سلسلة لقاء الباب المفتوح-028a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى : [ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ] إلى قوله تعالى : [قال أساطير الأولين] من سورة المطففين .
الشيخ : في هذا اللقاء نستمر في تفسير سورة المطففين الذي انتهينا فيه إلى قول الله تعالى (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين )) إلى آخره .
كلا إذا وردت في القرآن لها معانٍ حسب السياق قد تكون حرف ردع وزجر وقد تكون بمعنى : حقًّا وقد يكون لها معانٍ أخرى يعينها السياق ، لأن الكلمات في اللغة العربية ليس لها معنى ذاتي لا تتجاوزه بل كثير من الكلمات العربية لها معانٍ تختلف بحسب سياق الكلام .
في هذه الآية يقول : (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) : فتحتمل أن تكون بمعنى حقًا إن كتاب الفجار لفي سجين أو تكون بمعنى الردع عن التكذيب بيوم الدين .
وعلى كل حال فبيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن كتاب الفجار في سجين ، وسجين قال العلماء : إنه مأخوذ من السجن وهو الضيق أي في مكان ضيق وهذا المكان الضيق هو نار جهنم والعياذ بالله كما قال الله تبارك وتعالى (( إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا )) وجاء في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في قصة المحتضر وما يكون بعد الموت أن الله سبحانه وتعالى يقول ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين ) يعني الكافر ( في الأرض السابعة السفلى ) .
فسجين هو أسفل ما يكون من الأرض الذي هو مقر النار نعوذ بالله منها فهذا الكتاب في سجين .
ثم عظّم الله عز وجل هذا السجين بقوله (( وما أدراك ما سجين )) ، فالاستفهام هنا للتعظيم أي ما الذي أعلمك بسجين ، وهل بحثت عنه وهل سألت عنه ؟ حتى يبين لك .
والتعظيم قد يكون لعظمة الشيء رفعة وقد يكون لعظمة الشيء نزولا وهذا التعظيم في سجين ليس لرفعته وعلوه ولكنه لسفوله ونزوله ثم قال تعالى (( كتاب مرقوم )) كتاب هذه لا تعود على سجين وإنما تعود على كتاب (( كلا إن كتاب الفجار )) فما هذا الكتاب ؟ فقال (( كتاب مرقوم )) يعني مكتوب لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل ولا يغيّر بل هذا مآلهم ومقرهم والعياذ بالله أبد الآبدين .
(( كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين )) : ويل سبق الكلام عليها في هذه السورة وقلنا إنها كلمة وعيد يتوعد الله بها من يستحق الوعيد وهي كثيرة في القرآن الكريم .
(( ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين )) والكلام كله في يوم الدين من أول السورة إلى آخرها كله في يوم الدين والجزاء .
هؤلاء الذين يكذبون بيوم الدين توعدهم الله بالويل لأن هؤلاء المكذبين بيوم الدين لا يمكن أن يستقيموا على شريعة الله لا يستقيم على شريعة الله إلا من آمن بيوم الدين لأن من لم يؤمن به هو إنما آمن بالحياة فقط فهو لا يهتم بما وراءها ولا يعمل لذلك وإنما يبقى كالأنعام (( يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم )) .
ولهذا أظنكم تعلمون معي أن الله يقرن الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر دائما لأن الإيمان بالله ابتداء والإيمان باليوم الآخر انتهاء ، فتؤمن بالله ثم تعمل لليوم الآخر الذي هو المقر .
فهؤلاء والعياذ بالله كذبوا بيوم الدين ومن كذب به لا يمكن أن يعمل له أبدا لأن العمل مبني على عقيدة إذا لم يكن عندك عقيدة فكيف تعمل ؟
ولهذا قال : (( وما يكذب به إلا كل معتد أثيم )) يعني ما يكذب بيوم الدين وينكره إلا كل معتدٍ أثيم أي معتد في أفعاله أثيم في أقواله وقيل معتد في أفعاله أثيم في كسبه أي أن مآله إلى الإثم والمعنيان متقاربان .
المهم أنه لا يمكن أن يكذب بيوم الدين إلا رجل معتدي أثيم آثم كاسب للآثام التي تؤدي به إلى نار جهنم نعوذ بالله .
(( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) إذا تتلى عليه يعني إذا تلاها عليه أحد وهو يدل على أن هذا الرجل لا يفكر أن يتلو آيات الله ولكنها تتلى عليه فإذا تليت عليه قال أساطير الأولين أي هذه أساطير الأولين وأساطير جمع أسطورة وهي الكلام الذي يذكر للتسلي ولا حقيقة له ولا أصل له فيقول هذا القرآن أساطير الأولين لماذا لا ينتفع بالقرآن وهو أبلغ الكلام وأشده تأثيرا على القلب حتى قال الله تعالى (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ))
السائل : ... يلحق بهذا ولا أجيب سؤالا آخر
الشيخ : لا هات السؤال اللي عندك ولا اعتبر ما يلحق بهذا سؤالا لك
كلا إذا وردت في القرآن لها معانٍ حسب السياق قد تكون حرف ردع وزجر وقد تكون بمعنى : حقًّا وقد يكون لها معانٍ أخرى يعينها السياق ، لأن الكلمات في اللغة العربية ليس لها معنى ذاتي لا تتجاوزه بل كثير من الكلمات العربية لها معانٍ تختلف بحسب سياق الكلام .
في هذه الآية يقول : (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) : فتحتمل أن تكون بمعنى حقًا إن كتاب الفجار لفي سجين أو تكون بمعنى الردع عن التكذيب بيوم الدين .
وعلى كل حال فبيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن كتاب الفجار في سجين ، وسجين قال العلماء : إنه مأخوذ من السجن وهو الضيق أي في مكان ضيق وهذا المكان الضيق هو نار جهنم والعياذ بالله كما قال الله تبارك وتعالى (( إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا )) وجاء في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في قصة المحتضر وما يكون بعد الموت أن الله سبحانه وتعالى يقول ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين ) يعني الكافر ( في الأرض السابعة السفلى ) .
فسجين هو أسفل ما يكون من الأرض الذي هو مقر النار نعوذ بالله منها فهذا الكتاب في سجين .
ثم عظّم الله عز وجل هذا السجين بقوله (( وما أدراك ما سجين )) ، فالاستفهام هنا للتعظيم أي ما الذي أعلمك بسجين ، وهل بحثت عنه وهل سألت عنه ؟ حتى يبين لك .
والتعظيم قد يكون لعظمة الشيء رفعة وقد يكون لعظمة الشيء نزولا وهذا التعظيم في سجين ليس لرفعته وعلوه ولكنه لسفوله ونزوله ثم قال تعالى (( كتاب مرقوم )) كتاب هذه لا تعود على سجين وإنما تعود على كتاب (( كلا إن كتاب الفجار )) فما هذا الكتاب ؟ فقال (( كتاب مرقوم )) يعني مكتوب لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل ولا يغيّر بل هذا مآلهم ومقرهم والعياذ بالله أبد الآبدين .
(( كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين )) : ويل سبق الكلام عليها في هذه السورة وقلنا إنها كلمة وعيد يتوعد الله بها من يستحق الوعيد وهي كثيرة في القرآن الكريم .
(( ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين )) والكلام كله في يوم الدين من أول السورة إلى آخرها كله في يوم الدين والجزاء .
هؤلاء الذين يكذبون بيوم الدين توعدهم الله بالويل لأن هؤلاء المكذبين بيوم الدين لا يمكن أن يستقيموا على شريعة الله لا يستقيم على شريعة الله إلا من آمن بيوم الدين لأن من لم يؤمن به هو إنما آمن بالحياة فقط فهو لا يهتم بما وراءها ولا يعمل لذلك وإنما يبقى كالأنعام (( يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم )) .
ولهذا أظنكم تعلمون معي أن الله يقرن الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر دائما لأن الإيمان بالله ابتداء والإيمان باليوم الآخر انتهاء ، فتؤمن بالله ثم تعمل لليوم الآخر الذي هو المقر .
فهؤلاء والعياذ بالله كذبوا بيوم الدين ومن كذب به لا يمكن أن يعمل له أبدا لأن العمل مبني على عقيدة إذا لم يكن عندك عقيدة فكيف تعمل ؟
ولهذا قال : (( وما يكذب به إلا كل معتد أثيم )) يعني ما يكذب بيوم الدين وينكره إلا كل معتدٍ أثيم أي معتد في أفعاله أثيم في أقواله وقيل معتد في أفعاله أثيم في كسبه أي أن مآله إلى الإثم والمعنيان متقاربان .
