ما معنى الحديث من مس الحصى فقد لغى و من لغى فلا جمعة له و لماذا خص الحصى بهذا الحديث ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الحصى هي الحصباء التي فرش بها المسجد وكان مسجد النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم في حياته مفروشا بالحصباء ومعنى ( من مس الحصى فقد لغا ) أي من مسه حال خطبة الإمام يوم الجمعة عبثا فقد لغا وذلك لأنه تلهى عن استماع الخطبة خطبة الإمام.
( ومن لغا فلا جمعة له ) أي أنه يُحرم من ثواب الجمعة لأن من أهم مقصود الشرع في صلاة الجمعة الخطبة والاستماع إليها فإذا تشاغل عنها الإنسان بمس الحصى فإنه يكون قد خرم هذه الحكمة العظيمة فيُحرم من ثواب الجمعة وهذا يدل أنه يجب على الإنسان حال خطبة الجمعة أن يكون منصتا مستمعا لما يقوله الخطيب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من تكلّم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا ومن قال له أنصت فقد لغا ) . نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
1 - ما معنى الحديث من مس الحصى فقد لغى و من لغى فلا جمعة له و لماذا خص الحصى بهذا الحديث ؟ أستمع حفظ
إذا لبست الخفين ثم خلعتها عند النوم و عند الفجر لبستها و مسحت عليها و مدة المسح عليها لم ينتهي هل هذا الجائز ؟
الشيخ : هذا ليس بجائز لأن الإنسان إذا مسح الخف ثم خلعه بعد مسحه فإنه لا يُعيد المسح عليه إلا بعد أن يتوضأ وضوءا كاملا يغسل فيه رجليه ثم يلبس الخف من جديد.
وعلى هذا فمن كان يعتاد أن يخلع خفه عند النوم أو عند دخول المسجد أو عند دخول المجالس فإنه يمسح على الجورب الذي تحته حتى يكون في سعة. نعم.
2 - إذا لبست الخفين ثم خلعتها عند النوم و عند الفجر لبستها و مسحت عليها و مدة المسح عليها لم ينتهي هل هذا الجائز ؟ أستمع حفظ
إذا اغتسل الإنسان ثم لمس عورته فهل عليه شيء ؟
الشيخ : ليس عليه شيء يعني أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لكن إذا كان لشهوة فإنه ينقض الوضوء لأن بهذا التفصيل تجتمع الأدلة فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه وضوء قال ( لا، إنما هو بَضعة منك ) أي جزء منك ومس الإنسان جزءا من نفسه لا يُعتبر ناقضا للوضوء فهو كما لو مس رجله بيده فإن وضوءه لا ينتقض.
والحديث الأخر حديث بُسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( من مس ذكره فليتوضأ ) يدل على وجوب الوضوء من مس الذكر والجمع بينه وبين الحديث الأول أن يُقال إن مسه الإنسان لشهوة فإنه يُخالف مس بقية الأعضاء فينتقض وضوؤه وأما إذا مسه لغير شهوة فإنه لا ينتقض الوضوء.
وليُعلم أن المس هو المس بلا حائل أما إذا كان مع حائل فإن ذلك لا يُعد مسا فلا ينقض الوضوء حتى لو كان لشهوة فإنه لا ينقض الوضوء إلا إذا خرج منه ما يوجب الوضوء.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.
إذا وجب على والدة الإنسان كفارة فهل يجوز له أن يكفر عنها ؟
الشيخ : نعم. إذا وجب على أحد كفارة وكفّر عنه أحد بإذنه فلا بأس لأنه يكون كالوكيل له والوكيل في دفع الكفارات وفي دفع الصدقات وكالته نافذة وصحيحة وسواء أخرج الكفارة من مال والدته أو من ماله هو. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
ما حكم الصلاة خلف الإمام و من خلفه يكرهونه ؟
الشيخ : الصلاة خلف الإمام الذي يكرهه من خلفه صحيحة ولكن يبقى النظر هل الأوْلى للإمام أن يبقى في الإمامة وأهل المسجد يكرهونه؟ والجواب على ذلك أنه لا ينبغي له أن يبقى إماما في المسجد إذا كان أهل المسجد يكرهونه لأن المقصود من الجماعة هو الإلفة والاجتماع ومع الكراهة لا يكون إلفة ولا اجتماع فإذا رأى الإنسان أن أكثر أهل المسجد يكرهونه فالأفضل له أن يدعه وأن يطلب مسجدا ءاخر يكون إماما فيه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
أحرمت بالعمرة و كنت قد تركت الإحرام من الميقات و لبست سروالا قصيرا فما حكم ذلك و ماذا يجب علي ؟
الشيخ : أولا يجب أن نعلم أنه لا يحل للإنسان أن يتجاوز الميقات وهو يريد الحج أو العمرة إلا أن يحرم منه لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقّت المواقيت وأمر بالإحرام منها لمن أتاها وهو يريد الحج أو العمرة.
