امرأة ماتت و ليس في القرية امرأة تغسلها و زوجها مات قبلها هل يجوز لأولادها أن يغسلوها ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
من العلماء من يقول : إنها في هذه الحال إذا ماتت وليس معها نساء ولا زوج فإنها تتيمم ولا تغسل .
ومنهم من قال : إنه لا بأس أن تستر عورتها ويصب عليها في اللي ، أو في الإبريق بدون مس لغير المحارم ، وعندي في هذا تردد فالله أعلم ، نعم.
1 - امرأة ماتت و ليس في القرية امرأة تغسلها و زوجها مات قبلها هل يجوز لأولادها أن يغسلوها ؟ أستمع حفظ
نعلم أن من ترك واجبا من واجبات الحج فعليه دم فهل لهذا الدم زمن معين و هل له مكان معين و من لم يجد هذا الدم فهل له من صيام بدلا منه ؟
الشيخ : الواجب على من وجب عليه فدية بترك واجب أو بفعل محظور أن يبادر بذلك ، لأن أوامر الله ورسوله على الفور إلا بدليل ، ولأن الإنسان لا يدري ما يحدث له في المستقبل ، فقد يكون اليوم قادراً وغداً عاجزاً ، وقد يكون اليوم صحيحاً وغداً مريضاً ، وقد يكون اليوم حياً وغداً ميتاً ، فالواجب المبادرة .
أما في أي مكان ؟.
فإنه يكون في الحرم في مكة ولا يجوز في غيره .
وأما إذا لم يجد الدم في ترك الواجب ، فقيل إنه يصوم عشرة أيام ، والصحيح أنه لا يجب عليه صوم ، بل إذا لم يجد ما يشتري به الفدية فلا شيء عليه ، لأنه ليس هناك دليل على وجوب الصيام ، ولا يصح قياسه على دم المتعة لظهور الفرق العظيم بينهما ، فدم ترك الواجب دم جبران ودم المتعة دم شكران ، نعم .
2 - نعلم أن من ترك واجبا من واجبات الحج فعليه دم فهل لهذا الدم زمن معين و هل له مكان معين و من لم يجد هذا الدم فهل له من صيام بدلا منه ؟ أستمع حفظ
أنا محتاج جدا إلى شراء سيارة و لا أجد ما أشتري به فذهبت إلى أحد المصارف فقالوا نشتري لك هذه السيارة و لكن بعد أن توقع على إلتزامك بالشراء و بسداد المبلغ و عليه فوائد بأقساط شهرية و بعد ذلك نشتري لك السيارة فما الحكم في مثل هذه البيوع ؟
الشيخ : الحكم في مثل هذه البيوع أنها حرام لأنها حيلة واضحة على الربا ، فإن البنك بدل أن يعطيك خمسين ألف ريال نقداً تشتري بها السيارة ويقسطها عليك بستين ألفاً ، بدلاً من هذا يقول اختر السيارة التي تريد ثم نشتريها لك ثم نبيعها عليك ، وهل هذا إلا حيلة على رب العالمين الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، والمسائل المحرمة إذا تحيل الإنسان عليها بما ظاهره الإباحة صارت أعظم إثماً من انتهاك المحرم صريحاً ، لأن منتهك المحرم صريحاً يشعر بأنه مذنب ويكون لديه خجل من الله عز وجل ويحاول أن يتوب ، أما المتحيل فيرى أنه على صواب ويبقى في تحيله وكأنه لم يفعل شيئا محرماً .
وليعلم أن المتحيلين على محارم الله يشبهون اليهود ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله في أدنى الحيل ) ، واليهود لما حرم عليهم الصيد يوم السبت ، أعني صيد السمك ، صار السمك يأتيهم يوم السبت بكثرة ولا يأتيهم في غير يوم السبت ، فطال عليهم الأمد فجعلوا شباكاً يوم الجمعة فيأتي الحيتان يوم السبت ويسقط في هذا الشباك ، ثم يأتون يوم الحد ويأخذونه ، فماذا كانت العقوبة ؟.
