سلسلة لقاء الباب المفتوح-011b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
الرجل الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل بقية المسلمين.؟
الشيخ : لا يفتي إلا عن علم، أو عن غلبة ظن بعد الاجتهاد، نعم؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : نعم، تفضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : السؤال هو: الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل غيره من المسلمين؟
الشيخ : الأصم الأبكم من فقد حاستين من حواسه، وهما السمع والنطق، ولكن بقي عليه النظر، فما كان يدركه من دين الإسلام بالنظر، فإنه لا يسقط عنه، وما كان لا يدركه، فإنه يسقط عنه.
أما ما طريقه السمع إذا كان لا يدركه بالإشارة فإنه يسقط عنه، وعلى هذا فإذا كان لا يفهم شيئاً من الدين فإننا نقول: إذا كان أبواه مسلمين أو أبوه أو أمه وحده مسلمًا فهو مسلم تبعاً لهما، وإن كان بالغاً عاقلاً مستقلاً بنفسه فأمره إلى الله، لكنه ما دام عائشًا بين المسلمين فإننا نحكم له ظاهراً بالإسلام.
السائل : يعلم بعض الأشياء.
الشيخ : يُعلم بعض الأشياء بالإشارة، وأنا أعرف الذين في معهد الصم والبكم في الرياض يعرفون بالإشارة أكثر وأسرع من النطق، لأن في أناس يترجمون لهم بالإشارة يفهمون على طول.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : نعم، تفضل، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : السؤال هو: الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل غيره من المسلمين؟
الشيخ : الأصم الأبكم من فقد حاستين من حواسه، وهما السمع والنطق، ولكن بقي عليه النظر، فما كان يدركه من دين الإسلام بالنظر، فإنه لا يسقط عنه، وما كان لا يدركه، فإنه يسقط عنه.
أما ما طريقه السمع إذا كان لا يدركه بالإشارة فإنه يسقط عنه، وعلى هذا فإذا كان لا يفهم شيئاً من الدين فإننا نقول: إذا كان أبواه مسلمين أو أبوه أو أمه وحده مسلمًا فهو مسلم تبعاً لهما، وإن كان بالغاً عاقلاً مستقلاً بنفسه فأمره إلى الله، لكنه ما دام عائشًا بين المسلمين فإننا نحكم له ظاهراً بالإسلام.
السائل : يعلم بعض الأشياء.
الشيخ : يُعلم بعض الأشياء بالإشارة، وأنا أعرف الذين في معهد الصم والبكم في الرياض يعرفون بالإشارة أكثر وأسرع من النطق، لأن في أناس يترجمون لهم بالإشارة يفهمون على طول.
هل تثبت صفة الملل لله.؟
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) هل تثبت هذه الصفة لله عز وجل ألا وهي الملل؟
الشيخ : أجيبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ) ما بالك تبحث عن ثبوت الملل لله أو عدم ثبوته؟!
أنت تعلم أن الرسول خاطب الصحابة بذلك، وتعلم أن الصحابة أحرص منا جميعاً على معرفة صفات الله تعالى، وهل أوردوا على الرسول: هل يمل أو لا يمل، أو قالوا: سمعنا وصدقنا وآمنا أن الله لا يمل حتى نمل؟!
فما كان في الملل من نقص فهو لنا وليس لله، فالله تعالى كامل الصفات.
فيجب أن نتوقف عن البحث والنقاش في هذا الأمر، وأقول لك ولغيرك ولمن سمع كلامي هذا: إن صفات الله عز وجل يجب أن يحترز الإنسان منها غاية الاحتراز، لا يتجاوز ما ورد، إن تجاوز ما ورد هلك، لأنه سوف يقع بأحد أمرين: إما التمثيل ولزوم النقص في صفات الله، وإما التعطيل، أحد أمرين، يعني سبحان الله العظيم الصحابة مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والتابعون أكثر وأكثر، وأئمة المسلمين سكتوا عن هذا، ولا ذهبوا يبحثون، فيأتي متأخرون من العلماء، ويأتي الإخوة الطلبة الشباب الذين يريدون أن يتعمقوا -زعموا- في صفات الله، فينقبون عن مثل هذه المسائل، كم أصابع الله؟! كيف عينه؟! كيف وجهه؟! أما تعلم أن الإمام مالكًا -رحمه الله- لما قال له شخص يا أبا عبد الله!: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ))كيف استوى؟
أطرق برأسه حتى جعل يتصبب عرقاً خجلاً من هذا السؤال واستعظاماً له، وتعظيماً للرب عز وجل، ثم رفع رأسه وقال: " يا هذا! الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أُراك إلا مبتدعاً، ثم أمر به أن يخرج، فأخرج من المسجد ".
المسائل يا إخواني أيها الشباب مسائل الصفات لا تحرصوا على التعمق فيها حتى لا تقعوا في الهلاك، قولوا: سمعنا وآمنا وصدقنا، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، نحن ما دمنا نعمل فالله تعالى يثيبنا، ولا يمل حتى نمل، والملل إذا كنت ترى أنه نقص فيك فلا تثبت لله صفة نقص، فهو ملل يليق به، ونعلم أنه لا يستلزم نقصاً في حق الله إن كان ثابتاً له، أعرفت؟
وأُحذرك وأحذر السامعين من التنطع والتعمق في هذا، المسألة خطيرة، عليكم بما كُلفتم به من الأعمال، ودعوا ما لم تكلفوا به، ابحث كيف تصلي كيف تتوضأ كيف تصوم كيف تتصدق، واترك صفات الله عز وجل، خذها كما جاءت ولا تنقب عنها، لأن أمامك أناساً أهم منك، وأحرص منك على معرفة الله، وأشد حباً منك للخير وللعلم ما ناقشوا الرسول فيها.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) هل تثبت هذه الصفة لله عز وجل ألا وهي الملل؟
الشيخ : أجيبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ) ما بالك تبحث عن ثبوت الملل لله أو عدم ثبوته؟!
أنت تعلم أن الرسول خاطب الصحابة بذلك، وتعلم أن الصحابة أحرص منا جميعاً على معرفة صفات الله تعالى، وهل أوردوا على الرسول: هل يمل أو لا يمل، أو قالوا: سمعنا وصدقنا وآمنا أن الله لا يمل حتى نمل؟!
فما كان في الملل من نقص فهو لنا وليس لله، فالله تعالى كامل الصفات.
فيجب أن نتوقف عن البحث والنقاش في هذا الأمر، وأقول لك ولغيرك ولمن سمع كلامي هذا: إن صفات الله عز وجل يجب أن يحترز الإنسان منها غاية الاحتراز، لا يتجاوز ما ورد، إن تجاوز ما ورد هلك، لأنه سوف يقع بأحد أمرين: إما التمثيل ولزوم النقص في صفات الله، وإما التعطيل، أحد أمرين، يعني سبحان الله العظيم الصحابة مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والتابعون أكثر وأكثر، وأئمة المسلمين سكتوا عن هذا، ولا ذهبوا يبحثون، فيأتي متأخرون من العلماء، ويأتي الإخوة الطلبة الشباب الذين يريدون أن يتعمقوا -زعموا- في صفات الله، فينقبون عن مثل هذه المسائل، كم أصابع الله؟! كيف عينه؟! كيف وجهه؟! أما تعلم أن الإمام مالكًا -رحمه الله- لما قال له شخص يا أبا عبد الله!: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ))كيف استوى؟
أطرق برأسه حتى جعل يتصبب عرقاً خجلاً من هذا السؤال واستعظاماً له، وتعظيماً للرب عز وجل، ثم رفع رأسه وقال: " يا هذا! الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أُراك إلا مبتدعاً، ثم أمر به أن يخرج، فأخرج من المسجد ".
المسائل يا إخواني أيها الشباب مسائل الصفات لا تحرصوا على التعمق فيها حتى لا تقعوا في الهلاك، قولوا: سمعنا وآمنا وصدقنا، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، نحن ما دمنا نعمل فالله تعالى يثيبنا، ولا يمل حتى نمل، والملل إذا كنت ترى أنه نقص فيك فلا تثبت لله صفة نقص، فهو ملل يليق به، ونعلم أنه لا يستلزم نقصاً في حق الله إن كان ثابتاً له، أعرفت؟
وأُحذرك وأحذر السامعين من التنطع والتعمق في هذا، المسألة خطيرة، عليكم بما كُلفتم به من الأعمال، ودعوا ما لم تكلفوا به، ابحث كيف تصلي كيف تتوضأ كيف تصوم كيف تتصدق، واترك صفات الله عز وجل، خذها كما جاءت ولا تنقب عنها، لأن أمامك أناساً أهم منك، وأحرص منك على معرفة الله، وأشد حباً منك للخير وللعلم ما ناقشوا الرسول فيها.
