سلسلة لقاء الباب المفتوح-011a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قول الله تعالى : [ إلا حميما وغساقا ) إلى قوله : ( جزاء وفاقا ] .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: فإن هذا هو اللقاء الثاني لشهر جمادى الأولى، الحاصل يوم الخميس الحادي عشر من هذا الشهر، عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل في هذه اللقاءات بركة ونفعاً لنا وللمسلمين.
نُتمم ما نحن سائرون فيه من التفسير، وقد تكلمنا على قوله تعالى في سورة النبأ عن الطاغين، وأن جهنم كانت مآبهم، وأنهم لابثون فيها أحقاباً، (( لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً )).
تكلمنا على قوله: (( لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً )) وقلنا: إن الله سبحانه وتعالى نفى عنهم البرد الذي تبرد به ظواهر أبدانهم، والشراب الذي تبرد به أجوافُهم.
ثم قال تعالى: (( إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً )) وهذا الاستثناء منقطع عند النحويين، لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، والمعنى: ليس لهم إلا هذا.
الحميم: وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة إلى ما ذكرناه سابقاً بأنهم يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه، (( وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )).
وغساقاً، قال المفسرون: إن الغساق هو: شراب منتن الرائحة شديد البرودة، فيُجمع لهم -والعياذ بالله- بين الماء الحار الشديد الحرارة، والماء البارد الشديد البرودة، ليذوقوا العذاب من الناحيتين: من ناحية الحرارة، ومن ناحية البرودة، بل إن بعض أهل التفسير قالوا: إن المراد بالغسَّاق: صديد أهل النار وما يخرج من أجوافهم من النتن والعَرَق وغير ذلك.
وعلى كل حال فالآية الكريمة تدل على أنهم لا يذوقون إلا هذا الشراب الذي يقطِّع أمعاءهم من حرارته، ويفطِّر أكبادهم من برودته -نسأل الله العافية-، وإذا اجتمعت هذه الأنواع من العذاب كان ذلك زيادة في إضعاف العذاب عليهم.
ثم قال تعالى: (( جَزَاءً وِفَاقاً ))، أي: يجزون بذلك جزاءً موافقاً لأعمالهم من غير أن يظلموا، قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))، فهذا الجزاء موافق ومطابق لأعمالهم.
ثم بين وجه الموافقة، أي: موافقة هذا العذاب للأعمال فقال: (( إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً ))، فذكر انحرافهم في العقيدة وانحرافهم في القول، (( إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً )) أي: كانوا لا يأملون أن يحاسبوا، بل ينكرون الحساب ينكرون البعث، يقولون: (( إن هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ))، فلا يرجون حساباً يحاسبون به، لأنهم ينكرون ذلك، هذه عقيدة قلوبهم.
أما ألسنتهم فيكذبون يقولون: هذا كذب، هذا سحر، هذا جنون، وما أشبه ذلك، كما تقرءون في كتاب الله ما يصف به هؤلاء المكذبون رسلَ الله، كما قال عز وجل: (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))، وقال الله تعالى عن المكذبين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: (( وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ))، وقالوا إنه شاعر: (( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ))، وقالوا: (( يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))، ولولا أن الله ثبَّت أقدام الرسل وصبَّرهم على قومهم، ما صبروا على هذا الأمر، ثم إن قومهم المكذبين لهم لم يقتصروا على هذا، بل آذوهم بالفعل كما فعلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الأذية العظيمة، بل آذوه بحمل السلاح عليه، فمن كانت هذه حالَه فجزاؤه جهنم جزاءً موافقاً مطابقاً لعمله، كما في هذه الآية الكريمة: (( جَزَاءً وِفَاقاً * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً * وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً )): كل شيء، يشمل ما يفعله الله عز وجل من الخلق والتدبير في الكون، ويشمل ما يعمله العباد من أقوال وأفعال، ويشمل كل صغير وكبير: (( كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً )) أي: ضبطناه بالإحصاء الدقيق الذي لا يختلف.
كِتَاباً يعني: كتباً، وقد ثبت في الحديث الصحيح: ( أن الله كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة )، ومن جملة ذلك أعمال بني آدم فإنها مكتوبة، بل كل قول يكتب، قال الله تعالى: (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )): رقيب يعني: مراقب، والعتيد يعني: الحاضر.
دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله، وهو مريض يئن من مرضه، فقال له: " يا أبا عبد الله! إن طاوساً -وهو أحد التابعين المشهورين- يقول: إن أنين المريض يكتب، فتوقَّف رحمه الله عن الأنين، خوفاً من أن يكتب عليه أنين مرضه "، فكيف بأقوال لساننا التي لا حد لها ولا ممسك لها، ألفاظٌ تترا طوال الليل والنهار، ولا نحسب لها الحساب -نسأل الله تعالى أن يعاملنا وإياكم بعفوه-.
كل شيء يكتب، حتى الهم يكتب إما لك وإما عليك، من هم بالسيئة فلم يعملها عاجزاً عنها فإنها تكتب عليه، وإن هم بها وتركها لله فإنها تكتب له، فلا يضيع شيء.
(( كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً )): هذا الأمر للإهانة والتوبيخ، يعني: يقال لأهل النار: ذوقوا العذاب إهانة وتوبيخاً، فلن نزيدكم إلا عذاباً ولن نخفف عنكم، بل ولا نبقيكم على ما أنتم عليه، لا نزيدكم إلا عذاباً، في قوته، ومدته، ونوعه، وقد قرأتم آية أخرى أنهم يقولون لخزنة جهنم: (( ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ ))، تأمل هذه الكلمة من عدة أوجه:
أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم، لماذا؟
لأن الله قال لهم: (( اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ )): فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلاً لأن يسألوا الله ويدعوه، بل بواسطة.
ثم قالوا: (( ادْعُوا رَبَّكُمْ )) ولم يقولوا: ادعوا ربنا، لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتكلم أو تتحدث بإضافة ربوبية الله لهم، أي: بأن يقولوا: ربنا، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلاً لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا: (( رَبَّكُمْ )).
ثم انظروا أنهم لم يقولوا: يرفع عنا العذاب، بل قالوا: يخفف، لأنهم آيسون -نعوذ بالله- آيسون من أن يرفع عنهم.
ثم انظروا أيضاً هل قالوا: يخفف عنا العذاب دائماً؟ قالوا: (( يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ )): يوماً واحداً، يتبين لكم إذا تصورتم هذه الحال، يتبين لكم ما هم عليه من العذاب والهوان والذل: (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )) أعاذنا الله وإياكم منها.
ثم ذكر الله عز وجل ما للمتقين من النعيم، لأن القرآن مثاني، إذا ذكر فيه العقاب، ذكر فيه الثواب، وإذا ذكر الثواب، ذكر العقاب، وإذا ذكر أهل الخير، ذكر أهل الشر، وإذا ذكر الحق، ذكر الباطل، مثاني حتى يكون سير الإنسان إلى ربه بين الخوف والرجاء، لأنه إن غلب عليه الرجاء، وقع في الأمن من مكر الله، وإن غلب عليه الخوف، وقع في القنوط من رحمة الله، وكلاهما من كبائر الذنوب، كلاهما شر، لا الأمن من مكر الله، ولا القنوط من رحمة الله، لذلك تجدون القرآن يأتي بهذا وبهذا، ولئلا تمل النفوس من ذكر حالٍ واحدة والإسهاب فيها دون ما يقابلها، وهذا من بلاغة القرآن الكريم، ونقف إلى هذا الحد من أجل استغلال بقية الوقت في الأسئلة التي ربما يكون فيها فوائد كثيرة فنبدأ من اليمين.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: فإن هذا هو اللقاء الثاني لشهر جمادى الأولى، الحاصل يوم الخميس الحادي عشر من هذا الشهر، عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل في هذه اللقاءات بركة ونفعاً لنا وللمسلمين.
