كيف تفسر المعية في قوله تعالى ( و هو معكم أينما كنتم ) ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
معية الله تبارك وتعالى لخلقه حقيقية أضافها الله سبحانه إلى نفسه في عدة آيات ، وهي أنواع :
النوع الأول : معية تقتضي النصر والتأييد مع الإحاطة ، مثال ذلك قول الله تبارك وتعالى لموسى وهارون : (( إنني معكما أسمع وأرى )) وقول الله تبارك وتعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) وصاحبه هنا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالإجماع .
ومعية أخرى : تقتضي التهديد والتحذير ، ومثاله قوله تعالى : (( يستخون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون بحيطا )) .
ومعية تقتضي : العلم والإحاطة بالخلق كما في قول الله تعالى : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمس إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم أينما كانوا )) .
هذه المعية الحقيقية لا تعني أن الله تعالى مع الخلق في الأرض ، كلا والله ، فإن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء كما قال الله تعالى : (( وهو القهر فوق عباده )) وقد دل الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة على علو الله تبارم وتعالى ، وأنه فوق كل شيء ، وتنوعت الأدلة من الكتاب والسنة على علو الله تبارك وتعالى .
واستمع قال الله تعالى : (( وهو العلي العظيم )) قالها في أعظم آية من كتاب الله وهي آية الكرسي ، والعلي من العلو ، وقال تعالى : (( سبح اسم ربك الأعلى )) والأعلى وصف تفضيل لا يساميه شيء .
وقال تعالى : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) وقال تعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير )) والآيات في هذا كثيرة .
والسنة كذلك دلت على علو الله تعالى قولاً من الرسول صلى الله عليه وسلم وفعلاً وإقراراً ، فكان يقول صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وكان يقول : (سبحان ربي الأعلى ) .
ولما خطب يوم عرفة وهو أكبر اجتماع للنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه قال : ( ألا هل بلغت ؟ ) قالوا : نعم ، قال : ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس . ( اللهم ) يشير إلى الله عز وجل في السماء ( اشهد ) يعني على الناس أنهم أقروا بالبلاغ ، أي بتبليغ النبي صلى الله عليه وسلم إياهم .
وأتي إليه بجارية مملوكة فقال لها : ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء ، فقال لسيدها : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) وأقرها على قولها : إن الله في السماء .
وأما الصحابة والتابعن لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم فكلهم مجمعون على علو الله تعالى وأنه فوق كل شيء ، لم يرد عن واحد منهم حرف واحد أن الله ليس في السماء أو ليس فوق عباده .
ولهذا يجب على المؤمن أن يعتقد بقلبه اعتقاداً لا شبهة فيه بعلو الله تعالى فوق كل شيء ، وأنه نفسه جل وعلا فوق كل شيء ، وكيف يعقل عاقل فضلاً عن مؤمن أن يكون الله تعالى مع الإنسان في كل مكان ، أيمكن أن يتوهم عاقل بأن الإنسان إذا كان في الحمام يكون الله معه ؟. إذا كان في المرحاض يكون الله معه ؟. إذا كان واحد من الناس في الحجرة في بيته وآخر من الناس في المسجد يكون الله هنا وهناك ؟! الله واحد أم متعدد ؟ .
إن الإنسان الذي يقول في كل مكان بذاته يلزمه أحد أمرين لا ثلاث لهما :
إما أن يعتقد أن الله متعدد بحسب الأمكنة ، وإما أن يعتقد بأنه أجزاء بحسب الأمكنة ، وحاشاه من ذلك لا هذا ولا هذا .
إنني أدعوا كل مؤمن بالله أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله تبارك وتعالى في السماء لا يحصره مكان ، وإني أخشى من لم يعتقد ذلك أن يلقى الله تعالى وهو يعتقد أن الله في كل مكان ، أخشى أن يلقى الله على هذه الحال فيكون مجانباً للصواب والصراط المستقيم .
عباد الله لا تغتروا بأقوال من أخطأ من أهل العلم اقرؤوا القرآن بأنفسكم واعتقدوا ما يدل عليه ، هل يمكن أن يقرأ قارئ : (( وهو العلي العظيم )) (( وهو القاهر فوق عباده )) (( سبح اسم ربك الأعلى )) ثم يعتقد أنه في المكان الذي هو فيه ، يعني الذي الانسان فيه ، لا يمكن أبداً .
