هل طواف الإفاضة يغني عن طواف القدوم و الوداع ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
نعم يغني عن طواف القدوم والوداع إذا جعله آخر شيئ ، لكن في حال لا نقول طواف القدوم لأن طواف القدوم سقط بفعل مناسك الحج ، ودليل سوقوط طواف القدوم والاكتفاء بطواف الإفاضة حديث عروة بن مضرس رضي الله عنه حين وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر في مزدلفة ، وأخبره أنه قدم من طيء وأنه ما ترك جبلاً إلا وقف عنده ، فقال له النبي صلى الله عليه : ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه ) . ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم طواف القدوم ولا المبيت في منى ليلة التاسع .
طوف الإفاضة قال العلماء إذا أخره عند السفر وطاف عند السفر أجزأه عن طواف الوداع ، وهنا يبقى إشكال هل يسعى للحج بعد طواف الإفاضة الذي جعله عند السفر أو نقول يسعى أولاً ثم يطوف ثانياً ؟.
نقول : كل هذا جائز إن سعى أولاً ثم طاف فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قال له في منى : سعيت قبل أن أطوف ، قال : ( لا حرج ).
وإن طاف أولاً ثم سعى ثانياً فلا حرج أيضاً لأن هذا السعي تابع للطواف فلا يضر الفصل بين الطواف والسفر بهذا السعي .
امرأة تقول : أنا فتاة أبلغ من العمر الثانية و العشرين و لم أتزوج لأنني أريد رجلا صالحا يحفظ علي ديني و يساعدني على طاعة الله عز و جل و لكن والدي أجبرني على الموافقة على رجل يصلي و لكني غير راضية عليه و غير مرتاحة إلى الآن علما بأنه لم يعقد علي و أنا في ضيق شديد و حيلتي قليلة و قد رفضت هذا الرجل لأن فيه بعض المعاصي و أخاف على نفسي أن أكون له عونا على ذلك و أنا مع أهلي متمسكة بديني كالقابضة على الجمر لأن أهلي يجاهرون ببعض المعاصي و حاولت بإقناعهم و لكن دون جدوى و كان لي أمل أن أتزوج من رجل صالح يعينني على الخير لكنني فقدت الأمل و والدي متسرع لا يتفاهم بصدر رحب و قلت له زوج إحدى أخواتي قال كلام الناس لا تزوج الصغرى قبل الكبرى . رغم أني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات لكن حالي لم يتغير أرجو النصح و الإرشاد بما فيه الخير و الفائدة لأنني أقتنع بكلام فضيلة الشيخ صالح بن عثيمين فهو نعم المربي و الموجه أطال الله في عمره و أسأل الله الكريم أن يرزقه الجنة و المسلمين ؟
السائل : أشكر السائلة على هذا الدعاء وعلى حسن ظنها بي ، وأرجو الله تبارك وتعالى أن أكون عند حسن إخواني بي .
ثم إني أهنئها على كونها تتحرى الرجل الصالح الذي يعينها على دينها ويحفظ كرامتها ، وأقول أبشري بالخير والله سبحانه وتعالى لن يخيب سائله وراجيه أبداً ، فعليها بالإلحاح على الله عز وجل تبارك وتعالى ، وهو يحب الملحين في الدعاء أن تلح على ربها تبارك وتعالى أن يرزقها عاجلاً غير آجل زوجاً صالحاً ذا خلق ودين ، ولتنتظر الفرج من الله عز وجل .
أما بالنسبة لإلزام والدها أن تتزوج بهذا الخاطب فلها أن ترفض لأن الأمر أمرها ، والذي سيعاني من الزوج هي وليس أباها ، والمرأة إذا أجبرت على التزوج من شخص فالنكاح غير صحيح سواء كان المجبر أباها أم غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنكح البكر حتى تستأذن ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( البكر يستأذنها أبوها أو قال يستأمرها أبوها ) فنص على البكر وعلى الأب ، ثم كيف يمكن أن نقول للإنسان أن يجبر ابنته على أن تتزوج بشخص لا ترضاه وهو لا يملك أن يجرها على بيع بيضة من مالها ، هذا لا يمكن أن تأتي به الشريعة وهي الحمد لله لم تأت به الشريعة .