نُتمم ما نحن سائرون فيه من التفسير، وقد تكلمنا على قوله تعالى في سورة النبأ عن الطاغين، وأن جهنم كانت مآبهم، وأنهم لابثون فيها أحقاباً، (( لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً )).
تكلمنا على قوله: (( لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً )) وقلنا: إن الله سبحانه وتعالى نفى عنهم البرد الذي تبرد به ظواهر أبدانهم، والشراب الذي تبرد به أجوافُهم.
ثم قال تعالى: (( إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً )) وهذا الاستثناء منقطع عند النحويين، لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، والمعنى: ليس لهم إلا هذا.
الحميم: وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة إلى ما ذكرناه سابقاً بأنهم يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه، (( وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )).
وغساقاً، قال المفسرون: إن الغساق هو: شراب منتن الرائحة شديد البرودة، فيُجمع لهم -والعياذ بالله- بين الماء الحار الشديد الحرارة، والماء البارد الشديد البرودة، ليذوقوا العذاب من الناحيتين: من ناحية الحرارة، ومن ناحية البرودة، بل إن بعض أهل التفسير قالوا: إن المراد بالغسَّاق: صديد أهل النار وما يخرج من أجوافهم من النتن والعَرَق وغير ذلك.
وعلى كل حال فالآية الكريمة تدل على أنهم لا يذوقون إلا هذا الشراب الذي يقطِّع أمعاءهم من حرارته، ويفطِّر أكبادهم من برودته -نسأل الله العافية-، وإذا اجتمعت هذه الأنواع من العذاب كان ذلك زيادة في إضعاف العذاب عليهم.
ثم قال تعالى: (( جَزَاءً وِفَاقاً ))، أي: يجزون بذلك جزاءً موافقاً لأعمالهم من غير أن يظلموا، قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))، فهذا الجزاء موافق ومطابق لأعمالهم.
ثم بين وجه الموافقة، أي: موافقة هذا العذاب للأعمال فقال: (( إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً ))، فذكر انحرافهم في العقيدة وانحرافهم في القول، (( إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً )) أي: كانوا لا يأملون أن يحاسبوا، بل ينكرون الحساب ينكرون البعث، يقولون: (( إن هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ))، فلا يرجون حساباً يحاسبون به، لأنهم ينكرون ذلك، هذه عقيدة قلوبهم.
أما ألسنتهم فيكذبون يقولون: هذا كذب، هذا سحر، هذا جنون، وما أشبه ذلك، كما تقرءون في كتاب الله ما يصف به هؤلاء المكذبون رسلَ الله، كما قال عز وجل: (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))، وقال الله تعالى عن المكذبين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: (( وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ))، وقالوا إنه شاعر: (( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ))، وقالوا: (( يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))، ولولا أن الله ثبَّت أقدام الرسل وصبَّرهم على قومهم، ما صبروا على هذا الأمر، ثم إن قومهم المكذبين لهم لم يقتصروا على هذا، بل آذوهم بالفعل كما فعلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الأذية العظيمة، بل آذوه بحمل السلاح عليه، فمن كانت هذه حالَه فجزاؤه جهنم جزاءً موافقاً مطابقاً لعمله، كما في هذه الآية الكريمة: (( جَزَاءً وِفَاقاً * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً * وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً )): كل شيء، يشمل ما يفعله الله عز وجل من الخلق والتدبير في الكون، ويشمل ما يعمله العباد من أقوال وأفعال، ويشمل كل صغير وكبير: (( كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً )) أي: ضبطناه بالإحصاء الدقيق الذي لا يختلف.
كِتَاباً يعني: كتباً، وقد ثبت في الحديث الصحيح: ( أن الله كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة )، ومن جملة ذلك أعمال بني آدم فإنها مكتوبة، بل كل قول يكتب، قال الله تعالى: (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )): رقيب يعني: مراقب، والعتيد يعني: الحاضر.
دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله، وهو مريض يئن من مرضه، فقال له: " يا أبا عبد الله! إن طاوساً -وهو أحد التابعين المشهورين- يقول: إن أنين المريض يكتب، فتوقَّف رحمه الله عن الأنين، خوفاً من أن يكتب عليه أنين مرضه "، فكيف بأقوال لساننا التي لا حد لها ولا ممسك لها، ألفاظٌ تترا طوال الليل والنهار، ولا نحسب لها الحساب -نسأل الله تعالى أن يعاملنا وإياكم بعفوه-.
كل شيء يكتب، حتى الهم يكتب إما لك وإما عليك، من هم بالسيئة فلم يعملها عاجزاً عنها فإنها تكتب عليه، وإن هم بها وتركها لله فإنها تكتب له، فلا يضيع شيء.
(( كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً )): هذا الأمر للإهانة والتوبيخ، يعني: يقال لأهل النار: ذوقوا العذاب إهانة وتوبيخاً، فلن نزيدكم إلا عذاباً ولن نخفف عنكم، بل ولا نبقيكم على ما أنتم عليه، لا نزيدكم إلا عذاباً، في قوته، ومدته، ونوعه، وقد قرأتم آية أخرى أنهم يقولون لخزنة جهنم: (( ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ ))، تأمل هذه الكلمة من عدة أوجه:
أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم، لماذا؟
لأن الله قال لهم: (( اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ )): فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلاً لأن يسألوا الله ويدعوه، بل بواسطة.
ثم قالوا: (( ادْعُوا رَبَّكُمْ )) ولم يقولوا: ادعوا ربنا، لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتكلم أو تتحدث بإضافة ربوبية الله لهم، أي: بأن يقولوا: ربنا، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلاً لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا: (( رَبَّكُمْ )).
ثم انظروا أنهم لم يقولوا: يرفع عنا العذاب، بل قالوا: يخفف، لأنهم آيسون -نعوذ بالله- آيسون من أن يرفع عنهم.
ثم انظروا أيضاً هل قالوا: يخفف عنا العذاب دائماً؟ قالوا: (( يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ )): يوماً واحداً، يتبين لكم إذا تصورتم هذه الحال، يتبين لكم ما هم عليه من العذاب والهوان والذل: (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )) أعاذنا الله وإياكم منها.
ثم ذكر الله عز وجل ما للمتقين من النعيم، لأن القرآن مثاني، إذا ذكر فيه العقاب، ذكر فيه الثواب، وإذا ذكر الثواب، ذكر العقاب، وإذا ذكر أهل الخير، ذكر أهل الشر، وإذا ذكر الحق، ذكر الباطل، مثاني حتى يكون سير الإنسان إلى ربه بين الخوف والرجاء، لأنه إن غلب عليه الرجاء، وقع في الأمن من مكر الله، وإن غلب عليه الخوف، وقع في القنوط من رحمة الله، وكلاهما من كبائر الذنوب، كلاهما شر، لا الأمن من مكر الله، ولا القنوط من رحمة الله، لذلك تجدون القرآن يأتي بهذا وبهذا، ولئلا تمل النفوس من ذكر حالٍ واحدة والإسهاب فيها دون ما يقابلها، وهذا من بلاغة القرآن الكريم، ونقف إلى هذا الحد من أجل استغلال بقية الوقت في الأسئلة التي ربما يكون فيها فوائد كثيرة فنبدأ من اليمين.
