سلسلة لقاء الباب المفتوح-019a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قول الله تعالى : [ قتل الإنسان ما أكفره ] إلى نهاية سورة عبس .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثاني من شهر رجب عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، وهو يوم الخميس الذي اعتدنا اللقاء فيه بين الإخوان، وكان من عادتنا أن نقدم بين يدي الأسئلة تفسيراً موجزاً ابتدأنا فيه من سورة النبأ، واخترنا هذا الجزء من القرآن الكريم لأنه يتكرر كثيراً على العامة في الصلوات، وكان منتهى ما تكلمنا عليه قوله تعالى: (( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ )).
ثم قال جل وعلا: (( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ )) قتل: تأتي في القرآن كثيراً، فمن العلماء من يقول: إن معناها لعن، والذي يظهر أن معناها: أُهلك، لأن القتل يكون به الهلاك وهو أسلوبٌ تستعمله العرب في تقبيح ما كان عليه صاحبه، فيقولون مثلاً: قُتل فلان ما أسوأ خُلقه، قُتل فلان ما أخبثه، وما أشبه ذلك.
وقوله تعالى: (( قُتِلَ الإِنْسَانُ )) قال بعض العلماء: المراد بالإنسان هنا الكافر خاصة وليس كل إنسان، لقوله فيما بعد: (( مَا أَكْفَرَهُ )) ويحتمل أن يكون المراد بالإنسان الجنس، لأن أكثر بني آدم كفار كما ثبت في الحديث الصحيح: ( أن الله يقول: يا آدم -يقول ذلك يوم القيامة- فيقول: لبيك وسعديك، فيقول له الله عز وجل: أخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، فيقول: يا ربِّ وما بعث النار، قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد من الألف في الجنة ) فيكون المراد بالإنسان هنا الجنس ويخرج المؤمن من ذلك لما دلت عليه النصوص الأخرى.
وقوله: (( مَا أَكْفَرَهُ )) قال بعض العلماء: إن " ما " هنا استفهام، أي: أي شيء أكفره؟ ما الذي حمله على الكفر.
وقال بعض العلماء: إن هذا من باب التعجب يعني: ما أعظم كفره! وإنما كان كفره -أي: كفر الإنسان- عظيماً، لأن الله أعطاه عقلاً، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وأمده بكل ما يحتاج إلى التصديق، ومع ذلك كفر فيكون كفره عظيماً.
والفرق بين القولين: أنه على القول الأول تكون " ما " استفهامية أي: ما الذي أكفره؟ وعلى القول الثاني: تكون تعجبية، يعني: عجباً له كيف كفر مع أن كل شيء متوفر لديه في بيان الحق والهدى؟!
والكفر هنا يشمل كل أنواع الكفر، ومنه: إنكار البعث، فإن كثيراً من الكفار كذبوا بالبعث، وقالوا: لا يمكن أن يبعث الناس بعد أن كانت عظامهم رميماً، كما قال تعالى: (( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )).
ولهذا قال: (( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )): استفهام تقرير لما يأتي بعده في قوله: (( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ )) يعني: أنت أيها الإنسان! كيف تكفر بالبعث؟ من أي شيء خلقت؟! ألم تخلق من العدم، لم تكن شيئاً مذكوراً من قبل فوجدت وصرت إنساناً، فكيف تكفر بالبعث؟ ولهذا قال:
(( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ )) والنطفة هي في الأصل: الماء القليل، والمراد به هنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب، يلقيه في رحم المرأة فتحمل.
(( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ )) أي: جعله مقدراً أطواراً، نطفة، ثم علقة، ثم مضغة كما في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق، فقال: ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلُها ).
فهو مقدر في بطن أمه، من الذي يقدره هذا التقدير؟ من الذي يوصل إليه ما ينمو به من الدم الذي يتصل به بواسطة السرة من دم أمه، إلا الله عز وجل؟ ولهذا قال: (( فَقَدَّرَهُ )).
(( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ )) السبيل هنا بمعنى الطريق، يعني: يسر له الطريق ليخرج من بطن أمه إلى عالم المشاهدة، ويسر له أيضاً بعد ذلك ما ذكره تعالى في قوله: (( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ))، يسر له ثديي أمه يتغذى بهما، ويسر له بعد ذلك ما فتح له من خزائن الرزق، ويسر له فوق هذا كله ما هو أهم وهو طريق الهدى والفلاح، وذلك بما أرسل إليه من الرسالات وأنزل عليه من الكتب.
ثم بعد هذا (( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ )) والموت مفارقة الروح للبدن، وأقبره أي: جعله في قبره، أي: مدفوناً ستراً عليه وإكراماً واحتراماً، لأن البشر لو كانوا إذا ماتوا كسائر الميتات جثثاً ترمى في الزبائل لكان في ذلك إهانة عظيمة للميت ولأهل الميت، ولكن من نعمة الله سبحانه وتعالى أن شرع لعباده هذا الدفن، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( فَأَقْبَرَهُ )) قال: " أكرمه بدفنه ".
(( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ )) إذا شاء الله عز وجل أنشره أي: بعثه يوم النشور ليجازيه على عمله، وقوله: (( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ )) يعني: أنه لا يعجزه عز وجل أن ينشره، ولكن لم يأتِ أمر الله بعد.
ولهذا قال: (( كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ )): " لما " بمعنى: " لم " ، ولكنها تفارقها في بعض الأشياء، وأي: أن الله تعالى لم يقض ما أمر به كوناً وقدراً، أي: أن الأمر لم يتم لإنشار هذا الميت، بل له موعدٌ منتظر، وفي هذا ردٌ على المكذبين بالبعث الذين يقولون: لو كان البعث حقاً لوجدنا آباءنا الآن، وهذا القول منهم تحدٍّ مكذوب، لأن الرسل لم تقل لهم: إنكم تبعثون الآن، ولكنهم قالوا لهم: إنكم تبعثون جميعاً بعد أن تموتوا جميعاً.
ثم قال عز وجل مذكراً الإنسان بما أنعم الله عليه: (( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً )) أي: فلينظر إلى طعامه من أين جاء، ومن جاء به، وهل أحد خلقه؟
لا، وينبغي للإنسان أن يتذكر عند هذه الآية قول الله تبارك وتعالى: (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )): من الذي زرع هذا الزرع حتى استوى، ويسر الحصول عليه حتى كان طعاماً لنا؟
هو الله عز وجل، ولهذا قال: (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) بعد أن نخرجه نحطمه حتى لا تنتفعوا به.
(( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )): وهنا يقول: (( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ )) من أين جاءه؟
(( أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً )) يعني: من السحاب.
(( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً )) بعد نزول المطر عليها تتشقق بالنبات.
(( فَأَنْبَتْنَا فِيهَا )) أي: في الأرض (( حَبَّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً )) : أنبتنا فيها حباً كالبر والأرز والذرة والشعير وغير ذلك من الحبوب الكثيرة.
عِنَباً معروف.
وَقَضْباً قيل: إنه القتّ وهو معروف.
وَزَيْتُوناً معروف.
وَنَخْلاً كذلك.
وَحَدَائِقَ غُلْباً: الحدائق جمعها حديقة، والغلب كثيرة الأشجار.
وفاكهةً أي: ما يتفكه به الإنسان من أنواع الفواكه.
وَأَبّاً: الأبّ نبات معروف عند العرب ترعاه الإبل.
(( مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ )) يعني: أننا فعلنا ذلك متعة لكم يقوم بها عودكم وتتمتعوا بها أيضاً بالتفكه بهذه النعم.