وإن كان بعض العلماء يرى بأن للأب أن يجبرها لكنه قول ضعيف ، وما دامت هذه المرأة استخارت مرتين ولم ينشرح صدرها لهذا الخاطب فلترفضه ، وإنها إذا رفضته لا يجوز لأبيها أن يزوجها أبداً ، وإن زوجها وهي مكرهة فقد سلط عليها رجلاً ليس بزوج لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تزوج البكر حتى تستأذن وقال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود ، فكيف إذا كان عليه نهي الرسول صلى الله عليه وسلم .
ألا فليتق الله امرء زوج أحدا من بناته مع الإكراه ، وليعلم أنه سلط عليها من ليس بزوج شرعاً ، وبيننا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلن بالنهي عن تزويج البكر حتى تستأذن ، وينص على البكر وعلى الأب ، فمن المشرع بعده . ومن المعلوم أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم معصية لله ، فليتق الله هؤلاء الآباء .
ثم إن من البلاء والبلاء أن بعض الناس لا يراعي مصلحة البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها ، إنما يراعي مصلحته الشخصية فقط أو يراعي عصبية بائدة كالذي يقول لبنته : والله لا تفرحين بالزوج إلا من ابن عمك مثلاً ، سبحان الله ! هل البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها هل هي قطعة من ماله يبيعها على من شاء ، ألا فليتقوا الله ، وليعلموا أن هؤلاء اللاتي أجبرن على الزواج بغير إذنهن أنهن سيكن خصم هؤلاء الذين زوجوهن يوم القيامة .
2 - امرأة تقول : أنا فتاة أبلغ من العمر الثانية و العشرين و لم أتزوج لأنني أريد رجلا صالحا يحفظ علي ديني و يساعدني على طاعة الله عز و جل و لكن والدي أجبرني على الموافقة على رجل يصلي و لكني غير راضية عليه و غير مرتاحة إلى الآن علما بأنه لم يعقد علي و أنا في ضيق شديد و حيلتي قليلة و قد رفضت هذا الرجل لأن فيه بعض المعاصي و أخاف على نفسي أن أكون له عونا على ذلك و أنا مع أهلي متمسكة بديني كالقابضة على الجمر لأن أهلي يجاهرون ببعض المعاصي و حاولت بإقناعهم و لكن دون جدوى و كان لي أمل أن أتزوج من رجل صالح يعينني على الخير لكنني فقدت الأمل و والدي متسرع لا يتفاهم بصدر رحب و قلت له زوج إحدى أخواتي قال كلام الناس لا تزوج الصغرى قبل الكبرى . رغم أني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات لكن حالي لم يتغير أرجو النصح و الإرشاد بما فيه الخير و الفائدة لأنني أقتنع بكلام فضيلة الشيخ صالح بن عثيمين فهو نعم المربي و الموجه أطال الله في عمره و أسأل الله الكريم أن يرزقه الجنة و المسلمين ؟ أستمع حفظ
هل إذا بكى الإنسان نتيجة الضغوط النفسية يعتبر هذا البكاء منافيا للصبر و اعتراضا على القضاء و القدر ؟
الشيخ : لا يعتبر إعتراضاً على القضاء والقدر ولا تسخطاً على القضاء والقدر ، لأن هذا أمر تمليه الطبيعة وليس باختيار الإنسان ، ولهذا تجد الرجل يمر بالآية من كتاب الله في وقت فيبكي من خشية الله عز وجل ، ويقرأ نفس الآية في وقت آخر لا تحرك له سكاناً ، فليس باختيار الإنسان .
تجد الإنسان صبوراً حازماً قويا إذا نابته نائبة من الدهر جعل يبكي كأنه صبي مع أنه لا يحب هذا ، فإذا بكى الإنسان لضائقة أصابته فلا لوم عليه في هذا ، وليس ذلك اعتراضاً على القدر وإنما هو أمر طبيعي لا يملك الإنسان منعه ولا جلبه .
3 - هل إذا بكى الإنسان نتيجة الضغوط النفسية يعتبر هذا البكاء منافيا للصبر و اعتراضا على القضاء و القدر ؟ أستمع حفظ
هل القضاء و القدر بمعنى واحد و ما معناهما ؟
الشيخ : القضاء والقدر بمعنى واحد إذا أفرد أحدهما عن الآخر ، فيقال مثلاً : يؤمن بقضاء الله أو يؤمن بقدر الله .