قال الله تعالى : (( ولقد علمتم الذين اعتدو منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين )) ، فجعلهم معتدين ، مع أن ظاهر حالهم أنهم لم يصيدوا يوم السبت ، لكن جعلهم الله معتدين ثم قلبهم إلى قردة لأن القرد أشبه ما يكون بالإنسان .
وكذلك الذين حرمت عليهم الشحوم فأذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهم : ( قاتل الله اليهود إنه لما حرمه عليهم شحومها أذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها ) ، هذه الحيلة التي ذكرها السائل في المبايعة أقرب إلى الربا الصريح من حيل اليهود ، فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل وأن يعلم أن الأمور معتبرة بمعانيها لا بأشكالها وصورها ، نعم .
3 - أنا محتاج جدا إلى شراء سيارة و لا أجد ما أشتري به فذهبت إلى أحد المصارف فقالوا نشتري لك هذه السيارة و لكن بعد أن توقع على إلتزامك بالشراء و بسداد المبلغ و عليه فوائد بأقساط شهرية و بعد ذلك نشتري لك السيارة فما الحكم في مثل هذه البيوع ؟ أستمع حفظ
إذا اقترضت مبلغا من المال من أحد الأشخاص الذين يحصلون على المال بطرق غير مشروعة فما الحكم هل هذا القرض محرم إذا رددته فيما بعد دون زيادة ؟
الشيخ : ليس محرماً ، يعني يجوز للإنسان أن يتعامل مع شخص يتعامل بالربا ، لكن معاملته إياه بطريق سليم ، فمثلا : يجوز أن أشتري من هذا الرجل المرابي ، أإن اشتري منه سلعة بثمن ولا حرج ، يجوز أن يستقرض منه ولا حرج ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم أكالون للسحت ، فقد قبل هديتهم ، وقد قبل دعوتهم ، وقد باع واشترى معهم صلى الله عليه وسلم .
قبل هديتهم في قصة المرأة اليهودية التي أهدت إليه شاة يوم فتح خيبر ، وأجاب دعوتهم حين أجاب دعوة غلام يهودي في المدينة ، واشترى منهم ، فقد اشترى صلى الله عليه وسلم طعاماً لأهله من يهودي ورهنه درعه ، أي أعطاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم درعه رهناً ، ومات ودرعه مرهونة .
والخلاصة أن من كان يكتسب الحرام وتعاملت معه معاملة مباحة لا حرج عليك فيها ، نعم.
4 - إذا اقترضت مبلغا من المال من أحد الأشخاص الذين يحصلون على المال بطرق غير مشروعة فما الحكم هل هذا القرض محرم إذا رددته فيما بعد دون زيادة ؟ أستمع حفظ
ما حدود العورة للرجل هل هي من السرة إلى حد الركبة من الأعلى أو إلى حد الركبة من الأسفل و ما الحكم إذا لبست ثوبا ليس شفافا و لكن يظهر من تحته حدود الملابس الداخلية فقط ؟
الشيخ : نعم ، عورة الرجل بالنسبة للصلاة ما بين السرة والركبة ، فالسرة هي ليست من العورة ، والركبة ليست من العورة .
وإذا لبس الإنسان ثوباً خفيفاً لكنه لا يصف البشرة لكنه يظهر به حدود الملابس الداخلية فإنه ساتر ، لأن الثوب الذي لا يستر هو الذي يرى من ورائه لون الجلد فيتميز الجلد أنه أحمر أو أصفر أو أسود أو ما أشبه ذلك ، نعم .
5 - ما حدود العورة للرجل هل هي من السرة إلى حد الركبة من الأعلى أو إلى حد الركبة من الأسفل و ما الحكم إذا لبست ثوبا ليس شفافا و لكن يظهر من تحته حدود الملابس الداخلية فقط ؟ أستمع حفظ
هل تجوز الصلاة خلف إمام عقيدته فاسدة حيث يعتقد أن أرواح الأولياء والصالحين موجدة في الدنيا لتنقذ الناس من مشاكلهم ؟
الشيخ : أن أيش ؟
السائل : أن أرواح الصالحين موجودة في الدنيا لتنقذ الناس من مشاكلهم ، هل يجوز الصلاة خلف هذا الإمام ؟.
