ما الطريقة المثلى لنصح الجار الذي يتخلف عن الصلاة ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الطريقة المثلى لنصح الجار أن تذهب إليه في البيت أو تدعوه إلى بيتك أو تُوافقه في السوق وتتلطّف معه وتخاطبه بالتي هي أحسن وتقول له أنت جاري ولك حق علي وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار خيرا ولك حق علي أن أساعدك في كل ما فيه منفعتك في الدين والدنيا وتأتي له بالأسلوب الذي تراه مناسبا ثم تنتقل بعد ذلك وتقول إن من خير ما أهدي إليك أن أنصحك بالمحافظة على الصلوات لأن الصلاة عمود الدين وتذكر له من فضلها وتحذّره من إضاعتها ثم تقول ومن إقامتها والمحافظة عليها أن تصلّيها مع الجماعة ثم تذكر له فضل الجماعة وتحذّره من التخلّف عنها وفي ظني أن الإنسان إذا نصح بطريق طيب ليّن فإنه سيؤثر قوله بلا شك إذا كان مخلصا لله تعالى في نصيحته غير شامت ولا منتقد فإن الكلمة كلمة الحق إذا خرجت من قلب ناصح أثّرت تأثيرا بليغا إما في الحاضر وإما في المستقبل، ألا ترى إلى موسى عليه الصلاة والسلام لما أحضر إليه السحرة في مجمع عظيم قال لهم موسى (( وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى )) قال الله تعالى (( فَتَنازَعوا أَمرَهُم بَينَهُم )) يعني حل بينهم النزاع في الحال لأن الفاء في قوله (( فَتَنازَعوا )) تدل على الترتيب والتعقيب وعلى السببية أيضا إذا دخلت على الجمل فإنها تُفيد السببية فانظر كيف أثّرت هذه الكلمة في أولئك السحرة (( فَتَنازَعوا أَمرَهُم بَينَهُم )) وإذا حل التنازع في أمة أو طائفة فإن مألها الفشل والخذلان قال الله تعالى (( وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ )) هذا ما أراه في نصيحة جارك حول تهاونه بصلاة الجماعة فإن أفاد فيه ذلك فهذا هو المطلوب وإن لم يُفد فإن عليك أن ترفع الأمر إلى الجهات المسؤولة وبذلك تبرؤ ذمتك. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.
أصبت في حادث في عام مضى و مكثت خمسة أيام لا أصلي فيها علما بأنني كنت في تعب و لم أتذكر تلك الأيام و لم أتذكر تلك الصلاة أو خلاف ذلك لأنني كنت في غيبوبة و تعب و لا أستطيع استعمال الماء أو التيمم فهل أقضي تلك الأيام الخمسة ؟
الشيخ : إذا كان المريض أو المصاب بحادث في إغماء وغيبوبة أو اختلال فكر فإنه لا قضاء عليه سواء طالت المدة أم قصُرت لأن المغمى عليه ومن تغيّر فكره غير مكلّف فلا يلزمه القضاء لا قضاء الصوم ولا قضاء الصلاة فلو أن إنسانا أصيب بحادث في رمضان وأغمي عليه أياما فإنه لا يلزمه القضاء وقال بعض أهل العلم بل يلزمه القضاء لأنه من أهل التكليف في الجملة والذي يظهر أنه لا قضاء عليه لا في الصيام ولا في الصلاة، هذا إن كان الإغماء بغير فعله.