وأما قول هؤلاء الذين أخطؤوا وجانبوا الصواب وخالفوا الصراط إن المراد بذلك علو المكانة فكلا والله ، إن هؤلاء أنفسهم إذا دعوا الله يرفعون أيديهم إلى السماء إلى من دعوه ، وهل هذا إلا فطرة مفطور عليها كل الخلق ؟.
العجوز في خدرها تؤمن بأن الله تعالى فوق كل شيء ، فالفطرة إذن دالة على علو الله تعالى نفسه فوق كل شيء .
العقل كذلك يدل على هذا ، فإنه من المعلوم أن العلو صفة كمال وأن السفول صفة نقص ، وأيما أولى أن نصف رب العالمين بصفة الكمال أو بصفة النقص ؟.
كل مؤمن يقول له صفة الكمال المطلق ولا يمكن أن يوصف بالنقص بأي حال من الأحوال .
إذا علمت ذلك فقد يتراءى لك أن هذا مناف لقوله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) فأقول لك أيها الأخ المسلم أن هذا لا ينافيه ، لأن الله تعالى ليس كعباده ليس كالمخلوق (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وهو أعلى وأجل مما يتصوره الإنسان ، ولا يمكن أن يحيط الإنسان بالله علماً كما قال عن نفسه : (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً )) فهو وإن كان في السماء فوق كل شيء فهو مع العباد ، لكن ليس معناه أنه في أمكنتهم ، بل هو محيط بهم علماً وقدرة وسلطاناً وغير ذلك من معاني ربوبيته .
فإياك يا أخي المسلم أن تلقى الله على ضلال ، اقرأ قول الله تعالى : (( وهو القاهر فوق عباده )) ثم اقرأ : (( وهو معكم أينما كنتم )) ثم آمن بهذا وهذا ، واعلم أنه : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فيجب على الإنسان أن يؤمن بأن الله نفسه فوق كل شيء ، وأنه ليس حالاً في الأرض ولا ساكناً فيها ، ثم ليؤمن مرة أخرى بأنه تعالى له عرش عظيم قد استوى عليه ، أي علا عليه علواً خاصاً غير العلو المطلق ، علوا خاصاً يليق به جل وعلا .
وقد ذكر الله عز وجل استواءه على العرش في سبعة مواضع من القرآن كلها بلفظ : استوى على ، واللغة العربية التي نزل بها القرآن تدل على أن : استوى على ، أي علا عليه ، كما في قول الله تبارك وتعالى : (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهروه ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) .
وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن استواء الله على عرشه استواء حقيقي ، وهو علوه جل وعلا على عرشه ، لم يرد عن أحد منهم تفسير ينافي هذا المعنى أبداً .
وهنا أعطيك قاعدة وهي : " أنه إذا جاء في الكتاب والسنة لفظ يدل على معنى ولم يرد عن الصحابة خلافه ، فهذا اجماع منهم على أن المراد به ظاهره ، وإلا لفسروه بخلاف ظاهره ونقل عنهم ذلك " . وهذه قادة مفيدة في تحقيق الإجماع في مثل هذه الأمور .
وأما من فسر استوى على العرش بأنه : استولى عليه ، فتفسيره خطأ ظاهر وغلظ واضح ، فإن الله استولى على العرش وغيره ، فكيف نقول : إنه استولى على العرش خاصة يعنيى استولى عليه ، ثم إن الآيات الكريمة تأبى ذلك أشد الإباء اقرأ قول الله تعالى : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) فلو فسرت استوى بمعنى استولى لكان العرش قبل ذلك ليس ملكاً لله بل هو ملك لغيره ، وهل هذا معقول ، هل يمكن أن يتفوه بهذا عاقل فضلاً عن مؤمن أن العرش كان مملوكاً لغير الله أولاً ثم كان لله ثانياً ؟.
