امرأة ذهبت لأداء العمرة في نهاية شهر رمضان و في طريقها إلى مكة نزلت منها قطرات من لدم فاعتقدت أنها استحاضة و لم تلتفت إليه لأن دورتها جاءتها في بداية الشهر فكانت تتوضأ لكل فرض و تصلي بالمسجد الحرام و قد أدت العمرة كاملة و لاحظت أن هذه الاستحاضة استمرت لمدة ثمانية أيام و هي الآن لا تدري أهي استحاضة أو حيض فماذا تفعل هل تأثم بدخولها المسجد الحرام و ماذا عليها و ما حكم عمرتها هل هي صحيحة ؟
السائل : امرأة ذهبت لأداء العمرة في نهاية شهر رمضان وفي طريقها إلى مكة نزلت عليها قطرات من الدم فاعتقدت أنها استحاضة ولم تلتفت إليه ، لأن دورتها جاءتها في بداية الشهر ، فكانت تتوضأ لكل فرض وتصلي بالمسجد الحرام ، وقد أدت العمرة كاملة ، ولاحظت أن هذه الاستحاضة استمرت لمدة ثمانية أيام ، وهي الآن لا تدري ما إذا كانت استحاضة أو دورة شهرية ، فماذا تفعل ؟. هل تأثم بدخولها المسجد الحرام ، وماذا عليها ، وما حكم عمرتها هل هي صحيحة مأجوين ؟ الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين : القطرات لا تعتبر حيضاً لأن الحيض هو الدم السائل كما يدل على ذلك الاشتقاق ، لأن الحيض مأخوذ من قولهم : حاض الوادي إذا سال . وعلى هذا فعمرة هذه السائلة عمرة صحيحة ، وبقاؤها في المسجد الحرام إذا كانت تأمن من نزول الدم إلى المسجد جائز لا إثم فيه ، وصلاتها صحيحة أيضاً .
امرأة تملًّكت فقط دون دخول الرجل عليها و قد فسخت المُلْكة فهل عليها من عدة علما بأن زوجها قد رآها و خلى بها و تحدث معها بأحاديث عامة و كانت أخت الزوجة الصغيرة و هي بنت ثمان سنوات تدخل و تخرج من الغرفة و إذا كان عليها عدة فما مقدارها ؟
السائل : امرأة تملًّكت فقط دون دخول الرجل عليها وقد فسخت الملكة ، هل عليها من عدة ؟. علما بأن زوجها قد رآها وخلى بها وتحدث معها بأحاديث عامة ، وكانت أخت الزوجة الصغيرة وهي بنت ثمان سنوات تدخل وتخرج من الغرفة ، وإذا كان عليها عدة فما مقدارها جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ؟ الشيخ : نعم هذه المرأة التي تزوجت وخلى بها الزوج وتحدث إليها تلزمها العدة ، هكذا قضى به الصحابة رضي الله عنهم . وعدتها إن كانت تحيض ثلاث حيض ، وإن لم تكن تحيض لصغرها أو بلوغها سن الإياس أو لعملية استأصلت الرحم مثلاً ، فإن عدتها ثلاثة أشهر لقول الله تبارك وتعالى : (( واللائي يأسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن )) . وقد اشتهر عند كثير من العامة أن العدة أعني عدة الطلاق ثلاثة أشهر بكل حال ، وهذا غلط عظيم ، فأصل عدة التي يأتيها الحيض أن تحيض ثلاث مرات ، ولو طالت المدة ، ولنفرض أن المطلقة كانت ترضع والعادة أن المرضع لا يأتيها الحيض ، فبقيت سنة أو سنتين لم يأتيها الحيض ، فنقول : عدتها إلى أن يأتيها الحيض ثلاث مرات . وكذلك لو كانت امرأة يكون طهرها طويلاً بحيث يكون بين الحيضتين شهران ، فهنا نقول : تنتظر حتى تحيض ثلاث مرات ولو زادت على نصف سنة . نعم من لا تحيض لوكونها صغيرة أو لكونها كبيرة آيسة أو لقطع رحمها أو لغير ذلك من الأسباب التي نعلم أن الحيض لن يعود إليها فهذه عدتها ثلاثة أشهر .