ما رأيك في بعض طلبة العلم فيمن يطيل الكلام في الدرس على الأسانيد كحديث إنما الأعمال بالنيات.؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخنا، هناك أمر بين بعض طلبة العلم هو أن بعضهم يحفظ المسانيد مسانيد الأحاديث.
الشيخ : المسانيد ولا الأسانيد؟
السائل : الأسانيد، ويرويها ويجلس يشرح في هذه الأسانيد فترة طويلة، ويذكر الرواة ويذكر ما في هذا الحديث حتى أني مرة سمعت في حديث: ( إنما الأعمال بالنيات ) من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء ولم يشرح الحديث نفسه، فما رأيكم في هذه الطريقة المتبعة عند بعض طلبة العلم؟
الشيخ : الذي نرى أن هذه الطريقة عقيمة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( رب مبلَّغ أوعى من سامع ) فالمهم من السنة هو فقهها ومعرفتها، والرجال والسند ما هو إلا طريق، فإذا كانت الرجال من رجال البخاري ومسلم وهو في الصحيحين مثلاً، فطول الكلام فيهم عناء وإضاعة للوقت، أما إذا كان الرجال في كتب لم تشتهر بين المسلمين، فهنا يجب أن يبحث الإنسان فيهم، وإذا كان مدرساً قال هذا الرجل: تكلم فيه الناس، وأكثرهم ضعفه، أو أكثرهم قواه، وينتهي، ثم يتكلم على فقه الحديث، وما اشتمل عليه من فوائد وأحكام، هذه الطريقة الصحيحة التي تنمي الناس.
أما كوني أعرف أناساً لهم مئات السنين قد ماتوا وما حالهم، وما قيل فيهم، والفائدة قليلة، لأن هذا الحديث في البخاري ومسلم اللذين تلقتهما الأئمة بالقبول، بل تلقاه الناس جميعاً بالقبول، فهذا إضاعة وقت في الحقيقة، وخير من هذا إذا كان يريد كذلك أن يأخذ *التقريب أو *التهذيب أو *تهذيب التهذيب أو غيره من كتب الرجال ويقرأ ويشرح ويدع الأحاديث جانباً.
فنصيحتي لإخواني الذين يدرسون في الحديث أن يهتموا بفقه الأحاديث، أما الرجال فلا يبحثوا إلا فيما دعت الضرورة إليه، وإذا كانوا قد تصدَّوا للتدريس فليتكلموا بما حصل عندهم في هذا الرجل، فيقول مثلاً: هذا الرجل تكلم فيه الناس أكثرهم ضعفه أو أكثرهم قواه والراجح أنه قوي، أو الراجح أنه ضعيف، إذا كان أهلاً للترجيح أو التضعيف، أي نعم.
السائل : جزاكم الله خير.
الشيخ : المسانيد ولا الأسانيد؟
السائل : الأسانيد، ويرويها ويجلس يشرح في هذه الأسانيد فترة طويلة، ويذكر الرواة ويذكر ما في هذا الحديث حتى أني مرة سمعت في حديث: ( إنما الأعمال بالنيات ) من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء ولم يشرح الحديث نفسه، فما رأيكم في هذه الطريقة المتبعة عند بعض طلبة العلم؟
الشيخ : الذي نرى أن هذه الطريقة عقيمة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( رب مبلَّغ أوعى من سامع ) فالمهم من السنة هو فقهها ومعرفتها، والرجال والسند ما هو إلا طريق، فإذا كانت الرجال من رجال البخاري ومسلم وهو في الصحيحين مثلاً، فطول الكلام فيهم عناء وإضاعة للوقت، أما إذا كان الرجال في كتب لم تشتهر بين المسلمين، فهنا يجب أن يبحث الإنسان فيهم، وإذا كان مدرساً قال هذا الرجل: تكلم فيه الناس، وأكثرهم ضعفه، أو أكثرهم قواه، وينتهي، ثم يتكلم على فقه الحديث، وما اشتمل عليه من فوائد وأحكام، هذه الطريقة الصحيحة التي تنمي الناس.
أما كوني أعرف أناساً لهم مئات السنين قد ماتوا وما حالهم، وما قيل فيهم، والفائدة قليلة، لأن هذا الحديث في البخاري ومسلم اللذين تلقتهما الأئمة بالقبول، بل تلقاه الناس جميعاً بالقبول، فهذا إضاعة وقت في الحقيقة، وخير من هذا إذا كان يريد كذلك أن يأخذ *التقريب أو *التهذيب أو *تهذيب التهذيب أو غيره من كتب الرجال ويقرأ ويشرح ويدع الأحاديث جانباً.
فنصيحتي لإخواني الذين يدرسون في الحديث أن يهتموا بفقه الأحاديث، أما الرجال فلا يبحثوا إلا فيما دعت الضرورة إليه، وإذا كانوا قد تصدَّوا للتدريس فليتكلموا بما حصل عندهم في هذا الرجل، فيقول مثلاً: هذا الرجل تكلم فيه الناس أكثرهم ضعفه أو أكثرهم قواه والراجح أنه قوي، أو الراجح أنه ضعيف، إذا كان أهلاً للترجيح أو التضعيف، أي نعم.
السائل : جزاكم الله خير.
3 - ما رأيك في بعض طلبة العلم فيمن يطيل الكلام في الدرس على الأسانيد كحديث إنما الأعمال بالنيات.؟ أستمع حفظ
هل لك أجر الذي رد عليك السلام لأنك دللته على هدى.؟
السائل : فضيلة الشيخ سمعت بعض الإخوة يقول: إنك إذا ألقيت السلام على بعض الناس وقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلك بهذا ثلاثون حسنة، فكل من رد عليك السلام فلك مثل أجر المسلِّم، لأنك أنت دللتهم على الخير، فهل هذا كلام صحيح؟
الشيخ : الذي يظهر لي أن السلام والرد عبادة واحدة، ولكل من قام به أجره، فأنت إذا أَلقيت السلام فلك أجر المبتدئ بالسلام، ولك على كل جملة منه عشر حسنات، وهو إذا رد له كذلك، ولا شك أن البادئ بالسلام أفضل من الراد، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ، أما أن نجزم بأن أجر الإجابة يحصل للمبتدئ فهذا محل نظر.
الشيخ : الذي يظهر لي أن السلام والرد عبادة واحدة، ولكل من قام به أجره، فأنت إذا أَلقيت السلام فلك أجر المبتدئ بالسلام، ولك على كل جملة منه عشر حسنات، وهو إذا رد له كذلك، ولا شك أن البادئ بالسلام أفضل من الراد، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ، أما أن نجزم بأن أجر الإجابة يحصل للمبتدئ فهذا محل نظر.
ما حكم الراوي أو المحدث الذي يفتي بحل الغناء إذا كان من أهل المدينة وهم يحلونه مثل إباحة أهل الكوفة للنبيذ.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : شيخنا بالنسبة إذا كان أهل مصر من الأمصار يحلون شيئاً، مثل أهل المدينة كانوا يحلون الغناء، كانوا يرون الغناء، وأهل الكوفة النبيذ، فما حكم الغناء إذا كانوا أهل المدينة مثلًا علماء المدينة يجيزون هذا يا شيخ، فإذا كان الراوي أو المحدث من أهل مصر وكان يرى بجوازه فما حكمه يا شيخ؟
الشيخ : إذا علمنا أن هذا الراوي مجروح بالغناء كونه يغني مثلاً، ولكنه مستقيم الحال فيما عدا ذلك، بحثنا هل هو ممن يرى إباحة الغناء؟
إذا قالوا: نعم، فإن ذلك لا يجرحه، وإذا قالوا: لا، فإن ذلك يجرحه، لأنه أصر على معصية.