ثم لما ذكر اللهُ الإنسانَ بحاله منذ خُلق من نطفة حتى بقي في الدنيا وعاش ذكر حاله الأخيرة في قوله:
(( فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ )) يعني: الصيحة العظيمة التي تصخ الآذان، وهذا هو يوم القيامة: (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )):
من أخيه: شقيقه أو لأبيه أو لأمه.
وأمه وأبيه: الأم والأب المباشر والأجداد أيضاً والجدات، يفر من هؤلاء كلهم.
وصاحبته أي: زوجته، وبنيه وهم أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يفر من هؤلاء كلهم.
قال أهل العلم: يفر منهم لئلا يطالبوه بما فرط به في حقهم من أدب وغيره، لأن كل شخص في ذلك اليوم لا يحب أبداً أن يكون له أحدٌ يطالبه بشيء.
(( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )): كل إنسان مشتغلٌ بنفسه لا ينظر إلى غيره، ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنكم تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً، قالت عائشة: واسوأتاه يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأمر أعظم من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) .
ثم قسم الله الناس في ذلك اليوم إلى قسمين فقال:
(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ )): مسفرة من الإسفار وهو الوضوح، لأنها وجوه المؤمنين، تسفر عما في قلوبهم من السرور والانشراح.
ضَاحِكَةٌ يعني: متبسمة، وهذا من كمال سرورهم.
مُسْتَبْشِرَةٌ أي: قد بُشرت بالخير، لأنها تتلقاهم الملائكة بالبشرى يقولون: سلام عليكم.
(( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ )) يعني: يوم القيامة.
(( عَلَيْهَا غَبَرَةٌ )) أي: شيء كالغبار، لأنها ذميمة قبيحة.
(( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ )) أي: ظلمة.
(( أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ )): الذين جمعوا بين الكفر والفجور.
نسأل الله العافية، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن تكون وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة.
هذا الكلام الذي نتكلم به على هذه الآيات لا نريد به البسط، ولكن نريد به التوضيح المقرب للمعنى لكثرة قراءتها في الصلوات والاستماع إليها خلف الأئمة، ونسأل الله أن يجعل فيه فتحاً مبيناً لنا ولكم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما الآن فنأتي إلى دور الأسئلة ونبدأ باليمين.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثاني من شهر رجب عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، وهو يوم الخميس الذي اعتدنا اللقاء فيه بين الإخوان، وكان من عادتنا أن نقدم بين يدي الأسئلة تفسيراً موجزاً ابتدأنا فيه من سورة النبأ، واخترنا هذا الجزء من القرآن الكريم لأنه يتكرر كثيراً على العامة في الصلوات، وكان منتهى ما تكلمنا عليه قوله تعالى: (( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ )).
ثم قال جل وعلا: (( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ )) قتل: تأتي في القرآن كثيراً، فمن العلماء من يقول: إن معناها لعن، والذي يظهر أن معناها: أُهلك، لأن القتل يكون به الهلاك وهو أسلوبٌ تستعمله العرب في تقبيح ما كان عليه صاحبه، فيقولون مثلاً: قُتل فلان ما أسوأ خُلقه، قُتل فلان ما أخبثه، وما أشبه ذلك.
وقوله تعالى: (( قُتِلَ الإِنْسَانُ )) قال بعض العلماء: المراد بالإنسان هنا الكافر خاصة وليس كل إنسان، لقوله فيما بعد: (( مَا أَكْفَرَهُ )) ويحتمل أن يكون المراد بالإنسان الجنس، لأن أكثر بني آدم كفار كما ثبت في الحديث الصحيح: ( أن الله يقول: يا آدم -يقول ذلك يوم القيامة- فيقول: لبيك وسعديك، فيقول له الله عز وجل: أخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، فيقول: يا ربِّ وما بعث النار، قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد من الألف في الجنة ) فيكون المراد بالإنسان هنا الجنس ويخرج المؤمن من ذلك لما دلت عليه النصوص الأخرى.
وقوله: (( مَا أَكْفَرَهُ )) قال بعض العلماء: إن " ما " هنا استفهام، أي: أي شيء أكفره؟ ما الذي حمله على الكفر.
وقال بعض العلماء: إن هذا من باب التعجب يعني: ما أعظم كفره! وإنما كان كفره -أي: كفر الإنسان- عظيماً، لأن الله أعطاه عقلاً، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وأمده بكل ما يحتاج إلى التصديق، ومع ذلك كفر فيكون كفره عظيماً.
والفرق بين القولين: أنه على القول الأول تكون " ما " استفهامية أي: ما الذي أكفره؟ وعلى القول الثاني: تكون تعجبية، يعني: عجباً له كيف كفر مع أن كل شيء متوفر لديه في بيان الحق والهدى؟!
والكفر هنا يشمل كل أنواع الكفر، ومنه: إنكار البعث، فإن كثيراً من الكفار كذبوا بالبعث، وقالوا: لا يمكن أن يبعث الناس بعد أن كانت عظامهم رميماً، كما قال تعالى: (( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )).
ولهذا قال: (( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )): استفهام تقرير لما يأتي بعده في قوله: (( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ )) يعني: أنت أيها الإنسان! كيف تكفر بالبعث؟ من أي شيء خلقت؟! ألم تخلق من العدم، لم تكن شيئاً مذكوراً من قبل فوجدت وصرت إنساناً، فكيف تكفر بالبعث؟ ولهذا قال:
(( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ )) والنطفة هي في الأصل: الماء القليل، والمراد به هنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب، يلقيه في رحم المرأة فتحمل.
(( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ )) أي: جعله مقدراً أطواراً، نطفة، ثم علقة، ثم مضغة كما في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق، فقال: ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلُها ).
فهو مقدر في بطن أمه، من الذي يقدره هذا التقدير؟ من الذي يوصل إليه ما ينمو به من الدم الذي يتصل به بواسطة السرة من دم أمه، إلا الله عز وجل؟ ولهذا قال: (( فَقَدَّرَهُ )).
(( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ )) السبيل هنا بمعنى الطريق، يعني: يسر له الطريق ليخرج من بطن أمه إلى عالم المشاهدة، ويسر له أيضاً بعد ذلك ما ذكره تعالى في قوله: (( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ))، يسر له ثديي أمه يتغذى بهما، ويسر له بعد ذلك ما فتح له من خزائن الرزق، ويسر له فوق هذا كله ما هو أهم وهو طريق الهدى والفلاح، وذلك بما أرسل إليه من الرسالات وأنزل عليه من الكتب.
ثم بعد هذا (( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ )) والموت مفارقة الروح للبدن، وأقبره أي: جعله في قبره، أي: مدفوناً ستراً عليه وإكراماً واحتراماً، لأن البشر لو كانوا إذا ماتوا كسائر الميتات جثثاً ترمى في الزبائل لكان في ذلك إهانة عظيمة للميت ولأهل الميت، ولكن من نعمة الله سبحانه وتعالى أن شرع لعباده هذا الدفن، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( فَأَقْبَرَهُ )) قال: " أكرمه بدفنه ".
(( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ )) إذا شاء الله عز وجل أنشره أي: بعثه يوم النشور ليجازيه على عمله، وقوله: (( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ )) يعني: أنه لا يعجزه عز وجل أن ينشره، ولكن لم يأتِ أمر الله بعد.