ثانيا إذا فعل الإنسان هذا أي تجاوز الميقات بلا إحرام وهو يريد الحج أو العمرة فإنه ءاثم عاص لله ورسوله وعليه عند أهل العلم فدية يذبحها في مكة ويوزّعها على الفقراء ولا يأكل منها شيئا جبرا لما ترك من واجب الإحرام حيث ترك واجبا في الإحرام وهو أن يكون الإحرام من الميقات. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
6 - أحرمت بالعمرة و كنت قد تركت الإحرام من الميقات و لبست سروالا قصيرا فما حكم ذلك و ماذا يجب علي ؟ أستمع حفظ
حجت والدتي متمتعة لكنها لم تسع بين الصفا و المروة إلا أربعة أشواط لأنها مريضة و طلبت أن أحضر لها العربة لحملها عليها و أكمل معها السعي و لكنها رفضت لجهلها و ظنا منها بأنها تشعر بالحرج و العجز و هذا جهل منها مع العلم بأنني في العام الموالي ذبحت هدي في مكة المكرمة و لكن هل يجزيء ذلك أم نكمل لها الأشواط المتبقية مع العلم بأنها مصرة و من الصعب أن تحضر مرة أخرى و ذلك لمرضها ؟
الشيخ : مسألتها مشكلة على قواعد الفقهاء رحمهم الله وذلك لأن عملها هذا يتضمن أنها أحرمت بالحج قبل أن تتم العمرة في وقت لا يصح فيه إدخال الحج على العمرة لأن إدخال الحج على العمرة إنما يكون قبل الشروع في طوافها وهذه قد طافت وسعت أربعة أشواط فيكون إدخال الحج على العمرة في هذه المسألة خطأ فمن العلماء من يقول إن إحرامها بالحج غير منعقد وأنه لا حج لها وفي هذه الحال يجب أن ترجع إلى مكة على إحرامها وتسعى وتُقصّر لكن لو قال قائل إنه في مثل هذه الضرورة يُحكم بصحة دخول إدخال الحج على العمرة وتكون بذلك قارنة ويكفيها سعي واحد لكنت أرجو أن لا بأس بذلك. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم ..
الشيخ : ثم إنه يقول إن أمه أبت أن يأتي بالعربة لتُكمّل عليها أشواط السعي أقول في مثل هذه الحال حتى لو أبت الأم يجب عليه أن يُبيّنأن عمرتها لن تتمّ وأنه يلزمها أن تُتم عمرتها ويؤكّد عليها حتى لو غضبت لو زعلت لأن هذا أمر عبادة لا يمكن أن يُراعى فيها جانب المخلوق. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
7 - حجت والدتي متمتعة لكنها لم تسع بين الصفا و المروة إلا أربعة أشواط لأنها مريضة و طلبت أن أحضر لها العربة لحملها عليها و أكمل معها السعي و لكنها رفضت لجهلها و ظنا منها بأنها تشعر بالحرج و العجز و هذا جهل منها مع العلم بأنني في العام الموالي ذبحت هدي في مكة المكرمة و لكن هل يجزيء ذلك أم نكمل لها الأشواط المتبقية مع العلم بأنها مصرة و من الصعب أن تحضر مرة أخرى و ذلك لمرضها ؟ أستمع حفظ
ما حكم الصلاة التي نصليها في فناء ( حوش ) المسجد و هل ينطبق عليه حديث ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ) علما بأن الحوش في المسجد تابع له ؟
الشيخ : الصلاة في سرحة المسجد أو برحة المسجد أو حوش المسجد إن كان جميع المصلين صلوا فيه فلا إشكال في جوازه وأما إذا كان المصلون يصلون في داخل المسقوف وهؤلاء صاروا في خارج فيقال خالفتم السنّة لأن السنّة أن تتقارب الصفوف بعضها من بعض وأن لا يصلوا في مكان والإمام يصلي في مكان ءاخر لكن صلاتهم على كل تقدير صحيحة. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
8 - ما حكم الصلاة التي نصليها في فناء ( حوش ) المسجد و هل ينطبق عليه حديث ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ) علما بأن الحوش في المسجد تابع له ؟ أستمع حفظ
إذا حلف شخص على شيء و هو يعلم بأنه كاذب و بعد أن حلف قال أستغفر الله و أتوب إليه فما حكم ذلك و هل عليه كفارة ؟
الشيخ : إذا حلف على شيء يعلم أنه كاذب فيه فقد تحمّل إثمين، الإثم الأول الكذب والإثم الثاني الاستهانة باليمين حيث حلف على كذب فيكون كمن قال الله فيهم (( وَيَحلِفونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُم يَعلَمونَ )) فعليه أن يتوب إلى الله من هذا الذنب الذي فعله والذي تضمّن سيّئتين ولا كفارة عليه لأن الكفارة إنما تكون في الحلف على شيء مستقبل، أما الحلف على شيء ماضي فهو إما سالم وإما ءاثم فإن كان يعلم أنه كاذب أو يغلب على ظنه أنه كاذب فهو ءاثم وإن كان يعلم أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق فهو غير ءاثم.
