سلسلة لقاء الباب المفتوح-030a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى : [ يسقون من رحيق مختوم ] إلى نهاية سور المطففين .
الشيخ : ونكمل سورة المطففين حيث وقفنا على قول الله تبارك وتعالى (( يُسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) . الضمير في قوله (( يسقون )) يعني الأبرار يسقيهم الله عز وجل بأيدي الخدم الذين وصفهم الله بقوله (( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا يُنزَفون )) .
(( يسقون من رحيق )) : أي من شراب خالص لا شَوب فيه ولا ضرر فيه على العقل ولا ألم فيه في الرأس بخلاف شراب الدنيا فإنه يغتال العقل ويَصدَعُ الرأس أما هذا فإنه رحيق خالص ليس فيه أي أذى .
(( مختوم ختامه مسك )) : أي بقيته وآخره مسك أي طيِّب الريح بخلاف خمر الدنيا فإنه خبيث الرائحة .
فهؤلاء القوم الأبرار لما حبسوا أنفسهم عن الملاذ التي حرمها الله عليهم في الدنيا أُعطُوها يوم القيامة .
(( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) : أي وفي هذا الثواب والجزاء فليتنافس المتنافسون أي فليتسابق المتسابقون سباقا يصل بهم إلى حد النفس وهو كناية عن السرعة في المسابقة يقال نافسته أي سابقته سباقا بلغ بي النفس .
والمنافسة في الخير هي المسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى ما يُرضي الله سبحانه وتعالى والبعد عما يُسخط الله .
ثم قال عز وجل (( ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون )) : مزاجه هذا الشراب الذي يسقاه هؤلاء الأبرار من تسنيم أي من عين رفيعة معنى وحِسًا وذلك لأن أنهار الجنة تفجر من الفردوس والفردوس هو أعلى الجنة وأوسط الجنة وفوقه عرش الرب عز وجل كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فهذا الشراب يمزج بهذا الطيب الذي يأتي من التسنيم أي من المكان المسنّم الرفيع العالي وهو جنة عدن (( عينا يشرب بها المقربون )) أي أن هذه العين والمياه النابعة والأنهار الجارية يشرب بها المقربون .
وهنا سيقول القائل لماذا قال يشرب بها هل هي إناء يحمل حتى يقال شرب بالإناء الجواب لا لأن العين والنهر لا يحمل إذن لماذا لم يقل يشرب منها المقربون والجواب عن هذا الإشكال من أحد وجهين :
فمن العلماء من قال إن الباء بمعنى من بمعنى يشرب بها أي يشرب منها .
ومنهم من قال إن يشرب بمعنى يروى ضمنت معنى يروى فمعنى يشرب بها أي يروى بها المقربون وهذا المعنى أو وهذا الوجه أحسن من الوجه الذي قبله ، لأن هذا الوجه يتضمن شيئين أي يرجحانه وهما :
أولا : إبقاء حرف الجر على معناه الأصلي والثاني : أن الفعل يشرب ضُمّن معنى أعلى من الشرب وهو الري فكم من إنسان يشرب ولا يروى لكن إذا روي فقد شرب ، وعلى هذا فالوجه الثاني أحسن وهو أن يُضمّن الفعل يشرب يعني يروى .
(( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) : إن الذين أجرموا أي قاموا بالجرم وهو المعصية والمخالفة كانوا أي في الدنيا من الذين آمنوا يضحكون استهزاء وسخرية واستصغارا لهم وإذا مروا بهم يتغامزون إذا مروا الفاعل هل هم الذين أجرموا أو الذين آمنوا ؟ الآية تصلح لهذا وهذا يعني يصح أن يكون إذا مر المؤمنون بالمجرمين أو إذا مرّ المجرمون بالمؤمنين والقاعدة التي ينبغي أن تفهموها في التفسير أن الآية إذا احتملت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب حملها على المعنيين لأن ذلك أعم أمفهوم هذا عندكم ؟ (( إذا مروا بهم يتغامزون )) من المار سؤال موجه لكم
الطالب : ...
الشيخ : يحتمل إذا مر المجرمون بالمؤمنين أو إذا مر المؤمنون بالمجرمين فإذا جعلنا للأمرين صار المعنى أن المجرمين إذا مروا بالمؤمنون وهم جلوس تغامزوا وإذا مر المؤمنون بالمجرمين وهم جلوس تغامزوا أيضا فتكون شاملة للحالين حال مرور المجرمين بالمؤمنين وحال مرور المؤمنين بالمجرمين يتغامزون يعني يغمز بعضهم بعضا انظر إلى هؤلاء سخرية واستهزاء واستصغارا .
(( وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) إذا انقلب المجرمون إلى أهلهم انقلبوا فكهين يعني متفكهين بما نالوه من السخرية بهؤلاء المؤمنين فهم يستهزئون ويسخرون ويتفكهون بهذا ظنا منهم أنهم نجحوا وأنهم غلبوا المؤمنين ولكن الأمر بالعكس .