وأما جمعا فالقضاء ما كتبه الله في الأزل ، والقدر ما قدر الله وجوده أو بالعكس ، يعني أنهما إذا جتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا .
فتاة لها صديقة لم ترها منذ سنوات و تريد أن تزورها هل يجوز لها أن تذهب إليها دون علم والدها علما بأن أمها تأذن لها في الذهاب و الذي يذهب بها و يرجع بها هو أخوها و إذا علم أبوها فسوف يغضب منها فهل لها أن تستأذنه أم تذهب بدون علمه ؟
الشيخ : الذي أرى أن تستأذن من أبيها لأن أباها أعلم بمصالحها ، ولولا أنه يرى أن ذهابها لهذه الصديقة فيه مضرة على ابنته ما غضب إذا ذهبت ، فلهذا أقول من بر الوالد أن لا تذهب هذه المرأة إلى صديقتها إلا بإذن والدها .
5 - فتاة لها صديقة لم ترها منذ سنوات و تريد أن تزورها هل يجوز لها أن تذهب إليها دون علم والدها علما بأن أمها تأذن لها في الذهاب و الذي يذهب بها و يرجع بها هو أخوها و إذا علم أبوها فسوف يغضب منها فهل لها أن تستأذنه أم تذهب بدون علمه ؟ أستمع حفظ
هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت الغضب الشديد ثم بعد الهدوء من ذلك الغضب يندم على ذلك الفعل أشد الندم فهل يعتبر هذا من عقوق الوالدين ؟
الشيخ : إذا كان الإنسان لا يملك نفسه حال الغضب حتى رفع صوته على أبيه وأمه فإنه لا يؤاخذ بهذا ، لكن عليه إذا زال الغضب أن يتحلل من والديه ، وعلى والديه أن يقدرا هذه الحال وأن يحللاه لاسيما إذا جاء معتذراً .
ولكني أنصح هذا غيره من أولئك القوم العصبيين أن يتداووا بما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وهو :
أولاً : أن لا يغضبوا ، يعني أن يحاولوا منع الغضب فيبردوا على أنفسهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل : يا رسول الله أوصني قال : ( لا تغضب ) فردد مراراً قال : ( لا تغضب ) لعمله صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل كان غضوباً وإلا لأوصاه بتقوى الله عز وجل التي أوصى الله بها الأولين والآخرين ، هذا واحد ، فأولاً يمنع الغضب أصلاً ، يحاول أن لا يغضب وأن يكون بارك الطبع .
ثانياً : وإذا غضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً غاضباً فقال : ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وذلك لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان ، فتنتفخ أوداجه وتحمر عيناه ويفور ، هذه ثانية يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
ثالثاً : إذا كان قائماً فليقعد وإذا كان قاعداً فليضطجع لأنه بتغيير حاله يبرد الغضب عنه .
رابعاً : يتوضاً يتوضأ وضوءه للصلاة الوضوء المعتاد ، يعني يغسل وجهه ويتمضمض ويستنشق ويغسل يديه إلى المرفقين وما أشبه ذلك وبهذا يسلم من الغضب .
6 - هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت الغضب الشديد ثم بعد الهدوء من ذلك الغضب يندم على ذلك الفعل أشد الندم فهل يعتبر هذا من عقوق الوالدين ؟ أستمع حفظ
هل شراء و تجديد أثاث المنزل و أدواته الكهربائية متوسط الثمن يعتبر هذا من الإسراف علما أن الذي سوف يشتري ذلك بحاجة إليه و ما أمثلة الإسراف و ما حدوده ؟
الشيخ : التجديد نوعان :
تجديد ما فسد ، فهذا أمر لا بد منه لو احترقت اللمة سآتي ببدلها ، انكسر المفتاح سآتي ببدله هذا ما فيه إسراف قطعاً ، إلا إذا أتى بشيء لا يقتنيه مثله ، بأن أتى بمقبض الباب مثلاً من المقابض الفخمة التي لا يستعمها إلا كبار الناس وهو من سطة الناس فهو مسرف .
وضابط الإسراف تجاوز الحد ، هذا الضابط فمتوسط الحال لا يأتي بما يأتي به الغني الكبير أو ما أشبه ذلك ، والفقير لا يأتي ولا بمتوسط الحال ، فإذا أخذت هذا الضابط أن الإسراف تجاوز الحد في المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب عرفت .