أما الكفارة فلا تجب في الحلف على أمر ماضي ولو كان كاذبا فيه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
9 - إذا حلف شخص على شيء و هو يعلم بأنه كاذب و بعد أن حلف قال أستغفر الله و أتوب إليه فما حكم ذلك و هل عليه كفارة ؟ أستمع حفظ
أنا مدرسة و أريد أن أترك التدريس للتفرغ لعبادة الله عز و جل فهل في عملي هذا خطأ و إذا لم يكن خطأ فما الحكم إذا لم يوافق والدي على ذلك ؟
الشيخ : أرى أن تبقى في التدريس لأن التدريس نشر للعلم وعبادة متعدّية ونفعها يتعدّى إلى الغير بخلاف العبادة الخاصة اللهم إلا أن يكون لها أولاد وزوج وهي مشغولة بهم وإذا ذهبت إلى التدريس أضاعت حق الله فيهم أو اضطرت زوجها إلى أن يأتي بخادم فهنا نقول بقاؤها في بيتها أفضل. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
10 - أنا مدرسة و أريد أن أترك التدريس للتفرغ لعبادة الله عز و جل فهل في عملي هذا خطأ و إذا لم يكن خطأ فما الحكم إذا لم يوافق والدي على ذلك ؟ أستمع حفظ
تربيت في حجر والدي و عندما كبرت و بلغت سن الرجولة زوجني والدي بالبدل و لم أكن أعرف بأن البدل محرم و لكن سمعت بأن البدل إذا كان بالتراضي فهو غير محرم فهل هذا صحيح ؟
الشيخ : أقول إذا كان الأمر كما قال في السؤال أن زواج بدل يعني زوّجني ابنتك أزوّجك بنتي أو زوّجني أختك وأزوّجك أختي فإن الواجب أن يرجع الطرفان إلى المحكمة الشرعية فما حكمت به فهو المعوّل. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
11 - تربيت في حجر والدي و عندما كبرت و بلغت سن الرجولة زوجني والدي بالبدل و لم أكن أعرف بأن البدل محرم و لكن سمعت بأن البدل إذا كان بالتراضي فهو غير محرم فهل هذا صحيح ؟ أستمع حفظ
إذا قام الخطيب يوم الجمعة و قال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فهل نرد عليه السلام ؟
الشيخ : نعم. إذا سلّم الخطيب يُسلّم على الجماعة والمسلّم على جماعة يجب عليهم أن يردّوا عليه لكن الرد فرض كفاية فإذا رد الصف الأول أو بعضهم وسمعه الخطيب كفى، هذا إذا كان الإنسان في المسجد أما إذا كان في غير المسجد نظرنا إن كان يُريد أن يصلي في هذا المسجد الذي جاء إمامه فليرد عليه وإن كان لا يريد الصلاة فيه فإنه لا يرد لأن الخطيب إنما سلّم على من في المسجد وعلى من يُريد أن يصلي في هذا المسجد ومن ثَمّ نقول لو أن إنسانا أراد أن يُصلي في مسجد غرب البلد ومر بخطيب يخطب في وسط البلد فهل يجب على هذا أن يُنصت لخطبة الإمام أو نقول إنه لا يُريد الصلاة معه فلا يجب؟ الجواب بالثاني أنه لا يجب عليه أن يُنصت لهذه الخطبة لأنه لم يُرد أن يصلي في المكان الذي فيه خطيبها ولهذا لو باع أو اشترى وهو يستمع خطبة الإمام الذي لا يريد الصلاة معه كان البيع والشراء صحيحا لأن المسجد الذي يُريده لم يبدأ فيه الخطيب بالجمعة بل لم يُنادى فيه للجمعة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد.