امرأة طلقت طلاقا رجعيا في الشهر السابع من الحمل و لم يراجعها الزوج فأصبح طلاقا بائنا و يلزمها عدة إلى حين وضع الحمل و لم تكن تعلم أن من شروط العدة عدم الخروج من البيت فما حكم ذلك ؟
السائل : تقول : امرأة طلقت طلاقا رجعيا في الشهر السابع من الحمل ، ولم يراجعها الزوج فأصبح طلاقا بائنا ويلزمها عدة إلى حين وضع الحمل ، ولم تكن تعلم أن من شروط العدة عدم الخروج من البيت فما حكم ذلك ؟ الشيخ : ليس عليها شيء ، والمطلقة لها أن تخرج من البيت كغير المطلقة . أما التي لا تخرج من البيت فهي التي توفي عنها زوجها ، فالتي توفي عنها زوجها لا تخرج من البيت إلا لحاجة كمراجعة المستشفى مثلاً ، ويكون ذلك في النهار . أما المطلقة فإنها كغيرها ممن لم يطلقن أي تخرج من البيت في ليل أو نهار ولا حرج .
امرأة ذهبت إلى مكة لأداء العمرة و عندما توضأت من الميقات لبست النقاب بدون أن تخرج عينيها لعدم وجود غطاء الوجه فهل عليها شيء في ذلك و هل عمرتها صحيحة و ماذا يلزمها ؟
السائل : امرأة ذهبت إلى مكة لأداء العمرة وعندما توضأت من الميقات لبست النقاب بدون أن تخرج عينيها لعدم وجود غطاء الوجه ، فهل عليها شيء في ذلك ، وهل عمرتها صحيحة وماذا يلزمها ؟ الشيخ : عمرتها صحيحة ولا يلزمها شيء لأنها مجتهدة إن أصابت فلها أجران وإن أخطأت فلها أجر ، والنقاب إذا لم تخرج العين ، بمعنى أنها وضعت بعض بعض الخمار على بعض حتى تغطت عيناها لا بأس به ، والمقصود من النهي عن النقاب النقاب الذي ينتقب على حسب العادة ، يغطى الوجه وتفتح للعينين ، هذا هو الذي لا يجوز للمحرمة نعم .
طالب في إحدى الكليات الشرعية و له زميل تخلف عن الامتحانات بسبب النوم و النوم ليس بعذر مقبول لدى الكلية فنصحته بأن يأتي بعذر طبي لكي يختبر و لا يحمل هذه المادة علما بأن حملها يسبب هبوطا في معدله التراكمي لا سيما و نحن على مشارف التخرج و لكن هذا الزميل رفض ذلك على اعتبار أن ذلك غش و كذب و مخالف للنظام و أنا أقنعته بأن يأتي بالعذر علما بأن كثيرا من الطلاب يفعلون ذلك من باب أن النوم عذر مقبول فما حكم الشرع في نظركم في ذلك ؟
السائل : طالب في إحدى الكليات الشرعية وله زميل تخلف عن الامتحانات بسبب النوم ، والنوم ليس بعذر مقبول لدى الكلية ، فنصحته بأن يأتي بعذر طبي لكي يختبر ولا يحمل هذه المادة ، علما بأن حملها يسبب هبوطا في معدله التراكمي لا سيما ونحن على مشارف التخرج ، ولكن هذا الزميل رفض ذلك على اعتبار أن ذلك غش وكذب ومخالف للنظام ، وأنا أقنعته بأن يأتي بالعذر علما بأن كثيرا من الطلاب يفعلون ذلك من باب أن النوم عذر مقبول ، فما حكم الشرع في نظركم في ذلك ؟ الشيخ : هذا الإقتراح منكم اقتراح محرم ولقد غششت صاحبك وأوقعته في المهالك ، لكن بفضل الله أنه لم يقبل منك ، وهنيئاً له برفض هذا الاقتراح المحرم ، والواجب على الإنسان أن يكون صدوقاً واضحاً صريحاً حتى يبارك له في عمله قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البيعان بالخيار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ) أي أن البائع والمشتري بالخيار ما داما في المجلس ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما . فالواجب على الطلاب أن يكونوا صرحاء يقولون الحق سواء كان عليهم أو لهم لقول الله تعالى : (( يا أيها الذي آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) . وإياك أيها الأخ أن تفعل مثل هذا ، بل كان من واجبك أن تنهى من أراد أن يفعل ذلك لئلا يقع في الغش والكذب والدجل .