أما إذا كان الإغماء بفعله كالبَنج وشبهه فإنه يلزمه القضاء لأنه هو الذي تسبّب لفقد الوعي فيلزمه القضاء. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
2 - أصبت في حادث في عام مضى و مكثت خمسة أيام لا أصلي فيها علما بأنني كنت في تعب و لم أتذكر تلك الأيام و لم أتذكر تلك الصلاة أو خلاف ذلك لأنني كنت في غيبوبة و تعب و لا أستطيع استعمال الماء أو التيمم فهل أقضي تلك الأيام الخمسة ؟ أستمع حفظ
أنا موظف و أغلب عملي ميداني خارج الإدارة و يختلف مقدار العمل الميداني من يوم إلى آخر فمثلا بعض الأيام يتم الخروج في الساعة التاسعة و ينتهي في الساعة الثانية عشر ظهرا و في بعض الأيام يكون أقل من ذلك فهل يجوز بعد انتهاء عملي المكلف به في الميدان أن أذهب إلى منزلي علما بأن عملي تحت أشعة الشمس و قد يتطلب جهدا كبيرا ؟
الشيخ : العمل الميداني يتقدّر بقدره فإذا أوكل إليه أن يعمل عملا ميدانيا ثم أنهاه بساعة أو ساعتين فإن بقية الزمن يكون له، يذهب إلى بيته يذهب إلى صديقه يذهب إلى المسجد يذهب إلى ما شاء لأن العمل الميداني قد تطول مدّته وربما تكون مدّته أكثر من العمل الزمني وقد تقل لأن المطلوب من العامل أن يأتي بهذا العمل بقطع النظر عن مدّته ولكن يجب أن نعلم أنه لا يجوز للإنسان أن يُخِلّ بالعمل الموكول إليه من أجل إنجازه بسرعة بل يجب عليه أن يجتهد غاية الاجتهاد في إقامة هذا العمل على الوجه المطلوب. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
3 - أنا موظف و أغلب عملي ميداني خارج الإدارة و يختلف مقدار العمل الميداني من يوم إلى آخر فمثلا بعض الأيام يتم الخروج في الساعة التاسعة و ينتهي في الساعة الثانية عشر ظهرا و في بعض الأيام يكون أقل من ذلك فهل يجوز بعد انتهاء عملي المكلف به في الميدان أن أذهب إلى منزلي علما بأن عملي تحت أشعة الشمس و قد يتطلب جهدا كبيرا ؟ أستمع حفظ
امرأة طلقها زوجها دون أن يسمعها شيئا أو يخبرها بهذا الطلاق هل هذا الطلاق صحيح ؟
الشيخ : الطلاق صحيح إذا نطق به أما إذا أمرّه على قلبه أو فكّر فيه أو عزم عليه فإنه لا يقع لكن إذا نطق به وقع سواء كانت الزوجة تسمع أم لا وسواء سمعه أحد أم لا، مادام قد نطق به وقال مثلا زوجتي طالق فإنها تطلق لأنه تلفّظ به وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) أما لو فكّر فيه أو عزم عليه أو أمرّه على قلبه بدون أن ينطق به لسانه فإنه لا يقع الطلاق. نعم.
هل يجوز للمطلقة أن تخرج إلى زوجها و تتحدث معه في وقت العدة ؟
الشيخ : إذا كانت هذه هي الطلقة الأولى على غير عوض أو الثانية على غير عوض فإن لها أن تتحدّث إليه وأن تجتمع به وأن تتجمّل له لأنها زوجة مادامت في العدة قال الله تبارك وتعالى (( وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكتُمنَ ما خَلَقَ اللَّهُ في أَرحامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤمِنَّ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَبُعولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ في ذلِكَ )) فقال (( وَبُعولَتُهُنَّ )) أي أزواجهن (( أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ في ذلِكَ )) أي في ذلك الوقت الذي هو وقت العدّة ولهذا قال العلماء رحمهم الله إن المطلقة الرجعية في حكم الزوجات إلا في مسائل استثنوها. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
ما رأيكم في غطاء الوجه و الكفين هل هو ضروري للمرأة و إذا لم تغط المرأة الوجه و الكفين هل تحاسب بأنها عورة ؟
الشيخ : القول الراجح من أقوال العلماء الذي دل عليه الكتاب والسنّة والنظر الصحيح أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها لأن ذلك هو الحشمة والبُعد عن الفتنة ولهذا نرى أن البلاد التي تطبّق ما دل عليه الكتاب والسنّة والنظر الصحيح فتغطي المرأة وجهها نجد أن هذه البلاد أبعد البلاد عن الفتنة وأسلمها من الشر.
فنصيحتي لأخواتي المسلمات في كل مكان أن يتقين الله وأن يسترن الوجوه وأن يبعدن عن التبرّج وعن الفتنة فإن المرأة مسؤولة عن كل ما تكون سببا له من الشر والبلاء. نعم.
