هل احتفل الرسول صلى الله عليه و سلم بميلاده كما يفعل البعض أم لا ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيّين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بذكرى ميلاده ولم يحتفل بذلك أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ولم يحتفل بذلك التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما ابتُدع هذا الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء المائة الرابعة أي بعد ثلاثمائة سنة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
ولا شك أن الحامل لهذا الاحتفال ممن أسّسه لا شك أنه إن شاء الله تعالى حب الرسول عليه الصلاة والسلام لكن حب الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتبيّن حقيقة باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فمن كان للرسول أحب كان له أتبع بلا شك ومن كان للرسول أتبع كان ذلك أدل على محبته لرسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ولهذا يقول المبتدعون لأهل السنّة المتمسّكين بها يقولون إن هؤلاء لا يُحبون الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ونقول سبحان الله أيما أقرب إلى حب الرسول عليه الصلاة والسلام من شرع في دينه ما ليس منه أو من تمسّك بهديه وسنّته؟ الجواب لا شك أنه الثاني أن من تمسّك بهديه وسنّته فهو أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ممن ابتدع في شريعته ما لم يشرعه عليه الصلاة والسلام بل إن البدعة الشرعية في دين الله مضمونها القدح برسول الله صلى الله عليه وسلم كأن هذا المبتدع يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهل بمشروعية هذه البدعة أو إن الرسول صلى الله عليه وسلم عالم بمشروعيتها لكن كتمه عن أمته وكلا الأمرين قدح واضح برسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فلو تأمّل المبتدع ما تتضمنه بدعته من اللوازم الفاسدة لاستغفر الله منها ولعاد إلى السنّة فورا بدون أي واعظ.
وخلاصة القول في الجواب عن هذا السؤال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بذكرى ميلاده أبدا ولا خلفاؤه الراشدون ولا الصحابة ولا التابعون ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما حدث ذلك من بعض الولاة فاستمر الناس عليه إلى يومنا هذا.
ولكني واثق بإذن الله عز وجل أن هذه الصحوة المباركة التي في شباب الأمة الإسلامية سوف تقضي على هذه البدعة وسوف تزول شيئا فشيئا كما تبيّن ذلك في بعض البلاد الإسلامية ممن تذكّروا حين ذُكّروا واتعظوا حين وعِظوا ولم يعودوا إلى هذه البدعة، قد يقول المبتدع أنا لم أحدث شيئا أنا أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأذكره بالخير وأثني عليه وأحيي ذكراه في القلوب نقول هذا حسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محمودة والثناء عليه بما هو يستحق محمود وكذلك إحياء ذكراه محمود لكن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم شرع لأمته ما تحصل به الذكرى والمحبة على غير هذا الوجه.
نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في كل عبادة هذا هو الذي ينبغي لنا أن نفعله أي أن نذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في كل عبادة وذلك لأن كل عبادة مبنيّة على أمرين على الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وحينما تشعر بأنك في عبادتك متبع لرسول الله سيكون هذا ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك أيضا نحن نذكر النبي عليه الصلاة والسلام ونرفع شأنه وذكراه في أعلى الأمكنة في كل يوم وليلة خمس مرات في الأذان نقول في كل أذان أشهد أن محمدا رسول الله وهذه إحياء لذكراه وإعلاء لشأنه من على المنارات في الأصوات المرتفعة ونقول أيضا مرة ثانية عند القيام إلى الصلاة في الإقامة أشهد أن محمدا رسول الله أي ذكرى أعظم من هذه الذكرى؟
كذلك عند الوضوء نقول أشهد أن لا إله إلا الله إذا فرغنا من الوضوء نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
كذلك في الصلاة في التشهد نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فكل أحوالنا في كل عباداتنا نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لأن العبادة إخلاص واتباع، إخلاص لرب العالمين واتباع لرسول رب العالمين فهي إحياء ذكرى فلا حاجة أن نبتدع في شريعة الله ما ليس منها من أجل إحياء الذكرى ثم إنه كما قال بعض أهل العلم إحياء ذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة يوجب أن يُنسى ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة وأن يترقب هؤلاء مجيء هذه الليلة ليحيوا ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.