والغناء اختلف فيه الناس لا شك في هذا، اختلف فيه العلماء، ولكن قد وضع الله لنا ميزاناً عند اختلاف العلماء وهو الكتاب والسنة، كما قال تعالى: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) ، فلا يوهن الحكمَ اختلافُ العلماء إذا بانت السنة، إنما الذي يوهن الحكم ألَّا تثبت السنة أو لا تثبت دلالتها على الحكم، هذا هو الذي يوهن، أما مجرد الخلاف فإنه لا يوهن الحكم، لكنه يوجب -أعني الخلاف- للمستدل أن يبحث أكثر حتى يعرف ما وجه الخلاف الذي نشأ ويعرف الرد عليه، وهذه المسألة قلَّ من يتفطن لها حيث إن بعض الناس يظن أن مجرد الخلاف يوهن الحكم وهذا غلط، مثلاً إذا قال: لحم الإبل ينقض الوضوء أو لا ينقض الوضوء، ثم قال آخر: بل هو ينقض الوضوء للحديث، فيقول الثاني: العلماء مختلفون فيه، نقول: الاختلاف لا يضر، لا يوهن الحكم ما دام الدليل دالاً عليه، والدليل ثابت، والدلالة ثابتة، فإن الخلاف لا يوهن الحكم، لكنه كما قلت لك: يوجب للمستدل الناظر أن يتثبت وأن ينظر لماذا حصل هذا الخلاف، لأنه ربما يكون الخلاف لأمر لم يعلمه هو فإذا علمه رجع مثلًا عن قوله.
السائل : شيخ عندي سؤال إتمام.
الشيخ : لا، سؤال واحد.
السائل : تابع يا شيخ فيه إشكالات.
الشيخ : تسمحون له؟
السائل : شيخ سبحان الله أهل المدينة هم كانوا يجيدون، مثلاً ذكر الذهبي في ترجمة إبراهيم بن سعد بعدما وثقه، ثم قال: " وكان يجيد الغناء "، ونحن نعلم بأن الإمام مالك يرى بأن المغني أو الذي يشتغل بالغناء فاسق؟
الشيخ : لا تستغرب، لا تستغرب، العلماء يخفى عليهم الدليل، وتخفى عليهم الدلالة، أحياناً لا يعلمون بالدليل فيبنون على أصل، وأحياناً يعلمون الدليل فتخفى عليهم الدلالة فيؤولون الحديث على غير وجهه، ويحصل بذلك الخلاف.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : شيخنا بالنسبة إذا كان أهل مصر من الأمصار يحلون شيئاً، مثل أهل المدينة كانوا يحلون الغناء، كانوا يرون الغناء، وأهل الكوفة النبيذ، فما حكم الغناء إذا كانوا أهل المدينة مثلًا علماء المدينة يجيزون هذا يا شيخ، فإذا كان الراوي أو المحدث من أهل مصر وكان يرى بجوازه فما حكمه يا شيخ؟
الشيخ : إذا علمنا أن هذا الراوي مجروح بالغناء كونه يغني مثلاً، ولكنه مستقيم الحال فيما عدا ذلك، بحثنا هل هو ممن يرى إباحة الغناء؟
إذا قالوا: نعم، فإن ذلك لا يجرحه، وإذا قالوا: لا، فإن ذلك يجرحه، لأنه أصر على معصية.
والغناء اختلف فيه الناس لا شك في هذا، اختلف فيه العلماء، ولكن قد وضع الله لنا ميزاناً عند اختلاف العلماء وهو الكتاب والسنة، كما قال تعالى: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) ، فلا يوهن الحكمَ اختلافُ العلماء إذا بانت السنة، إنما الذي يوهن الحكم ألَّا تثبت السنة أو لا تثبت دلالتها على الحكم، هذا هو الذي يوهن، أما مجرد الخلاف فإنه لا يوهن الحكم، لكنه يوجب -أعني الخلاف- للمستدل أن يبحث أكثر حتى يعرف ما وجه الخلاف الذي نشأ ويعرف الرد عليه، وهذه المسألة قلَّ من يتفطن لها حيث إن بعض الناس يظن أن مجرد الخلاف يوهن الحكم وهذا غلط، مثلاً إذا قال: لحم الإبل ينقض الوضوء أو لا ينقض الوضوء، ثم قال آخر: بل هو ينقض الوضوء للحديث، فيقول الثاني: العلماء مختلفون فيه، نقول: الاختلاف لا يضر، لا يوهن الحكم ما دام الدليل دالاً عليه، والدليل ثابت، والدلالة ثابتة، فإن الخلاف لا يوهن الحكم، لكنه كما قلت لك: يوجب للمستدل الناظر أن يتثبت وأن ينظر لماذا حصل هذا الخلاف، لأنه ربما يكون الخلاف لأمر لم يعلمه هو فإذا علمه رجع مثلًا عن قوله.
السائل : شيخ عندي سؤال إتمام.
الشيخ : لا، سؤال واحد.
السائل : تابع يا شيخ فيه إشكالات.
الشيخ : تسمحون له؟
السائل : شيخ سبحان الله أهل المدينة هم كانوا يجيدون، مثلاً ذكر الذهبي في ترجمة إبراهيم بن سعد بعدما وثقه، ثم قال: " وكان يجيد الغناء "، ونحن نعلم بأن الإمام مالك يرى بأن المغني أو الذي يشتغل بالغناء فاسق؟
الشيخ : لا تستغرب، لا تستغرب، العلماء يخفى عليهم الدليل، وتخفى عليهم الدلالة، أحياناً لا يعلمون بالدليل فيبنون على أصل، وأحياناً يعلمون الدليل فتخفى عليهم الدلالة فيؤولون الحديث على غير وجهه، ويحصل بذلك الخلاف.
5 - ما حكم الراوي أو المحدث الذي يفتي بحل الغناء إذا كان من أهل المدينة وهم يحلونه مثل إباحة أهل الكوفة للنبيذ.؟ أستمع حفظ
من هم الذين يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وما أوصافهم.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يأتي أقوام آخر الزمان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم ) ، نرجو من فضيلتكم توضيح أوصافهم لنا، وما هو وجه المروق؟
الشيخ : هؤلاء الخوارج الذي وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أهل طاعة وعبادة، وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته عند صلاتهم، وقراءته عند قراءتهم، لكن هذا العمل لا يجاوز تراقيهم، يعني: لا ينزل إلى القلب والعياذ بالله، فيمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، والسهم إذا ضرب الرمية مرق بسرعة وخرج من الجانب الآخر، فهم هكذا يمرون بالإسلام مروراً سريعاً كسرعة هذا السهم ثم يخرجون منه نسأل الله العافية، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، لأنهم وإن تشدَّدوا في الدين فهم مارقون منه، لو فتشت في قلوبهم لوجدتها سوداء صماء لا يصل إليها الخير والعياذ بالله، لأن إيمانهم في الظاهر، وهذا في الحقيقة شيء يجب علينا أن نحاسب أنفسنا فيه، لأن بعضنا تجده يكره المعاصي من الناس وينفر منها، وينكر عليهم ويسبهم، لكن ما وصل الإيمان إلى قلبه، فتجده في عباداته مهملاً لا يحضر قلبه لصلاته، ولا ينيب إلى ربه، ولا يجد أنه مذنب إذا أذنب، وهذه من صفات الخوارج، ولهذا قال بعض السلف: " من قال إن الناس هلكوا فهو أهلَكُهم، ومن قال إنهم ضلوا فهو أضلهم ".
ومرادهم بهذا من اشتغل بعيب غيره عن عيب نفسه، هؤلاء الخوارج على هذا النحو، ينكرون على الناس ما ينكرون، ويشددون عليهم ويجعلون فاعل الكبيرة كافراً، وهم أكفر منه، لأن إيمانهم لم يصل إلى القلب، بس ينكرون في الظاهر، وهذه المسألة خطيرة والله خطيرة خطيرة خطيرة، يجب على الإنسان أن يعالج نفسه منها حتى يسلم مِن هذا الشر، وهؤلاء ليسوا في آخر الزمان، نعم هم في آخر الزمان بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم سبقوا، منذ عهد الخلفاء الراشدين وهم موجودون، بل إن بعضهم في عهد الرسول لكنهم ما حملوا السلاح، فالذي قال للرسول: ( أن كان ابن عمتك يا رسول الله! لما حكم للزبير بن العوام )، هذا نوع من الخروج.
والذي قال للرسول لما قسم الغنائم: اعدل! وقال آخر: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، هذا أيضاً نوع من الخروج.