ثم قال تعالى (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) إذا رأوهم أي رأى المجرمون المؤمنين (( قالوا إن هؤلاء لضالون )) ضالون عن الصواب متأخرون متزمتون متشددون إلى غير ذلك من الألقاب .
ولقد كان لهؤلاء السلف خلف في زماننا اليوم وما قبله وما بعده من الناس من يقول عن أهل الخير إنهم رجعيُّون إنهم متخلفون ويقولون عن الملتزم إنه متشدد متزمّت وفوق هذا كله من قالوا للرسل إنهم سحرة أو مجانين .
قال الله تعالى (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )) فورثة الرسل من أهل العلم والدين سينالهم من أعداء الرسل ما نال الرسل من ألقاب السوء والسخرية وما أشبه ذلك .
ومن هذا تلقيب أهل البدع أهل التعطيل للسلف أهل الإثبات بأنهم حشوية مجسمة مشبهة وما أشبه ذلك من ألقاء السوء التي ينفرون بها الناس عن الطريق السوي .
(( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين )) أي أن هؤلاء المجرمين ما بُعِثوا حافظين لهؤلاء يرقبونهم ويحكمون عليهم بل الحكم لله عز وجل .
ثم قال تعالى (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) اليوم يعني يوم القيامة الذين آمنوا يضحكون من الكفار فالذين مبتدأ ويضحكون خبره ومن الكفار متعلق بيضحكون ، المعنى : فاليوم فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكفار وهذا والله هو الضحك الذي لا بكاء بعده أما ضحك المجرمين بالمؤمنين في الدنيا فسيعقبه البكاء والحزن والويل والثبور .
(( على الأرائك ينظرون )) أي أن المؤمنين على الأرائك في الجنة والأرائك : هي السرر الفخمة الحسنة النظيرة .
(( على الأرائك ينظرون )) أي ينظرون ما أعد الله لهم من الثواب وينظرون أولئك الذين يسخرون بهم في الدنيا كما قال الله تعالى (( قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون )) يقول لأصحاب الجنة يعرض عليهم أن يطلعوا إلى قرينه الذين كان في الدنيا ينكر البعث ويكذب به (( فاطلع فرآه في سواء الجحيم )) في قعره وأصله قال له (( تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )) .
فأنت ترى الآن أن المؤمنين يرون الكفار وهم يعذبون في قعر النار والمؤمنون في الجنة قال (( على الأرائك ينظرون )) إذن ينظرون إلى شيئين الشيء الأول ما أعد الله لهم من النعيم ومنه النظر إلى وجه الله عز وجل .
والثاني : ينظرون إلى هؤلاء المكذبين الذين كانوا في الدنيا يسخرون بهم ويستهزئون بهم ينظرون إليهم وهم في عذاب الله ثم قال تعالى (( هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون )) ثوّب أي جوزي وهل هنا للتقرير أي أن الله تعالى قد ثوّب الكفار وجازاهم جزاء فعلهم في الدنيا وهو سبحانه وتعالى حكم عدل فحكمه دائر بين العدل والفضل بالنسبة للذين آمنوا حكمه وجزاؤه فضل وبالنسبة للكافرين حكمه وجزاؤه عدل فالحمد لله رب العالمين .
وبهذا تم الكلام الذي يسره الله عز وجل على سورة المطففين نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم به وأن يجعلنا من المتعظين الواعظين .
والآن يأتي دور الأسئلة ونبدأ بالأخ الآن نتنهي من الإخوان ولا تنتظرون في المسجد في الجامع
الطالب : في الجامع الكبير
الشيخ : إيه نعم نعم
(( يسقون من رحيق )) : أي من شراب خالص لا شَوب فيه ولا ضرر فيه على العقل ولا ألم فيه في الرأس بخلاف شراب الدنيا فإنه يغتال العقل ويَصدَعُ الرأس أما هذا فإنه رحيق خالص ليس فيه أي أذى .
(( مختوم ختامه مسك )) : أي بقيته وآخره مسك أي طيِّب الريح بخلاف خمر الدنيا فإنه خبيث الرائحة .
فهؤلاء القوم الأبرار لما حبسوا أنفسهم عن الملاذ التي حرمها الله عليهم في الدنيا أُعطُوها يوم القيامة .
(( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) : أي وفي هذا الثواب والجزاء فليتنافس المتنافسون أي فليتسابق المتسابقون سباقا يصل بهم إلى حد النفس وهو كناية عن السرعة في المسابقة يقال نافسته أي سابقته سباقا بلغ بي النفس .
والمنافسة في الخير هي المسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى ما يُرضي الله سبحانه وتعالى والبعد عما يُسخط الله .