الشيخ : الصلاة خلف هذا الإمام لا تجوز ، لأن اعتقاده هذا باطل ، قد يؤدي به إلى الشرك .
والواجب هجران المساجد التي يؤم فيها أئمة مبتدعة بدعتهم تخرجهم من الإسلام ، والواجب على الجهات المسؤولة عن المساجد أن تزيل هؤلاء عن الإمامة ، وأن تبعدهم عنها لأن هؤلاء وإن أموا الناس في الصلاة لكن يضلونهم في الدين ، نسأل الله للجميع الهداية ، نعم.
6 - هل تجوز الصلاة خلف إمام عقيدته فاسدة حيث يعتقد أن أرواح الأولياء والصالحين موجدة في الدنيا لتنقذ الناس من مشاكلهم ؟ أستمع حفظ
صليت مع الجماعة الركعتين الآخرتين من صلاة الظهر هل أكمل الركعتين الباقيتين بالفاتحة و السورة بعدها أم بالفاتحة فقط ؟
الشيخ : أكمل الباقي بالفاتحة فقط ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) ، فجعل الفائت ، جعل قضاءه إتماماً ، وهذا هو المعقول من حيث الترتيب ، فإن ما يدركه الإنسان فهو أول صلاته ، وعليه فإذا أدركت الإمام في الركعتين الأخيرتين وأمكنك أن تقرأ الفاتحة وسورة فافعل لأن هاتين الركعتين هما الركعتان الأوليان لك أيها المسبوق .
7 - صليت مع الجماعة الركعتين الآخرتين من صلاة الظهر هل أكمل الركعتين الباقيتين بالفاتحة و السورة بعدها أم بالفاتحة فقط ؟ أستمع حفظ
ما حكم مسح اليدين على الوجه بعد الدعاء ؟
الشيخ : الصحيح أنه لا يسن مسح الوجه بهما ، لأن الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة جداً لا تقوم بها حجة ، ولا يلتئم بعضها ببعض .
فالصواب أن مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ليس بسنة ، ولكن الإنسان لا يفعله ، ولا ينكر على من فعله ، لأن بعض العلماء إستحبه ، نعم .
ما حكم قراءة الفاتحة أثناء عقد الزواج ؟
الشيخ : ليس بسنة ، وإنما يسن أن يخطب بخطبة ابن مسعود رضي الله عنه : ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) . (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) )، ولا يقرأ سوى هذا ، نعم .
هل يجوز السقي بأجرة و كيف تتم المساقاة ؟
الشيخ : إذا كان يريد هل يجوز أن نستأجر شخصاً يسقي النخلة أو الزرع ؟ .
فهذا جائز ، كذلك المساقاة : أن أدفع نخلي إلى شخص يقوم عليه بسهم من ثمره فلا بأس ، أو يقوم عليه بأجرة شهرية مقطوعة فلا بأس ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع ، نعم.
ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد فهل صلاة الظهر يوم الجمعة بالنسبة للمرأة تكون بعد الخطبة أي وقت الصلاة في المسجد أو عند سماع الأذان ؟
الشيخ : المرأة الأفضل في صلاتها في بيتها حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تصلي في بيتها ، وفي يوم الجمعة إذا كان الإمام لا يدخل إلا بعد دخول وقت صلاة الظهر فإن المرأة تصلي الظهر بمجرد ما تسمع النداء .
وأما إذا كان الإمام يأتي قبل الزوال فلتنتظر حتى تزول الشمس ، لأن صلاة الظهر لا تصح قبل الزوال بأي حال من الأحوال ، نعم .