السائل : يعني: هم يقتدون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : يقتدون ظاهراً، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يجاوز تراقيهم ) أو قال: ( حناجرهم ) .
السائل : طيب كيف نحكم عليهم بذلك؟ كيف نعرفهم؟
الشيخ : هذه هي التي يجب على الإنسان أن يتوقف فيها، ورد فيهم علامات في عهد الرسول، الرسول أخبر بعلامات لهم منها ما وقع في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل: الرجل ذي الثُدية الذي أخبر النبي عنه ووجد في رجال معاوية، وغيره، ولكن نحن الآن لا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بأنهم خوارج إلا إذا علمنا رأيهم، فإذا كان رأيهم رأي الخوارج عرفنا أنهم منهم، مثال ذلك: من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين، من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين الذين هم مسلمون، هذا رأي الخوارج، نعرف أن هؤلاء متشددون في دين الله، لكن دينهم لم يتجاوز حناجرهم، قلوبهم خاوية وخالية من الإيمان.
السائل : كثير من الناس مثل الحالقين للحاهم والمسبلين يرمون الملتزمين بأنهم يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم، فما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : هذا غير صحيح، الفاسق معلوم يرى العدل أنه كافر! هؤلاء لا تقبل شهادتهم ولا يقبل حكمهم، الفسقة فسقة، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )).
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يأتي أقوام آخر الزمان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم ) ، نرجو من فضيلتكم توضيح أوصافهم لنا، وما هو وجه المروق؟
الشيخ : هؤلاء الخوارج الذي وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أهل طاعة وعبادة، وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته عند صلاتهم، وقراءته عند قراءتهم، لكن هذا العمل لا يجاوز تراقيهم، يعني: لا ينزل إلى القلب والعياذ بالله، فيمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، والسهم إذا ضرب الرمية مرق بسرعة وخرج من الجانب الآخر، فهم هكذا يمرون بالإسلام مروراً سريعاً كسرعة هذا السهم ثم يخرجون منه نسأل الله العافية، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، لأنهم وإن تشدَّدوا في الدين فهم مارقون منه، لو فتشت في قلوبهم لوجدتها سوداء صماء لا يصل إليها الخير والعياذ بالله، لأن إيمانهم في الظاهر، وهذا في الحقيقة شيء يجب علينا أن نحاسب أنفسنا فيه، لأن بعضنا تجده يكره المعاصي من الناس وينفر منها، وينكر عليهم ويسبهم، لكن ما وصل الإيمان إلى قلبه، فتجده في عباداته مهملاً لا يحضر قلبه لصلاته، ولا ينيب إلى ربه، ولا يجد أنه مذنب إذا أذنب، وهذه من صفات الخوارج، ولهذا قال بعض السلف: " من قال إن الناس هلكوا فهو أهلَكُهم، ومن قال إنهم ضلوا فهو أضلهم ".
ومرادهم بهذا من اشتغل بعيب غيره عن عيب نفسه، هؤلاء الخوارج على هذا النحو، ينكرون على الناس ما ينكرون، ويشددون عليهم ويجعلون فاعل الكبيرة كافراً، وهم أكفر منه، لأن إيمانهم لم يصل إلى القلب، بس ينكرون في الظاهر، وهذه المسألة خطيرة والله خطيرة خطيرة خطيرة، يجب على الإنسان أن يعالج نفسه منها حتى يسلم مِن هذا الشر، وهؤلاء ليسوا في آخر الزمان، نعم هم في آخر الزمان بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم سبقوا، منذ عهد الخلفاء الراشدين وهم موجودون، بل إن بعضهم في عهد الرسول لكنهم ما حملوا السلاح، فالذي قال للرسول: ( أن كان ابن عمتك يا رسول الله! لما حكم للزبير بن العوام )، هذا نوع من الخروج.
والذي قال للرسول لما قسم الغنائم: اعدل! وقال آخر: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، هذا أيضاً نوع من الخروج.
السائل : يعني: هم يقتدون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : يقتدون ظاهراً، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يجاوز تراقيهم ) أو قال: ( حناجرهم ) .
السائل : طيب كيف نحكم عليهم بذلك؟ كيف نعرفهم؟
الشيخ : هذه هي التي يجب على الإنسان أن يتوقف فيها، ورد فيهم علامات في عهد الرسول، الرسول أخبر بعلامات لهم منها ما وقع في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل: الرجل ذي الثُدية الذي أخبر النبي عنه ووجد في رجال معاوية، وغيره، ولكن نحن الآن لا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بأنهم خوارج إلا إذا علمنا رأيهم، فإذا كان رأيهم رأي الخوارج عرفنا أنهم منهم، مثال ذلك: من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين، من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين الذين هم مسلمون، هذا رأي الخوارج، نعرف أن هؤلاء متشددون في دين الله، لكن دينهم لم يتجاوز حناجرهم، قلوبهم خاوية وخالية من الإيمان.
السائل : كثير من الناس مثل الحالقين للحاهم والمسبلين يرمون الملتزمين بأنهم يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم، فما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : هذا غير صحيح، الفاسق معلوم يرى العدل أنه كافر! هؤلاء لا تقبل شهادتهم ولا يقبل حكمهم، الفسقة فسقة، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )).
ما حكم استعمال بعض العبارات مثل لا سمح الله و لا قدر الله والمرحوم والمغفور له.؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك، ما حكم استعمال بعض العبارات الشائعة مثل: " لا سمح الله "، " لا قدر الله "، " المرحوم فلان "، " المغفور له فلان " ؟
الشيخ : نعم، أما " لا سمح الله " فأكرهها، لأنها تنبي عن ضغط وإكراه لله عز وجل والله لا مكره له.
وأما " لا قدر الله " فلا بأس، لأن معنى " لا قدر الله "، أي: أسأل الله ألا يقدر هذا .
وكذلك: المغفور له، والمرحوم، لا بأس بها أيضاً، لأنها ليست خبراً وإنما هي دعاء، ولا فرق بين أن نقول: فلان غفر الله له، أو فلان المغفور له إذا قصدت الدعاء، لأن جملة غفر فعل ماض تدل على أن الغفران حاصل، لكن لما كنت تريد أن تسأل الله أن يغفر له صارت جائزة، كذلك المغفور له اسم مفعول تدل على وقوع المغفرة، لكن لما كنت تريد أنك تسأل الله أن يغفر له صارت جائزة، فيظن بعض العامة أنك إذا قلت: فلان المرحوم، يعني معناه أن هذا خبر، وأن الله رحمه، فهذا غلط، أنا أقول: مرحوم يعني: الذي أسأل الله أن يرحمه، وكذلك المغفور له.
السائل : إذاً حسب قصد المتكلم؟
الشيخ : إي نعم، كما إذا قلت: فلان غفر الله له، إن كان قصدك أن تخبر أن الله قد غفر له فهذا حرام ولا يجوز، لا تشهد على الله.
الشيخ : نعم، أما " لا سمح الله " فأكرهها، لأنها تنبي عن ضغط وإكراه لله عز وجل والله لا مكره له.
وأما " لا قدر الله " فلا بأس، لأن معنى " لا قدر الله "، أي: أسأل الله ألا يقدر هذا .
وكذلك: المغفور له، والمرحوم، لا بأس بها أيضاً، لأنها ليست خبراً وإنما هي دعاء، ولا فرق بين أن نقول: فلان غفر الله له، أو فلان المغفور له إذا قصدت الدعاء، لأن جملة غفر فعل ماض تدل على أن الغفران حاصل، لكن لما كنت تريد أن تسأل الله أن يغفر له صارت جائزة، كذلك المغفور له اسم مفعول تدل على وقوع المغفرة، لكن لما كنت تريد أنك تسأل الله أن يغفر له صارت جائزة، فيظن بعض العامة أنك إذا قلت: فلان المرحوم، يعني معناه أن هذا خبر، وأن الله رحمه، فهذا غلط، أنا أقول: مرحوم يعني: الذي أسأل الله أن يرحمه، وكذلك المغفور له.
السائل : إذاً حسب قصد المتكلم؟
الشيخ : إي نعم، كما إذا قلت: فلان غفر الله له، إن كان قصدك أن تخبر أن الله قد غفر له فهذا حرام ولا يجوز، لا تشهد على الله.
