ما حكم ترجمة خطبة الجمعة إلى اللغات الأخرى حيث يوجد في بعض المساجد من لا يتكلم اللغة العربية ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين إذا كان الحاضرون للجمعة قليلين فلا حاجة للترجمة اعتبارا بالأكثر وأما إذا كانوا كثرة فلا بد من مراجعة الجهات المسؤولة ليستأذن منها فإذا أذنت فإن ترجمتها جيدة مفيدة لأنه في بعض المناطق يكثر الأجانب الذين لا يعرفون اللغة العربية وحضورهم لخطبة لا يفهمون ما فيها لا فائدة منه ولهذا قال الله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )) فبين الله عز وجل أنه لا بد أن يكون المبلغ لشريعة الله بلسان من يخاطب حتى يفهم وفي هذه الحال أعني إذا كثر من لا يستمع اللغة العربية وأذن ولاة الأمر بالترجمة في هذه الحال تكون ترجمة الخطبة بعد الصلاة بحيث يوعز إلى هؤلاء القوم الذين لا يعرفون اللغة العربية أن يكونوا في جهة معينة من المسجد ويأتي من يترجم لهم الخطبة ويشترط في هذا المترجم أن يكون أمينا وأن يكون عنده إلمام كامل في معرفة اللغتين المترجم منها والمترجم إليها وأن لا يتصدى للإجابة عن الأسئلة إلا أن يكون عنده علم يتمكن به من الإجابة.
السائل : جزاكم الله خيرا.
1 - ما حكم ترجمة خطبة الجمعة إلى اللغات الأخرى حيث يوجد في بعض المساجد من لا يتكلم اللغة العربية ؟ أستمع حفظ
نحن عائلة و زوجي يعمل براتب بسيط لا يكفي لإيجار الشقة التي نسكن فيها و أحيانا كنا لا نجد ما نطعم به الأولاد و كنا نتعفف و لا يشعر بنا أحد و سألتني ذات يوم واحدة من الأثرياء إن كنت أعرف أحد الفقراء ممن يستحقون الزكاة بشروط أن يكونوا ملتزمين بالصلاة و بالحجاب الشرعي و هذه الشروط تنطبق علينا و قلت لها نعم و قصدت عائلتي و أناس آخرين فقراء أعرفهم و طلبت صاحبة المال معرفة اسم كل عائلة و عددها لتحديد المبلغ الناسب و ذكرت لها عائلتي بدون ذكر اسمنا لأنني أستحيي أن تعرف بأننا فقراء فهل علي إثم في ذلك ؟
الشيخ : نعم عليك إثم في هذا لأن الواجب أن تقولي الحق ولا ضرر على الإنسان أن يبين حاله فإن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وقد قال الرجل الذي أصاب أهله في رمضان وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه ماذا يجب عليه؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب عليه أن يعتق رقبة فإن لم يجد صام شهرين متتابعين فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا وكل هذا يقول الرجل: لا أستطيع ثم جلس الرجل فجيء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتمر فقال: ( خذ هذا تصدق به، فقال: أعلى أفقر مني؟ فوالله يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعمه أهلك ) فهذا الرجل وصف نفسه بأنه ما من أهل بيت أفقر منه عند الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يقل له شيئا فالواجب إذا أعطيتم مالا للفقراء أن تصرفوه لغيركم وإذا كنتم مستحقين أن تقولوا لمن أعطاكم: أعلى مستحق أحق منا؟! كما قال هذا الرجل: ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني ولا حرج عليكم في هذا وما حصل منكم من قبل فأخبروا الآن الذي أعطاكم بأنكم أخذتموه نظرً لكونكم مستحقين له وثقة بأن هؤلاء الذين أعطوكم لا يعارضون ما تصرفتم به وفي غالب ظني أنكم إذا أخبرتموهم سوف يسمحون لكم عن ما مضى وسوف يحسبون حسابكم في المستقبل وتكون على بينة وعلى برهان.
وإنني بهذه المناسبة أقول: إن الوكيل والولي والوصي والناظر لا يحل لهم أن يتصرفوا فيما هم عليه بما فيه حظ لأنفسهم فالوكيل هو الذي يتصرف للإنسان بإذنه في حياته مثل أن أوكل شخصا يشتري لي سيارة فيقيد سيارته لي ويعطيني إياها ولا يخبرني بالواقع هذا حرام عليه أو إنسان أعطيته دراهم ووكلته ليوزعها على الفقراء وهو فقير فيأخذ منها بلا إذني فهذا حرام عليه لأنني لو أردت لقلت: خذ أو قلت: خذ هذه ووزعها على الفقراء وإن كنت محتاجا فخذ هذا هو الوكيل.
