سلسلة لقاء الباب المفتوح-020a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قول الله تعالى : [ والضحى والليل إذا سجى ] .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: فإننا نفتتح لقاءنا بعد شهر رمضان، هذا اليوم الخميس الثالث والعشرين من شهر شوال عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات نافعة.
كنا في الأول نبتدأ اللقاء من الساعة العاشرة لكن صارت الأشغال كثيرة، فرأينا أن يكون من الساعة الحادية عشرة، وفي الساعة بركة إن شاء الله تعالى.
وقد اخترنا أن يكون ابتداء اللقاء تفسير آيات من كتاب الله عز وجل، ثم بعد ذلك يأتي الجواب على الأسئلة.
هذا اليوم نتكلم على قول الله تبارك وتعالى: (( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )): هذه السورة والتي بعدها كلها في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وما حباه الله به من النعم والكرامات، فالله عز وجل أقسم بالضحى وبالليل، الضحى يكون به ضوء النهار.
(( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى )) أي: إذا غطى الأرض فأظلمت بعد هذا النور.
والنور والظلمة شيئان متقابلان، وهما -والعلم عند الله- يمثلان حال الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وبعد بعثته، قبل بعثته وبعد بعثته، فالناس قبل البعثة في ظلمة وجهل وغشم وعدوان، وبعد أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم صاروا على النور والهدى.
ثم بين الله تعالى ما أقسم عليه في قوله: (( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )) أي: ما تركك وأهملك، وما قلاك، أي: أبغضك بل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحد الخليلين اللذين اختصا بهذه الصفة العظيمة من صفات الله عز وجل، وهي الخلة، والخلة أعلى أنواع المحبة، وليس من عباد الله من هو خليل الله إلا إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ) .
وقوله: (( وَمَا قَلَى )) أي: ما قلاك وأبغضك، فهو لم يتركك ولم يبغضك بل هو سبحانه وتعالى قد اعتنى به وحفظه وأحبه.
ثم بين الله لرسوله أن الآخرة خير له من الأولى، فإن الآخرة وما فيها من النعيم لا يعدلها شيء من النعم مهما كان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) .
ثم وعده سبحانه وتعالى بهذه العِدَة العظيمة والبشرى السارة:
(( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )) فأعطاه الله عز وجل من النصر في الدنيا والعز والعلو على عدوه ما رضي به صلى الله عليه وسلم، وسيعطيه أيضاً في الآخرة ما هو أعظم، فإنه في الآخرة يبعثه الله مقاماً محموداً، فيشفع للخلائق، ويعطيه الله عز وجل الوسيلة، وهي درجةٌ في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله، وهو الرسول عليه الصلاة والسلام.
ثم ذكَّره الله تعالى بالنعم، فقال: (( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى )) فقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيماً ليس له أب، وماتت أمه أيضاً وبقي صلى الله عليه وسلم منفرداً في كفالة جده، ثم مات جده، ثم كفله عمه أبو طالب، فالله عز وجل خلقه يتيماً ولكنه آواه ونصره وأيده ويسر له من عباده ما يحصل به المنعمة والحفظ.
(( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى )): فالرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يعرف شيئاً من العلم قبل بعثة الله إياه، قال الله تعالى: (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ ))، وقال الله تعالى: (( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ))، فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ما كان عنده من العلم الذي أوحاه الله إليه شيء، ولهذا قال: (( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى )).
وهنا قال: (( فهدى )) ولم يقل: فهداك لأن الله هداه وهدى به.
(( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى )) أي: فقيراً فأغناه الله تعالى وأغنى به صلى الله عليه وسلم، وذلك بما أحلَّ الله له من الغنائم التي يغنمها من أعدائه.
(( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) يعني: تذكر يتمك، فعامل اليتيم باللطف والحنان، ولا تقهره إلا أن يكون قهره في أمرٍ فيه مصلحة له، فهذا ليس قهراً في الحقيقة وإن كان قهراً ظاهرياً، ولكن لمصلحة عظيمة لهذا اليتيم.
(( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )) السائل : الذي يسأل عن العلم، والسائل : الذي يسأل المال، لا تنهره، حتى وإن أغلظ لك القول فلا تنهره، وعامله باللين واللطف والقبول لما يسأل، وإذا كان على خطأ فإنه بإمكانك أن تنصحه بعد أن تعطيه ما سأل.
(( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) وهو ما أنعم الله به عليه من الوحي المبين والهدى، وما جبله عليه من مكارم الأخلاق وحسن العبادة حدِّث بها ولكن تحديث المعترف بنعم الله لا مفتخرًا على عباد الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية لما يحب ويرضى، إنه على كل شيء قدير.
والآن مع الأسئلة.
أما بعد: فإننا نفتتح لقاءنا بعد شهر رمضان، هذا اليوم الخميس الثالث والعشرين من شهر شوال عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات نافعة.
كنا في الأول نبتدأ اللقاء من الساعة العاشرة لكن صارت الأشغال كثيرة، فرأينا أن يكون من الساعة الحادية عشرة، وفي الساعة بركة إن شاء الله تعالى.
وقد اخترنا أن يكون ابتداء اللقاء تفسير آيات من كتاب الله عز وجل، ثم بعد ذلك يأتي الجواب على الأسئلة.
هذا اليوم نتكلم على قول الله تبارك وتعالى: (( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )): هذه السورة والتي بعدها كلها في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وما حباه الله به من النعم والكرامات، فالله عز وجل أقسم بالضحى وبالليل، الضحى يكون به ضوء النهار.
(( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى )) أي: إذا غطى الأرض فأظلمت بعد هذا النور.
والنور والظلمة شيئان متقابلان، وهما -والعلم عند الله- يمثلان حال الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وبعد بعثته، قبل بعثته وبعد بعثته، فالناس قبل البعثة في ظلمة وجهل وغشم وعدوان، وبعد أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم صاروا على النور والهدى.
ثم بين الله تعالى ما أقسم عليه في قوله: (( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )) أي: ما تركك وأهملك، وما قلاك، أي: أبغضك بل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحد الخليلين اللذين اختصا بهذه الصفة العظيمة من صفات الله عز وجل، وهي الخلة، والخلة أعلى أنواع المحبة، وليس من عباد الله من هو خليل الله إلا إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ) .
وقوله: (( وَمَا قَلَى )) أي: ما قلاك وأبغضك، فهو لم يتركك ولم يبغضك بل هو سبحانه وتعالى قد اعتنى به وحفظه وأحبه.
ثم بين الله لرسوله أن الآخرة خير له من الأولى، فإن الآخرة وما فيها من النعيم لا يعدلها شيء من النعم مهما كان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) .
ثم وعده سبحانه وتعالى بهذه العِدَة العظيمة والبشرى السارة:
(( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )) فأعطاه الله عز وجل من النصر في الدنيا والعز والعلو على عدوه ما رضي به صلى الله عليه وسلم، وسيعطيه أيضاً في الآخرة ما هو أعظم، فإنه في الآخرة يبعثه الله مقاماً محموداً، فيشفع للخلائق، ويعطيه الله عز وجل الوسيلة، وهي درجةٌ في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله، وهو الرسول عليه الصلاة والسلام.
ثم ذكَّره الله تعالى بالنعم، فقال: (( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى )) فقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيماً ليس له أب، وماتت أمه أيضاً وبقي صلى الله عليه وسلم منفرداً في كفالة جده، ثم مات جده، ثم كفله عمه أبو طالب، فالله عز وجل خلقه يتيماً ولكنه آواه ونصره وأيده ويسر له من عباده ما يحصل به المنعمة والحفظ.
(( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى )): فالرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يعرف شيئاً من العلم قبل بعثة الله إياه، قال الله تعالى: (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ ))، وقال الله تعالى: (( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ))، فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ما كان عنده من العلم الذي أوحاه الله إليه شيء، ولهذا قال: (( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى )).
وهنا قال: (( فهدى )) ولم يقل: فهداك لأن الله هداه وهدى به.
(( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى )) أي: فقيراً فأغناه الله تعالى وأغنى به صلى الله عليه وسلم، وذلك بما أحلَّ الله له من الغنائم التي يغنمها من أعدائه.
(( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) يعني: تذكر يتمك، فعامل اليتيم باللطف والحنان، ولا تقهره إلا أن يكون قهره في أمرٍ فيه مصلحة له، فهذا ليس قهراً في الحقيقة وإن كان قهراً ظاهرياً، ولكن لمصلحة عظيمة لهذا اليتيم.
(( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )) السائل : الذي يسأل عن العلم، والسائل : الذي يسأل المال، لا تنهره، حتى وإن أغلظ لك القول فلا تنهره، وعامله باللين واللطف والقبول لما يسأل، وإذا كان على خطأ فإنه بإمكانك أن تنصحه بعد أن تعطيه ما سأل.
(( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) وهو ما أنعم الله به عليه من الوحي المبين والهدى، وما جبله عليه من مكارم الأخلاق وحسن العبادة حدِّث بها ولكن تحديث المعترف بنعم الله لا مفتخرًا على عباد الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية لما يحب ويرضى، إنه على كل شيء قدير.
والآن مع الأسئلة.
هل من سافر من الداخل أو الخارج لجدة و يريد العمرة هل يعتمر من جدة.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : رجل يريد التنزه في المنطقة الغربية، ويريد البقاء في جدة عدة أيام، ويحب أن يعتمر، وآخر قدم من خارج المملكة وطريق سيره يمر على جدة ويحب أن يعتمر، هل يعتمران من جدة، أو يلزمهما الإحرام من الميقات وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : الميزان في هذا هو الإرادة، فإن الرسول عليه الصلاة والسلاموقَّت المواقيت وقال: ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ) أي: من غير أهل البلاد التي وقتت لهم ( ممن أراد الحج والعمرة )، فمن أراد الحج أو العمرة فعليه أن يحرم إذا حاذى الميقات، ثم بعد ذلك يقضي غرضه الذي أراد، لكن من كان أهله في جدة مثلاً وسافر من البلد التي سافر منها إلى جدة لأهله، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، لأن سفرته هذه في الواقع سفرة إلى أهله.
أما من أراد مكة ولكنه قال: أقضي شغلي أولاً ثم أحرم من المكان الذي قضيت به الشغل، فلا يحل له ذلك، وعليه أن يرجع إلى الميقات الذي مر به ويحرم منه.