رجل عنده مغسلة ملابس فهل عليه زكاة عما يملكه فيها من معدات .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
أحسن الله إليك يا شيخ، رجل عنده مغسلة مغسلة ملابس، وقال له بعض الناس: إن عليك أن تزكي على المعدات التي لديك فهل هذا صحيح؟
الشيخ : أعد السؤال.
السائل : رجل عنده مغسلة ملابس، فقال له بعض الناس: إن عليك أن تزكي عن هذه المغسلة، تخرج زكاة هذه المغسلة عن المعدات، ولا زكاة فيها؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الزكاة تجب في عروض التجارة وهي: ما أعده الإنسان للتجارة، تدخل عليه وتخرج منه، كلما رأى مكسباً باعها، وكلما لم يحصل مكسب أمسكها.
ومعدات المغاسل لا تعد للتجارة، لأن صاحب المغسلة يريد أن تبقى عنده، فهي من جملة ما يقتنيه الإنسان في بيته من فرش وأواني ونحو ذلك، فليس فيها زكاة، ومن قال له: إن فيها الزكاة فقد أخطأ، وعلى صاحب المغسلة بعد كلامي هذا أن يبلغه بما قلت، لئلا يفتيَ غيره بمثل ذلك، لكن المواد التي تذهب، إن كان هناك مواد يشتريها وتذهب مع الغسل، فهذه قد يكون فيها التجارة، كما لو كانت مواد منظفة، فهذه تجارة، لأنه يتكسب بها، أما الأشياء الباقية فإنه ليس فيها زكاة، نعم.
أحسن الله إليك يا شيخ، رجل عنده مغسلة مغسلة ملابس، وقال له بعض الناس: إن عليك أن تزكي على المعدات التي لديك فهل هذا صحيح؟
الشيخ : أعد السؤال.
السائل : رجل عنده مغسلة ملابس، فقال له بعض الناس: إن عليك أن تزكي عن هذه المغسلة، تخرج زكاة هذه المغسلة عن المعدات، ولا زكاة فيها؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الزكاة تجب في عروض التجارة وهي: ما أعده الإنسان للتجارة، تدخل عليه وتخرج منه، كلما رأى مكسباً باعها، وكلما لم يحصل مكسب أمسكها.
ومعدات المغاسل لا تعد للتجارة، لأن صاحب المغسلة يريد أن تبقى عنده، فهي من جملة ما يقتنيه الإنسان في بيته من فرش وأواني ونحو ذلك، فليس فيها زكاة، ومن قال له: إن فيها الزكاة فقد أخطأ، وعلى صاحب المغسلة بعد كلامي هذا أن يبلغه بما قلت، لئلا يفتيَ غيره بمثل ذلك، لكن المواد التي تذهب، إن كان هناك مواد يشتريها وتذهب مع الغسل، فهذه قد يكون فيها التجارة، كما لو كانت مواد منظفة، فهذه تجارة، لأنه يتكسب بها، أما الأشياء الباقية فإنه ليس فيها زكاة، نعم.
ما حكم استعمال الدف بالنسبة للرجال وما حكم الموعظة في الأعراس.؟
السائل : فضيلة الشيخ ذكرت في برنامج نور على الدرب في إذاعة نداء الإسلام عندما سُئلت عن الكلام في الزواجات، وأن هذه الزواجات هي أفراح، وأن الكلام فيه نظر، وذكرت أن الدف يُستخدم في العرس بدون تخصيص للنساء، فاستغل بعض ضعفاء النفوس ذلك بأنه عام للنساء والرجال، ثم إنني -يا فضيلة الشيخ- الكلام في الزواج الغير الممل الطويل مما تيسر يكون فرصة إذا حضر كثير من الناس الذين قد لا يحضرون الصلاة مع الجماعة وقد يكونون ضعفاء الإيمان فيحصل لهم من الفائدة والخير، كما ذكر من كثير من الناس أنني حضرت في بعض الزواجات كما يقوله الشخص يعني يقول له شخص آخر، وقام مطوع له لحية، وكنت لا أريد أن أرى المطاوعة، عندما تكلم هذا الرجل دخل قلبي وأحببته وصرت بسببه أصلي مع الجماعة، فما رأي فضيلتكم جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : رأيي في هذه المسألة ما ذكرته في نور على الدرب: أن بعض الناس يفرض نفسه في أيام الزواج ليتكلم ويُسهب ويطيل ويمل، ويبقى كثير من الناس ربما يكرهون الحديث بالخير من أجل صنيع هذا الرجل، فالناس طرفان ووسط: من الناس من يرغب التذكير ولو طال، ومن الناس من لا يرغبه مطلقاً، ومن الناس من يرغبه إذا قصر ويمل منه إذا طال، ومن الناس من يرغبه من شخص ولا يرغبه من شخص آخر، فالناس يختلفون.
والمعروف أن الناس في الزواج يأتون ليظهر الفرح والسرور وإدخال السرور على المتزوج ورؤية بعضهم بعضاً، وربما لا يرى بعضهم بعضاً إلا في هذه المناسبة، ويكون عنده من الكلام معه ما يحب أن يتطرق له، فيقع هذا الذي يتكلم وأطال مملاً للناس.
ثم إننا نعلم أنا لسنا أحرص على إبلاغ الناس وإرشادهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومع هذا ما علمنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه يقفون ليعظوا الناس في مثل هذه المناسبات، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن تزوج قال: ( هلا بعثتم معها من يغني، فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو )، وهذا يدل على أن المسألة مسألة فرح لا مسألة وعظ، نعم لو رأى الإنسان منكراً فهنا يحب عليه أن يقوم وينكر ويتكلم بما يفيد الحاضرين حول هذا المنكر، أو كان شخصاً معروفاً مشهوراً يتطلع الناس إلى كلامه ويحبون أن يسمعوا منه، فقام رجل من الناس وقال: يا فلان! حدثنا، أو سأله سؤالاً ففتحوا باب الأسئلة والمناقشة فهذا طيب، أما أن تُجعل هذه المناسبات موضع مواعظ بدون أن يكون الناس يتحرون هذا الشيء، وعلى غير هدي السلف الصالح، فهذا شيء مما يُنظر فيه، وتعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة حتى لا يُملَّهم، نعم.
السائل : والدف يا شيخ؟
الشيخ : وأما مسألة الدف، فالدف لا نفتي الرجال باستعماله، وإن كان بعض العلماء يرى أن الرجال يجوز أن يستعملوه كالنساء، حتى الإمام أحمد رحمه الله نصَّ على ذلك: على أنه للرجال والنساء كما نقله عنه صاحب *الفروع، ولكن مع ذلك لا نفتي بأن الرجال يستعملونه، لما يخشى فيه من العواقب الوخيمة، بل ننهى عن هذا، لأنه يحصل فيه تجمعات غير جيدة.
أما النساء فهن في وسط الأحواش، وفي داخل القصر، في الغالب أنه لا يحصل فيه مضرة، ثم إننا ننكر أشد الإنكار أن يقع تصوير بالآلة الفوتوغرافية لهذا المحفل أو بالفيديو، وننكر هذا أشد الإنكار، نعم.
السائل : والغناء يا شيخ؟
الشيخ : الغناء لا بد أن يكون غناءً ترحيبياً، كما جاء في الحديث: ( أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم ) وما أشبه ذلك.
