إذا اشترى شخص حطبا و اشترى على البائع أن ينقله بسيارته إلى المنزل و لكن تعطلت السيارة فهل يجوز للمشتري خصم شيء من قيمة الحطب مقابل عدم نقل الحطب بالسيارة ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إذا اشترى الرجل من شخص حَمولة حطب واشترط على البائع أن يحملها إلى بيته ولكن تعطّلت السيارة فلم يستطع فإن للمشتري أن يخصم على البائع مقدار ما فاته من حمل الحطب لأن البائع قد التزم به ومعلوم أنه بالتزامه به سوف تزيد قيمة الحطب.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا لم يفي البائع بما شُرِط عليه فإن للمشتري أن يخصم مقدار ما فاته من هذا الشرط لكني أرى من باب المشورة والنصيحة أنه إذا كان عدم إيصال الحطب إلى بيت المشتري بغير اختيار البائع أن لا يسقط من الثمن شيئا لأن هذا معذور.
السائل : صحيح.
الشيخ : والإنسان ينبغي أن يكون له كرم وإحسان إلى إخوانه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم. السائلة ت م ر تقول في يوم ..
الشيخ : لكن قل لي: لو أن البائع.
السائل : نعم.
الشيخ : لما تعطّلت السيارة وقال المشتري لابد أن نخصم من الثمن مقدار ما فات: قال أنا أستأجر سيارة وأوصل ففي هذه الحال لا يكون للمشتري أن يخصم شيئا. نعم.
السائل : السائلة ت م ر تقول.
1 - إذا اشترى شخص حطبا و اشترى على البائع أن ينقله بسيارته إلى المنزل و لكن تعطلت السيارة فهل يجوز للمشتري خصم شيء من قيمة الحطب مقابل عدم نقل الحطب بالسيارة ؟ أستمع حفظ
امرأة تقول بأنها كان عليها في يوم من الأيام درس في تلاوة القرآن فجاءها الحيض فقال لها البعض يجوز لك أن تلمسي و تتصفحي القرآن في حالة التعليم فقط و البعض قال لا يجوز لك ذلك فما هو الصواب في ذلك ؟
الشيخ : الصواب في ذلك والعلم عند الله عز وجل أنه لا يجوز لمن لم يكن على وضوء أن يمس المصحف إلا بحائل وأما قراءة القرءان للحائض فإنه لا بأس بها إذا كان المقصود التعليم أو التعلّم أو أوراد الصباح أو المساء وأما إذا كان قصد الحائض من قراءة القرءان التعبّد بذلك فإن فيه خلافا بين العلماء: منهم من يجيزه ومنهم من لا يجيزه والاحتياط أن لا تقرأ للتعبّد لأنها إذا قرأت للتعبّد دار الأمر بين أن تكون ءاثمة أو مأجورة ومعلوم أن من الورع أن يترك الإنسان ما يريبه إلى ما لا يريبه.
السائل : حفظكم الله يا فضيلة الشيخ.
2 - امرأة تقول بأنها كان عليها في يوم من الأيام درس في تلاوة القرآن فجاءها الحيض فقال لها البعض يجوز لك أن تلمسي و تتصفحي القرآن في حالة التعليم فقط و البعض قال لا يجوز لك ذلك فما هو الصواب في ذلك ؟ أستمع حفظ
زوجة تحلف أيمانا كاذبة و تسب أم الزوج و إخوانه فما نصيحتكم لهذه الزوجة ؟
الشيخ : نصيحتي لهذه الزوجة أن تكون حسنة الآداب مع أم زوجها لأن ذلك مما يزيد زوجها رضا عنها ومما يزيد الزوج إحسانا في عشرتها وهي مأجورة على ذلك وإذا ساءت العشرة بين الزوجة وأم الزوج أو أبي الزوج أو أقارب الزوج فالغالب أنها تسوء العشرة بين المرأة وزوجها أيضا فتكون حياتهما نكدا وربما يحدث بين الزوجين أولاد فيسوؤهم أن يروا أمهم وأباهم على هذه الحال فنصيحتي للزوجة أن تصبر وتحتسب وتُحسن إلى أم زوجها وأبيه ومن يعز عليه من الأقارب كما أني أنصح أيضا بعض الأزواج الذين يريدون من زوجاتهم أن يكن خدما لأمهاتهم وهذا غلط محض، الزوجة ليست خادمة لأم الزوج ولا لأبي الزوج وخدمتها لأم الزوج وأبي الزوج معروف منها وإحسان ليس مفروضا عليها أما خدمتها لزوجها فهذا يرجع إلى العرف فما جرى العرف بأنها تخدم زوجها فيه وجب عليها خدمته فيه وما لم يجري به العرف لم يجب عليها ولا يجوز للزوج أن يُلزم زوجته بخدمة أمه أو أبيه أو أن يغضب عليها إذا لم تقم بذلك وعليه أن يتقي الله ولا يستعمل قوته ضد ضعفها فإن الله تعالى فوقه وهو العلي الكبير عز وجل قال الله تعالى: (( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إن اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )) . نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.