11 - ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد فهل صلاة الظهر يوم الجمعة بالنسبة للمرأة تكون بعد الخطبة أي وقت الصلاة في المسجد أو عند سماع الأذان ؟ أستمع حفظ
فتاة ملتزمة تقدم لها شاب و هو لا يصلي فوافقت على الزواج منه مدعية أنها ستصلح من حاله و تجعله مصليا و ملتزما فهل رأيها صحيح و هل يجوز لها أن توافق على هذا الشاب مع النصيحة لها ؟
الشيخ : رأيها غير صحيح ، بل باطل ، لأن من لا يصلي كافر مرتد ، لا يجوز لأحد أن يزوجه ، حتى لو قدر أن أحداً يقول لعله يصلح في المستقبل .
نقول : المستقبل علمه عند الله ، وقد يؤثر هو على زوجته المستقيمة فتنحرف ، فعلى كل حال نحن ليس لنا إلا ما بين أيدينا ، فإذا كان الرجل لا يصلي فإنه لا يحل لأحد أن يزوجه ابنته .
وحينئذٍ نقول لهذه المرأة ، لا تتزوجي هذا الرجل مهما كان، ولا تقدري أنك ستصلحيه فيما بعد لأنه ليس لنا إلا ما بين أيدينا والمستقبل عند الله .
ثم إن هذا الاحتمال يرد عليه احتمال آخر وهو أنه قد يؤدي إلى انحراف المرأة المستقيمة .
وهنا تنبيه صغير : وهو أني أحب أن يعبر الناس عن الرجل المستقيم على الدين بمستقيم لا بملتزم ، لأن هذا هو الذي جاء في القرآن ، كما قال عز وجل : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) ، ولم يقل ثم التزموا، فالتعبير عن التدين بمستقيم هو المطابق للقرآن أحسن من كلمة الملتزمن ، على أن الملتزم عند الفقهاء لها معنى آخر غير الاستقامة على الدين ، كما هو معروف في أحكام أهل الذمة وغير ذلك ، المهم أنني أحب أن يبدل الناس كلمة ملتزم بكلمة مستقيم ، لأنها هي اللفظة التي جاء بها القرآن ، نعم .
12 - فتاة ملتزمة تقدم لها شاب و هو لا يصلي فوافقت على الزواج منه مدعية أنها ستصلح من حاله و تجعله مصليا و ملتزما فهل رأيها صحيح و هل يجوز لها أن توافق على هذا الشاب مع النصيحة لها ؟ أستمع حفظ
في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له هل الدعاء و الترحم و الاستغفار يصل ثوابه إلى روح الميت إذا كان قريبا و ماهو توجيهكم لمن يأخذ أجرة و مال مقابل القراءة للقرآن ؟
الشيخ : نعم ، أما الأول فنعم ، الدعاء يصل إلى الميت والأفضل أن نعبر إلى الميت لا إلى روح الميت ، بل نقول إلى الميت كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) ، أي للميت .
وأما استئجار من يقرأ القرآن للميت فهذه أجرة باطلة ، وليس فيها ثواب للقارئ ، وإذا لم يكن فيها ثواب للقارئ فإنه لن يصل الميت منها شيء ، وما يفعله بعض الناس من استجلاب قارئ يقرأ بأجرة عند موت الإنسان فهذا باطل لا أصل له في الشريعة .
ثم هذه القراءة لا تنفع الميت لأنه ليس فيها ثواب ، وليس فيها إلا إضاعة المال إما على التركة وإما على حساب الآخرين ، نعم.
13 - في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له هل الدعاء و الترحم و الاستغفار يصل ثوابه إلى روح الميت إذا كان قريبا و ماهو توجيهكم لمن يأخذ أجرة و مال مقابل القراءة للقرآن ؟ أستمع حفظ
ما حكم وضع القرآن في السيارة حفظا من العين ؟
الشيخ : لا يجوز هذا ولا ينفع ، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أصحابه أنه يتحصن بالقرآن على هذا الوجه .
وما يتوهمه بعض الناس فهو لأنه تخيل أن هذا نافع فظن أن انتفاء الشر والعين عن سيارتي بواسطة وضع المصحف فيها .
ماهو تفسير هذه العبارة ( الضرورات تبيح المحظورات ) ؟
الشيخ : نعم ، معنى هذه العبارة أن الإنسان إذا اضطر إلى شيء من المحرم على وجه تندفع به الضرورة صار هذا الحرم مباحاً .