ولهذا قال: (( كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ )): " لما " بمعنى: " لم " ، ولكنها تفارقها في بعض الأشياء، وأي: أن الله تعالى لم يقض ما أمر به كوناً وقدراً، أي: أن الأمر لم يتم لإنشار هذا الميت، بل له موعدٌ منتظر، وفي هذا ردٌ على المكذبين بالبعث الذين يقولون: لو كان البعث حقاً لوجدنا آباءنا الآن، وهذا القول منهم تحدٍّ مكذوب، لأن الرسل لم تقل لهم: إنكم تبعثون الآن، ولكنهم قالوا لهم: إنكم تبعثون جميعاً بعد أن تموتوا جميعاً.
ثم قال عز وجل مذكراً الإنسان بما أنعم الله عليه: (( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً )) أي: فلينظر إلى طعامه من أين جاء، ومن جاء به، وهل أحد خلقه؟
لا، وينبغي للإنسان أن يتذكر عند هذه الآية قول الله تبارك وتعالى: (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )): من الذي زرع هذا الزرع حتى استوى، ويسر الحصول عليه حتى كان طعاماً لنا؟
هو الله عز وجل، ولهذا قال: (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) بعد أن نخرجه نحطمه حتى لا تنتفعوا به.
(( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )): وهنا يقول: (( فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ )) من أين جاءه؟
(( أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً )) يعني: من السحاب.
(( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً )) بعد نزول المطر عليها تتشقق بالنبات.
(( فَأَنْبَتْنَا فِيهَا )) أي: في الأرض (( حَبَّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً )) : أنبتنا فيها حباً كالبر والأرز والذرة والشعير وغير ذلك من الحبوب الكثيرة.
عِنَباً معروف.
وَقَضْباً قيل: إنه القتّ وهو معروف.
وَزَيْتُوناً معروف.
وَنَخْلاً كذلك.
وَحَدَائِقَ غُلْباً: الحدائق جمعها حديقة، والغلب كثيرة الأشجار.
وفاكهةً أي: ما يتفكه به الإنسان من أنواع الفواكه.
وَأَبّاً: الأبّ نبات معروف عند العرب ترعاه الإبل.
(( مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ )) يعني: أننا فعلنا ذلك متعة لكم يقوم بها عودكم وتتمتعوا بها أيضاً بالتفكه بهذه النعم.
ثم لما ذكر اللهُ الإنسانَ بحاله منذ خُلق من نطفة حتى بقي في الدنيا وعاش ذكر حاله الأخيرة في قوله:
(( فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ )) يعني: الصيحة العظيمة التي تصخ الآذان، وهذا هو يوم القيامة: (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )):
من أخيه: شقيقه أو لأبيه أو لأمه.
وأمه وأبيه: الأم والأب المباشر والأجداد أيضاً والجدات، يفر من هؤلاء كلهم.
وصاحبته أي: زوجته، وبنيه وهم أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يفر من هؤلاء كلهم.
قال أهل العلم: يفر منهم لئلا يطالبوه بما فرط به في حقهم من أدب وغيره، لأن كل شخص في ذلك اليوم لا يحب أبداً أن يكون له أحدٌ يطالبه بشيء.
(( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )): كل إنسان مشتغلٌ بنفسه لا ينظر إلى غيره، ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنكم تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً، قالت عائشة: واسوأتاه يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأمر أعظم من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) .
ثم قسم الله الناس في ذلك اليوم إلى قسمين فقال:
(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ )): مسفرة من الإسفار وهو الوضوح، لأنها وجوه المؤمنين، تسفر عما في قلوبهم من السرور والانشراح.
ضَاحِكَةٌ يعني: متبسمة، وهذا من كمال سرورهم.
مُسْتَبْشِرَةٌ أي: قد بُشرت بالخير، لأنها تتلقاهم الملائكة بالبشرى يقولون: سلام عليكم.
(( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ )) يعني: يوم القيامة.
(( عَلَيْهَا غَبَرَةٌ )) أي: شيء كالغبار، لأنها ذميمة قبيحة.
(( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ )) أي: ظلمة.
(( أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ )): الذين جمعوا بين الكفر والفجور.
نسأل الله العافية، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن تكون وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة.
هذا الكلام الذي نتكلم به على هذه الآيات لا نريد به البسط، ولكن نريد به التوضيح المقرب للمعنى لكثرة قراءتها في الصلوات والاستماع إليها خلف الأئمة، ونسأل الله أن يجعل فيه فتحاً مبيناً لنا ولكم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما الآن فنأتي إلى دور الأسئلة ونبدأ باليمين.
إذا صلى المسافر المغرب ثم العشاء وجاءت جماعة ليصلوا المغرب فماذا يصنعون هل يمكن أن يصلون معهم.؟
السائل : فضيلة الشيخ ما رأي فضيلتكم عند إقامة الصلاة للمسافرين إذا أدوا فريضة المغرب وأرادوا أن يؤدوا فريضة العشاء وإذا بجماعة أخرى تدخل المسجد لأداء الفريضة، هل يصلون المغرب بنية العشاء أم يقيمون جماعة منفصلة؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
أولاً: الجمع الذي أشرت إليه ذكرت أن المسافرين يصلون الراتبة والمسافر ليس عليه راتبة، المسافر لا ينبغي أن يصلي الراتبة.
السائل : لا، أقصد يا شيخ الذين يؤدون صلاة العشاء بعد المغرب لأنهم مسافرون بنية التأخير.
الشيخ : إي نعم المهم أنه ما فيه راتبة.
السائل : ما في راتبة.
الشيخ : هؤلاء الجماعة جمعوا جمع تأخير، ثم لما صلوا المغرب حضرت جماعة تريد صلاة المغرب؟
الذي ينبغي أن الجماعة التي حضرت هم الذين يصلون وراء الجماعة الأولى، فتقيم الأولى صلاة العشاء وتدخل معهم الجماعة الثانية بنية المغرب، فإذا سلمت الجماعة الأولى من صلاة العشاء وهي ركعتان قام هؤلاء فأتموا صلاة المغرب، هذا أولى، لأن هؤلاء أسبق من المتأخرين، ولأن هؤلاء إذا كان إمامهم هو الذي يصلي بهم جميعاً لم تختل صلاة المغرب بالنسبة للآخرين، لكن لو أن المتأخرين هم الذين صلوا بهؤلاء جماعة اختلت صلاة العشاء في حقهم، فالأولى كما قلت لك: أن يكون الإمام من الجماعة الأولى الذين يريدون أن يصلوا صلاة المغرب.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
أولاً: الجمع الذي أشرت إليه ذكرت أن المسافرين يصلون الراتبة والمسافر ليس عليه راتبة، المسافر لا ينبغي أن يصلي الراتبة.
السائل : لا، أقصد يا شيخ الذين يؤدون صلاة العشاء بعد المغرب لأنهم مسافرون بنية التأخير.
الشيخ : إي نعم المهم أنه ما فيه راتبة.
السائل : ما في راتبة.
الشيخ : هؤلاء الجماعة جمعوا جمع تأخير، ثم لما صلوا المغرب حضرت جماعة تريد صلاة المغرب؟
الذي ينبغي أن الجماعة التي حضرت هم الذين يصلون وراء الجماعة الأولى، فتقيم الأولى صلاة العشاء وتدخل معهم الجماعة الثانية بنية المغرب، فإذا سلمت الجماعة الأولى من صلاة العشاء وهي ركعتان قام هؤلاء فأتموا صلاة المغرب، هذا أولى، لأن هؤلاء أسبق من المتأخرين، ولأن هؤلاء إذا كان إمامهم هو الذي يصلي بهم جميعاً لم تختل صلاة المغرب بالنسبة للآخرين، لكن لو أن المتأخرين هم الذين صلوا بهؤلاء جماعة اختلت صلاة العشاء في حقهم، فالأولى كما قلت لك: أن يكون الإمام من الجماعة الأولى الذين يريدون أن يصلوا صلاة المغرب.