لهذا نوجه إخواننا المسلمين من على هذا المنبر ألا وهو منبر نور على الدرب من إذاعة المملكة العربية السعودية نوجّه جميع إخواننا المسلمين إلى أن يتدبّروا الأمر وينظروا فيه ويحرصوا على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع خلفائه الراشدين حيث أمِرنا باتباعهم قال الله تعالى (( وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ )) وانتبه لهذا القيد (( اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ )) والإحسان اتباع ءاثارهم حقيقة فعلا وتركا (( وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) .
فليتدبّر إخواننا المسلمين في بقاع الأرض ليتدبّروا هذه المسألة وليرجعوا للأمر وليقولوا في أنفسهم أنحن خير أم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيرا لسبقونا إليه أنحن أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه؟ أنحن أشد حرصا على الطاعات من أصحابه؟ كل هذا لا، الجواب فيه لا وإذا كان الجواب فيه لا فليكن أيضا الجواب في الاحتفال بذكرى مولده لا وليعلموا أنهم إذا تركوا ذلك لله عز وجل وتحقيقا لاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيجعل الله في قلوبهم من الإيمان بالله ورسوله ومحبة الله ورسوله ما لم يكن فيها عند وجود هذه الاحتفالات التي ... أنها ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
هل تجوز زكاة الفطر نقدا أم لا ، و ما مقدارها من الحبوب ؟
الشيخ : لا تجوز زكاة الفطر نقدا لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها من التمر والشعير كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير ) وقال أبو سعيد الخدري " كنا نُخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير والزبيب والأقط " أربعة أصناف فهي أعني زكاة الفطر لا تجوز إلا من الطعام ولا يجوز إخراجها من القيمة ولا من اللباس ولا من الفُرش ولا أن يُبنى بها مساكن للفقراء بل يجب أن تُخرج مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من الطعام ولو كانت القيمة معتبرة لم تكن الأجناس مختلفة إذ أن صاعا من الشعير قد لا يُساوي صاعا من التمر أو لا يُساوي صاعا من البر أو ما أشبه ذلك.
وعلى هذا فالواجب إخراج زكاة الفطر من الطعام وكل أمة طعامها قد يختلف عن الأمة الأخرى وهذه القيمة التي تُريد أن تدفعها اشتري بها طعاما وأخرجه وتسلم وتبرؤ بذلك ذمتك.
ونحن لا نُنكر أن بعض العلماء قال يجوز إخراجها من القيمة قد قال به من قال ولكن المرجع عند النزاع إلى ما في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وإذا علمنا أن سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام إخراج زكاة الفطر من الطعام فلنستمسك بهذه السنّة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
هل يصلى على المنتحر و يغسل أم لا ؟
الشيخ : المنتحر والعياذ بالله قتل نفسه عمدا بغير حق وانتحاره من سفاهته لأنه بانتحاره يظن أنه يتخلّص مما هو فيه من المحنة والضيق لكنه يتخلّص إلى شيء أضيق وأشد محنة فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أن من قتل نفسه بشيء فإنه يُعذّب به في نار جهنم خالدا مخلّدا فيها أبدا والعياذ بالله، من قتل نفسه بحديدة فهو في جهنم ينحر نفسه بهذه الحديدة وكذلك من تحسّى سما حتى مات فإنه يتحسّاه في نار جهنم، من تردّى من جبل أو أسقط نفسه من جدار فإنه يُفعل به ذلك في نار جهنم خالدا مخلّدا فيها أبدا فالانتحار ليس فيه فك للمشكلة ولا إزالة للغم ولا للهم بل فيه زيادة السوء على المنتحر.
وإذا انتحر إنسان فإنه إذا كان مسلما يصلى عليه يغسّل ويكفّن ويصلّى عليه لكن إذا رأى أمير القبيلة أو قاضي البلد أو الكبير في البلد الذي له قيمته في المجتمع ألا يصلي عليه فإن ذلك خير لأن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يُصلي عليه أما غيره من الناس فيصلون عليه ويدعون له بالرحمة لأنه لا يكون مرتدا بانتحاره ولكنه فعل كبيرة عظيمة من الذنوب نسأل الله العافية.