مثلاً لو قدرنا امرأة تريد أن تجعل على ذراعها أكثر من سوار ومثلها لا يلبس إلا سواراً واحد ، فهذه إذا زادت على الواحد قلنا أنها مسرفة ، لكن لو أن امرأة أخرى غنية لبست سوارين أو ثلاثة مما يلبسه مثلها قلنا هذا ليس بإسراف .
ما يفعله بعض الشباب المساكين تجده لا أقول متوسط الحال بل هو ضعيف ما عنده مال ، ويذهب يشتري سيارة من أفخم السيارات ويجعل ثمنها ديناً عليه وهو لا بد أن يكون مضاعفاً أكثر مما لو اشتراها نقداً ، فيكون مسرفاً ، ويكون ظالماً لنفسه بإلزام الدين على نفسه ، كل شيء يؤدي إلى الدين فإنه لا ينبغي إلا للضرورة .
وانظر في قصة الرجل الذي ذكرها سهل ابن سعد رضي الله عنه أخرجها البخاري في صحيحه وغيره : أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : يا رسول الله إني وهبت نفسي لك ، وهذا جائز أن تهب المرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرغب فيها ، فجلست فقام رجل فقال : يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يصدقها ؟. قال : أصدقها إزاري ، ولم يكن عليه رداء ، ما عليه إلا إزار ، فقال : كيف تصدقها إزارك إن أعطيته إياها بقيت بلا إزار ، وإن بقي عليك بقيت بلا صداق هذا معناه ، إذهب فتش هل تجد لها مهراً ؟. فقال : ليس عندي شيء ، قال : ( التمس ولو خاتماا من حديد )، لم يجد الرجل شيئاً ، فقال : ( هل معك شيء من القرآن ) ؟. قال : نعم ، فقال : ( زوجتكها بما معك من القرآن ).
يعني علمها ما معك من القرآن ، ولم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام استقرض من أصحابك ، اسأل من الزكاة ، ما قال هذا ، فدل ذلك على أنه لا ينبغي للإنسان أن يستقرض حتى في مثل هذه المسألة حتى للزواج ، فكيف بهؤلاء المساكين يستقرضون لمجرد أنه يحصلوا على سيارة أفخم من السيارة التي يعتادها مثلهم .
فنصيحتي لهؤلاء سواء كانوا شباباً أو أكبر من الشباب أن لا يتساهلوا في الدين وأن يعلموا خطر الدين ، فإن الدين خطره عظيم حتى ، إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشهادة هل تكفر الذنوب ؟. قال : ( نعم ) فلما ولى الرجل دعاه وقال له أي النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلا الدين _ يعني فإنها لا تكفره _ أخبرني جبريل بذلك آنفاً ) .
فتأمل أن الشهادة يقتل الإنسان في سبيل الله لا تكفر الدين ، وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قدم إليه رجل ليصلي عليه سأل هل عليه دين أم لا ؟. إن قالوا : لا دين عليه ، تقدم وصلى ، وإن قالوا : عليه دين لم يصلي عليه ، قدم إليه رجل من الأنصار فلما خطا خطوات ليصلي عليه قال : ( هل عليه دين ) ؟ قالوا : نعم عليه ديناران ، فقال : ( صلوا على صاحبكم ) فتغير وجوه القوم ، وقام رجل وهو أبو قتادة قال : يا رسول الله الديناران علي ، قال : ( حق الغريم وبرء منهما الميت ) قال : نعم ، فتقدم وصلى ، فلما فتح الله عليه عليه الصلاة والسلام صار يلتزم بالدين عن من مات وعليه دين ، ويصلي عليه .
قصدي من هذا أن يعرف الناس قدر الدين وأنه أمر ليس بالهين فلا يتدين الإنسان إلا للضرورة حتى لو استقرض من شخص قرضاً فإنه دين فلا يستقرض إلا عند الحاجة لكن إذا كان هناك حاجة فلا بأس أن يستقرض ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقرض ، وكان يشتري أيضاً بدون قبض الثمن لكن للحاجة .