الوصي: هو الذي يوصى إليه بعد موت الموصِي مثل أن يقول: ثلثي على فلان فهذا الرجل الذي هو الوصي لا يجوز أن يأخذ شيئا من المال الذي هو وصي عليه ولو قرضا وبعض الناس يجهل هذا الأمر يكون بيده مال ثلث فإذا احتاج أخذ منه قرضا ليرده وهذا حرام حتى إن كان واثقا من نفسه أنه سيرده لأنه لا يدري عن المستقبل فقد تخلف الأمور فيفتقر وقد يموت فيضيع حق الموصِي.
وأما الناظر: فهو المتصرف في الوقف مثل أن يقول الإنسان وقفت هذا البيت ويذكر الجهة التي وقفها عليها ثم يقول: والناظر فلان فهذا الناظر لا يحل له أن يتصرف في هذا الوقف بشيء فيه حظ له لأنه مؤتمن.
وأما الولي وهو الرابع ممن يتصرف في مال غيره فهو ولي اليتيم أو السفيه أو ما أشبه ذلك فهذا أيضا لا يحل له أن يتصرف في مال من هو ولي عليه لحظ نفسه فلو قال ولي اليتيم: أنا عندي لهؤلاء الأيتام عشرة آلاف ريال وأنا محتاج إلى خمسة آلاف ريال أستقرضهم وأردها قلنا: هذا حرام عليك ولا يجوز.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أرشد إخواني الكتاب الذين يكتبون الوصايا فإن كثيرا منهم يقول في كتابته أوصى فلان بثلث ماله يصرف في كذا وكذا وكذا والوكيل فلان هذه العبارة لو أخذناها بظاهرها لكان الموصي إذا مات بطلت الوصية لأن الوكيل إذا مات الموكل انعزل عن الوكالة لكن نعلم أن الكاتب أراد بقوله والوكيل فلان أراد به الوصي وعلى هذا فينبغي للكتّاب الذين يكتبون الوصايا أن يقولوا: والوصي على الثلث فلان بن فلان بدلا عن والوكيل لأن هذا هو تحرير العبارة المطابق لما ذكره أهل الفقه والمطابق لواقع الحال أيضا.
نذكر الخلاصة والخلاصة أنه لا يجوز للإنسان أن يتصرف فيما وكل فيه بشيء فيه حظ لنفسه فمن أعطي مالا للفقراء وهو فقير فإنه لا يأخذ منه إلا بعد إذن من أعطاه المال.
السائل : جزاكم الله خيرا.
2 - نحن عائلة و زوجي يعمل براتب بسيط لا يكفي لإيجار الشقة التي نسكن فيها و أحيانا كنا لا نجد ما نطعم به الأولاد و كنا نتعفف و لا يشعر بنا أحد و سألتني ذات يوم واحدة من الأثرياء إن كنت أعرف أحد الفقراء ممن يستحقون الزكاة بشروط أن يكونوا ملتزمين بالصلاة و بالحجاب الشرعي و هذه الشروط تنطبق علينا و قلت لها نعم و قصدت عائلتي و أناس آخرين فقراء أعرفهم و طلبت صاحبة المال معرفة اسم كل عائلة و عددها لتحديد المبلغ الناسب و ذكرت لها عائلتي بدون ذكر اسمنا لأنني أستحيي أن تعرف بأننا فقراء فهل علي إثم في ذلك ؟ أستمع حفظ
أنا أقرأ القرآن و أهديه لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم ثم للوالدين ثم لأموات المسلمين فهل هذا العمل صحيح ؟
الشيخ : أما بالنسبة لإهدائه للنبي صلى الله عليه وسلم فهو بدعة لأن الصحابة رضي الله عنهم وهم أشد منا حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يفعلون هذا ولأن هذا سفه من الفاعل إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم في غنى عن عمله لأن أي عمل صالح يفعله أحد من أمة الرسول عليه الصلاة والسلام فللرسول صلى الله عليه وسلم مثله بدون أن يجعل أجره للرسول لأن من دل على خير فهو كفاعله والرسول صلى الله عليه وسلم هو دال أمته على الخير وأما بالنسبة للوالدين والمسلمين فهذا وإن كان عملا جائزا لكن الأفضل من ذلك أن يدعو لوالديه وللمؤمنين ودليل ذلك من القرآن والسنة قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) فوصف الله الذين من جاءوا من بعدهم بأنهم يدعون لهم أي لمن سلف ولم يصفهم بأنهم يعملون أعمالا صالحة ويجعلون ثوابها لهم وهذا من اتباع من سلف بإحسان الذي يكون به رضا الله عز وجل كما قال الله تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) وأما من السنة بالنسبة للوالدين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ) بأن يجعلها هو بنفسه قبل أن يموت كالمساجد مثلا وسبيل المياه وما أشبه ذلك ( صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) لم يقل: أو ولد صالح يصلي له أو يقرأ القرآن له أو يصوم له أو يتصدق له كل هذه عدل عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بل قال: ( ولد صالح يدعو له ) ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدلنا إلا على ما هو خير لنا ولو كانت عباداتنا التي نتعبد لله بها ونهديها لوالدينا خيرا من دعائنا لهم لبينه الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فنقول للأخ للسائل: الأجدر بك والأفضل والأولى أن تجعل ثواب الأعمال الصالحة لك ولا تهديها لأحد ومن أحببت من المسلمين والأقارب فادع الله لهم.