ثم قال عز وجل (( ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون )) : مزاجه هذا الشراب الذي يسقاه هؤلاء الأبرار من تسنيم أي من عين رفيعة معنى وحِسًا وذلك لأن أنهار الجنة تفجر من الفردوس والفردوس هو أعلى الجنة وأوسط الجنة وفوقه عرش الرب عز وجل كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فهذا الشراب يمزج بهذا الطيب الذي يأتي من التسنيم أي من المكان المسنّم الرفيع العالي وهو جنة عدن (( عينا يشرب بها المقربون )) أي أن هذه العين والمياه النابعة والأنهار الجارية يشرب بها المقربون .
وهنا سيقول القائل لماذا قال يشرب بها هل هي إناء يحمل حتى يقال شرب بالإناء الجواب لا لأن العين والنهر لا يحمل إذن لماذا لم يقل يشرب منها المقربون والجواب عن هذا الإشكال من أحد وجهين :
فمن العلماء من قال إن الباء بمعنى من بمعنى يشرب بها أي يشرب منها .
ومنهم من قال إن يشرب بمعنى يروى ضمنت معنى يروى فمعنى يشرب بها أي يروى بها المقربون وهذا المعنى أو وهذا الوجه أحسن من الوجه الذي قبله ، لأن هذا الوجه يتضمن شيئين أي يرجحانه وهما :
أولا : إبقاء حرف الجر على معناه الأصلي والثاني : أن الفعل يشرب ضُمّن معنى أعلى من الشرب وهو الري فكم من إنسان يشرب ولا يروى لكن إذا روي فقد شرب ، وعلى هذا فالوجه الثاني أحسن وهو أن يُضمّن الفعل يشرب يعني يروى .
(( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) : إن الذين أجرموا أي قاموا بالجرم وهو المعصية والمخالفة كانوا أي في الدنيا من الذين آمنوا يضحكون استهزاء وسخرية واستصغارا لهم وإذا مروا بهم يتغامزون إذا مروا الفاعل هل هم الذين أجرموا أو الذين آمنوا ؟ الآية تصلح لهذا وهذا يعني يصح أن يكون إذا مر المؤمنون بالمجرمين أو إذا مرّ المجرمون بالمؤمنين والقاعدة التي ينبغي أن تفهموها في التفسير أن الآية إذا احتملت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب حملها على المعنيين لأن ذلك أعم أمفهوم هذا عندكم ؟ (( إذا مروا بهم يتغامزون )) من المار سؤال موجه لكم
الطالب : ...
الشيخ : يحتمل إذا مر المجرمون بالمؤمنين أو إذا مر المؤمنون بالمجرمين فإذا جعلنا للأمرين صار المعنى أن المجرمين إذا مروا بالمؤمنون وهم جلوس تغامزوا وإذا مر المؤمنون بالمجرمين وهم جلوس تغامزوا أيضا فتكون شاملة للحالين حال مرور المجرمين بالمؤمنين وحال مرور المؤمنين بالمجرمين يتغامزون يعني يغمز بعضهم بعضا انظر إلى هؤلاء سخرية واستهزاء واستصغارا .
(( وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) إذا انقلب المجرمون إلى أهلهم انقلبوا فكهين يعني متفكهين بما نالوه من السخرية بهؤلاء المؤمنين فهم يستهزئون ويسخرون ويتفكهون بهذا ظنا منهم أنهم نجحوا وأنهم غلبوا المؤمنين ولكن الأمر بالعكس .
ثم قال تعالى (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) إذا رأوهم أي رأى المجرمون المؤمنين (( قالوا إن هؤلاء لضالون )) ضالون عن الصواب متأخرون متزمتون متشددون إلى غير ذلك من الألقاب .
ولقد كان لهؤلاء السلف خلف في زماننا اليوم وما قبله وما بعده من الناس من يقول عن أهل الخير إنهم رجعيُّون إنهم متخلفون ويقولون عن الملتزم إنه متشدد متزمّت وفوق هذا كله من قالوا للرسل إنهم سحرة أو مجانين .
قال الله تعالى (( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )) فورثة الرسل من أهل العلم والدين سينالهم من أعداء الرسل ما نال الرسل من ألقاب السوء والسخرية وما أشبه ذلك .
ومن هذا تلقيب أهل البدع أهل التعطيل للسلف أهل الإثبات بأنهم حشوية مجسمة مشبهة وما أشبه ذلك من ألقاء السوء التي ينفرون بها الناس عن الطريق السوي .
(( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين )) أي أن هؤلاء المجرمين ما بُعِثوا حافظين لهؤلاء يرقبونهم ويحكمون عليهم بل الحكم لله عز وجل .
ثم قال تعالى (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) اليوم يعني يوم القيامة الذين آمنوا يضحكون من الكفار فالذين مبتدأ ويضحكون خبره ومن الكفار متعلق بيضحكون ، المعنى : فاليوم فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكفار وهذا والله هو الضحك الذي لا بكاء بعده أما ضحك المجرمين بالمؤمنين في الدنيا فسيعقبه البكاء والحزن والويل والثبور .
