سلسلة لقاء الباب المفتوح-027a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
نصيحة من فضيلة الشيخ في استقبال العام الهجري الجديد .
الشيخ : والنصيحة التي ينبغي للإنسان أن ينصح نفسه بها في استقبال هذا العام :
هو أن ينظر ماذا أودع العام الماضي من الأعمال الصالحة ؟ وماذا قام فيه من الأعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين ولاسيما طلبة العلم ؟
فإن طالب العلم عليه واجبان :
واجب لفسه وواجب لغيره ، إذ أن العلم الشرعي إرث محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء ، وإذا نظرنا في حال الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجدنا أنهم أبلو بلاء حسنًا في عباداتهم الخاصة وفي دعوتهم الخلق إلى الحق .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأخشى الناس لربه وكان يقوم بالليل حتى تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام فيُسأل في ذلك فيُقال إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيقول أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ؟
وفي مجال الدعوة إلى الله : دعا صلى الله عليه وسلم قومه إلى توحيد الله وعبادته فرأى منهم الأذى حتى كانوا يلقون سَلَا الجزور على ظهره وهو ساجد تحت بيت الله حتى تمالوا عليه بما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك )) فكان النقاش بينهم على هذه الأمور الثلاثة الإثبات ، وهو الحبس والقتل والإخراج .
فأذِنَ الله تعالى له بالخروج بالهجرة من مكة إلى المدينة ونصره الله سبحانه وتعالى عليهم حتى عاد بعد ثماني سنوات إلى مكة فاتحًا منصورًا ظافرا ولله الحمد .
فأقول إن على طلبة العلم واجبين :
الواجب الأول لأنفسهم والواجب الثاني لغيرهم من الناس أن يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم إلى الله وأن يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة بما يتعلمونه من أساتذتهم وبما يتعلمونه بأنفسهم من الكتب وبما يسمعونه من الأشرطة الصادرة عمن يوثق بعلمه .
ولا شك أن نشر العلم سبب للقيام بطاعة الله سبحانه وتعالى كما هو معروف فإن الرجل يأتي إلى القوم يلقي بينهم كلمة واعظة موجهة فيتفرّق الناس وقد فهموا ما قال ثم يأخذون بتطبيقه في أنفسهم وفي غيرهم وهذا أمر مشاهد معلوم . وعلى الإنسان في مستقبل هذا العام أن يعد نفسه بالجد والاجتهاد وتتميم ما نقص في العام الماضي وتحسين ما كان فيه شيء من الاعوجاج أو الانحراف حتى يستقبل هذا العام بجد ونشاط وليعلم أن الإنسان إذا عوّد نفسه الكسل اعتاد عليه وصعب عليه أن ينشط بعد ذلك وإذا عود نفسه الحركة والنشاط وبث الوعي الديني في الأمة سهل عليه ذلك وكان هذا ديدنا له حتى إنه ليحزن ويضيق صدره إذا لم يقم بهذا الأمر
هو أن ينظر ماذا أودع العام الماضي من الأعمال الصالحة ؟ وماذا قام فيه من الأعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين ولاسيما طلبة العلم ؟
فإن طالب العلم عليه واجبان :
واجب لفسه وواجب لغيره ، إذ أن العلم الشرعي إرث محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء ، وإذا نظرنا في حال الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجدنا أنهم أبلو بلاء حسنًا في عباداتهم الخاصة وفي دعوتهم الخلق إلى الحق .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأخشى الناس لربه وكان يقوم بالليل حتى تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام فيُسأل في ذلك فيُقال إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيقول أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ؟
وفي مجال الدعوة إلى الله : دعا صلى الله عليه وسلم قومه إلى توحيد الله وعبادته فرأى منهم الأذى حتى كانوا يلقون سَلَا الجزور على ظهره وهو ساجد تحت بيت الله حتى تمالوا عليه بما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك )) فكان النقاش بينهم على هذه الأمور الثلاثة الإثبات ، وهو الحبس والقتل والإخراج .
فأذِنَ الله تعالى له بالخروج بالهجرة من مكة إلى المدينة ونصره الله سبحانه وتعالى عليهم حتى عاد بعد ثماني سنوات إلى مكة فاتحًا منصورًا ظافرا ولله الحمد .
فأقول إن على طلبة العلم واجبين :
الواجب الأول لأنفسهم والواجب الثاني لغيرهم من الناس أن يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم إلى الله وأن يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة بما يتعلمونه من أساتذتهم وبما يتعلمونه بأنفسهم من الكتب وبما يسمعونه من الأشرطة الصادرة عمن يوثق بعلمه .