6 - ما رأيكم في غطاء الوجه و الكفين هل هو ضروري للمرأة و إذا لم تغط المرأة الوجه و الكفين هل تحاسب بأنها عورة ؟ أستمع حفظ
هل أم الزوجة محرمة دائما أم مؤقتة ؟
الشيخ : أم الزوجة محرّمة على زوج ابنتها تحريما مؤبدا بمجرّد العقد فلو عقد شخص على امرأة عقدا شرعيا صحيحا ثم طلّقها في مكانه فإن أمها تكون محرّمة عليه ويكون هو محرما لهذه الأم لقول الله تبارك وتعالى (( حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاتُكُم وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُختِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللّاتي أَرضَعنَكُم وَأَخَواتُكُم مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُم )) وجدّة الزوجة مثل أمها أي أنها حرام على زوج ابنة بنتها. نعم.
بأني أغسل العضو المراد غسله في الوضوء أكثر من المطلوب هل يكون هذا حراما إنني أغسل العضو بسبب الوسواس كثيرا و أيضا في الصلاة أعيد قراءة الفاتحة أكثر من مرة و كذلك أكرر التسليم عدة مرات و في إحدى المرات دار خلاف بيني و بين زوجي حول هذا الموضوع فقال بأن هذا محرم فما رأيكم في ذلك ؟
الشيخ : وكذلك إيش؟ ... .
السائل : وكذلك قراءة الفاتحة أقرؤها أكثر من مرّة وأكرّر أيضا التسليم عدة مرات وفي إحدى المرات دار خلاف بيني وبين زوجي حول هذا الموضوع فقال بأن هذا محرّم فما رأيكم فضيلة الشيخ؟
الشيخ : رأينا أن الزيادة في الوضوء على ثلاث من تعدّي حدود الله وقد قال الله تبارك وتعالى (( وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللَّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ )) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أنه توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وقال ( من زاد على هذا فقد أساء وتعدّى وظلم ) .
وكذلك يقال في الصلاة لا يُكرّر المصلي أذكار الصلاة أكثر من مرة إلا ما وردت به السنّة فلا يُكرّر الفاتحة ولا التكبيرة ولا قراءة سورة مع الفاتحة وأما ما ورد فيه التكرار كالتسبيح في الركوع وفي السجود لا بأس به يكرّر ما شاء وإني أنصح هذه المرأة من التمادي في الوسواس وأقول إنه ربما تصل إلى حال شديدة لأن الشيطان يستدرج بني ءادم من الصغير إلى الأصغر ومن الأصغر إلى الأكبر والعياذ بالله فعليها أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وألا تزيد على ما جاءت به الشريعة لا في وضوئها ولا في صلاتها. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
8 - بأني أغسل العضو المراد غسله في الوضوء أكثر من المطلوب هل يكون هذا حراما إنني أغسل العضو بسبب الوسواس كثيرا و أيضا في الصلاة أعيد قراءة الفاتحة أكثر من مرة و كذلك أكرر التسليم عدة مرات و في إحدى المرات دار خلاف بيني و بين زوجي حول هذا الموضوع فقال بأن هذا محرم فما رأيكم في ذلك ؟ أستمع حفظ
هل إذا اشتكيت من زوجي لأهلي أو عند أهلي هل يكون هذا غيبة أو نميمة ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : إذا اشتكيت من زوجي لأهلي أو عند أهلي هل يكون هذا غيبة أو نميمة؟
الشيخ : ليس هذا بغيبة ولا نميمة لأن الله تعالى يقول (( لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ )) فمن ظلِم فله أن يُبدي مظلِمته لمن يُفرّج عنه من هذه المظلمة. نعم.
هل يجوز الانفراد بالخطيبة علما بأنها ملتزمين و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ( ما خلا رجل بامرأة إلا و كان الشيطان ثالثهما ) لكن عندما نجلس مع بعضنا البعض معنا الأسرة سواء من أسرتي أو أسرتها و لم نفكر في شيء بل في جلستنا و حديثنا معها ؟
الشيخ : المرأة المخطوبة كغير المخطوبة في النظر إليها والتحدّث إليها والجلوس معها أي أن ذلك حرام على الإنسان إلا النظر بلا خلوة إذا أراد خطبتها وإذا كان الرجل يريد أن يستمتع بالجلوس إلى مخطوبته والتحدّث إليها فليعقد النكاح فإنه إذا عقد على امرأة حل له أن يتكلّم معها وأن يخلو بها وأن يتمتع بالنظر إليها وحل له كل شيء يحِل للزوج من زوجته فأما أن ينفرد بالمخطوبة ويقول أنا ملتزم وهي ملتزمة فإن هذا من غرور الشيطان وخِداعه لأن الإنسان مهما بلغ في العفّة لا يخلو من مصاحبة الشيطان إذا خلا بالمرأة لاسيما وأنها مخطوبته وأنه يعتقد أنه بعد أيام قلائل تحل له فإن الشيطان يجري من ابن ءادم مجرى الدم.