والخلاصة أن المنتحر يُغسّل ويُكفّن ويُصلّى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين إذا كان مسلما ولكن إذا رأى كبير القوم ألا يصلي عليه ردعا لغيره فهذا حسن اقتداء برسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
رجل مغترب و يعمل في محل تجاري و يرسل ماله إلى أبيه حيث يقوم بالنفقة على أهله و زوجته معهم و لا يرسل لها مال شخصيا فهل هو مقصر اتجاه زوجته ؟
الشيخ : إذا كان والدك يُعطي زوجتك ما تحتاج إليه بالمعروف فلست بمقصّر لأنك قمت بالواجب وأما إذا كان والدك يشُح عليها ولا يُعطيها ما تحتاجه فالواجب عليك أن تُرسل لها ما تحتاجه لكن إن خفت أن يقع في قلب أبيك شيء إذا أرسلت إليها شيئا خاصا فليكن ذلك بخُفية وسر لا يعلم به أبوك لأن نفقة الزوجة واجبة.
وينبغي أن نسأل أيضا أو أن تسأل أنت هل يجوز أن تغترب عن زوجتك مدة طويلة مع حاجتها إلى وجودك معها؟ نقول إن طالبت بحقها فليس لك أن تُطيل الغيبة عنها وإن لم تطالب فالأمر إليها لو بقيت مثلا سنة أو سنتين أو أكثر مادامت هي لا تطالب بحقها فالحق لها وهذه نقطة يجب على الأزواج أن يُلاحظوها لأن بعض الأزواج نسأل الله العافية ينسى زوجته ولا يهتم وربما ييسّر له أن يتزوّج في البلد الذي هو فيه فيُعرض عن الأولى إعراضا كليا نسأل الله العافية.
السائل : بارك الله فيكم.
4 - رجل مغترب و يعمل في محل تجاري و يرسل ماله إلى أبيه حيث يقوم بالنفقة على أهله و زوجته معهم و لا يرسل لها مال شخصيا فهل هو مقصر اتجاه زوجته ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : في بعض السلع التجارية نكسب أكثر من النصف و لولا ذلك لما ربحنا و لا غطينا المصاريف فهل في ذلك حرج ؟
الشيخ : إذا كان هذا الربح هو سعر البلد والتجار فيه مشتركون فإن هذا لا بأس به لأنه قد يكون الربح في هذا البلد كثيرا لوجود نفقات كثيرة عند ترحيل السلعة من البلد الأول إلى الثاني أو من أجل المخازن أو لأي سبب ءاخر وأما إذا كان هذا من باب التضرّ بالناس وعدم الرحمة فإن هذا لا يجوز.
ولهذا لو اجتمع التجار على أن يرفعوا سعر سلعة معيّنة لا توجد إلا عندهم فإن هذا حرام عليهم لا يجوز.
مثلا لو اجتمع تجار الخضرة الذين يبيعون الخضرة على أن لا يبيعوا الكيلو إلا بكذا وكذا مما هو أزيد من قيمته ولم يوجد أحد يتعاطى بيع هذه الخضرات فإنه لا يحِل لهم ذلك ولولي الأمر أن يتدخّل وأن يقرّر سعرا معيّنا يحصل به الربح للبائع دون ضرر على المشترين المستهلكين. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
5 - سائل يقول : في بعض السلع التجارية نكسب أكثر من النصف و لولا ذلك لما ربحنا و لا غطينا المصاريف فهل في ذلك حرج ؟ أستمع حفظ
سائلة تقول : علي كفارة صيام شهر كامل لأنني أخرت القضاء لعدة سنوات مع مقدرتي على ذلك و لكنني قضيت الشهر كاملا و بقيت الكفارة فهل أخرج عن كل يوم نصف صاع بحيث يكون لكل مسكين نصف صاع أم أخرج خمسة عشر صاعا دفعة واحدة و لعائلة واحدة ؟
الشيخ : القول الراجح في هذه المسألة أي في تأخير قضاء رمضان إلى رمضان ءاخر بدون عذر أن على الإنسان أن يستغفر الله عز وجل لما حصل منه من التأخير وأن يؤدّي القضاء ولا إطعام عليه، هذا هو القول الراجح لأن الله تعالى إنما أوجب على المسافر والمريض أياما معدودة مثل الأيام التي أفطرها فقط فقال (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيام أخَر )) ولم يوجب الله تعالى شيئا سوى الأيام التي ترك صومها ولكن لا يجوز للإنسان أن يؤخّر قضاء رمضان لسنة أربعة عشر وأربعمائة وألف إلى رمضان سنة خمسة عشر وأربعمائة وألف لحديث عائشة رضي الله عنها " كان يكون علي صوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان " وهذا يدل على أنه لا يجوز تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان الثاني إذ لو جاز ذلك لم يكن فرق بين ما بعد رمضان الثاني وما قبله وعائشة تقول " فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان " وعلى هذا فنقول لهذه السائلة استغفري الله وتوبي إليه من هذا التأخير وليس عليك إطعام.