السائل : جزاكم الله خيرا.
3 - أنا أقرأ القرآن و أهديه لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم ثم للوالدين ثم لأموات المسلمين فهل هذا العمل صحيح ؟ أستمع حفظ
شاب ملتزم يقول أنه فاتته أيام من رمضان لم يصمها وذلك بدون عذر فماذا علي الآن حتى تبرأ ذمتي مع العلم أنني لا أعرف عدد هذه الأيام ؟
الشيخ : أولا أهنئ أخانا بما منّ الله به عليه من الاستقامة بعد الاعوجاج وأسأل الله تعالى أن يثبته على ذلك ويزيده من فضله وهنيئا له بهذا فليثبت عليه وليتجنب كل شيء يخدشه أو ينقصه ومن المعلوم أن مثل هذا الشاب يكون له أصحاب من قبل يدعونه إلى الهوى فليتجنب هؤلاء الأصحاب وليبتعد عنهم وليصبر على أذاهم فإنهم قد يؤذونه وقد يقولون له: أنت مطوع أنت متشدد أنت متزمت ما الذي صرفك عن طريقك الأولى؟! وما أشبه ذلك مما يقع من السفهاء لكن ليتجنبهم وليصبر على أذاهم وليستبدلهم بخير منهم أما ما مضى عليه من الصيام والصلاة مما تركه فإن التوبة تهدم ما قبلها وليس عليه قضاء ما فات عليه أن يصلح حاله ويعمل عملا صالحا ويرجو ثواب ربه ويخاف عذابه وعفا الله عما سلف.
السائل : جزاكم الله خيرا.
4 - شاب ملتزم يقول أنه فاتته أيام من رمضان لم يصمها وذلك بدون عذر فماذا علي الآن حتى تبرأ ذمتي مع العلم أنني لا أعرف عدد هذه الأيام ؟ أستمع حفظ
لي قريب يعمل بوظيفة مؤذن و كانت تصرف له مكافئة شهرية و قد صرفت له هذه المكافأة قبل أن يكتمل بناء المسجد ببضعة شهور مع العلم بأنه يؤذن في مسجد آخر بعض الأوقات فما رأي فضيلتكم حول المكافأة التي صرفت له قبل أن يكتمل بناء المسجد هل يعتبر هذا المال حرام و إذا كان حراما فماذا يفعل ؟
الشيخ : أما إذا كان هذا المسجد الذي لم تتم عمارته بعد موجودا قبل هذه العمارة وكان هذا السائل هو الذي يؤذن فيه فلا حرج أن يأخذ المكافأة وإن كان لم يتم إعادة بنائه وأما إذا كان هذا المسجد الذي لم يتم يعمر ابتداء فهنا لا يأخذ المكافأة وإن كان قد يؤذن في مسجد آخر لكني أنصح المسؤولين عن دفع المكافآت للمؤذنين أو للأئمة أو غيرهم أنصحهم أن يتابعوا من تولوا هذه الأمور وأن لا يعطوا أحدا مكافأة إلا وقد باشر العمل لأنهم مسؤولون عن هذه الأموال التي تؤخذ من بيت المال لغير من يستحقها وإذا كانوا مسؤولين فليعلموا أنهم إذا خالفوا ما تقتضيه الشريعة فسيستحقون ما يترتب على ذلك من العقاب إما في الدنيا أو في الآخرة.
وخلاصة الجواب أن نقول للأخ إن كان هذا المسجد يبنى إنشاء وابتداء فلا تأخذ مكافأة حتى تباشر الأذان بعد انتهائه وإن كان يبنى إعادة فلا بأس أن تأخذ المكافأة لأن تركك الأذان ليس لأمر يتعلق بك بل لأمر يتعلق بالجهة التي أنت تعمل فيها.
السائل : جزاكم الله خيرا.