ما الضابط الشرعي فيما يسمى بفقه الواقع وما الدليل على وجوده عند سلف الأمة.؟
السائل : فضيلة الشيخ علم فقه الواقع أصبح على لسان الكثير من إخواننا ما بين مُفرِط ومُفَرِّط، فما هو ضابطه الشرعي، وما هي الأدلة على وجود هذا ما يسمى بهذا المسمى عند سلف هذه الأمة، نرجو من فضيلتكم البسط في ذلك لأهميته، ولحاجة الكثير من إخواننا إلى ذلك وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ : فقه الواقع يعني: فقه واقع الناس، هذا فقه الواقع، ومن المعلوم أن واقع الناس لابد أن يكون معلوماً لدى الإنسان حتى يعرف ماذا يعيش فيه، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى في قوله حين بعث معاذًا إلى اليمن: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ) فأخبره عن واقعهم وحالهم.
لكن لا يجوز بحال من الأحوال أن يطغى على الفقه في الدين، وأن يكون ليس للشاب أو لغير الشاب هم إلا أن يبحث فيما حصل وماذا حصل في أمر لا يمكنه إصلاحه -أيضاً- لو أراد الإصلاح، فالفقه في الدين هو الأصل، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) .
والفقه في الواقع نحتاج إليه لنطبق الفقه في الدين على أحوال الناس، لأنه لا يمكن أن تحكم على شخص بأنه فسدت صلاته مثلاً حتى تعرف أنه فعل مفسداً، أو أن صيامه بطل حتى تعرف أنه بطل، لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يطغى فقه الواقع على الفقه في الدين، بحيث لا يكون للإنسان هم إلا مطالعة المجلات والجرائد، وما أشبه ذلك، ويعرض بذلك عن مطالعة الكتاب والسنة.
السائل : معظمهم يا شيخ يقصدون بفقه الواقع معرفة أخبار البلاد.
الشيخ : هذا نفس الذي قلته لك، لا تشغل نفسك بهذا عن الفقه في الدين، لكن الفقه في الدين محتاج إلى فقه الواقع من أجل أن نطبق الحكم الشرعي على الواقع.
الشيخ : فقه الواقع يعني: فقه واقع الناس، هذا فقه الواقع، ومن المعلوم أن واقع الناس لابد أن يكون معلوماً لدى الإنسان حتى يعرف ماذا يعيش فيه، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى في قوله حين بعث معاذًا إلى اليمن: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ) فأخبره عن واقعهم وحالهم.
لكن لا يجوز بحال من الأحوال أن يطغى على الفقه في الدين، وأن يكون ليس للشاب أو لغير الشاب هم إلا أن يبحث فيما حصل وماذا حصل في أمر لا يمكنه إصلاحه -أيضاً- لو أراد الإصلاح، فالفقه في الدين هو الأصل، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) .
والفقه في الواقع نحتاج إليه لنطبق الفقه في الدين على أحوال الناس، لأنه لا يمكن أن تحكم على شخص بأنه فسدت صلاته مثلاً حتى تعرف أنه فعل مفسداً، أو أن صيامه بطل حتى تعرف أنه بطل، لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يطغى فقه الواقع على الفقه في الدين، بحيث لا يكون للإنسان هم إلا مطالعة المجلات والجرائد، وما أشبه ذلك، ويعرض بذلك عن مطالعة الكتاب والسنة.
السائل : معظمهم يا شيخ يقصدون بفقه الواقع معرفة أخبار البلاد.
الشيخ : هذا نفس الذي قلته لك، لا تشغل نفسك بهذا عن الفقه في الدين، لكن الفقه في الدين محتاج إلى فقه الواقع من أجل أن نطبق الحكم الشرعي على الواقع.
امرأة دخل عليها وقت الظهر ولما همت بالصلاة حاضت فهل تصلي الظهر لما تطهر أم لا.؟
السائل : أحسن الله إليكم شيخنا امرأة دخل عليها وقت صلاة الظهر فانشغلت ببعض أمورها، وقبل خروج الوقت ولما همت بالصلاة حاضت، فهل تصلي إذا طهرت؟
الشيخ : نعم، الصحيح أن المرأة إذا طهرت وقد أدركت من الوقت مقدار ركعة وجب عليها أن تقضي الصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) وهذه أدركت من وقتها ركعة فيجب عليها أن تقضي الصلاة.
الشيخ : نعم، الصحيح أن المرأة إذا طهرت وقد أدركت من الوقت مقدار ركعة وجب عليها أن تقضي الصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) وهذه أدركت من وقتها ركعة فيجب عليها أن تقضي الصلاة.
حديث الذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعذب يشدق وقيل له بأنه نام عن القرآن وعن الصلاة فهل المقصود أنه نام عن القرآن أي القيام أو اتباعه.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا شيخ ذُكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه مر على أقوام يعذبون، ومنهم سأل عن رجل يشدخ رأسه فقيل له: إنه نام عن القرآن ونام عن الصلاة، فهل يقصد بأنه نام عن القرآن القيام أو اتِّباعه؟
الشيخ : المراد بذلك الفرائض، نام عن الصلاة أي: الفرائض، لأن النوافل نفل لا يعذب الإنسان على تركها، وأما نام عن القرآن، أي: نام عما يجب أن يتعلمه من القرآن، فيحمل هذا الحديث على الواجب، أما ما كان تطوعاً فالإنسان فيه بالخيار.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا شيخ ذُكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه مر على أقوام يعذبون، ومنهم سأل عن رجل يشدخ رأسه فقيل له: إنه نام عن القرآن ونام عن الصلاة، فهل يقصد بأنه نام عن القرآن القيام أو اتِّباعه؟
الشيخ : المراد بذلك الفرائض، نام عن الصلاة أي: الفرائض، لأن النوافل نفل لا يعذب الإنسان على تركها، وأما نام عن القرآن، أي: نام عما يجب أن يتعلمه من القرآن، فيحمل هذا الحديث على الواجب، أما ما كان تطوعاً فالإنسان فيه بالخيار.
10 - حديث الذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعذب يشدق وقيل له بأنه نام عن القرآن وعن الصلاة فهل المقصود أنه نام عن القرآن أي القيام أو اتباعه.؟ أستمع حفظ
ما حكم لبس الثياب المعصفرة والحمراء وهل هو خاص بالرجال.؟
السائل : فضيلة الشيخ عفا الله عنك، بالنسبة للبس المعصفر والأحمر، هل هو خاص بالرجال أو النساء وما الراجح في حكمها، وهل هي في الثياب والسراويل أو في نوع منها؟
الشيخ : اللباس الأحمر الخالص نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، لكن بشرط أن يكون خالصاً، أما إذا كان فيه خط أو خطوط بيضاء أو ليس أحمر خالصاً فإنه لا بأس به لا للرجال ولا للنساء.
الشيخ : اللباس الأحمر الخالص نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، لكن بشرط أن يكون خالصاً، أما إذا كان فيه خط أو خطوط بيضاء أو ليس أحمر خالصاً فإنه لا بأس به لا للرجال ولا للنساء.
ما حكم مشاهدة بعض الملتزمين للمبارات الكروية من خلال التلفاز مع كشف العورات ووجود النساء في المدرجات.؟
السائل : فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرًا، كثير من الإخوة هداهم الله يشاهد المباريات من خلال التلفاز ويقول: إن هذا ليس فيه شيء، مع العلم أن المباريات يظهر فيها كشف العورات خصوصاً المباريات الآن التي تحصل في خارج المملكة، ويحضر في المدرجات نساء، وللأسف قد يكون البعض ملتزم، ويحتج بأنه فقط للمشاهدة وليس للتشجيع والحماس؟
الشيخ : الواقع أن ما أشرت إليه قد ابتلي به بعض الناس، وصاروا يهوون هواية شديدة النظر إلى المباريات، حتى أن بعضهم ربما يدع الصلاة مع الجماعة من أجل هذا، ولا ريب أنه إذا ترك الجماعة من أجل هذا أنه آثم وعاصٍ، لأن الجماعة واجبة، لكن إذا قدرنا أنه بعد أن صلى العشاء جلس فهنا نقول: جلوسك هذا إن سلمت من الإثم فإنه لغو، ولكنني لا أظنه يسلم من الإثم لأمور:
أولاً: أنه يضيع وقته في غير فائدة، والوقت أغلى من المال، وأثمن من المال للعاقل، ولهذا قال الله تعالى: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ))، ما قال: لعلي أشاهد المباريات أو أتمتع في الدنيا قال: (( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )) فهذا يدل على ندمه عل ما أضاعه في غير طاعة الله عز وجل.