2 - إذا صلى المسافر المغرب ثم العشاء وجاءت جماعة ليصلوا المغرب فماذا يصنعون هل يمكن أن يصلون معهم.؟ أستمع حفظ
ما حكم جماعتين في مسجد وفي آن واحد.؟
السائل : لو أدوا الفريضة يعني بنية المغرب والعشاء جماعة وهناك جماعة يصلون العشاء في نفس الوقت هل عليهم إثم أو لا؟
الشيخ : إمامة الجماعتان في مسجد واحد في آن واحد هذا خلاف السنة وخلاف الاجتماع، بل عده بعض العلماء من البدع، فالذي ينبغي أن يجتمعوا جماعة واحدة، والأولى أن تكون الجماعة مؤتمة بإمام الجماعة الأولى.
السائل : لو دخلوا والإمام يصلي المغرب وهم مسافرون وقد أدوا صلاة المغرب ويريدون أن يصلوا العشاء هل يأتون بأربع لأنهم يريدون أن يقصروا.
الشيخ : الجماعة الذين دخلوا معهم وهم يصلون المغرب؟
السائل : صلوا المغرب وتبقى لهم صلاة العشاء.
الشيخ : الجماعة الثانية باقي لها العشاء فقط؟
السائل : نعم.
الشيخ : دخلوا بنية صلاة العشاء مع هؤلاء الذين يصلون المغرب.
السائل : نعم.
الشيخ : الإمام نيتة المغرب، وهؤلاء نيتهم العشاء، وأدركوا مع الإمام صلاة المغرب أليس كذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : إذا صلوا مع الإمام صلاة المغرب ثلاثاً وسلم قاموا وأتوا ركعة واحدة فصارت صلاة العشاء متممة.
السائل : هل يسلمون على ركعتين؟
الشيخ : لا، ما يسلمون، لكن إن شاءوا جلسوا إذا قام الإمام للثالثة، وإن شاءوا أتموا معه، فإذا سلم أتوا بركعة.
الشيخ : إمامة الجماعتان في مسجد واحد في آن واحد هذا خلاف السنة وخلاف الاجتماع، بل عده بعض العلماء من البدع، فالذي ينبغي أن يجتمعوا جماعة واحدة، والأولى أن تكون الجماعة مؤتمة بإمام الجماعة الأولى.
السائل : لو دخلوا والإمام يصلي المغرب وهم مسافرون وقد أدوا صلاة المغرب ويريدون أن يصلوا العشاء هل يأتون بأربع لأنهم يريدون أن يقصروا.
الشيخ : الجماعة الذين دخلوا معهم وهم يصلون المغرب؟
السائل : صلوا المغرب وتبقى لهم صلاة العشاء.
الشيخ : الجماعة الثانية باقي لها العشاء فقط؟
السائل : نعم.
الشيخ : دخلوا بنية صلاة العشاء مع هؤلاء الذين يصلون المغرب.
السائل : نعم.
الشيخ : الإمام نيتة المغرب، وهؤلاء نيتهم العشاء، وأدركوا مع الإمام صلاة المغرب أليس كذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : إذا صلوا مع الإمام صلاة المغرب ثلاثاً وسلم قاموا وأتوا ركعة واحدة فصارت صلاة العشاء متممة.
السائل : هل يسلمون على ركعتين؟
الشيخ : لا، ما يسلمون، لكن إن شاءوا جلسوا إذا قام الإمام للثالثة، وإن شاءوا أتموا معه، فإذا سلم أتوا بركعة.
ما معنى حديث ابن مسعود:" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ".؟
السائل : أرجو توضيح حديث الرجل الذي كان يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع إلى آخر الحديث، ثم ختم له بعمل أهل النار، لأن سمعت عن بعض الإخوة كان من أهل الالتزام والاستقامة ثم قبل وفاته بشهر تقريباً انتكس ثم مات؟
الشيخ : أعو بالله، الحديث هذا كما سمعت حديث ابن مسعود: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة أو يعمل بعمل أهل النار حديث صحيح، لكنه قد ورد تقييده بالنسبة لمن يعمل بعمل أهل الجنة ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، ورد تقييده بأنه: ( يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار )، وذلك فيما رواه البخاري في قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن هذا من أهل النار، فعظم ذلك على الصحابة وكبر عليهم ) ، كيف يكون هذا المجاهد البطل من أهل النار؟! ( فقال أحد الصحابة: والله لألزمنه -أي: ألازمه حتى أنظر ماذا تكون العاقبة- يقول: فأصابه سهم -أصاب هذا الرجل البطل- من العدو فجزع، فأخذ بسيفه وجعله على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره -والعياذ بالله- فمات، فجاء الرجل الذي كان ملازماً له إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: ولم؟ قال: إن الرجل الذي قلت: إنه من أهل النار فعل كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) : فهذا الحديث يقيد حديث ابن مسعود، يعني: أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، إلى أن يقرب أجله ثم يعمل بعمل أهل النار، ولهذا ينبغي للإنسان دائماً أن يسأل الله تعالى الثبات وحسن الخاتمة، وألا يغتر بعمله الذي هو عليه الآن، لأن هذا العمل قد يختلف عند الوفاة، فالأمر شديد عظيم، نسأل الله عز وجل أن يحسن لنا ولكم الخاتمة.
السائل : هل يجب الحذر من النفاق والرياء، لأنه يدخل في هذا؟
الشيخ : نعم، المنافق يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وكذلك المرائي هو من أهل النار، ولذلك يجب الحذر من النفاق والرياء، الحذر من النفاق أيضا بحيث يراجع الإنسان قلبه دائماً ويتجنب آيات المنافق التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) يتجنب هذا كله.
الشيخ : أعو بالله، الحديث هذا كما سمعت حديث ابن مسعود: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة أو يعمل بعمل أهل النار حديث صحيح، لكنه قد ورد تقييده بالنسبة لمن يعمل بعمل أهل الجنة ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، ورد تقييده بأنه: ( يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار )، وذلك فيما رواه البخاري في قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن هذا من أهل النار، فعظم ذلك على الصحابة وكبر عليهم ) ، كيف يكون هذا المجاهد البطل من أهل النار؟! ( فقال أحد الصحابة: والله لألزمنه -أي: ألازمه حتى أنظر ماذا تكون العاقبة- يقول: فأصابه سهم -أصاب هذا الرجل البطل- من العدو فجزع، فأخذ بسيفه وجعله على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره -والعياذ بالله- فمات، فجاء الرجل الذي كان ملازماً له إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: ولم؟ قال: إن الرجل الذي قلت: إنه من أهل النار فعل كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) : فهذا الحديث يقيد حديث ابن مسعود، يعني: أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، إلى أن يقرب أجله ثم يعمل بعمل أهل النار، ولهذا ينبغي للإنسان دائماً أن يسأل الله تعالى الثبات وحسن الخاتمة، وألا يغتر بعمله الذي هو عليه الآن، لأن هذا العمل قد يختلف عند الوفاة، فالأمر شديد عظيم، نسأل الله عز وجل أن يحسن لنا ولكم الخاتمة.
