أرجو أن تبينوا لنا حقيقة الأمر في مسألة عصمة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم حيث يلتبس الأمر على كثير من الناس في هذا الشأن و كثيرا ما نسمع ما يمكن أن يفهم منه أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان معصوما من الخطأ كما يفهم من عموم قوله تعالى ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) و لكن نرى في بعض ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصيب و يخطأ في بعض الأمور كالسهو في الصلاة مثلا و ماهي الجوانب التي عصم منها من الخطأ و الجوانب التي لم يعصم من الخطأ ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإني أسأل هذا السائل هل يؤمن بأن محمداً رسول الله ؟. على كل حال هو يؤمن بهذا لا شك إن شاء الله ، إذا كان يؤمن بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رسول الله فكفى ، وما وقع منه فإنه لا ينافي الرسالة فالسهو وقع منه في الصلاة ، ولكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) .
وعدم العلم وقع منه عليه الصلاة والسلام ، فقد صلى ذات يوم بأصحابه وعليه نعلاه ، وفي أثناء الصلاة خلع النعلين ، فخلع المسلمون نعالهم ، فلما سلم سألهم : ( لماذا ) ؟ قالوا : يا رسول الله رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا . فقال : ( إن جبريل أتاني وأخبرني أن فيهما قذراً فخلعتهما ) ، فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى في نعليه ولم يعلم أن فيهما قذراً .
وهذا أيضاً من طبيعة البشر أن الإنسان جاهل ، هذا الأصل في الإنسان كما قال الله عز وجل : (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) .
نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد يجتهد في أفعاله ولا يكون اجتهاده مصيباً ، لكنه حين فعله للشيء الذي صدر منه عن اجتهاد هو مصيب ، كما في قول الله تعالى : (( عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزكى ، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى ، فأنت له تصدى ، وما عليك ألا يزكى ، وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى، فأنت عنه تلهى ، كلا إنها تذكرة )) . فهذا وقع اجتهاداً من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينصرف إلى هؤلاء الكبراء الذين جاءوا إليه من قريش ، يرجو إسلامهم وينتفع بإسلامهم قومهم والمسلمون جميعاً .
ومثل قول الله تعالى : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) . فاجتهد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعفا عنهم ، لمحبته صلى الله عليه وسلم للعفو ، وأخذ الناس بظواهرهم ، وهو حين عفوه عنهم مصيب ، لكن بين الله عز وجل له أن الحكمة هي الانتظار ، وهذا لا يخدش في الرسالة ، النسيان من طبيعة الإنسان ، وعدم العلم هو أصل الإنسان أنه لا يعلم ، حين وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا فإنه والله لا يخدش بالرسالة .
وأما قوله تعالى : (( وما ينطق عن الهوى )) فالمعنى : أنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق نطقاً صادراً عن هوى ، وإنما نطقه إما عن وحي من الله وإما عن اجتهاد ، فليس كغيره ممن ينطق عن الهوى ويتكلم بما يهوى سواء كان الحق أو غير الحق .
وإني أنصح هذا السائل وغيره ألا يتعمقوا في مثل هذه الأمور فيلقي الشيطان في قلوبهم شرّاً ، فالإنسان غير آمن من الشيطان ، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات ليلة وهو معتكف قام يقلب صفية رضي الله عنها حين جلست عنده ساعة من الليل في معتكفه ، فقام يقلبها عليه الصلاة والسلام -أي يمشي معها- فأبصر به رجلان من الأنصار فأسرعا ، أسرعا خوفاً وخجلاً من النبي صلى الله عليه وسلم وحياء ، فقال : ( على رسلكما إنها صفية) . فقالا : سبحان الله ! قال : ( نعم ، إني خشيت أن يقذف الشيطان في قلوبكما شيئاً أو قال: شراً ) .
فانظر إلى هذا ، خاف أن يلقي الشيطان في قلوبهما ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهما من الصحابة ، فالبحث في هذه الأمور والتعمق فيها قد يكون خطراً على الإنسان وهو لا يشعر ، وأنا أشكر السائل حيث سأل ليتبين له الأمر .
لكني أقول : إن الأولى بالإنسان أن يدع البحث في هذه الأمور ، وأن يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أبعد الناس أن يقول عن هوى أو أن يحكم بالهوى ، بل هو الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام .
ثم إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من كل ما يخل بالإخلاص لله عز وجل فلم يقع منهم الشرك ، معصومون عن كل ما يخل بالمروءة والخلق فلم يقع منهم ما ينافي ذلك ، وأما بعض الذنوب فيقع منهم ، لكنهم من خصائصهم أنهم معصومون من الاستمرار فيها وعدم التوبة ، وإذا تاب الإنسان من الذنب فكمن لا ذنب له ، بل قد تكون حاله بعد التوبة من الذنب أكمل من حاله قبل أن يفعل الذنب .
وبهذه المناسبة أود أن أبين أن ما ذكر في الإسرائيليات عن داود عليه الصلاة والسلام في قصة الخصمين اللذين اختصما عنده وقال أحدهما : (( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ، قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه )). في بعض الإسرائيليات أن داود عليه الصلاة والسلام كان له أحد الجنود ، وكان عند هذا الجندي امرأة أعجبت داود وأرادها ، فطلب من هذا الجندي أن يذهب للجهاد لعله يقتل فيأخذ زوجته ، هذه قصة كذب كذب كذب ، ولا يجوز لأحد أن ينقلها إلا إذا بين أنها كذب ، ولا يجوز اعتقادها في نبي من أنبياء الله ، هذه لا تليق ولا من عامي من الناس فكيف بنبي ؟ .
ولا أستبعد أن هذه من دسائس اليهود التي دسوها على المسلمين ليفسدوا بذلك دينهم ، والقضية هي أن هذا الرجل مع خصمه عنده نعجة واحدة ، -أي: أنثى من الضأن- ، وكان أخوه- أي خصمه- عنده تسع وتسعون ، فقال له : أنت ليس عندك إلا واحدة لا تغني شيئاً ، وأنا عندي تسع وتسعون ، باقٍ واحدة وتكتمل المائة ، والإنسان ينظر إلى تكميل العدد ، فطلب منه هذه الواحدة ، وجعل يورد عليه الحجج حتى غلبه في الحجج فاختصما إلى داود .
فإذا قال قائل ما تقول في قوله تعالى : (( وظن داوود أنما فتناه فستغفر ربه )) ؟.
فالجواب سهل : داود عليه السلام جعله الله خليفة في الأرض يحكم بين الناس ، وكونه يدخل محرابه- أي متعبده - ثم يغلق الباب خلاف لما كلف به ، وهو مجتهد في ذلك لا شك ، ثم إنه حكم على الخصم قبل أن يسمع حجة الآخر المحكوم عليه ، فلما قال الخصم : (( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ، قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ... )) الخ . فحكم قبل أن يسمع حجة الخصم ، ولعله أراد من أجل أن يسرع التفرغ للعبادة ، فلما جاءت هذه القصة وأخذ بقول الخصم وكان قد أغلق الباب ، ظن داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى أرسل هذين الخصمين اختباراً له (( فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب )) .
فإن قال قائل : ما تقولون في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهند حين شكت زوجها أبا سفيان أنه رجل شحيح لا يعطيها وولدها ما يكفيهم ، فقال : ( خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف ) فحكم لها ؟ .
فالجواب أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم فتيا وليست قضاء بين خصمين ، لأن خصمها لم يحضر ، فهو أفتاها على صورة القضية بدون محاكمة ومخاصمة .
1 - أرجو أن تبينوا لنا حقيقة الأمر في مسألة عصمة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم حيث يلتبس الأمر على كثير من الناس في هذا الشأن و كثيرا ما نسمع ما يمكن أن يفهم منه أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان معصوما من الخطأ كما يفهم من عموم قوله تعالى ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) و لكن نرى في بعض ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصيب و يخطأ في بعض الأمور كالسهو في الصلاة مثلا و ماهي الجوانب التي عصم منها من الخطأ و الجوانب التي لم يعصم من الخطأ ؟ أستمع حفظ
امرأة تعاني من كثرة الإفرازات مما يعرضها للمتاعب من حيث كثرة الوضوء و خصوصا خارج المنزل هل يشرع لها أن تصلي الظهر و العصر بوضوء واحد و المغرب و العشاء بوضوء واحد و هل يشرع لها الجمع تقديما و تأخيرا مع القصر أو بدون سبب ؟
الشيخ : هذه الإفرازات التي تخرج من المرأة وهي إفرازات طبيعية ، لكن بعض النساء تكون باستمرار وبعض النساء لا تستمر ، فإذا استمرت هذه الإفرازات مع المرأة فهي :
أولا طاهرة ، لأنه لا دليل على نجاستها ، والنساء قد ابتلين بهذا من عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يأمرهن بغسل هذه الرطوبة .
ثانياً : هي أيضاً لا يجب الوضوء لها ، إذا توضأ الإنسان لأول مرة من حدث بقي على طهارته ولا حاجة إلى إعادة الوضوء عند كل صلاة ، إن توضأت فهو أفضل وإلا فليس عليها بواجب ، بل تبقى على طهارتها الأولى حتى تنتقض بناقض .
وعلى هذا لو توضأت لصلاة الظهر وبقيت على طهارتها لم يحصل حدث آخر من غائط أو بول أو ريح أو أكل لحم الإبل أو ما أشبه ، ذلك فإنها تصلي العصر بدون وضوء ، لأن الوضوء لشيء لا ينقطع لا فائدة منه ، حتى لو توضأت فالشيء باقٍ .
هذا هو القول الراجح الذي ترجح عندي أخيراً ، ولا يخفى ما فيه من اليسر على النساء ما دام لم يكن هناك نص صريح واضح في هذا الأمر .
وأما حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة أن تتوضأ لكل صلاة فقد اختلف الحفاظ في ثبوت هذه اللفظة : ( توضئي لكل صلاة ) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم إن فيه احتمالاً أن المعنى توضئي لكل صلاة بدون اغتسال ، يعني لا يجب عليك الغسل ، كما أوجب عليها الغسل إن انتهت عادتها الطبيعية ، نعم.
2 - امرأة تعاني من كثرة الإفرازات مما يعرضها للمتاعب من حيث كثرة الوضوء و خصوصا خارج المنزل هل يشرع لها أن تصلي الظهر و العصر بوضوء واحد و المغرب و العشاء بوضوء واحد و هل يشرع لها الجمع تقديما و تأخيرا مع القصر أو بدون سبب ؟ أستمع حفظ
هل تنظيف الأطفال و ما ينتج من ذلك من لمس عوراتهم ينقض الوضوء و هل لمس المرء لذكره بدون شهوة ينقض الوضوء ؟
الشيخ : نعم ، لا ينقض الوضوء تغسيل الأطفال ، ولو مست المرأة ذكر طفلها أو فرج ابنتها القبل أو الدبر ، وكذلك لو مس الإنسان ذكره لغير شهوة فإنه لا ينتقض وضوءه ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في حديث طلق بن علي رضي الله عنه حين سأله عن الرجل يمس ذكره في الصلاة قال : أعليه الوضوء ؟ قال : ( لا ) . ثم قال : ( إنما هو بضعة منك ) ، أي عضو من أعضائك ، وهذا التعليل تعليل لا يمكن زواله لأنه علل بأنه عضو من الأعضاء ، ثم إن تعليله إياه بأنه عضو من الأعضاء يدل على أنه إذا مسه لشهوة فعليه الوضوء ، لأن مسه لشهوة مس خاص بالعضو أي بالذكر ، فالإنسان لا يمكن أن يمس ساقه لشهوة ولا فخذه لشهوة ولا أذنه لشهوة إنما تكون الشهوة في نفس الذكر .
والخلاصة أن القول الراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة أنه : إن مسه لشهوة وجب عليه الوضوء ، وإن كان بغير شهوة لم يجب عليه سواء تعمد أم لم يتعمد.
3 - هل تنظيف الأطفال و ما ينتج من ذلك من لمس عوراتهم ينقض الوضوء و هل لمس المرء لذكره بدون شهوة ينقض الوضوء ؟ أستمع حفظ
هل زكاة الفطر تخرج عن كل نفر من البيت عن الصغار و الكبار أم على الكبار فقط ؟
الشيخ : يجب إخراج زكاة الفطر عن الصغار والكبار ، والذكور والإناث ، والأحرار والعبيد .
وأما الحمل في البطن فإن أخرج عنه فهو خير وإلا فلا يجب الإخراج عنه .
هل يجوز أن نعطي شيئا من الزكاة لمن أراد أن يحج ؟
الشيخ : أما إذا كان الحج نفلاً فلا يجوز أن يعطى من الزكاة ، وأما إذا كان فريضة فذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك أن نعطيه ليحج الفريضة .
وفي نفسي من هذا شيء ، لأنه لا فريضة عليه ما دام معسراً ، وإذا كان لا فريضة عليه فلا يجوز أن يعطى من الزكاة .
متى يكون الجمع في الصلاة و متى يكون القصر ؟
الشيخ : القصر ليس له إلا سبب واحد وهو السفر ، فمتى كان الإنسان مسافراً فإنه يقصر، سواء طالت المدة أم قصرت ، لكن إذا صلى مع إمام يتم وجب عليه الإتمام ، وإذا كان في بلد وجب عليه أن يحضر الجماعة ويتم .