ألا فليتق الله هؤلاء المحرفون للكلم عن مواضعه ، وأن يقولوا عن ربهم كما قال ربهم عن نفسه جل وعلا ، فهم والله ليسوا أعلم بالله من نفسه ، وليسوا أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم يرد عنه أن فسر هذا اللفظ بما فسره هؤلاء ، وليسوا أعلم بالله وصفاته من صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم يرد عنهم أنهم فسروا الاستواء بالاستيلاء على العرش ، ألا فليتقي الله امرؤ ولا يخرج عن سبيل الله المؤمنين بعد ما تبين له الهدى فإنه على خطر عظيم .
إن العلماء الذين سبقوا وأتوا من بعد الصحابة والتابعين لهم بإحسان وفسروا الاستواء بالاستيلاء نرجوا الله تبارك وتعالى أن يعفو عن مجتهدهم ، وأن يتجاوز عنهم ، وليس علينا أن نتبعهم ، بل ولا لنا أن نتبعهم فيما أخطؤوا به ، بل نسأل الله لهم العفوا عما أخطؤوا به بعد بذل الاجتهاد ، ونرجوا الله أن يوفقنا للصواب وإن خالفناهم ، ولا يغرنك أيها الأخ المسلم ما تتوهمه من كثرة القائلين بهذا ، أي بأن استوى بمعنى استولى ، فإنهم لا يمثلون شيئاً بالنسبة للإجماع السابق ، فالصحابة كلهم مجمعون على أن استوى على العرش أي علا عليه ، لم يرد عن واحد منهم حرف واحد أنه استولى عليه ، فهم مجمعون على هذا وكذلك الأئمة من بعدهم أئمة المسلمين وزعماءهم كالإمام أحمد وغيره .
إن بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أزمنة وعلماء لا يحصيهم إلا الله عز وجل فعليك بمذهب من سلف ودع عنك من خلف ، فالخير كل الخير فيمن سلف وليس فيمن خلف .
أيها الأخ المستمع إنني لم أطل عليك في هذين الأمرين علو الله عز وجل واستواءه على عرشه والأمر الثالث معيته لخلقه إلا لأن الأمر خطير ، ولأنه قد ضلت فيه أفهام وزلت فيه أقدام ، فعليك بمذهب من سلف ودع عنك من أخطأ ممن خلف ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب ، وأن يتوافانا على العقيدة السليمة الخالصة من كل شوب .
ما رأيكم فيمن يلقنون الميت بعد دفنه و هم يحتجون بأن الرسول صلى الله عليه و سلم قد لقن ابنه إبراهيم بعد دفنه ؟
الشيخ : رأينا أن تلقين الميت بعد دفنه ليس بصحيح ، ولم ترد به سنة صحيحة لا في إبراهيم ولا في غيره .
وأما حديث أبي أمامة المشهور فإنه حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) ولم يقل : لقنوه .
ثم إن تلقين الميت لا فائدة منه في الواقع ، لأن الميت لا يسمع مثل هذا ، ولن يجيب إذا كان ليس على إيمان مهما لقن لا يجيب إذا كان على غير إيمان ، أي إذا مات على غير إيمان فإنه لا يمكن أن يجيب بالصواب ، وإذا مات على الإيمان فإنه يجيب بالصواب سواء لقن أم لم يلقن .
والخلاصة خلاصة الجواب أنه لا مشروعية لتلقين الميت بعد دفنه ، وأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا في ابنه ولا غيره .
2 - ما رأيكم فيمن يلقنون الميت بعد دفنه و هم يحتجون بأن الرسول صلى الله عليه و سلم قد لقن ابنه إبراهيم بعد دفنه ؟ أستمع حفظ
هل تجوز الأضحية عن الميت ؟
الشيخ : نعم يجوز الأضحية على الميت ، بمعنى أن يضحي الإنسان في أيام النحر أي في عيد الأضى وثلاثة أيام من بعده أضحية ينويها عن الميت ، يقول مثلاً عند ذبحها : اللهم هذا منك ولك ، اللهم هذه عن فلان .
ولكن ليس هذا بأمر مشروع ، ليس هذا بأمر مشروع لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى عن أحد من أمواته ، فقد ماتت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وهي من أحب النساء إليه ولم يضحي لها ، واستشهد عمه حمزة ابن عبد المطلب في أحد ولم يضحي عنه ، ومات له ثلاث بنات في حياته ولم يضحي عنهن .