رجل تزوج امرأة و أنجبت له أولادا و يريد أن يتزوج ببنت أخت زوجته فهل يجوز له ذلك ؟
الشيخ : بنت الأخت تكون الأخت خالة لها وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم: ( لا يُجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها ) فلا يحِل له أن يتزوّج بنت أخت زوجته مادامت زوجته في عصمته أما إذا فارقها فماتت وتزوّج بنت أختها فلا بأس.
السائل : جزاكم الله خيرا.
العربون الذي يدفعه المشتري للبائع ثم يبطل البيع بسبب رفض المشتري للسلعة هل العربون من حق البائع ؟
الشيخ : نعم. العَرَبون هو أن البائع إذا خاف من المشتري أن يفسخ البيع طلب منه العربون فمثلا إذا باع عليه أرضا بعشرة ءالاف ريال وقال: أنا أريد منك عربونا قدره ألف ريال فأعطاه إياه فإن تم البيع فالعربون من الثمن ويسلم تسعة ءالاف وإن لم يتم فالعربون للبائع لأنه هكذا جرى بينهما وهذا الشرط لا يحرّم حلالا ولا يُحل حراما وهو من مصلحة الطرفين أما المشتري فمصلحته أنه تخلّص من السلعة التي قدّم لها العربون ومعلوم أنه لن يؤثر غرامة العربون إلا لتلقي خسارة أكبر منه وأما البائع فإن من مصلحته في العربون أنه يأخذ هذا العربون عوضا عن نظرة الناس إلى المبيع الذي فسخه المشتري فالمهم أن بيع العربون صحيح فإن تم البيع فالعربون أول الثمن وإن لم يتم البيع فالعربون للبائع. نعم
السائل : أحسن الله إليكم. فضيلة الشيخ هذا سائل يقول.
5 - العربون الذي يدفعه المشتري للبائع ثم يبطل البيع بسبب رفض المشتري للسلعة هل العربون من حق البائع ؟ أستمع حفظ
الذين يدينون الناس من طرقهم ما يلي : يسأل المدين ما السلعة التي تريدها فيقول سيارة موديل كذا و كذا و السعر قريب من كذا و كذا و فيذهب الدائن و يشتري هذه الموصوفة ثم يقوم ببيعها على المدين بالتقسيط ما الحكم في مثل ذلك ؟
الشيخ : الحكم التحريم يعني أن هذا العمل حرام لأنه حيلة واضحة فبدلا من أن يقول الدائن للمدين خذ هذه خمسون ألفا اشتري بها السيارة التي تريد وهي عليك بعد سنة بستين ألفا، بدل أن يقول هكذا يقول اذهب واختر السيارة التي تريد وأنا اشتريها لك نقدا فيما بيني وبين البائع وأبيعها عليك بالتقسيط بزيادة على الثمن فهذه حيلة واضحة قريبة جدا وهي أخبث من الصورة الأولى يعني أخبث من أن يعطيه خمسين ألفا ويقول هي بالستين ألف إلى سنة لأن هذه الصورة ربا صريح والإنسان يفعله وهو خائف وخجل من الله عز وجل وربما يمُن الله عليه بتوبة أما الصورة التي فيها اذهب واختر السيارة وأنا أشتريها وأبيعها عليك مؤجلا بثمن أكثر فهو يعتقد إنها حلال ولا يكاد يقلع عنها وهي جامعة بين مفسدة الربا ومفسدة الخداع.
وإذا كان بنو إسرائيل عوقبوا بحيلة أدنى من ذلك بلا شك فما بالك بهذه الحيلة؟! بنو إسرائيل حرّم الله عليهم الشحوم فماذا صنعوا؟ قالوا: نذيب الشحوم ثم نبيعها ونأخذ الثمن وحينئذ لم نأكل الشحوم ففي الحيلة هذه درجتان الإذابة والبيع وأخذ الثمن بدل عن الأكل وفي الحيلة التي ذُكرت في السؤال حيلة واحدة ولقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة من التشبّه باليهود فقال صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم: ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ) فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين يريدون أن يكون مطعمهم حلالا ومشربهم حلالا وغذاؤهم حلالا أن يتوبوا إلى الله عز وجل من هذه الحيل (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )) . نعم.