السائل : هل يجب الحذر من النفاق والرياء، لأنه يدخل في هذا؟
الشيخ : نعم، المنافق يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وكذلك المرائي هو من أهل النار، ولذلك يجب الحذر من النفاق والرياء، الحذر من النفاق أيضا بحيث يراجع الإنسان قلبه دائماً ويتجنب آيات المنافق التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) يتجنب هذا كله.
4 - ما معنى حديث ابن مسعود:" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ".؟ أستمع حفظ
كيف يصلي من دخل المسجد و لم يصل المغرب والإمام يصلي العشاء.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، فضيلة الشيخ بالنسبة بعض الأحيان في صلاة المسافر مع المقيم من ناحية الترتيب مثل أن يدخل معه في صلاة الأخير وهو على صلاة المغرب، فيكون قدم العشاء على المغرب لما دخل مع الإمام، ما هو الحكم؟
الشيخ : الحكم ليس كما قلت، إذا جاء الإنسان والإمام في صلاة العشاء، وهو لم يصل صلاة المغرب، ودخل مع الإمام بنية المغرب فليستمر مع الإمام.
السائل : يعني بصلاة الأخير؟
الشيخ : الإمام يصلي الأخير والمأموم يصلي المغرب، يستمر معه، فإذا أتم المأموم ثلاثاً جلس وقرأ التشهد وسلم ودخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، هذا إذا كان دخل مع الإمام من أول الصلاة.
أما إذا دخل مع الإمام من الركعة الثانية فلا إشكال، إذا دخل مع الإمام في الركعة الثانية ونوى المغرب فليستمر مع الإمام ويسلم معه ولا في إشكال، عرفت؟
السائل : نعم.
الشيخ : بقي مسألة التشهد ما هي مشكلة مسألة التشهد، التشهد يفوت حتى في صلاة الظهر، لو دخلت مع الإمام في صلاة الظهر في الركعة الثانية فإنه سوف تتشهد في ركعتك الأولى وتترك التشهد في ركعتك الثانية، يعني الإمام سيقوم إلى الرابعة.
السائل : بعض الإخوان جزاك الله خير يفتي أنه يدخل مع الإمام بصلاة الأخير ويؤخر صلاة المغرب عن الأخير؟
الشيخ : نعم، بعض العلماء يرى هذا أنك تدخل مع الإمام بنية الإمام، أي: بنية العشاء، وإذا انتهيت صلي المغرب.
السائل : والراجح يا شيخ؟
الشيخ : الراجح الأول من أجل الترتيب.
السائل : يعني هذا الأحوط للناس.
الشيخ : نعم.
الحمد لله رب العالمين، فضيلة الشيخ بالنسبة بعض الأحيان في صلاة المسافر مع المقيم من ناحية الترتيب مثل أن يدخل معه في صلاة الأخير وهو على صلاة المغرب، فيكون قدم العشاء على المغرب لما دخل مع الإمام، ما هو الحكم؟
الشيخ : الحكم ليس كما قلت، إذا جاء الإنسان والإمام في صلاة العشاء، وهو لم يصل صلاة المغرب، ودخل مع الإمام بنية المغرب فليستمر مع الإمام.
السائل : يعني بصلاة الأخير؟
الشيخ : الإمام يصلي الأخير والمأموم يصلي المغرب، يستمر معه، فإذا أتم المأموم ثلاثاً جلس وقرأ التشهد وسلم ودخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، هذا إذا كان دخل مع الإمام من أول الصلاة.
أما إذا دخل مع الإمام من الركعة الثانية فلا إشكال، إذا دخل مع الإمام في الركعة الثانية ونوى المغرب فليستمر مع الإمام ويسلم معه ولا في إشكال، عرفت؟
السائل : نعم.
الشيخ : بقي مسألة التشهد ما هي مشكلة مسألة التشهد، التشهد يفوت حتى في صلاة الظهر، لو دخلت مع الإمام في صلاة الظهر في الركعة الثانية فإنه سوف تتشهد في ركعتك الأولى وتترك التشهد في ركعتك الثانية، يعني الإمام سيقوم إلى الرابعة.
السائل : بعض الإخوان جزاك الله خير يفتي أنه يدخل مع الإمام بصلاة الأخير ويؤخر صلاة المغرب عن الأخير؟
الشيخ : نعم، بعض العلماء يرى هذا أنك تدخل مع الإمام بنية الإمام، أي: بنية العشاء، وإذا انتهيت صلي المغرب.
السائل : والراجح يا شيخ؟
الشيخ : الراجح الأول من أجل الترتيب.
السائل : يعني هذا الأحوط للناس.
الشيخ : نعم.
رجل تزوج امرأة فهل يحق لها أن تكشف أمام زوج أمه.؟
السائل : رجل تزوج بامرأة، فهل يحق للمرأة أن تكشف لزوج أمه؟
الشيخ : إي نعم، إذا تزوج الرجل بامرأة صار جميع أصوله محرماً لها، فزوج أمه إذا كانت المرأة التي تزوجها، إذا كان هذا جدها من جهة أمه فإنها تكشف، أما إذا كان زوج أمه والبنت من غير هذه المرأة، فإنها لا تكشف له.
السائل : من غير هذه المرأة.
الشيخ : هذه لا تكشف له.
السائل : لا تكشف له؟
الشيخ : نعم، لأنه ليس محرماً لها.
الشيخ : إي نعم، إذا تزوج الرجل بامرأة صار جميع أصوله محرماً لها، فزوج أمه إذا كانت المرأة التي تزوجها، إذا كان هذا جدها من جهة أمه فإنها تكشف، أما إذا كان زوج أمه والبنت من غير هذه المرأة، فإنها لا تكشف له.
السائل : من غير هذه المرأة.
الشيخ : هذه لا تكشف له.
السائل : لا تكشف له؟
الشيخ : نعم، لأنه ليس محرماً لها.
إمام وصل متأخرا لصلاة الفجر والناس ينتظرونه فهل الأفضل أن يصلي ركعتين أم يأمر بإقامة الفريضة.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إمام أتى إلى المسجد متأخراً في صلاة الفجر، والجماعة ينتظرون الصلاة، هل من الأفضل.
الشيخ : هل من الأفضل؟
السائل : أن يأمر بإقامة الصلاة أو يصلي الركعتين الراتبة ثم يقيم الصلاة؟
الشيخ : هو الإمام؟
السائل : هو الإمام أتى متأخر والجماعة ينتظرون الصلاة.
الشيخ : وهو لم يصل راتبة الفجر؟
السائل : ما صلى راتبة الفجر، هل من الأفضل أن يصلي الركعتين أو يقيم الصلاة وبعد ذلك يصلي؟
الشيخ : إذا كان يشق على المأمومين لو صلى ركعتين، فالأفضل أن يصلي بالناس ثم يصلي الركعتين بعد، وإذا كان لا يشق -كما هو الغالب- فإنه يصلي ركعتين.
السائل : يصلي الركعتين أولًا؟
الشيخ : أولاً، والغالب أنه لا يشق، لأن الناس إذا رأوه قد حضر سهل عليهم الأمر.
السائل : لكن تعرف إذا تأخر الإمام تجد الناس يتلفتون.
الشيخ : نعم يتلفتون لكنه إذا حضر اطمأنت نفوسهم، فعلى كل حال إذا رأى أنه يشق عليهم هذا الشيء فيصلي الراتبة بعد الصلاة.
الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إمام أتى إلى المسجد متأخراً في صلاة الفجر، والجماعة ينتظرون الصلاة، هل من الأفضل.
الشيخ : هل من الأفضل؟
السائل : أن يأمر بإقامة الصلاة أو يصلي الركعتين الراتبة ثم يقيم الصلاة؟
الشيخ : هو الإمام؟
السائل : هو الإمام أتى متأخر والجماعة ينتظرون الصلاة.
الشيخ : وهو لم يصل راتبة الفجر؟
السائل : ما صلى راتبة الفجر، هل من الأفضل أن يصلي الركعتين أو يقيم الصلاة وبعد ذلك يصلي؟
الشيخ : إذا كان يشق على المأمومين لو صلى ركعتين، فالأفضل أن يصلي بالناس ثم يصلي الركعتين بعد، وإذا كان لا يشق -كما هو الغالب- فإنه يصلي ركعتين.
السائل : يصلي الركعتين أولًا؟
الشيخ : أولاً، والغالب أنه لا يشق، لأن الناس إذا رأوه قد حضر سهل عليهم الأمر.
السائل : لكن تعرف إذا تأخر الإمام تجد الناس يتلفتون.
الشيخ : نعم يتلفتون لكنه إذا حضر اطمأنت نفوسهم، فعلى كل حال إذا رأى أنه يشق عليهم هذا الشيء فيصلي الراتبة بعد الصلاة.
7 - إمام وصل متأخرا لصلاة الفجر والناس ينتظرونه فهل الأفضل أن يصلي ركعتين أم يأمر بإقامة الفريضة.؟ أستمع حفظ
ما المراد بقول الله تعالى : (وجوه.يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية).؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ يقول الله تبارك وتعالى: (( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً )) : كيف تعمل هذه الوجوه وتنصب ثم في الآخرة تصلى ناراً حامية، وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) موافق لهذه الآية؟
الشيخ : هذه الآية خشوعها وعملها ليس في الدنيا، هذا يوم القيامة، لأن الله قال: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ )) يعني: يومئذ تأتي غاشية (( خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ )) وقال الله تعالى: ((وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )) فهذا يكون يوم القيامة وليس في الدنيا.
السائل : يعني الخشوع والنصب والعمل كله المقصود يوم القيامة؟
الشيخ : كله يوم القيامة، وعاملة: عملاً لا تعرف ما هو العمل الذي تكلف به يوم القيامة، وناصبة من النصب الذي هو التعب.
فضيلة الشيخ يقول الله تبارك وتعالى: (( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً )) : كيف تعمل هذه الوجوه وتنصب ثم في الآخرة تصلى ناراً حامية، وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) موافق لهذه الآية؟
الشيخ : هذه الآية خشوعها وعملها ليس في الدنيا، هذا يوم القيامة، لأن الله قال: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ )) يعني: يومئذ تأتي غاشية (( خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ )) وقال الله تعالى: ((وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )) فهذا يكون يوم القيامة وليس في الدنيا.
السائل : يعني الخشوع والنصب والعمل كله المقصود يوم القيامة؟
الشيخ : كله يوم القيامة، وعاملة: عملاً لا تعرف ما هو العمل الذي تكلف به يوم القيامة، وناصبة من النصب الذي هو التعب.
ماذا على من غضب على زوجته فقال علي الطلاق لا تبيت زوجته في البيت فباتت.؟
السائل : رجل تزوج امرأة وفي ساعة غضب بينه وبين أمه، يعني الزوج ووالدته، والأم دائماً في شجار مع زوجته، فأقسم بالطلاق على أن زوجته ما تبيت في البيت هذا اليوم، فهل هذه تحسب طلقة؟
الشيخ : يعني قال: عليَّ الطلاق ألا تبيت زوجتي الليلة في بيتي؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا، هذا ليس بطلاق، هذا يمين، لأن مراده بقوله: عليَّ الطلاق أن لا تبيت مراده توكيد منعها من المبيت.
السائل : حلف ثم باتت في البيت.
الشيخ : إذا باتت فعليه كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين، وليس عليه طلاق.
السائل : لا تحسب طلقة هذه؟
الشيخ : لا تحسب طلقة، لأن هذا يمين، نعم لو قال: أنا أردت الطلاق وما قصدي بذلك التأكيد قلنا: تطلق، لكنه أراد التأكيد.
الشيخ : يعني قال: عليَّ الطلاق ألا تبيت زوجتي الليلة في بيتي؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا، هذا ليس بطلاق، هذا يمين، لأن مراده بقوله: عليَّ الطلاق أن لا تبيت مراده توكيد منعها من المبيت.
السائل : حلف ثم باتت في البيت.
الشيخ : إذا باتت فعليه كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين، وليس عليه طلاق.
السائل : لا تحسب طلقة هذه؟
الشيخ : لا تحسب طلقة، لأن هذا يمين، نعم لو قال: أنا أردت الطلاق وما قصدي بذلك التأكيد قلنا: تطلق، لكنه أراد التأكيد.
ما حكم تعليق التمائم من القرآن على المريض من أجل طلب الشفاء وما توجيه بعض الآثار الواردة في ذلك.؟
السائل : السلام عليكم :
شيخ قرأت في كتاب التوحيد في : " باب ما جاء في الرقى والتمائم " إذا كان المعلق من القرآن رخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص، ويجعله من المنهي عنه، منهم: ابن مسعود رضي الله عنه، وعن إبراهيم قال: " كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن " ، ولكن هذا قول إبراهيم وقول ابن مسعود رضي الله عنه وهو بسندٍ ضعيف أو صحيح.
سؤالي: في أي كتاب وجدت أقوال السلف الذين لم يرخصوا؟
والثاني: وما حكمهما عندهم: هل هو شرك أو بدعةٌ أو مكروه كما في مسند أبي الجعد عن إبراهيم قال: " كانوا يطلبون الشيء ولا يحرمونه " ؟
والثالث: وما علة النهي، هل أنهم يدخلون به الخلاء أم عندكم علةٌ أخرى، كما قال ابن مسعود وإبراهيم في مصنف ابن أبي شيبة؟
الشيخ : التمائم هي: ما يعلق على الإنسان المريض ليشفى من المرض، أو يعلق على الإنسان الصحيح ليتقى به العين، إما مريض يعلقها لكي يشفى ويزول المرض، أو صحيح ما فيه مريض لكن يعلقها لئلا تصيبه العين الحسد، هذه التمائم لا تخلو من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكتب فيها شرك وطلاسم، فهذه حرام بالاتفاق، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ) فكيف بالتمائم؟ التمائم أشد.
الحالة الثانية: ألا ندري ما المكتوب فيها، فهذه أيضاً حرام، وذلك لأنه قد يكتب فيها شيء من الشرك من دعاء الجن أو الشياطين أو غير ذلك فتكون حراماً.
الحالة الثالثة: أن نعلم أن المكتوب فيها من القرآن أو من الأدعية النبوية، فهذه فيها خلاف بين السلف والخلف، فمنهم من أجازها مستدلاً بعموم قوله تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) فيكون ما هو الشفاء؟
مطلق للمبين، فكل شيءٍ من القرآن يستشفي به الإنسان ويشفى فهو حق وأجازوا ذلك.
ومنهم من منعها وقال: إنها مكروهة كراهة تحريم أو كراهة تنزيه، لعموم النهي عن التمائم: ( إن الرقى والتمائم والتِوَلَة شرك ) فتكون ممنوعة.