هذا بالنسبة لمن سافر من بلد في المملكة إلى المنطقة الغربية لشغل، وأما القادم من مصر إلى المملكة فإنه أيضاً نسأله عن إرادته، إذا كان يريد أن يقدم للعمل الذي يعمله في المملكة، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، وأما إذا كانت نيته في هذه السفرة يريد الاعتمار ويريد الذهاب إلى الشغل فيجب عليه أن يحرم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : رجل يريد التنزه في المنطقة الغربية، ويريد البقاء في جدة عدة أيام، ويحب أن يعتمر، وآخر قدم من خارج المملكة وطريق سيره يمر على جدة ويحب أن يعتمر، هل يعتمران من جدة، أو يلزمهما الإحرام من الميقات وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : الميزان في هذا هو الإرادة، فإن الرسول عليه الصلاة والسلاموقَّت المواقيت وقال: ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ) أي: من غير أهل البلاد التي وقتت لهم ( ممن أراد الحج والعمرة )، فمن أراد الحج أو العمرة فعليه أن يحرم إذا حاذى الميقات، ثم بعد ذلك يقضي غرضه الذي أراد، لكن من كان أهله في جدة مثلاً وسافر من البلد التي سافر منها إلى جدة لأهله، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، لأن سفرته هذه في الواقع سفرة إلى أهله.
أما من أراد مكة ولكنه قال: أقضي شغلي أولاً ثم أحرم من المكان الذي قضيت به الشغل، فلا يحل له ذلك، وعليه أن يرجع إلى الميقات الذي مر به ويحرم منه.
هذا بالنسبة لمن سافر من بلد في المملكة إلى المنطقة الغربية لشغل، وأما القادم من مصر إلى المملكة فإنه أيضاً نسأله عن إرادته، إذا كان يريد أن يقدم للعمل الذي يعمله في المملكة، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، وأما إذا كانت نيته في هذه السفرة يريد الاعتمار ويريد الذهاب إلى الشغل فيجب عليه أن يحرم.
إذا دخل الإنسان في الصلاة فهل يطبق شفتيه أم يلزم تحريكهما في القراء والأذكار.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ هل يلزم تحريك الشفتين في الصلاة والأذكار والقراءة؟ أم يكفي أن يقرأها بدون تحريك الشفتين؟
الشيخ : لا بد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة، وكذلك في قراءة الأذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد، لأنه لا يسمى قولاً إلا ما كان منطوقاً به، ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم باضطراب لحيته أي: تحركها.
ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يُسمع نفسه، أم يكتفي بنطق الحروف؟
فمنهم من قال: لا بد أن يسمع نفسه، أي: لا بد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه.
ومنهم من قال: يكفي إذا أظهر الحروف، وهذا هو الصحيح.
فضيلة الشيخ هل يلزم تحريك الشفتين في الصلاة والأذكار والقراءة؟ أم يكفي أن يقرأها بدون تحريك الشفتين؟
الشيخ : لا بد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة، وكذلك في قراءة الأذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد، لأنه لا يسمى قولاً إلا ما كان منطوقاً به، ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم باضطراب لحيته أي: تحركها.
ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يُسمع نفسه، أم يكتفي بنطق الحروف؟
فمنهم من قال: لا بد أن يسمع نفسه، أي: لا بد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه.
ومنهم من قال: يكفي إذا أظهر الحروف، وهذا هو الصحيح.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الوتر جالسا هل يدل على سنية هذه الركعتين.؟
السائل : فضيلة الشيخ ما هو رأيك فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى ركعتين بعد الوتر جالساً، وهل هي سنة تفعل دائماً؟
الشيخ : يعني ما هو رأيي في الجمع بين الأحاديث، لا في الأحاديث نفسها، لأن الحديث ليس لنا فيه رأي، لكن الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وكذلك بين الآيات التي ظاهرها التعارض، ينبغي على الإنسان أن يسأل عنه إذا وقع في نفسه شك، لأن الآيات أو الأحاديث التي ظاهرها التعارض إذا لم يعرف الإنسان وجه الجمع بينهما بقي قلقاً.
ويجب أن نعلم أنه لا يمكن أن يوجد تعارض بين كلام الله عز وجل، ولا بين السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يوجد تعارض، فمثلاً لو قال قائل: إن الله يقول في القرآن: (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً )) هذه الآية تدل على أنهم إيش؟
لا يكتمون الله حديثاً، وفي آية أخرى يقول الله عز وجل: (( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )): فهنا كتموا أو لم يكتموا؟
كتموا، كيف يكون هذا؟
آية تنفي أن يكتموا الله حديثاً، وآية تثبت أنهم يكتمون الله حديثاً؟
نقول: إن الجمع بينهما هو أن لهم أحوالاً، ففي بعض الأحوال يكتمون الله حديثاً، وفي بعض الأحوال لا يكتمون.
كذلك أيضاً بالنسبة للوتر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً )، وثبت في صحيح مسلم : ( أنه كان يصلي ركعتين بعد الوتر جالساً )، فكيف يمكن الجمع بين فعله وقوله؟
نقول: الحقيقة أنه لا تعارض:
أولاً: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يداوم على هاتين الركعتين بل يفعلهما أحياناً.
ثانياً: أن ابن القيم رحمه الله قال: إن هاتين الركعتين ليستا مستقلتين، بل هما تابعتان للوتر، فهما بالنسبة للوتر كراتبة الفريضة، فلا يكون ذلك مخالفاً لقوله: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) .
الشيخ : يعني ما هو رأيي في الجمع بين الأحاديث، لا في الأحاديث نفسها، لأن الحديث ليس لنا فيه رأي، لكن الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وكذلك بين الآيات التي ظاهرها التعارض، ينبغي على الإنسان أن يسأل عنه إذا وقع في نفسه شك، لأن الآيات أو الأحاديث التي ظاهرها التعارض إذا لم يعرف الإنسان وجه الجمع بينهما بقي قلقاً.