مثال ذلك : رجل في مخمصة ، أي في جوع شديد وليس عنده إلا ميتة ، فإن أكل الميتة سلم من الهلاك وإن لم يأكل هلك ، فهنا نقول يحل له أن يأكل الميتة ، لأنه في ضرورة .
كذلك لو لم يكن عنده إلا لحم خنزير ، وهو جائع جوعاً شديداً ، فإن أكل من لحمه بقي وإن لم يأكل هلك فنقول له هذا جائز ، لأن الضرورات تبيح المحظورات .
وأما فيما يتعلق بالدواء فإن بعض الناس يظن أن هذه العبارة يدخل فيها الدواء وأن الإنسان يجوز أن يتداوى بمحرم إذا اضطر إليه كما زعم ، وهذا غلط ، لأن الدواء لا تندفع به الضرورة يقيناً ، ولأنه قد يستغني عنه فيشفى المريض بدون دواء .
أما الأول فكم من إنسان تداوى بدواء نافع ولكنه لم يستفد منه .
وأما الثاني فكم من إنسان ترك الدواء وشفاه الله بدون دواء ، نعم.
يعتريني أحيانا شعور بالذنب و تأنيب الضمير و الإحساس بالنقص و أستحضر الأخطاء التي وقعت فيها و لو لم تكن برغبتي و الأشياء الصغيرة التي مضى عليها سنوات كثيرة فهل هذا من وساوس الشيطان و ما الحل و العلاج ؟
الشيخ : الحل والعلاج هو التوبة إلى الله عز وجل ، فكلما تذكر الإنسان الذنب أحدث لنفسه توبة ، ولكن لا يجوز له أن يسيء الظن بالله ، فيظن أن الله لا يتوب عليه ، لأن من تاب توبة نصوح تتم فيها الشروط تاب الله عليه ولا بد، قال الله تعالى : (( هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )) .
ولكن التوبة لها شروط :
الشرط الأول : أن تكون خالصة لله ، الشرط الثاني : أن يندم الإنسان على ما فعل من الذنب ، الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب في الحال ، الشرط الرابع : أن يعزم على ألا يعود ، الشرط الخامس : أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة .
أما الإخلاص فضده الشرك ، فإذا تاب الإنسان للخلق لا لله فتوبته غير مقبولة ، لقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) .
وأما الندم فلأن الإنسان إذا لم يكن منه ندم صارت السيئة وعدمها سواء عنده ، وهذا يعني أنه غير مبال ولا مكترث ، فلا بد أن يكون هناك ندم وجزع في النفس على ما فعل من الذنب إما ترك واجب أو فعل محرم .
وأما الإقلاع فمعلوم أنه لا توبة مع الإصرار ، يقول أتوب إلى الله من الربا وهو يتعامل بالربا ، كيف يكون هذا ؟ يقول أتوب إلى الله من الغيبة وهو يغتاب الناس ، كيف تكون التوبة ؟
التوبة رجوع من معصية الله إلى طاعته ، فمن لم يقلع عن الذنب فليس بتائب ، ولهذا يجب على من عنده مظالم للناس إذا تاب إلى الله أن يرد المظالم إلى أهلها ، فلو سرق إنسان من شخص سرقة وتاب إلى الله فلا بد أن يرد السرقة إلى صاحبها ، وإلا لم تصح توبته .
ولعل قائلاً يقول : مشكل إن رددتها إلى صاحبها ، أفتضح ، وربما يقول صاحبها أن السرقة أكثر من ذلك ، فيقال : يستطيع أن يتحيل على هذا بأن يكتب مثلاً كتابا ولا يذكر اسمه ، ويرسله إلى صاحب السرقة مع السرقة ، أي مع المسروق أو قيمته إن تعذر ، ويقول في الكتاب هذه لك من شخص اعتدى فيها وتاب إلى الله (( ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً )) .
وأما أن يقول : أخاف أن أفتضح أو أخاف أن يدعي صاحب المال أن المال أكثر فهذا لا يعفيهم من رده .