الشيخ : رأيي في هذه المسألة ما ذكرته في نور على الدرب: أن بعض الناس يفرض نفسه في أيام الزواج ليتكلم ويُسهب ويطيل ويمل، ويبقى كثير من الناس ربما يكرهون الحديث بالخير من أجل صنيع هذا الرجل، فالناس طرفان ووسط: من الناس من يرغب التذكير ولو طال، ومن الناس من لا يرغبه مطلقاً، ومن الناس من يرغبه إذا قصر ويمل منه إذا طال، ومن الناس من يرغبه من شخص ولا يرغبه من شخص آخر، فالناس يختلفون.
والمعروف أن الناس في الزواج يأتون ليظهر الفرح والسرور وإدخال السرور على المتزوج ورؤية بعضهم بعضاً، وربما لا يرى بعضهم بعضاً إلا في هذه المناسبة، ويكون عنده من الكلام معه ما يحب أن يتطرق له، فيقع هذا الذي يتكلم وأطال مملاً للناس.
ثم إننا نعلم أنا لسنا أحرص على إبلاغ الناس وإرشادهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومع هذا ما علمنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه يقفون ليعظوا الناس في مثل هذه المناسبات، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن تزوج قال: ( هلا بعثتم معها من يغني، فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو )، وهذا يدل على أن المسألة مسألة فرح لا مسألة وعظ، نعم لو رأى الإنسان منكراً فهنا يحب عليه أن يقوم وينكر ويتكلم بما يفيد الحاضرين حول هذا المنكر، أو كان شخصاً معروفاً مشهوراً يتطلع الناس إلى كلامه ويحبون أن يسمعوا منه، فقام رجل من الناس وقال: يا فلان! حدثنا، أو سأله سؤالاً ففتحوا باب الأسئلة والمناقشة فهذا طيب، أما أن تُجعل هذه المناسبات موضع مواعظ بدون أن يكون الناس يتحرون هذا الشيء، وعلى غير هدي السلف الصالح، فهذا شيء مما يُنظر فيه، وتعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة حتى لا يُملَّهم، نعم.
السائل : والدف يا شيخ؟
الشيخ : وأما مسألة الدف، فالدف لا نفتي الرجال باستعماله، وإن كان بعض العلماء يرى أن الرجال يجوز أن يستعملوه كالنساء، حتى الإمام أحمد رحمه الله نصَّ على ذلك: على أنه للرجال والنساء كما نقله عنه صاحب *الفروع، ولكن مع ذلك لا نفتي بأن الرجال يستعملونه، لما يخشى فيه من العواقب الوخيمة، بل ننهى عن هذا، لأنه يحصل فيه تجمعات غير جيدة.
أما النساء فهن في وسط الأحواش، وفي داخل القصر، في الغالب أنه لا يحصل فيه مضرة، ثم إننا ننكر أشد الإنكار أن يقع تصوير بالآلة الفوتوغرافية لهذا المحفل أو بالفيديو، وننكر هذا أشد الإنكار، نعم.
السائل : والغناء يا شيخ؟
الشيخ : الغناء لا بد أن يكون غناءً ترحيبياً، كما جاء في الحديث: ( أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم ) وما أشبه ذلك.
كيف يكون إصلاح السريرة.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : ذكرتم بارك الله فيكم يا شيخ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الشجاع الذي ما ترك لا شاردة ولا واردة قالوا: إنه من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنه من أهل النار ) وذكرتم بارك الله فيكم عن إصلاح السريرة.
الشيخ : عن؟
السائل : عن إصلاح السريرة، فكيف تكون إصلاح السريرة؟
الشيخ : الحديث الذي ثبت في البخاري في قصة الرجل الذي كان لا يدع شاذة ولا فاذة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( هو من أهل النار ) ، وما علمت أن أحداً قال: إنه من أهل الجنة، لكن الرسول قال: ( هو من أهل النار، فَكَبُر ذلك على الصحابة، وقالوا: كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ فقال أحدهم: والله لألزمنه وأنظر ماذا تكون حاله، وفي النهاية قتل الرجل نفسه، فجاء الذي لزمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! أشهد أنك رسولُ الله: فقال: بم؟ فأخبره، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ): وهذا يدل دلالة واضحة على أن العبرة والمدار هو على ما في القلب من النية، ويدل لهذا قوله تعالى: (( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ))، وقوله تعالى: (( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )) تختبر.
إصلاح السريرة يكون بصدق الإخلاص مع الله عز وجل، بحيث لا يهتم بالخلق، مدحوه أو ذموه، نفعوه أو ضروه، يكون قلبه مع الله تعبداً وتألهاً، ومحبة وتعظيماً، وقلبه مع الله تقديراً وتدبيراً، يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يرضى بما قدر الله له، إذا وقع الأمر قال: عسى أن يكون خيراً، يستشعر دائماً قول الله عز وجل: (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ))، (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) وما أشبه ذلك من تعلق القلب بالله، أهم شيء أن يكون قلبك مع الله دائماً، وإذا كان مع الله دائماً صلحت سريرتك، لأنك لا يهمك الخلق، الخلق عندك مثل نفسك، بل أقل، ما دمت متعلقاً بربك سبحانه وتعالى معتصماً به مهتدياً بهداه فلا يهمنك.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : ذكرتم بارك الله فيكم يا شيخ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الشجاع الذي ما ترك لا شاردة ولا واردة قالوا: إنه من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنه من أهل النار ) وذكرتم بارك الله فيكم عن إصلاح السريرة.
الشيخ : عن؟
السائل : عن إصلاح السريرة، فكيف تكون إصلاح السريرة؟
الشيخ : الحديث الذي ثبت في البخاري في قصة الرجل الذي كان لا يدع شاذة ولا فاذة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( هو من أهل النار ) ، وما علمت أن أحداً قال: إنه من أهل الجنة، لكن الرسول قال: ( هو من أهل النار، فَكَبُر ذلك على الصحابة، وقالوا: كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ فقال أحدهم: والله لألزمنه وأنظر ماذا تكون حاله، وفي النهاية قتل الرجل نفسه، فجاء الذي لزمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! أشهد أنك رسولُ الله: فقال: بم؟ فأخبره، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ): وهذا يدل دلالة واضحة على أن العبرة والمدار هو على ما في القلب من النية، ويدل لهذا قوله تعالى: (( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ))، وقوله تعالى: (( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )) تختبر.
إصلاح السريرة يكون بصدق الإخلاص مع الله عز وجل، بحيث لا يهتم بالخلق، مدحوه أو ذموه، نفعوه أو ضروه، يكون قلبه مع الله تعبداً وتألهاً، ومحبة وتعظيماً، وقلبه مع الله تقديراً وتدبيراً، يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يرضى بما قدر الله له، إذا وقع الأمر قال: عسى أن يكون خيراً، يستشعر دائماً قول الله عز وجل: (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ))، (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) وما أشبه ذلك من تعلق القلب بالله، أهم شيء أن يكون قلبك مع الله دائماً، وإذا كان مع الله دائماً صلحت سريرتك، لأنك لا يهمك الخلق، الخلق عندك مثل نفسك، بل أقل، ما دمت متعلقاً بربك سبحانه وتعالى معتصماً به مهتدياً بهداه فلا يهمنك.
إذا درس الشخص معاملة وأخلص في دراستها وقدمها لكن من له الصلاحية خالفها فهل تبرأ ذمته.؟
الشيخ : عندك سؤال ضروري تمشي؟
السائل : إي.
الشيخ : طيب، السؤال عند من؟ تفضل.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ إذا كان الإنسان لديه معاملة يدرسها، ثم أخلص في دراستها وأبدى رأيه الصحيح، ثم من له الصلاحية خالف ذلك.