ولا شك أن نشر العلم سبب للقيام بطاعة الله سبحانه وتعالى كما هو معروف فإن الرجل يأتي إلى القوم يلقي بينهم كلمة واعظة موجهة فيتفرّق الناس وقد فهموا ما قال ثم يأخذون بتطبيقه في أنفسهم وفي غيرهم وهذا أمر مشاهد معلوم . وعلى الإنسان في مستقبل هذا العام أن يعد نفسه بالجد والاجتهاد وتتميم ما نقص في العام الماضي وتحسين ما كان فيه شيء من الاعوجاج أو الانحراف حتى يستقبل هذا العام بجد ونشاط وليعلم أن الإنسان إذا عوّد نفسه الكسل اعتاد عليه وصعب عليه أن ينشط بعد ذلك وإذا عود نفسه الحركة والنشاط وبث الوعي الديني في الأمة سهل عليه ذلك وكان هذا ديدنا له حتى إنه ليحزن ويضيق صدره إذا لم يقم بهذا الأمر
تفسير سورة المطففين من قوله " ويل للمطففين "إلى قول الله تعالى : " يوم يقوم الناس لرب العالمين ".
الشيخ : أما ما كنا نتحدث عنه في اللقاءات السابقة من تفسير الآيات الكريمات فنحن كنا وقفنا على سورة المطففين فنتكلم بكلام موجز على ما تيسر منها فنقول إن الله :
ابتدأ هذه السورة بكلمة ويل ، وويل تكررت في القرآن كثيرًا وهي على الأصح كلمة وعيد يتوعد الله سبحانه وتعالى بها من خالف أمره أو ارتكب نهيه على الوجه المقيد في الجملة التي بعدها فهنا .
يقول عز وجل (( ويل للمطففين )) : فمن هؤلاء المطففون ؟ هؤلاء المطففون فسرتهم الآية التي بعدها .
فقال تعالى (( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) إذا اكتالوا على الناس يعني اشتروا منهم ما يكال استوفوا منهم الحق كاملًا بدون نقص وإذا كالوهم أو وزنوهم يعني إذا كالوا لهم يعني إن كانوا هم الذين باعوا الطعام كيلا فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا عليهم شيئًا وزنا إذا وزنوا للناس نقصوا يخسرون .
فهؤلاء والعياذ بالله يستوفون حقهم كاملا وينقصون حق غيرهم فجمعوا بين الأمرين : بين الشح والبخل الشح في طلب حقهم كاملًا بدون مراعاة أو مسامحة .
والبخل بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن وهذا المثال الذي ذكره الله عز وجل في الكيل والوزن هو في الحقيقة مثال فيقاس عليه كل ما أشبهه كل من طلب حقه كاملًا لمن هو عليه ومنع الحق الذي عليه فإنه داخل في الآية الكريمة .
فمثلًا الزوج يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملًا ولا يتهاون في شيء من حقه لكنه عند أداء حقها يتهاون ولا يعطيها الذي لها .
وما أكثر ما تشكي النساء من هذا الطراز من الأزواج والعياذ بالله حيث إن كثيرًا من النساء يريد منها الزوج أن تقوم بحقه كاملًا لكنه هو لا يعطيها حقها كاملًا ربما ينقص أكثر حقها من النفقة والعشرة بالمعروف وغير ذلك .
والغريب أيها الإخوة أن هذا يقع كثيرًا من الناس الذين ظاهرهم الالتزام حتى إن بعض النساء تقول أنا ما اخترت قبول هذا الزوج إلا لما له من السمعة الحسنة والالتزام فإذا به ينقلب ويكون أسوأ حالا بالنسبة لزوجته من أهل الفسق .
فلا أدري عن هؤلاء الذين ظاهرهم الالتزام هل يظنون أن الالتزام أن يقوم الإنسان بعبادة الله فقط ويضيع حقوق الناس ؟ إن ظلم الناس أشد من ظلم الإنسان نفسه في حق الله لأن ظلم الإنسان نفسه في حق الله تحت المشيئة إذا كان دون الشرك إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه عليه لكن حق الآدميين ليس داخلًا تحت المشيئة لا بد أن يوفى .
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من تعدون المفلس فيكم ؟) قالوا من لا درهم عنده ولا دينار أو قالوا ولا متاع ، قال : ( لا ، المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ) كثيرة ( فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار ) .
فنصيحتي لهؤلاء الإخوة الذين يفرطون في حق أزواجهم سواء كانوا من الملتزمين أو من غيرهم أن يتقوا الله عز وجل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك في أكبر مجمَّع شهده العالم الإسلامي في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم عرفة في حجة الوداع قال : ( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) .
فأمرنا أن نتقي الله تعالى في النساء وقال ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ) أي بمنزلة الأسرى ، لأن الأسير إن شاء فكه الذي أسره وإن شاء أبقاها .
