سلسلة لقاء الباب المفتوح-034b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
بقية جواب ما حكم النعي للميت في سيارة وتجهيز الطعام للمعزين وإحضار مقرئ لقراءة القرآن في العزاء للميت بأجرة .؟
الشيخ : أولاً : أنه من النعي الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النعي، وهو الإخبار بموت الميت، إلا إذا كان الميت لم يدفن وأخبرنا بموته من أجل كثرة المصلين عليه، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ( نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وأمر الناس فخرجوا فصلوا عليه ).
ثانيًا : أن هذا العمل من عمل الجاهلية، وقد نهينا عن التشبه بهم.
ثالثًا : أنه نياحة، حيث يجتمع الناس إلى أهل الميت ويصنعون الطعام ويأكلونه.
رابعًا : أنه متضمن لمحرم وهو الاستئجار في قراءة القرآن، فإن هذا عمل محرم، لأن القرآن لا تقع تلاوته إلا قربة لله، وما لا يقع إلا قربة لا يصح أن تؤخذ عليه الأجرة.
وأما انتفاع الميت بذلك فإنه لا ينتفع قطعاً، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الميت ليعذب بما نيح عليه )، فهو يعذب من هذا الصنيع، ولا ينتفع بقراءة المقرئ ، لأن هذا المقرئ لا أجر له قد استعجل أجره بما أخذ من الأجرة فليس له في الآخرة من خلاق، وإذا لم يكن له أجر في الآخرة فإن الميت لا ينتفع بشيء.
لذلك يجب أن ينبه الفاعلون لهذا الأمر وأن يحذروا منه، وأن يعلموا أنه ليس فيه إلا إضاعة المال وإضاعة الأوقات والوقوع في السيئات والعياذ بالله ، نعم .
ثانيًا : أن هذا العمل من عمل الجاهلية، وقد نهينا عن التشبه بهم.
ثالثًا : أنه نياحة، حيث يجتمع الناس إلى أهل الميت ويصنعون الطعام ويأكلونه.
رابعًا : أنه متضمن لمحرم وهو الاستئجار في قراءة القرآن، فإن هذا عمل محرم، لأن القرآن لا تقع تلاوته إلا قربة لله، وما لا يقع إلا قربة لا يصح أن تؤخذ عليه الأجرة.
وأما انتفاع الميت بذلك فإنه لا ينتفع قطعاً، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الميت ليعذب بما نيح عليه )، فهو يعذب من هذا الصنيع، ولا ينتفع بقراءة المقرئ ، لأن هذا المقرئ لا أجر له قد استعجل أجره بما أخذ من الأجرة فليس له في الآخرة من خلاق، وإذا لم يكن له أجر في الآخرة فإن الميت لا ينتفع بشيء.
لذلك يجب أن ينبه الفاعلون لهذا الأمر وأن يحذروا منه، وأن يعلموا أنه ليس فيه إلا إضاعة المال وإضاعة الأوقات والوقوع في السيئات والعياذ بالله ، نعم .
1 - بقية جواب ما حكم النعي للميت في سيارة وتجهيز الطعام للمعزين وإحضار مقرئ لقراءة القرآن في العزاء للميت بأجرة .؟ أستمع حفظ
ما الفرق بين الرجاء الشركي والرجاء المباح .؟
السائل : شيخ أثباكم الله كما نعلم أن الشرك أقسام والخفي منها علاجه أن الواحد يقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا .
الشيخ : أن إيش ؟
السائل : أن يدعو : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه، لكن الأكبر يا شيخ يعني مثل : الرجاء والخوف أحيانا الواحد قد يلتبس عليه الأمر ولا يفرق بين الرجاء الشركي والرجاء الذي يعني مباح أو شيء، هل لكم أن تفصلوا في هذا الموضوع بارك الله فيك ؟
الشيخ : الرجاء الشركي هو رجاء العبادة يعني: أن الإنسان يرجو رجاء يتضمن التذلل والخضوع والاعتماد على المرجو اعتمادًا كليا وأن هذا المرجو بيده الأمر يفعل ما شاء هذا هو الشركي، فإذا رجا الإنسان مخلوقا على هذا الوجه فهو شرك أكبر .
أما رجاء الإنسان فيما يمكن حصوله منه بدون أن يتعلق القلب به تعلق ذل وخضوع فإنه لا بأس به، مثل أن تقول للشخص : أرجو أن تساعدني، أرجو أن تذهب إلى فلان تقول: كذا وكذا، أرجو أن تفعل كذا وكذا فهذا ما فيه بأس وليس من الشرك في شيء، لأن رجاء الإنسان لربه ليس كرجائه لغيره رجاء الإنسان لله رجاء تذلل وخضوع واعتماد وإيمان بأنه قادر على ما يشاء، وهذا إذا صرفه الإنسان لغير الله كان مشركًا شركًا أكبر نعم .
الشيخ : أن إيش ؟
السائل : أن يدعو : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه، لكن الأكبر يا شيخ يعني مثل : الرجاء والخوف أحيانا الواحد قد يلتبس عليه الأمر ولا يفرق بين الرجاء الشركي والرجاء الذي يعني مباح أو شيء، هل لكم أن تفصلوا في هذا الموضوع بارك الله فيك ؟
الشيخ : الرجاء الشركي هو رجاء العبادة يعني: أن الإنسان يرجو رجاء يتضمن التذلل والخضوع والاعتماد على المرجو اعتمادًا كليا وأن هذا المرجو بيده الأمر يفعل ما شاء هذا هو الشركي، فإذا رجا الإنسان مخلوقا على هذا الوجه فهو شرك أكبر .
أما رجاء الإنسان فيما يمكن حصوله منه بدون أن يتعلق القلب به تعلق ذل وخضوع فإنه لا بأس به، مثل أن تقول للشخص : أرجو أن تساعدني، أرجو أن تذهب إلى فلان تقول: كذا وكذا، أرجو أن تفعل كذا وكذا فهذا ما فيه بأس وليس من الشرك في شيء، لأن رجاء الإنسان لربه ليس كرجائه لغيره رجاء الإنسان لله رجاء تذلل وخضوع واعتماد وإيمان بأنه قادر على ما يشاء، وهذا إذا صرفه الإنسان لغير الله كان مشركًا شركًا أكبر نعم .
هل قراءة سورة البقرة في البيت عن طريق شريط بالمسجل يطرد الشيطان .؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : يا شيخ فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان لو قرأ سورة البقرة يعني لا يدخل الشيطان في بيته .
الشيخ : ها ؟
السائل : لا يدخل الشيطان في بيته .
الشيخ : إيش ؟
السائل : لو قرأ سورة البقرة في بيت .
الشيخ : نعم .
السائل : لا يدخل الشيطان .
الشيخ : نعم .
السائل : طيب لو كان في شريط حتى لو كان في شريط ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : حتى ولو كان في شريط يعني ؟
الشيخ : ولو كان ؟
السائل : في شريط صوت شريط ؟
الشيخ : لا لا صوت الشريط ليس بشيء لا يفيد، لأنه ما يقال : قرأ القرآن يقال : استمع إلى صوت قارئ سابق ، ولهذا لو سجلنا أذان المؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في الميكروفون وخليناه يؤذن هل يجزئ ؟
لا يجزئ، ولو سجلنا خطبة خطيب مثيرة فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل هذا الشريط أمام الميكروفون فقال المسجل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أذن المؤذن، ثم قام فخطب هل تجزئ ؟
لا تجزئ ، ليش ؟
لأن هذا تسجيل صوت ماضي، كما لو أنك كتبت في ورقة، لو كتبت ورقة أو وضعت المصحف في البيت هل يجزئ عن القراءة ؟
لا يجزئ .
السائل : القرن كلام الله سبحانه وتعالى وأصوات هذه سورة البقرة .
الشيخ : لا لا ما هو صحيح ، ما يقال قرئت سورة البقرة ، يقال : سمع صوت قارئ في هذا البيت .
السائل : الشيطان يسمع يعني ؟
الشيخ : لكن ما يهمه الشريط هذا ، ليس يجري من الشريط مجرى الدم ، خلاص أعط الذي بعدك ما في سؤال امشي .
السائل : ... .
الشيخ : أعط الذي جنبك .
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك ...
الشيخ : ورقة الوقفية معك ؟
السائل : ... .
الشيخ : تجيبها أشوفها إن شاء الله ، نعم بعده ، خلنا نمشي ، نعم ؟
السائل : يا شيخ .
الشيخ : نعم الذي بعده يا جماعة .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : يا شيخ فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان لو قرأ سورة البقرة يعني لا يدخل الشيطان في بيته .
الشيخ : ها ؟
السائل : لا يدخل الشيطان في بيته .
الشيخ : إيش ؟
السائل : لو قرأ سورة البقرة في بيت .
الشيخ : نعم .
السائل : لا يدخل الشيطان .
الشيخ : نعم .
السائل : طيب لو كان في شريط حتى لو كان في شريط ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : حتى ولو كان في شريط يعني ؟
الشيخ : ولو كان ؟
السائل : في شريط صوت شريط ؟
الشيخ : لا لا صوت الشريط ليس بشيء لا يفيد، لأنه ما يقال : قرأ القرآن يقال : استمع إلى صوت قارئ سابق ، ولهذا لو سجلنا أذان المؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في الميكروفون وخليناه يؤذن هل يجزئ ؟
لا يجزئ، ولو سجلنا خطبة خطيب مثيرة فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل هذا الشريط أمام الميكروفون فقال المسجل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أذن المؤذن، ثم قام فخطب هل تجزئ ؟
لا تجزئ ، ليش ؟
لأن هذا تسجيل صوت ماضي، كما لو أنك كتبت في ورقة، لو كتبت ورقة أو وضعت المصحف في البيت هل يجزئ عن القراءة ؟
لا يجزئ .
السائل : القرن كلام الله سبحانه وتعالى وأصوات هذه سورة البقرة .
الشيخ : لا لا ما هو صحيح ، ما يقال قرئت سورة البقرة ، يقال : سمع صوت قارئ في هذا البيت .
السائل : الشيطان يسمع يعني ؟
الشيخ : لكن ما يهمه الشريط هذا ، ليس يجري من الشريط مجرى الدم ، خلاص أعط الذي بعدك ما في سؤال امشي .
السائل : ... .
الشيخ : أعط الذي جنبك .
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك ...
الشيخ : ورقة الوقفية معك ؟
السائل : ... .
الشيخ : تجيبها أشوفها إن شاء الله ، نعم بعده ، خلنا نمشي ، نعم ؟
السائل : يا شيخ .
الشيخ : نعم الذي بعده يا جماعة .
امرأة مرضت ولم تصم رمضان ثم توفيت قبل القضاء فما الواجب تجاهها .؟
السائل : أمي ألم بها مرض له أربع سنوات الحين وتوفيت .
الشيخ : الله يعافينا وإياها .
السائل : وتوفيت ولم تصم شهر رمضان .
الشيخ : الأخير هذا ؟
السائل : أي .
الشيخ : أطعم عن كل يوم مسكين .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : الصاع أربعة لأربعة مساكين عن أربعة أيام، صاع الرز، نعم .
الشيخ : الله يعافينا وإياها .
السائل : وتوفيت ولم تصم شهر رمضان .
الشيخ : الأخير هذا ؟
السائل : أي .
الشيخ : أطعم عن كل يوم مسكين .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : الصاع أربعة لأربعة مساكين عن أربعة أيام، صاع الرز، نعم .
هل يجوز إعطاء الزكاة للعامل الكافر إذا آنست منه خيراً لأجل التألف وما أعظم سبيل لدعوة الكفار الموجودين في بلادنا.؟
السائل : فضيلة الشيخ العمالة اليوم وخاصة العمالة الكافرة ، لو أن الإنسان آنس من واحد من العمال خيرا من القرب من الإسلام ، هل يجوز أن نعطيه من الزكاة على أنه من باب التألف من باب المؤلفة قلوبهم أم لا يجوز ؟
وما هي أفضل سبيل لدعوة هؤلاء الكفرة في نظركم أفضل سبيل هؤلاء الكفرة الذين ساقهم الله إلى هذه البلاد، فيعتبروا غنيمة فيما لو دعوناهم إلى الله عز وجل ما هي أنسب وأعظم سبيل للدعوة إلى الله ؟
الشيخ : أما الرجل المقبل على الإسلام والذي تعرف منه الرغبة في الإسلام إذا رأيت أنك إذا أعطيته مالا ازدادت رغبته فأعطه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي المؤلفة قلوبهم يتألفهم على الإسلام.
لكن بعض العلماء -رحمهم الله- قال : إنه لا يعطى إلا السيد المطاع في عشيرته ، لأن إسلامه ينفع من وراءه وأما الفرد فلا يعطى من التأليف ، ولكن الصحيح أن الفرد يعطى لعموم الآية : (( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ )) ، ولأنه إذا كان يجوز أن نعطيه لسد حاجة جسمه فإعطاؤه لسد حاجة روحه من باب أولى، فالصحيح أنه يعطى، ولكن ينبغي للإنسان أن يبين له أولاً ما يجب عليه في الإسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله في الإسلام من أجل أن يدخل على بصيرة، لأن بعضهم لا يظن أن الإسلام فيه هذه العبادات، فيدخل في الإسلام كأنه اسم من الأسماء، ثم إذا قيل له إن فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا يرتد والعياذ بالله ، فيكون كفره الثاني أعظم من كفره الأول.
أما كيف نعامل هؤلاء ؟
فإن لكل حال مقالا، منهم من نرى أن فيه إقبالا وليونة فهذا نعامله بكل ما يقتضيه تأليف القلب: بالدعوة ندعوه مثلا للبيت، نهدي عليه هدايا، نعطيه أشرطة نعطيه كتيبات ينتفع بها، نثني عليه أمام الناس، نفعل كل شيء يرغبه في الإسلام ، نعم .
وما هي أفضل سبيل لدعوة هؤلاء الكفرة في نظركم أفضل سبيل هؤلاء الكفرة الذين ساقهم الله إلى هذه البلاد، فيعتبروا غنيمة فيما لو دعوناهم إلى الله عز وجل ما هي أنسب وأعظم سبيل للدعوة إلى الله ؟
الشيخ : أما الرجل المقبل على الإسلام والذي تعرف منه الرغبة في الإسلام إذا رأيت أنك إذا أعطيته مالا ازدادت رغبته فأعطه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي المؤلفة قلوبهم يتألفهم على الإسلام.
لكن بعض العلماء -رحمهم الله- قال : إنه لا يعطى إلا السيد المطاع في عشيرته ، لأن إسلامه ينفع من وراءه وأما الفرد فلا يعطى من التأليف ، ولكن الصحيح أن الفرد يعطى لعموم الآية : (( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ )) ، ولأنه إذا كان يجوز أن نعطيه لسد حاجة جسمه فإعطاؤه لسد حاجة روحه من باب أولى، فالصحيح أنه يعطى، ولكن ينبغي للإنسان أن يبين له أولاً ما يجب عليه في الإسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله في الإسلام من أجل أن يدخل على بصيرة، لأن بعضهم لا يظن أن الإسلام فيه هذه العبادات، فيدخل في الإسلام كأنه اسم من الأسماء، ثم إذا قيل له إن فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا يرتد والعياذ بالله ، فيكون كفره الثاني أعظم من كفره الأول.
أما كيف نعامل هؤلاء ؟
فإن لكل حال مقالا، منهم من نرى أن فيه إقبالا وليونة فهذا نعامله بكل ما يقتضيه تأليف القلب: بالدعوة ندعوه مثلا للبيت، نهدي عليه هدايا، نعطيه أشرطة نعطيه كتيبات ينتفع بها، نثني عليه أمام الناس، نفعل كل شيء يرغبه في الإسلام ، نعم .
5 - هل يجوز إعطاء الزكاة للعامل الكافر إذا آنست منه خيراً لأجل التألف وما أعظم سبيل لدعوة الكفار الموجودين في بلادنا.؟ أستمع حفظ
هل يوجد عذر يوجب على الرجل حلق لحيته إذا كان يؤذى إذا ترك لحيته عند سفره لإحدى البلاد العربية .؟
السائل : فضيلة الشيخ سلمك الله كثير من المقيمين في هذا البلد وغالبهم من المدرسين الذين يذهبون في الإجازة إلى بلدهم وهم يعني من إحدى الدول العربية، فتكون لهم لحى فإذا سافروا أرادوا السفر حلقوها، فلما نصحناهم أتوا بحجة يعني قوية قالوا: نحن إذا أبقيناها أوذينا، وربما نلقى في المعتقلات وربما يكون معنا أطفال وزوجات، فيقع الإنسان في حيرة معهم فبماذا تفتونهم بارك الله فيكم ؟
الشيخ : إذا كنت ترى أن حجتهم قوية فالقوي يعتمد، لكن نحن نرى أنها ليست بقوية، وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) فارتد وترك ما كان عليه مما أوذي عليه هذه واحدة.
فنقول : اصبر واحتسب، ثم نقول : أنت إذا اتقيت الله جعل لك مخرجاً، فكم من أُناس نعرفهم نحن يذهبون إلى البلاد التي تشير إليها ومع ذلك لا يقال لهم شيء، يذهبون وهم ملتحون ويرجعون وهم على ما هم عليه ولا يقال لهم شيء.
فالحكومات هذه الظالمة الجائرة نسأل الله أن يبدل المسلمين خيرًا منهم، هذه إذا لم تر الإنسان يتكلم فيهم أو له حركة ما يهمها، يكون متدين أو غير متدين، يهمها أن أحدًا يُخشى أن يكون له حركة وله دعوة، فلذلك ربما يقبضون على شخص ليس له لحية، على شخص يحلق لحيته صباحاً ومساءً، ولكننا نعلم أن هؤلاء إنما سلطوا على المسلمين بسبب ذنوبهم، وإلا فمن يتصور أن أحدًا يتولى على أمة مسلمة ثم يرغمها على عصيان الرسول عليه الصلاة والسلام من يتصور هذا ؟!
ولكن الذنوب والمعاصي هي التي أوجبت أن يتسلط علينا هؤلاء، قال الله تعالى : (( َكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) ، فهؤلاء ما سلطوا على الأمة الإسلامية إلا بسبب أن الأمة الإسلامية انحرفت عن مسارها الصحيح، وإلا لكان حكامها مثلها، ويذكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلا من الخوارج أتى إليه قال: " يا علي ما بال الناس معك يفعلون ويفعلون، وهم مع أبي بكر وعمر سامعون مطيعون؟ قال له: لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك " ، فبهت الرجل، وهذا صحيح.
وقال أظن عبد الملك بن مروان سمع الناس يتكلمون فيه ويتكلمون في ولايته فجمع أشراف القوم وأعيان البلد وتكلم معهم بكلام فصيح وقال لهم : " أنتم تريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر، فكونوا أنتم مثل رجال أبي بكر وعمر حتى نكون نحن مثل أبي بكر وعمر " .
لو فكرت في هؤلاء القوم الذين سلط عليهم هؤلاء الولاة لوجدت عندهم من البلاء والشر ما لا يعلمه إلا رب العباد ، حتى إن بعض الثقات قدم أخيرا من بعض البلاد العربية وقال : إني والله العام الماضي في وسط لندن ولم أر تبرج النساء في لندن كتبرجهن في هذه البلاد التي أتيت منها وهي بلاد عربية، أيما أحق بالستر والحجاب نحن أم النصارى ؟
نعم نحن أحق ومع ذلك هذه بلادنا ، فإذا كان الشعب مثل هذا كيف لا يسلط عليهم الولاة ؟!
فنسأل الله تعالى أن يصلح رعيتنا ورعاتنا ويقينا وإياكم شر الفتن نعم .
الشيخ : إذا كنت ترى أن حجتهم قوية فالقوي يعتمد، لكن نحن نرى أنها ليست بقوية، وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) فارتد وترك ما كان عليه مما أوذي عليه هذه واحدة.
فنقول : اصبر واحتسب، ثم نقول : أنت إذا اتقيت الله جعل لك مخرجاً، فكم من أُناس نعرفهم نحن يذهبون إلى البلاد التي تشير إليها ومع ذلك لا يقال لهم شيء، يذهبون وهم ملتحون ويرجعون وهم على ما هم عليه ولا يقال لهم شيء.
فالحكومات هذه الظالمة الجائرة نسأل الله أن يبدل المسلمين خيرًا منهم، هذه إذا لم تر الإنسان يتكلم فيهم أو له حركة ما يهمها، يكون متدين أو غير متدين، يهمها أن أحدًا يُخشى أن يكون له حركة وله دعوة، فلذلك ربما يقبضون على شخص ليس له لحية، على شخص يحلق لحيته صباحاً ومساءً، ولكننا نعلم أن هؤلاء إنما سلطوا على المسلمين بسبب ذنوبهم، وإلا فمن يتصور أن أحدًا يتولى على أمة مسلمة ثم يرغمها على عصيان الرسول عليه الصلاة والسلام من يتصور هذا ؟!
ولكن الذنوب والمعاصي هي التي أوجبت أن يتسلط علينا هؤلاء، قال الله تعالى : (( َكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) ، فهؤلاء ما سلطوا على الأمة الإسلامية إلا بسبب أن الأمة الإسلامية انحرفت عن مسارها الصحيح، وإلا لكان حكامها مثلها، ويذكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلا من الخوارج أتى إليه قال: " يا علي ما بال الناس معك يفعلون ويفعلون، وهم مع أبي بكر وعمر سامعون مطيعون؟ قال له: لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك " ، فبهت الرجل، وهذا صحيح.
وقال أظن عبد الملك بن مروان سمع الناس يتكلمون فيه ويتكلمون في ولايته فجمع أشراف القوم وأعيان البلد وتكلم معهم بكلام فصيح وقال لهم : " أنتم تريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر، فكونوا أنتم مثل رجال أبي بكر وعمر حتى نكون نحن مثل أبي بكر وعمر " .
لو فكرت في هؤلاء القوم الذين سلط عليهم هؤلاء الولاة لوجدت عندهم من البلاء والشر ما لا يعلمه إلا رب العباد ، حتى إن بعض الثقات قدم أخيرا من بعض البلاد العربية وقال : إني والله العام الماضي في وسط لندن ولم أر تبرج النساء في لندن كتبرجهن في هذه البلاد التي أتيت منها وهي بلاد عربية، أيما أحق بالستر والحجاب نحن أم النصارى ؟
نعم نحن أحق ومع ذلك هذه بلادنا ، فإذا كان الشعب مثل هذا كيف لا يسلط عليهم الولاة ؟!
فنسأل الله تعالى أن يصلح رعيتنا ورعاتنا ويقينا وإياكم شر الفتن نعم .
6 - هل يوجد عذر يوجب على الرجل حلق لحيته إذا كان يؤذى إذا ترك لحيته عند سفره لإحدى البلاد العربية .؟ أستمع حفظ
شاب يريد الجهاد في البوسنة فهل تنصحه بالجهاد فيها أو في بلاد أخرى .؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : أحد الإخوان يريد الجهاد في البوسنة هل تنصحه بالجهاد هناك أو في أي بلد ثاني ؟
الشيخ : والله يا محب أنا أرى أن الواجب على المسلمين في مسألة البوسنة والهرسك غير ما هم عليه اليوم ، الحقيقة أن المسلمين لم يؤدوا الواجب بالنسبة للبوسنة والهرسك، وليس يهمني أنا أن يقتل شخص أو يؤسر شخص أو يقطع شخصٌ أوصالاً لأن هذه من المصائب التي يكفر الله بها السيئات، ومع الاحتساب يرفع الله بها الدرجات، وكل سيموت، ومن لم يمت بمثل هذه الميتة مات بغيرها، لكن يهمني أن يقال: جمهورية إسلامية قائمة معترف بها تسقط في أيدي النصارى، هذا هو الذي يجرح القلب، ويدمي الكبد، أين المسلمون !؟ كم من مليون المسلمين كم !؟
يعني عدد هائل كبير، والله لو كانوا جرادًا أرسلوا على الصرب والكروات لأكلوهم أكلا، ولكن أنا لا أدري هل إن الحكومات الإسلامية عاجزة أم ماذا، إن كانت عاجزة فالله يعذرها: (( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ )) ، فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم ، لكن لا ندري هل تحقق فيهم الشرطان ؟
هل تحقق فيهم أنهم نصحوا لله ورسوله ؟
هل تحقق فيهم أنهم عاجزون ؟
ما ندري الله أعلم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : أحد الإخوان يريد الجهاد في البوسنة هل تنصحه بالجهاد هناك أو في أي بلد ثاني ؟
الشيخ : والله يا محب أنا أرى أن الواجب على المسلمين في مسألة البوسنة والهرسك غير ما هم عليه اليوم ، الحقيقة أن المسلمين لم يؤدوا الواجب بالنسبة للبوسنة والهرسك، وليس يهمني أنا أن يقتل شخص أو يؤسر شخص أو يقطع شخصٌ أوصالاً لأن هذه من المصائب التي يكفر الله بها السيئات، ومع الاحتساب يرفع الله بها الدرجات، وكل سيموت، ومن لم يمت بمثل هذه الميتة مات بغيرها، لكن يهمني أن يقال: جمهورية إسلامية قائمة معترف بها تسقط في أيدي النصارى، هذا هو الذي يجرح القلب، ويدمي الكبد، أين المسلمون !؟ كم من مليون المسلمين كم !؟
يعني عدد هائل كبير، والله لو كانوا جرادًا أرسلوا على الصرب والكروات لأكلوهم أكلا، ولكن أنا لا أدري هل إن الحكومات الإسلامية عاجزة أم ماذا، إن كانت عاجزة فالله يعذرها: (( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ )) ، فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم ، لكن لا ندري هل تحقق فيهم الشرطان ؟
هل تحقق فيهم أنهم نصحوا لله ورسوله ؟
هل تحقق فيهم أنهم عاجزون ؟
ما ندري الله أعلم .
شرح باب حسن الخلق من رياض الصالحين للحافظ النووي.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف الحافظ النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : في باب حسن الخلق :
" ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) " :
وكان قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، جاءت به أمه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت : ( يا رسول الله هذا أنس بن مالك يخدمك ) : فقبل عليه الصلاة والسلام أن يخدمه لله ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده ، فبارك الله له في ماله وولده ، حتى قيل : إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
أما أولاده فبلغوا مائة وعشرين ولدًا، أولاده لصلبه، كل هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول : ( إنه ما مسَّ ديباجًا ولا حريراً ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة ، إذا مسها الإنسان فإذا هي لينة.
وكما ألان الله يده فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه قال الله تعالى : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ )) يعني: صرت لينا لهم .
(( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه )) .
يقول : ( خدم النبي صلى الله عليه وسلم ) نعم ، وكذلك أيضًا رائحته صلى الله عليه وسلم: ( ما شم طيباً قط أحسن من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وكان عليه الصلاة والسلام طيب الريح كثير استعمال الطيب ، قال : ( حُبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ) وهو نفسه طيب عليه الصلاة والسلام ، حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عرقه عليه الصلاة والسلام من حسنه وطيبه ، ويتبركون بعرقه ، لأن من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام أننا نتبرك بعرقه وبريقه وبثيابه ، أما غير الرسول فلا ، غير الرسول ما تتبرك بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه.
يقول : ( ولقد خدمت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ) يعني : ما تضجر منه أبدًا ، عشر سنوات يخدمه ما تضجر منه ، الواحد منا إذا خدمه أحدٌ أو صاحبه أحد لمدة أسبوع أو نحوها لا بد أن يجد منه تضجراً، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه ومع ذلك ما قال له أف قط.
( ولا قال لشيء فعلتُه لم فعلت كذا ؟ ) : حتى الأشياء التي يفعلها أنس اجتهادًا منه ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤنبه أو يوبخه أو يقول لم فعلت كذا مع أنه خادم ، وكذلك ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله : (( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )) أتدرون ما العفو ؟
العفو: ما عفا من أخلاق الناس وما تيسر، يعني : خذ من الناس ما تيسر لا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء ، من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء فاته كل شيء ، ولكن خذ ما تيسر ، عامل الناس بما إن جاءك قبلت وإن فاتك لم تغضب ، ولهذا قال: ( ما قال لشيء لم أفعله لمَ لم تفعل كذا وكذا ؟ ) ، وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام .
ومن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يداهن الناس في دين الله ولا يفوته أن يطيب قلوبهم ، فالصعب بن جثَّامة رضي الله عنه مرَّ به النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم مُحرم ، وكان الصعب بن جثامة عدَّاءً رامياً ، عدَّاء يعني سبوقا ، راميًا يعني يجيد الرمي ، فلما نزل به النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا رأى أنه لا أحد أكرم ضيفا منه فذهب يصيد للرسول عليه الصلاة والسلام صيدا ، فصاد له حمار وحشي ، وكان في الجزيرة العربية في ذلك الوقت فيها كثير من الصيد لكنها قلَّت ، صاد له حمار وحش وجاء به إليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم ، رده ، فصَعُب ذلك على الصعب كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم هديته ؟ !
فتغير وجهه فلما رأى ما في وجهه طيَّب قلبه وقال : ( إنا لم نردَّه عليك إلا أنا حُرُم ) يعني: محرمون، والمحرم لا يأكل من الصيد الذي صيد من أجله،
يعني لو أن محرمًا مرَّ بك وأنت في بلدك وهو محرم وصدت له صيدًا أو ذبحت له صيدًا عندك فإنه لا يحل له أن يأكل منه ، وذلك لأنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ، أما إذا لم تصده من أجله فالصحيح أنه حلال له، إذا لم تصده لأجله، ولهذا أكل النبي صلى الله عليه وسلم من الصيد الذي صاده أبو قتادة رضي الله عنه، لأنه أي: أبا قتادة لم يصده من أجل الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة :
" أنه إذا صيد الصيد من أجل المحرم كان حراماً عليه، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس " .
وقال بعض العلماء : إن المحرم لا يأكل من الصيد مطلقا صِيد من أجل أم لم يُصَد ، قالوا : لأن حديث الصعب بن جثَّامة متأخر عن حديث أبي قتادة ، فإن حديث أبي قتادة كان في غزوة الحديبية في السنة السادسة وحديث الصعب بن جثامة في حجة الوداع في السنة العاشرة ويؤخذ بالآخر فالآخر ، ولكن القاعدة الأصولية الحديثية تأبى هذا القول، لأنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع، فإذا أمكن الجمع فلا نسخ، والجمع هنا ممكن وهو أن يقال : إن صِيد لأجل المحرم فحرام، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس.
ويؤيد هذا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيد البرِّ حلال لكم ما لم تصيدوه أو يُصَد لكم ) وهذا تفصيل واضح، ( ما لم تصيدوه أو يصد لكم ).
الحاصل أن هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه فيه فائدتان عظيمتان :
الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يداهن أحدًا في دين الله، وإلا كان قَبِل الهدية من الصعب وسكت إرضاء له ومداهنة له لكنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يفعل هذا .
الثاني : أنه ينبغي للإنسان أن يجبر خاطر أخيه إذا فعل معه ما لا يحب ويبين له السبب لأجل أن تطيب نفسه ويطمئن قلبه فإن هذا من هدي نبيك صلى الله عليه وسلم ، والله الموفق .
قال المؤلف الحافظ النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : في باب حسن الخلق :
" ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) " :
وكان قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، جاءت به أمه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت : ( يا رسول الله هذا أنس بن مالك يخدمك ) : فقبل عليه الصلاة والسلام أن يخدمه لله ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده ، فبارك الله له في ماله وولده ، حتى قيل : إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
أما أولاده فبلغوا مائة وعشرين ولدًا، أولاده لصلبه، كل هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول : ( إنه ما مسَّ ديباجًا ولا حريراً ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة ، إذا مسها الإنسان فإذا هي لينة.
وكما ألان الله يده فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه قال الله تعالى : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ )) يعني: صرت لينا لهم .
(( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه )) .
يقول : ( خدم النبي صلى الله عليه وسلم ) نعم ، وكذلك أيضًا رائحته صلى الله عليه وسلم: ( ما شم طيباً قط أحسن من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وكان عليه الصلاة والسلام طيب الريح كثير استعمال الطيب ، قال : ( حُبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ) وهو نفسه طيب عليه الصلاة والسلام ، حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عرقه عليه الصلاة والسلام من حسنه وطيبه ، ويتبركون بعرقه ، لأن من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام أننا نتبرك بعرقه وبريقه وبثيابه ، أما غير الرسول فلا ، غير الرسول ما تتبرك بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه.
يقول : ( ولقد خدمت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ) يعني : ما تضجر منه أبدًا ، عشر سنوات يخدمه ما تضجر منه ، الواحد منا إذا خدمه أحدٌ أو صاحبه أحد لمدة أسبوع أو نحوها لا بد أن يجد منه تضجراً، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه ومع ذلك ما قال له أف قط.
( ولا قال لشيء فعلتُه لم فعلت كذا ؟ ) : حتى الأشياء التي يفعلها أنس اجتهادًا منه ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤنبه أو يوبخه أو يقول لم فعلت كذا مع أنه خادم ، وكذلك ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله : (( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )) أتدرون ما العفو ؟
العفو: ما عفا من أخلاق الناس وما تيسر، يعني : خذ من الناس ما تيسر لا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء ، من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء فاته كل شيء ، ولكن خذ ما تيسر ، عامل الناس بما إن جاءك قبلت وإن فاتك لم تغضب ، ولهذا قال: ( ما قال لشيء لم أفعله لمَ لم تفعل كذا وكذا ؟ ) ، وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام .
ومن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يداهن الناس في دين الله ولا يفوته أن يطيب قلوبهم ، فالصعب بن جثَّامة رضي الله عنه مرَّ به النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم مُحرم ، وكان الصعب بن جثامة عدَّاءً رامياً ، عدَّاء يعني سبوقا ، راميًا يعني يجيد الرمي ، فلما نزل به النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا رأى أنه لا أحد أكرم ضيفا منه فذهب يصيد للرسول عليه الصلاة والسلام صيدا ، فصاد له حمار وحشي ، وكان في الجزيرة العربية في ذلك الوقت فيها كثير من الصيد لكنها قلَّت ، صاد له حمار وحش وجاء به إليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم ، رده ، فصَعُب ذلك على الصعب كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم هديته ؟ !
فتغير وجهه فلما رأى ما في وجهه طيَّب قلبه وقال : ( إنا لم نردَّه عليك إلا أنا حُرُم ) يعني: محرمون، والمحرم لا يأكل من الصيد الذي صيد من أجله،
يعني لو أن محرمًا مرَّ بك وأنت في بلدك وهو محرم وصدت له صيدًا أو ذبحت له صيدًا عندك فإنه لا يحل له أن يأكل منه ، وذلك لأنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ، أما إذا لم تصده من أجله فالصحيح أنه حلال له، إذا لم تصده لأجله، ولهذا أكل النبي صلى الله عليه وسلم من الصيد الذي صاده أبو قتادة رضي الله عنه، لأنه أي: أبا قتادة لم يصده من أجل الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة :
" أنه إذا صيد الصيد من أجل المحرم كان حراماً عليه، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس " .
وقال بعض العلماء : إن المحرم لا يأكل من الصيد مطلقا صِيد من أجل أم لم يُصَد ، قالوا : لأن حديث الصعب بن جثَّامة متأخر عن حديث أبي قتادة ، فإن حديث أبي قتادة كان في غزوة الحديبية في السنة السادسة وحديث الصعب بن جثامة في حجة الوداع في السنة العاشرة ويؤخذ بالآخر فالآخر ، ولكن القاعدة الأصولية الحديثية تأبى هذا القول، لأنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع، فإذا أمكن الجمع فلا نسخ، والجمع هنا ممكن وهو أن يقال : إن صِيد لأجل المحرم فحرام، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس.
ويؤيد هذا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيد البرِّ حلال لكم ما لم تصيدوه أو يُصَد لكم ) وهذا تفصيل واضح، ( ما لم تصيدوه أو يصد لكم ).
الحاصل أن هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه فيه فائدتان عظيمتان :
الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يداهن أحدًا في دين الله، وإلا كان قَبِل الهدية من الصعب وسكت إرضاء له ومداهنة له لكنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يفعل هذا .
الثاني : أنه ينبغي للإنسان أن يجبر خاطر أخيه إذا فعل معه ما لا يحب ويبين له السبب لأجل أن تطيب نفسه ويطمئن قلبه فإن هذا من هدي نبيك صلى الله عليه وسلم ، والله الموفق .
اضيفت في - 2005-08-27