا الاسم دعوا لمن بناه وقالوا غفر الله له وأثابه وجزاه خيرا وما أشبه ذلك ولكنه سيء من وجه ءاخر لأنه يُخشى منه الرياء وأن الإنسان فعل ذلك ليرائي به الناس والرياء إذا شارك العمل فإنه يُبطله لما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا السائل أ م ع ص عامل يقيم في المملكة.
4 - رجل عنده قطعة أرض فبنى مسجدا لابنه المتوفي فهل يجوز ذلك عنه ؟ وإذا قام بتعليق لوحة على باب المسجد وكتب عليها ( مسجد فلان رحمه الله ) فهل يجوز هذا ؟ أستمع حفظ
عامل مقيم في المملكة وكفيله لا يصلي الصلوات المفروضة وأما العامل فملتزم بصلاته وصيامه فهل يصح له الأكل معه ؟ وما حكم الراتب الذي يتقضاه منه ؟
السائل : يقول سماحة الشيخ أنا عامل، وكفيلي لا يصلي الصلاة المفروضة وأنا والحمد لله ملتزم بصلاتي وصيامي وهذا من فضل الله علي هل يصح لي الأكل معه؟ وما رأيكم في الراتب الذي أتقاضاه منه أفتوني مأجورين؟
الشيخ : قبل أن نفتيه، أن نفتي هذا السائل نوجه نصيحة إلى كفيله.
السائل : نعم.
الشيخ : حيث ادعى هذا السائل أنه لا يصلي فإن كان الأمر كذلك فإننا نقول لهذا الكفيل: اتق الله في نفسك احمد الله على نعمته أن جعلك قادرا ونعّمك، احمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وقم بواجب الشكر لله رب العالمين فإن معصية المنعم سيئة وقبيحة عقلا وفطرة وشرعا.
نقول لهذا الذي لا يصلي اتق الله وصلي فإن الصلاة شأنها عظيم وثوابها جزيل وتركها خطر عظيم فإن أصح أقوال أهل العلم أن من ترك الصلاة فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة لأن الله تعالى قال في كتابه عن المشركين: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )) وهذا يدل على أنهم إذا لم يُقيموا الصلاة فليسوا إخوة لنا في دين الله ولا تنتفي الأخوة في الدين إلا إذا انتفى الإيمان وصار الإنسان كافرا لأن المؤمن وإن كان ضعيف الإيمان مادام لم يصل إلى حد الكفر هو أخ لنا ونحبه على ما معه من الإيمان وإن كنا نكره ما يقوم به من المعاصي ولأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال في تارك الصلاة: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ولأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) .
وقد نقَل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة عبد الله بن شقيق التابعي المعروف حيث قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " وقد نقل إجماعهم أيضا بعض أهل العلم أعني إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة ومنهم أي ممن نقل الإجماع إسحاق بن راهويه الإمام المشهور.
والنظر يقتضي ذلك أي يقتضي أن من ترك الصلاة فهو كافر ووجهه أن كل مؤمن يؤمن بما للصلاة من المكانة العظيمة عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين لا يمكن أن يدعها ويحافظ على تركها فالله سبحانه وتعالى رفع شأن هذه الصلوات، فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير واسطة وفرضها عليه في أعلى مكان يصل إليه البشر وفرضها عليه في أفضل ليلة لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم فإن الله فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج حين عرَج به إلى السماوات السبع وهذا يدل على محبة الله لها وعنايته بها ومما يدل على عنايته بها أيضا أنه فرضها أول ما فرضها خمسين صلاة ورضي النبي صلى الله عليه وءاله وسلم بذلك واطمأن إليه لكنه سبحانه وتعالى خفّف على عباده فجعلها خمسا بالفعل وخمسين في الميزان.
فالنظر مع الأدلة السابقة يقتضي أن من ترك الصلاة تركا مطلقا لا يصلي أبداً فإنه كافر كفرا مخرجا عن الملة ومن المعلوم أن هذا الكفيل لو خاطبه شخص فقال: يا كافر! أنه لا يرضى بذلك أبدا وأنه سوف يقوم بينه وبين من ناداه بهذا الوصف خصومة قد تصِل إلى حد المحاكمة عند القضاة فإذا كان لا يرضى أن يُلقّب بالكافر من أطراف الناس وعامة الناس فكيف يرضى لنفسه أن ينطبق عليه لقب النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقبه به حيث قال: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) .