6 - الذين يدينون الناس من طرقهم ما يلي : يسأل المدين ما السلعة التي تريدها فيقول سيارة موديل كذا و كذا و السعر قريب من كذا و كذا و فيذهب الدائن و يشتري هذه الموصوفة ثم يقوم ببيعها على المدين بالتقسيط ما الحكم في مثل ذلك ؟ أستمع حفظ
أصحاب المؤسسات و الشركات الذي يتبعون مثل هذه الأمور التي وردت في السؤال السابق ماهي الطريقة الصحيحة في البيع ؟
الشيخ : نعم. الطريق الصحيح في البيع وهذا جزاك الله خيرا تنبيه حسن: أن الإنسان إذا ذكر للناس ما هو ممنوع يذكر لهم ما هو مباح.
السائل : طيب.
الشيخ : الطريق الصحيح للبيع أن يكون عند الإنسان سيارات.
السائل : نعم.
الشيخ : معدّها للبيع بالنقد وبالتقسيط.
السائل : طيب.
الشيخ : فمن جاء وأخذها نقدا فقد أخذها نقدا ومن جاء وطلب التقسيط أخذها بالتقسيط.
السائل : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا سائل يقول فضيلة الشيخ.
7 - أصحاب المؤسسات و الشركات الذي يتبعون مثل هذه الأمور التي وردت في السؤال السابق ماهي الطريقة الصحيحة في البيع ؟ أستمع حفظ
هل قول اللهم لا شماتة هل هذه الأدعية واردة ؟
الشيخ : يعني مثلا يريد أن يتكلّم عن شخص بشيء؟
السائل : نعم يا شيخ.
الشيخ : من أفعاله السيئة.
السائل : نعم.
الشيخ : فيقول: اللهم لا شماتة، هذا الرجل يفعل كذا وكذا.
السائل : نعم.
الشيخ : لا بأس به، لا بأس بهذا إذا ساغ أن يذكر أخاه بهذا العيب لأنه لا يجوز الإنسان أن يذكر أخاه بعيب فإن ذلك من الغيبة وقد نهى الله تعالى عن الغيبة وصوّرها بأبشع صورة فقال: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إن اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )) نعم لو قال على سبيل العموم، لو قال اللهم لا شماتة بعض الناس يفعل كذا وكذا.
السائل : نعم يا شيخ.
الشيخ : هذا لا بأس لأنه لم يُعيّن من تكلّم فيه والمخاطب لا يدري من هو. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم. يقول السائل.
هل يجب تغطية الرأس بالنسبة للرجل عند الصلاة بقبعة أو نحوه ؟
الشيخ : لا يجب تغطية الرأس لأن العورة الواجب سترها ما بين السرة والركبة ولكن ينبغي للإنسان إذا أراد أن يصلي أن يصلي بأحسن لبسة يلبسها الناس في زمانه ومكانه لقول الله تبارك وتعالى: (( يَا بَنِي ءادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )) فإذا كان عنده غترة فالأفضل أن يلبسها لأن ذلك من أخذ الزينة بالنسبة لعرفنا هنا في السعودية.
السائل : نعم يا شيخ.
الشيخ : قد يكون في بعض البلاد لا يهتمون بتغطية الرأس وتتم الزينة عندهم بدون تغطيته فلكل بلد الحكم نفسه والمهم أن تلبس أو أن تأخذ الزينة عند كل صلاة. نعم.
السائل : السائل م ن من المدينة النبوية يقول.
هل هذا الدعاء وارد ( اللهم يا من لا تراه العيون و لا يصفه الواصفون ) ؟
الشيخ : هذا غلط، هذا غلط عظيم لأنه إذا قال: اللهم يا من لا تراه العيون وأطلق صار في هذا إنكار لرؤية الله تعالى في الأخرة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر وقد أنكر قوم رؤية الله عز وجل وقالوا إن الله لا يُرى لا في الدنيا ولا في الأخرة وذلك بِناءً على عقولهم التي يعتمدون في إثبات الصفات لله عز وجل ونفيها عنه عليها أي على عقولهم وهذا خطأ عظيم أن يحكّم الإنسان عقله في أمر من أمور الغيب لأن أمور الغيب لا يُمكن إدراكها إلا بمشاهدتها أو مشاهدة نظيرها أو الخبر الصادق عنها فتجدهم يُنكرون رؤية الله ويحرّفون كلام الله ورسوله بناء على عقيدتهم المبنية على العقل الفاسد لأن حقيقة تحكيم العقل أن يُسلّم الإنسان لما أخبر الله به ورسوله تسليما تاما فإن هذا مقتضى العقل ومقتضى الإيمان قال الله تعالى: (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وهؤلاء المنكرون لرؤية الله تعالى في الأخرة لم يسلّموا تسليما بل أنكروا ذلك وقالوا لا يمكن فقيل لهم: سبحان الله النصوص واضحة في هذا في القرءان الكريم قال الله تعالى: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) (( نَاضِرَةٌ )) أي حسنة (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) أي تنظر إلى الله عز وجل وإضافة النظر إلى الوجوه يعني أنه بالعين لأن أداة النظر في الوجه هي العين فحرّفوا الكلم عن مواضعه وقالوا: (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) أي إلى ثواب ربها ناظرة وهذا تحريف، زادوا في الأية كلمة كما زادت بنو إسرائيل حرفا حين قيل لهم قولوا حطة فقالوا: حنطة وقيل لهم إن الله سبحانه وتعالى يقول: (( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ )) وهذه الأية تدل على ثبوت أصل الرؤية لأن معنى لا تدركه أي تراه ولا تدركه لأنه أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته والعجب أنهم يستدلون بهذه الأية على نفي الرؤية وهي حجة عليهم وقيل لهم إن موسى عليه الصلاة والسلام قال: (( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ )) ولو كانت الرؤية ممتنعة على الله عز وجل لكانت غير لائقة به وموسى أحد الرسل أولي العزم لا يمكن أن يسأل الله ما لا يليق به أبدا مستحيل.