الشيخ : إيش؟
السائل : خالف الدراسة الحقيقية فأمر إما بحفظها أو بتغيير تلك الدراسة، هل تبرأ ذمته أم لا؟
الشيخ : إذا وكل للإنسان دراسة قضية، فالواجب عليه أولاً: تقوى الله سبحانه وتعالى، وأن يعلم أنه كما كان الآن محكَّماً في هذه القضية فسيقف أمام حكم عدل عز وجل، فليتق الله في نفسه في هذه القضية، ثم إذا تبين له حكم في هذه القضية وجب عليه أن ينفذه، إن كان موكولاً إليه النظر والتنفيذ، وإن كان موكولاً إليه النظر فقط وإبداء الرأي فعليه أن يبدي رأيه في هذا، والإثم على من ينفذ إذا لم ينفذها.
السائل : إي.
الشيخ : طيب، السؤال عند من؟ تفضل.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ إذا كان الإنسان لديه معاملة يدرسها، ثم أخلص في دراستها وأبدى رأيه الصحيح، ثم من له الصلاحية خالف ذلك.
الشيخ : إيش؟
السائل : خالف الدراسة الحقيقية فأمر إما بحفظها أو بتغيير تلك الدراسة، هل تبرأ ذمته أم لا؟
الشيخ : إذا وكل للإنسان دراسة قضية، فالواجب عليه أولاً: تقوى الله سبحانه وتعالى، وأن يعلم أنه كما كان الآن محكَّماً في هذه القضية فسيقف أمام حكم عدل عز وجل، فليتق الله في نفسه في هذه القضية، ثم إذا تبين له حكم في هذه القضية وجب عليه أن ينفذه، إن كان موكولاً إليه النظر والتنفيذ، وإن كان موكولاً إليه النظر فقط وإبداء الرأي فعليه أن يبدي رأيه في هذا، والإثم على من ينفذ إذا لم ينفذها.
5 - إذا درس الشخص معاملة وأخلص في دراستها وقدمها لكن من له الصلاحية خالفها فهل تبرأ ذمته.؟ أستمع حفظ
ما حكم إمامة من به حدث دائم.؟
السائل : شيخ عفا الله عنك ما رأيكم في إمامة من به حَدَث دائم؟
الشيخ : الذي نرى أن إمامة من به حدث دائم صحيحة، وأنه يصح أن يكون إماماً لمن ليس حدثه دائمًا، وذلك لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )، وما دام هذا الرجل تصح صلاته، وهي مقبولة عند الله فتصح صلاته لغيره أيضاً، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أجاز للناس أن يصلوا خلف من لا يستطيع القيام وهو ركن في الفريضة، بل أمرهم أن يجلسوا تبعاً لإمامهم، فكذلك هذا.
فالصحيح أن القاعدة التي تؤيدها الأدلة الشرعية فيما نرى: " أن كل من صحت صلاته صحت إمامته "، حتى الفاسق حالق اللحية، شارب الدخان، تصح إمامتهم، الذي يغتاب الناس تصح إمامته، فهذه القاعدة هي التي نرى أن الأدلة الشرعية تدل عليها: " أن كل من صحت صلاته صحت إمامته "، ولا يستثنى من ذلك إلا ما استثناه الشرع، كإمامة المرأة للرجال، فإن كون المرأة إمامة بالرجال حرام ولا تصح الصلاة: ( لن يفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة ) فإذا ولينا أمرنا في إمامتنا في الصلاة امرأة فلا فلاح لنا.
أعرفت؟ إذاً القاعدة هذه نقول: " كل من صحت صلاته صحت إمامته، إلا ما دل الشرع على منعه كإمامة المرأة للرجال ".
الشيخ : الذي نرى أن إمامة من به حدث دائم صحيحة، وأنه يصح أن يكون إماماً لمن ليس حدثه دائمًا، وذلك لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )، وما دام هذا الرجل تصح صلاته، وهي مقبولة عند الله فتصح صلاته لغيره أيضاً، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أجاز للناس أن يصلوا خلف من لا يستطيع القيام وهو ركن في الفريضة، بل أمرهم أن يجلسوا تبعاً لإمامهم، فكذلك هذا.
فالصحيح أن القاعدة التي تؤيدها الأدلة الشرعية فيما نرى: " أن كل من صحت صلاته صحت إمامته "، حتى الفاسق حالق اللحية، شارب الدخان، تصح إمامتهم، الذي يغتاب الناس تصح إمامته، فهذه القاعدة هي التي نرى أن الأدلة الشرعية تدل عليها: " أن كل من صحت صلاته صحت إمامته "، ولا يستثنى من ذلك إلا ما استثناه الشرع، كإمامة المرأة للرجال، فإن كون المرأة إمامة بالرجال حرام ولا تصح الصلاة: ( لن يفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة ) فإذا ولينا أمرنا في إمامتنا في الصلاة امرأة فلا فلاح لنا.
أعرفت؟ إذاً القاعدة هذه نقول: " كل من صحت صلاته صحت إمامته، إلا ما دل الشرع على منعه كإمامة المرأة للرجال ".
عثمان الدارمي في رده علي بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس فهل هذا صحيح.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : يا شيخ عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس، ما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : نعم الاستواء في اللغة العربية يأتي بمعنى الجلوس، (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ))، والإنسان على ظهر الدابة جالس أم واقف؟
السائل : جالس.
الشيخ : نعم؟
السائل : جالس.
الشيخ : جالس، لكن هل يصح أن نعديه إلى استواء الله على العرش؟
هذا محل نظر، فإن ثبت عن السلف أنهم فسروا ذلك بالجلوس فهم أعلم منا بهذا، وإلا ففيه نظر، لأنا نقول: الكيف يعني: كيفية الاستواء مجهولة، ومن جملة الجهل ألا ندري أهو جالس أو غير جالس، أفهمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : لكن نقول: معنى الاستواء العلو، هذا أمر لا شك فيه، استوى على العرش يعني: علا عليه علواً خاصاً غير العلو العام الذي على جميع المخلوقات.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : يا شيخ عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس، ما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : نعم الاستواء في اللغة العربية يأتي بمعنى الجلوس، (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ))، والإنسان على ظهر الدابة جالس أم واقف؟
السائل : جالس.
الشيخ : نعم؟
السائل : جالس.
الشيخ : جالس، لكن هل يصح أن نعديه إلى استواء الله على العرش؟
هذا محل نظر، فإن ثبت عن السلف أنهم فسروا ذلك بالجلوس فهم أعلم منا بهذا، وإلا ففيه نظر، لأنا نقول: الكيف يعني: كيفية الاستواء مجهولة، ومن جملة الجهل ألا ندري أهو جالس أو غير جالس، أفهمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : لكن نقول: معنى الاستواء العلو، هذا أمر لا شك فيه، استوى على العرش يعني: علا عليه علواً خاصاً غير العلو العام الذي على جميع المخلوقات.
7 - عثمان الدارمي في رده علي بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس فهل هذا صحيح.؟ أستمع حفظ
ما حكم من يتسمى بأسماء الله تعالى مثل : العزيز.؟
السائل : فضيلة الشيخ ما أدري حكم أن يسمى الشخص بأسماء الله كأن تقول لفلان: العزيز، لا على أنه صفة وإنما على أنه اسم؟
الشيخ : أقول لك في الجواب على هذا: أسماء الله نوعان:
نوع مختص به، لا يجوز أن يسمى به غيره، مثل: الله، الرحمن، الجبار، المتكبر، هذه لا يجوز أن يسمى بها أحد من الخلق، لأن هذه الصفات لا يتصف بها غيره.
