سلسلة لقاء الباب المفتوح-015b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
ما حكم خروج الشباب إلى البر للعب بالسيارات على كثبان الرمال وهل التفرج عليهم جائز.؟
السائل : بسم الله .
هناك يا شيخ بعض الشباب يذهبون للبر في تجمعات كبيرة ويقومون بالصعود على الكثبان الرملية المرتفعة مما يسبب إتلاف السيارات، فهل عملهم هذا جائز، وهل من يقوم بالفرجة المشاهدة هل عمله يحل لا يأثم؟
الشيخ : أولاً: المشاهدة تنبني على الفعل، هل هو جائز أم لا، فنقول: خروج الشباب إلى البر على هذا الوجه ربما يفضي إلى المفاسد، منها: تركهم للجماعات في المساجد، وبعدهم عن أهلهم.
ومنها أن فيه كما أشرتَ إليه إتلافاً للمال، فإن السيارات تتلف بهذا الاستعمال، وهو إجبار السيارات على أن تصعد إلى كثبان الرمل، وإذا تضررت صار في هذا إتلاف للمال، وإتلاف المال لغير مصلحة شرعية دينية أو دنيوية محرم، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إضاعة المال، ثم إني أسمع كثيراً من الناس يشكون من هذه السيارات، يشكون منها حيث إنها تفسد الأرض وتفسد النبات، ومعلوم أنه إذا كثر تردد السيارات على أرض بعينها ويختلف مسيرها فإنها ستتلف الأرض، ويحصل في هذا ضرر على أهل المواشي.
وإذا تبين أن مثل هذا العمل مضيعة للوقت ومضيعة للمال، وقد يكون سبباً لأمور محظورة، كان تشجيعه والخروج للتفرج إليه محرماً، لأنه إقرار للمحرم ومساعدة عليه، وقد قال سبحانه وتعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )).
ويدلك أيضاً على أن هذا العمل سفه، أن مثل هؤلاء لا يمكن أن يعملوه عند شرفاء الناس ووجهائهم، لا يمكن أن يعملوا هذا العمل لأنهم يستحيون منه، وفي الحكمة القديمة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن مما أدرك الناسُ من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، والحياء شعبة من الإيمان ) .
السائل : هناك يا شيخ بعضهم يحتج بوجود بعض المتدينين؟
الشيخ : بعض المتدينين قد يخفى عليهم الأمر، ولو تأملوا لعرفوا أنهم ليسوا على شيء، فربما يخفى على بعض الناس أشياء عند التأمل يتبين لهم أنها غير مناسبة.
هناك يا شيخ بعض الشباب يذهبون للبر في تجمعات كبيرة ويقومون بالصعود على الكثبان الرملية المرتفعة مما يسبب إتلاف السيارات، فهل عملهم هذا جائز، وهل من يقوم بالفرجة المشاهدة هل عمله يحل لا يأثم؟
الشيخ : أولاً: المشاهدة تنبني على الفعل، هل هو جائز أم لا، فنقول: خروج الشباب إلى البر على هذا الوجه ربما يفضي إلى المفاسد، منها: تركهم للجماعات في المساجد، وبعدهم عن أهلهم.
ومنها أن فيه كما أشرتَ إليه إتلافاً للمال، فإن السيارات تتلف بهذا الاستعمال، وهو إجبار السيارات على أن تصعد إلى كثبان الرمل، وإذا تضررت صار في هذا إتلاف للمال، وإتلاف المال لغير مصلحة شرعية دينية أو دنيوية محرم، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إضاعة المال، ثم إني أسمع كثيراً من الناس يشكون من هذه السيارات، يشكون منها حيث إنها تفسد الأرض وتفسد النبات، ومعلوم أنه إذا كثر تردد السيارات على أرض بعينها ويختلف مسيرها فإنها ستتلف الأرض، ويحصل في هذا ضرر على أهل المواشي.
وإذا تبين أن مثل هذا العمل مضيعة للوقت ومضيعة للمال، وقد يكون سبباً لأمور محظورة، كان تشجيعه والخروج للتفرج إليه محرماً، لأنه إقرار للمحرم ومساعدة عليه، وقد قال سبحانه وتعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )).
ويدلك أيضاً على أن هذا العمل سفه، أن مثل هؤلاء لا يمكن أن يعملوه عند شرفاء الناس ووجهائهم، لا يمكن أن يعملوا هذا العمل لأنهم يستحيون منه، وفي الحكمة القديمة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن مما أدرك الناسُ من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، والحياء شعبة من الإيمان ) .
السائل : هناك يا شيخ بعضهم يحتج بوجود بعض المتدينين؟
الشيخ : بعض المتدينين قد يخفى عليهم الأمر، ولو تأملوا لعرفوا أنهم ليسوا على شيء، فربما يخفى على بعض الناس أشياء عند التأمل يتبين لهم أنها غير مناسبة.
في بيع التورق إذا أراد أن يبيع السلعة على شخص آخر بسعر أقل فما الحكم.؟
السائل : بسم الله .
أحسن الله إليك يا شيخ في كتابكم : *المداينة، في القسم الخامس كان عندنا مسألة التورق، وكان جواب فضيلتكم يا شيخ: ولكن نظراً لحاجة الناس اليوم وقلة المقرضين ينبغي القول بالجواز بشروط، وكان الشرط الرابع: ألا يبيعها المستدين إلا بعد قبضها وحيازتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السلع قبل أن يحوزها التجار إلى رحالهم، فإذا تمت هذه الشروط الأربعة فإن القول بجواز مسألة التورق متوجه كي لا يحصل تضييق على الناس، وليكن معلوماً أنه لا يجوز أن يبيعها المستدين على الدائن بأقل مما اشتراها به، طيب السؤال يا شيخ: إذا أراد أن يبيعها على شخص آخر بأقل؟
الشيخ : نعم، هو الغالب في هذا أنه إذا باعها على شخص آخر فإنه يبيعها بأقل لاشك، لأن الدائن قد رفعَ سعرها بمناسبة تأجيل الثمن، فإن بيع الحاضر ليس كبيع المؤجل، فهو لن يبيعها إلا بأقل من ثمنها ما لم ترتفع الأسعار، لأنه أحياناً يشتريها بخمسين ألفاً مؤجلة، وقيمتها حاضرة أربعون ألفاً، ثم يرتفع السعر في يومين أو أقل حتى تبلغ هذه السيارة ستين ألفاً نقداً، فإذا كان ذلك فهذا ما فيه إشكال، أعرفت؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : وعليه فنقول: إذا باعها على غير من استدانها منه فله أن يبيعها بأقل وله أن يبيعها بأكثر، وله أن يبيعها بمثل ما اشتراها به حسب الحال.
السائل : يا شيخ تسمح لي بسؤال ثاني؟
الشيخ : لا، أسمحلك بسؤال ثاني إذا جاء الدور مرة ثانية.