السائل : أريد الحكم الشرعي في نظركم عن حكم الغش في الامتحانات ؟ الشيخ : الظاهر أن هذا لا يحتاج إلى جواب ، لأنه ما دام أقره أنه غش فكيف يسأل عن حكمه ؟. وقد علم عند أكثر الناس واشتهر عند أكثر الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غش فليس منا ) . وحينئذٍ يكون الغش في الامتحانات محرماً بل من كبائر الذنوب ، لأنه إذا تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فعل فيعني هذا أنه من كبائر الذنوب لاسيما وأن هذا الغش يترتب عليه أشياء في المستقبل ، يترتب عليه الراتب وغير ذلك مما هو مقرون بالنجاح .
ما الحكم إذا صليت إلى القبلة التي توصلت إليها بعد اجتهادي مع العلم أني في منزل و لا أعلم أين القبلة ؟
السائل : ما الحكم إذا صليت إلى القبلة التي توصلت إليها بعد اجتهادي مع العلم أني في منزل ولكن لا أعلم أين القبلة ؟ الشيخ : إذا فعلت هذا في البر وليس حولك من تسأله فاجتهت وأخطأت فصلاتك صحيحة لأنك فعلت ما تقدر عليه وقد قال الله تعالى : (( لا يكلف الله نفساً إلى وسعها )) . وأما إذا كنت في البلد فإنك غير معذور لأنك إذا جهلت القبلة سألت ، سألت صاحب البيت أو الجيران أو ذهبت إلى المسجد لتنظر اتجاهه أو ما أشبه ذلك . المهم أنه فرق بين البر والبلد ، البلد يمكن للإنسان أن يسأل فيعرف القبلة ، وأما البر فلا يمكن ، فإذا اجتهد واتجه إلى جهة معينة يظنها القبلة فتبين أنها إلى غير القبلة فصلاته صحيحة .
لدي أخ لا يصلي إلا قليلا و هو عاق لوالديه كما أنه يشرب الدخان و هو بذيء اللسان بالإضافة إلى أعمال أخرى يقوم بها فما الحكم فيه ، هل لنا أن نجلس معه في المجلس الذي يكون فيه و نأكل معه من طبق واحد أم يأخذ حكم تارك الصلاة ؟
السائل : لدي أخ لا يصلي إلا قليلا وهو عاق لوالديه كما أنه يشرب الدخان ، وهو بذيء اللسان بالإضافة إلى أعمال أخرى يقوم بها ، فما الحكم في هذا الشخص ، هل لنا أن نجلس معه في المجلس الذي يكون فيه ، وهل نأكل معه من طبق واحد أم يأخذ حكم تارك الصلاة ؟ الشيخ : لا يأخذ حكم تارك الصلاة لأن بينه وبين تارك الصلاة فرقاً ، فتارك الصلاة كافر مرتد ليس من المسلمين ، وهذا مسلم لكنه ناقص الإيمان . فأرى أن تنظروا للمصلحة : إن كان مشاركتكم إياه في الأكل والشرب والجلوس تؤدي إلى رقة قلبه وميوله إليكم فافعلوا ، وهذا وإن كان لا يحصل من أول مرة أو ثاني مرة ، لكن ما دمنا نعرف أن هذا الرجل له نوع من الميل والاستقامة فلنجلس معه ولنتحدث إليه ولنباسطه . أما إذا عرفتم أن الرجل معاند مكابر وأن هجره في هذه الأحوال يؤدي إلى خفة استكباره وإلى رجوعه إلى الحق ، فافعلوا ، أي جانبوه في الأكل والشرب والجلوس والتحدث .