فالواجب على هذا الكفيل وعلى غيره ممن يتهاونون بالصلاة أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وأن يقوموا بالصلاة إخلاصا لله واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم وليجرّبوا فإنهم إذا صلوا مرة ومرتين وثلاثا فإنهم يرغبون الصلاة وتكون الصلاة قرّة عين لهم ويأنسون بها أما إذا استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وأنساهم الصلاة فإنهم سوف يرونها ثقيلة والعياذ بالله ويستمرون على ما هم عليه من تركها المؤدّي إلى الكفر.
أما بالنسبة للعامل وبقائه عند هذا الكفيل فإنه لا حرج عليه أن يبقى عنده ولكن يجب عليه أن يُناصحه دائما وألا يحقر نفسه عن النصيحة ربما يقول العامل: أنا عامل كيف أنصح كفيلي هو في نظر الناس أعلى مني قدرا وأكبر مني جاها فكيف أناصحه؟ نقول: لا حرج أن تُناصحه وإن كنت أقل قدرا في أعين الناس فإنك إذا نصحته لله صرت عند الله أكبر منه قدرا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، أيضا فضيلة الشيخ أبناء هذا البلد ..
الشيخ : نعم خلي أكمّل.
السائل : تفضّل.
الشيخ : فيه بعض الناس يرى أن تارك الصلاة ليس بكافر ويحمل النصوص الواردة في تكفيره على أن المراد بذلك من جحد وجوبها وتركها جحدا لوجوبها والحقيقة أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه لأنه إذا حمل النصوص الواردة في الترك على الجحد فقد حملها على غير ما يقتضيه ظاهر اللفظ، فجنى عليها من وجهين، الوجه الأول: أنه صرفها عن ظاهرها والوجه الثاني: أنه استحدث لها معنى لا يُراد بها ثم نقول: إن الجاحد لفرضية الصلاة إذا كان قد عاش بين المسلمين يكون كافراً سواء صلاها أم لم يصلها حتى لو فرض أنه يُحافظ على صلاتها ولكنه يقول إنها نافلة وليست بواجبة فإنه كافر واستدل بعض الناس الذين ذهبوا هذا المذهب استدلوا بأدلة ولكني تتبعت هذه الأدلة واستقرأتها وجدت أنها لا تخرج عن أحد خمسة أوجه، إما أنه ليس فيها دلالة أصلا، وإما أنها مقيّدة بوصف يستحيل معه ترك الصلاة، وإما أنها أحادية ضعيفة لا تقوم بها الحجة، وإما أنها في قوم يُعذرون بالجهل يكون الإسلام قد درس عندهم ولم يعرفوا عنه شيئا، وإما أنها عامة تخصّص بأدلة كفر تارك الصلاة كما هو معروف عند أهل العلم أنه إذا ورد النص العام والخاص فإن العام يُخصّص بالخاص.
ثم إن الله سبحانه وتعالى يعلم أننا لم نذهب هذا المذهب من أجل التضييق على عباد الله وإخراج عباد الله من الإسلام ولكننا ذهبنا هذا المذهب لأننا نرى أنه هو الذي دل عليه كلام ربنا وكلام نبينا صلى الله عليه وءاله وسلم ونعلم أن التكفير والتفسيق والتبديع والتضليل والترشيد والقول بالإسلام أو الإيمان كله ليس راجعا إلينا وإنما هو راجع إلى الله ورسوله فالذي له الحكم وبيده ملكوت كل شيء هو الله فإذا حكم على شخص ما أنه كافر فهو كافر ونقول إنه كافر ولا نبالي وإذا حكم على شخص بأنه مسلم فإنه مسلم ونقول: إنه مسلم ولا نبالي وهكذا.
كما أن التحليل والتحريم والإيجاب كله إلى الله عز وجل فكذلك الوصف بالإسلام والإيمان والكفر والعصيان كله إلى الله عز وجل وإذا أتينا أو إذا قلنا بما يقتضيه الدليل فنحن معذورون بل مشكورون على ذلك ومأجورون عليه ولسنا نريد أن نضيّق على الناس أو أن نُخرجهم من دينهم إلا ببرهان يتبيّن لنا والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : قبل أن نفتيه، أن نفتي هذا السائل نوجه نصيحة إلى كفيله.
السائل : نعم.
الشيخ : حيث ادعى هذا السائل أنه لا يصلي فإن كان الأمر كذلك فإننا نقول لهذا الكفيل: اتق الله في نفسك احمد الله على نعمته أن جعلك قادرا ونعّمك، احمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وقم بواجب الشكر لله رب العالمين فإن معصية المنعم سيئة وقبيحة عقلا وفطرة وشرعا.