(( على الأرائك ينظرون )) أي أن المؤمنين على الأرائك في الجنة والأرائك : هي السرر الفخمة الحسنة النظيرة .
(( على الأرائك ينظرون )) أي ينظرون ما أعد الله لهم من الثواب وينظرون أولئك الذين يسخرون بهم في الدنيا كما قال الله تعالى (( قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون )) يقول لأصحاب الجنة يعرض عليهم أن يطلعوا إلى قرينه الذين كان في الدنيا ينكر البعث ويكذب به (( فاطلع فرآه في سواء الجحيم )) في قعره وأصله قال له (( تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )) .
فأنت ترى الآن أن المؤمنين يرون الكفار وهم يعذبون في قعر النار والمؤمنون في الجنة قال (( على الأرائك ينظرون )) إذن ينظرون إلى شيئين الشيء الأول ما أعد الله لهم من النعيم ومنه النظر إلى وجه الله عز وجل .
والثاني : ينظرون إلى هؤلاء المكذبين الذين كانوا في الدنيا يسخرون بهم ويستهزئون بهم ينظرون إليهم وهم في عذاب الله ثم قال تعالى (( هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون )) ثوّب أي جوزي وهل هنا للتقرير أي أن الله تعالى قد ثوّب الكفار وجازاهم جزاء فعلهم في الدنيا وهو سبحانه وتعالى حكم عدل فحكمه دائر بين العدل والفضل بالنسبة للذين آمنوا حكمه وجزاؤه فضل وبالنسبة للكافرين حكمه وجزاؤه عدل فالحمد لله رب العالمين .
وبهذا تم الكلام الذي يسره الله عز وجل على سورة المطففين نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم به وأن يجعلنا من المتعظين الواعظين .
والآن يأتي دور الأسئلة ونبدأ بالأخ الآن نتنهي من الإخوان ولا تنتظرون في المسجد في الجامع
الطالب : في الجامع الكبير
الشيخ : إيه نعم نعم
هل يجوز تجزئة السور في الصلاة الجهرية .؟
السائل : بسم الله .
فضيلة الشيخ هل يجوز تجزئة السور أثناء الصلاة الجهرية ؟
الشيخ : بمعنى ؟
السائل : يعني مثلا قرأت سورة الحديد بدأت في سورة الحديد مثلا قرأت مثلا عشرة آيات أو خمس آيات ثم ركعت الركعة بالركعة الثانية أكملت خمس آيات كذلك أو قرأت مثلا من سورة الحشر من منتصف سورة الحشر مثلا خمس آيات ثم الركعة الثانية قرأت خمس آيات هل يجوز ذلك ؟
الشيخ : نعم ، يعني يسأل يقول هل يجوز للمصلي أن يقرأ آيات من سورة سواء من أولها أو وسطها أو آخرها .
والجواب نعم يجوز أن يقرأ المصلي سورة كاملة أو بعض سورة سواء كان هذا البعض من أولها أو وسطها أو آخرها لعموم قوله تعالى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) .
وعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) لكن الأفضل أن يقرأ سورة كاملة لأن هذا هو الذي أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل حين قال له ( هلّا قرأت بالشمس وضحاها والليل إذا يغشى سبح اسم ربك الأعلى ) وما أشبه ذلك .
ولهذا قال العلماء ينبغي أن يقرأ سورة تكون في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصاره وفي الباقي من أوساطه .
وطوال المفصل من ق إلى عم وقصاره من الضحى إلى آخر القرآن وأوساطه من عم إلى الضحى هذا هو الأفضل .
وإن قرأ في المغرب بطواله أحيانا فهذا من السنة فإنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قرأ فيها بالطور وقرأ فيها بالمرسلات وقرأ فيها بسورة الأعراف لكن الغالب يعني ينبغي أن يكون قراءته غالبا كما وصفنا في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصاره وفي الباقي من أوساطه .
وإن قرأ آيات من سورة فلا حرج لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم )) الآية وفي الركعة الثانية (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله )) الآية لكن كون الإنسان لا يقرأ من السور إلا نادر كما يوجد في بعض الأئمة، بعض الأئمة لا تكاد تسمعه قرأ سورة بل دائما يقرأ آيات من السورة وهذا لا شك أنه خلاف السنة نعم
فضيلة الشيخ هل يجوز تجزئة السور أثناء الصلاة الجهرية ؟
الشيخ : بمعنى ؟
السائل : يعني مثلا قرأت سورة الحديد بدأت في سورة الحديد مثلا قرأت مثلا عشرة آيات أو خمس آيات ثم ركعت الركعة بالركعة الثانية أكملت خمس آيات كذلك أو قرأت مثلا من سورة الحشر من منتصف سورة الحشر مثلا خمس آيات ثم الركعة الثانية قرأت خمس آيات هل يجوز ذلك ؟
الشيخ : نعم ، يعني يسأل يقول هل يجوز للمصلي أن يقرأ آيات من سورة سواء من أولها أو وسطها أو آخرها .