أحسن الله إليك يا شيخ في كتابكم : *المداينة، في القسم الخامس كان عندنا مسألة التورق، وكان جواب فضيلتكم يا شيخ: ولكن نظراً لحاجة الناس اليوم وقلة المقرضين ينبغي القول بالجواز بشروط، وكان الشرط الرابع: ألا يبيعها المستدين إلا بعد قبضها وحيازتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السلع قبل أن يحوزها التجار إلى رحالهم، فإذا تمت هذه الشروط الأربعة فإن القول بجواز مسألة التورق متوجه كي لا يحصل تضييق على الناس، وليكن معلوماً أنه لا يجوز أن يبيعها المستدين على الدائن بأقل مما اشتراها به، طيب السؤال يا شيخ: إذا أراد أن يبيعها على شخص آخر بأقل؟
الشيخ : نعم، هو الغالب في هذا أنه إذا باعها على شخص آخر فإنه يبيعها بأقل لاشك، لأن الدائن قد رفعَ سعرها بمناسبة تأجيل الثمن، فإن بيع الحاضر ليس كبيع المؤجل، فهو لن يبيعها إلا بأقل من ثمنها ما لم ترتفع الأسعار، لأنه أحياناً يشتريها بخمسين ألفاً مؤجلة، وقيمتها حاضرة أربعون ألفاً، ثم يرتفع السعر في يومين أو أقل حتى تبلغ هذه السيارة ستين ألفاً نقداً، فإذا كان ذلك فهذا ما فيه إشكال، أعرفت؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : وعليه فنقول: إذا باعها على غير من استدانها منه فله أن يبيعها بأقل وله أن يبيعها بأكثر، وله أن يبيعها بمثل ما اشتراها به حسب الحال.
السائل : يا شيخ تسمح لي بسؤال ثاني؟
الشيخ : لا، أسمحلك بسؤال ثاني إذا جاء الدور مرة ثانية.
رجل عنده عقيقة فهل يجوز له أن يكرم عماله بها إذا كان فيهم كفار.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا فضيلة الشيخ شخص يقول: عندي عقيقة ذبحتها فأكرمت ناس من العمال وبينهم مسلم وبينهم كفار، فهل يجوز لي إكرامهم أم لا؟
الشيخ : أولاً: العقيقة ذبيحة لله عز وجل، ولا يجوز أن يدفع بها الإنسان مذمة عن نفسه، ولا أن يجلب لنفسه بها مصلحة، فإذا كان قد أكرم بها العمال من أجل أن يزيدوا في عملهم وينصحوا له فهذا لا يجوز، أما إذا أكرم العمال بها، لأنهم فقراء فهذا لا بأس به، سواء كانوا مسلمين أو غيرَ مسلمين، وسواء كان معهم مسلم أم لم يكن، لأن الله تعالى قال في كتابه: (( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )).
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا فضيلة الشيخ شخص يقول: عندي عقيقة ذبحتها فأكرمت ناس من العمال وبينهم مسلم وبينهم كفار، فهل يجوز لي إكرامهم أم لا؟
الشيخ : أولاً: العقيقة ذبيحة لله عز وجل، ولا يجوز أن يدفع بها الإنسان مذمة عن نفسه، ولا أن يجلب لنفسه بها مصلحة، فإذا كان قد أكرم بها العمال من أجل أن يزيدوا في عملهم وينصحوا له فهذا لا يجوز، أما إذا أكرم العمال بها، لأنهم فقراء فهذا لا بأس به، سواء كانوا مسلمين أو غيرَ مسلمين، وسواء كان معهم مسلم أم لم يكن، لأن الله تعالى قال في كتابه: (( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )).
هل يشترط لصلاة راتبة الفجر والتي قبل الظهر دخول وقت الصلاة فيها.؟
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : هل يشترط للسنة الراتبة التي قبل الظهر وقبل الفجر دخول وقت الصلاة؟
الشيخ : السنة الراتبة القبلية التي تكون قبل الصلاة لابد أن تكون بعد دخول الوقت، لأنها راتبة لصلاة لا تصح إلا بعد وقتها، فلو فرض أن الإنسان صلاها قبل دخول الوقت ظاناً أن الوقت قد دخل ثم تبين أنه لم يدخل فليعدها وتكون الأولى نافلة نفلاً مطلقاً لا راتبة.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : هل يشترط للسنة الراتبة التي قبل الظهر وقبل الفجر دخول وقت الصلاة؟
الشيخ : السنة الراتبة القبلية التي تكون قبل الصلاة لابد أن تكون بعد دخول الوقت، لأنها راتبة لصلاة لا تصح إلا بعد وقتها، فلو فرض أن الإنسان صلاها قبل دخول الوقت ظاناً أن الوقت قد دخل ثم تبين أنه لم يدخل فليعدها وتكون الأولى نافلة نفلاً مطلقاً لا راتبة.
ما الفرق بين الدين والقرض والسلم.؟
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما الفرق بين الدين، والقرض، والسَّلم؟
الشيخ : الدين والقرض والسَّلم كلها بمعنى واحد عند الفقهاء، لأن الفقهاء رحمهم الله يرون أن الدين ما ثبت في الذمة، سواء كان قَرضاً أو ثمن مبيع أو كان أُجرة لم يسلمها المستأجر أو غير ذلك، كل ما ثبت في الذمة فإنه دين عند أهل العلم.
أما عند العامة فالدين عندهم هو التورق: يعني: أن يبيع سلعة بثمن مؤجل أكثر من ثمنها حاضرا، من أجل أن يبيعها المشتري، وينتفع بثمنها، هذا هو الدين عند العامة، أما في الشرع وعند العلماء فالدين: كلُّ ما ثبت في الذمة من ثمن مبيع، أو قرض، أو سَلَم، أو غير ذلك.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما الفرق بين الدين، والقرض، والسَّلم؟
الشيخ : الدين والقرض والسَّلم كلها بمعنى واحد عند الفقهاء، لأن الفقهاء رحمهم الله يرون أن الدين ما ثبت في الذمة، سواء كان قَرضاً أو ثمن مبيع أو كان أُجرة لم يسلمها المستأجر أو غير ذلك، كل ما ثبت في الذمة فإنه دين عند أهل العلم.
أما عند العامة فالدين عندهم هو التورق: يعني: أن يبيع سلعة بثمن مؤجل أكثر من ثمنها حاضرا، من أجل أن يبيعها المشتري، وينتفع بثمنها، هذا هو الدين عند العامة، أما في الشرع وعند العلماء فالدين: كلُّ ما ثبت في الذمة من ثمن مبيع، أو قرض، أو سَلَم، أو غير ذلك.
ما هي الوسائل المتاحة للتعرف بها على اتجاه القبلة في الصحراء و ما حكم من يجعل الشمس على يساره دائما.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : بالنسبة لتحديد اتجاه القبلة في الصحراء بعض الناس يجعلون الشمس عن يسارهم ثم يصلون، فهل هذه الوسيلة صحيحة أم هناك وسائل لتحديد اتجاه القبلة في الصحراء؟
الشيخ : في أي محل هم، هل هم مثلًا هنا في القصيم؟
السائل : أي صحراء يا شيخ!
الشيخ : أي صحراء ما يصح، إذا قدرنا أنهم في الشام فكيف يجعلون الشمس على يسارهم؟
السائل : هم في أي مكان يا شيخ يجعلونها عن يسارهم ويصلون.
الشيخ : لا لا غلط، هذا غلط كبير، حتى عندنا مثلاً هنا في نجد ليست الشمس على اليسار، الشمس على اليمين دائماً في صلاة العصر، لكنها في الشتاء تكون عن اليمين قريبة، وفي الصيف تكون بعيدة، تكاد تكون عن يمينك رأساً مائة بالمائة، لكن في الشتاء لا تكون كذلك، لأنها تنصرف إلى الجنوب.
أما في الظهر فالظهر في الصيف عند انتهاء طول النهار تكون على رأسه عند الزوال، أما في الشتاء فتكون على اليمين، على يمينه هذا في نجد، ويختلف أيضاً الجنوب والشمال والوسط منها.