ولو كان هذا أمراً مشروعاً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم إما بقوله وإما بفعله وإمام بإقراره ، ولم نعلم أن أحداً من الصحابة ضحى عن أحد من أمواته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
لكن لو ضحى عن ميت لم نمنعه ، وإن كان بعض أهل العلم قال : إنه لا ينفع الميت ، وقالوا إن الصدقة بثمن الأضحية عن الميت أفضل من الأضحية .
ولكن هاهنا مسألة : إذا ضحى الإنسان عنه وعن أهل بيته ونوى أنه عن الحي والميت فأرجوا أن يكون ذلك نافعاً إن شاء الله ومشروعاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بالأضحية عنه وعن أهل بيته ، فهذا محتمل أن يكون عن أهل بيته الأحياء والأموات ويحتمل أن يكون عن أهل بيته الأحياء فقط .
والشيء الذي ينبغي أن ينكر ما يفعله بعض الناس تجده يشتري الأضحية من ماله ويضحي بها عن أمواته ولا ينويها عنه وعن أهل بيته ، وهذا أمر خلاف السنة بلا شك ، فالأضحية في الأصل عن الأحياء فقط .
تنبيه آخر : أنه إذا أوصى الميت بأضحية فهنا لا بد أن يضحى عنه اتباعاً لوصيته ، ويكون هذا من عمله ، نعم من عمله لأنه أوصى به .
يوجد بعض من الناس يقولون بأنه عند وجود الحذاء مقلوبا رأسا على عقب بأن الملائكة لا تدخل هذا البيت أو أن الله لا ينظر إلى هذا البيت فماذا تقولون في هذا الأمر ؟
الشيخ : نقول هذا لا صحة له ، ولا أعلم في كون النعل مقولبة بأساً ، لكن هذا أمر شديد عند الناس ، وقد يكون الأمر شديداً عند الناس ولا أصل له ، هذا مثال من الأمثلة .
ومثال آخر : البول قائماً ، بعض العوام يشدد فيه جداً حتى إنه ليخرج الإنسان من الإسلام إذا بال قائماً ، وهذا غلط فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بال قائماً ، وقال أهل العلم : لا بأس بالبول قائماً ، بشرط أن يأمن التلويث بالبول ، وأن يأمن الناظر ، يعني إذا لم يكن حوله أحد ولا يخشى أن يتلوث بالبول فلا بأس أن يبول قائماً ولا كراهة في ذلك ، لاسيما إذا احتاج إلى هذا مثل أن يكون معه وجع ركب يشق عليه الجلوس فلا إشكال في جوازه .
4 - يوجد بعض من الناس يقولون بأنه عند وجود الحذاء مقلوبا رأسا على عقب بأن الملائكة لا تدخل هذا البيت أو أن الله لا ينظر إلى هذا البيت فماذا تقولون في هذا الأمر ؟ أستمع حفظ
كيف تكون المرأة داعية لدين الله وما هي الأسباب المعينة على ذلك وما الكتب التي أبدأ بها فب تأصيل العلم الشرعي ؟
الشيخ : تكون المرأة داعية كالرجل تماماً إذا كان لديها علم بشريعة الله ، فإن لم يكن لديها علم فلا يحل لها أن تتكلم بلا علم لقول الله تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) .
ولقوله تعالى : (( ولا تقف ما ليس بك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً )) .
ولقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من أنا من المشركين )) .
ثانياً : أن يكون لديها قدرة على التكلم بما علمت .
ثالثاً : أن يكون لديها قدرة على مجادلة المعارض ، لأنه قد يقوم شخص معارض لما تدعوا إليه ويكون لديه فصاحة وبيان ، فيغلب بفصاحته وبيانه على هذه الداعية لضعف دفاعها وقوة باطله ، فلا بد أن يكون لديها قدرة على مجادلة المعارض .
وأما ما تبدأ به فخير ما يبدأ به كتباب الله عز وجل ، أن يحفظه ويتدبر معانيه ويدعو الناس إلى دين الله تعالى به ، ثم ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن السنة تبين القرآن وتوضحه وتفسره ، وهي شقيقة القرآن في وجوب العمل بها .