نقول لهذا الذي لا يصلي اتق الله وصلي فإن الصلاة شأنها عظيم وثوابها جزيل وتركها خطر عظيم فإن أصح أقوال أهل العلم أن من ترك الصلاة فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة لأن الله تعالى قال في كتابه عن المشركين: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )) وهذا يدل على أنهم إذا لم يُقيموا الصلاة فليسوا إخوة لنا في دين الله ولا تنتفي الأخوة في الدين إلا إذا انتفى الإيمان وصار الإنسان كافرا لأن المؤمن وإن كان ضعيف الإيمان مادام لم يصل إلى حد الكفر هو أخ لنا ونحبه على ما معه من الإيمان وإن كنا نكره ما يقوم به من المعاصي ولأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال في تارك الصلاة: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ولأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) .
وقد نقَل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة عبد الله بن شقيق التابعي المعروف حيث قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " وقد نقل إجماعهم أيضا بعض أهل العلم أعني إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة ومنهم أي ممن نقل الإجماع إسحاق بن راهويه الإمام المشهور.
والنظر يقتضي ذلك أي يقتضي أن من ترك الصلاة فهو كافر ووجهه أن كل مؤمن يؤمن بما للصلاة من المكانة العظيمة عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين لا يمكن أن يدعها ويحافظ على تركها فالله سبحانه وتعالى رفع شأن هذه الصلوات، فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير واسطة وفرضها عليه في أعلى مكان يصل إليه البشر وفرضها عليه في أفضل ليلة لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم فإن الله فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج حين عرَج به إلى السماوات السبع وهذا يدل على محبة الله لها وعنايته بها ومما يدل على عنايته بها أيضا أنه فرضها أول ما فرضها خمسين صلاة ورضي النبي صلى الله عليه وءاله وسلم بذلك واطمأن إليه لكنه سبحانه وتعالى خفّف على عباده فجعلها خمسا بالفعل وخمسين في الميزان.
فالنظر مع الأدلة السابقة يقتضي أن من ترك الصلاة تركا مطلقا لا يصلي أبداً فإنه كافر كفرا مخرجا عن الملة ومن المعلوم أن هذا الكفيل لو خاطبه شخص فقال: يا كافر! أنه لا يرضى بذلك أبدا وأنه سوف يقوم بينه وبين من ناداه بهذا الوصف خصومة قد تصِل إلى حد المحاكمة عند القضاة فإذا كان لا يرضى أن يُلقّب بالكافر من أطراف الناس وعامة الناس فكيف يرضى لنفسه أن ينطبق عليه لقب النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقبه به حيث قال: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) .
فالواجب على هذا الكفيل وعلى غيره ممن يتهاونون بالصلاة أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وأن يقوموا بالصلاة إخلاصا لله واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم وليجرّبوا فإنهم إذا صلوا مرة ومرتين وثلاثا فإنهم يرغبون الصلاة وتكون الصلاة قرّة عين لهم ويأنسون بها أما إذا استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وأنساهم الصلاة فإنهم سوف يرونها ثقيلة والعياذ بالله ويستمرون على ما هم عليه من تركها المؤدّي إلى الكفر.
أما بالنسبة للعامل وبقائه عند هذا الكفيل فإنه لا حرج عليه أن يبقى عنده ولكن يجب عليه أن يُناصحه دائما وألا يحقر نفسه عن النصيحة ربما يقول العامل: أنا عامل كيف أنصح كفيلي هو في نظر الناس أعلى مني قدرا وأكبر مني جاها فكيف أناصحه؟ نقول: لا حرج أن تُناصحه وإن كنت أقل قدرا في أعين الناس فإنك إذا نصحته لله صرت عند الله أكبر منه قدرا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، أيضا فضيلة الشيخ أبناء هذا البلد ..
الشيخ : نعم خلي أكمّل.
السائل : تفضّل.