ثانياً: أنه يوجب تعلق القلب بهذا، لكن لو فطم نفسه عنه ما همه، كما هو معروف في الإخوان الذين لا يطالعونها لا تهمهم، بل إذا كانوا يشاهدون الأخبار ثم جاءت هذه المباريات أغلقوا التلفاز، لكن إذا صار يشاهدها تعلق قلبه بها وألفها، وصار حبه لها غراماً.
ثالثاً: أنه ربما يَغلب في هذه المباراة من هو كافر أو فاسق فيقع في قلبه تعظيمه ومحبته وموالاته وهذه خطيرة.
رابعاً: أنه سيضيع مالاً بما ينفقه على هذا التلفزيون من أجرة الكهرباء وكذلك الأضواء في المحل الذي هو فيه، فربما يستغرق شيئاً كثيراً من الأموال، لذلك نرى أن مشاهدة هذه المباريات فيها شيء من السَّفه، وفيها شيء من الخطر على الإنسان، فالذي ينبغي لك أيها الحازم ألا تشاهد هذه المباريات.
الشيخ : الواقع أن ما أشرت إليه قد ابتلي به بعض الناس، وصاروا يهوون هواية شديدة النظر إلى المباريات، حتى أن بعضهم ربما يدع الصلاة مع الجماعة من أجل هذا، ولا ريب أنه إذا ترك الجماعة من أجل هذا أنه آثم وعاصٍ، لأن الجماعة واجبة، لكن إذا قدرنا أنه بعد أن صلى العشاء جلس فهنا نقول: جلوسك هذا إن سلمت من الإثم فإنه لغو، ولكنني لا أظنه يسلم من الإثم لأمور:
أولاً: أنه يضيع وقته في غير فائدة، والوقت أغلى من المال، وأثمن من المال للعاقل، ولهذا قال الله تعالى: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ))، ما قال: لعلي أشاهد المباريات أو أتمتع في الدنيا قال: (( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )) فهذا يدل على ندمه عل ما أضاعه في غير طاعة الله عز وجل.
ثانياً: أنه يوجب تعلق القلب بهذا، لكن لو فطم نفسه عنه ما همه، كما هو معروف في الإخوان الذين لا يطالعونها لا تهمهم، بل إذا كانوا يشاهدون الأخبار ثم جاءت هذه المباريات أغلقوا التلفاز، لكن إذا صار يشاهدها تعلق قلبه بها وألفها، وصار حبه لها غراماً.
ثالثاً: أنه ربما يَغلب في هذه المباراة من هو كافر أو فاسق فيقع في قلبه تعظيمه ومحبته وموالاته وهذه خطيرة.
رابعاً: أنه سيضيع مالاً بما ينفقه على هذا التلفزيون من أجرة الكهرباء وكذلك الأضواء في المحل الذي هو فيه، فربما يستغرق شيئاً كثيراً من الأموال، لذلك نرى أن مشاهدة هذه المباريات فيها شيء من السَّفه، وفيها شيء من الخطر على الإنسان، فالذي ينبغي لك أيها الحازم ألا تشاهد هذه المباريات.
12 - ما حكم مشاهدة بعض الملتزمين للمبارات الكروية من خلال التلفاز مع كشف العورات ووجود النساء في المدرجات.؟ أستمع حفظ
الصورة التي نراها في التلفاز هل نحكم عليها بأنها صورة أم هي غير ذلك.؟
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أحد الإخوة يا شيخ كان يتكلم عن التلفاز، فمن المعروف يا شيخ من كلامكم -هذا الذي نعرفه- أنه على ما يستخدم عليه، ولكن لا تحبذه، هذا الذي أعرفه، -لعلك تصحح ما عندي- ولكن يقول: إذا كان التلفزيون أو الجهاز يستعمل لشيء من الأشياء الخيِّرة فالأصل فيه أنه للخيرات، لأن الوسائل لها الغايات، على غايتها، ولكن أقول يا شيخ: بالنسبة للصورة التي تعرض سواء للخير أو غيره، ولو كانت لخير على هذه المسألة، ولكن هذه الصورة يا شيخ هل يحكم عليها بأنه صورة أم ماذا يا شيخ حفظكم الله وبارك الله فيك؟
الشيخ : نعم هي صورة لا شك، لكنها ليست حراماً، لأن هذه الصورة إن كانت في شريط الفيديو، فإنها لا تظهر في نفس الشريط، وإنما تظهر على الشاشة فقط، وإن كانت مباشرة فهي صورة آدمي تشاهده كأنما تشاهد شخصاً من طاقة من البيت، وليس كل ما يسمى صورة يكون حراماً، فإن الإنسان يقف أمام المرآة ويشاهد صورة، ومع ذلك لا نقول: إن هذه الصورة حرام، فالمحرم من الصور: الصور الثابتة التي تثبت باليد، تثبت على الأوراق، أما هذه فليست بثابتة، لكن إذا كان الإنسان يخشى على نفسه من مشاهدتها كما لو ظهر في الأخبار امرأة أو شاب جميل وتخشى المرأة على نفسها منه، فهنا لا تنظر إليه، يسمع ولا ينظر.
وأما قوله: أن فيه خيراً، نعم إن فيه الخير وفيه الشر، لكن في الوقت الحاضر شره أكثر من خيره، والإنسان العاقل لا ينبغي أن يقتنيه في بيته حتى ولا للأخبار، لأنه إذا اقتناه في البيت فلن يقتصر على الأخبار فقط، لابد أن يشاهد أخباراً وغير أخبار.
فنصيحتي لإخواني أن يدعوا اقتناء التلفزيون مطلقاً مهما كان، لا سيما إذا جاء هذا الشبح الذي يهددوننا به الآن وهو البث المباشر، الذي سوف يشاهد الناس ما كان عليه الدول الفاجرة الكافرة من الخلاعة والمجون والكفر، وإثارة الناس على ولاتهم، الذين في الخارج سينشرون كل ما قيل، حتى لو كان فيه ما يفرق بيننا وبين ولاة أمورنا فعلوا، لأنهم يريدون الشر ويريدون الثورات ويريدون القلق، ولا يريدون أمناً لهذه البلاد، ولهذا كان واجباً على الإنسان أن يحذر من هذا البث المباشر حتى يسلم الناس من شره.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أحد الإخوة يا شيخ كان يتكلم عن التلفاز، فمن المعروف يا شيخ من كلامكم -هذا الذي نعرفه- أنه على ما يستخدم عليه، ولكن لا تحبذه، هذا الذي أعرفه، -لعلك تصحح ما عندي- ولكن يقول: إذا كان التلفزيون أو الجهاز يستعمل لشيء من الأشياء الخيِّرة فالأصل فيه أنه للخيرات، لأن الوسائل لها الغايات، على غايتها، ولكن أقول يا شيخ: بالنسبة للصورة التي تعرض سواء للخير أو غيره، ولو كانت لخير على هذه المسألة، ولكن هذه الصورة يا شيخ هل يحكم عليها بأنه صورة أم ماذا يا شيخ حفظكم الله وبارك الله فيك؟
الشيخ : نعم هي صورة لا شك، لكنها ليست حراماً، لأن هذه الصورة إن كانت في شريط الفيديو، فإنها لا تظهر في نفس الشريط، وإنما تظهر على الشاشة فقط، وإن كانت مباشرة فهي صورة آدمي تشاهده كأنما تشاهد شخصاً من طاقة من البيت، وليس كل ما يسمى صورة يكون حراماً، فإن الإنسان يقف أمام المرآة ويشاهد صورة، ومع ذلك لا نقول: إن هذه الصورة حرام، فالمحرم من الصور: الصور الثابتة التي تثبت باليد، تثبت على الأوراق، أما هذه فليست بثابتة، لكن إذا كان الإنسان يخشى على نفسه من مشاهدتها كما لو ظهر في الأخبار امرأة أو شاب جميل وتخشى المرأة على نفسها منه، فهنا لا تنظر إليه، يسمع ولا ينظر.
وأما قوله: أن فيه خيراً، نعم إن فيه الخير وفيه الشر، لكن في الوقت الحاضر شره أكثر من خيره، والإنسان العاقل لا ينبغي أن يقتنيه في بيته حتى ولا للأخبار، لأنه إذا اقتناه في البيت فلن يقتصر على الأخبار فقط، لابد أن يشاهد أخباراً وغير أخبار.