وأما الجمع فسببه المشقة ، فمتى حصلت المشقة بترك الجمع جاز الجمع لأي سبب من الأسباب ، حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا : إنه يجوز الجمع للحامل إذا شق عليها أن تصلي كل صلاة في وقتها ، وللمرضع إذا كان صبيها يبول عليها ويشق عليها غسل ثيابها لكل صلاة ، وما أشبه ذلك .
فالحاصل أن الجمع له سبب واحد -أي نعم- وهو المشقة ، لكن صوره كثيرة . وأما القصر فليس له إلا السفر فقط ، لو فرض أن إنساناً مريضاً في المستشفى فله أن يجمع بين الصلاتين إذا شق عليه إفراد كل صلاة في وقتها ، ولكنه لا يقصر لأنه في بلده ، ولو كان في مستشفى في بلد آخر جاز له أن يجمع ويقصر لأنه مسافر .
سمعت من إحدى الأخوات بأن صلاة التسابيح و صلاة الحاجة بدعة لا أصل لها فما رأيكم في هذا ؟
الشيخ : نرى أن صلاة التسبيح وصلاة الحاجة ليست بسنة ، وأن حديثها ضعيف جداً لا يعمل به ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن صلاة التسبيح : " إن حديثها باطل" ، وقال : "إنه لم يستحبها أحد من الأئمة " ، وعلى هذا فلا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه بشيء لم تثبت مشروعيته ، ويشتغل بما هو مشروع وواضح .
أقول كل الأحاديث الضعيفة في إثبات سنة من السنن لا يجوز العمل بها لأن من شرط العبادات أن تكون مشروعة ، وإذا كان الحديث ضعيفاً لم تثبت المشروعية ، فعلى هذا فلا يعمل بأي حديث ضعيف في مشروعية شيء من السنن ، لا في صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صوم .
7 - سمعت من إحدى الأخوات بأن صلاة التسابيح و صلاة الحاجة بدعة لا أصل لها فما رأيكم في هذا ؟ أستمع حفظ
عندما يأتي شخص لعمل خير و أنا خائفة منه أدعو بهذا الدعاء اللهم اجعل كيده في نحره فهل هذا يعتبر من التعدي في الدعاء ؟
الشيخ : نعم ، من التعدي في الدعاء ، ومن إساءة الظن بالمسلم ، والأصل في المسلم عدم إساءة الظن ، ولكن ممكن أن يقول الإنسان إذا خاف خوفاً مبنياً على حقيقة أن يقول : اللهم إن كان هذا قد أراد بي كيداً فاجعل كيده في نحره ، فيشترط .
8 - عندما يأتي شخص لعمل خير و أنا خائفة منه أدعو بهذا الدعاء اللهم اجعل كيده في نحره فهل هذا يعتبر من التعدي في الدعاء ؟ أستمع حفظ
ماهي أهمية الإيمان بالملائكة ؟
الشيخ : الإيمان بالملائكة أهميته عظيمة لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) .
أما كيف نؤمن بهم ؟ .
فنؤمن بأنهم عالم غيبي خلقوا من نور ، وجعل الله منهم رسلاً ومنهم عباداً ، وهم على قوة عظيمة ولا سيما جبريل عليه السلام فقد وصفه الله بأنه ذو قوة فقال : (( إنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ، مطاع ثم أمين )) .
وهم في وظائفهم أقسام : منهم ملائكة مع الإنسان عن اليمين وعن الشمال يكتبون أعماله الحسنة والسيئة ، ومنهم ملائكة يحفظون الإنسان من أمر الله عز وجل يتعاقبون بالليل والنهار ، هؤلاء في الليل وهؤلاء في النهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر .
ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح ، ومنهم ملائكة موكلون بسؤال الأموات بعد الدفن .
المهم أنهم عالم غيبي عظيم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ) والأطيط هو صرير الرحل ، رحل البعير إذا حمِّل وصار البعير يمشي يكون له أطيط، أي: صرير ، يقول : ( أطت السماء وحق لها أن تئط، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم لله أو راكع أو ساجد ) .
وأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن البيت المعمور الذي في السماء السابعة أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه في اليوم الثاني بل يأتي غيرهم ، إلى يوم القيامة ، أو إلى ما بعد ذلك ، الله أعلم.
المهم أنهم جنود لا يعلمهم إلا الله عز وجل ، فنؤمن بما عرفنا من أسمائهم ، ونؤمن بما عرفنا من أوصافهم ، ونؤمن بما عرفنا من وظائفهم ، وما عدا ذلك فالله أعلم.