المهم أنه لا يمكن أن يكذب بيوم الدين إلا رجل معتدي أثيم آثم كاسب للآثام التي تؤدي به إلى نار جهنم نعوذ بالله .
(( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) إذا تتلى عليه يعني إذا تلاها عليه أحد وهو يدل على أن هذا الرجل لا يفكر أن يتلو آيات الله ولكنها تتلى عليه فإذا تليت عليه قال أساطير الأولين أي هذه أساطير الأولين وأساطير جمع أسطورة وهي الكلام الذي يذكر للتسلي ولا حقيقة له ولا أصل له فيقول هذا القرآن أساطير الأولين لماذا لا ينتفع بالقرآن وهو أبلغ الكلام وأشده تأثيرا على القلب حتى قال الله تعالى (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ))
السائل : ... يلحق بهذا ولا أجيب سؤالا آخر
الشيخ : لا هات السؤال اللي عندك ولا اعتبر ما يلحق بهذا سؤالا لك
1 - تفسير قوله تعالى : [ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ] إلى قوله تعالى : [قال أساطير الأولين] من سورة المطففين . أستمع حفظ
بعض الحجاج الذين يأتون إلى مزدلفة متأخرين قبيل منتصف الليل يصلون المغرب والعشاء فهل صلاتهم للمغرب صحيحة.؟
السائل : طيب يا شيخ إذا كان في الإفاضة وفي مزدلفة بعض الناس طبعا يأتون متأخرين جدا إلى قبيل منتصف الليل الذين يأتون ماشين يعني مشيا على الأقدام
الشيخ : نعم
السائل : فيصلون المغرب والعشاء فهل صلاة المغرب هنا في وقتها أي صار وقت العشاء وقتا لصلاة المغرب ؟
الشيخ : نعم الذين يأتون من عرفة إلى مزدلفة ولا يصلون مزدلفة إلا متأخرين يجمعون جمع تأخير .
فإنه ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه نزل في أثناء الطريق في مزدلفة فبال وتوضأ وكان معه أسامة كان معه أسامة بن زيد ، فقال يا رسول الله الصلاة قال ( الصلاة أمامك ) ثم بقي إلى أن وصل إلى مزدلفة وصلى المغرب مع العشاء جمع تأخير .
لكن لو فرضنا أنه خشي أن ينتصف الليل قبل أن يصل إلى مزدلفة ففي هذه الحال يجب أن يصلي ولا يجوز أن يؤخر صلاة العشاء أو المغرب إلى ما بعد منتصف الليل نعم
السائل : جزاك الله خير
الشيخ : نعم
السائل : فيصلون المغرب والعشاء فهل صلاة المغرب هنا في وقتها أي صار وقت العشاء وقتا لصلاة المغرب ؟
الشيخ : نعم الذين يأتون من عرفة إلى مزدلفة ولا يصلون مزدلفة إلا متأخرين يجمعون جمع تأخير .
فإنه ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه نزل في أثناء الطريق في مزدلفة فبال وتوضأ وكان معه أسامة كان معه أسامة بن زيد ، فقال يا رسول الله الصلاة قال ( الصلاة أمامك ) ثم بقي إلى أن وصل إلى مزدلفة وصلى المغرب مع العشاء جمع تأخير .
لكن لو فرضنا أنه خشي أن ينتصف الليل قبل أن يصل إلى مزدلفة ففي هذه الحال يجب أن يصلي ولا يجوز أن يؤخر صلاة العشاء أو المغرب إلى ما بعد منتصف الليل نعم
السائل : جزاك الله خير
2 - بعض الحجاج الذين يأتون إلى مزدلفة متأخرين قبيل منتصف الليل يصلون المغرب والعشاء فهل صلاتهم للمغرب صحيحة.؟ أستمع حفظ
ما الرد على من يقول أن السنة ليست بحجة لورود الأحاديث الضعيفة ولو كانت حجة لحفظها الله.؟
السائل : ماهو الرد على من يقول أن السنة ليست بحجة وذلك لورود الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ؟ فلو كانت حجة مثل القرآن لحفظها الله عز وجل
الشيخ : نعم من قال إن السنة ليست بحجة وأراد بالسنة كل ما ينسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من صحيح وحسن وضعيف فهذا له وجه ويرد عليه من وجه آخر فيقال له إطلاقك بأن السنة ليست بحجة غلط فيجب التفصيل .