7 - هل شراء و تجديد أثاث المنزل و أدواته الكهربائية متوسط الثمن يعتبر هذا من الإسراف علما أن الذي سوف يشتري ذلك بحاجة إليه و ما أمثلة الإسراف و ما حدوده ؟ أستمع حفظ
عند حمل الميت عند المقبرة يرددون لا إله إلا الله محمد رسول الله بصوت جماعي و في المساء يجتمعون في بيت الميت و يهللون لا إله إلا الله خمس و سبعين مرة بزعمهم أن عملهم هذا يخفف عن الميت ذنوبه فما حكم الشرع في عملهم هذا و ماهي السنة في ذلك ؟
الشيخ : هذا من البدع التي ابتدعها مبتدعوها ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم تحذيراً بالغاً حتى قال : ( كل بدعة ضلالة ) فالواجب الكف عن هذا ، والميت لا ينتفع بهذا الشيء الذي يعملونه وهو بدعة ، لأن البدعة ليس فيها أجر ، فإذا لم يكن بها أجر للفاعل فكيف يكون بها أجر للمفعولة له ؟.
وكذلك اجتماعهم في بيت الميت وقولهم : لا إله إلا الله ، خمس وسبعين مرة هذا أيضاً من البدع ، هذا من البدع في ذاته وفي عدده ، فعليهم أن ينتهوا .
وأحسن ما يفعل للميت أنه إذا فرغ من دفنه وقف على القبر واستغفر له وسئل التثبيت ، سئل الله عز وجل أن يثبته ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) فيقف الإنسان عنده القبر ، ويقول : اللهم اغفر له اللهم اغفر له اللهم اغفر له ، اللهم ثبته بالقول الثابت اللهم ثبته بالقول الثابت اللهم ثبته بالقول الثابت ، أو يقتصر على قوله : اللهم ثبته اللهم ثبته اللهم ثبته ، ثم ينصرف ، هذه هي السنة .
8 - عند حمل الميت عند المقبرة يرددون لا إله إلا الله محمد رسول الله بصوت جماعي و في المساء يجتمعون في بيت الميت و يهللون لا إله إلا الله خمس و سبعين مرة بزعمهم أن عملهم هذا يخفف عن الميت ذنوبه فما حكم الشرع في عملهم هذا و ماهي السنة في ذلك ؟ أستمع حفظ
قرأت في بعض الكتيبات الصغيرة عن نواقض الوضوء و كان من ضمن نواقض الوضوء النجاسة الفاحشة الخارجة من الجسد أفيدونا عن معرفة هذا ؟
الشيخ : مراد القائل بذلك الخارج النجس من البدن يعني من غير القبل والدبر ، كما لو جرح الإنسان فخرج منه دم ، وكان هذا الدم كثيراً ، أو تقيأ الإنسان وخرج منه قيء كثير ، فإنه نجس ينقض الوضوء .
والصحيح أنه لا ينقض الوضوء لأنه لا دليل على نقضل الوضوء ، وإذا لم يكن فيه دليل على نقض الوضوء بذلك فإنه لا يجوز أن نفسد عبادة الخلق فيما لا دليل فيه ، لأن الوضوء هذا ثبت بدليل شرعي ، وما ثبت بدليل شرعي فإنه لا يجوز رفعه إلا بدليل شرعي ، كيف يجسر على أن نفسد عبادة عباد الله بشيء ليس فيه دليل من الله عز وجل ؟.
وسوف يسألني الله عز وجل عن ذلك يوم القيامة ، كل من ادعى مفسداً لأي عبادة من العبادات من صلاة أو صيام أو وضوء بلا دليل فليستعد للمساألة يوم القيامة ، لأنه كما لا يجوز أن نثبت عبادة إلا بدليل فلا يجوز أن نفسد عبادة إلا بدليل .
فالقول الراجح في هذه المسألة أن الخارج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء ، الخارج من السبيلين إذا كان دائماً لا يمكن للإنسان دفعه ولا إمساكه كسلس البول فإنه لا ينقض الوضوء ، يتوضأ الإنسان أول مرة ثم لا يلزمه إعادة الوضوء إلا إذا وجد ناقض غير هذا البول الذي يخرج ، قال بهذا طائفة من أهل العلم رحمهم الله .
وقال آخرون بل إنه لا ينقض الوضوء ولكن عليه أن يتوضأ لوقت كل صلاة .
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله بكم .