ونوع آخر: لا يختص بالله ويجوز أن يسمى به غيره، فهذا إن كان ملاحظاً فيه الصفة بمعنى: أنه يراد أن هذا الاسم يراد به ما يدل عليه من المعنى فهذا لا يجوز، كما لو سمينا شخصاً بعزيز وقصدنا بهذا أن له الغلبة والعزة والارتفاع على الناس فهذا لا يجوز، أما إذا قصد به أنه مجرد علم لا يقصد به شيء من المعنى فهذا لا بأس به، وأنتم تعرفون أن في الصحابة من كان يسمى حكيم، ومن يسمى الحكم، وما أشبه ذلك.
الشيخ : أقول لك في الجواب على هذا: أسماء الله نوعان:
نوع مختص به، لا يجوز أن يسمى به غيره، مثل: الله، الرحمن، الجبار، المتكبر، هذه لا يجوز أن يسمى بها أحد من الخلق، لأن هذه الصفات لا يتصف بها غيره.
ونوع آخر: لا يختص بالله ويجوز أن يسمى به غيره، فهذا إن كان ملاحظاً فيه الصفة بمعنى: أنه يراد أن هذا الاسم يراد به ما يدل عليه من المعنى فهذا لا يجوز، كما لو سمينا شخصاً بعزيز وقصدنا بهذا أن له الغلبة والعزة والارتفاع على الناس فهذا لا يجوز، أما إذا قصد به أنه مجرد علم لا يقصد به شيء من المعنى فهذا لا بأس به، وأنتم تعرفون أن في الصحابة من كان يسمى حكيم، ومن يسمى الحكم، وما أشبه ذلك.
ما الفرق بين التكفير المطلق والتكفير المعين.؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك بالنسبة أريد أن توضح لي التكفير، التكفير المطلق والتكفير المعين؟
الشيخ : نعم.
السائل : والسؤال الآخر.
الشيخ : لا، ما في إلا سؤال واحد حتى يدور مرة ثانية.
التكفير والتفسيق والتبديع كلها أوصاف مرتبة على معاني إذا وُجِدت وُجِدت هذه الأوصاف، فإذا وجد السبب أو المعنى الذي من أجله يستحق من وجد فيه أن يوصف بهذا الوصف فإنه ينطبق عليه، فلا يجوز لنا أن نقول: فلان كافر حتى نتحقق أمرين:
الأمر الأول: ثبوت أن هذا العمل من الكفر، فإن لم نعلم وشككنا فالأصل أن المسلمَ باق على إسلامه ولا يحل أن نكفره، مثال ذلك: لو قال قائل: إن الذي يشرب الخمر كافر، فهذا حرام، ما نقول كافر حتى نعلم أن الشرع نص على كفره.
والأمر الثاني: أن نتحقق من انطباق هذا الوصف على هذا الشخص، أي: انطباق هذا المعنى الذي علق عليه الشارع الحكم عليه بالتكفير، أنه منطبق على هذا الشخص بحيث تتم فيه شروط التكفير، ومن ذلك من الشروط:
أن يكون عالماً، وأن يكون قاصداً، فإن كان غير عالم فإننا لا نكفره، لأنه لم تقم عليه الحجة بعد، كما قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ))، وقال تعالى: (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) إلى قوله: (( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))، وقال تعالى: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ))، والآيات في هذا المعنى متعددة، فإذا كان الإنسان لا يعلم أن هذا الشيء من الكفر فإننا لا نحكم بكفره.
الأمر الثاني: أن يكون الشخص مريداً أن يكون مريدًا لما قال من كلمة الكفر، أو لما فعل، فإن كان مكرهاً أو سبق لسانه على قول كلمة الكفر فإنه لا يكفر، ودليل ذلك قوله تعالى: (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم -وذكر أنه- كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها وضاعت عنه، وجعل يطلبها ولم يجدها، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك استيقظ وخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذ به فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح ): كلمة: أنت عبدي وأنا ربك، كفر لكن هل قصدها؟
لا، سبقت على لسانه، إذاً لابد من هذين الشرطين: العلم، والثاني: الإرادة والقصد، فإن لم يرد ولم يقصد فلا.
ومن ذلك أيضاً قصة الرجل الذي كان ظالماً لنفسه فجمع أهله وأمرهم أن يُحرقوه إذا مات، وأن يذروه في اليم، لئلا يعذبه الله، فجمعه الله عز وجل وسأله: ( لماذا فعلت هذا؟ قال: ربي خوفاً من عذابك، فغفر الله له )، فإن هذا الرجل كان جاهلاً في كون الله تعالى يقدر عليه أن يجمعه ويحاسبه، أعرفت؟
إذاً لابد من أمرين:
الأمر الأول: أن نعلم بأن هذا الشيء مكفر.
الثاني: أن نعلم انطباق الشروط أو تمام الشروط على من قام به، فلابد من أن نعلم أن شروط التكفير قد انطبقت عليه، ومنها: العلم، والقصد، ولهذا يفرق بين كون المقالة أو الفعالة كفراً، وبين كون الفاعل لها أو القائل لها كافراً، قد تكون المقالة أو الفعالة كفراً، ولكن القائل لها أو الفاعل لها ليس بكافر لعدم انطباق الشروط عليه، نعم.
ومن ثَمَّ نحن نحذر غاية التحذير من التسرع في إطلاق الكفر على قوم لم يتبين فيهم الشروط، أي: شروط التكفير، لأنك إذا كفرته فلازم تكفيرك إياه أن تشهد بأنه في النار، فأنت الآن شهدت بالحكم وبما يقتضيه الحكم، فالمسألة خطيرة جداً، ثم إن الحكم بالتكفير يستلزم بغضه والبراءة منه والبعد عنه وعدم السمع له والطاعة إن كان أميراً، وما أشبه ذلك مما يترتب على هذه المسألة التي يجب على الإنسان أن يكف لسانه عنها.
الشيخ : نعم.
السائل : والسؤال الآخر.
الشيخ : لا، ما في إلا سؤال واحد حتى يدور مرة ثانية.
التكفير والتفسيق والتبديع كلها أوصاف مرتبة على معاني إذا وُجِدت وُجِدت هذه الأوصاف، فإذا وجد السبب أو المعنى الذي من أجله يستحق من وجد فيه أن يوصف بهذا الوصف فإنه ينطبق عليه، فلا يجوز لنا أن نقول: فلان كافر حتى نتحقق أمرين:
الأمر الأول: ثبوت أن هذا العمل من الكفر، فإن لم نعلم وشككنا فالأصل أن المسلمَ باق على إسلامه ولا يحل أن نكفره، مثال ذلك: لو قال قائل: إن الذي يشرب الخمر كافر، فهذا حرام، ما نقول كافر حتى نعلم أن الشرع نص على كفره.
والأمر الثاني: أن نتحقق من انطباق هذا الوصف على هذا الشخص، أي: انطباق هذا المعنى الذي علق عليه الشارع الحكم عليه بالتكفير، أنه منطبق على هذا الشخص بحيث تتم فيه شروط التكفير، ومن ذلك من الشروط:
أن يكون عالماً، وأن يكون قاصداً، فإن كان غير عالم فإننا لا نكفره، لأنه لم تقم عليه الحجة بعد، كما قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ))، وقال تعالى: (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) إلى قوله: (( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))، وقال تعالى: (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ))، والآيات في هذا المعنى متعددة، فإذا كان الإنسان لا يعلم أن هذا الشيء من الكفر فإننا لا نحكم بكفره.