12 - إذا قام الخطيب يوم الجمعة و قال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فهل نرد عليه السلام ؟ أستمع حفظ
يتهاون كثير من الناس في تحية السلام بحيث تجد البعض لا يرد أو يرد بصوت خافت فهل من توجيه في ذلك ؟
الشيخ : نعم. توجيهنا في هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) وأخبر صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أن من حق المسلم على أخيه إذا لقيه أن يُسلّم عليه فالسلام سنّة مؤكدة من سنن الدين الإسلامي ولذلك لا ينبغي للمسلمين أن يدعوا هذه السنّة وهذه الشعيرة العظيمة التي هي من أجَلّ خصائص الإسلام.
ثم إن المسلّم إذا سلّم أدّى حق أخيه وأتى بما يوجب المحبة الذي بها كمال الإيمان وبالإيمان الكامل يحصل دخول الجنة ثم إنه يؤجر على السلام إذا قال السلام عليك فله عشر حسنات وإذا قال ورحمة الله عشرون وإذا قال وبركاته ثلاثون فكيف يحرم نفسه هذا الأجر العظيم مع أنه لو قيل له إذا سلّمت أعطيناك درهما واحدا لرأيته يسلّم على كل من لقيه بل ربما يتردّد من أجل أن يحصل على زيادة دراهم فكيف بالحسنات التي يكون الإنسان محتاجا إليها أحوج ما يكون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وإذا سلّم الإنسان فليكن السلام بالطريقة الشرعية يعني بمعنى أن يقول السلام عليكم لا أن يقول مرحبا أهلا حياكم الله صبّحكم الله بالخير بل يقول السلام عليكم ثم يزيد ما شاء الله من ألفاظ التحية، والراد عليه يجب أن يقول عليكم السلام ولا يكفي أن يقول أهلا ومرحبا أو حيّاكم الله أو ما أشبه ذلك.
وإذا قال حياكم الله كيف أصبحتم كيف أنتم لو قالها ألف مرة لا يجزئ بل عليه أن يقول عليكم السلام أو وعليكم السلام ومهما لقيت من المسلمين فسلّم عليهم حتى لو كان على معصية.
لو فرِض أنك لاقيت شخصا حالقا لحيته وحلق اللحية حرام أو مسبلا ثوبه وإسبال الثوب حرام فسلّم عليه لأنه مؤمن لم يخرج من الإيمان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
م إن الهجر لهؤلاء هل يُخفّف من المعصية بمعنى أن المهجور ينتقد نفسه ويدع ما هو عليه من المعصية أم لا يزيد الأمر إلا شدّة؟ في الغالب أنه لا يزيد الأمر إلا شدّة وكراهية فنكون هنا تحمّلنا إثما إلى إثم الهجر ولذلك نقول إن الهجر دواء أعني هجر أهل المعاصي دواء إن نفع فافعله وإن لم ينفع فلا تفعله ولعل قائلا يقول إن كعب بن مالك رضي الله عنه وصاحبيه رضي الله عنهما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهما وعدم كلامهما لأنهم تخلّفوا بلا عذر عن غزوة تبوك فيقال هذا الهجر حصل به خير كثير ونفع عظيم فإنهم رضي الله عنهم ندموا أشد الندم ورجعوا عما هم عليه وتابوا بنص القرءان فإذا حصل أن الهجر ينفع ويوجب أن يتوب المهجور فنعم الهجر هو وإلا فإنه لا يُهجر الإنسان ولو كان مجاهرا بالمعصية لكن يُسلّم عليه ويُنصح ومع السلام عليه والنصيحة ربما يلين قلبه ويألف من نصحه ويأخذ بنصيحته.
هذا بالنسبة للمسلم العاصي أما الكافر فإنه لا يجوز ابتداؤه بالسلام مهما كان، لا تبدؤه بالسلام حتى لو كان رئيسا للجهة التي أنت تعمل فيها فلا تسلّم عليه ابتداء لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) لكن قد يُبتلى الإنسان بكافر نصراني أو غير نصراني يكون رئيسا على الجهة التي هو فيها فماذا يصنع إذا دخل عليه وهو يريد منه حاجة؟ إن دخل ولم يتكلّم إلا بحاجته عرف ذاك أنه يكيد له وإن سلّم وقع في ما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام فنقول إذا اضطر إلى أن يتحدّث معه بالتحية فليقل صباح الخير يا فلان أو مرحبا أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي ليست دعاء له بالسلامة أو يقول السلام ويحذف البقية وينوي بقوله السلام يعني علينا وعلى عباد الله الصالحين حتى لا يقع فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ محمد.