ويجب أن نعلم أنه لا يمكن أن يوجد تعارض بين كلام الله عز وجل، ولا بين السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يوجد تعارض، فمثلاً لو قال قائل: إن الله يقول في القرآن: (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً )) هذه الآية تدل على أنهم إيش؟
لا يكتمون الله حديثاً، وفي آية أخرى يقول الله عز وجل: (( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )): فهنا كتموا أو لم يكتموا؟
كتموا، كيف يكون هذا؟
آية تنفي أن يكتموا الله حديثاً، وآية تثبت أنهم يكتمون الله حديثاً؟
نقول: إن الجمع بينهما هو أن لهم أحوالاً، ففي بعض الأحوال يكتمون الله حديثاً، وفي بعض الأحوال لا يكتمون.
كذلك أيضاً بالنسبة للوتر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً )، وثبت في صحيح مسلم : ( أنه كان يصلي ركعتين بعد الوتر جالساً )، فكيف يمكن الجمع بين فعله وقوله؟
نقول: الحقيقة أنه لا تعارض:
أولاً: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يداوم على هاتين الركعتين بل يفعلهما أحياناً.
ثانياً: أن ابن القيم رحمه الله قال: إن هاتين الركعتين ليستا مستقلتين، بل هما تابعتان للوتر، فهما بالنسبة للوتر كراتبة الفريضة، فلا يكون ذلك مخالفاً لقوله: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) .
ما حكم من قصد الآذان ليحصل على الأجر المادي.؟
السائل : ما حكم من أذَّن لأخذ الأجرة فقط؟
الشيخ : من أذن ليأخذ الأجر، أولاً: يجب أن نعلم أن ما تعطيه الحكومة من المكافآت للأئمة والمؤذنين ليس بأجرة، ولكنه عطاء من بيت المال لمن قام بمصلحة من مصالح المسلمين، كالمدرسين، والأئمة، والمؤذنين، والقضاة، والأمراء، وما أشبه ذلك.
فليس هذا من باب الأجرة حتى نقول: إن الأجرة على القُرَب لا تجوز، بل هو من باب العطاء من بيت المال لمن قام بهذه الوظيفة.
ولكن يبقى النظر في ما سألتَ: هل يجوز للمؤذن أو الإمام أن يقول: أنا أؤذن من أجل الراتب أو أكون إماماً للناس من أجل الراتب؟
الجواب: نقول: لا تنوي هذه النية، فهذه النية تحبط عملك، ولا يكون لك أجر من الأذان، ولا أجر من الإمامة، ولا أجر من القضاء، ولا أجر من التدريس، انوِ أنك تدرس، وأنك تقبل ما يأتي من الحكومة من هذا الراتب لتستعين به على أمور حياتك.
فإذا فعلت ذلك فإن الراتب لا يفوتك والنية الصالحة تبقى لك، ولكن قد يغلب الشيطان بني آدم ويقول: أؤذن لأجل هذا العطاء، أدرس لأجل هذا العطاء، فهذا قال فيه شيخ الإسلام -رحمه الله-: " إن من عمل عبادة لأجل المال فليس له في الآخرة من خلاق "، بل ليس له نصيب في الآخرة، وصدق، لأنه تقاضى أجره في الدنيا، المهم ينبغي أن ندعو الناس إلى تصحيح النية.
الشيخ : من أذن ليأخذ الأجر، أولاً: يجب أن نعلم أن ما تعطيه الحكومة من المكافآت للأئمة والمؤذنين ليس بأجرة، ولكنه عطاء من بيت المال لمن قام بمصلحة من مصالح المسلمين، كالمدرسين، والأئمة، والمؤذنين، والقضاة، والأمراء، وما أشبه ذلك.
فليس هذا من باب الأجرة حتى نقول: إن الأجرة على القُرَب لا تجوز، بل هو من باب العطاء من بيت المال لمن قام بهذه الوظيفة.
ولكن يبقى النظر في ما سألتَ: هل يجوز للمؤذن أو الإمام أن يقول: أنا أؤذن من أجل الراتب أو أكون إماماً للناس من أجل الراتب؟
الجواب: نقول: لا تنوي هذه النية، فهذه النية تحبط عملك، ولا يكون لك أجر من الأذان، ولا أجر من الإمامة، ولا أجر من القضاء، ولا أجر من التدريس، انوِ أنك تدرس، وأنك تقبل ما يأتي من الحكومة من هذا الراتب لتستعين به على أمور حياتك.
فإذا فعلت ذلك فإن الراتب لا يفوتك والنية الصالحة تبقى لك، ولكن قد يغلب الشيطان بني آدم ويقول: أؤذن لأجل هذا العطاء، أدرس لأجل هذا العطاء، فهذا قال فيه شيخ الإسلام -رحمه الله-: " إن من عمل عبادة لأجل المال فليس له في الآخرة من خلاق "، بل ليس له نصيب في الآخرة، وصدق، لأنه تقاضى أجره في الدنيا، المهم ينبغي أن ندعو الناس إلى تصحيح النية.
رجل جامع زوجته في نهار رمضان بدون إنزال فما الحكم.؟
السائل : شيخ عفا الله عنك رجل جامع زوجته في نهار رمضان بدون إنزال فماذا عليه ؟
الشيخ : إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم، فإنه يترتب على جِماعه خمسة أمور:
أولاً: الإثم.
وثانياً: فساد صوم اليوم.
وثالثاً: وجوب الإمساك.
ورابعاً: وجوب القضاء.