6 - سائلة تقول : علي كفارة صيام شهر كامل لأنني أخرت القضاء لعدة سنوات مع مقدرتي على ذلك و لكنني قضيت الشهر كاملا و بقيت الكفارة فهل أخرج عن كل يوم نصف صاع بحيث يكون لكل مسكين نصف صاع أم أخرج خمسة عشر صاعا دفعة واحدة و لعائلة واحدة ؟ أستمع حفظ
كم يساوي الصاع النبوي بالكيلوجرام ؟
الشيخ : يساوي بالكيلو كيلوين وعشرة غرامات من البر الجيد الدجِن أو ما يُماثله في الوزن. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
هل هذا الحديث صحيح ( كان صلى الله عليه و سلم يلعق أصابعه بعد الطعام ) و قال ( إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها ) و قال ( من لحس الإناء استغفر له ) ؟
الشيخ : لعق الأصابع بعد الطعام مما جاءت به السنّة وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقد ذكر لي بعض الناس أن الأطباء ذكروا أن في رؤوس الأصابع إفرازات خفيّة لا يُعلم بها وأنها تعين على هضم الطعام وعلى هذا فيكون في لعقها بعد الطعام فائدة كبيرة وهي الإعانة على هضم الطعام وسهولة هضمه.
وسواء ثبت ذلك أم لم يثبت المهم أن السنّة جاءت بلعق الأصابع وكذلك أيضا بمسح الإناء بعد الأكل وقد غفل عن ذلك كثير من الناس فكان بعض الناس لا يلعق أصابعه وكان بعض الناس يلعق أصابعه ولكن لا يمسح الإناء أي لا يلحسه وهذا قد يكون جهلا بالسنّة وقد يكون استحياء من بعض الناس في المجامع على الطعام وما أشبه هذا لكن الذي ينبغي للإنسان أن يحرص على اتباع السنّة حتى في هذا حتى وإن كان الناس يزدرونه أو لا يرونه شيئا أو يستهجنون ذلك، افعل السنّة فربما إذا فعلتها أنت اقتدى بك زيد وعمرو ثم تتابع الناس على هذه السنّة وتكون أنت السبب في إحيائها.
8 - هل هذا الحديث صحيح ( كان صلى الله عليه و سلم يلعق أصابعه بعد الطعام ) و قال ( إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها ) و قال ( من لحس الإناء استغفر له ) ؟ أستمع حفظ
شخص توفي و ترك مالا و أراض و عمارات و له ثلاثة إخوان و أخت و زوجة و ليس له ولد أو بنت تريد زوجته بناء مسجد في إحدى أراضيه من أمواله مع العلم بأنه توفي و لم يوصي بشيء ، فكيف يتم ذلك و هل على الورثة التنازل عن حصصهم في ذلك حيث أن تكلفة المسجد لا يمكن تحديدها إلا بعد الانتهاء من البناء و هل يجب موافقة جميع الورثة عن هذا البناء ؟
الشيخ : إذا مات الإنسان انتقل ماله إلى الورثة وإذا لم يوصي بشيء فليس له حق في المال المنتقل إلى الورثة وبناء على ذلك لا يمكن أن يُبنى على شيء من أراضيه مسجد من تركته إلا بعد موافقة الورثة المرشدين كلهم فإذا وافقوا وكلهم مرشدون فلا بأس أن يقتطع جزء من أراضيه ويُبنى على هذا الجزء مسجد من تركته وإلا فإن جميع الأملاك من العقارات والأموال والنقود كلها للورثة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
9 - شخص توفي و ترك مالا و أراض و عمارات و له ثلاثة إخوان و أخت و زوجة و ليس له ولد أو بنت تريد زوجته بناء مسجد في إحدى أراضيه من أمواله مع العلم بأنه توفي و لم يوصي بشيء ، فكيف يتم ذلك و هل على الورثة التنازل عن حصصهم في ذلك حيث أن تكلفة المسجد لا يمكن تحديدها إلا بعد الانتهاء من البناء و هل يجب موافقة جميع الورثة عن هذا البناء ؟ أستمع حفظ
هل يصح للحاج أن يعتمر أكثر من عمرة في أيام الحج ؟
الشيخ : لا، لا يُشرع للحاج أن يعتمر إلا عمرة المتمتع إن كان متمتعا أو عمرة القارن التي تندمج في الحج إذا كان قارنا أما إذا كان مفردا فإنه لا يُشرع له بعد انتهاء الحج أن يأتي بعمرة لأن ذلك لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضي الله عنهم وغاية ما هنالك أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حاضت قبل أن تصل إلى مكة وهي قادمة من المدينة فدخل عليها النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وهي تبكي ثم أخبرته بما حصل لها فأمرها أن تُحرم بالحج فأحرمت بالحج وبقيت على إحرامها حتى انتهى الحج فصارت بذلك قارنة وقال لها النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ( إن طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك ) .