فيقال : ما نسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وليس بصحيح فإنه لا ينسب إليه أصلا ولا يصح أن نقول هو من سنة الرسول ولا أنه من السنة فهو ساقط من الأصل فلا يصح إطلاق السنة عليه .
وأما ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه حجة بلا شك ولو لم يكن حجة لبطل أكثر الشريعة لأن أكثر الشريعة ثبتت بالسنة ، والسنة كما تعلم إما أن تكون ابتداء وإما تفسيرا للقرآن تفصيلا لمجمله وإما تقييدا لمطلقه وإما تخصيصا لعامه ، فهي حجة بلا شك وقد قال الله عز وجل (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) ، وقال (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم )) ، وقال تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) وقال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) والآيات في هذا كثيرة .
فمن أنكر العمل بالسنة فقد أنكر العمل بالقرآن ولا شك لأن القرآن دل على أن السنة التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام وصحت إليه هي من شرع الله .
فعلى هذا القائل الذي أطلق هذا القول أن يصحح القول وأن يقول ما ينسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فهو ينقسم إلى قسمين :قسم ليس بسنة فلا يكون حجة وقسم هو سنة فيكون حجة .
وأما قوله لو كانت حجة لحفظها الله لأنها من دين الله فيقال نعم هذا صحيح والله تعالى قد حفظها ولله الحمد ، فقيض الله ولله الحمد من هذه الأمة أئمة علماء يميزون الصحيح من الضعيف كما يميز الطبيب المرض المهلك من غير المهلك وكما يميز الرجل السليم من غير السليم فقد ميزوها ومحصوها وبينوا الصحيح وبينوا الضعيف واستقامت السنة ولله الحمد ، وما زالت مستقيمة .
ومن الكتب ما اتفق العلماء على ما فيه مثل صحيحي البخاري ومسلم فإن ما فيه من صحيح حتى أطلق بعض العلماء أن ما فيهما يفيد العلم ليس الظن فقط لأن الأمة تلقتهما بالقبول ومحال أن تتفق هذه الأمة الإسلامية على باطل نعم
الشيخ : نعم من قال إن السنة ليست بحجة وأراد بالسنة كل ما ينسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من صحيح وحسن وضعيف فهذا له وجه ويرد عليه من وجه آخر فيقال له إطلاقك بأن السنة ليست بحجة غلط فيجب التفصيل .
فيقال : ما نسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وليس بصحيح فإنه لا ينسب إليه أصلا ولا يصح أن نقول هو من سنة الرسول ولا أنه من السنة فهو ساقط من الأصل فلا يصح إطلاق السنة عليه .
وأما ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه حجة بلا شك ولو لم يكن حجة لبطل أكثر الشريعة لأن أكثر الشريعة ثبتت بالسنة ، والسنة كما تعلم إما أن تكون ابتداء وإما تفسيرا للقرآن تفصيلا لمجمله وإما تقييدا لمطلقه وإما تخصيصا لعامه ، فهي حجة بلا شك وقد قال الله عز وجل (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) ، وقال (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم )) ، وقال تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) وقال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) والآيات في هذا كثيرة .
فمن أنكر العمل بالسنة فقد أنكر العمل بالقرآن ولا شك لأن القرآن دل على أن السنة التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام وصحت إليه هي من شرع الله .
فعلى هذا القائل الذي أطلق هذا القول أن يصحح القول وأن يقول ما ينسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فهو ينقسم إلى قسمين :قسم ليس بسنة فلا يكون حجة وقسم هو سنة فيكون حجة .
وأما قوله لو كانت حجة لحفظها الله لأنها من دين الله فيقال نعم هذا صحيح والله تعالى قد حفظها ولله الحمد ، فقيض الله ولله الحمد من هذه الأمة أئمة علماء يميزون الصحيح من الضعيف كما يميز الطبيب المرض المهلك من غير المهلك وكما يميز الرجل السليم من غير السليم فقد ميزوها ومحصوها وبينوا الصحيح وبينوا الضعيف واستقامت السنة ولله الحمد ، وما زالت مستقيمة .