5 - لي قريب يعمل بوظيفة مؤذن و كانت تصرف له مكافئة شهرية و قد صرفت له هذه المكافأة قبل أن يكتمل بناء المسجد ببضعة شهور مع العلم بأنه يؤذن في مسجد آخر بعض الأوقات فما رأي فضيلتكم حول المكافأة التي صرفت له قبل أن يكتمل بناء المسجد هل يعتبر هذا المال حرام و إذا كان حراما فماذا يفعل ؟ أستمع حفظ
هناك بعض العادات المنتشرة في مجتمعنا منها قراءة القرآن عند القبور و أيضا قراءة الفاتحة فما حكم هذه الأفعال ؟
الشيخ : هذه من البدع أعني: قراءة القرآن عند القبور ودليل ذلك أنه لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين ومن المعلوم أن قراءة القرآن عبادة عظيمة للقارئ بكل حرف منها عشر حسنات فلا يخص القراءة بمكان إلا إذا كان ذلك ثابتا بالكتاب والسنة أنه يسن تخصيص هذا المكان بالقرآن وكذلك أيضا قراءة الفاتحة ليست مشروعة إلا فيما جعلها الله تعالى مشروعة فيه كالصلاة مثلا أو القراءة على المرضى وأما أن تقرأ في كل شيء ويقال: الفاتحة أو تبدأ بها الحفلات أو ما أشبه ذلك فهذا من البدع والمشروع لزائر القبور أن يسلم على أهل القبور بما جاء فيه السنة: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم ) أما قراءة القرآن عندهم فإنهم لا ينتفعون بها وهي من البدع.
السائل : جزاكم الله خيرا.
6 - هناك بعض العادات المنتشرة في مجتمعنا منها قراءة القرآن عند القبور و أيضا قراءة الفاتحة فما حكم هذه الأفعال ؟ أستمع حفظ
هناك بعض من الناس يأتون كل يوم جمعة و يدفعون مبلغا من المال لأناس امتهنوا من قراءة القرآن عند القبور ظنا منهم بأن ذلك ينفع الموتى فهل هذه صحيح ؟
الشيخ : قلت في جواب السؤال الأول إن هذا لا ينتفع به الميت ثم هؤلاء الذين يقرؤون من أجل ما يعطون من المكافأة محرومون من الأجر لأن كل إنسان أراد الدنيا بعمل الآخرة فليس له في الآخرة من خلاق وليس له نصيب من الأجر فمن استأجر قارئاً يقرأ القرآن إما عند القبور وإما عند المصيبة فإنه لا أجر لهذا القارئ وبالتالي لا أجر لمن استأجره ثم إن استئجاره أيضا فيه ظلم له لأنه يعوده على أن يتعبد عبادة يريد بها الدنيا وقد قال الله تعالى: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )).
السائل : جزاكم الله خيرا.
7 - هناك بعض من الناس يأتون كل يوم جمعة و يدفعون مبلغا من المال لأناس امتهنوا من قراءة القرآن عند القبور ظنا منهم بأن ذلك ينفع الموتى فهل هذه صحيح ؟ أستمع حفظ
أجريت لي عملية جراحة بسيطة في الرأس و أخذت بنجا ( مخدر طبي ) لإجراء العملية و كنت صائما في ذلك اليوم و أكملت يومي صائما بعد العملية فهل هذا الصيام صحيح أم يجب علي الإعادة ؟
الشيخ : الصيام صحيح ولا يجب عليك الإعادة لأن إجراء العملية ليس ناقضا للصوم ولا مفطِّرا للصائم وهنا قاعدة ينبغي لإخواننا المسلمين أن يعرفوها كل إنسان فعل العبادة على وجه مشروع فإننا لا نبطلها إلا بدليل لأن الأصل الصحة وعدم المانع فمثلا لو قال قائل: أكل هذا الشيء ينقض الوضوء قلنا: ما الدليل ؟ هات الدليل على هذا فإذا لم يأت بدليل بقي الوضوء بحاله ولو قال قائل: إن خلع الجورب بعد مسحه ينقض الوضوء قلنا له: أين الدليل؟ هل جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من خلع خفه أو جوربه بعد مسحه فليعد الوضوء؟ ولو قال قائل: انتهاء مدة المسح تنقض الوضوء قلنا: هات الدليل هل جاء في الكتاب والسنة أن من تمت مدة مسحه بطل وضوءه؟ ولو قال قائل: إن الحركة في الصلاة ولو كانت قليلة تبطل الصلاة قلنا: هات الدليل وهلم جرا كل العبادات إذا ادّعى مدع أنها فاسدة أو أن الإنسان فعل ما يناقضها طالبناه بالدليل فهذا الرجل الذي أجريت له عملية وهو صائم لو قيل له: إن صومك باطل قلنا لمن قال له ذلك: هات الدليل وإلا فالصيام صحيح ونحن نقول في الجواب إن صيام هذا الرجل صحيح لعدم وجود دليل على فساده.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.