ثم بكتب العقيدة والتوحيد لاسيما إذا كان في بلد يكثر فيه الشرك والعقيدة الباطلة ، ثم بما كتبه أهل العلم من الفقه حسبما يتيسر لها ، والأحسن أن تسأل عن كل مسألة بعينها ، أي تسأل أهل العلم ليكون ذلك أدق في الجواب .
5 - كيف تكون المرأة داعية لدين الله وما هي الأسباب المعينة على ذلك وما الكتب التي أبدأ بها فب تأصيل العلم الشرعي ؟ أستمع حفظ
في الحديث ( الراكب شيطان و الراكبان شيطانان و الثلاثة ركب ) إذا لم يتيسر لشخص في السفر معي و أنا صحب أسفار كثيرة و أريد أن أطبق السنة و لا يتيسر لي أن يسافر معي أحد فماذا أفعل و هل أدخل في هذا الحديث إذا سافرت وحدي ؟
الشيخ : أما في الطرق المأهولة التي يكثر فيها المار فلا يدخل في هذا الحديث ، فمثلاً هنا في السعودية طريق القصيم الرياض لو سافر الإنسان وحده فليس وحده في الواقع ، لأن الطريق كأنه في الشارع في البلد ، السيارات لا تخلوا لحظة من سيارة تمر بك أو تمر بها ، لكن المراد في الحديث ما كان في الزمان الأول ، يذهب الرجل وحده على بعيره في الفلوات ليس معه أحد ، فهذا غلط ، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم منه بقوله : ( إنه شيطان ).
لأن هذا الإنسان قد ينام وتأتيه الشمس ويتعب ، وقد يمرض وقد يموت ، لكن الحمد لله الطرق المأهولة عندنا التي يكون الخط فيها معموراً دائماً لا يعتبر الإنسان مسافراً وحده إذا سافر في سيارته وحده .
6 - في الحديث ( الراكب شيطان و الراكبان شيطانان و الثلاثة ركب ) إذا لم يتيسر لشخص في السفر معي و أنا صحب أسفار كثيرة و أريد أن أطبق السنة و لا يتيسر لي أن يسافر معي أحد فماذا أفعل و هل أدخل في هذا الحديث إذا سافرت وحدي ؟ أستمع حفظ
لقد قرأت في حديث بأن من قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا من يموت فهل هذا صحيح ؟
الشيخ : الحديث في صحته نظر ، لكنه حسنه بعض أهل العلم ، والعمل بذلك طيب ، لأنه لا يضر الإنسان شيئاً ، بل له أجر في كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة .
وفيها أيضاً زيادة الحفظ ، لأن : ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) لكن يبدأ بالأذكار الواردة في أحاديث صحيحة قبل آية الكرسي .
7 - لقد قرأت في حديث بأن من قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا من يموت فهل هذا صحيح ؟ أستمع حفظ
شخص عازم على الحج في هذا العام و لكن عليه دين لشخص آخر و قد بحث عنه و لم يجده فماذا يفعل و هل لابد من موافقة صاحب الدين ؟
الشيخ : أولاً نقول : من كان عليه دين فلا حج عليه أصلاً حتى وإن لم يؤدي الفريضة لأنه لم يفرض عليه الحج حتى يوفي الدين ، فليشتغل بوفاء دينه وإن أخر الحج سنة بعد أخرى حتى يقضي الدين .
وإني لأعجب من حرص الناس على أداء الحج مع الديون التي عليهم ، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن حق الله عز وجل مبني على المسامحة ، وأن من عليه دين فلا حج عليه ، ومع ذلك يماطلون أصحاب الديون أو لا يماطلون ولكن يحجون ، هذا غلط منهم بلا شك .
نقول : اقض دينك ثم حج ، وإذا كنت لا تعرف صاحب الدين فابحث عنه بقدر المستطاع ، فإذا لم تجده وكان عندك مال واسع تعلم أنك تحج ويبقى لديك فضل كبير زائد علي الدين فحينئذٍ لا بأس أن تحج .