ولما انقضى الحج طلبت من النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أن تأتي بعمرة مستقلة كما أتى الناس المتمتعون بعمرة مستقلة فأذن لها وأخرج معها أخاها عبد الرحمان بن أبي بكر إلى التنعيم فأحرمت عائشة ولم يُحرم عبد الرحمان لأن ذلك لم يكن معروفا عندهم فأي امرأة حصل لها مثل ما حصل لعائشة فلا حرج أن تأتي بعمرة بعد الحج وأما ما عدا هذه الصورة فإن ذلك ليس من السنّة ولا ينبغي للإنسان أن يفعل شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
بعض الناس إذا أصابه ضيق أو كرب يقوم بالتحدث عن مشكلته قصد التخفيف من ذلك فهل هذا يعتبر من الشكوى لغير الله ؟
الشيخ : ليس هذا من الشكوى لغير الله ولكنه من الإخبار بالشيء من أجل إجراء المشاورة وتبادل الرأي وهو أمر فطري قد فطِر الناس عليه.
والشكوى إلى المخلوق أن يقصد الإنسان بكلامه أو بإخباره الشكوى إلى المخلوق أما مجرّد الإخبار لاستطلاع الرأي وتبادل الرأي فإن هذا لا بأس به وليس من الشكوى.
السائل : طيب.
11 - بعض الناس إذا أصابه ضيق أو كرب يقوم بالتحدث عن مشكلته قصد التخفيف من ذلك فهل هذا يعتبر من الشكوى لغير الله ؟ أستمع حفظ
ما حكم الصلاة في مكان به ثماثيل ؟
الشيخ : إذا كانت هذه التماثيل تماثيل معظمين كالملوك والرؤساء والعلماء فإن ذلك حرام ولا يجوز وإذا لم يكن من المعظمين عادة كتمثال سبع أو رجل عادي أو ما أشبه ذلك فإنه أيضا لا يُصلى في هذا المكان لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في الكنائس " إنا لن ندخلها عليكم من أجل الصور " والواجب نحو هذه التماثيل والصور أن تُكسّر وأن لا تبقى لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة. نعم.
ماهو ربا الفضل و ربا النسيئة ؟
الشيخ : ربا الفضل يعني ربا الزيادة.
السائل : نعم.
الشيخ : مثل أن يبيع الإنسان درهما بدرهمين أو دينارا بدينارين أو صاعا من التمر بصاعين من التمر هذا ربا الفضل.
ربا النسيئة تأخير القبض فيما يجب فيه القبض فمثلا الواجب فيما إذا باع الإنسان تمرا بتمر أن يكون التمران متساويين وأن يكون القبض قبل التفرّق وإذا باع تمرا بشعير فالواجب أن يكون التقابض قبل التفرّق فإن تأخّر القبض صار الأول أي بيع التمر بتمر مثله فيه ربا النسيئة وكذلك إذ باع تمرا بشعير وتأخّر القبض فإنه يكون به ربا النسيئة وقد يجتمع ربا النسيئة والفضل فيما لو باع تمرا بأكثر منه مع تأخّر القبض فهذا فيه ربا الفضل من أجل الزيادة وفيه ربا النسيئة من أجل تأخير القبض فصار ربا النسيئة يعني تأخير القبض فيما يجب فيه التقابض قبل التفرّق من الربويات والفضل هو الزيادة فيما يُشترط فيه التساوي. نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة الأحباب أيها الإخوة المستمعون الكرام أجاب على أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير في مدينة عنيزة.
شكر الله لفضيلته وشكرا لكم أنتم وفي.