قالوا: إن الله قال له (( لَنْ تَرَانِي )) قلنا: نعم قال: (( لَنْ تَرَانِي )) يعني في الدنيا لن تثبت لرؤيتي ولهذا ضرب الله له مثلا فقال: (( انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا )) اندك الجبل، ساوى الأرض حينئذ خر موسى صعقا، خر موسى صعقا مما رأى فيكون في هذه الأية التي استدلوا بها على نفي الرؤية دليل عليهم والحمد لله.
وقيل لهم: إن الله تعالى يقول في الفجار: (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )) وجعل هذا عقابا عليهم ولو كان الأبرار لا يرونه لاستوى في هذا الحكم الفجار والأبرار ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: " إن الله لم يحجب هؤلاء عنه في حال السخط إلا وقد أذن للأبرار أن يروه " أو كلمة نحوها وهذا استدلال جيد وقيل لهم: إن الله تبارك وتعالى قال: (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) وقد فسّر أعلم الخلق بكلام الله وأنصح الخلق لعباد الله وأفصح الخلق فيما يقول قال: ( إن الزيادة هي النظر إلى وجه الله ) وقيل لهم إن الله تعالى قال: (( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )) وقد فسّر المزيد بأنه النظر إلى وجه الله كما فسّر به النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة.
وقيل لهم إن الله تعالى قال: (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ )) وحذف المفعول ليعم كل نظرة يستمتعون بها ويتلذذون بها وأجلها رؤية الله عز وجل فهم ينظرون الرب عز وجل وينظرون ما أعد الله لهم من النعيم وينظرون الكفار الذين كانوا في الدنيا يضحكون بهم (( وَإِذا مَرّوا بِهِم يَتَغامَزونَ )) .
وقيل لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بالله وأنصحهم لعباد الله وأفصحهم في المقال وأسدّهم في القول قال: ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) وأخبر أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب، فانظر إلى هذا التثبيت والتقرير والتوكيد لرؤية الله عز وجل بضرب هذه الأمثلة التي لا يشك فيها أحد، الشمس في حال الصحو ليس دونها سحاب لا يشك أحد في رؤيتها والقمر ليلة البدر لا أحد تحتجب عنه رؤيته كُلٌّ يراه ولهذا أجمع الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الأمة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الأخرة، لم يرد عن أحد منهم أنه نفى ذلك أبدا وأدنى ما يُقال لهؤلاء ائتوا إلينا لنجلس في أحد المساجد ولندعو الله عز وجل فنقول: اللهم من أنكر رؤيتك في الأخرة فاحرمه منها يا رب العالمين لا أظن أن يثبت لهم قدم على ذلك أبدا، لن يجسروا أن يأتوا ويدعوا الله عز وجل بهذا الدعاء مما يدل على أن إيمانهم بانتفاء الرؤية ليس إيمانا عن يقين.
والخلاصة: أن رؤية الله سبحانه وتعالى ثابتة بالقرءان والسنّة وإجماع السلف ونسأل الله تعالى لمن أنكرها أن يهديهم إلى الحق.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : حتى يلقوا الله عز وجل وهم مؤمنون بكتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعون للصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة البيّنة الواضحة. نعم.
السائل : السائلة ن أ الحربي تقول أرجو الإجابة على أسئلتي فضيلة الشيخ حفظكم الله.
ما حكم الدعاء للمعلمة التي تؤدي واجبها على أكمل وجه و صورة ؟
الشيخ : الدعاء لها طيب لأن هذه من المحسنات والدعاء للمحسنين من الأمور المطلوبة لكن الدعاء لها مقابلة إن خُشي منه فتنة بأن تزهو المعلمة بنفسها أو تحابي هذه التي دعت لها فلا تدعو أمامها يكون دعاؤها لها وهي لا تسمع. نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.