وخامساً: وجوب الكفارة.
والكفارة: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، حتى ولو لم ينزل، لأن الجماع يوجب الغسل وإن لم ينزل، ويفسد الصوم وإن لم ينزل، ويفسد الحج وإن لم ينزل إذا كان قبل التحلل الأول.
أما إذا كان الإنسان الذي جامع زوجته في نهار رمضان ليس واجباً عليه الصوم مثل أن يكون مسافراً هو وزوجته، وفي أثناء النهار جامعها وهما صائمان، فهذان ليس عليهما إثم، وإنما يفطران ذلك اليوم ويأكلان ويشربان ويقضيان يومًا بدله، لأن المسافر لا يلزمه الصوم.
السائل : هذا يا شيخ يجب عليه الصوم، ولكنه يظن أن الكفارة وترتب الأمور هذه بالإنزال فقط؟
الشيخ : لكنه يعرف أنه حرام.
السائل : نعم يعلم.
الشيخ : لكنه يظن أن ترتب الكفارة على الإنزال؟
السائل : يظن أن ترتب هذه الأمور يعني الحرمة والإثم والإفطار كلها تترتب على الإنزال.
الشيخ : لكنه يعلم أن الجماع حرام؟
السائل : الجماع بإنزال.
الشيخ : بدون إنزال؟
السائل : لا، لا يعلم.
الشيخ : ما يعلم هذا؟
السائل : لا، يظن أنه ليس به شيئًا.
الشيخ : إذا كان هذا اعتقاده فإنه لا شيء عليه، لقوله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )).
السائل : ولا قضاء ذلك اليوم؟
الشيخ : ولا قضاء ذلك اليوم.
الشيخ : إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم، فإنه يترتب على جِماعه خمسة أمور:
أولاً: الإثم.
وثانياً: فساد صوم اليوم.
وثالثاً: وجوب الإمساك.
ورابعاً: وجوب القضاء.
وخامساً: وجوب الكفارة.
والكفارة: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، حتى ولو لم ينزل، لأن الجماع يوجب الغسل وإن لم ينزل، ويفسد الصوم وإن لم ينزل، ويفسد الحج وإن لم ينزل إذا كان قبل التحلل الأول.
أما إذا كان الإنسان الذي جامع زوجته في نهار رمضان ليس واجباً عليه الصوم مثل أن يكون مسافراً هو وزوجته، وفي أثناء النهار جامعها وهما صائمان، فهذان ليس عليهما إثم، وإنما يفطران ذلك اليوم ويأكلان ويشربان ويقضيان يومًا بدله، لأن المسافر لا يلزمه الصوم.
السائل : هذا يا شيخ يجب عليه الصوم، ولكنه يظن أن الكفارة وترتب الأمور هذه بالإنزال فقط؟
الشيخ : لكنه يعرف أنه حرام.
السائل : نعم يعلم.
الشيخ : لكنه يظن أن ترتب الكفارة على الإنزال؟
السائل : يظن أن ترتب هذه الأمور يعني الحرمة والإثم والإفطار كلها تترتب على الإنزال.
الشيخ : لكنه يعلم أن الجماع حرام؟
السائل : الجماع بإنزال.
الشيخ : بدون إنزال؟
السائل : لا، لا يعلم.
الشيخ : ما يعلم هذا؟
السائل : لا، يظن أنه ليس به شيئًا.
الشيخ : إذا كان هذا اعتقاده فإنه لا شيء عليه، لقوله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )).
السائل : ولا قضاء ذلك اليوم؟
الشيخ : ولا قضاء ذلك اليوم.
ما حكم المواظبة على أوراد بشكل معين قبل الشروق وقبل الغروب وما حكم المواظبة على ختم المجلس بسورة العصر.؟
السائل : فضيلة الشيخ : بعض الناس لهم أوراد يقولونها قبل الغروب وقبل الشروق بترتيب معين، وهي أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظة بترتيب معين، يواظبون عليها يومياً، ما حكم هذه الأوراد، وما حكم قراءة سورة العصر في ختام المجلس، وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : أما الأوراد الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أو من الأذكار النبوية فإنها تفعل كما وردت صباحية كانت أو مسائية، أو كانت دبر الصلوات، أو كانت لأسباب معينة كالذكر لدخول المنزل والخروج منه، المهم أن الأذكار والأوراد الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام تفعل كما وردت.
وأما الأذكار التي لم ترد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو وردت على وجه آخر غير الذي يفعله الإنسان، فإن ذلك يكون بدعة إذا قام به الإنسان، لأن البدعة قد تكون في أصل العبادة وقد تكون في وصف العبادة، أما ختم هذه الأوراد بسورة العصر فإن ذلك بدعة ولا أصل له.
الشيخ : أما الأوراد الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أو من الأذكار النبوية فإنها تفعل كما وردت صباحية كانت أو مسائية، أو كانت دبر الصلوات، أو كانت لأسباب معينة كالذكر لدخول المنزل والخروج منه، المهم أن الأذكار والأوراد الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام تفعل كما وردت.
وأما الأذكار التي لم ترد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو وردت على وجه آخر غير الذي يفعله الإنسان، فإن ذلك يكون بدعة إذا قام به الإنسان، لأن البدعة قد تكون في أصل العبادة وقد تكون في وصف العبادة، أما ختم هذه الأوراد بسورة العصر فإن ذلك بدعة ولا أصل له.