الشيخ : فيه بعض الناس يرى أن تارك الصلاة ليس بكافر ويحمل النصوص الواردة في تكفيره على أن المراد بذلك من جحد وجوبها وتركها جحدا لوجوبها والحقيقة أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه لأنه إذا حمل النصوص الواردة في الترك على الجحد فقد حملها على غير ما يقتضيه ظاهر اللفظ، فجنى عليها من وجهين، الوجه الأول: أنه صرفها عن ظاهرها والوجه الثاني: أنه استحدث لها معنى لا يُراد بها ثم نقول: إن الجاحد لفرضية الصلاة إذا كان قد عاش بين المسلمين يكون كافراً سواء صلاها أم لم يصلها حتى لو فرض أنه يُحافظ على صلاتها ولكنه يقول إنها نافلة وليست بواجبة فإنه كافر واستدل بعض الناس الذين ذهبوا هذا المذهب استدلوا بأدلة ولكني تتبعت هذه الأدلة واستقرأتها وجدت أنها لا تخرج عن أحد خمسة أوجه، إما أنه ليس فيها دلالة أصلا، وإما أنها مقيّدة بوصف يستحيل معه ترك الصلاة، وإما أنها أحادية ضعيفة لا تقوم بها الحجة، وإما أنها في قوم يُعذرون بالجهل يكون الإسلام قد درس عندهم ولم يعرفوا عنه شيئا، وإما أنها عامة تخصّص بأدلة كفر تارك الصلاة كما هو معروف عند أهل العلم أنه إذا ورد النص العام والخاص فإن العام يُخصّص بالخاص.
ثم إن الله سبحانه وتعالى يعلم أننا لم نذهب هذا المذهب من أجل التضييق على عباد الله وإخراج عباد الله من الإسلام ولكننا ذهبنا هذا المذهب لأننا نرى أنه هو الذي دل عليه كلام ربنا وكلام نبينا صلى الله عليه وءاله وسلم ونعلم أن التكفير والتفسيق والتبديع والتضليل والترشيد والقول بالإسلام أو الإيمان كله ليس راجعا إلينا وإنما هو راجع إلى الله ورسوله فالذي له الحكم وبيده ملكوت كل شيء هو الله فإذا حكم على شخص ما أنه كافر فهو كافر ونقول إنه كافر ولا نبالي وإذا حكم على شخص بأنه مسلم فإنه مسلم ونقول: إنه مسلم ولا نبالي وهكذا.
كما أن التحليل والتحريم والإيجاب كله إلى الله عز وجل فكذلك الوصف بالإسلام والإيمان والكفر والعصيان كله إلى الله عز وجل وإذا أتينا أو إذا قلنا بما يقتضيه الدليل فنحن معذورون بل مشكورون على ذلك ومأجورون عليه ولسنا نريد أن نضيّق على الناس أو أن نُخرجهم من دينهم إلا ببرهان يتبيّن لنا والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
السائل : بارك الله فيكم.
5 - عامل مقيم في المملكة وكفيله لا يصلي الصلوات المفروضة وأما العامل فملتزم بصلاته وصيامه فهل يصح له الأكل معه ؟ وما حكم الراتب الذي يتقضاه منه ؟ أستمع حفظ
نعود فضيلة الشيخ إلى قضية العامل والكفيل أقول يجب على سكان هذا البلد أن يكونوا قدوة للعالم الإسلامي فما نصيحتكم لهم .؟
السائل : أعود إلى قضية شيخ محمد هذا عامل وهذا الكفيل أقول يجب على أبناء هذا البلد أن يكونوا قدوة لأن العالم الإسلامي ينظر إلى هذا البلد نظرة قيادية فبماذا أيضا تنصحون المستمعين في مثل هذه الحالة يا شيخ؟
الشيخ : نعم. ننصح المستمعين بل الكفلاء بالذات.
السائل : نعم.
الشيخ : أن يتقوا الله عز وجل في مكفوليهم وأن يؤدوا إليهم حقهم فإن كثيرا من الكفلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية يُضيعون من يأتون بهم من هؤلاء الفقراء الذين جاؤوا لتحصيل لقمة العيش لهم ولعوائلهم فتجده يُماطل بحق هذا العامل تمضي الشهران والثلاثة والأربعة وهو لم يوفي حقه وإذا أراد أن يرفعه إلى الجهات المسؤولة هدّده بأن يلغي عقده ويردّه إلى بلاده، تجده يجعل عليه ضريبة كل شهر يقول لابد أن تأتيني بمائتي ريال بثلاثمائة ريال ثم يسيّبه في البلد وهذا لا شك أنه حرام ولا يجوز فإن هذا أولا يُنافي نظام الحكومة وثانيا ظلم لهذا العامل المسكين الذي قد لا يجد ما فرضه عليه هذا الكفيل.
ثم إني أذكّر هؤلاء الكفلاء بأنه ربما يأتي يوم من الأيام يكونون هم بمنزلة هؤلاء الفقراء.
السائل : الله المستعان.