الأمر الثاني: أن يكون الشخص مريداً أن يكون مريدًا لما قال من كلمة الكفر، أو لما فعل، فإن كان مكرهاً أو سبق لسانه على قول كلمة الكفر فإنه لا يكفر، ودليل ذلك قوله تعالى: (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم -وذكر أنه- كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها وضاعت عنه، وجعل يطلبها ولم يجدها، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك استيقظ وخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذ به فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح ): كلمة: أنت عبدي وأنا ربك، كفر لكن هل قصدها؟
لا، سبقت على لسانه، إذاً لابد من هذين الشرطين: العلم، والثاني: الإرادة والقصد، فإن لم يرد ولم يقصد فلا.
ومن ذلك أيضاً قصة الرجل الذي كان ظالماً لنفسه فجمع أهله وأمرهم أن يُحرقوه إذا مات، وأن يذروه في اليم، لئلا يعذبه الله، فجمعه الله عز وجل وسأله: ( لماذا فعلت هذا؟ قال: ربي خوفاً من عذابك، فغفر الله له )، فإن هذا الرجل كان جاهلاً في كون الله تعالى يقدر عليه أن يجمعه ويحاسبه، أعرفت؟
إذاً لابد من أمرين:
الأمر الأول: أن نعلم بأن هذا الشيء مكفر.
الثاني: أن نعلم انطباق الشروط أو تمام الشروط على من قام به، فلابد من أن نعلم أن شروط التكفير قد انطبقت عليه، ومنها: العلم، والقصد، ولهذا يفرق بين كون المقالة أو الفعالة كفراً، وبين كون الفاعل لها أو القائل لها كافراً، قد تكون المقالة أو الفعالة كفراً، ولكن القائل لها أو الفاعل لها ليس بكافر لعدم انطباق الشروط عليه، نعم.
ومن ثَمَّ نحن نحذر غاية التحذير من التسرع في إطلاق الكفر على قوم لم يتبين فيهم الشروط، أي: شروط التكفير، لأنك إذا كفرته فلازم تكفيرك إياه أن تشهد بأنه في النار، فأنت الآن شهدت بالحكم وبما يقتضيه الحكم، فالمسألة خطيرة جداً، ثم إن الحكم بالتكفير يستلزم بغضه والبراءة منه والبعد عنه وعدم السمع له والطاعة إن كان أميراً، وما أشبه ذلك مما يترتب على هذه المسألة التي يجب على الإنسان أن يكف لسانه عنها.
ماذا يقول المؤتم عندما يقول الإمام سمع الله لمن حمده.؟
السائل : الحمد لله، فضيلة الشيخ والله بغيت أسألك سؤال وهو: المؤتم الذي إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، هل يقول المؤتم: ربنا ولك الحمد أم يقول: سمع الله لمن حمده؟
الشيخ : المؤتم إذا قال إمامه: سمع الله لمن حمده لا يقول: سمع الله لمن حمده.
السائل : بس في كتاب *صفة صلاة النبي *.
الشيخ : لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد ) فقال: إذا كبر فكبروا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين التكبير وبين التسميع، التكبير نقول كما يقول، والتسميع لا نقول كما يقول، لأن قوله: ( وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد ) بمنزلة قوله إذا قال: سمع الله لمن حمده فلا تقولوا: سمع الله لمن حمده، ولكن قولوا: ربنا ولك الحمد بدليل السياق، سياق الحديث الذي قال: إذا كبر فكبروا، واضح؟
ومن قال من أهل العلم أنه يقول: سمع الله لمن حمده ويقول: ربنا ولك الحمد فقد أخطأ، وأخطاء العلماء لا تُحصى، وليس أحد يقبل قوله على الإطلاق ولا يرد قوله على الإطلاق حتى يعرض على الكتاب والسنة، ونحن إذا عرضنا هذا على السنة وجدنا الأمر كما سمعت.
الشيخ : المؤتم إذا قال إمامه: سمع الله لمن حمده لا يقول: سمع الله لمن حمده.
السائل : بس في كتاب *صفة صلاة النبي *.
الشيخ : لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد ) فقال: إذا كبر فكبروا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين التكبير وبين التسميع، التكبير نقول كما يقول، والتسميع لا نقول كما يقول، لأن قوله: ( وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد ) بمنزلة قوله إذا قال: سمع الله لمن حمده فلا تقولوا: سمع الله لمن حمده، ولكن قولوا: ربنا ولك الحمد بدليل السياق، سياق الحديث الذي قال: إذا كبر فكبروا، واضح؟
ومن قال من أهل العلم أنه يقول: سمع الله لمن حمده ويقول: ربنا ولك الحمد فقد أخطأ، وأخطاء العلماء لا تُحصى، وليس أحد يقبل قوله على الإطلاق ولا يرد قوله على الإطلاق حتى يعرض على الكتاب والسنة، ونحن إذا عرضنا هذا على السنة وجدنا الأمر كما سمعت.
مزارع باع ثمر النخل ولم يخرج الزكاة نسيانا فهل يشتري ثمرا للزكاة أم يخرجها نقوداً .؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ.
الشيخ : ماذا قلت قبل هذه؟ سلمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : إذا باع المزارع ثمر النخل، ونسي أن يخرج الزكاة، فهل يشتري زكاة أو يخرجها نقوداً، وما هو نصاب الزكاة؟
الشيخ : إذا باع الإنسان ثمرة نخله أو زرعه فإنه يخرج الزكاة من قيمتها، لأن هذا أقرب إلى العدل، وهذا أنفع للفقراء في وقتنا، فمثلاً إذا بعته بعشرة آلاف ريال تخرج نصف العشر تخرج نصف العشر ، يعني: عشرة آلاف ريال نصف العشر فيها كم؟
خمسمائة ريال.
الشيخ : ماذا قلت قبل هذه؟ سلمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : إذا باع المزارع ثمر النخل، ونسي أن يخرج الزكاة، فهل يشتري زكاة أو يخرجها نقوداً، وما هو نصاب الزكاة؟
الشيخ : إذا باع الإنسان ثمرة نخله أو زرعه فإنه يخرج الزكاة من قيمتها، لأن هذا أقرب إلى العدل، وهذا أنفع للفقراء في وقتنا، فمثلاً إذا بعته بعشرة آلاف ريال تخرج نصف العشر تخرج نصف العشر ، يعني: عشرة آلاف ريال نصف العشر فيها كم؟
خمسمائة ريال.
طالب من جدة يدرس في جامعة الإمام فرع القصيم فهل له أن يقصر الصلاة وإذا زار جدة هل يقصر.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك، أنا من مدينة جدة وأدرس في جامعة الإمام.
الشيخ : في جامعة الإمام في أي مكان؟
السائل : في فرع القصيم.
الشيخ : نعم.
السائل : وتستلزم الدراسة أربع سنوات، فهل أكون مسافراً أم أكون مقيماً؟ وإذا كنت مسافراً فهل إذا رجعت إلى مدينة جدة للزيارة هل أكون هناك مسافراً أم مقيماً؟
الشيخ : أما على رأي الجمهور فإنك مقيم، مقيم غير مقيم، مقيم في وجوب إتمام الصلاة، وفي لزوم الصوم في رمضان، وفي الاقتصار على يوم وليلة في المسح على الخفين، غير مقيم في الجمعة فلا يكمل بك عدد الجمعة، ولا يصح أن تكون فيها إماماً، ولا يصح أن تكون فيها خطيباً، هذا هو المشهور عند فقهاء المذاهب.