7 - ما حكم المواظبة على أوراد بشكل معين قبل الشروق وقبل الغروب وما حكم المواظبة على ختم المجلس بسورة العصر.؟ أستمع حفظ
إذا لم يتسع المصلى للمصلين فوقفوا في صف موازي للإمام فهل يعتبر كالصف الأول .؟
السائل : بسم الله .
يا شيخ لدينا مصلى في مدرستنا لكن لا يكفي لجميع الطلاب، فيقف بعض الطلاب في صف موازٍ للإمام، فهل الصف الموازي للإمام كالصف الأول مع أنه يحدث كل يوم؟
الشيخ : الصف الأول هو الذي خلف الإمام، فأول صف يلي الإمام هو الصف الأول، والذين يصفون عن يمينه وشماله لا يكون لهم ثواب الصف الأول، لأن هذا الموقف -أعني: موقف المأموم عن اليمين وعن الشمال- هو من الأمور الجائزة وليس من الأمور المستحبة، فموقف المأموم وراء الإمام هو السنة لا شك، فإذا اضطروا إلى أن يقف أحد عن يمينه أو شماله فلهم أن يقفوا، ولكن لا يعد ذلك الصف الأول.
السائل : مع أن هذا يحدث كل يوم طيلة السنة؟
الشيخ : لا يوجد مانع على كل حال، الأمر جائز ولله الحمد، ووقوف هؤلاء عن يمينه وشماله خير من كونهم ينتظرون حتى تفرغ الطائفة الأولى.
يا شيخ لدينا مصلى في مدرستنا لكن لا يكفي لجميع الطلاب، فيقف بعض الطلاب في صف موازٍ للإمام، فهل الصف الموازي للإمام كالصف الأول مع أنه يحدث كل يوم؟
الشيخ : الصف الأول هو الذي خلف الإمام، فأول صف يلي الإمام هو الصف الأول، والذين يصفون عن يمينه وشماله لا يكون لهم ثواب الصف الأول، لأن هذا الموقف -أعني: موقف المأموم عن اليمين وعن الشمال- هو من الأمور الجائزة وليس من الأمور المستحبة، فموقف المأموم وراء الإمام هو السنة لا شك، فإذا اضطروا إلى أن يقف أحد عن يمينه أو شماله فلهم أن يقفوا، ولكن لا يعد ذلك الصف الأول.
السائل : مع أن هذا يحدث كل يوم طيلة السنة؟
الشيخ : لا يوجد مانع على كل حال، الأمر جائز ولله الحمد، ووقوف هؤلاء عن يمينه وشماله خير من كونهم ينتظرون حتى تفرغ الطائفة الأولى.
المصلى الذي لا يصلى فيه إلا فرض واحد هل يلزم له تحية المسجد.؟
السائل : فضيلة الشيخ المصلى الذي لا يقام إلا فرض واحد ويؤذن فيه هل تلزم له تحية المسجد؟
الشيخ : إذا كان هذا المصلى محجوزاً لعامة الناس فحكمه حكم المسجد، والدليل على ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل مصلى العيد في حكم المسجد، ( فإنه أمر أن يخرج النساء إلى صلاة العيد، وأن تعتزل الحيض المصلى )، وهذا دليل على أنه في حكم المسجد، أما المصلى الخاص الذي يتخذه الإنسان في بيته، أو تتخذه بعض الدوائر في مكان الإدارة فهذا ليس حكم المسجد.
الشيخ : إذا كان هذا المصلى محجوزاً لعامة الناس فحكمه حكم المسجد، والدليل على ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل مصلى العيد في حكم المسجد، ( فإنه أمر أن يخرج النساء إلى صلاة العيد، وأن تعتزل الحيض المصلى )، وهذا دليل على أنه في حكم المسجد، أما المصلى الخاص الذي يتخذه الإنسان في بيته، أو تتخذه بعض الدوائر في مكان الإدارة فهذا ليس حكم المسجد.
هل يرى المنافقون ربهم عز وجل يوم القيامة .؟
السائل : فضيلة الشيخ هل يرى المنافقون الله عز وجل يوم القيامة؟
الشيخ : نعم، الناس يوم القيامة على ثلاثة أقسام: كفار خُلَّص، ومؤمنون خُلَّص، ومنافقون.
أما الكفار الخلص فإنهم لا يرون الله أبداً، لقول الله تعالى: (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )).
وأما المؤمنون الخلص فيرون الله عز وجل يوم القيامة وفي الجنة، لقول الله تعالى: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )).
وأما المنافقون فإنهم يرون الله في عرصات القيامة ولا يرونه بعد ذلك، وهذا أشد حسرةً عليهم أن يتمتعوا بالنظر إلى الله عز وجل، ثم بعد ذلك يحجبون عنه.
فهذه أقسام الناس يوم القيامة بالنسبة للنظر إلى الرب عز وجل، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يرون ربهم في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة.
الشيخ : نعم، الناس يوم القيامة على ثلاثة أقسام: كفار خُلَّص، ومؤمنون خُلَّص، ومنافقون.
أما الكفار الخلص فإنهم لا يرون الله أبداً، لقول الله تعالى: (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )).
وأما المؤمنون الخلص فيرون الله عز وجل يوم القيامة وفي الجنة، لقول الله تعالى: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )).
وأما المنافقون فإنهم يرون الله في عرصات القيامة ولا يرونه بعد ذلك، وهذا أشد حسرةً عليهم أن يتمتعوا بالنظر إلى الله عز وجل، ثم بعد ذلك يحجبون عنه.