والجواب نعم يجوز أن يقرأ المصلي سورة كاملة أو بعض سورة سواء كان هذا البعض من أولها أو وسطها أو آخرها لعموم قوله تعالى (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) .
وعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) لكن الأفضل أن يقرأ سورة كاملة لأن هذا هو الذي أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل حين قال له ( هلّا قرأت بالشمس وضحاها والليل إذا يغشى سبح اسم ربك الأعلى ) وما أشبه ذلك .
ولهذا قال العلماء ينبغي أن يقرأ سورة تكون في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصاره وفي الباقي من أوساطه .
وطوال المفصل من ق إلى عم وقصاره من الضحى إلى آخر القرآن وأوساطه من عم إلى الضحى هذا هو الأفضل .
وإن قرأ في المغرب بطواله أحيانا فهذا من السنة فإنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قرأ فيها بالطور وقرأ فيها بالمرسلات وقرأ فيها بسورة الأعراف لكن الغالب يعني ينبغي أن يكون قراءته غالبا كما وصفنا في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصاره وفي الباقي من أوساطه .
وإن قرأ آيات من سورة فلا حرج لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم )) الآية وفي الركعة الثانية (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله )) الآية لكن كون الإنسان لا يقرأ من السور إلا نادر كما يوجد في بعض الأئمة، بعض الأئمة لا تكاد تسمعه قرأ سورة بل دائما يقرأ آيات من السورة وهذا لا شك أنه خلاف السنة نعم
رجل أخطأ في رمي الجمار فرمى بست يوم العيد أثناء الحج فماذا عليه .؟
السائل : عفا الله عنك حاج رمى جمرة العقبة بست وفي اليوم الثاني عشر سأل فقال له من سأله تعيد رمي جمرة العقبة وتعيد رمي اليوم الحادي عشر ثم ترمي الثاني عشر ولكنه سأل آخر فقال له يكفيك اختر الأسهل
الشيخ : يكفيك إيش ؟
السائل : يكفيك رمي الجمرة بست فهل الترتيب واجب وماذا عليه هذا الحاج ؟
الشيخ : تقول أنه رمى جمرة العقبة يوم العيد
السائل : ...
الشيخ : إيه أما الذي أفتاه الأول وقال له ارم جمرة العقبة ليوم العيد ثم ارم الثلاث الجمرات ليوم الحادي عشر ثم ارم الجمرات الثلاث للثاني عشر فقد نشأ على ماهو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أنه لابد من الترتيب وهذا لم يرتب .
ولكن القول الراجح ما أفتاه به الآخر وأنه يعفى عن نقص الحصاة فإنه ذُكِر أن الصحابة رضي الله عنهم كان بعضهم يرمي بست وبعضهم يرمي بسبع ولم ينكر أحد على الآخر لاسيما إذا كان الإنسان تركها نسيانا .
فالفتوى الأخيرة التي أفتيها بأن رمي صحيح مجزئ أصح نعم
الشيخ : يكفيك إيش ؟
السائل : يكفيك رمي الجمرة بست فهل الترتيب واجب وماذا عليه هذا الحاج ؟
الشيخ : تقول أنه رمى جمرة العقبة يوم العيد
السائل : ...
الشيخ : إيه أما الذي أفتاه الأول وقال له ارم جمرة العقبة ليوم العيد ثم ارم الثلاث الجمرات ليوم الحادي عشر ثم ارم الجمرات الثلاث للثاني عشر فقد نشأ على ماهو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أنه لابد من الترتيب وهذا لم يرتب .
ولكن القول الراجح ما أفتاه به الآخر وأنه يعفى عن نقص الحصاة فإنه ذُكِر أن الصحابة رضي الله عنهم كان بعضهم يرمي بست وبعضهم يرمي بسبع ولم ينكر أحد على الآخر لاسيما إذا كان الإنسان تركها نسيانا .
فالفتوى الأخيرة التي أفتيها بأن رمي صحيح مجزئ أصح نعم
هل يجوز الدعاء بعد قراءة آيات الدعاء في القرآن كقوله تعالى:"هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون".؟
السائل : يا شيخ هل يقال بعد (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ))
الشيخ : هل هل
السائل : (( هل ثوب الكفار )) ما كانوا يفعلون هل يقال دعاء بعدها أم لا ؟
والآيات الأخرى كذلك (( أليس الله بكاف عبده )) .
الشيخ : يختلف الحكم بين (( أليس الله بكاف عبده )) و (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) لأن (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) تقرير فهل فيه بمعنى قد أما (( أليس بالله بكاف عبده )) (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) (( أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى )) فهذا استفهام يحتاج إلى جواب فإذا قلت بلى فلا بأس وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال بعد قوله تعالى (( أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى )) قال ( سبحانك فبلى ) فإذا أجاب الإنسان هذا الاستفهام وقال بلى فلا بأس
الشيخ : هل هل
السائل : (( هل ثوب الكفار )) ما كانوا يفعلون هل يقال دعاء بعدها أم لا ؟
والآيات الأخرى كذلك (( أليس الله بكاف عبده )) .
الشيخ : يختلف الحكم بين (( أليس الله بكاف عبده )) و (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) لأن (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) تقرير فهل فيه بمعنى قد أما (( أليس بالله بكاف عبده )) (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) (( أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى )) فهذا استفهام يحتاج إلى جواب فإذا قلت بلى فلا بأس وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال بعد قوله تعالى (( أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى )) قال ( سبحانك فبلى ) فإذا أجاب الإنسان هذا الاستفهام وقال بلى فلا بأس
4 - هل يجوز الدعاء بعد قراءة آيات الدعاء في القرآن كقوله تعالى:"هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون".؟ أستمع حفظ
هل يرى الإنسان ربه في المنام في الدنيا .؟
السائل : شيخ يعني بالنسبة لرؤية الله عز وجل في المنام يعني هل يصح القول بأنها يمكن أن تقع لأي مؤمن من المؤمنين يعني
الشيخ : رؤية الله تعالى في المنام في الدنيا طبعا الآخرة ما فيها نوم هذه جاءت في حديث اختصام الملأ الأعلى الذي أخرجه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام ورؤية الله لغير النبي صلى الله عليه وسلم لا أعلم أنها ثابتة ولا أدري هل تقع أم لا .
لكنه قد ذكر أن الإمام أحمد رحمه الله رأى ربه في المنام وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الإنسان قد يرى ربه في المنام وذلك بأن الله سبحانه وتعالى يضرب له مثلا بحسب تمسكه في الدين يعني يراه رؤية حسنة يكون في ذلك مساعدة له على التمسك بالدين وعلى الاستمرار على ما هو عليه فالله أعلم أنا أتوقف في أن الإنسان يرى ربه في المنام رؤية حقيقية أما إذا كان الله تعالى يضرب له مثلا يبين له تمسكه بدينه فهذا شيء ليس بغريب نعم
الشيخ : رؤية الله تعالى في المنام في الدنيا طبعا الآخرة ما فيها نوم هذه جاءت في حديث اختصام الملأ الأعلى الذي أخرجه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام ورؤية الله لغير النبي صلى الله عليه وسلم لا أعلم أنها ثابتة ولا أدري هل تقع أم لا .
لكنه قد ذكر أن الإمام أحمد رحمه الله رأى ربه في المنام وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الإنسان قد يرى ربه في المنام وذلك بأن الله سبحانه وتعالى يضرب له مثلا بحسب تمسكه في الدين يعني يراه رؤية حسنة يكون في ذلك مساعدة له على التمسك بالدين وعلى الاستمرار على ما هو عليه فالله أعلم أنا أتوقف في أن الإنسان يرى ربه في المنام رؤية حقيقية أما إذا كان الله تعالى يضرب له مثلا يبين له تمسكه بدينه فهذا شيء ليس بغريب نعم
المعصية الظاهرة كحلق اللحية هل تجعل الإنسان فاسقاً أو كانت خفية كالغيبة.؟
السائل : جزاكم الله خير هل المعصية الظاهرة تجعل الإنسان فاسقا وهل فيه فرق بين المعصية الظاهرة مثل حلق اللحية وغيرها يعني الغيبة وكذا
الشيخ : المعروف عند أهل العلم أن الكبيرة الواحدة تجعل الفاعل فاسق ما لم يتب منها وأما الصغيرة فلا تجعله فاسقا إلا إذا أصرّ عليها وداوم عليها كحلق اللحية مثلا فإنه يكون بذلك فاسقا لأن إصراره على الصغيرة دليل على تهاونه بالرب عز وجل وبأوامره أو نواهيه وهذا كبيرة بالنسبة للقلب .
ولهذا لا يبعد أن تكون الصغيرة الواحدة كبيرة إذا فعلها الإنسان استخفافا بحكم الله عز وجل وعدم مبالاة لا لهوى نفسي أوجب له أن يفعل فقد تكون الصغيرة كبيرة .
قال بعض العلماء وقد تكون الكبيرة صغيرة إذا قام في قلب الإنسان الحياء من الله عز وجل والخجل حال الفعل ولكن نفسه الأمارة بالسوء دعته حتى ألجأته إلى الفعل .
وهذا قد يكون فيه نظر إنما كون الصغيرة تكون كبيرة بحسب ما قام بالقلب من التهاون بها هذا ليس ببعيد .
ولكن يبقى النظر ماذا يترتب على فسقه هل يترتب على ذلك أن نرد شهادته وأن نمنع إمامته وأن نمنع ولايته وما أشبه ذلك هذا محل خلاف بين العلماء فبعض العلماء يقول إن الإنسان إذا فسق سقطت ولايته حتى إنه لا يزوج ابنته ولا يكون إماما في الجماعة ولا تقبل شهادته ولكن هذا فيه نظر لأننا لو أخذنا بهذا القول لم نجد من الناس صالحا للشهادة والولاية والإمامة إلا نادرا وأنا أضرب لكم مثلا بغير اللحية، اللحية قد يكون كثير من الناس يعفي لحيته ولا يتناولها بسوء لكن الغيبة قلّ من يسلم منها وهي من كبائر الذنوب إذا فعلها الإنسان مرة فقط ولم يتب كان بذلك فاسقا تسقط عدالته لو أننا أخذنا بهذا القول بأن الفاسق لا يكون وليا ولا إماما ولا شاهدا ولا قاضيا أيضا فإن الأمر يكون مشكلا جدا لأنه قلّ وقلّ وقلّ أن يسلم أحد من الغيبة حتى الملتزمون إذا جلسوا في مجالسهم ربما يغتابون وقد يسلّط الملتزمون مع الأسف على اغتياب من غيبته أشد وأعظم قد يسلط هؤلاء الملتزمون على اغتياب العلماء على اغتياب الدعاة على اغتياب الأمراء على اغتياب السلطان واغتياب هؤلاء وغيرهم من ولاة الأمور ولو قلّت ولايتهم كمدير مدرسة مثلا أعظم من اغتياب عامة الناس ويتضح ذلك بأننا إذا اغتبنا العلماء مثلا قلّت الثقة من الناس بهم وإذا قلّت الثقة من الناس بهم قلّ قبول الناس لما يقولون من شرع الله وهذا خطر عظيم إذا اغتبنا الأمراء أو السلطان قلّت هيبة الناس له وسهل عليهم التمرّد عليهم وعصيانهم وهذا إخلال بالأمن كبير لذلك كانت غيبة ولاة الأمر من العلماء والأمراء أعظم من غيبة عامة الناس لأن غيبة عامة الناس إن حصل فيها مفسدة فإنما تكون للشخص نفسه فقط لأنه ليس قائدا ولا قدوة في شيء فالحاصل أن القول بأن الفاسق تسقط إمامته وولايته وشهادته قول ضعيف نعم لو فرض أن رد شهادته أو منع ولايته أو عزله عن الإمامة يحصل به فائدة له ولغيره بحيث ينتهي عن المعصية وينزجر غيره لكان منعه من ذلك متوجها ويكون هذا من باب من باب التعزير بالعزل عن الولايات والتعزير بالعزل عن الولايات سائغ شرعا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد وكانت من الإمام فعزل الإمام وهذه عقوبة أصل في العزل عن الولايات وعن الوظائف وما أشبه ذلك نعم
السائل : يا شيخ الكسب فاعل الصغيرة إذا كانت على ما قلنا أنها صغيرة ...
الشيخ : هو العادة يا عبدالرحمن عندنا في هذا المجلس أن السؤال واحد
السائل : السؤال بس هذا ...
الشيخ : الزيادة مافي أجبنا عليه
السائل : بس أقصد الآن يسمى يا شيخ فسق
الشيخ : يسمى فاسق الإصرار على الصغيرة فسق
السائل : لا لو ...
الشيخ : فعل الكبيرة ولو مرة واحدة فسق
السائل : الصغيرة مرة واحدة صغيرة ماهو خرج من الاعتدال
الشيخ : لا خرج من الاعتدال لكن خروجا لا يبعده عن الاعتدال
الشيخ : المعروف عند أهل العلم أن الكبيرة الواحدة تجعل الفاعل فاسق ما لم يتب منها وأما الصغيرة فلا تجعله فاسقا إلا إذا أصرّ عليها وداوم عليها كحلق اللحية مثلا فإنه يكون بذلك فاسقا لأن إصراره على الصغيرة دليل على تهاونه بالرب عز وجل وبأوامره أو نواهيه وهذا كبيرة بالنسبة للقلب .
ولهذا لا يبعد أن تكون الصغيرة الواحدة كبيرة إذا فعلها الإنسان استخفافا بحكم الله عز وجل وعدم مبالاة لا لهوى نفسي أوجب له أن يفعل فقد تكون الصغيرة كبيرة .
قال بعض العلماء وقد تكون الكبيرة صغيرة إذا قام في قلب الإنسان الحياء من الله عز وجل والخجل حال الفعل ولكن نفسه الأمارة بالسوء دعته حتى ألجأته إلى الفعل .
وهذا قد يكون فيه نظر إنما كون الصغيرة تكون كبيرة بحسب ما قام بالقلب من التهاون بها هذا ليس ببعيد .
ولكن يبقى النظر ماذا يترتب على فسقه هل يترتب على ذلك أن نرد شهادته وأن نمنع إمامته وأن نمنع ولايته وما أشبه ذلك هذا محل خلاف بين العلماء فبعض العلماء يقول إن الإنسان إذا فسق سقطت ولايته حتى إنه لا يزوج ابنته ولا يكون إماما في الجماعة ولا تقبل شهادته ولكن هذا فيه نظر لأننا لو أخذنا بهذا القول لم نجد من الناس صالحا للشهادة والولاية والإمامة إلا نادرا وأنا أضرب لكم مثلا بغير اللحية، اللحية قد يكون كثير من الناس يعفي لحيته ولا يتناولها بسوء لكن الغيبة قلّ من يسلم منها وهي من كبائر الذنوب إذا فعلها الإنسان مرة فقط ولم يتب كان بذلك فاسقا تسقط عدالته لو أننا أخذنا بهذا القول بأن الفاسق لا يكون وليا ولا إماما ولا شاهدا ولا قاضيا أيضا فإن الأمر يكون مشكلا جدا لأنه قلّ وقلّ وقلّ أن يسلم أحد من الغيبة حتى الملتزمون إذا جلسوا في مجالسهم ربما يغتابون وقد يسلّط الملتزمون مع الأسف على اغتياب من غيبته أشد وأعظم قد يسلط هؤلاء الملتزمون على اغتياب العلماء على اغتياب الدعاة على اغتياب الأمراء على اغتياب السلطان واغتياب هؤلاء وغيرهم من ولاة الأمور ولو قلّت ولايتهم كمدير مدرسة مثلا أعظم من اغتياب عامة الناس ويتضح ذلك بأننا إذا اغتبنا العلماء مثلا قلّت الثقة من الناس بهم وإذا قلّت الثقة من الناس بهم قلّ قبول الناس لما يقولون من شرع الله وهذا خطر عظيم إذا اغتبنا الأمراء أو السلطان قلّت هيبة الناس له وسهل عليهم التمرّد عليهم وعصيانهم وهذا إخلال بالأمن كبير لذلك كانت غيبة ولاة الأمر من العلماء والأمراء أعظم من غيبة عامة الناس لأن غيبة عامة الناس إن حصل فيها مفسدة فإنما تكون للشخص نفسه فقط لأنه ليس قائدا ولا قدوة في شيء فالحاصل أن القول بأن الفاسق تسقط إمامته وولايته وشهادته قول ضعيف نعم لو فرض أن رد شهادته أو منع ولايته أو عزله عن الإمامة يحصل به فائدة له ولغيره بحيث ينتهي عن المعصية وينزجر غيره لكان منعه من ذلك متوجها ويكون هذا من باب من باب التعزير بالعزل عن الولايات والتعزير بالعزل عن الولايات سائغ شرعا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد وكانت من الإمام فعزل الإمام وهذه عقوبة أصل في العزل عن الولايات وعن الوظائف وما أشبه ذلك نعم
السائل : يا شيخ الكسب فاعل الصغيرة إذا كانت على ما قلنا أنها صغيرة ...
الشيخ : هو العادة يا عبدالرحمن عندنا في هذا المجلس أن السؤال واحد
السائل : السؤال بس هذا ...
الشيخ : الزيادة مافي أجبنا عليه
السائل : بس أقصد الآن يسمى يا شيخ فسق
الشيخ : يسمى فاسق الإصرار على الصغيرة فسق
السائل : لا لو ...
الشيخ : فعل الكبيرة ولو مرة واحدة فسق
السائل : الصغيرة مرة واحدة صغيرة ماهو خرج من الاعتدال
الشيخ : لا خرج من الاعتدال لكن خروجا لا يبعده عن الاعتدال
ما حكم الإجتماع على الدعاء في جماعة في أوقات معينة بصوت مرتفع ويسمى الرابطة .؟
السائل : فضيلة الشيخ بعض الناس لهم ورد ودعاء يلتزمون به صباحا ومساء بأن يدعو أحدهم ويؤمّن الباقون على هذا الدعاء بصوت مرتفع ويسمى ورد الرابطة فما حكم هذا
الشيخ : الرابطة
السائل : نعم
الشيخ : الرابطة
السائل : نعم أذكر نصه ولا
الشيخ : لا بأس
السائل : يقولون اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك فوثّق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير يقول أحدهم ... يؤمنون على هذا الدعاء
الشيخ : هذا الدعاء الذي سمعتموه لا بأس به دعاء لا ينافي ما جاءت به السنة وإن كان بلفظه لم يرد لكن معناه صحيح وأما الاجتماع عليه
الشيخ : الرابطة
السائل : نعم
الشيخ : الرابطة
السائل : نعم أذكر نصه ولا
الشيخ : لا بأس
السائل : يقولون اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك فوثّق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير يقول أحدهم ... يؤمنون على هذا الدعاء
الشيخ : هذا الدعاء الذي سمعتموه لا بأس به دعاء لا ينافي ما جاءت به السنة وإن كان بلفظه لم يرد لكن معناه صحيح وأما الاجتماع عليه
اضيفت في - 2005-08-27