ولكن الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية أن الناس ينقسمون إلى قسمين فقط:
مستوطن، ومسافر، ومثل المستوطن من أقام إقامة مطلقة غير مقيدة بعمل ولا زمن، وعلى هذا فيكون إقامتك في القصيم للدراسة مع أن النية الجازمة بأنك سوف تغادر القصيم إذا انتهت الدراسة تكون مسافراً على هذا الرأي، وإذا رجعت إلى بلدك فإنك مقيم، لأنك رجعت إلى محل استيطانك، فعليك أن تتم في بلدك ولك أن تقصر في هذا البلد الذي أنت تقيم فيه للدراسة.
لكن بالنسبة للصوم فنرى ألا تتأخر في صوم سنة إلى سنة أخرى، لأن ذلك يتراكم عليك وربما تعجز عن قضائه في المستقبل.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك، أنا من مدينة جدة وأدرس في جامعة الإمام.
الشيخ : في جامعة الإمام في أي مكان؟
السائل : في فرع القصيم.
الشيخ : نعم.
السائل : وتستلزم الدراسة أربع سنوات، فهل أكون مسافراً أم أكون مقيماً؟ وإذا كنت مسافراً فهل إذا رجعت إلى مدينة جدة للزيارة هل أكون هناك مسافراً أم مقيماً؟
الشيخ : أما على رأي الجمهور فإنك مقيم، مقيم غير مقيم، مقيم في وجوب إتمام الصلاة، وفي لزوم الصوم في رمضان، وفي الاقتصار على يوم وليلة في المسح على الخفين، غير مقيم في الجمعة فلا يكمل بك عدد الجمعة، ولا يصح أن تكون فيها إماماً، ولا يصح أن تكون فيها خطيباً، هذا هو المشهور عند فقهاء المذاهب.
ولكن الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية أن الناس ينقسمون إلى قسمين فقط:
مستوطن، ومسافر، ومثل المستوطن من أقام إقامة مطلقة غير مقيدة بعمل ولا زمن، وعلى هذا فيكون إقامتك في القصيم للدراسة مع أن النية الجازمة بأنك سوف تغادر القصيم إذا انتهت الدراسة تكون مسافراً على هذا الرأي، وإذا رجعت إلى بلدك فإنك مقيم، لأنك رجعت إلى محل استيطانك، فعليك أن تتم في بلدك ولك أن تقصر في هذا البلد الذي أنت تقيم فيه للدراسة.
لكن بالنسبة للصوم فنرى ألا تتأخر في صوم سنة إلى سنة أخرى، لأن ذلك يتراكم عليك وربما تعجز عن قضائه في المستقبل.
12 - طالب من جدة يدرس في جامعة الإمام فرع القصيم فهل له أن يقصر الصلاة وإذا زار جدة هل يقصر.؟ أستمع حفظ
ما حكم لبس الثياب ذات اللون الفسفوري أي الصفراء المشربة بخضرة للمرأة والأطفال والملابس الرقيقة للمرأة إذا كان لزوجها وهل يجوز أن تقص من شعرها من غير تقليد .؟
السائل : شيخنا الفاضل ظهر أَخيرًا أو قريبًا في الدروس التي تقام في البيوت أن بعضهم يقول: أن لباس اللون الفسفوري -أي: الأصفر المشرب بخضرة- لا يجوز للمسلم أن يَلبسه أو يُلبسه أطفاله، ولا يجوز للمرأة أن تشتري ثياباً رقاقاً تلبسها لزوجها فقط، ولا يجوز أن تأخذ من شعرها شيئاً.
الشيخ : أن إيش؟
السائل : من شعرها شيئًا، أن تقص شعرها يعني، سواء قصدت التقليد أو لم تقصد؟
الشيخ : والله هذا خطأ:
أولاً: بالنسبة للباس الأصل فيه الحل، إلا ما قام الدليل على تحريمه، ولا أعلم دليلاً يحرم هذا اللون الفسفوري على المرأة.
وأما الثياب الرقيقة عند الزوج فلا بأس بها، ولا حرج، لقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )).
أما في مكان لا يختص فيه الزوج فإنه لا يجوز أن تلبس الرقاق سواء كان ذلك في السوق أو فيما بين النساء.
وأما بالنسبة للشعر فللعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: تحريم أخذ شيء من شعر المرأة مطلقاً إلا في حج أو عمرة.
والثاني: أنه يُكره أن تأخذ شيئاً من شعرها.
والثالث: الجواز مُطلقاً، يعني: يجوز أن تأخذ من شعرها ما شاءت ما لم يكن هذا على وجه يشبه شعر الكافرات، فإنه لا يجوز التشبه بالكافرات، على كل حال نرى أنه لا ينبغي التشدد في هذا الشيء، وألا يرخص للنساء ولا يمنعن، يقال: الأولى أن يبقى الرأس على ما هو عليه، هذا هو الذي نراه في هذه المسألة.
الشيخ : أن إيش؟
السائل : من شعرها شيئًا، أن تقص شعرها يعني، سواء قصدت التقليد أو لم تقصد؟
الشيخ : والله هذا خطأ:
أولاً: بالنسبة للباس الأصل فيه الحل، إلا ما قام الدليل على تحريمه، ولا أعلم دليلاً يحرم هذا اللون الفسفوري على المرأة.
وأما الثياب الرقيقة عند الزوج فلا بأس بها، ولا حرج، لقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )).
أما في مكان لا يختص فيه الزوج فإنه لا يجوز أن تلبس الرقاق سواء كان ذلك في السوق أو فيما بين النساء.
وأما بالنسبة للشعر فللعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: تحريم أخذ شيء من شعر المرأة مطلقاً إلا في حج أو عمرة.
والثاني: أنه يُكره أن تأخذ شيئاً من شعرها.
والثالث: الجواز مُطلقاً، يعني: يجوز أن تأخذ من شعرها ما شاءت ما لم يكن هذا على وجه يشبه شعر الكافرات، فإنه لا يجوز التشبه بالكافرات، على كل حال نرى أنه لا ينبغي التشدد في هذا الشيء، وألا يرخص للنساء ولا يمنعن، يقال: الأولى أن يبقى الرأس على ما هو عليه، هذا هو الذي نراه في هذه المسألة.
13 - ما حكم لبس الثياب ذات اللون الفسفوري أي الصفراء المشربة بخضرة للمرأة والأطفال والملابس الرقيقة للمرأة إذا كان لزوجها وهل يجوز أن تقص من شعرها من غير تقليد .؟ أستمع حفظ
نصيحة للنساء المدرسات في البيوت حول التسرع في الفتية.
السائل : نريد كلمة توجيهية للنساء اللاتي يقمن الدروس الخاصة في البيوت فإنهن يفتين بكثرة وبطلاقة، فبعضهن عندهن معلومات وليس عندهن علم أو رسوخ في العلم؟
الشيخ : لابد للإنسان من رجل أو امرأة أن يتقي الله فيما يقول عن شريعة الله، والمفتي يتحدث عن الله، فالواجب أن يتقي الله عز وجل فيما يتكلم به، وألا يفتيَ إلا عن علم أو عن غلبة ظن بعد الاجتهاد، نعم.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : نعم، تفضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : السؤال في الصم :
الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل غيره من المسلمين؟
الشيخ : لابد للإنسان من رجل أو امرأة أن يتقي الله فيما يقول عن شريعة الله، والمفتي يتحدث عن الله، فالواجب أن يتقي الله عز وجل فيما يتكلم به، وألا يفتيَ إلا عن علم أو عن غلبة ظن بعد الاجتهاد، نعم.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : نعم، تفضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : السؤال في الصم :
الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل غيره من المسلمين؟
اضيفت في - 2005-08-27