سمعت أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال بأن من صلى أربع ركعات قبل العصر دخل الجنة فهل هذا صحيح و هل تجوز صلاتها بعد أذان العصر و قبل أداء الفريضة ؟
السائل : سمعت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأن : ( من صلى أربع ركعات قبل العصر دخل الجنة ) فهل هذا صحيح ؟. وهل تجوز صلاتها بعد أذان العصر وقبل أداء الفريضة ؟ الشيخ : هذا الحديث فيه مقال فقد اختلف العلماء فيه ، وعلى تقدير صحته فالمعنى أن من صلى أربع ركعات بسلامين بين الأذان والصلاة ، والذي أعرف من الحديث أنه بلفظ : ( رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً ) ولا أعرفه بهذا اللفظ الذي ذكره السائل .
نحن نجلس يوم الجمعة للاستماع إلى الخطبة من أحد المسجدين الحرم المكي أو الحرم النبوي عبر التلفاز فإذا انتهت قمنا لصلاة الظهر هل هذا صحيح و هل يجب علينا مراعاة آداب الخطبة ؟
السائل : نحن نجلس يوم الجمعة للاستماع إلى الخطبة من أحد المسجدين الحرم المكي أو الحرم النبوي عبر التلفاز ، فإذا انتهت قمنا لصلاة الظهر ، هل هذا صحيح ، وهل يجب علينا مراعاة آداب الخطبة ؟ الشيخ : أولاً أين أنتم ؟. لا بد أن نسأل هل هم في مكة مثلاً ، وهل هم حول مسجد تقام فيه الجمعة ؟. فلا يحل لهم أن يصلوا الظهر ، يجب أن يحضروا الجمعة حتى لو كانوا مسافرين وهم في البلد يجب أن يجضروا الجمعة مع الناس . أما إذا كانوا في مكان لا جمعة فيه ، مثل أن يكونوا في البر واستمعوا إلى الخطبة ثم قاموا فصلوا الظهر فلا حرج . وهذه الخطبة لا يلزمهم استماعها يعني لهم أن يتحدثوا ولو كان الإمام يخطب لأن ذلك ليس إمامهم حتى يجب عليهم الإنصات له. وبهذا المناسبة أقول : لو أن الإنسان في البلد ، والبلد فيه جوامع متعددة ، وسمع أحد الجوامع يخطب وهو لا يريد الصلاة معه وإنما أن يصلي في جامع آخر ، فإن الكلام والبيع والشراء لا يحرم عليه حينئذٍ ، لأن هذا الخطيب ليس الخطيب الذي يريد أن يصلي خلفه ، ولو سمع الخطيب الذي يريد أن يصلي خلفه يجب عليه الامساك عن الكلام وترك البيع والشراء وإن كان لم يصل إلى المسجد بعد . السائل : وإذا كانت السائلة امرأة يا فضيلة الشيخ ؟ الشيخ : نعم إذا كانت السائلة امرأة ، فالمرأة لا تجب عليها الجمعة سواء كانت في البلد أو خارج البلد .