13 - يتهاون كثير من الناس في تحية السلام بحيث تجد البعض لا يرد أو يرد بصوت خافت فهل من توجيه في ذلك ؟ أستمع حفظ
قد يظن بعض الجهال أنه لا يسلم على أحد حتى يتحقق من دينه ؟
الشيخ : هذا نقول إذا كان البلد أكثر من فيها غير مسلمين فهنا لا يُسلّم اعتبارا بالأكثر حتى يعرف أنه من المسلمين وأما إذا كان الأمر بالعكس أكثر من في البلد مسلمون فإنه يُسلّم ولأنه لم يتعمّد مخالفة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وإذا تساوى الأمران تجاذب هنا حق المسلم وعدم حق الكافر فيكون في هذه الحال مخيّرا إن شاء سلّم وإن شاء لم يسلّم ولهذا كان في عهد الصحابة والخلفاء الراشدين كان الكافر يتميّز عن المسلم باللباس وبركوب الدابة يُجبرون على هذا أعني أهل الذمة لابد أن يتميّزوا عن المسلمين لكن الأن كما ترى اختلط الحابل بالنابل وصار الناس سواء فالأمر على ما قلنا إن كنت في بلد أكثر أهله مسلمون فسلّم أكثر أهله غير مسلمين لا تسلّم، يتساوى الأمران فأنت بالخيار.
السائل : طيب طيب أحسن الله إليكم شيخ.
هل من سأل الله بقوله : اللهم إني أسألك بحق نبيك الذي أرسلت و بحق كتابك الذي أنزلت يعتبر دعاؤه صحيح ؟
الشيخ : هذا الدعاء غير صحيح لأن حق النبي عليه الصلاة والسلام هل المراد حق النبي علي أو حق النبي على الله أم ماذا؟ لا ندري فهو مُبهم فحق النبي على الله عز وجل بل حق كل مسلم موحّد أن لا يعذّب من لا يُشرك به شيئا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ ( حق العباد على الله أن لا يُعذّب من لا يشرك به شيئا ) وحق النبي علينا هو توقيره واحترامه وتصديق أخباره وامتثال أمره واجتناب نهيه وكل هذا لا يصح أن يكون وسيلة لدعاء العبد لكن يقول اللهم إني أسألك بأني ءامنت برسولك واتبعته أن تغفر لي أو ما أشبه ذلك كقول المؤمنين (( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعنا مُنادِيًا يُنادي لِلإيمانِ أَن ءامِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنّا رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّر عَنّا سَيِّئَاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبرارِ )) وبهذه المناسبة أود من إخواني المسلمين عموما أن يحرصوا على الأدعية الواردة في القرءان والسنّة فإنها خير وهي جامعة ولا يعتري الإنسان فيها شك ولا شك أنها خير من جميع الأدعية التي صنّفت بعد والتي تعتمد على السجع وما يُثير النفس من البكاء وغيره ويكون بها الإعراض عن الأدعية المشروعة التي جاءت في الكتاب والسنّة. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ محمد.
15 - هل من سأل الله بقوله : اللهم إني أسألك بحق نبيك الذي أرسلت و بحق كتابك الذي أنزلت يعتبر دعاؤه صحيح ؟ أستمع حفظ
بعض الناس يقولون بأن الواجب موجود فقط في القرآن و أن ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم سنة فقط ليست إلزامية فبماذا نرد على مثل هؤلاء ؟
الشيخ : يعني يقولون إن الأوامر التي في القرءان على الوجوب والتي في السنّة على الاستحباب.
السائل : نعم يا شيخ.
الشيخ : نقول هؤلاء أخطؤوا خطأ كبيرا لأن ما جاءت به السنّة كالذي جاء به القرءان قال الله تبارك وتعالى (( مَن يُطِعِ الرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلّى فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفيظًا )) وقال تعالى (( وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أَبَدًا )) وقال تعالى (( قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم )) بل إن ما جاءت به السنّة جاء به القرءان لأن الله أمرنا أن نطيع الله ورسوله فقال (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَلا تُبطِلوا أَعمالَكُم )) وقال تعالى (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) ولا فرق بين السنّة والكتاب في هذه الأمور، نعم يُفرّق بين السنّة والكتاب في الثبوت فالقرءان ثابت بالنقل المتواتر والسنّة منها المتواتر ومنها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع المكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام فيُتثبّت فيها وأما إذا ثبتت عن الرسول عليه الصلاة والسلام فما ثبت عن الرسول فهو كالذي جاء في القرءان.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام أجاب عن أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير في مدينة عنيزة.
شكر الله لفضيلته وشكرا لكم أنتم لحسن المتابعة وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت سعد عبد العزيز خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.