ومن الكتب ما اتفق العلماء على ما فيه مثل صحيحي البخاري ومسلم فإن ما فيه من صحيح حتى أطلق بعض العلماء أن ما فيهما يفيد العلم ليس الظن فقط لأن الأمة تلقتهما بالقبول ومحال أن تتفق هذه الأمة الإسلامية على باطل نعم
3 - ما الرد على من يقول أن السنة ليست بحجة لورود الأحاديث الضعيفة ولو كانت حجة لحفظها الله.؟ أستمع حفظ
ما حكم من يستمر في حفظ القرآن ويترك القراءة فيه بالنظر هل يعتبر هاجرا للقرآن.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ إذا استمر الإنسان بحفظ القرآن وترك القراءة بالنظر ، هل يعتبر هجر للقرآن وما هو مفهوم هجر القرآن ؟
الشيخ : نعم ، إذا منّ الله على الإنسان بحفظ القرآن عن ظهر قلب واقتصر على ذلك فإن هذا خير .
السائل : ولو استمر بالحفظ
الشيخ : فهذا خير وهل كان الصحابة رضي الله عنهم أكثرهم إلا معتمدين على الحفظ في الصدور ؟ أكثرهم لا يكتب أو كثير منهم لا يكتب ، والنبي عليه الصلاة والسلام نفسه اعتمد في حفظ القرآن على إيش على حفظ القلب ليس يكتب عليه الصلاة والسلام ولا يقرأ من كتاب .
ولهذا نقول : إن من حفظ القرآن عن ظهر قلب وصار لا يقرأ إلا عن ظهر قلب فإنه ليس بهاجر للقرآن بل هو حافظ للقرآن ملازم له .
وأما مفهوم هجر القرآن فهجر القرآن نوعان : هجر للعمل به ، وهجر لتلاوته والثاني أشد وأعظم لأن الاستكبار عن العمل بما في القرآن قد يكون كفرا أما هجر التلاوة فإنه لا يمكن لأي واحد من المسلمين أن يهجر تلاوة القرآن أبدا حتى العجائز العجائز في بيوتها لا تهجر القرآن لأنه ما من مسلم إلا ويقرأ الفاتحة وما تيسر من كتاب الله ، وإذا قرأ الفاتحة وما تيسر فالفاتحة أم القرآن فليس بهاجر للقرآن .
وعلى هذا فنقول هجر القرآن نوعان :
هجر تلاوة وهذا لا يتصور من أحد من المسلمين اللهم إلا من نشأ في بلدة بعيدة وصار لا يعرف ولا الفاتحة وإلا فسوف يقرأ في الصلاة الفاتحة وما تيسر وهجر العمل به وهذا هو الخطير ولهذا قال الله تعالى (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) يعني يقرؤونه ولا يعملون به وهذا هو الخطير الذي يخشى على الأمة منه .
ولقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في وصف الخوارج إنهم يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم والعياذ بالله لأنهم لا يعملون به وإن عملوا به ظاهرا لكن القلوب خراب منه نعم
فضيلة الشيخ إذا استمر الإنسان بحفظ القرآن وترك القراءة بالنظر ، هل يعتبر هجر للقرآن وما هو مفهوم هجر القرآن ؟
الشيخ : نعم ، إذا منّ الله على الإنسان بحفظ القرآن عن ظهر قلب واقتصر على ذلك فإن هذا خير .
السائل : ولو استمر بالحفظ
الشيخ : فهذا خير وهل كان الصحابة رضي الله عنهم أكثرهم إلا معتمدين على الحفظ في الصدور ؟ أكثرهم لا يكتب أو كثير منهم لا يكتب ، والنبي عليه الصلاة والسلام نفسه اعتمد في حفظ القرآن على إيش على حفظ القلب ليس يكتب عليه الصلاة والسلام ولا يقرأ من كتاب .
ولهذا نقول : إن من حفظ القرآن عن ظهر قلب وصار لا يقرأ إلا عن ظهر قلب فإنه ليس بهاجر للقرآن بل هو حافظ للقرآن ملازم له .
وأما مفهوم هجر القرآن فهجر القرآن نوعان : هجر للعمل به ، وهجر لتلاوته والثاني أشد وأعظم لأن الاستكبار عن العمل بما في القرآن قد يكون كفرا أما هجر التلاوة فإنه لا يمكن لأي واحد من المسلمين أن يهجر تلاوة القرآن أبدا حتى العجائز العجائز في بيوتها لا تهجر القرآن لأنه ما من مسلم إلا ويقرأ الفاتحة وما تيسر من كتاب الله ، وإذا قرأ الفاتحة وما تيسر فالفاتحة أم القرآن فليس بهاجر للقرآن .