الشيخ : فيحتاجون إلى الناس ويذهبون إلى بلادهم ويُفعل بهم ما فعلوا بهؤلاء ثم إذا قدّر أنهم سلموا من عقوبة الدنيا فإنهم لن يسلموا من عقوبة الأخرة حيث يهضمون هؤلاء حقهم ويظلمونهم ولقد قيل لي: إن بعض الناس يتفق معهم على أجر في بلادهم ثم إذا وصلوا إلى البلد أي بلادنا قالوا: لا نعطيك إلا كذا أو ارجع، فمثلا يتفقون على أن الشهر بخمسمائة ريال فإذا وصلوا إلى البلد قالوا: لا نعطيك إلا ثلاثمائة تريد هذا وإلا ارجع إلى أهلك وهذا لا شك أنه حرام هذا إخلاف للوعد ونقض للعهد وقد قال الله سبحانه وتعالى: (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا )) وقال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) وقال الله عز وجل: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا )) فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل وألا ينظر إلى الدنيا هو الأن قد يكون منعّما في دنياه صحيح البدن كثير المال كثير الأهل كثير الأصحاب لكنه سيأتي يوم من الأيام يكون منفردا في قبره بعمله، فليذكر الإنسان هذه الحال وليذكر الحال التي وراءها يوم القيامة حيث يُقتص للإنسان ممن ظلمه حتى إن الرجل ليأتي بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخِذ من سيئاتهم فطرِح عليه ثم طرح في النار.
فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل في هؤلاء الفقراء الذين ما جاءوا إلا لحاجة.
نسأل الله للجميع السلامة.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
الشيخ : نعم. ننصح المستمعين بل الكفلاء بالذات.
السائل : نعم.
الشيخ : أن يتقوا الله عز وجل في مكفوليهم وأن يؤدوا إليهم حقهم فإن كثيرا من الكفلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية يُضيعون من يأتون بهم من هؤلاء الفقراء الذين جاؤوا لتحصيل لقمة العيش لهم ولعوائلهم فتجده يُماطل بحق هذا العامل تمضي الشهران والثلاثة والأربعة وهو لم يوفي حقه وإذا أراد أن يرفعه إلى الجهات المسؤولة هدّده بأن يلغي عقده ويردّه إلى بلاده، تجده يجعل عليه ضريبة كل شهر يقول لابد أن تأتيني بمائتي ريال بثلاثمائة ريال ثم يسيّبه في البلد وهذا لا شك أنه حرام ولا يجوز فإن هذا أولا يُنافي نظام الحكومة وثانيا ظلم لهذا العامل المسكين الذي قد لا يجد ما فرضه عليه هذا الكفيل.
ثم إني أذكّر هؤلاء الكفلاء بأنه ربما يأتي يوم من الأيام يكونون هم بمنزلة هؤلاء الفقراء.
السائل : الله المستعان.
الشيخ : فيحتاجون إلى الناس ويذهبون إلى بلادهم ويُفعل بهم ما فعلوا بهؤلاء ثم إذا قدّر أنهم سلموا من عقوبة الدنيا فإنهم لن يسلموا من عقوبة الأخرة حيث يهضمون هؤلاء حقهم ويظلمونهم ولقد قيل لي: إن بعض الناس يتفق معهم على أجر في بلادهم ثم إذا وصلوا إلى البلد أي بلادنا قالوا: لا نعطيك إلا كذا أو ارجع، فمثلا يتفقون على أن الشهر بخمسمائة ريال فإذا وصلوا إلى البلد قالوا: لا نعطيك إلا ثلاثمائة تريد هذا وإلا ارجع إلى أهلك وهذا لا شك أنه حرام هذا إخلاف للوعد ونقض للعهد وقد قال الله سبحانه وتعالى: (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا )) وقال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) وقال الله عز وجل: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا )) فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل وألا ينظر إلى الدنيا هو الأن قد يكون منعّما في دنياه صحيح البدن كثير المال كثير الأهل كثير الأصحاب لكنه سيأتي يوم من الأيام يكون منفردا في قبره بعمله، فليذكر الإنسان هذه الحال وليذكر الحال التي وراءها يوم القيامة حيث يُقتص للإنسان ممن ظلمه حتى إن الرجل ليأتي بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخِذ من سيئاتهم فطرِح عليه ثم طرح في النار.
فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل في هؤلاء الفقراء الذين ما جاءوا إلا لحاجة.
نسأل الله للجميع السلامة.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
اضيفت في - 2005-05-06