المرأة عند زوجها كذلك إن شاء طلقها وإن شاء أبقاها ، فهي بمنزلة الأسير عنده فليتق الله فيها . كذلك أيضًا : نجد بعض الناس يريد من أولاده أن يقوموا بحقه على التمام لكنه مفرط في حقهم فيريد من أولاده أن يبروه ويقوموا بحقه أن يبروه في المال وفي البدن وفي كل شيء يكون به البر ، لكنه هو مضيع لهؤلاء الأولاد غير قائم بما يجب عليه نحوهم .
نقول : هذا مطفّف كما نقول في المسألة الأولى في مسألة الزوج مع زوجته إنه إذا أراد منها أن تقوم بحقه كاملًا وهو يبخس حقها نقول إنه مطفف هذ الأب الذي أراد من أولاده أن يبروه تمام البر وهو مقصر في حقهم نقول إنك مطفف ونقول له تذكر قول الله تعالى (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) .
ثم قال تعالى (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم )) يعني : ألا يتيقن هؤلاء ويعلموا علم اليقين لأن الظن هنا بمعنى اليقين والظن بمعنى اليقين .
يأتي كثيرا في القرآن مثل قوله تعالى (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )) فقال الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وهم يتيقنون أنهم ملاقوا الله .
لكن الظن يستعمل بمعنى اليقين كثيرا في اللغة العربية وهنا يقول عز وجل (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون )) ، ألا يتيقن هؤلاء أنهم مبعوثون أي مخرجون من قبورهم لله رب العالمين (( ليوم عظيم )) هذا اليوم عظيم ؟ ولا شك أنه عظيم كما قال تعالى (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )) عظيم في طوله في أهواله فيما يحدث فيه في كل معنى تحمله كلمة عظيم لكن هذا العظيم هو على قوم عسير وعلى قوم يسير .
قال تعالى (( على الكافرين غير يسير )) وقال تعالى (( يقول الكافرون هذا يوم عسر )) ، لكنه بالنسبة للمؤمنين جعلني الله وإياكم منهم يسير كأنما يؤدي به صلاة فريضة من سهولته عليه ويسره عليه ، لاسيما إذا كان ممن استحق هذه الوقاية العظيمة وكان من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله المهم أن هذا يوما عظيم .
لكنه بالنسبة للناس يكون يسيرا ويكون عسيرا (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) يعني هذا اليوم العظيم هو يوم يقوم الناس لرب العالمين يقوممون من قبورهم حفاة ليس لهم نعال ولا خفاف عراة ليس عليهم ثياب لا قمص ولا سراويل وأزر ولا أردية حفاة عراة غرلا أي غير مختونين بمعنى أن القلفة التي تقطع في الختان تعود يوم القيامة مع صاحبها .
كما قال الله تعالى (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) ويعيدها الله عز وجل لبيان كمال قدرته تعالى وأنه يعيد الخلق كما بدأه والقلفة إنما قطعت في الدنيا من أجل النزاهة عن الأقذار لأنها إن بقيت فإنه ينحبس فيها شيء من البول وتكون عرضة للتلويث لكن هذا في الآخرة لا حاجة إليه لأن الآخرة ليست دار تكليف بل هي دار جزاء إلا أن الله سبحانه وتعالى قد يكلف فيها امتحانا كما قال تعالى (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون )) .
المهم : أن الناس يكونون على هذا الوصف حفاة عراة غرلًا وفي بعض الأحاديث بهما قال العلماء البهم : يعني الذين لا مال معهم ففي يوم القيامة لا مال يفدي به الإنسان نفسه من العذاب في يوم القيامة ليس هناك ابن يجزي عن أبيه شيئًا ولا أب يجزي عن ابنه شيئا ولا صاحبة ولا قبيلة كل يقول نفسي نفسي (( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على أهواله وأن ييسره علينا .
قال تعالى (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وهو الله جل وعلا وفي هذا اليوم تتلاشى جميع الأملاك إلا ملك رب العالمين جل وعلا قال الله تعالى (( يوم هم بارزون لا يخفى الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )) .
وإلى هنا ينتهي بنا الكلام على هذه الآيات الكريمة من سورة المطففين ونأتي إلى دور الأسئلة ولكل إنسان سؤال واحد حتى ينتهي المجلس ثم يعاد عليه مرة ثانية نعم
ابتدأ هذه السورة بكلمة ويل ، وويل تكررت في القرآن كثيرًا وهي على الأصح كلمة وعيد يتوعد الله سبحانه وتعالى بها من خالف أمره أو ارتكب نهيه على الوجه المقيد في الجملة التي بعدها فهنا .
يقول عز وجل (( ويل للمطففين )) : فمن هؤلاء المطففون ؟ هؤلاء المطففون فسرتهم الآية التي بعدها .