أما الوسائل لتحديد القبلة فقد حدثت الآن آلات ولله الحمد تدل الإنسان، آلات مرقمة بأرقام معينة، وآلات مركبة على خطوط الطول والعرض وغير ذلك ومتنوعة، ومن أحسن ما رأيت ساعة تسمى: " ساعة العصر " ، تدلك على أوقات الصلوات وعلى القبلة ، لكن لها برنامج يحتاج الإنسان إلى معرفته فهي تدله على القبلة.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : بالنسبة لتحديد اتجاه القبلة في الصحراء بعض الناس يجعلون الشمس عن يسارهم ثم يصلون، فهل هذه الوسيلة صحيحة أم هناك وسائل لتحديد اتجاه القبلة في الصحراء؟
الشيخ : في أي محل هم، هل هم مثلًا هنا في القصيم؟
السائل : أي صحراء يا شيخ!
الشيخ : أي صحراء ما يصح، إذا قدرنا أنهم في الشام فكيف يجعلون الشمس على يسارهم؟
السائل : هم في أي مكان يا شيخ يجعلونها عن يسارهم ويصلون.
الشيخ : لا لا غلط، هذا غلط كبير، حتى عندنا مثلاً هنا في نجد ليست الشمس على اليسار، الشمس على اليمين دائماً في صلاة العصر، لكنها في الشتاء تكون عن اليمين قريبة، وفي الصيف تكون بعيدة، تكاد تكون عن يمينك رأساً مائة بالمائة، لكن في الشتاء لا تكون كذلك، لأنها تنصرف إلى الجنوب.
أما في الظهر فالظهر في الصيف عند انتهاء طول النهار تكون على رأسه عند الزوال، أما في الشتاء فتكون على اليمين، على يمينه هذا في نجد، ويختلف أيضاً الجنوب والشمال والوسط منها.
أما الوسائل لتحديد القبلة فقد حدثت الآن آلات ولله الحمد تدل الإنسان، آلات مرقمة بأرقام معينة، وآلات مركبة على خطوط الطول والعرض وغير ذلك ومتنوعة، ومن أحسن ما رأيت ساعة تسمى: " ساعة العصر " ، تدلك على أوقات الصلوات وعلى القبلة ، لكن لها برنامج يحتاج الإنسان إلى معرفته فهي تدله على القبلة.
6 - ما هي الوسائل المتاحة للتعرف بها على اتجاه القبلة في الصحراء و ما حكم من يجعل الشمس على يساره دائما.؟ أستمع حفظ
إذا خرج الإنسان من بلده ليتمشى في البر فهل له أن يقصر الصلاة.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : في يا شيخ مجموعة طالعين من محلهم الذي يقرون فيه ليتمشوا في البر، فهل يجوز أن يقصروا الصلوات؟
الشيخ : إي نعم، إذا خرج الإنسان من بلده للتجارة أو طلب العلم أو العمرة أو الحج أو الصيد أو النزهة أو غير ذلك من المقاصد فهو مسافر، لكن الذي يخرج يتمشى في أول النهار ويرجع في آخره فهذا ليس بمسافر.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : في يا شيخ مجموعة طالعين من محلهم الذي يقرون فيه ليتمشوا في البر، فهل يجوز أن يقصروا الصلوات؟
الشيخ : إي نعم، إذا خرج الإنسان من بلده للتجارة أو طلب العلم أو العمرة أو الحج أو الصيد أو النزهة أو غير ذلك من المقاصد فهو مسافر، لكن الذي يخرج يتمشى في أول النهار ويرجع في آخره فهذا ليس بمسافر.
ما حكم المسافر الذي لا يستطيع الإتصال بجميع الأرحام .؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ أنا لي والحمد لله ثلاث سنوات أدرس في بريدة، ولكن الأهل والأصدقاء والأقارب يلومونني على عدم الاتصال بهم، ويقولون عني: قاطع الرحم، وبعض الشباب يرمونني بهذا، علماً أنني لا أستطيع أن أتصل بهم جميعاً؟
الشيخ : أما الغائب عن أهله الأقربين كالأم والأب والأخ فلا ينبغي أن يقطع عنهم أخباره، فالهاتف ولله الحمد يقرب البعيد، تستطيع أن تتصل بوالديك كل أسبوع مرة.
أما الأصدقاء فكما أن لهم حقاً عليك فلك حق عليهم، قل: أنتم أولى أن تتصلوا بي لأني يشق عليَّ وأنتم لا يشق عليكم، أما القرابة كما قلت، القرابة الأقربون فلهم حق، لو تتصل بهم كل يوم جمعة أو كل يوم اثنين حسب ما يتيسر لك.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ أنا لي والحمد لله ثلاث سنوات أدرس في بريدة، ولكن الأهل والأصدقاء والأقارب يلومونني على عدم الاتصال بهم، ويقولون عني: قاطع الرحم، وبعض الشباب يرمونني بهذا، علماً أنني لا أستطيع أن أتصل بهم جميعاً؟
الشيخ : أما الغائب عن أهله الأقربين كالأم والأب والأخ فلا ينبغي أن يقطع عنهم أخباره، فالهاتف ولله الحمد يقرب البعيد، تستطيع أن تتصل بوالديك كل أسبوع مرة.
أما الأصدقاء فكما أن لهم حقاً عليك فلك حق عليهم، قل: أنتم أولى أن تتصلوا بي لأني يشق عليَّ وأنتم لا يشق عليكم، أما القرابة كما قلت، القرابة الأقربون فلهم حق، لو تتصل بهم كل يوم جمعة أو كل يوم اثنين حسب ما يتيسر لك.
هل التلفون وسيلة من وسائل صلة الأرحام.؟
السائل : طيب يا شيخ هل التليفون يعتبر وسيلة صلة الرحم؟
الشيخ : إي التليفون وسيلة اتصال، لأنك كأنما تخاطبهم من فرجة، يا والدي يا والدتي، اشلون كذا شلون كذا، المسألة واضحة.
السائل : أحيانًا لا أحصل الوالد.
الشيخ : نعم؟
السائل : الوالد لا أحصله على التليفون معظم الحيان.
الشيخ : طيب.
السائل : ثلاثة أشهر أربعة أشهر ما أحصلهم.
الشيخ : تقول لأهلك أخبروا الوالد بأني في الساعة الفلانية أتصل عليه، حدد موعد بينك وبينه، ثم هو إما أن يناسبه هذا الموعد أو لا يناسبه ثم يقول لأهلك: يتصل عليّ في الوقت الفلاني الذي هو يناسبه.
السائل : الله يجزيك خير.
الشيخ : إي التليفون وسيلة اتصال، لأنك كأنما تخاطبهم من فرجة، يا والدي يا والدتي، اشلون كذا شلون كذا، المسألة واضحة.
السائل : أحيانًا لا أحصل الوالد.
الشيخ : نعم؟
السائل : الوالد لا أحصله على التليفون معظم الحيان.
الشيخ : طيب.
السائل : ثلاثة أشهر أربعة أشهر ما أحصلهم.
الشيخ : تقول لأهلك أخبروا الوالد بأني في الساعة الفلانية أتصل عليه، حدد موعد بينك وبينه، ثم هو إما أن يناسبه هذا الموعد أو لا يناسبه ثم يقول لأهلك: يتصل عليّ في الوقت الفلاني الذي هو يناسبه.
السائل : الله يجزيك خير.
ما حكم الخروج للدعوة إلى الله في باكستان مع جماعة التبليغ .؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا شيخ هل دعوة التبليغ في باكستان هل دعوة حقيقية، وهل تشجعنا على أن نذهب إلى باكستان رغم ما يقوله بعض الناس: إن هذه ليست صحيحة وفيها شبهة، ونريد منكم أن تدلونا على ما فيه الخير؟
الشيخ : أولاً: جماعة التبليغ الذين يسمون أنفسهم جماعة التبليغ هم الذين يذهبون إلى باكستان، وهم لا نتهمهم بسوء النية والقصد، وهم لا يريدون بالذهاب إلا الخير لا شك، لكنَّ هذا الذهاب صار سبباً ووسيلة للقدح في هؤلاء الجماعة، وصاروا يقولون: إنهم يذهبون إلى هناك ليأخذوا العلم والإيمان عن قوم عندنا وللحمد لله من هم أَعلم منهم، ومن هم أقوى إيماناً، ثم إن هؤلاء القوم فيهم شبهة، لأنهم بنوا أصولهم على غير الأصول التي بنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليها الدين، فهم بنوا أمورهم على أصول ستة، من يقرأها لنا؟ 1- تحقيق لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
3- العلم مع الذكر.
4- إكرام المسلمين.
5- تصحيح النية.
6- الدعوة إلى الله والخروج في سبيله.
لو أنهم بنوا هذا الأمر على ما بناه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لكان خيراً لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام )، ولا أظن أحداً يكون في قلبه أدنى شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما يُبنى عليه الإسلام، وأنه أنصح الخلق، وأنه أفصح الخلق، وقال: ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خير وشره )، وقال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
لهذا أنا أنصح إخواني من أهل التبليغ، وأكرر عليهم النصيحة ألا يذهبوا إلى باكستان:
أولاً: دفعاً عن أعراضهم، لأن الكثير من الإخوة إذا أثنينا على جماعة التبليغ، وقلنا: إن لهم تأثيراً لم يقم به أحد غيرهم، وتأثيرهم واضح، كم من ضال اهتدى على أيديهم، وكم من فاسق أطاع على أيديهم، بل وكم من كافر آمن على أيديهم، قالوا: لا، هؤلاء القوم فيهم وفيهم، ومن جملة ما يجعلونه سبباً للقدح سفرهم إلى باكستان.
فأنا أكرر نصيحتي لإخواني الذين يوجدون في الجزيرة، أكرر عليهم النصيحة بألا يذهبوا إلى باكستان، ويجتمع بعضهم مع بعض والحمد لله في مكة في الحج في العمرة في رمضان أو في غير رمضان، أما أن يذهبوا إلى بلاد لا نعلم حقيقة ما هم عليه من يديرون دفة الأمر فيها، فهذا لا ينبغي.
شيء آخر أنصح به إخواننا جماعة التبليغ الحرص على العلم، الحرص على العلم والتعلم بقدر ما يستطيعون، فبقدر ما يجتهدون في الدعوة إلى الله، والاتصال بالناس، وزيارتهم، ودعوتهم إلى الحق جزاهم الله خيراً ونفع بهم، نقول: بقدر ذلك يتخذوا علمًا فيحضرون مجالس العلماء الذين وهبهم الله سبحانه وتعالى علماً وتعليماً ولو في الأسبوع مرة، ليعرفوا شيئاً مما يجهلونه كثيراً، لأن هذا أيضاً مما ينقمه الناس عليهم بأنهم بعيدون عن العلم، وإن كان بعضهم يقول: إنهم لا يحبون المناقشة في العلم إطلاقاً، بل يحبون أن تمشي الأمور على ما هي عليه، وهذا لا شك أنه ثلم على جماعة التبليغ، فلو أنهم يحرصون أيضاً على العلم لكان خيراً.
والعلم ليس في كتب الفضائل فقط، كتب الفضائل مهمة وخير وتنمي الإيمان وتزيد في قوته، لكنها ليست هي العلم، لابد من معرفة الأحكام كما نعرف الرقائق التي ترقق القلوب، فهذا أيضاً مما ينقم عليهم.
وأما مسألة تحديد الخروج بثلاثة أيام، أو أربعة أيام، أو شهر، أو شهرين، فأنا لا أنقمه على جماعة التبليغ، لأن هذا قد يكون من باب الوسائل، أي: من باب أنهم يرون أن تحديد المدة وسيلة لاستصلاح الرجل الخارج معهم، والوسائل ليس لها حد شرعي، الوسائل كل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود ما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا نقربه.
فلو قال قائل: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغِناء والموسيقى، لأنه يطرب لها ويستأنس بها وربما يكون هذا جذباً له فأدعوه بالموسيقى والغناء، هل نبيح له ذلك؟
لا، ما يجوز أبداً، لكن إذا كانت وسيلة لم ينه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، وليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها يقول: هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير.
لذلك أنا أكرر مرة أخرى: أن يحرص إخواني من جماعة التبليغ على أن يتلقوا العلم ويقرءوا كتب العلماء، كتب من يثقون به بعلمه ودينه حتى ينتفعوا بها، وأما مجرد الاقتصار على الرقائق التي ترقق القلوب فهذا لا شك أن فيه خيراً، لكنه لا يكفي في ثقافة المسلم.
السائل : هناك أيضًا إذا اجتمعوا لحلقة.
الشيخ : السؤال لغيرك جزاك الله خير، ما تأخذ اثنين، أعطي الذي بعده.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يا شيخ هل دعوة التبليغ في باكستان هل دعوة حقيقية، وهل تشجعنا على أن نذهب إلى باكستان رغم ما يقوله بعض الناس: إن هذه ليست صحيحة وفيها شبهة، ونريد منكم أن تدلونا على ما فيه الخير؟
الشيخ : أولاً: جماعة التبليغ الذين يسمون أنفسهم جماعة التبليغ هم الذين يذهبون إلى باكستان، وهم لا نتهمهم بسوء النية والقصد، وهم لا يريدون بالذهاب إلا الخير لا شك، لكنَّ هذا الذهاب صار سبباً ووسيلة للقدح في هؤلاء الجماعة، وصاروا يقولون: إنهم يذهبون إلى هناك ليأخذوا العلم والإيمان عن قوم عندنا وللحمد لله من هم أَعلم منهم، ومن هم أقوى إيماناً، ثم إن هؤلاء القوم فيهم شبهة، لأنهم بنوا أصولهم على غير الأصول التي بنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليها الدين، فهم بنوا أمورهم على أصول ستة، من يقرأها لنا؟ 1- تحقيق لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
3- العلم مع الذكر.
4- إكرام المسلمين.
5- تصحيح النية.
6- الدعوة إلى الله والخروج في سبيله.
لو أنهم بنوا هذا الأمر على ما بناه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لكان خيراً لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام )، ولا أظن أحداً يكون في قلبه أدنى شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما يُبنى عليه الإسلام، وأنه أنصح الخلق، وأنه أفصح الخلق، وقال: ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خير وشره )، وقال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
لهذا أنا أنصح إخواني من أهل التبليغ، وأكرر عليهم النصيحة ألا يذهبوا إلى باكستان:
أولاً: دفعاً عن أعراضهم، لأن الكثير من الإخوة إذا أثنينا على جماعة التبليغ، وقلنا: إن لهم تأثيراً لم يقم به أحد غيرهم، وتأثيرهم واضح، كم من ضال اهتدى على أيديهم، وكم من فاسق أطاع على أيديهم، بل وكم من كافر آمن على أيديهم، قالوا: لا، هؤلاء القوم فيهم وفيهم، ومن جملة ما يجعلونه سبباً للقدح سفرهم إلى باكستان.
فأنا أكرر نصيحتي لإخواني الذين يوجدون في الجزيرة، أكرر عليهم النصيحة بألا يذهبوا إلى باكستان، ويجتمع بعضهم مع بعض والحمد لله في مكة في الحج في العمرة في رمضان أو في غير رمضان، أما أن يذهبوا إلى بلاد لا نعلم حقيقة ما هم عليه من يديرون دفة الأمر فيها، فهذا لا ينبغي.
شيء آخر أنصح به إخواننا جماعة التبليغ الحرص على العلم، الحرص على العلم والتعلم بقدر ما يستطيعون، فبقدر ما يجتهدون في الدعوة إلى الله، والاتصال بالناس، وزيارتهم، ودعوتهم إلى الحق جزاهم الله خيراً ونفع بهم، نقول: بقدر ذلك يتخذوا علمًا فيحضرون مجالس العلماء الذين وهبهم الله سبحانه وتعالى علماً وتعليماً ولو في الأسبوع مرة، ليعرفوا شيئاً مما يجهلونه كثيراً، لأن هذا أيضاً مما ينقمه الناس عليهم بأنهم بعيدون عن العلم، وإن كان بعضهم يقول: إنهم لا يحبون المناقشة في العلم إطلاقاً، بل يحبون أن تمشي الأمور على ما هي عليه، وهذا لا شك أنه ثلم على جماعة التبليغ، فلو أنهم يحرصون أيضاً على العلم لكان خيراً.
والعلم ليس في كتب الفضائل فقط، كتب الفضائل مهمة وخير وتنمي الإيمان وتزيد في قوته، لكنها ليست هي العلم، لابد من معرفة الأحكام كما نعرف الرقائق التي ترقق القلوب، فهذا أيضاً مما ينقم عليهم.
وأما مسألة تحديد الخروج بثلاثة أيام، أو أربعة أيام، أو شهر، أو شهرين، فأنا لا أنقمه على جماعة التبليغ، لأن هذا قد يكون من باب الوسائل، أي: من باب أنهم يرون أن تحديد المدة وسيلة لاستصلاح الرجل الخارج معهم، والوسائل ليس لها حد شرعي، الوسائل كل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود ما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا نقربه.
فلو قال قائل: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغِناء والموسيقى، لأنه يطرب لها ويستأنس بها وربما يكون هذا جذباً له فأدعوه بالموسيقى والغناء، هل نبيح له ذلك؟
لا، ما يجوز أبداً، لكن إذا كانت وسيلة لم ينه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، وليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها يقول: هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير.
لذلك أنا أكرر مرة أخرى: أن يحرص إخواني من جماعة التبليغ على أن يتلقوا العلم ويقرءوا كتب العلماء، كتب من يثقون به بعلمه ودينه حتى ينتفعوا بها، وأما مجرد الاقتصار على الرقائق التي ترقق القلوب فهذا لا شك أن فيه خيراً، لكنه لا يكفي في ثقافة المسلم.
السائل : هناك أيضًا إذا اجتمعوا لحلقة.
الشيخ : السؤال لغيرك جزاك الله خير، ما تأخذ اثنين، أعطي الذي بعده.
سجود التلاوة هل له تكبير وتسليم.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : سجود التلاوة يا شيخ هل له تسليم؟
الشيخ : إيش؟
السائل : سجود التلاوة.
الشيخ : إي نعم، سجود التلاوة له تكبير عند السجود وليس له تكبير عند الرفع ولا تسليم، لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، مالم يكن الإنسان في صلاة، فإن كان في صلاة وجب أن يكبر إذا سجد وأن يكبر إذا قام.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : سجود التلاوة يا شيخ هل له تسليم؟
الشيخ : إيش؟
السائل : سجود التلاوة.
الشيخ : إي نعم، سجود التلاوة له تكبير عند السجود وليس له تكبير عند الرفع ولا تسليم، لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، مالم يكن الإنسان في صلاة، فإن كان في صلاة وجب أن يكبر إذا سجد وأن يكبر إذا قام.
إذا جمع إنسان تبرعات فهل له أن يدخر منها جزءاً يعمل به مشروعاً لتنمية هذه التبرعات لأجل نفس هدف التبرعات.؟
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
شيخ هناك بعض الشباب أرادوا القيام بمشروع خيري فجمعوا التبرعات، وبعدما جمعوا التبرعات رأوا أن هذه التبرعات بإذن الله تنتهي، فقالوا: نقتطع جزءاً من هذه التبرعات ننفقه فيما جمعناه له، وجزءاً ندخره حتى يتكون رأس مال نقيم به مشروعاً، دخل هذا المشروع في نفس الهدف الذي جمع له المال الأصل، فهل ادخارهم لهذا المال بدون الإذن لأنه حدد من الأصل لماذا سيجمع هذا المال، ادخار هذا المال لهذا المشروع جائز، وعمل مشروع ربما يحتمل الخسارة وربما يحتمل الربح؟
الشيخ : نعم، إذا جمع الإنسان تبرعاً لشيء معين فيجب أن يصرفه في ذلك الشيء المعين، ولا يصرفه في غيره إلا إذا فوض إليه الأمر أو استأذن، ولنضرب لهذا مثلاً لشخص يجمع للصومال، فجمعوا أموالاً كثيرة، وقالوا: من الممكن أن نأخذ نصف ما جمعناه نعمر به عمائر أو نشتري به دكاكين لتكون غلته لهؤلاء، وتستمر، فنقول: هذا لا يجوز، لأن المقصود بجمع المال دفع حاجة الموجودين الآن.
أما الذين لم يوجدوا فإننا لم نجمع لهم كما أنه ربما يحال بيننا وبين إيصال هذا المال إليهم في المستقبل، لا ندري هل هذا أمر يمكن تحقيقه في المستقبل أم لا.
كما أن في ذلك أيضاً ظلماً للموجودين، فدفع حاجة الموجودين عاجلة لابد أن نعطيهم ما جمعنا لهم، لكن إذا فوض الأمر إليك أو استأذنت فهذا لا بأس به.
شيخ هناك بعض الشباب أرادوا القيام بمشروع خيري فجمعوا التبرعات، وبعدما جمعوا التبرعات رأوا أن هذه التبرعات بإذن الله تنتهي، فقالوا: نقتطع جزءاً من هذه التبرعات ننفقه فيما جمعناه له، وجزءاً ندخره حتى يتكون رأس مال نقيم به مشروعاً، دخل هذا المشروع في نفس الهدف الذي جمع له المال الأصل، فهل ادخارهم لهذا المال بدون الإذن لأنه حدد من الأصل لماذا سيجمع هذا المال، ادخار هذا المال لهذا المشروع جائز، وعمل مشروع ربما يحتمل الخسارة وربما يحتمل الربح؟
الشيخ : نعم، إذا جمع الإنسان تبرعاً لشيء معين فيجب أن يصرفه في ذلك الشيء المعين، ولا يصرفه في غيره إلا إذا فوض إليه الأمر أو استأذن، ولنضرب لهذا مثلاً لشخص يجمع للصومال، فجمعوا أموالاً كثيرة، وقالوا: من الممكن أن نأخذ نصف ما جمعناه نعمر به عمائر أو نشتري به دكاكين لتكون غلته لهؤلاء، وتستمر، فنقول: هذا لا يجوز، لأن المقصود بجمع المال دفع حاجة الموجودين الآن.
أما الذين لم يوجدوا فإننا لم نجمع لهم كما أنه ربما يحال بيننا وبين إيصال هذا المال إليهم في المستقبل، لا ندري هل هذا أمر يمكن تحقيقه في المستقبل أم لا.
كما أن في ذلك أيضاً ظلماً للموجودين، فدفع حاجة الموجودين عاجلة لابد أن نعطيهم ما جمعنا لهم، لكن إذا فوض الأمر إليك أو استأذنت فهذا لا بأس به.
12 - إذا جمع إنسان تبرعات فهل له أن يدخر منها جزءاً يعمل به مشروعاً لتنمية هذه التبرعات لأجل نفس هدف التبرعات.؟ أستمع حفظ
هل أموال التبرعات فيها زكاة.؟
السائل : وماذا عن هذا المال يا شيخ لو حال عليه الحول؟
الشيخ : ما عليه زكاة، لأنه خارج عن ملك أصحابه، كل الأموال المجموعة للصدقات أو لغيرها ليس فيها زكاة، ومن ذلك أيضاً ما تجمعه بعض العوائل يجمعون أموالاً فإذا حصل لأحد نكبة ساعدوه، فهذه أيضاً ليس فيها زكاة، لأنها خرجت عن ملاكها، ولهذا لو أراد الإنسان أن يستردها ما أمكنه ذلك ولو مات لم تورث عنه.
الشيخ : ما عليه زكاة، لأنه خارج عن ملك أصحابه، كل الأموال المجموعة للصدقات أو لغيرها ليس فيها زكاة، ومن ذلك أيضاً ما تجمعه بعض العوائل يجمعون أموالاً فإذا حصل لأحد نكبة ساعدوه، فهذه أيضاً ليس فيها زكاة، لأنها خرجت عن ملاكها، ولهذا لو أراد الإنسان أن يستردها ما أمكنه ذلك ولو مات لم تورث عنه.
ما حكم التحية العسكرية التي تعطى للضباط وهي إلزامية.؟
السائل : فضيلة الشيخ في شخص يسأل وهو عسكري يسأل حكم التحية.
الشيخ : تحية إيش؟
السائل : التحية التي تعطى للضباط وهذه إلزامية عليهم، إذا ما أعطاها يتحاكم؟
الشيخ : أولًا: صف لنا تحية الضباط، لأننا لا نعتقد أن أحدًا أحسن ضبطًا من الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين، وتحيتهم كتحية المسلمين الآخرين: السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله، أو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فما هي تحية الضباط التي أشرت إليها؟
السائل : يشير بيده.
الشيخ : يشير بيده، ويضرب برجله؟
السائل : ...
الشيخ : على كل حال الجمع بين السلام القولي والإشارة لا بأس به، لو مثلًا قال: السلام عليكم، لكن الضرب بالرجل هذا ليس له أصل إطلاقاً، ولا ينبغي أن يضرب بالرجل، فربما يؤثر على رجله أو يؤثر على الأرض التي تحته إذا كانت من خشب أو ما أشبه ذلك، المهم هذه لا أصل لها، ولكن نرجو الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسلمين إلى إلغاء مثل هذه الأمور، وإلى أن ينظروا إلى مَن سبقهم من هذه الأمة، لا إلى من تخلف عنهم من الأمم الحاضرة، نحن مسلمون ، فهل الأولى بنا أن نقتدي بهدي المسلمين أو بهدي غير المسلمين؟
بهدي المسلمين لا شك، هدي المسلمين إذا مر : السلام عليكم، إذا كان بعيداً جمع بين الإشارة والقول: السلام عليكم، وإذا كان أصم وسلم عليه جمع له أيضاً بين القول والإشارة، أما بدون ذلك مثل أن نقتصر على الإشارة فقط فهذا غلط.
ثم إني رأيت بعض الجنود صاروا يسلمون تسليماً غريباً، يعكف يده هكذا، تحية الرشاش أن يجعلها هكذا، تحية الرشاش إذا شفت عدو محارب ضعه في صدره، لا تضع يدك في صدرك.
على كل حال نسأل من الله أن يهدي المسئولين أن يتبصروا في الأمر، وأن يهتدوا إلى هدي السلف الصالح.
إذا مر الضابط عليه أن يسلم فيقول: السلام عليكم، لأن هذا أخوه مسلم، وإن كان أقل منه رتبة، والثاني يقول: وعليكم السلام، والله لو فعلوا هذا كان هذا دعاء وعبادة وثواب وأجر، الآن الجيش كلهم معتادون الدعاء لهم بالسلامة، أليس كذلك؟
فهل أفضل أن نقول: السلام عليكم كلهم يريدون السلامة، فنرجو الله تعالى أن يفطن المسئولون لهذا الأمر، وأن يكون لهم شعار خاص وهو الشعار الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
كم باقي الآن؟ اسمحوا لنا لأن فيه.
الشيخ : تحية إيش؟
السائل : التحية التي تعطى للضباط وهذه إلزامية عليهم، إذا ما أعطاها يتحاكم؟
الشيخ : أولًا: صف لنا تحية الضباط، لأننا لا نعتقد أن أحدًا أحسن ضبطًا من الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين، وتحيتهم كتحية المسلمين الآخرين: السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله، أو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فما هي تحية الضباط التي أشرت إليها؟
السائل : يشير بيده.
الشيخ : يشير بيده، ويضرب برجله؟
السائل : ...
الشيخ : على كل حال الجمع بين السلام القولي والإشارة لا بأس به، لو مثلًا قال: السلام عليكم، لكن الضرب بالرجل هذا ليس له أصل إطلاقاً، ولا ينبغي أن يضرب بالرجل، فربما يؤثر على رجله أو يؤثر على الأرض التي تحته إذا كانت من خشب أو ما أشبه ذلك، المهم هذه لا أصل لها، ولكن نرجو الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسلمين إلى إلغاء مثل هذه الأمور، وإلى أن ينظروا إلى مَن سبقهم من هذه الأمة، لا إلى من تخلف عنهم من الأمم الحاضرة، نحن مسلمون ، فهل الأولى بنا أن نقتدي بهدي المسلمين أو بهدي غير المسلمين؟
بهدي المسلمين لا شك، هدي المسلمين إذا مر : السلام عليكم، إذا كان بعيداً جمع بين الإشارة والقول: السلام عليكم، وإذا كان أصم وسلم عليه جمع له أيضاً بين القول والإشارة، أما بدون ذلك مثل أن نقتصر على الإشارة فقط فهذا غلط.
ثم إني رأيت بعض الجنود صاروا يسلمون تسليماً غريباً، يعكف يده هكذا، تحية الرشاش أن يجعلها هكذا، تحية الرشاش إذا شفت عدو محارب ضعه في صدره، لا تضع يدك في صدرك.
على كل حال نسأل من الله أن يهدي المسئولين أن يتبصروا في الأمر، وأن يهتدوا إلى هدي السلف الصالح.
إذا مر الضابط عليه أن يسلم فيقول: السلام عليكم، لأن هذا أخوه مسلم، وإن كان أقل منه رتبة، والثاني يقول: وعليكم السلام، والله لو فعلوا هذا كان هذا دعاء وعبادة وثواب وأجر، الآن الجيش كلهم معتادون الدعاء لهم بالسلامة، أليس كذلك؟
فهل أفضل أن نقول: السلام عليكم كلهم يريدون السلامة، فنرجو الله تعالى أن يفطن المسئولون لهذا الأمر، وأن يكون لهم شعار خاص وهو الشعار الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
كم باقي الآن؟ اسمحوا لنا لأن فيه.
خطبة صلاة الكسوف.
الشيخ : الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا، وقسَّم عباده إلى قسمين، فمنهم مؤمن بالله ومنهم كافر كان فجورًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، واشكروا نعمته عليكم بما سخَّر لكم من مخلوقاته، فقد سخَّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه، (( وسخَّر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفَّار )).
سخر لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينيةِ والدنيوية، والفرديةِ والجماعية، فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول، وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بزوغها والأفول، وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنينَ والحسابِ في إبداره وإهلاله.
أيها الناس لقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وكمال عزته، وتمام قدرته، وكمال حكمته، تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد، الشمسُ ضياء وسراج وهاج، والقمر نورٌ منير يضيء الليل للعباد، فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره، فانطمس نورُهما كله أو بعضه بما قدره جل وعلا من أسباب تقتضي ذلك، يقدر الله هذا الكسوف تخويفًا للعباد ليتوبوا إلى الله ويستغفروه ويقوموا بطاعته فيعبدونه ويعظموه.
عبادَ الله! إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويفٌ من الله لعباده، يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم، عقوبات انعقدت أسبابها، وشرور مهلكة انفتحت أبوابها، وإن الكسوف نفسه ليس عقوبة، ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يخوفُ الله به عباده ) فهو تخويف من عقوبات وشرور تنزل بهم لمخالفة أمر الله وعصيانه.
أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله: لقد ضلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا، ولم يرفعوا به رأسًا، ولم يرجعوا إلى الله بهذا الإنذار، ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب، فوالله ما مَثَلُ هؤلاء إلا مَثَلُ من قال الله عنهم من الكفار والمعاندين: (( وإن يروا كِسفًا من السماء ساقطًا يقولوا سحاب مركوم ))، فلا أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجعوا إلى سنته، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ثبوتًا لا شكَّ فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، وقال صلى الله عليه وسلم حين خطب الناس بعد صلاة الكسوف: ( إن الله يخوف بهما عباده ) فهل قال ذلك من تلقاء نفسه؟ هل قال ذلك جاهلًا بما يقول؟!
لا والله، لم يتقول ذلك، ولا قاله جاهلًا بمعناه، وإننا لنشهدُ الله عز وجل ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، وأنه ما كذب ولا كُذب، وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله وأعرفهم بآياته وحكمته، وأنه صلى الله عليه وسلم أنصحُ الخلق لعباد الله، وأنه أصدقهم قولًا، وأنه أفصحهم بيانًا، وأنه أهداهم سنة وطريقًا فصلوات الله وسلامه عليه.
أيها المسلمون، سبحان الله! كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف: ( إن الله يخوف به عباده ) ثم يقول: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب؟
إن هذا التساؤل لا يرد أبدًا على أمر صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن على المؤمن إن كان مؤمنًا أن يسلم لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليمًا كاملًا، ويعلم علمًا يقينيًّا أن ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يخالف الواقع، وإنما يظن المخالفة من قلَّ نصيبه من العلم والإيمان، أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع.
أيها المسلمون إننا نقول تنزلًا مع هذا التساؤل: إن كون الكسوف أمرًا يعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف.
لله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان:
حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها، وهذه معروفة عند علماء الفلك وأهل الحساب، ولم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، لأن الجهل بها لا يضر، بل العلم بها قد يكون ضارًّا.
وحكمة شرعية وهي تخويف العباد، وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل، أو من أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحيٌ من الله بأنه قدره لكذا وكذا، وهذا هو ما بينه لنا رسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال عن الكسوف: ( يخوف الله به عباده )، وحتى يبطلُ ظن من ظن من الجهال أن الكسوف أمر طبيعي، إذ لو كان أمرًا طبيعيًّا كما في طلوع الشمس وغروبها وفي منازل القمر، لكان منتظم دوريًّا، كل ثلاثة شهور أو ستة شهور أو سنة أو سنتين مثلًا، ونحن نشاهد أن الكسوفات تتفاوت ما بينها، فتارة يكون الكسوف في السنة مرة، وتارة يكون في السنة مرتين، وتارة يكون في السنتين مرة أو أكثر من ذلك، وتارة تقل جدًّا، وتارة لا تكون إلا في عشر سنين أو أكثر.
كما أنه يكون تارة كليًّا وتارة جزئيًّا وتارة تطول مدته وتارة تقصر مدته، ولو كان أمرًا طبيعيًّا لم يكن مختلفًا هذا الاختلاف، كما لا تختلف في منازلها في البروج، ولا يختلف القمر في منازله عن الإهلال والإبدار.
أيها المسلمون لو كان أمرًا طبيعيًّا محضًا لم يكن فيه تخويف، كما أنه لا تخويف في طلوع الشمس وغروبها، ولا في طلوع القمر وغروبه.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وقفوا عند حدود الله، ولا تتفكروا فيما وراء ذلك مما قد تعلمونه أو لا تعلمونه يكون في علمه ضرر عليكم، إن الله عز وجل قال في كتابه: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمرِ ربي وما أُوتيتم من العلم إلا قليلًا )).
أيها المؤمنون بالله ورسوله: إن الكسوف حَدَثٌ خطير، وتنبيه من الله لعباده وتحذير، فلقد كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة مرة واحدة فقط، في يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر شوال سنة عشرٍ من الهجرة بعد أن طلعت الشمس بنحو خمس وأربعين دقيقة، ففزع الناس لذلك فزعًا عظيمًا، وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فَزِعًا، وبعث مناديًا ينادي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة، كما أن الكسوف لا تأثير له في جريان الشمس والقمر المعتاد، فهي آية شرعية لآية كونية صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر بهما، صلاها بدون إقامة، فكبر صلى الله عليه وسلم وقرأ الفاتحة، ثم قرأ سورة طويلة، نحو سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا جدًّا، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم قرأ قراءة طويلة دون الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلًا دون الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وقام قيامًا طويلًا نحو ركوعه، ثم سجد سجودًا طويلًا نحو ركوعه، ثم جلس بين السجدتين جلوسًا طويلًا نحو سجوده، ثم سجد سجودًا طويلًا نحو سجوده الأول، ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى، إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود، ثم تشهد وسلم، ثم قام في الناس فخطب خطبة عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده، فإذا رأيتموهما، -يعني: خاسِفين- فافزعوا إلى الصلاة ) وفي رواية: ( فافزعوا إلى المساجد )، وفي أخرى: ( فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )، وفي رواية: ( فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( يا أمةَ محمد والله ما من أحد أغيرَ من الله أن يزني عبده أو تزنيَ أَمَتُه، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما من شيء توعدونه إلا أريته في مقامي هذا ) أو قال: ( في صلاتي هذه، ولقد أوحي إليّ أنكم تفتنون في قبوركم قريبًا أو مثل فتنة الدجال، ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، وقال: لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضًا، وذلك حينما رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى رأيت فيها عمرو بن لُحي يجر قُصْبه في النار -يعني: أمعاءه- ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي ألا أفعل ).
أيها المسلمون هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، وهكذا فَزِع، وأمر بالفزع، وهكذا عرض عليه ما عرض من أمور الآخرة، وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة، فمتى رأيتم كسوف الشمس في أية ساعة من ساعات النهار في أول النهار أو في وسطه أو آخره ولو قبيل الغروب، فافزعوا إلى ما أمرتم بالفَزَعِ إليه من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة، ثم ذكّروا الناس وانصحوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صلوا كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في ركعة ركوعان وقراءتان، وتكون النصيحة بعد الصلاة، ومتى رأيتم كسوف القمر في أي وقت فافعلوا مثل ذلك أيضًا، فإنِ اقضت الصلاة والخسوف باقي فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي.
أيها المسلمون اتعظوا يآيات الله، واتخذوا مِن آياته سلمًا لتكونوا في مرضاة الله، لتقوموا بطاعته وتجتنبوا معصيته، اللهم إنا نسألك يا ربنا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم في مقامنا هذا أن تجنبنا أسباب سخطك، اللهم جنبنا أسباب سخطك، اللهم ارض عنا، واجعلنا راضين عنك، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بِرٍّ، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، واشكروا نعمته عليكم بما سخَّر لكم من مخلوقاته، فقد سخَّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه، (( وسخَّر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفَّار )).
سخر لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينيةِ والدنيوية، والفرديةِ والجماعية، فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول، وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بزوغها والأفول، وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنينَ والحسابِ في إبداره وإهلاله.