إذا نسي الشخص ركعة من صلاته جاهلا أو ناسيا ثم خرج من المسجد بعد السلام من الصلاة مباشرة أي أنه لم يستغرق وقتا طويلا ثم رجع فهل يصلي ركعة واحدة و يسجد للسهو أم يعيد الصلاة من جديد ؟
السائل : إذا نسي الشخص ركعة من صلاته جاهلا أو ناسيا ثم خرج من المسجد بعد السلام من الصلاة مباشرة ، أي أنه لم يستغرق وقتا طويلا ، ثم رجع فهل يصلي ركعة واحدة ويسجد للسهو أم يعيد الصلاة من جديد ؟ الشيخ : إذا لم يطل الفصل ورجع من حين تذكر ثم أتم صلاته فصلاته صحيحة وعليه سجود السهو بعد السلام . وأما إذا طال الفصل أو أحدث فعليه أن يعيد الصلاة من أولها ، وفيما إذا أحدث يجب عليه أن يتوضأ ثم يعيد الصلاة من أولها . السائل : فضيلة الشيخ كم مدة الفصل تقريباً ؟. الشيخ : الفصل مقيد بالعرف يعني خمس دقائق أربع دقائق هذه طويلة .
أناس يعملون خارج مدينة الرياض مسافة مائة وثلاثين كيلومتر و يقومون يوميا بجمع صلاة العصر مع الظهر جمع تقديم علما أنهم يصلون إلى الرياض قبل صلاة العصر فهل يعد فعلهم صحيحا ؟
السائل : أناس يعملون خارج مدينة الرياض مسافة مائة وثلاثين كيلومتر ، ويذهبون من الرياض ويقومون يوميا بجمع صلاة العصر مع الظهر جمع تقديم ، علما بأنهم يصلون إلى الرياض قبل صلاة العصر ، وذلك في حوالي الساعة الثانية ظهرا ، فهل يعد فعلهم هذا صحيحا ؟ الشيخ : ليس بصحيح فيما نرى ، لأن هؤلاء ليسوا بمسافرين عرفاً ، فلا يجوز لهم الجمع ولا القصر إلا إذا كان في ترك الجمع مشقة ، فلهم أن يجمعوا من أجل المشقة لا من أجل السفر ، هذا على ما نراه من أن السفر مقيد بالعرف . أما إذا قلنا بأن السفر مقيد بالمسافة فهؤلاء مسافرون لهم القصر ولهم الجمع ، لأنهم تجاوزوا المسافة المحددة وهي نحوا ثلاثة وثمانين كيلو .
هل السعي بعد طواف القدوم للقارن و المفرد و المتمتع يجزيء عن سعي الحج ؟
السائل : هل السعي بعد طواف القدوم للقارن والمفرد والمتمتع يجزيء عن سعي الحج ؟ الشيخ : أما القارن والمفرد فسعيه بعد طواف القدوم مجزئ ، لأن أفعال العمرة دخلت في الحج ، إذ أن القارن أفعاله كأفعال المفرد تماماً . ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين كانوا معه أي قارنين لم يسعوا مرتين . وأما المتمتع فلا يكفيه سعي العمرة عن سعي الحج لأن النسكين انفصلا وتميز بعضهما عن الآخر ، فيجب على المتمتع طواف العمرة حين يقدم مكة ، وسعي العمرة ، ويجب عليه طواف الإفاضة وسعي الحج ، فالطواف والسعي الأول للعمرة ، والطواف والسعي الثاني للحج ولا بد .
ما الفرق بين التمتع و الإفراد و القران و أيهم أفضل ؟
السائل : ما الفرق بين التمتع والإفراد والقران وأيهما أفضل ؟ الشيخ : القران والإفراد سواء في الأفعال ، لكن يمتاز القارن بأنه حصل على نسكين وهما العمرة والحج ، وأنه يجب عليه الهدي إن استطاع ، وإلا صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع . وأما المتمتع ، فالفرق بينه وبين القارن والمفرد أن المتمتع يأتي بعمرة تامة مستقلة بطوافها وسعيها وتقصيرها ، وبحج تام بطوافه وسعيه وبقية أفعاله ، لكنه يشارك القارن بأن عليه الهدي ، فإن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع . وأما أيها أفضل ، فأضلها التمتع لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به أصحابه ، وحتم عليهم وغضب لما تباطؤوا وراجعوه في هذا الأمر ، فالتمتع أفضل من القران ومن الإفراد .