وعلى هذا فنقول هجر القرآن نوعان :
هجر تلاوة وهذا لا يتصور من أحد من المسلمين اللهم إلا من نشأ في بلدة بعيدة وصار لا يعرف ولا الفاتحة وإلا فسوف يقرأ في الصلاة الفاتحة وما تيسر وهجر العمل به وهذا هو الخطير ولهذا قال الله تعالى (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) يعني يقرؤونه ولا يعملون به وهذا هو الخطير الذي يخشى على الأمة منه .
ولقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في وصف الخوارج إنهم يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم والعياذ بالله لأنهم لا يعملون به وإن عملوا به ظاهرا لكن القلوب خراب منه نعم
ما موقفنا من ظلم الكفلاء للعمال وعدم إعطائهم حقوقهم وبخسهم رواتبهم.؟
السائل : أحسن الله إليك فضيلة الشيخ
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله
السائل : سؤالي هو أن كثيرًا من العمال الذين أتوا للخدمة في هذه البلاد يخالطوننا يعملون معنا في المدارس والمساجد وكثيرا ما تُبخَس حقوقهم وتؤخر رواتبهم الشهور الكثيرة حتى إن بعضهم أراد الحج في هذه السنة فأبى كفلاؤهم إلا أن يوقعوا على استلام رواتبهم لمدة عشرة أشهر أو تزيد .
الشيخ : أعوذ بالله
السائل : سؤالي هو ماذا يجب علينا في إنكار هذا المنكر وهل ترضى ذممنا إذا يعني بلغنا المسؤولين الذين من قبل الحكومة ؟
الشيخ : نعم الواقع أن سؤال الأخ هذا سؤال مهم لأن الذي يقع فيه من الكفلاء كثيرون وما أكثر الشكاوي التي ترفع إلينا وإلى غيرنا في هذا الموضوع .
والحقيقة أنها ظاهرة خطيرة يخشى أن نصاب بنقمة من الله عز وجل تعم الصالح والطالح لأن بخس الناس حقوقهم أرسل الله تعالى رسولا من أجل إزالة هذا البخس هو شعيب (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) وبخس الناس أشياءهم فساد في الأرض فساد يعم الصالح والطالح فيجب علينا جميعا نحو هذه المشكلة .
يجب علينا أمران نصيحة الكفيل وتخويفه من الله وأن يقال له استمع إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما رواه عن ربه أن الله قال ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) .
فليناصحه يناصح هذا الكفيل ونخوفه بالله عز وجل فإن اتعظ بوازع الإيمان وواعظ القرآن فهذا ما نريد وهو أحسن من أن يتعظ بردع السلطان فإن لم يرتدع وأصر على بخس هذا العامل الفقير حقه فإنه يجب علينا أن نرفع الأمر للمسؤولين وأن ندلي بشكايتنا وشهادتنا لنا الحق أن نشكو هذا الكفيل الذي أضاع حق مكفوله لأننا نخشى أن تعمنا عقوبة هذه المصائب فنشكو ونشهد على أن هذا الكفيل أضاع حق هذا المسكين الذي ترك أهله ووطنه وأصحابه ليعيش هو وأهله ثم يأتي هذا الرجل الظالم فلا يعطيه حقه .
وعلى الحكومة أن تردع مثل هذا الكفيل ردعا زاجرا يزجره وأمثاله حتى لو باعت ممتلكاته لتوفي هؤلاء الفقراء الذين أضاع حقوقهم لأنه إذا ضعف الوازع الإيماني وجب أن يقوى الرادع السلطاني إذ أنه إذا ضعف الوازع الإيماني والرادع السلطاني تفلتت الأمور ولا قضيت الحقوق . فنصيحتي لهؤلاء الكفلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يخشوا الله عز وجل وأن يعطوا هؤلاء حقوقهم وما يدري فلعل يوما من الأيام ويكون هذا الكفيل مثل هؤلاء مكفولا .