فنصيحتي لإخواني أن يدعوا اقتناء التلفزيون مطلقاً مهما كان، لا سيما إذا جاء هذا الشبح الذي يهددوننا به الآن وهو البث المباشر، الذي سوف يشاهد الناس ما كان عليه الدول الفاجرة الكافرة من الخلاعة والمجون والكفر، وإثارة الناس على ولاتهم، الذين في الخارج سينشرون كل ما قيل، حتى لو كان فيه ما يفرق بيننا وبين ولاة أمورنا فعلوا، لأنهم يريدون الشر ويريدون الثورات ويريدون القلق، ولا يريدون أمناً لهذه البلاد، ولهذا كان واجباً على الإنسان أن يحذر من هذا البث المباشر حتى يسلم الناس من شره.
ما معنى الحديث أن الميت إذا مات تبعه ماله.؟
السائل : فضيلة الشيخ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( يتبع الميتَ ثلاثةٌ: يرجع اثنان ويبقى واحد ).
الشيخ : ثلاثةٌ.
السائل : ثلاثة ويبقى واحد.
الشيخ : لا، ( يتبع الميت ثلاثةٌ ).
السائل : ( يتبع الميت ثلاثةٌ: يرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع ماله وأهله ويبقى عمله ) كيف ماله يتبعه؟
الشيخ : أليس الإنسان إذا خرج خرج معه أهلُه، أليس كذلك؟ وخرج معه ماله فما هو ماله؟
قال أهل العلم: هذا في الميت الذي له أرقَّاء يتبعونه، والأرقَّاء أموال يباعون ويشترون.
وقال بعض العلماء: المراد بماله هو ما يكرم من أجله، يعني: أن الناس غير أقاربه وغير أهله يخرجون معه من أجل ماله إذا كان تاجراً، فعبر بالتابعين من أجل المال بالمال، أعرفت؟ ولهذا نجد الفقير إذا صُلي عليه في المسجد من يتبعه؟
لا يتبعه إلا الذين يحملون النعش فقط، أربعة أو خمسة أو ستة، لكن إذا كان غَنياً ما شاء الله، ملئوا المسجد، فهذا تبع المال، وربما يقال أيضًا: ما يغطى به من أكسية أو نحوها يرجع لكن هذا ضعيف، فالمعنى إما أن يقال: إن المراد بالمال العبيد الأرقاء، أو المراد بالمال ما يُكرم به من أجله، وهو: كثرة الناس الذين ليسوا من أهل الميت.
الشيخ : ثلاثةٌ.
السائل : ثلاثة ويبقى واحد.
الشيخ : لا، ( يتبع الميت ثلاثةٌ ).
السائل : ( يتبع الميت ثلاثةٌ: يرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع ماله وأهله ويبقى عمله ) كيف ماله يتبعه؟
الشيخ : أليس الإنسان إذا خرج خرج معه أهلُه، أليس كذلك؟ وخرج معه ماله فما هو ماله؟
قال أهل العلم: هذا في الميت الذي له أرقَّاء يتبعونه، والأرقَّاء أموال يباعون ويشترون.
وقال بعض العلماء: المراد بماله هو ما يكرم من أجله، يعني: أن الناس غير أقاربه وغير أهله يخرجون معه من أجل ماله إذا كان تاجراً، فعبر بالتابعين من أجل المال بالمال، أعرفت؟ ولهذا نجد الفقير إذا صُلي عليه في المسجد من يتبعه؟
لا يتبعه إلا الذين يحملون النعش فقط، أربعة أو خمسة أو ستة، لكن إذا كان غَنياً ما شاء الله، ملئوا المسجد، فهذا تبع المال، وربما يقال أيضًا: ما يغطى به من أكسية أو نحوها يرجع لكن هذا ضعيف، فالمعنى إما أن يقال: إن المراد بالمال العبيد الأرقاء، أو المراد بالمال ما يُكرم به من أجله، وهو: كثرة الناس الذين ليسوا من أهل الميت.
هل شروط الفتوى والإفتاء تنطبق على المرأة.؟
السائل : فضيلة الشيخ أثابكم الله في مؤلفكم *الأصول من علم الأصول* ذكرتم شروط الفتوى، فهل هذه الشروط تنطبق على المرأة لاسيما خاصة بعد سؤال الأخ مصطفى عن ظاهرة الفتوى بغير علم؟
الشيخ : الشروط التي ذكرناها في كتاب الأصول تنطبق على الرجل والمرأة، والأصل أن ما ثبت في الرجال ثبت في النساء إلا بدليل، وما ثبت في النساء ثبت في الرجال إلا بدليل، هذا هو الأصل، سواء من أدلة القرآن أو السنة، فإنه ما ثبت للرجال ثبت للنساء، وما ثبت للنساء ثبت للرجال إلا بدليل.
الشيخ : الشروط التي ذكرناها في كتاب الأصول تنطبق على الرجل والمرأة، والأصل أن ما ثبت في الرجال ثبت في النساء إلا بدليل، وما ثبت في النساء ثبت في الرجال إلا بدليل، هذا هو الأصل، سواء من أدلة القرآن أو السنة، فإنه ما ثبت للرجال ثبت للنساء، وما ثبت للنساء ثبت للرجال إلا بدليل.
هل يجوز للمؤذن أن ينوه في الميكرفون بالصلاة بعد إنتهاء الآذان.؟
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكذا الحاضرين.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، واحد منكم يرد.
السائل : هل يجوز للمؤذن بعد الأذان في الميكروفون أنه ينوه بالصلاة بعدما ينتهي من الأذان؟
الشيخ : نعم، خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر الناس بالصلاة بالأذان فقط، فأي كلمات تزاد بعد الأذان فهي بدعة، لا ينوه بعده، يكفي قوله: حي على الصلاة حي على الفلاح.
السائل : جزاكم الله خيرًا وأثابكم الله وجميع الحاضرين.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، واحد منكم يرد.
السائل : هل يجوز للمؤذن بعد الأذان في الميكروفون أنه ينوه بالصلاة بعدما ينتهي من الأذان؟
الشيخ : نعم، خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر الناس بالصلاة بالأذان فقط، فأي كلمات تزاد بعد الأذان فهي بدعة، لا ينوه بعده، يكفي قوله: حي على الصلاة حي على الفلاح.
السائل : جزاكم الله خيرًا وأثابكم الله وجميع الحاضرين.
طفل يصف النساء للرجال الأجانب هل يجوز أن يظهر على النساء وماذا نفعل إذا كن من محارمه.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ إذا كان هناك طفل عمره سبع سنوات يصف خالته إلى آبائه.
الشيخ : كيف؟
السائل : طفل عمره سبع سنوات.
الشيخ : يصف؟
السائل : يصف خالته أخت أمه إلى زوج أخواتها.
الشيخ : يعني يصف أوصاف هذه المرأة للرجال الأجانب؟
السائل : إي للرجال الأجانب، فما حكم الظهور على هذا الطفل؟
الشيخ : هذا لا يظهر على المرأة، يجب أن تتغطى عنه، لقوله تعالى: (( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ))، وهذا ظاهر ما دام يعرف الآن الأوصاف الجميلة من غير الجميلة يجب التحرز منه.
السائل : رغم أنها خالته يا شيخ؟
الشيخ : ولو كانت خالته، يعني قصدك أنها ما تتغطى عنه، أي نعم، لكن يجب أن ينهى عن هذا الشيء، ما دامت خالته لا يمكن أن تحتجب عنه، لكن يجب أن ينهى عن هذا الشيء، ما يصلح ويتوعدونه بما يمكن أن يفعلوه به.
السائل : بعض الأطفال الغالب عليه الشقاوة يا شيخ؟
الشيخ : لكنَّ الله يهدي أقوامًا أشقياء.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : فضيلة الشيخ إذا كان هناك طفل عمره سبع سنوات يصف خالته إلى آبائه.
الشيخ : كيف؟
السائل : طفل عمره سبع سنوات.
الشيخ : يصف؟
السائل : يصف خالته أخت أمه إلى زوج أخواتها.