فهذه أقسام الناس يوم القيامة بالنسبة للنظر إلى الرب عز وجل، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يرون ربهم في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة.
ما رأيكم في الإمام الذي صلى المغرب ثم خرج من المسجد ثم رجع وجمع العشاء لنزول المطرففصل بين الصلاتين.؟
السائل : فضيلة الشيخ : في أحد المساجد في يوم الجمعة الماضي حصل مطر في مدينة الرياض فصلينا المغرب، وبعد الصلاة قام الإمام ثم رجع ثانية وأقام لصلاة العشاء يريد الجمع فجمعنا، فما حكم هذا الجمع عندك، مع أنه حصل فصل في الصلاة بعضهم حتى تسنن بين الصلاتين؟
الشيخ : المعروف عند أكثر العلماء أنه إذا كان الجمع جمع تقديم فلا بد من موالاة الصلاتين لكن لا تبطل الموالاة بالضوء الخفيف وبالجلسة الخفيفة.
وقال بعض العلماء: إنه إذا جاز الجمع فلا حرج في الفصل بين الصلاتين حتى لو تصلي الأولى في أول الوقت والثانية في آخره.
وهذا القول الثاني اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: " إن معنى الجمع ليس معناه ضم الصلاتين بحيث تلي الثانية الأولى، وإنما هو ضم الوقت وليس ضم الفعل "، فمتى وجد سبب الجمع كالسفر والمطر والمرض فلا حرج عليك أن تصلي الأولى في أول الوقت والثانية في آخر الوقت، فهو يرى رحمه الله أن الجمع هو ضم الوقتين بعضهما إلى بعض، لا ضم الصلاتين بعضهما إلى بعض، عرفت الآن؟
فعلى هذا نقول: القصة التي وقعت حيث إن الإمام بعد أن خرج ورأى المطر رجع وجمع، نقول: هذه لا بأس بها ولا حرج فيها.
السائل : هو لم يبد له ذلك إلا بعد الصلاة.
الشيخ : حتى لو لم يبد له إلا بعد الصلاة فلا يضر، لأنه اشتراط نية الجمع قبل تكبيرة الإحرام في الصلاة الأولى هذا ضعيف، فالصواب أنه ليس بشترط بل لو حدث المطر بعد أن سلم من المغرب فله أن يجمع.
الشيخ : المعروف عند أكثر العلماء أنه إذا كان الجمع جمع تقديم فلا بد من موالاة الصلاتين لكن لا تبطل الموالاة بالضوء الخفيف وبالجلسة الخفيفة.
وقال بعض العلماء: إنه إذا جاز الجمع فلا حرج في الفصل بين الصلاتين حتى لو تصلي الأولى في أول الوقت والثانية في آخره.
وهذا القول الثاني اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: " إن معنى الجمع ليس معناه ضم الصلاتين بحيث تلي الثانية الأولى، وإنما هو ضم الوقت وليس ضم الفعل "، فمتى وجد سبب الجمع كالسفر والمطر والمرض فلا حرج عليك أن تصلي الأولى في أول الوقت والثانية في آخر الوقت، فهو يرى رحمه الله أن الجمع هو ضم الوقتين بعضهما إلى بعض، لا ضم الصلاتين بعضهما إلى بعض، عرفت الآن؟
فعلى هذا نقول: القصة التي وقعت حيث إن الإمام بعد أن خرج ورأى المطر رجع وجمع، نقول: هذه لا بأس بها ولا حرج فيها.
السائل : هو لم يبد له ذلك إلا بعد الصلاة.
الشيخ : حتى لو لم يبد له إلا بعد الصلاة فلا يضر، لأنه اشتراط نية الجمع قبل تكبيرة الإحرام في الصلاة الأولى هذا ضعيف، فالصواب أنه ليس بشترط بل لو حدث المطر بعد أن سلم من المغرب فله أن يجمع.
11 - ما رأيكم في الإمام الذي صلى المغرب ثم خرج من المسجد ثم رجع وجمع العشاء لنزول المطرففصل بين الصلاتين.؟ أستمع حفظ
دعاء الإستخارة أي يكون موضعه من الصلاة.؟
السائل : فضيلة الشيخ أكرمك الله بالنسبة لدعاء الاستخارة في أي موضع يكون من الصلاة؟
الشيخ : دعاء الاستخارة بعد السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فليصل ركعتين ثم ليقل ) وذكر الدعاء.
الشيخ : دعاء الاستخارة بعد السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فليصل ركعتين ثم ليقل ) وذكر الدعاء.
هل يجوز التحدث بالأحاديث الضعيفة في الوعظ والإرشاد.؟
السائل : فضيلة الشيخ : ما حكم رواية الأحاديث الضعيفة التي يستعان بها في المواعظ؟
الشيخ : الأحاديث الضعيفة التي يستعان بها في المواعظ لا يجوز ذكرها إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: ألا يكون الضعف شديداً، فإن كان الضعف شديداً فإنه لا يجوز أن تذكر.
الشرط الثاني: أن يكون لهذا العمل الذي فيه الترغيب أو الترهيب أن يكون له أصل، فمثلاً إذا ورد حديث ضعيف في الترغيب في صلاة الجماعة مثلاً هذا له أصل، فإن صلاة الجماعة قد صح الأمر بها، أو حديث ضعيف في التحذير من الغيبة هذا له أصل.
لكن لو يأتي حديث ضعيف في عمل لم يكن مشروعًا كصلاة التسبيح مثلاً فإنه لا يجوز الاعتداد به ولا ذكره إلا مبيناً ضعفُه.