وخلاصة القول أنه يحرم على الخاطب أن يتحدّث مع مخطوبته في الهاتف أو يخلو بها في مكان أو يحملها في سيارته وحده أو تجلس معه ومع أهله وهي كاشفة الوجه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
10 - هل يجوز الانفراد بالخطيبة علما بأنها ملتزمين و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ( ما خلا رجل بامرأة إلا و كان الشيطان ثالثهما ) لكن عندما نجلس مع بعضنا البعض معنا الأسرة سواء من أسرتي أو أسرتها و لم نفكر في شيء بل في جلستنا و حديثنا معها ؟ أستمع حفظ
يوجد بجانبنا مسجد يبعد عنا كيلو و لا نصلي فيه إلا صلاة الجمعة و يصلي فيه التلاميذ صلاة الظهر و بعض المارة يصلون فيه صلاة العصر هل تجوز الصلاة فيه ؟
الشيخ : نعم تجوز الصلاة في هذا المسجد مادامت الجماعة تُقام فيه لكن الصلاة في مسجد تقام فيه جميع الصلوات أفضل إلا أن هذا المسجد الذي أشار إليه السائل إذا كانت الجماعة لا تُقام إلا بحضوره فإن حضوره أفضل. نعم.
11 - يوجد بجانبنا مسجد يبعد عنا كيلو و لا نصلي فيه إلا صلاة الجمعة و يصلي فيه التلاميذ صلاة الظهر و بعض المارة يصلون فيه صلاة العصر هل تجوز الصلاة فيه ؟ أستمع حفظ
هل يجوز وصل صلاة الوتر و الشفع مع بعضها البعض علما بأن هناك شخص يفعل ذلك دائما ؟
الشيخ : نعم. الوتر له صفات متعدّدة.
السائل : نعم.
الشيخ : الصفة الأولى أن يوتر بركعة واحدة والصفة الثانية أن يوتر بثلاث والصفة الثالثة أن يوتر بخمس والرابعة أن يوتر بسبع والخامسة أن يوتر بتسع والسادسة أن يوتر بإحدى عشرة فإن أوتر بواحدة فالأمر ظاهر إذا انتهى من صلاة الليل وخشي الصبح صلى ركعة فأوْترت ما صلى وإذا أوتر بثلاث فهو مخيّر إن شاء وصلها جميعا بتشهد واحد وإن شاء صلى ركعتين ثم أتى بواحدة فكل ذلك سنّة وإن أوتر بخمس فإنه يسردها ولا يتشهد إلا في ءاخرها وإن أوتر بسبع فإنه يسردها ولا يتشهد إلا في ءاخرها وإن أوتر بتسع فإنه يسجد ثمانيا ثم يجلس ويتشهد ولا يسلّم ثم يقوم فيأتي بالتاسعة ويتشهد ويسلّم وإن أوتر بإحدى عشرة فإنه يصلي ركعتين ركعتين ويختم بركعة وعلى هذا يتبيّن جواب السائل وأنه إذا أوتر بثلاث فإن شاء سلّم من ركعتين ثم أتى بالثالثة وإن شاء قرَنها جميعا لكن بتشهد واحد ولا يجعلها مثل صلاة المغرب. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
هل صحيح أن الإنسان الذي يموت يكون إما في سجين و إما في عليين ؟
الشيخ : نعم هكذا جاءت به السنّة إن الله سبحانه وتعالى يقول في الرجل الفاجر ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين ) في الأرض السابعة السفلى وإذا كان من الأبرار قال ( اكتبوا كتاب عبدي في عليّين ) وهكذا في الأخرة الناس إما في سجين وإما في عليين، إما في الجنة وإما في النار قال الله تبارك وتعالى (( وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ * فَأَمَّا الَّذينَ ءامَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُم في رَوضَةٍ يُحبَرونَ * وَأَمَّا الَّذينَ كَفَروا وَكَذَّبوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرونَ )) وقال الله تبارك وتعالى (( فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ )) .