الرابع : العزم على ألا يعود ، فإن تاب خالصاً لله ، وندم ، وأقلع ، لكن في نيته أنه لو حصلت له فرصة أخرى لهذا الذنب لفعله ، فهذا لا تقبل توبته ، لأن التوبة قطع الصلة بين الذنب وبين التائب .
وأما الشرط الخامس : وهي أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة ، فهو احتراز من ما لو تاب الإنسان بعد حضور أجله فإن توبته لا تنفعه ، لقول الله تعالى : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) .
ولهذا لن يقبل الله توبة فرعون حين أدركه الغرق ، فقال : (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) فقيل له : (( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) .
كذلك أيضاً إذا طلعت الشمس من مغربها ، فإن الناس إذا رأوها آمنوا كلهم ، ولكن لا ينفعهم الإيمان ، تابوا من ذنوبهم لكن لا ينفعهم ، لقول الله وتعالى : (( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )) ، فالمراد بذلك طلوع الشمس من مغربها .
وإني أنصح أخواني المسلمين أن يبادروا بالتوبة إلى الله عز وجل لقوله تعالى : (( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) ولأن الإنسان لا يدري ما بقاءه في الدنيا فقد يؤمل طول العمر ولكنه ينقص ، يخونه الأمل ، فالواجب المبادرة إلى التوبة إلى الله عز وجل حتى يتخلص الإنسان من الذنوب ويخرج من الدنيا سالماً ، نعم.
16 - يعتريني أحيانا شعور بالذنب و تأنيب الضمير و الإحساس بالنقص و أستحضر الأخطاء التي وقعت فيها و لو لم تكن برغبتي و الأشياء الصغيرة التي مضى عليها سنوات كثيرة فهل هذا من وساوس الشيطان و ما الحل و العلاج ؟ أستمع حفظ
قد يرى الإنسان و هو نائم بعض الأحلام المزعجة و يرى بعض الناس الذين يعرفهم فهل هذا هو الشيطان يتمثل بصورة هؤلاء الأشخاص ثم ماذا يفعل من رأى في المنام أنه ارتكب معصية و كبيرة من كبائر الذنوب ؟
الشيخ : نعم المرائى ثلاثة أقسام : قسم من الله عز وجل ، وقسم من الشيطان ، وقسم من حديث النفس .
أما التي من الله عز وجل فهي الرؤيا المرتبة ، التي لها معنى ولها شيء ترمي إليه ، فهذه من الله عز وجل {فقد تكون تنبيها للمرء على شيء يفعله وهو محرم ، أو إثارة لنفسه وحزمه وقوته إذا كان مفرطاً في واجب .
وأما التي من الشيطان فهي التي لا تكون مناسبة ولا يمكن أن تقع ، أو تكون مزعجة مروعة .
مثال الأول : ما قصه أحد الصحابة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال : يا رسول الله رأيت في المنام أن رأسي قد قطع وذهب يشتد ، فذهبت وراءه أشتد وراءه ، - هذا ليس بمعقول - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك ) .
ومن ذلك أيضاً أن يرى أشياء مروعة جداً لا أساس لها فهذا أيضا من الشيطان ، لأن الشيطان يحب أن يدخل الحزن والهم والغم على بني آدم ، قال الله عز وجل : (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) .
وأما الذي من حديث النفس فهذا يقع كثيرا ً، كثيراً ما يحدث الإنسان نفسه بشيء ، أو يتعامل بشيء ثم يرى في المنام أنه فعل ذلك ، هذا من حديث النفس ولا حكم له .
في الأول الرؤيا التي من الله يعمل الإنسان بمقتضاها ، يسر بها إن كانت سارة ، وينتبه إن كانت منبهة .
وفي الثانية إذا رأى ما يكره فليقل : أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ، ولا يحدث بهذا أحد لا يعرضها على أحد يعبرها ويفسرها بل يتناساها .
وأما الثالثة : الغو ، فهذا لغو لا حكم له ، وهو الذي يراه الإنسان في منامه مما يمر به في يومه أو في ليلته.