فإن الناس في بلادنا هذه قبل عشرات السنين كانوا يذهبون إلى الشام وإلى العراق وإلى الهند يطلبون لقمة العيش لأنهم فقراء ولولا أن الله منّ علينا بمنابع هذا البترول لكنا أسوأ حالا منهم . فليتقوا الله عز وجل وليعطوا هؤلاء حقوقهم قبل أن يموتوا فتؤخذ حقوق هؤلاء من حسنات هؤلاء فإن بقي من حسنات الكفلاء وإلا أخذ من سيئات المكفولين وطرح عليهم وطرحوا في النار والعياذ بالله هذا كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أني أنصح إخواني المواطنين المؤمنين الذين عندهم غيرة على إخوانهم وعلى بلادهم أن يناصحوا هؤلاء كفلاء إن لم يفد فيهم النصح شيئا فليرفعوا أمرهم إلى الحكومة وليطلبوا من الحكومة بإلحاح
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله
السائل : سؤالي هو أن كثيرًا من العمال الذين أتوا للخدمة في هذه البلاد يخالطوننا يعملون معنا في المدارس والمساجد وكثيرا ما تُبخَس حقوقهم وتؤخر رواتبهم الشهور الكثيرة حتى إن بعضهم أراد الحج في هذه السنة فأبى كفلاؤهم إلا أن يوقعوا على استلام رواتبهم لمدة عشرة أشهر أو تزيد .
الشيخ : أعوذ بالله
السائل : سؤالي هو ماذا يجب علينا في إنكار هذا المنكر وهل ترضى ذممنا إذا يعني بلغنا المسؤولين الذين من قبل الحكومة ؟
الشيخ : نعم الواقع أن سؤال الأخ هذا سؤال مهم لأن الذي يقع فيه من الكفلاء كثيرون وما أكثر الشكاوي التي ترفع إلينا وإلى غيرنا في هذا الموضوع .
والحقيقة أنها ظاهرة خطيرة يخشى أن نصاب بنقمة من الله عز وجل تعم الصالح والطالح لأن بخس الناس حقوقهم أرسل الله تعالى رسولا من أجل إزالة هذا البخس هو شعيب (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) وبخس الناس أشياءهم فساد في الأرض فساد يعم الصالح والطالح فيجب علينا جميعا نحو هذه المشكلة .
يجب علينا أمران نصيحة الكفيل وتخويفه من الله وأن يقال له استمع إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما رواه عن ربه أن الله قال ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) .
فليناصحه يناصح هذا الكفيل ونخوفه بالله عز وجل فإن اتعظ بوازع الإيمان وواعظ القرآن فهذا ما نريد وهو أحسن من أن يتعظ بردع السلطان فإن لم يرتدع وأصر على بخس هذا العامل الفقير حقه فإنه يجب علينا أن نرفع الأمر للمسؤولين وأن ندلي بشكايتنا وشهادتنا لنا الحق أن نشكو هذا الكفيل الذي أضاع حق مكفوله لأننا نخشى أن تعمنا عقوبة هذه المصائب فنشكو ونشهد على أن هذا الكفيل أضاع حق هذا المسكين الذي ترك أهله ووطنه وأصحابه ليعيش هو وأهله ثم يأتي هذا الرجل الظالم فلا يعطيه حقه .
وعلى الحكومة أن تردع مثل هذا الكفيل ردعا زاجرا يزجره وأمثاله حتى لو باعت ممتلكاته لتوفي هؤلاء الفقراء الذين أضاع حقوقهم لأنه إذا ضعف الوازع الإيماني وجب أن يقوى الرادع السلطاني إذ أنه إذا ضعف الوازع الإيماني والرادع السلطاني تفلتت الأمور ولا قضيت الحقوق . فنصيحتي لهؤلاء الكفلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يخشوا الله عز وجل وأن يعطوا هؤلاء حقوقهم وما يدري فلعل يوما من الأيام ويكون هذا الكفيل مثل هؤلاء مكفولا .
فإن الناس في بلادنا هذه قبل عشرات السنين كانوا يذهبون إلى الشام وإلى العراق وإلى الهند يطلبون لقمة العيش لأنهم فقراء ولولا أن الله منّ علينا بمنابع هذا البترول لكنا أسوأ حالا منهم . فليتقوا الله عز وجل وليعطوا هؤلاء حقوقهم قبل أن يموتوا فتؤخذ حقوق هؤلاء من حسنات هؤلاء فإن بقي من حسنات الكفلاء وإلا أخذ من سيئات المكفولين وطرح عليهم وطرحوا في النار والعياذ بالله هذا كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أني أنصح إخواني المواطنين المؤمنين الذين عندهم غيرة على إخوانهم وعلى بلادهم أن يناصحوا هؤلاء كفلاء إن لم يفد فيهم النصح شيئا فليرفعوا أمرهم إلى الحكومة وليطلبوا من الحكومة بإلحاح
اضيفت في - 2005-08-27