فقال تعالى (( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) إذا اكتالوا على الناس يعني اشتروا منهم ما يكال استوفوا منهم الحق كاملًا بدون نقص وإذا كالوهم أو وزنوهم يعني إذا كالوا لهم يعني إن كانوا هم الذين باعوا الطعام كيلا فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا عليهم شيئًا وزنا إذا وزنوا للناس نقصوا يخسرون .
فهؤلاء والعياذ بالله يستوفون حقهم كاملا وينقصون حق غيرهم فجمعوا بين الأمرين : بين الشح والبخل الشح في طلب حقهم كاملًا بدون مراعاة أو مسامحة .
والبخل بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن وهذا المثال الذي ذكره الله عز وجل في الكيل والوزن هو في الحقيقة مثال فيقاس عليه كل ما أشبهه كل من طلب حقه كاملًا لمن هو عليه ومنع الحق الذي عليه فإنه داخل في الآية الكريمة .
فمثلًا الزوج يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملًا ولا يتهاون في شيء من حقه لكنه عند أداء حقها يتهاون ولا يعطيها الذي لها .
وما أكثر ما تشكي النساء من هذا الطراز من الأزواج والعياذ بالله حيث إن كثيرًا من النساء يريد منها الزوج أن تقوم بحقه كاملًا لكنه هو لا يعطيها حقها كاملًا ربما ينقص أكثر حقها من النفقة والعشرة بالمعروف وغير ذلك .
والغريب أيها الإخوة أن هذا يقع كثيرًا من الناس الذين ظاهرهم الالتزام حتى إن بعض النساء تقول أنا ما اخترت قبول هذا الزوج إلا لما له من السمعة الحسنة والالتزام فإذا به ينقلب ويكون أسوأ حالا بالنسبة لزوجته من أهل الفسق .
فلا أدري عن هؤلاء الذين ظاهرهم الالتزام هل يظنون أن الالتزام أن يقوم الإنسان بعبادة الله فقط ويضيع حقوق الناس ؟ إن ظلم الناس أشد من ظلم الإنسان نفسه في حق الله لأن ظلم الإنسان نفسه في حق الله تحت المشيئة إذا كان دون الشرك إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه عليه لكن حق الآدميين ليس داخلًا تحت المشيئة لا بد أن يوفى .
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من تعدون المفلس فيكم ؟) قالوا من لا درهم عنده ولا دينار أو قالوا ولا متاع ، قال : ( لا ، المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ) كثيرة ( فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار ) .
فنصيحتي لهؤلاء الإخوة الذين يفرطون في حق أزواجهم سواء كانوا من الملتزمين أو من غيرهم أن يتقوا الله عز وجل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك في أكبر مجمَّع شهده العالم الإسلامي في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم عرفة في حجة الوداع قال : ( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) .
فأمرنا أن نتقي الله تعالى في النساء وقال ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ) أي بمنزلة الأسرى ، لأن الأسير إن شاء فكه الذي أسره وإن شاء أبقاها .
المرأة عند زوجها كذلك إن شاء طلقها وإن شاء أبقاها ، فهي بمنزلة الأسير عنده فليتق الله فيها . كذلك أيضًا : نجد بعض الناس يريد من أولاده أن يقوموا بحقه على التمام لكنه مفرط في حقهم فيريد من أولاده أن يبروه ويقوموا بحقه أن يبروه في المال وفي البدن وفي كل شيء يكون به البر ، لكنه هو مضيع لهؤلاء الأولاد غير قائم بما يجب عليه نحوهم .
نقول : هذا مطفّف كما نقول في المسألة الأولى في مسألة الزوج مع زوجته إنه إذا أراد منها أن تقوم بحقه كاملًا وهو يبخس حقها نقول إنه مطفف هذ الأب الذي أراد من أولاده أن يبروه تمام البر وهو مقصر في حقهم نقول إنك مطفف ونقول له تذكر قول الله تعالى (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) .
ثم قال تعالى (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم )) يعني : ألا يتيقن هؤلاء ويعلموا علم اليقين لأن الظن هنا بمعنى اليقين والظن بمعنى اليقين .
يأتي كثيرا في القرآن مثل قوله تعالى (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )) فقال الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وهم يتيقنون أنهم ملاقوا الله .
لكن الظن يستعمل بمعنى اليقين كثيرا في اللغة العربية وهنا يقول عز وجل (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون )) ، ألا يتيقن هؤلاء أنهم مبعوثون أي مخرجون من قبورهم لله رب العالمين (( ليوم عظيم )) هذا اليوم عظيم ؟ ولا شك أنه عظيم كما قال تعالى (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )) عظيم في طوله في أهواله فيما يحدث فيه في كل معنى تحمله كلمة عظيم لكن هذا العظيم هو على قوم عسير وعلى قوم يسير .
قال تعالى (( على الكافرين غير يسير )) وقال تعالى (( يقول الكافرون هذا يوم عسر )) ، لكنه بالنسبة للمؤمنين جعلني الله وإياكم منهم يسير كأنما يؤدي به صلاة فريضة من سهولته عليه ويسره عليه ، لاسيما إذا كان ممن استحق هذه الوقاية العظيمة وكان من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله المهم أن هذا يوما عظيم .
لكنه بالنسبة للناس يكون يسيرا ويكون عسيرا (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) يعني هذا اليوم العظيم هو يوم يقوم الناس لرب العالمين يقوممون من قبورهم حفاة ليس لهم نعال ولا خفاف عراة ليس عليهم ثياب لا قمص ولا سراويل وأزر ولا أردية حفاة عراة غرلا أي غير مختونين بمعنى أن القلفة التي تقطع في الختان تعود يوم القيامة مع صاحبها .
كما قال الله تعالى (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) ويعيدها الله عز وجل لبيان كمال قدرته تعالى وأنه يعيد الخلق كما بدأه والقلفة إنما قطعت في الدنيا من أجل النزاهة عن الأقذار لأنها إن بقيت فإنه ينحبس فيها شيء من البول وتكون عرضة للتلويث لكن هذا في الآخرة لا حاجة إليه لأن الآخرة ليست دار تكليف بل هي دار جزاء إلا أن الله سبحانه وتعالى قد يكلف فيها امتحانا كما قال تعالى (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون )) .
المهم : أن الناس يكونون على هذا الوصف حفاة عراة غرلًا وفي بعض الأحاديث بهما قال العلماء البهم : يعني الذين لا مال معهم ففي يوم القيامة لا مال يفدي به الإنسان نفسه من العذاب في يوم القيامة ليس هناك ابن يجزي عن أبيه شيئًا ولا أب يجزي عن ابنه شيئا ولا صاحبة ولا قبيلة كل يقول نفسي نفسي (( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على أهواله وأن ييسره علينا .
قال تعالى (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وهو الله جل وعلا وفي هذا اليوم تتلاشى جميع الأملاك إلا ملك رب العالمين جل وعلا قال الله تعالى (( يوم هم بارزون لا يخفى الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )) .
وإلى هنا ينتهي بنا الكلام على هذه الآيات الكريمة من سورة المطففين ونأتي إلى دور الأسئلة ولكل إنسان سؤال واحد حتى ينتهي المجلس ثم يعاد عليه مرة ثانية نعم
2 - تفسير سورة المطففين من قوله " ويل للمطففين "إلى قول الله تعالى : " يوم يقوم الناس لرب العالمين ". أستمع حفظ
رجل تعجل من منى ثم تبين له أن رميه خطأ فرجع فقضاه في الليل فهل ينتقض تعجله.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السائل : عفا الله عنك حاج تعجل ثم تبين له أن رميه في اليوم الثاني عشر خطأ فرجع ليلا ورمى هل ينقض تعجله رجوعه إلى منى ليلا
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
هذا الرجل الذي تعجل وخرج من منى قبل غروب الشمس ثم بان له أن رميه كان فيه خطأ فعاد فقضاه لا ينقض قضاء ما فاته لتعجله أي أن له أن يرمي في الليل ويخرج من منى لأن هذا الرمي كان قضاء لما فات ، والرجل تعجل والله سبحانه وتعالى يقول (( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه )) .
وهذا الرمي الذي حصل منه في الليل بعد الغروب إنما هو قضاء وليس أداء .
فليس عليه شيء إذا رمى في الليل ثم انصرف .
أما لو أخّر الرمي يوم الثاني عشر إلى الليل فإنه يبقى في تلك الليل ليبيت في منى ثم يرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السائل : عفا الله عنك حاج تعجل ثم تبين له أن رميه في اليوم الثاني عشر خطأ فرجع ليلا ورمى هل ينقض تعجله رجوعه إلى منى ليلا
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
هذا الرجل الذي تعجل وخرج من منى قبل غروب الشمس ثم بان له أن رميه كان فيه خطأ فعاد فقضاه لا ينقض قضاء ما فاته لتعجله أي أن له أن يرمي في الليل ويخرج من منى لأن هذا الرمي كان قضاء لما فات ، والرجل تعجل والله سبحانه وتعالى يقول (( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه )) .
وهذا الرمي الذي حصل منه في الليل بعد الغروب إنما هو قضاء وليس أداء .
فليس عليه شيء إذا رمى في الليل ثم انصرف .
أما لو أخّر الرمي يوم الثاني عشر إلى الليل فإنه يبقى في تلك الليل ليبيت في منى ثم يرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر
رجل عنده صور لغيره فهل يحتفظ بها كأمانة أم يطمسها.؟
السائل : فضيلة الشيخ قريب لي تزوج قبل خمسة عشر سنة قام خلال زواجه بالتقاط صور بآلة تصوير له ولعروسه ولأهله ولحضور الزفاف ثم سافر بعروسه إلى ليبيا حيث يعمل هناك .
وكان قد كلفني بطبع الصور وإرسالها له ولما فعلت عادت إلي الصور بسبب تغيير في عنوانه ولما كنت قد طمست كل الصور التي معي بهداية من الله .
فهل أحتفظ بصوره كأمانة عندي إلى حين ألقاه فأنصحه أم أطمسها ؟
الشيخ : قال الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) وأرى أنه يجب عليك طمسها لأنك قادر على التغيير بيدك وتقول له إن الصور الأولى قد ضاعت أليس كذلك ؟ الأولى تقول أنها ضاعت
السائل : لا هي لم تضع لكن ما زالت يعني معي
الشيخ : طيب إذن عليك أن تطمسها وتبين له أن هذا أمر منكر وأنه يجب طمسها لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته " .
اللهم إلا أن تخشى أن يترتب على ذلك مفسدة كبيرة بحيث يجرك إلى المحاكم أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي تضرك فلا حرج عليك في هذا أن ترسلها إليه فورا ولا تبقيها عندك نعم
وكان قد كلفني بطبع الصور وإرسالها له ولما فعلت عادت إلي الصور بسبب تغيير في عنوانه ولما كنت قد طمست كل الصور التي معي بهداية من الله .
فهل أحتفظ بصوره كأمانة عندي إلى حين ألقاه فأنصحه أم أطمسها ؟
الشيخ : قال الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) وأرى أنه يجب عليك طمسها لأنك قادر على التغيير بيدك وتقول له إن الصور الأولى قد ضاعت أليس كذلك ؟ الأولى تقول أنها ضاعت
السائل : لا هي لم تضع لكن ما زالت يعني معي
الشيخ : طيب إذن عليك أن تطمسها وتبين له أن هذا أمر منكر وأنه يجب طمسها لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته " .
اللهم إلا أن تخشى أن يترتب على ذلك مفسدة كبيرة بحيث يجرك إلى المحاكم أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي تضرك فلا حرج عليك في هذا أن ترسلها إليه فورا ولا تبقيها عندك نعم
هل الأفضل في الفوائد الربوية أخذها وصرفها للفقراء وبناء المساجد أم تركها .؟
السائل : فضيلة شيخنا الفوائد الربوية شخص اضطر لها فإن تركتها ، يقول فإن تركتها لهم يستفيدون منها هذه الفائدة الفائضة يستفيدون بها وخاصة لو كانوا أعداءنا .
فهل الأفضل أخذها وصرفها للفقراء وبناء المساجد ونحوها ؟
الشيخ : الواقع أن هذا السؤال سؤال مهم لكثرة الحاجة أو لشدة الحاجة إلى معرفة الجواب المبني على الكتاب والسنة لا على استحسان العقل ونحن إذا بنينا جواب هذا السؤال على الكتاب والسنة تبين لنا أنه لا يحل لهذا أن يأخذ هذا الربا لقول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) .
فهنا بيّن الله عز وجل أن له بأن الإنسان إذا تاب فليس له إلا رأس ماله فقط ، لا يظلم ولا يُظلَم .
وثبت في الصحيح صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة فقال ( ألا وإن ربا الجاهلية موضوعٌ وأول ربا أضع من ربانا ، ربا العباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله ) .
فأنت ترى في هذا الحديث أن الرسول وضع الربا الذي كان معقودًا في الجاهلية قبل تقرر الأحكام في الإسلام ، فما بالك بربا حصل بعد تقرر الأحكام في الإسلام ؟
وعلى هذا فنقول لا يجوز للشخص أن يأخذ الربا من البنوك مهما كانت هذه البنوك ثم نقول لو فرضنا صدق ما قيل من أن هذه الفوائد ترسل إلى الكنائس وإلى محاربة المسلمين فإنه لا إثم عليه في ذلك ، لماذا ؟ لأن هذه الفوائد ليست فوائد ماله إذ من الممكن أن يكون ماله الذي أعطاه هذا البنك تصرّف فيه البنك تصرفا خسر فيه أو تصرفا لم يربح فيه أو تصرفا ربح فيه دون ما وضع من الربا أو تصرف فيه أكثر مما وضع من الربا .
فالقول بأن هذه فوائد ماله ليس بصحيح هذه ليست فوائد ماله هذه ربا يعطيها البنك من أعطاه هذا المال ينتفع به وإذا لم تكن من ثمرات مالي ولا من ربح مالي فليس عليّ من إثمها نصيب فيما لو صُرِفت إلى بناء الكنائس أو إلى سلاح يصوّب على صدور المسلمين .
ثم نقول : إننا إذا منعنا هذا الربا وقد يكون أموالا طائلة قد يكون ملايين إذا منعناه وقلنا للمسلمين أيها المسلمون إنكم بإيمانكم وإسلامكم لا يحل لكم أن تأخذوا هذا الربا فسوف يضطر المسلمون إلى أن يبحثوا عن مصارف إسلامية وبنوك إسلامية يستغنون بها عن هذه البنوك الربوية لأن الأزمات والحاجات والضرورات لابد أن تبرِز شيئا ما .
فإذا قيل للناس هذا الربا الذي تدعون أنه فوائد لا يحل لكم وأنتم إذا أخذتموه فقد أكلتم الربا إن أكلتموه وإن تصدقتم به تقربا إلى الله لم يقبل منكم وإن تصدقتم به تخلصا منه فما الفائدة من أن يلوث الإنسان يده بالنجاسة ثم يذهب يغسلها ؟ ما الفائدة .
فنقول إن منع هذا لا شك أنه سبب لكون الناس يبحثون عن مصارف إسلامية ويكونون بنوكًا إسلامية يستغنون بها عن هذه البنوك الربوية .
ثم إننا نقول لا شك أن علماء اليهود وعلماء النصارى يعلمون أن الربا محرم عليهم فإن الله قال في القرآن (( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه )) يعلمون هذا في كتبهم ويعلمون كذلك أن المسلمين قد نهوا عنه ، فيفرح أعداء المسلمين إذا رأوا أن المسلمين استحلوا الربا وأخذوه ويعلمون المعاصي من أسباب الخذلان فيرون أن أخذ المسلمين لهذه الأموال الربوية يرون أنه سهام صوبها المسلمون على صدورهم لأن المعاصي سبب للخذلان .
ولا يخفى علينا جميعا ما وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم والله أعظم جند على وجه الأرض منذ خلق آدم بقيادة أعظم قائد من بني آدم حصلت عليهم الهزيمة لمعصية واحدة (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) يعني حصلت الهزيمة فإذا كانت المعصية واحدة وهي دون الربا حصل فيها الخذلان .
فما بالك بالربا الذي جاء فيه من الوعيد ما لم يأت على أي معصية كانت إلا الشرك ؟ كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كيف نستحل الربا هؤلاء الكفار إذا علموا أننا استحللنا الربا ؟
لا شك أنهم يفرحون بهذا ويقول الآن فعل المسلمون ما به خذلانهم والواقع شاهد بهذا المسلمون يمثلون جزءا كبيرا من البشرية اليوم ومع هذا تقطع أوصالهم قطعا وهم يشاهدون لم يستطيعوا أن يرفعوا رأسا بذلك .
فهذه البوسنة والهرسك جمهورية إسلامية مستقلة معترف بها دوليا تمزق تقتل أبناؤها وتنتهك أعراض نساؤها وتؤتم أطفالها والمسلمون لم يحركوا شيئا .
ولا يخفى علينا الوثيقة السرية التي عثر بها الإخوة في البوسنة والهرسك صادرة من رئيس وزراء بريطانيا إلى وزير خارجيته حيث يقول إن المسلمين لا يمكن أن يتحركوا أو تحركا يستفيد به البوسنة والهرسك لأنهم تحت إمرتنا أو كلمة نحوها .
ويقول إننا سنمانع بشدة أن تقوم جمهورية إسلامية في أوروبا ونمانع بشدة أن نعطي المسلمين سلاحا يدافعون به عن أنفسهم وهذا تحدٍ للشعور الإسلامي لكن لماذا لأن المسلمين مع الأسف عندهم من العصيان الكثير ما يوجب الخذلان نسأل الله العافية فلهذا نقول
فهل الأفضل أخذها وصرفها للفقراء وبناء المساجد ونحوها ؟
الشيخ : الواقع أن هذا السؤال سؤال مهم لكثرة الحاجة أو لشدة الحاجة إلى معرفة الجواب المبني على الكتاب والسنة لا على استحسان العقل ونحن إذا بنينا جواب هذا السؤال على الكتاب والسنة تبين لنا أنه لا يحل لهذا أن يأخذ هذا الربا لقول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) .
فهنا بيّن الله عز وجل أن له بأن الإنسان إذا تاب فليس له إلا رأس ماله فقط ، لا يظلم ولا يُظلَم .
وثبت في الصحيح صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة فقال ( ألا وإن ربا الجاهلية موضوعٌ وأول ربا أضع من ربانا ، ربا العباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله ) .
فأنت ترى في هذا الحديث أن الرسول وضع الربا الذي كان معقودًا في الجاهلية قبل تقرر الأحكام في الإسلام ، فما بالك بربا حصل بعد تقرر الأحكام في الإسلام ؟
وعلى هذا فنقول لا يجوز للشخص أن يأخذ الربا من البنوك مهما كانت هذه البنوك ثم نقول لو فرضنا صدق ما قيل من أن هذه الفوائد ترسل إلى الكنائس وإلى محاربة المسلمين فإنه لا إثم عليه في ذلك ، لماذا ؟ لأن هذه الفوائد ليست فوائد ماله إذ من الممكن أن يكون ماله الذي أعطاه هذا البنك تصرّف فيه البنك تصرفا خسر فيه أو تصرفا لم يربح فيه أو تصرفا ربح فيه دون ما وضع من الربا أو تصرف فيه أكثر مما وضع من الربا .
فالقول بأن هذه فوائد ماله ليس بصحيح هذه ليست فوائد ماله هذه ربا يعطيها البنك من أعطاه هذا المال ينتفع به وإذا لم تكن من ثمرات مالي ولا من ربح مالي فليس عليّ من إثمها نصيب فيما لو صُرِفت إلى بناء الكنائس أو إلى سلاح يصوّب على صدور المسلمين .
ثم نقول : إننا إذا منعنا هذا الربا وقد يكون أموالا طائلة قد يكون ملايين إذا منعناه وقلنا للمسلمين أيها المسلمون إنكم بإيمانكم وإسلامكم لا يحل لكم أن تأخذوا هذا الربا فسوف يضطر المسلمون إلى أن يبحثوا عن مصارف إسلامية وبنوك إسلامية يستغنون بها عن هذه البنوك الربوية لأن الأزمات والحاجات والضرورات لابد أن تبرِز شيئا ما .
فإذا قيل للناس هذا الربا الذي تدعون أنه فوائد لا يحل لكم وأنتم إذا أخذتموه فقد أكلتم الربا إن أكلتموه وإن تصدقتم به تقربا إلى الله لم يقبل منكم وإن تصدقتم به تخلصا منه فما الفائدة من أن يلوث الإنسان يده بالنجاسة ثم يذهب يغسلها ؟ ما الفائدة .
فنقول إن منع هذا لا شك أنه سبب لكون الناس يبحثون عن مصارف إسلامية ويكونون بنوكًا إسلامية يستغنون بها عن هذه البنوك الربوية .
ثم إننا نقول لا شك أن علماء اليهود وعلماء النصارى يعلمون أن الربا محرم عليهم فإن الله قال في القرآن (( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه )) يعلمون هذا في كتبهم ويعلمون كذلك أن المسلمين قد نهوا عنه ، فيفرح أعداء المسلمين إذا رأوا أن المسلمين استحلوا الربا وأخذوه ويعلمون المعاصي من أسباب الخذلان فيرون أن أخذ المسلمين لهذه الأموال الربوية يرون أنه سهام صوبها المسلمون على صدورهم لأن المعاصي سبب للخذلان .
ولا يخفى علينا جميعا ما وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم والله أعظم جند على وجه الأرض منذ خلق آدم بقيادة أعظم قائد من بني آدم حصلت عليهم الهزيمة لمعصية واحدة (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) يعني حصلت الهزيمة فإذا كانت المعصية واحدة وهي دون الربا حصل فيها الخذلان .
فما بالك بالربا الذي جاء فيه من الوعيد ما لم يأت على أي معصية كانت إلا الشرك ؟ كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كيف نستحل الربا هؤلاء الكفار إذا علموا أننا استحللنا الربا ؟
لا شك أنهم يفرحون بهذا ويقول الآن فعل المسلمون ما به خذلانهم والواقع شاهد بهذا المسلمون يمثلون جزءا كبيرا من البشرية اليوم ومع هذا تقطع أوصالهم قطعا وهم يشاهدون لم يستطيعوا أن يرفعوا رأسا بذلك .
فهذه البوسنة والهرسك جمهورية إسلامية مستقلة معترف بها دوليا تمزق تقتل أبناؤها وتنتهك أعراض نساؤها وتؤتم أطفالها والمسلمون لم يحركوا شيئا .
ولا يخفى علينا الوثيقة السرية التي عثر بها الإخوة في البوسنة والهرسك صادرة من رئيس وزراء بريطانيا إلى وزير خارجيته حيث يقول إن المسلمين لا يمكن أن يتحركوا أو تحركا يستفيد به البوسنة والهرسك لأنهم تحت إمرتنا أو كلمة نحوها .
ويقول إننا سنمانع بشدة أن تقوم جمهورية إسلامية في أوروبا ونمانع بشدة أن نعطي المسلمين سلاحا يدافعون به عن أنفسهم وهذا تحدٍ للشعور الإسلامي لكن لماذا لأن المسلمين مع الأسف عندهم من العصيان الكثير ما يوجب الخذلان نسأل الله العافية فلهذا نقول
اضيفت في - 2005-08-27