فمنهم من قال: إنها كراهة تنزيه، ومنهم من قال: إنها كراهة تحريم، ولا شك أننا إذا جعلناها قسماً من الشرك فإنها تكون محرمة، لأن الشرك محرم صغيره وكبيره، ووجه ذلك: أن الإنسان إذا علقها تعلق قلبه بها، تعلق قلبه بها ونسي القراءة المشروعة والتعوذات المشروعة، بل وربما يتعلق قلبه بها تعلقاً تاماً ينسى بها الخالق، ولهذا جاء النهي عنها.
وأما الكراهة في قول النخعي: " كانوا يكرهون "، فالكراهة في العُرف السابق في سلف هذه الأمة للتحريم إلا إذا صرحوا بأنها كراهه تنزيه.
أما الكراهة عند المتأخرين بعد أن كتبوا في أصول الفقه وألفوا وفرَّعوا وأكثروا، فإن الكراهة عندهم للتنزيه وليست للتحريم.
والذي أرى في التمائم المكتوبة من القرآن أن تجنبها أولى ولكنها ليست حراماً.
السائل : ولكن أريد الأقوال أقوال السلف الذين لم يرخصوا في أي كتاب؟
الشيخ : الذين لم يرخصوا بذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : هذا أثر ابن مسعود.
السائل : ولكن هو بإسناد ضعيف؟
الشيخ : لا، هو إسناده ضعيف، لكن متنه قوي من حيث عموم: ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) .
السائل : أي أنه فقط أصل ظاهر؟
الشيخ : الأصل يعني المتن هذا يقوى بالأحاديث، ويجب أن تعلم أنه قد يكون السند صحيحاً والمتن ضعيفاً، وقد يكون المتن قوياً والسند صحيحاً، ومن ثَمَّ اشترط العلماء -علماء مصطلح الحديث-: ألا يكون الحديث معللاً ولا شاذاً، فإن كان معللاً بعلة قادحة أو شاذاً فإنه مردود ولو كان سنده صحيحاً، واعتبروا الشواهد فيما إذا كان السند ضعيفاً أو المتن، وأنه إذا جاءت شواهد تؤيد هذا الشيء فإنه يكون صحيحاً ولو كان سنده ضعيفاً.
السائل : ولكن لما قال: إن بعضهم لم يرخص، أين البعض؟ هل البعض ابن مسعود رضي الله عنه أم غيره؟
الشيخ : ابن مسعود أو غيره، والذي نقل هذا -أن بعضهم لم يرخص- هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وهو ثقة، وعلينا نحن الآن إذا قال بعضهم: علينا أن نبحث وأن ننظر في كتب الآثار كـ المصنف لـعبد الرزاق ولابن أبي شيبه وغيرهما.
السائل : قرأت في مصنف ابن أبي شيبة فما وجدت غير قول ابن مسعود رضي الله عنه فقط، وفي تعليله سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب كلهم.
الشيخ : لكن هناك مصنفات أخرى غير مصنف ابن أبي شيبة، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثقة.
شيخ قرأت في كتاب التوحيد في : " باب ما جاء في الرقى والتمائم " إذا كان المعلق من القرآن رخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص، ويجعله من المنهي عنه، منهم: ابن مسعود رضي الله عنه، وعن إبراهيم قال: " كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن " ، ولكن هذا قول إبراهيم وقول ابن مسعود رضي الله عنه وهو بسندٍ ضعيف أو صحيح.
سؤالي: في أي كتاب وجدت أقوال السلف الذين لم يرخصوا؟
والثاني: وما حكمهما عندهم: هل هو شرك أو بدعةٌ أو مكروه كما في مسند أبي الجعد عن إبراهيم قال: " كانوا يطلبون الشيء ولا يحرمونه " ؟
والثالث: وما علة النهي، هل أنهم يدخلون به الخلاء أم عندكم علةٌ أخرى، كما قال ابن مسعود وإبراهيم في مصنف ابن أبي شيبة؟
الشيخ : التمائم هي: ما يعلق على الإنسان المريض ليشفى من المرض، أو يعلق على الإنسان الصحيح ليتقى به العين، إما مريض يعلقها لكي يشفى ويزول المرض، أو صحيح ما فيه مريض لكن يعلقها لئلا تصيبه العين الحسد، هذه التمائم لا تخلو من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكتب فيها شرك وطلاسم، فهذه حرام بالاتفاق، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ) فكيف بالتمائم؟ التمائم أشد.
الحالة الثانية: ألا ندري ما المكتوب فيها، فهذه أيضاً حرام، وذلك لأنه قد يكتب فيها شيء من الشرك من دعاء الجن أو الشياطين أو غير ذلك فتكون حراماً.
الحالة الثالثة: أن نعلم أن المكتوب فيها من القرآن أو من الأدعية النبوية، فهذه فيها خلاف بين السلف والخلف، فمنهم من أجازها مستدلاً بعموم قوله تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) فيكون ما هو الشفاء؟
مطلق للمبين، فكل شيءٍ من القرآن يستشفي به الإنسان ويشفى فهو حق وأجازوا ذلك.
ومنهم من منعها وقال: إنها مكروهة كراهة تحريم أو كراهة تنزيه، لعموم النهي عن التمائم: ( إن الرقى والتمائم والتِوَلَة شرك ) فتكون ممنوعة.
فمنهم من قال: إنها كراهة تنزيه، ومنهم من قال: إنها كراهة تحريم، ولا شك أننا إذا جعلناها قسماً من الشرك فإنها تكون محرمة، لأن الشرك محرم صغيره وكبيره، ووجه ذلك: أن الإنسان إذا علقها تعلق قلبه بها، تعلق قلبه بها ونسي القراءة المشروعة والتعوذات المشروعة، بل وربما يتعلق قلبه بها تعلقاً تاماً ينسى بها الخالق، ولهذا جاء النهي عنها.
وأما الكراهة في قول النخعي: " كانوا يكرهون "، فالكراهة في العُرف السابق في سلف هذه الأمة للتحريم إلا إذا صرحوا بأنها كراهه تنزيه.
أما الكراهة عند المتأخرين بعد أن كتبوا في أصول الفقه وألفوا وفرَّعوا وأكثروا، فإن الكراهة عندهم للتنزيه وليست للتحريم.
والذي أرى في التمائم المكتوبة من القرآن أن تجنبها أولى ولكنها ليست حراماً.
السائل : ولكن أريد الأقوال أقوال السلف الذين لم يرخصوا في أي كتاب؟
الشيخ : الذين لم يرخصوا بذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : هذا أثر ابن مسعود.
السائل : ولكن هو بإسناد ضعيف؟
الشيخ : لا، هو إسناده ضعيف، لكن متنه قوي من حيث عموم: ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) .
السائل : أي أنه فقط أصل ظاهر؟
الشيخ : الأصل يعني المتن هذا يقوى بالأحاديث، ويجب أن تعلم أنه قد يكون السند صحيحاً والمتن ضعيفاً، وقد يكون المتن قوياً والسند صحيحاً، ومن ثَمَّ اشترط العلماء -علماء مصطلح الحديث-: ألا يكون الحديث معللاً ولا شاذاً، فإن كان معللاً بعلة قادحة أو شاذاً فإنه مردود ولو كان سنده صحيحاً، واعتبروا الشواهد فيما إذا كان السند ضعيفاً أو المتن، وأنه إذا جاءت شواهد تؤيد هذا الشيء فإنه يكون صحيحاً ولو كان سنده ضعيفاً.