وإنني بهذه المناسبة أنبه على مسألة يقولها بعض الناس وهم لا يشعرون وهي أنهم إذا تحدّثوا عن شخص مات قالوا " ثم نقل إلى مثواه الأخير " يعنون بذلك القبر وهذا غلط واضح لأن القبر ليس هو المثوى الأخير بل المثوى الأخير إما الجنة وإما النار أما القبر فإن الإنسان يأتيه ثم ينتقل عنه وما مجيئه في القبر إلا كزائر بقي مدّة ثم ارتحل وقد ذكِر أن بعض الأعراب سمع قارئا يقرأ قول الله تعالى (( أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ * حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ )) فقال هذا الأعرابي " والله ليُبعثن " لأن الزائر ليس بمقيم ولهذا يجب الحذر من إطلاق هذه الكلمة أعني القول بأنه انتقل إلى مثواه الأخير لأن مضمونها إنكار البعث وأنه لا بعث ونحن نعلم أن المسلم إذا قالها لا يريد هذا المضمون لكنها تجري على لسانه تقليدا لمن قالها من حيث لا يشعر فالواجب الحذر منها والتحذير منها. نعم.
ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى ( و ما أدراك ما سجين ) و قوله ( و ما أدراك ما عليون ) ؟
الشيخ : نعم.
السائل : لأي شيء يا شيخ؟
الشيخ : هذا من باب تفخيم الأمر وتعظيمه. نعم.
14 - ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى ( و ما أدراك ما سجين ) و قوله ( و ما أدراك ما عليون ) ؟ أستمع حفظ
هل يجوز لبس خاتم الذهب للرجل ؟
الشيخ : لا يجوز للرجل أن يلبس شيئا من الذهب لا الخاتم ولا السلسلة ولا السوار ولا القلادة، كل الذهب حرام على الرجال قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذهب والحرير ( هما حل لإناث أمتي حرام على ذكورها ) ورأى رجلا عليه خاتم ذهب فنزعه النبي صلى الله عليه وسلم من يده وطرحه في الأرض أو رمى به في الأرض وقال ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده ) فلما انصرف النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قيل للرجل ألا تأخذ خاتمك قال والله لا ءاخذ خاتما طرحه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على تعظيم لبس الرجل لخاتم الذهب.
فإن قال قائل هذا رجل قد صنع له خاتما من الذهب ماذا يصنع به؟ نقول إن كان يصلح لامرأته أعطاها إياه وإن كان لا يصلح فليذهب به إلى الصائغ وليحوّله إلى خاتم للنساء ويبيعه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
هل حلق اللحية معصية للرسول صلى الله عليه و سلم و يعاقب عليها ؟
الشيخ : حلق اللحية معصية للرسول صلى الله عليه وسلم وخروج عن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع لسنّة المجوس والمشركين.
دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خالفوا المجوس خالفوا المشركين وفروا اللحى وحفوا الشوارب ) فقال عليه الصلاة والسلام ( خالفوا المشركين خالفوا المجوس ) وبيّن وجه المخالفة في قوله ( وفروا اللحى وحفوا الشوارب ) فمن حلق لحيته فقد عصى أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( وفروا اللحى ) ومن حلق لحيته فقد اتبع سبيل المجوس والمشركين ومن حلق لحيته فقد خالف هدي الأنبياء والمرسلين فإنهم عليهم الصلاة والسلام لهم لحى ألم تسمعوا إلى قول الله تبارك وتعالى عن هارون أنه قال لموسى (( يَا ابنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتي وَلا بِرَأسي )) ألم يبلغكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيف اللحية عظيمها ثم إنه أي حالق اللحية مخالف للفطرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن إعفاء اللحية من الفطرة وعلى هذا فيكون حالق لحيته واقعا في هذه المحاذير الأربعة، مخالفة هدي الأنبياء والمرسلين موافقة هدي المجوس والمشركين، معصية الرسول صلى الله عليه وسلم، مخالفة الفطرة التي فطر الله الناس عليها فعلى الذين ابتلاهم الله بذلك أن يتوبوا إلى الله تعالى بصدق وإخلاص وألا يُصِرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله.