سلسلة لقاء الباب المفتوح-037a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قول الله تعالى في سورة البروج من قوله:" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" إلى قوله "فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ".
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأخير من شهر ربيع الثاني، عام 1414 ه، والذي يتم يوم الخميس الثامن والعشرين من ذلك الشهر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا ولكم بالخير، وأن يحسن لنا ولعامة المسلمين العاقبة.
كنا تكلمنا في الأسبوع الماضي على أول سورة البروج ، إلى أن وقفنا على قوله تعالى : (( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )) أي : ما أنكر هؤلاء الذين سعَّروا النار بأجساد هؤلاء المؤمنين إلا هذا ، أي : إلا أنهم آمنوا بالله عز وجل: (( إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )).
وهذا الإنكار أحق أن ينكر، لأن المؤمن بالله العزيز الحميد يجب أن يساعد ويعان، وأن تسهل له الطرق، أما أن يمنع ويُردع حتى يصل الحد إلى أن يحرق بالنار فلا شك أن هذا عدوان كبير، وليس هذا بمنكر عليهم بل هم يحمدون على ذلك، لأنهم عبدوا من هو أهل للعبادة وهو الله جل وعلا الذي خلق الخلق ليقوموا بعبادته، فمن قام بهذه العبادة فقد عرف الحكمة من الخلق وأعطاها حقها، وقوله: (( إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )): العزيز هو الغالب الذي لا يغلبه شيء ، فهو سبحانه وتعالى له الغلبة والعزة على كل أحد ، ولما قال المنافقون : (( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ )) ، قال الله تبارك وتعالى : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )).
وقوله: (( الحَمِيد )) بمعنى: المحمود، فالله سبحانه وتعالى محمود على كل حال، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه إذا جاءَه ما يُسرُّ به قال : ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) ، وإذا جاءه خلاف ذلك قال : ( الحمد لله على كل حال ) ، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان، أن يقول عند المكروه : ( الحمد لله على كل حال ) .
أما ما نسمعه من بعض الناس يقول : " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " ، فهذا خلاف ما جاءت به السنة ، بل قل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الحمد لله على كل حال ) ، أما أن تقول : الذي لا يحمد على مكروه سواه ، فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك ، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسان بما قدر الله عليه مما يسوءه أو يسره، لأن الذي قدره عليك من ؟
الله عز وجل هو ربك وأنت عبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع ، يجب عليك الرضا والصبر وألا تسخط لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمل ، والأمر سيزول، " دوام الحال من المحال " ، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ) .
فقوله جل وعلا : (( الحَمِيد )) ما معنى الحميد ؟
أجيبوني؟
المحمود، المحمود على كل حال من سراء أو ضراء، لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان قال الله تعالى: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )).
ولما رأى سليمان عرش بلقيس بين يديه بلحظة ماذا قال ؟
قال: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُر )) ، فأنت يا أخي إذا أُصبت بالنعمة لا تأخذها على أنها نعمة فتمرح وتفرح، هي نعمة لا شك لكن اعلم أنك ممتحن بها، هل تؤدي شكرها أو لا تؤدي.
إن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضًا ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر ، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول: (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )).
ويجوز أن يكون معنى قوله: (( الحَمِيد )) : أن يكون له معنى آخر وهو الحامد ، فإنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد ، يثني على عباده من المرسلين والأنبياء والصالحين ، والثناء عليهم حمد لهم ، فهو جل وعلا حامد وهو كذلك محمود .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشَربة فيحمده عليها ) ، لأنه لولا أن الله يسر لك هذه الأكلة والشربة ما حصلت عليها ، قال الله تبارك وتعالى : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) ، أجب على هذا السؤال؟
الله يسألنا (( أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) ما الجواب ؟
الجواب : بل أنت يا ربنا .
(( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) بعد أن يخرج وتتعلق به النفوس يجعله الله حطامًا ولم يقل عز وجل لو نشاء لم ننبته ، لأن كونه ينبت وتتعلق به النفس ثم يكون حطامًا أشد وقعًا على النفس من كونه لا ينبت أصلا .
(( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )).
ثم جاء للشرب فقال : (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ )) :
الجواب : بل أنت يا ربنا.
(( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) أي : مالحا غير عذب لا يستطيع الإنسان أن يشربه.
(( فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )) يعني: فهلا تشكرون الله على ذلك ، وهنا لم يقل عز وجل : لو نشاء لم ننزله من المزن ، لأن كونه ينزل ولكنه لا يشرب لا يطاق أشد من كونه لم ينزل أصلا ، فتأملوا يا أخي القرآن الكريم ستجدون فيه من الأسرار والحكم الشيء الكثير .
(( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) :
(( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) : له وحده ملك السماوات والأرض لا يملكها إلا هو عز وجل ، فهو يملك السماوات ومن فيها ، والأرضين ومن فيها ، وما بينهما وما فيهما ، كل شيء ملك لله ، ولا يشاركه أحد في ملكه، وما يضاف إلينا من الملك فيقال مثلا: هذا البيت ملك لفلان هذه السيارة ملك لفلان فهو ملك قاصر، وليس ملكا حقيقيا، لأنه لو أن إنسان أراد أن يهدم بيته بدون سبب هل يملك ذلك ؟
أجيبوا؟
لا، لو أردت أن تهدم بيتك بدون سبب ما تملك هذا، هذا حرام عليك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال .
لو أردت أن تحرق سيارتك بدون سبب تملك هذا ؟
ما تملك، حتى لو أنك فعلت لحجر الناس عليك ، حتى القاضي يحجر عليك يمنعك من التصرف في مالك مع أن الله قد منعك قبل، إذًا ملكنا قاصر والملك التام لله .
(( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) مطلع عز وجل على كل شيء، ومن جملته ما يفعله هؤلاء الكفار بالمؤمنين من الإحراق بالنار وسوف يجازيهم، ولكن مع ذلك مع فعلهم هذه الفعلة الشنيعة قال:
(( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) : قال بعض السلف : " انظر إلى حلم الله عز وجل، يُحرقون أولياءه ثم يعرض عليهم التوبة " ، يقول : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ )) ، وإن تابوا فلا شيء عليهم ، فتأمل يا أخي حلم الله عز وجل حيث يحرق هؤلاء الكفار أولياءَه والتحريق أشد ما يكون من التعذيب ثم يقول: (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) قال العلماء : فتنوا بمعنى: أحرقوا ، كما قال تعالى: (( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ))، فهؤلاء أحرقوا المؤمنين وأحرقوا المؤمنات، يأتون بالرجل وبالمرأة يحرقونهم بالنار، يقول عز وجل : (( ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) أي : لم يرجعوا إلى الله .
(( فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )): لأنهم أحرقوا أولياء الله، فكان جزاؤهم مثل عملهم (( جزاء وفاقا )) .
في هذه الآيات من العبر :
أن الله سبحانه وتعالى قد يسلط أعداءه على أوليائه، فلا تستغرب إذا سلط الله عز وجل الكفار على المؤمنين وقتلوهم وحرقوهم وانتهكوا أعراضهم، لا تستغرب لله تعالى في هذا حكمة.
المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم، وهؤلاء الكفار المعتدون أملى لهم الله سبحانه وتعالى ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، والمسلمون الباقون لهم عبرة وعظة فيما حصل لإخوانهم، فمثلا نحن الآن نسمع ما يحصل بالبوسنة والهرسك من الانتهاكات العظيمة، انتهاك الأعراض وإتلاف الأموال وتجويع الصغار والعجائز نسمع أشياء تبكي، فنقول: سبحان الله ما هذا التسليط الذي سلطه الله على هؤلاء المؤمنين ؟
نقول: يا أخي لا تستغرب فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا أمثالا فمن سبق، يحرقون المؤمنين بالنار، فهؤلاء الذين سُلِّطوا على إخواننا في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين لا تستغرب، هذا رفعة درجات للمصابين، وتكفير سيئات، وهو عبرة للباقين، علينا أن نعتبر بهذا.
وهو أيضا إغراء لهؤلاء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر.
وفيه أيضا في هذه الآيات من العِبر: أن هؤلاء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إلا شيئًا واحدًا وهو أنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد، وهذا ليس بذنب بل هذا هو الحق، ومن أنكره فهو الذي يُنكر عليه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يقينا شر أعدائنا وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير، ونجعل الباقي من الوقت جوابا للأسئلة، وكنا بالأول نجعله من اليمين حتى يتم ولكن رأيت أن نجعل واحد على اليمين وواحد على اليسار، لأن أهل اليسار يقولون : نحن نحرم، نأتي مبكرين ثم ينتهي الوقت ولم يحصل لنا سؤال، لذلك يا أخ موسى واحد على اليمين وواحد على اليسار .
فهذا هو اللقاء الأخير من شهر ربيع الثاني، عام 1414 ه، والذي يتم يوم الخميس الثامن والعشرين من ذلك الشهر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا ولكم بالخير، وأن يحسن لنا ولعامة المسلمين العاقبة.
كنا تكلمنا في الأسبوع الماضي على أول سورة البروج ، إلى أن وقفنا على قوله تعالى : (( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )) أي : ما أنكر هؤلاء الذين سعَّروا النار بأجساد هؤلاء المؤمنين إلا هذا ، أي : إلا أنهم آمنوا بالله عز وجل: (( إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )).
وهذا الإنكار أحق أن ينكر، لأن المؤمن بالله العزيز الحميد يجب أن يساعد ويعان، وأن تسهل له الطرق، أما أن يمنع ويُردع حتى يصل الحد إلى أن يحرق بالنار فلا شك أن هذا عدوان كبير، وليس هذا بمنكر عليهم بل هم يحمدون على ذلك، لأنهم عبدوا من هو أهل للعبادة وهو الله جل وعلا الذي خلق الخلق ليقوموا بعبادته، فمن قام بهذه العبادة فقد عرف الحكمة من الخلق وأعطاها حقها، وقوله: (( إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )): العزيز هو الغالب الذي لا يغلبه شيء ، فهو سبحانه وتعالى له الغلبة والعزة على كل أحد ، ولما قال المنافقون : (( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ )) ، قال الله تبارك وتعالى : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )).
وقوله: (( الحَمِيد )) بمعنى: المحمود، فالله سبحانه وتعالى محمود على كل حال، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه إذا جاءَه ما يُسرُّ به قال : ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) ، وإذا جاءه خلاف ذلك قال : ( الحمد لله على كل حال ) ، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان، أن يقول عند المكروه : ( الحمد لله على كل حال ) .
أما ما نسمعه من بعض الناس يقول : " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " ، فهذا خلاف ما جاءت به السنة ، بل قل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الحمد لله على كل حال ) ، أما أن تقول : الذي لا يحمد على مكروه سواه ، فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك ، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسان بما قدر الله عليه مما يسوءه أو يسره، لأن الذي قدره عليك من ؟
الله عز وجل هو ربك وأنت عبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع ، يجب عليك الرضا والصبر وألا تسخط لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمل ، والأمر سيزول، " دوام الحال من المحال " ، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ) .
فقوله جل وعلا : (( الحَمِيد )) ما معنى الحميد ؟
أجيبوني؟
المحمود، المحمود على كل حال من سراء أو ضراء، لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان قال الله تعالى: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )).
ولما رأى سليمان عرش بلقيس بين يديه بلحظة ماذا قال ؟
قال: (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُر )) ، فأنت يا أخي إذا أُصبت بالنعمة لا تأخذها على أنها نعمة فتمرح وتفرح، هي نعمة لا شك لكن اعلم أنك ممتحن بها، هل تؤدي شكرها أو لا تؤدي.
إن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضًا ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر ، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول: (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )).
ويجوز أن يكون معنى قوله: (( الحَمِيد )) : أن يكون له معنى آخر وهو الحامد ، فإنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد ، يثني على عباده من المرسلين والأنبياء والصالحين ، والثناء عليهم حمد لهم ، فهو جل وعلا حامد وهو كذلك محمود .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشَربة فيحمده عليها ) ، لأنه لولا أن الله يسر لك هذه الأكلة والشربة ما حصلت عليها ، قال الله تبارك وتعالى : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) ، أجب على هذا السؤال؟
الله يسألنا (( أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) ما الجواب ؟
الجواب : بل أنت يا ربنا .
(( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) بعد أن يخرج وتتعلق به النفوس يجعله الله حطامًا ولم يقل عز وجل لو نشاء لم ننبته ، لأن كونه ينبت وتتعلق به النفس ثم يكون حطامًا أشد وقعًا على النفس من كونه لا ينبت أصلا .
(( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )).
ثم جاء للشرب فقال : (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ )) :
الجواب : بل أنت يا ربنا.
(( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) أي : مالحا غير عذب لا يستطيع الإنسان أن يشربه.
(( فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )) يعني: فهلا تشكرون الله على ذلك ، وهنا لم يقل عز وجل : لو نشاء لم ننزله من المزن ، لأن كونه ينزل ولكنه لا يشرب لا يطاق أشد من كونه لم ينزل أصلا ، فتأملوا يا أخي القرآن الكريم ستجدون فيه من الأسرار والحكم الشيء الكثير .
(( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) :
(( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) : له وحده ملك السماوات والأرض لا يملكها إلا هو عز وجل ، فهو يملك السماوات ومن فيها ، والأرضين ومن فيها ، وما بينهما وما فيهما ، كل شيء ملك لله ، ولا يشاركه أحد في ملكه، وما يضاف إلينا من الملك فيقال مثلا: هذا البيت ملك لفلان هذه السيارة ملك لفلان فهو ملك قاصر، وليس ملكا حقيقيا، لأنه لو أن إنسان أراد أن يهدم بيته بدون سبب هل يملك ذلك ؟
أجيبوا؟
لا، لو أردت أن تهدم بيتك بدون سبب ما تملك هذا، هذا حرام عليك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال .
لو أردت أن تحرق سيارتك بدون سبب تملك هذا ؟
ما تملك، حتى لو أنك فعلت لحجر الناس عليك ، حتى القاضي يحجر عليك يمنعك من التصرف في مالك مع أن الله قد منعك قبل، إذًا ملكنا قاصر والملك التام لله .
(( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) مطلع عز وجل على كل شيء، ومن جملته ما يفعله هؤلاء الكفار بالمؤمنين من الإحراق بالنار وسوف يجازيهم، ولكن مع ذلك مع فعلهم هذه الفعلة الشنيعة قال:
(( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) : قال بعض السلف : " انظر إلى حلم الله عز وجل، يُحرقون أولياءه ثم يعرض عليهم التوبة " ، يقول : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ )) ، وإن تابوا فلا شيء عليهم ، فتأمل يا أخي حلم الله عز وجل حيث يحرق هؤلاء الكفار أولياءَه والتحريق أشد ما يكون من التعذيب ثم يقول: (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) قال العلماء : فتنوا بمعنى: أحرقوا ، كما قال تعالى: (( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ))، فهؤلاء أحرقوا المؤمنين وأحرقوا المؤمنات، يأتون بالرجل وبالمرأة يحرقونهم بالنار، يقول عز وجل : (( ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) أي : لم يرجعوا إلى الله .
(( فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )): لأنهم أحرقوا أولياء الله، فكان جزاؤهم مثل عملهم (( جزاء وفاقا )) .
في هذه الآيات من العبر :
أن الله سبحانه وتعالى قد يسلط أعداءه على أوليائه، فلا تستغرب إذا سلط الله عز وجل الكفار على المؤمنين وقتلوهم وحرقوهم وانتهكوا أعراضهم، لا تستغرب لله تعالى في هذا حكمة.
المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم، وهؤلاء الكفار المعتدون أملى لهم الله سبحانه وتعالى ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، والمسلمون الباقون لهم عبرة وعظة فيما حصل لإخوانهم، فمثلا نحن الآن نسمع ما يحصل بالبوسنة والهرسك من الانتهاكات العظيمة، انتهاك الأعراض وإتلاف الأموال وتجويع الصغار والعجائز نسمع أشياء تبكي، فنقول: سبحان الله ما هذا التسليط الذي سلطه الله على هؤلاء المؤمنين ؟
نقول: يا أخي لا تستغرب فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا أمثالا فمن سبق، يحرقون المؤمنين بالنار، فهؤلاء الذين سُلِّطوا على إخواننا في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين لا تستغرب، هذا رفعة درجات للمصابين، وتكفير سيئات، وهو عبرة للباقين، علينا أن نعتبر بهذا.
وهو أيضا إغراء لهؤلاء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر.
وفيه أيضا في هذه الآيات من العِبر: أن هؤلاء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إلا شيئًا واحدًا وهو أنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد، وهذا ليس بذنب بل هذا هو الحق، ومن أنكره فهو الذي يُنكر عليه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يقينا شر أعدائنا وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير، ونجعل الباقي من الوقت جوابا للأسئلة، وكنا بالأول نجعله من اليمين حتى يتم ولكن رأيت أن نجعل واحد على اليمين وواحد على اليسار، لأن أهل اليسار يقولون : نحن نحرم، نأتي مبكرين ثم ينتهي الوقت ولم يحصل لنا سؤال، لذلك يا أخ موسى واحد على اليمين وواحد على اليسار .
1 - تفسير قول الله تعالى في سورة البروج من قوله:" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" إلى قوله "فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ". أستمع حفظ
لو زاد الرجل في العطاس عن قوله الحمد لله هل تكون زيادته بدعة .؟
السائل : يا شيخ بالنسبة للحديث الذي رواه الترمذي والحاكم ( أن رجلا عطس ثم قال : الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله فقال له ابن عمر : وأنا معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم ) فهل هذا القول يعني نقول نستطيع أن نقول هذا بدعة إذا زاد مثل هذه الزيادة في الأذكار ؟
الشيخ : نعم، بسم الله الرحمن الرحيم:
الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تامة من كل وجه فإذا كان المشروع للعاطس إذا عطس أن يقول : الحمد لله فقط فليقتصر الإنسان عليها فإذا زاد عليها نظرنا إن كان يرى أن الزيادة عليها أفضل فهذا مبتدع وإن كان يرى أن هذه الزيادة من باب الجائز ويفعلها أحيانا فهذا ليست ببدعة ، فأنت حافظ على ما جاءت به الشريعة في الأذكار سواء أذكار السلام أو العطس أو غير ذلك فإنه أفضل وأولى وأكمل .
الشيخ : نعم، بسم الله الرحمن الرحيم:
الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تامة من كل وجه فإذا كان المشروع للعاطس إذا عطس أن يقول : الحمد لله فقط فليقتصر الإنسان عليها فإذا زاد عليها نظرنا إن كان يرى أن الزيادة عليها أفضل فهذا مبتدع وإن كان يرى أن هذه الزيادة من باب الجائز ويفعلها أحيانا فهذا ليست ببدعة ، فأنت حافظ على ما جاءت به الشريعة في الأذكار سواء أذكار السلام أو العطس أو غير ذلك فإنه أفضل وأولى وأكمل .
ما حكم جلوس الشباب في حلقة يقرؤون القرآن كل واحد يقرأ ورقة .؟
السائل : يا شيخ ختم السورة الواحدة في المجلس يعني جماعة كده بدعة ولا ما هي بدعة ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني يقرؤوا سورة مثلا الكهف في مجلس واحد يختموها .
الشيخ : كل واحد يقراها كاملة ؟
السائل : لا يقرأ يعني صفحة منها يختمها، بدعة هذه ولا ؟
الشيخ : نعم هذه تسمى القراءة قراءة الإدارة يعني أنه تدور القراءة عليهم، بحيث يقرأ أحدهم جزءًا ثم الثاني الجزء الذي بعده، ثم الثالث الجزء الثالث أو على صفحة أو على ورقة وهذا كله لا بأس به، لأن غاية ما فيه أنهم يتساعدون ويطردون الملل عن أنفسهم، ولا حرج في ذلك.
السائل : ممكن سؤال ثاني ؟
الشيخ : لا سؤال ثاني .
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني يقرؤوا سورة مثلا الكهف في مجلس واحد يختموها .
الشيخ : كل واحد يقراها كاملة ؟
السائل : لا يقرأ يعني صفحة منها يختمها، بدعة هذه ولا ؟
الشيخ : نعم هذه تسمى القراءة قراءة الإدارة يعني أنه تدور القراءة عليهم، بحيث يقرأ أحدهم جزءًا ثم الثاني الجزء الذي بعده، ثم الثالث الجزء الثالث أو على صفحة أو على ورقة وهذا كله لا بأس به، لأن غاية ما فيه أنهم يتساعدون ويطردون الملل عن أنفسهم، ولا حرج في ذلك.
السائل : ممكن سؤال ثاني ؟
الشيخ : لا سؤال ثاني .
ما حكم الإجتماع على أذكار الصباح والمساء بأن يقول كل واحد ذكر والباقون يستمع .؟
السائل : شيخ من ناحية الأذكار تكون مجموعة كل واحد يقول ذكر من أذكار الصباح ولا أذكار المساء كل واحد يقول ذكر ؟
الشيخ : يعني يقول ذكر ويريد أن يكون الأجر للجميع ؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا أيضًا من الأشياء التي لا ينبغي للإنسان أن يفعلها، لأنه إذا فعل ذلك فإنه يحرم نفسه من أن يقول الذكر هو بنفسه ، والقائل للذكر أفضل من المستمع ، فالذي ننصح به هؤلاء أن يكون كل واحد منهم يقول الذكر الواجب بنفسه ، نعم .
الشيخ : يعني يقول ذكر ويريد أن يكون الأجر للجميع ؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا أيضًا من الأشياء التي لا ينبغي للإنسان أن يفعلها، لأنه إذا فعل ذلك فإنه يحرم نفسه من أن يقول الذكر هو بنفسه ، والقائل للذكر أفضل من المستمع ، فالذي ننصح به هؤلاء أن يكون كل واحد منهم يقول الذكر الواجب بنفسه ، نعم .
رجل لم يصل الظهر ودخل مع إمام يصلي العصر فماذا يفعل.؟
السائل : فضيلة الشيخ بالله مثلا دخل وقت صلاة العصر وما صلينا الظهر نصلي العصر بنيتنا صلاة الظهر وإلا كيف ؟
الشيخ : يعني دخلتم المسجد ؟
السائل : أي دخلنا المسجد .
الشيخ : وهم يصلون العصر وأنتم لم تصلوا الظهر ؟
السائل : ما صلينا الظهر .
الشيخ : نعم ادخل معهم بنية الظهر ولكل امرئ ما نوى أنتم لكم ما نويتم والإمام له ما نوى، ثم إذا انتهت الصلاة فصلوا العصر .
الشيخ : يعني دخلتم المسجد ؟
السائل : أي دخلنا المسجد .
الشيخ : وهم يصلون العصر وأنتم لم تصلوا الظهر ؟
السائل : ما صلينا الظهر .
الشيخ : نعم ادخل معهم بنية الظهر ولكل امرئ ما نوى أنتم لكم ما نويتم والإمام له ما نوى، ثم إذا انتهت الصلاة فصلوا العصر .
ما الفرق بين الوجوب والإيجاب في الواجب المخير .؟
السائل : ما هو الفرق بين الوجوب والإيجاب في الواجب المخير ؟
الشيخ : الوجوب وصف للحكم، والإيجاب وصف للحاكم، فيقال : أوجب الله كذا، ويقال : هذا واجب، فالوجوب وصف للحكم يعني يقال : هذا واجب هذا غير واجب، والإيجاب وصف للحاكم، الله هو الذي يوجب، عرفت؟
والواجبات كما تعرف بعضها معينة ولا بديل لها، وبعضها معين وله بدل، وبعضها مخير.
فالمعين الذي لا بدل له هذا أكثر الواجبات.
والمعين الذي له بدل كخصال الكفارة في الظهار عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يجد فإطعام ستين مسكيناً، هذا واجب وله بدل.
والواجب المخير كخصال الكفارة ، بل خصال الفدية في حلق الرأس في الإحرام: (( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) أي نعم .
الشيخ : الوجوب وصف للحكم، والإيجاب وصف للحاكم، فيقال : أوجب الله كذا، ويقال : هذا واجب، فالوجوب وصف للحكم يعني يقال : هذا واجب هذا غير واجب، والإيجاب وصف للحاكم، الله هو الذي يوجب، عرفت؟
والواجبات كما تعرف بعضها معينة ولا بديل لها، وبعضها معين وله بدل، وبعضها مخير.
فالمعين الذي لا بدل له هذا أكثر الواجبات.
والمعين الذي له بدل كخصال الكفارة في الظهار عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يجد فإطعام ستين مسكيناً، هذا واجب وله بدل.
والواجب المخير كخصال الكفارة ، بل خصال الفدية في حلق الرأس في الإحرام: (( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) أي نعم .
ما صحة هذا الحديث : " صوتان ملعونان : صوت عند المصيبة وصوت عند الفرح".؟
السائل : يا شيخ سؤالي عن حديث هل هو صحيح أولاً، ثم إذا كان صحيح ما معناه، الحديث يقول : ( صوتان ملعونان صوت عند المصيبة وصوت عند الفرح ) ؟
الشيخ : نعم، هذا الحديث ضعيف، والمراد بالصوتين صوت عند المصيبة يعني: بذلك صوت النائحة، وصوت الفرح صوت الطرب الذي هو الغناء، هذا إن صح الحديث .
الشيخ : نعم، هذا الحديث ضعيف، والمراد بالصوتين صوت عند المصيبة يعني: بذلك صوت النائحة، وصوت الفرح صوت الطرب الذي هو الغناء، هذا إن صح الحديث .
ما حكم من يقول بأن الإحتفال بالمولد النبوي تأليف لقلوب الأمة بعدما تفرقت .؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك في لقاءات سابقة عرفنا البدعة وحكمها ، نجد أن بعض الناس في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف يقولون في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون : إن هذه الاحتفالات هي تأليف لقلوب المسلمين بعد أن تفرقت الأمة فما قولكم في هذا الجواب ؟
الشيخ : قولنا لهؤلاء الذين يقولون: إن الاحتفال بالمولد تأليف للقلوب وإحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نقول :
أولاً: لا نسلم بذلك، فإن هؤلاء الذين يجتمعون يتفرقون عن غير شيء، ولا يمكن أن تتآلف القلوب على بدعة إطلاقا.
ثانيًا: أن هذا إحداث شيء لم يشرعه الله فالله تعالى قد جعل لتأليف القلوب اجتماعا آخر، كل يوم نجتمع في بيت من بيوت الله كم مرة ؟
خمس مرات يحصل به التأليف، فنحن في غنى عن هذه البدعة التي ابتدعوها وقالوا: إنه يحصل بها التأليف.
وأما ذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسبحان الله العظيم!!! لا يكون للإنسان ذكرى للرسول عنده إلا على رأس كل سنة؟!
ألسنا نذكر الرسول في كل عبادة ؟! كل عبادة نذكر الرسول، مثلا عندما تريد أن تتوضأ لا بد في الوضوء من أمرين :
الإخلاص لله، والثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فمتى استشعرت المتابعة فأنت الآن تذكر الرسول.
تتوضأ على أنك متبع للرسول، تصلي على أنك متبع للرسول، ثم الذكرى العلنية والحمد لله كل يوم خمس مرات على الأقل نعلن أشهد أن محمدًا رسول الله من فوق المنابر، فنحن في غنى عن هذه البدعة فنرد عليهم بمثل هذا، ونقول: سبحان الله أين أنتم من الصحابة ؟ أين أنتم من التابعين ؟ أين أنتم من تابعي التابعين ؟ !
كل القرون المفضلة الثلاثة التي هي خير الأمة مضت ولم يحدث منهم أحد هذا الاحتفال ، لم يعرف هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع فيما بعد الأربعمائة ، نعم؟
السائل : هي بدعة ؟
الشيخ : هي بدعة ما فيها شك، بدعة غير محمودة ، كل بدعة ضلالة ، نعم .
الشيخ : قولنا لهؤلاء الذين يقولون: إن الاحتفال بالمولد تأليف للقلوب وإحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نقول :
أولاً: لا نسلم بذلك، فإن هؤلاء الذين يجتمعون يتفرقون عن غير شيء، ولا يمكن أن تتآلف القلوب على بدعة إطلاقا.
ثانيًا: أن هذا إحداث شيء لم يشرعه الله فالله تعالى قد جعل لتأليف القلوب اجتماعا آخر، كل يوم نجتمع في بيت من بيوت الله كم مرة ؟
خمس مرات يحصل به التأليف، فنحن في غنى عن هذه البدعة التي ابتدعوها وقالوا: إنه يحصل بها التأليف.
وأما ذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسبحان الله العظيم!!! لا يكون للإنسان ذكرى للرسول عنده إلا على رأس كل سنة؟!
ألسنا نذكر الرسول في كل عبادة ؟! كل عبادة نذكر الرسول، مثلا عندما تريد أن تتوضأ لا بد في الوضوء من أمرين :
الإخلاص لله، والثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فمتى استشعرت المتابعة فأنت الآن تذكر الرسول.
تتوضأ على أنك متبع للرسول، تصلي على أنك متبع للرسول، ثم الذكرى العلنية والحمد لله كل يوم خمس مرات على الأقل نعلن أشهد أن محمدًا رسول الله من فوق المنابر، فنحن في غنى عن هذه البدعة فنرد عليهم بمثل هذا، ونقول: سبحان الله أين أنتم من الصحابة ؟ أين أنتم من التابعين ؟ أين أنتم من تابعي التابعين ؟ !
كل القرون المفضلة الثلاثة التي هي خير الأمة مضت ولم يحدث منهم أحد هذا الاحتفال ، لم يعرف هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع فيما بعد الأربعمائة ، نعم؟
السائل : هي بدعة ؟
الشيخ : هي بدعة ما فيها شك، بدعة غير محمودة ، كل بدعة ضلالة ، نعم .
هل ننكر على من يصلي سنة الفجر بعد إقامة الصلاة .؟
السائل : فضيلة الشيخ في صلاة الفجر ندخل أحيانا فنجد بعض الناس يأتي بالسنة بعد إقامة الإمام، فهل ننكر على هذا ؟
الشيخ : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) ، فهؤلاء الذين دخلوا في السُّنة بعد أن أُقيمت الصلاة ليس لهم سنة فعلوا حرامًا وبطلت سنتهم، ونحن ننكر عليهم لكن لا بشكل أن نقول: هذا خطأ هذا غلط بل نأخذ بيده ونقول: يا أخي الفريضة أفضل من النافلة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة )، سيقول لك : هذا رأي علمائي أن سنة الفجر لا بد منها قبل الصلاة ولو أقيمت الصلاة.
قل له: أيهما أولى رأي علمائك أو قول النبي عليه الصلاة والسلام؟!
بل إن الرسول قال هذا في نفس سنة صلاة الفجر ، أنكر على من كان تسنن والإمام يصلي.
ثم إننا نقول : إذا أقيمت الصلاة وأنت في نافلة قد دخلت فيها فإن كنت في الركعة الأولى فاقطعها بدون سلام، وادخل مع الإمام، وإن كنت في الركعة الثانية قد قمت للثانية فأتمها خفيفة ، نعم .
الشيخ : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) ، فهؤلاء الذين دخلوا في السُّنة بعد أن أُقيمت الصلاة ليس لهم سنة فعلوا حرامًا وبطلت سنتهم، ونحن ننكر عليهم لكن لا بشكل أن نقول: هذا خطأ هذا غلط بل نأخذ بيده ونقول: يا أخي الفريضة أفضل من النافلة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة )، سيقول لك : هذا رأي علمائي أن سنة الفجر لا بد منها قبل الصلاة ولو أقيمت الصلاة.
قل له: أيهما أولى رأي علمائك أو قول النبي عليه الصلاة والسلام؟!
بل إن الرسول قال هذا في نفس سنة صلاة الفجر ، أنكر على من كان تسنن والإمام يصلي.
ثم إننا نقول : إذا أقيمت الصلاة وأنت في نافلة قد دخلت فيها فإن كنت في الركعة الأولى فاقطعها بدون سلام، وادخل مع الإمام، وإن كنت في الركعة الثانية قد قمت للثانية فأتمها خفيفة ، نعم .
ما دور الطبيب السعودي في الدعوة وهل يدعو الرجال والنساء معا أو الرجال فقط لوجود الإختلاط في هذه المهنة.؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : عفا الله عنك يا شيخ : ما هو دور الطبيب السعودي والذي تعرفه ولله الحمد قد كثر في هذا القسم ، ومن بينهم يكون بعض الإخوة الدعاة ، علما بأن هذه المهنة يكون فيها الاختلاط بين النساء والرجال وهؤلاء غير مسلمين ، فهل يكون الدعوة للرجال والنساء أو للرجال فقط ولو لم يدعوهم هل يكونون آثمين ؟
الشيخ : الواجب على الإنسان أن يدعو إلى دين الله ، لكن مخاطبة الرجل للمرأة ولو بالدعوة إلى الله قد تحدث فتنة ، فالأولى أن يكون من الممرضات الصالحات من يدعو النساء، ومن الرجال من يدعو الرجال، حتى لا تحصل الفتنة لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فربما مع المخاطبة يدخل الشيطان بين الرجل والمرأة ، فلكل مقام مقال، أما لو كان هناك مثلا نساء مجتمعات وقام رجل يخطب فيهن فهذا لا بأس به ، لكن دعوة مباشرة مع امرأة لا نرى أن فيها مصلحة ، لو فيها مصلحة يمكن هي مضرة أكثر .
السائل : والممرضين ؟
الشيخ : الممرضين ادعوهم لكن إن خفت من أن ينفروا فادعهم على واحد واحد تجيب واحد مثلا تدعوه إلى بيتك وتقهويه وتؤنسه وتعرض عليه الإسلام .