السائل : ولكن لما قال: إن بعضهم لم يرخص، أين البعض؟ هل البعض ابن مسعود رضي الله عنه أم غيره؟
الشيخ : ابن مسعود أو غيره، والذي نقل هذا -أن بعضهم لم يرخص- هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وهو ثقة، وعلينا نحن الآن إذا قال بعضهم: علينا أن نبحث وأن ننظر في كتب الآثار كـ المصنف لـعبد الرزاق ولابن أبي شيبه وغيرهما.
السائل : قرأت في مصنف ابن أبي شيبة فما وجدت غير قول ابن مسعود رضي الله عنه فقط، وفي تعليله سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب كلهم.
الشيخ : لكن هناك مصنفات أخرى غير مصنف ابن أبي شيبة، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثقة.
10 - ما حكم تعليق التمائم من القرآن على المريض من أجل طلب الشفاء وما توجيه بعض الآثار الواردة في ذلك.؟ أستمع حفظ
ما معنى الحديث: " ستتفرق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ".؟
السائل : السؤال الآخر جاء في الحديث: ( ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة ) هل هم دائمون في النار أو أنهم من فرق الضلالة من المسلمين؟
الشيخ : قول عليه الصلاة والسلام: ( ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) لا يعني أنها كلها مخلدة في النار، بل تبتدع بدعة توجب التخليد في النار أو بدعة يستحق بها العبد أن يدخل بها النار ولكنه لا يخلد فيها، تكون حاله حسب البدعة التي ارتكبها وخالف فيها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.
السائل : وواحدة في الجنة، أي: لا يدخل رجل من الفرقة الناجية في النار؟
الشيخ : قد يدخل في النار لكنه لا يخلد في النار.
السائل : كيف لا يخلد، كيف نفهم هذا؟
الشيخ : نقول مثلاً الناس أربعة أقسام:
أولاً: مبتدع خالص ليس عنده سنة إطلاقاً، فهذا مخلد في النار ولا إشكال فيه.
مبتدع مختلط، هذا يستحق أن يدخل النار ولكنه لا يخلد فيها.
الثالث: سني خالص، فهذا يدخل الجنة ولا يستحق أن يدخل النار.
والرابع: سني مختلط (( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً )) فهذا يستحق أن يدخل النار ولكنه لا يخلد.
الشيخ : قول عليه الصلاة والسلام: ( ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) لا يعني أنها كلها مخلدة في النار، بل تبتدع بدعة توجب التخليد في النار أو بدعة يستحق بها العبد أن يدخل بها النار ولكنه لا يخلد فيها، تكون حاله حسب البدعة التي ارتكبها وخالف فيها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.
السائل : وواحدة في الجنة، أي: لا يدخل رجل من الفرقة الناجية في النار؟
الشيخ : قد يدخل في النار لكنه لا يخلد في النار.
السائل : كيف لا يخلد، كيف نفهم هذا؟
الشيخ : نقول مثلاً الناس أربعة أقسام:
أولاً: مبتدع خالص ليس عنده سنة إطلاقاً، فهذا مخلد في النار ولا إشكال فيه.
مبتدع مختلط، هذا يستحق أن يدخل النار ولكنه لا يخلد فيها.
الثالث: سني خالص، فهذا يدخل الجنة ولا يستحق أن يدخل النار.
والرابع: سني مختلط (( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً )) فهذا يستحق أن يدخل النار ولكنه لا يخلد.
ما حكم صلاة الموظف داخل الدائرة الحكومية مع العلم أنه بقرب المسجد.؟
السائل : في أحد الدوائر الحكومية أو في مكانٍ ما يوجد مكان للصلاة يصلي فيها أغلبهم ولكن تيوجد بعض الفئات يصلون منفردين جماعات، ما حكم هذا؟
الشيخ : نعم، أولاً: نسأل هذه الدوائر الحكومية: هل يمكن أن يخرجوا إلى المساجد القريبة حولهم أو لا؟
إذا كان يمكن أن يخرجوا إلى المساجد القريبة حولهم دون أن يعطلوا الشغل فإنه يجب عليهم أن يصلوا في المسجد، لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة الجماعة يجب أن تكون في المساجد، وإن كان بعض العلماء يقول: الواجب الجماعة سواء كان في المسجد أو في البيت أو في المكتب.
وإذا كان لا يمكن أن يخرجوا إلى المساجد لبعدها أو يخشى أنهم إذا خرجوا إلى المسجد تفرقوا أو تلاعبوا كما يوجد من بعضهم إذا خرج ذهب إلى بيته ولا رجع، أو إذا خرجوا تعطل العمل لكون العمل كثيفاً يختل إذا خرجوا إلى المسجد، فإنهم يصلون في الدائرة في هذه الحال، لأن المحافظة على واجب الوظيفة واجب لا يجوز الإخلال به، وإذا قلنا: إنهم يصلون في مكتبهم فالواجب أن يجتمعوا جميعاً على إمام واحد إذا أمكن، فإن لم يمكن صلى كل دور في دوره، يجتمع أهل الدور الواحد في مكان واحد ويصلون.
السائل : يوجد مكان متسع مخصص يصلون فيه؟
الشيخ : نعم مكان واسع يصلون فيه.
السائل : لكن بعض الأشخاص خمسة أو ستة يصلون لمفردهم؟
الشيخ : هذا لا يجوز ويجب أن يصلوا جميعاً.
السائل : بعضهم يشتكي من رائحة الشراب فبعض الطلاب طول اليوم لابس الشراب رائحة شرابه مؤذية؟
الشيخ : كل هذا تحجج وتعلل ما هو صحيح.
الشيخ : نعم، أولاً: نسأل هذه الدوائر الحكومية: هل يمكن أن يخرجوا إلى المساجد القريبة حولهم أو لا؟
إذا كان يمكن أن يخرجوا إلى المساجد القريبة حولهم دون أن يعطلوا الشغل فإنه يجب عليهم أن يصلوا في المسجد، لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة الجماعة يجب أن تكون في المساجد، وإن كان بعض العلماء يقول: الواجب الجماعة سواء كان في المسجد أو في البيت أو في المكتب.
وإذا كان لا يمكن أن يخرجوا إلى المساجد لبعدها أو يخشى أنهم إذا خرجوا إلى المسجد تفرقوا أو تلاعبوا كما يوجد من بعضهم إذا خرج ذهب إلى بيته ولا رجع، أو إذا خرجوا تعطل العمل لكون العمل كثيفاً يختل إذا خرجوا إلى المسجد، فإنهم يصلون في الدائرة في هذه الحال، لأن المحافظة على واجب الوظيفة واجب لا يجوز الإخلال به، وإذا قلنا: إنهم يصلون في مكتبهم فالواجب أن يجتمعوا جميعاً على إمام واحد إذا أمكن، فإن لم يمكن صلى كل دور في دوره، يجتمع أهل الدور الواحد في مكان واحد ويصلون.
السائل : يوجد مكان متسع مخصص يصلون فيه؟
الشيخ : نعم مكان واسع يصلون فيه.
السائل : لكن بعض الأشخاص خمسة أو ستة يصلون لمفردهم؟
الشيخ : هذا لا يجوز ويجب أن يصلوا جميعاً.
السائل : بعضهم يشتكي من رائحة الشراب فبعض الطلاب طول اليوم لابس الشراب رائحة شرابه مؤذية؟
الشيخ : كل هذا تحجج وتعلل ما هو صحيح.
اضيفت في - 2005-08-27