الشيخ : يعني يصف أوصاف هذه المرأة للرجال الأجانب؟
السائل : إي للرجال الأجانب، فما حكم الظهور على هذا الطفل؟
الشيخ : هذا لا يظهر على المرأة، يجب أن تتغطى عنه، لقوله تعالى: (( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ))، وهذا ظاهر ما دام يعرف الآن الأوصاف الجميلة من غير الجميلة يجب التحرز منه.
السائل : رغم أنها خالته يا شيخ؟
الشيخ : ولو كانت خالته، يعني قصدك أنها ما تتغطى عنه، أي نعم، لكن يجب أن ينهى عن هذا الشيء، ما دامت خالته لا يمكن أن تحتجب عنه، لكن يجب أن ينهى عن هذا الشيء، ما يصلح ويتوعدونه بما يمكن أن يفعلوه به.
السائل : بعض الأطفال الغالب عليه الشقاوة يا شيخ؟
الشيخ : لكنَّ الله يهدي أقوامًا أشقياء.
17 - طفل يصف النساء للرجال الأجانب هل يجوز أن يظهر على النساء وماذا نفعل إذا كن من محارمه.؟ أستمع حفظ
هل يجوز استقدام الخادمات من أجل الضرورة كامرأة كبيرة لا بنات لها مع العلم بأنه يوجد في البيت شاب.؟
السائل : هل يجوز يا شيخ استقدام خادمات إذا كان في ضرورة: امرأة ليس لها بنات، لكن في شاب في نفس البيت؟
الشيخ : والله الذي نرى أنه لا يجوز استقدام الخادمات إلا بمحرم، هذه واحدة.
والثانية: أنه لابد أن يكون هناك ضرورة.
السائل : هي ضرورتها أنها كبيرة في السن.
الشيخ : ما تستطيع؟
السائل : ما تستطيع أن تخدم.
الشيخ : ولا لها زوجة ابن؟
السائل : لها زوجات أبناء.
الشيخ : ورا ما تقوم باللازم الزوجة؟
السائل : متفرقين الأبناء.
الشيخ : قصدك في البيت؟
السائل : ليس في البيت إلا شاب فقط.
الشيخ : لا، ما يجوز أبدًا.
السائل : طيب هل يجوز أن يمتنع أحد الأبناء عن دفع المبلغ، أحد الأبناء ملتزم يجوز له؟
الشيخ : نعم، يجوز له.
الشيخ : والله الذي نرى أنه لا يجوز استقدام الخادمات إلا بمحرم، هذه واحدة.
والثانية: أنه لابد أن يكون هناك ضرورة.
السائل : هي ضرورتها أنها كبيرة في السن.
الشيخ : ما تستطيع؟
السائل : ما تستطيع أن تخدم.
الشيخ : ولا لها زوجة ابن؟
السائل : لها زوجات أبناء.
الشيخ : ورا ما تقوم باللازم الزوجة؟
السائل : متفرقين الأبناء.
الشيخ : قصدك في البيت؟
السائل : ليس في البيت إلا شاب فقط.
الشيخ : لا، ما يجوز أبدًا.
السائل : طيب هل يجوز أن يمتنع أحد الأبناء عن دفع المبلغ، أحد الأبناء ملتزم يجوز له؟
الشيخ : نعم، يجوز له.
18 - هل يجوز استقدام الخادمات من أجل الضرورة كامرأة كبيرة لا بنات لها مع العلم بأنه يوجد في البيت شاب.؟ أستمع حفظ
قراءة خطاب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس إدارة البحوث والإفتاء لدعوة المسلمين لمساعدة إخوانهم في البسنة والهرسك.
الشيخ : وعليكم السلام، لعلنا ننتهي على هذا لأنه ما بقي إلا عشر دقائق على الأذان، وإلى لقاء آخر إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد: فإن إخوانكم من المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك يعذبون من أعداء الله، ويقتلون، ويعاملون بأنواع العذاب والظلم، فالواجب عليكم جميعًا مساعدتهم بأنواع المساعدات بالمال والجاه والدعاء، عملًا بقول الله عز وجل: (( إنما المؤمنون إخوة ))، وقوله سبحانه: (( وتعاونوا على البر والتقوى ))، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا وشبَّك بين أصابعه )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق على صحتهما.
ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأمر بنصر المظلوم، في قوله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) متفق على صحته، ولما أوجب الله من نصر المسلمين ضد أعداء الله، فإن إخوانكم من المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك في صُراع مع أعداء الله من الصِرب وأنصارهم، فالواجب على جميع المسلمين أن يساعدوهم بالمستطاع للأدلة المذكورة من الآيات والأحاديث، ولقوله عز وجل: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )، وهم من أحق الناس بالمساعدة من الزكاة وغيرها دعمًا لنضالهم وسدًّا لحاجتهم وإعانة لهم على الصمود أمام أعداء الله سبحانه وتعالى، ونوصي جميع لجان الإغاثة في المملكة العربية السعودية وغيرها بالعناية بشأنهم وجمع التبرعات لهم من الزكاة وغيرها.
والله المسؤول أن يوفق المسلمين حكومات وشعوبًا لكل خير، والله المسئول أن يوفق المسلمين حكومات وشعوبًا لكل خير، آمين، وأن ينصر بهم دينه ويخذل بهم أعداءه، آمين، وأن يعينهم على نصر إخوانهم المظلومين في كل مكان، آمين، وأن يوفق إخواننا المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك وغيرهما لكل ما فيه رضاه، آمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يجمعهم على الحق، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يكتب لهم النصر على أعداء الله سبحانه وتعالى، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.
ونحن كذلك نحثكم على التبرع لهم، ومَن كان عنده شيء فليسلمه إلينا، ولم نتمكن من إعداد من يقفون على أبواب المسجد لجمع التبرعات، ولكن سيكون هذا إن شاء الله في الجمعة المقبلة، وكما سمعتم كلام الشيخ أنه يجوز أن يُعطَوا من الزكاة ومن غير الزكاة، ويجوز أن تقدم الزكاة لإعطائهم، لأن تقديم الزكاة جائز لا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك، والله الموفق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد: فإن إخوانكم من المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك يعذبون من أعداء الله، ويقتلون، ويعاملون بأنواع العذاب والظلم، فالواجب عليكم جميعًا مساعدتهم بأنواع المساعدات بالمال والجاه والدعاء، عملًا بقول الله عز وجل: (( إنما المؤمنون إخوة ))، وقوله سبحانه: (( وتعاونوا على البر والتقوى ))، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا وشبَّك بين أصابعه )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق على صحتهما.
ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأمر بنصر المظلوم، في قوله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) متفق على صحته، ولما أوجب الله من نصر المسلمين ضد أعداء الله، فإن إخوانكم من المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك في صُراع مع أعداء الله من الصِرب وأنصارهم، فالواجب على جميع المسلمين أن يساعدوهم بالمستطاع للأدلة المذكورة من الآيات والأحاديث، ولقوله عز وجل: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )، وهم من أحق الناس بالمساعدة من الزكاة وغيرها دعمًا لنضالهم وسدًّا لحاجتهم وإعانة لهم على الصمود أمام أعداء الله سبحانه وتعالى، ونوصي جميع لجان الإغاثة في المملكة العربية السعودية وغيرها بالعناية بشأنهم وجمع التبرعات لهم من الزكاة وغيرها.
والله المسؤول أن يوفق المسلمين حكومات وشعوبًا لكل خير، والله المسئول أن يوفق المسلمين حكومات وشعوبًا لكل خير، آمين، وأن ينصر بهم دينه ويخذل بهم أعداءه، آمين، وأن يعينهم على نصر إخوانهم المظلومين في كل مكان، آمين، وأن يوفق إخواننا المسلمين في جمهورية البوسنة والهِرسك وغيرهما لكل ما فيه رضاه، آمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يجمعهم على الحق، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يكتب لهم النصر على أعداء الله سبحانه وتعالى، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.
ونحن كذلك نحثكم على التبرع لهم، ومَن كان عنده شيء فليسلمه إلينا، ولم نتمكن من إعداد من يقفون على أبواب المسجد لجمع التبرعات، ولكن سيكون هذا إن شاء الله في الجمعة المقبلة، وكما سمعتم كلام الشيخ أنه يجوز أن يُعطَوا من الزكاة ومن غير الزكاة، ويجوز أن تقدم الزكاة لإعطائهم، لأن تقديم الزكاة جائز لا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك، والله الموفق.
اضيفت في - 2005-08-27