سافرت إلى مكة للعمرة و لما قدمت في أول يوم من وصولي إلى مكة صليت العصر ركعتين قصرا مع العلم أنني كنت أعلم أني سوف أمكث في مكة أكثر من أسبوع فهل أنا على صواب ؟
السائل : سافرت إلى مكة لأجل العمرة ، ولما قدمت في أول يوم حين وصولي إلى مكة صليت العصر ركعتين قصرا ، مع العلم أنني كنت أعلم أني سوف أمكث في مكة أكثر من أسبوع ، فهل أنا على صواب ؟. أفيدوني مأجورين . الشيخ : نعم هو على صواب ، لأن القول الراجح الذي تدل عليه الأدلة أنه ليس هناك حد للإقامة ينقطع به السفر ، بل الإنسان مسافر ما دام مغادرا بلده ، ولم ينوي الإقامة في البلد الذي وصل إليه . وعلى هذا فنقول إن فعل صواب ، وهكذا أيضاً لو جرى مثل ذلك فلا بأس .
ماهي الكبائر من الذنوب و ماهي الصغائر و ما معنى اللمم ؟
السائل : ماهي الكبائر من الذنوب وماهي الصغائر وما معنى اللمم ؟ الشيخ : الكبائر هي ما رتب عليه عقوبة خاصة ، يعني بمعنى أنه ليس مقتصراً على مجرد النهي أو التحريم بل لا بد من عقوبة خاصة ، مثل أن يقال : من فعل هذا فليس بمؤمن أو فليس منا أو ما أشبه ذلك ، هذه هي الكبائر . والصغائر هي المحرمات التي ليس عليها عقوبة . وأما اللمم في قوله تعالى : (( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم )) فقيل معناه : إلا الصغائر ، وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعاً ، وقيل : إلا اللمم ، يعني : إلا الشيء القليل من الكبائر . وعلى كل حال على الإنسان أن يتوب إلى الله من كل ذنب فعله سواء كان صغيراً أوكبيراً ، لأن الإنسان لا يدري متى يفجأه الموت ، فيجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله من كل ذنب .
السائل : عالم البرزخ ما حقيقته يا فضيلة الشيخ ؟ الشيخ : أحيلك على نفسك ، إذا كنت في البرزخ فسوف تعرف ما حال الإنسان . ولكن الذي بلغنا من ذلك أن الإنسان إذا دفن وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فسألاه عن ربه ودينه ونبيه ، فأما المؤمن -نسأل الله أن يجعلنا منهم - فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باب إلى الجنة . وأما المنافق المرتاب والعياذ بالله ، فإنه إذا سئل قال : هاه هاه لا أردي سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، أعاذنا الله وإياكم منها ، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلان ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه والعياذ بالله ، أي يدخل بعضها بعضاً من الضيق ، ويفتح له باب إلى النار أجارنا الله وإياكم منها ، ثم يبقى الإنسان على أمر لا ندري عنه بالتفصيل ، لكننا نؤمن بعذاب القبر ونعيم القبر .
السائل : نرجو التوضيح عن قاعدة : " المشقة تجلب التيسير" ؟ الشيخ : هذه الكلمة فيها شيء من النظر ، لكن لو قيل : "اليسر مع المشقة " لكان أولى كما قال عز وجل : (( يريد الله بكم اليسر ولا يرد بكم العسر )) . والمعنى أن الإنسان إذا شق عليه القيام بالواجب فإنه يعفى عنه كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب ) . وقال عز وجل في الصيام : (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكلموا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )) . السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ، أيها لأخوة والأخوات أجاب عن أسئلتكم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير في مدينة عنيزة شكر الله لفضيلته