الشرط الثالث: ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، وهذا الشرط يوجب لنا ألا نذكر الضعيف أمام العامة مطلقاً، لماذا؟
لأن العامي إذا سمع الحديث فسوف يعتقد أنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، سوف يعتقد أنه عن الرسول، فلا يجوز لنا أن نذكر الأحاديث الضعيفة أمام العامة ولو في الترغيب والترهيب إلا إذا كان الرجل سيذكر الحديث ثم يقول: إن هذا الحديث ضعيف، فهذا خير لأجل أن يبين الأمر على وجهه.
الشيخ : الأحاديث الضعيفة التي يستعان بها في المواعظ لا يجوز ذكرها إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: ألا يكون الضعف شديداً، فإن كان الضعف شديداً فإنه لا يجوز أن تذكر.
الشرط الثاني: أن يكون لهذا العمل الذي فيه الترغيب أو الترهيب أن يكون له أصل، فمثلاً إذا ورد حديث ضعيف في الترغيب في صلاة الجماعة مثلاً هذا له أصل، فإن صلاة الجماعة قد صح الأمر بها، أو حديث ضعيف في التحذير من الغيبة هذا له أصل.
لكن لو يأتي حديث ضعيف في عمل لم يكن مشروعًا كصلاة التسبيح مثلاً فإنه لا يجوز الاعتداد به ولا ذكره إلا مبيناً ضعفُه.
الشرط الثالث: ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، وهذا الشرط يوجب لنا ألا نذكر الضعيف أمام العامة مطلقاً، لماذا؟
لأن العامي إذا سمع الحديث فسوف يعتقد أنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، سوف يعتقد أنه عن الرسول، فلا يجوز لنا أن نذكر الأحاديث الضعيفة أمام العامة ولو في الترغيب والترهيب إلا إذا كان الرجل سيذكر الحديث ثم يقول: إن هذا الحديث ضعيف، فهذا خير لأجل أن يبين الأمر على وجهه.
مسافر دخل ولم يصل المغرب والإمام يصلي العشاء هل يدخل معه.؟
السائل : إذا كان شخص مسافراً فوجد جماعة يصلون العشاء فهل يصلي معهم العشاء وبعد ذلك يصلي المغرب؟
الشيخ : الصحيح أن هذا يصلي معهم المغرب فيدخل بنية المغرب وإن كانوا يصلون العشاء، ثم إن دخل معهم في الركعة الأولى فإنه إذا قام الإمام للركعة الرابعة يجلس هو ويقرأ التشهد ويسلم.
والانفراد هنا جائز للعذر، لأنه لا يمكن أن يقوم إلى الرابعة وهو في صلاة المغرب، فيسلم ثم يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، وإن كان قد دخل معه في الركعة الثانية سلم مع الإمام، وإن دخل في الثالثة أتى بعد سلام الإمام بركعة، هذا هو أرجح الأقوال في هذه المسألة.
وقال بعض العلماء: يدخل معهم بنية العشاء فإذا فرغ صلى المغرب، وهذا يفوت به الترتيب.
وقال بعض العلماء: بل يصلي وحده صلاة المغرب، ثم يدخل معهم فيما بقي من صلاة العشاء، وهذا يحصل به وجود جماعتين في مسجد واحد، إن كان هذا الرجل معه غيره وصلوا جماعة، أو انفراد الإنسان عن جماعة المسلمين، وهذا كله غير مرغوب فيه شرعاً، فأحسن الأقوال في هذه المسألة ما ذكرته أولاً.
وهذه المسألة ليست تقع في المسافرين فقط، بل تقع أيضاً في جمع المطر، قد يأتي الإنسان مثلاً في جمع المطر وهم يصلون العشاء وهو لم يصل المغرب فنقول له: ادخل معهم بنية المغرب ويعمل ما سمعتم.
الشيخ : الصحيح أن هذا يصلي معهم المغرب فيدخل بنية المغرب وإن كانوا يصلون العشاء، ثم إن دخل معهم في الركعة الأولى فإنه إذا قام الإمام للركعة الرابعة يجلس هو ويقرأ التشهد ويسلم.
والانفراد هنا جائز للعذر، لأنه لا يمكن أن يقوم إلى الرابعة وهو في صلاة المغرب، فيسلم ثم يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، وإن كان قد دخل معه في الركعة الثانية سلم مع الإمام، وإن دخل في الثالثة أتى بعد سلام الإمام بركعة، هذا هو أرجح الأقوال في هذه المسألة.
وقال بعض العلماء: يدخل معهم بنية العشاء فإذا فرغ صلى المغرب، وهذا يفوت به الترتيب.
وقال بعض العلماء: بل يصلي وحده صلاة المغرب، ثم يدخل معهم فيما بقي من صلاة العشاء، وهذا يحصل به وجود جماعتين في مسجد واحد، إن كان هذا الرجل معه غيره وصلوا جماعة، أو انفراد الإنسان عن جماعة المسلمين، وهذا كله غير مرغوب فيه شرعاً، فأحسن الأقوال في هذه المسألة ما ذكرته أولاً.
وهذه المسألة ليست تقع في المسافرين فقط، بل تقع أيضاً في جمع المطر، قد يأتي الإنسان مثلاً في جمع المطر وهم يصلون العشاء وهو لم يصل المغرب فنقول له: ادخل معهم بنية المغرب ويعمل ما سمعتم.
اضيفت في - 2005-08-27