أيها الناس لقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وكمال عزته، وتمام قدرته، وكمال حكمته، تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد، الشمسُ ضياء وسراج وهاج، والقمر نورٌ منير يضيء الليل للعباد، فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره، فانطمس نورُهما كله أو بعضه بما قدره جل وعلا من أسباب تقتضي ذلك، يقدر الله هذا الكسوف تخويفًا للعباد ليتوبوا إلى الله ويستغفروه ويقوموا بطاعته فيعبدونه ويعظموه.
عبادَ الله! إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويفٌ من الله لعباده، يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم، عقوبات انعقدت أسبابها، وشرور مهلكة انفتحت أبوابها، وإن الكسوف نفسه ليس عقوبة، ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يخوفُ الله به عباده ) فهو تخويف من عقوبات وشرور تنزل بهم لمخالفة أمر الله وعصيانه.
أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله: لقد ضلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا، ولم يرفعوا به رأسًا، ولم يرجعوا إلى الله بهذا الإنذار، ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب، فوالله ما مَثَلُ هؤلاء إلا مَثَلُ من قال الله عنهم من الكفار والمعاندين: (( وإن يروا كِسفًا من السماء ساقطًا يقولوا سحاب مركوم ))، فلا أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجعوا إلى سنته، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ثبوتًا لا شكَّ فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، وقال صلى الله عليه وسلم حين خطب الناس بعد صلاة الكسوف: ( إن الله يخوف بهما عباده ) فهل قال ذلك من تلقاء نفسه؟ هل قال ذلك جاهلًا بما يقول؟!
لا والله، لم يتقول ذلك، ولا قاله جاهلًا بمعناه، وإننا لنشهدُ الله عز وجل ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، وأنه ما كذب ولا كُذب، وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله وأعرفهم بآياته وحكمته، وأنه صلى الله عليه وسلم أنصحُ الخلق لعباد الله، وأنه أصدقهم قولًا، وأنه أفصحهم بيانًا، وأنه أهداهم سنة وطريقًا فصلوات الله وسلامه عليه.
أيها المسلمون، سبحان الله! كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف: ( إن الله يخوف به عباده ) ثم يقول: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب؟
إن هذا التساؤل لا يرد أبدًا على أمر صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن على المؤمن إن كان مؤمنًا أن يسلم لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليمًا كاملًا، ويعلم علمًا يقينيًّا أن ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يخالف الواقع، وإنما يظن المخالفة من قلَّ نصيبه من العلم والإيمان، أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع.
أيها المسلمون إننا نقول تنزلًا مع هذا التساؤل: إن كون الكسوف أمرًا يعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف.
لله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان:
حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها، وهذه معروفة عند علماء الفلك وأهل الحساب، ولم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، لأن الجهل بها لا يضر، بل العلم بها قد يكون ضارًّا.
وحكمة شرعية وهي تخويف العباد، وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل، أو من أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحيٌ من الله بأنه قدره لكذا وكذا، وهذا هو ما بينه لنا رسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال عن الكسوف: ( يخوف الله به عباده )، وحتى يبطلُ ظن من ظن من الجهال أن الكسوف أمر طبيعي، إذ لو كان أمرًا طبيعيًّا كما في طلوع الشمس وغروبها وفي منازل القمر، لكان منتظم دوريًّا، كل ثلاثة شهور أو ستة شهور أو سنة أو سنتين مثلًا، ونحن نشاهد أن الكسوفات تتفاوت ما بينها، فتارة يكون الكسوف في السنة مرة، وتارة يكون في السنة مرتين، وتارة يكون في السنتين مرة أو أكثر من ذلك، وتارة تقل جدًّا، وتارة لا تكون إلا في عشر سنين أو أكثر.
كما أنه يكون تارة كليًّا وتارة جزئيًّا وتارة تطول مدته وتارة تقصر مدته، ولو كان أمرًا طبيعيًّا لم يكن مختلفًا هذا الاختلاف، كما لا تختلف في منازلها في البروج، ولا يختلف القمر في منازله عن الإهلال والإبدار.
أيها المسلمون لو كان أمرًا طبيعيًّا محضًا لم يكن فيه تخويف، كما أنه لا تخويف في طلوع الشمس وغروبها، ولا في طلوع القمر وغروبه.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وقفوا عند حدود الله، ولا تتفكروا فيما وراء ذلك مما قد تعلمونه أو لا تعلمونه يكون في علمه ضرر عليكم، إن الله عز وجل قال في كتابه: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمرِ ربي وما أُوتيتم من العلم إلا قليلًا )).
أيها المؤمنون بالله ورسوله: إن الكسوف حَدَثٌ خطير، وتنبيه من الله لعباده وتحذير، فلقد كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة مرة واحدة فقط، في يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر شوال سنة عشرٍ من الهجرة بعد أن طلعت الشمس بنحو خمس وأربعين دقيقة، ففزع الناس لذلك فزعًا عظيمًا، وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فَزِعًا، وبعث مناديًا ينادي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة، كما أن الكسوف لا تأثير له في جريان الشمس والقمر المعتاد، فهي آية شرعية لآية كونية صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر بهما، صلاها بدون إقامة، فكبر صلى الله عليه وسلم وقرأ الفاتحة، ثم قرأ سورة طويلة، نحو سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا جدًّا، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم قرأ قراءة طويلة دون الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلًا دون الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وقام قيامًا طويلًا نحو ركوعه، ثم سجد سجودًا طويلًا نحو ركوعه، ثم جلس بين السجدتين جلوسًا طويلًا نحو سجوده، ثم سجد سجودًا طويلًا نحو سجوده الأول، ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى، إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود، ثم تشهد وسلم، ثم قام في الناس فخطب خطبة عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده، فإذا رأيتموهما، -يعني: خاسِفين- فافزعوا إلى الصلاة ) وفي رواية: ( فافزعوا إلى المساجد )، وفي أخرى: ( فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )، وفي رواية: ( فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( يا أمةَ محمد والله ما من أحد أغيرَ من الله أن يزني عبده أو تزنيَ أَمَتُه، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما من شيء توعدونه إلا أريته في مقامي هذا ) أو قال: ( في صلاتي هذه، ولقد أوحي إليّ أنكم تفتنون في قبوركم قريبًا أو مثل فتنة الدجال، ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، وقال: لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضًا، وذلك حينما رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى رأيت فيها عمرو بن لُحي يجر قُصْبه في النار -يعني: أمعاءه- ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي ألا أفعل ).
أيها المسلمون هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، وهكذا فَزِع، وأمر بالفزع، وهكذا عرض عليه ما عرض من أمور الآخرة، وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة، فمتى رأيتم كسوف الشمس في أية ساعة من ساعات النهار في أول النهار أو في وسطه أو آخره ولو قبيل الغروب، فافزعوا إلى ما أمرتم بالفَزَعِ إليه من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة، ثم ذكّروا الناس وانصحوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صلوا كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في ركعة ركوعان وقراءتان، وتكون النصيحة بعد الصلاة، ومتى رأيتم كسوف القمر في أي وقت فافعلوا مثل ذلك أيضًا، فإنِ اقضت الصلاة والخسوف باقي فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي.
أيها المسلمون اتعظوا يآيات الله، واتخذوا مِن آياته سلمًا لتكونوا في مرضاة الله، لتقوموا بطاعته وتجتنبوا معصيته، اللهم إنا نسألك يا ربنا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم في مقامنا هذا أن تجنبنا أسباب سخطك، اللهم جنبنا أسباب سخطك، اللهم ارض عنا، واجعلنا راضين عنك، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بِرٍّ، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
اضيفت في - 2005-08-27