السائل : وإن لم يدعهم ؟
الشيخ : أخشى إذا لم يدع وهو قادر أن يأثم بذلك ، نعم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : عفا الله عنك يا شيخ : ما هو دور الطبيب السعودي والذي تعرفه ولله الحمد قد كثر في هذا القسم ، ومن بينهم يكون بعض الإخوة الدعاة ، علما بأن هذه المهنة يكون فيها الاختلاط بين النساء والرجال وهؤلاء غير مسلمين ، فهل يكون الدعوة للرجال والنساء أو للرجال فقط ولو لم يدعوهم هل يكونون آثمين ؟
الشيخ : الواجب على الإنسان أن يدعو إلى دين الله ، لكن مخاطبة الرجل للمرأة ولو بالدعوة إلى الله قد تحدث فتنة ، فالأولى أن يكون من الممرضات الصالحات من يدعو النساء، ومن الرجال من يدعو الرجال، حتى لا تحصل الفتنة لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فربما مع المخاطبة يدخل الشيطان بين الرجل والمرأة ، فلكل مقام مقال، أما لو كان هناك مثلا نساء مجتمعات وقام رجل يخطب فيهن فهذا لا بأس به ، لكن دعوة مباشرة مع امرأة لا نرى أن فيها مصلحة ، لو فيها مصلحة يمكن هي مضرة أكثر .
السائل : والممرضين ؟
الشيخ : الممرضين ادعوهم لكن إن خفت من أن ينفروا فادعهم على واحد واحد تجيب واحد مثلا تدعوه إلى بيتك وتقهويه وتؤنسه وتعرض عليه الإسلام .
السائل : وإن لم يدعهم ؟
الشيخ : أخشى إذا لم يدع وهو قادر أن يأثم بذلك ، نعم .
10 - ما دور الطبيب السعودي في الدعوة وهل يدعو الرجال والنساء معا أو الرجال فقط لوجود الإختلاط في هذه المهنة.؟ أستمع حفظ
ما الفرق بين الحسنة والدرجة وهل الدرجة تضاعف بعشر أمثالها .؟
السائل : يا شيخ ما الفرق بين الحسنة والدرجة ، وهل الدرجة مثل الحسنة بعشر أمثالها ؟
الشيخ : أي نعم ، الحسنة في العمل، والدرجة في الثواب، قال الله تعالى: (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) ، وقال: (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )) فالحسنة وصف للعمل والدرجة وصف للثواب.
( وفي الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله ).
طيب ما يمكن تجيب اثنين بعد اليوم ، تجيب اثنين خل واحد من هنا وواحد من هنا .
الشيخ : أي نعم ، الحسنة في العمل، والدرجة في الثواب، قال الله تعالى: (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) ، وقال: (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )) فالحسنة وصف للعمل والدرجة وصف للثواب.
( وفي الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله ).
طيب ما يمكن تجيب اثنين بعد اليوم ، تجيب اثنين خل واحد من هنا وواحد من هنا .
هل الصلاة في المسجد المجاور للحرم تعادل في الأجر صلاة الحرم .؟
السائل : فضيلة الشيخ هل الصلاة في المسجد المجاور للحرم تعادل صلاة الحرم أو مثابة ؟
الشيخ : نعم، الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
والمساجد المجاورة للمسجد النبوي لا يكون فيها ثواب المسجد النبوي.
أما مكة فقد اختلف العلماء: هل يحصل ثواب المسجد الذي فيه الكعبة للمساجد الأخرى أو لا؟
والصحيح أنه لا يحصل ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة )، فقوله: ( إلا مسجد الكعبة ) نص في أن الذي فيه هذا التفضيل يعني مائة ألف صلاة هو مسجد الكعبة، ومعلوم أنك لو صليت في مسجد في العزيزية ما قال الناس هذا مسجد الكعبة.
لكن الصلاة في الحرم أفضل من الصلاة في الحل، يعني: لو صليت في مسجد العزيزية أو في العوالي أو ما أشبه ذلك فهو أفضل مما لو صليت في مسجد في الرياض أو ما أشبهها ، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما نزل في الحديبية وكان بعضها من الحرم وبعضها من الحل صار إذا جاء وقت الصلاة دخل إلى الحرم وصلى فيه ، نعم .
السائل : فضيلة الشيخ .
الشيخ : ها ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ما في بأس .
الشيخ : نعم، الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
والمساجد المجاورة للمسجد النبوي لا يكون فيها ثواب المسجد النبوي.
أما مكة فقد اختلف العلماء: هل يحصل ثواب المسجد الذي فيه الكعبة للمساجد الأخرى أو لا؟
والصحيح أنه لا يحصل ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة )، فقوله: ( إلا مسجد الكعبة ) نص في أن الذي فيه هذا التفضيل يعني مائة ألف صلاة هو مسجد الكعبة، ومعلوم أنك لو صليت في مسجد في العزيزية ما قال الناس هذا مسجد الكعبة.
لكن الصلاة في الحرم أفضل من الصلاة في الحل، يعني: لو صليت في مسجد العزيزية أو في العوالي أو ما أشبه ذلك فهو أفضل مما لو صليت في مسجد في الرياض أو ما أشبهها ، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما نزل في الحديبية وكان بعضها من الحرم وبعضها من الحل صار إذا جاء وقت الصلاة دخل إلى الحرم وصلى فيه ، نعم .
السائل : فضيلة الشيخ .
الشيخ : ها ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ما في بأس .
اضيفت في - 2005-08-27