ماهي شروط الصلاة و ما حكم الإخلال بشيء منها ؟
الشيخ : أقول لهذا السائل ليحضر إلى حلقة من حلقات طلبة العلم ، لأننا لو أردنا أن نتكلم عن شروط الصلاة لكتبنا ما شاء الله ، ولاستغرقنا عدة حلقات .
ماهو الحوض المورود ؟
الشيخ : الحوض المورود حوض يكون في عرصات القيامة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، طوله شهر وعرضه شهر ، وآنيته كنجوم السماء في الكثرة والجمال ، وماؤه أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب من رائحة المسك .
يصب عليه ميزابان من الكوثر الذي في الجنة الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كما في قوله تعالى : (( إنا إعطيناك الكوثر ، فصل لربك ونحر ، إنا شانئك هو الأبتر )) .
أما أثره فمن شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً ، اللهم اجعلنا ممن يشرب منه ، اللهم اجعلنا ممن يشرب منه ، اللهم اجعلنا ممن يشرب منه يا رب العالمين .
ما حكم لبس القفازات و البرقع بالنسبة للمرأة الذي يوضع على الوجه ؟
الشيخ : أما بالنسبة للقفازات فإنها من عادات نساء الصحابة رضي الله عنهم ، وهو من كمال الستر والبعد عن الفتنة .
وأما النقاب فكان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يلبسن النقاب ، لكن النساء في عهدنا توسعن فصرن لا يقتصرن على خرق يسير تنظر به المرأة ، وإنما توسعن حتى فتحن فتحة ترى منها الحواجب وربما بعض الجبهة ، وربما الوجنة ومع تجميل العيون بالكحل .
لما توسعن بذلك أمسكنا ، وأعني نفسي عن الإفتاء بجوازه ، فحن لا نفتي بجوازه بناء على ما يترتب عليه من الفتنة والاتساع ، قد يقول قائل : لماذا لا تفتي بجوازه ونساء الصحابة يفعلنه ؟ .
فأقول يجوز أن نمنع المباح خوفاً من الوقوع في المفاسد ، كما منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل إذا طلق زوجته ثلاثاً في مجلس واحد ، منعه من مراجعتها ، مع أنها كانت تراجع في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر ، لكن لما تتايع الناس وتهاونوا في الطلاق الثلاث، منع عمر رضي الله عنه من مراجعة الرجل زوجته مع أنه في الأصل مباح له ذلك .
ولهذا أقول : ينبغي لأهل العلم أن يكونوا علماء مربين لا علماء مخبرين فقط ، فتجد بعض الناس يعتمد على قول الفقهاء في مسألة ما دون أن ينظر في عواقبها وما ينتج عنها من مفاسد ، وهذا لا ينبغي ، بل ينبغي للإنسان أن ينظر ماذا يترتب على هذا القول ، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لمعاذ : ( أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ) ، قال : الله ورسوله أعلم ، قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً ) ، فقال : يا رسول الله . أفلا أبشر الناس ؟، قال : ( لا تبشرهم فيتكئوا ) ، فمنعه من نشر هذا العلم العظيم المتعلق بالعقيدة خوفاً من أن يتكل الناس ولا يعملوا ولا يقوموا بالعمل ، فكيف بمسألة دون ذلك بكثير يخشى أن يترتب عليها شر كثير .
لذلك أدعو إخواننا المفتين أن يكونوا علماء مربين ، وأن ينظروا ماذا ينتج عن الشيء المباح ، أما الشيء الواجب لابد من إعلانه ونشره ولا يمكن لأحد أن يكتمه ، لكن شيء المباح يفتح للناس باب شر عظيم نذهب نخبر الناس به ، ما الفائدة ؟، هذه نقطة تفوت كثيراً من طلبة العلم ، وهي النظر للعواقب التي تنتج عن الفتوى بشيء لا توجبه الحاجة .
هل يجوز إطالة الشعر بالنسبة للرجل ؟
الشيخ : أقول أما إذا كان يخشى من ذلك الفتنة كما لو كان ذلك رأس شاب وسيم يخشى من الفتنة إذا أطال شعر رأسه ، فهنا نقول : احلق رأسك ولا تطله .
وأما إذا كان عادياً ولا يترتب على هذا فتنة ، فالصواب أن السنة في ذلك أن يفعل الإنسان عرف بلده ، فإذا كان الناس اعتادوا أن يبقوا شعرهم أبقاه ، وإذا كانوا اعتادوا أن يحلقوه حلقه ، لأن هذا من الأمور العادية ، والأمور العادية الأفضل فيها أن يدفع الناس عادة أهل بلده إذا لم تكن محرمة .