تفسير سورة البروج من قوله تعالى:" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ".
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث، في شهر جمادى الثاني، عام أربعة عشر وأربعمائة وألف ، الذي يكون كل خميس.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعا به وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يتوفانا على الإيمان.
اخترنا في أول لقاءاتنا أن نتكلم على التفسير من سورة النبأ ، لأن هذا الجزء الأخير من الكتاب العزيز تكثر قراءته ، فاخترنا أن يكون الناس فيه على علم ، لأن الفائدة من القرآن هو التدبر والاتّعاظ ، كما قال الله تعالى : (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) .
وانتهينا إلى قوله تعالى في سورة البروج: (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) : فتنوهم يعني : أحرقوهم على قول بعض أهل العلم ، لأن هؤلاء المجرمين خَدُّوا أخاديد أي : شقوا سراديب في الأرض ، وأوقدوا فيها النيران ، وأحرقوا فيها المؤمنين ، فيكون معنى (( فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ )) يعني : أحرقوا المؤمنين .
وقيل : فتنوهم أي : صدوهم عن دينهم ، والصحيح أن الآية شاملة للمعنيين جميعًا ، لأنه ينبغي أن نعلم أن القرآن معانيه أوسع من أفهامنا ، معاني القرآن أوسع من أفهامنا ، وأنه مهما بلغنا من الذكاء والفطنة فلن نحيط به علمًا ، إنما نعلم منه ما تيسر .
والقاعدة في علم التفسير: " أنه إذا كانت الآية تحتمل معنيين لا يتضادان فإنها تحمل عليهما جميعًا " ، فنقول: هم فتنوا المؤمنين بصدهم عن سبيل الله وفتنوهم بالإحراق أيضًا.
ولكن مع هذا يقول الله عز وجل: (( ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ )) : فدلت الآية الكريمة على أنهم لو تابوا لغفر الله لهم حتى وإن فعلوا بأوليائه ما فعلوا فإن الله يتوب عليهم ، لأن الله يقول: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ )) .
(( فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ )) أي : عذاب النار يعذبون بها .
(( وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) يحرقون في نار جهنم نسأل الله العافية .
وفي الآية إشارة إلى أنَّ التوبة تهدم ما قبلها، ولكن يا إخواني لا بد أن نعلم أن التوبة لا تكون توبة نصوحًا مقبولة عند الله إلا إذا اشتملت على شروط خمسة:
الأول : الإخلاص لله عز وجل، بأن يكون الحامل للإنسان على التوبة خوف الله عز وجل، ورجاء ثوابه، لأن الإنسان قد يتوب من الذنب من أجل أن يمدحه الناس، أو من أجل دفع مذمة الناس له، أو من أجل مرتبة يصل إليها، أو من أجل مال يحصل عليه، كل هؤلاء لا تقبل توبتهم، لماذا ؟
لأن التوبة يجب أن تكون خالصة ، خالصة لله عز وجل .
وأما من أراد بعمله الدنيا فإن الله تعالى يقول في كتابه: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ )).
الثاني من شروط كون التوبة نصوحًا: الندم على ما حصل من الذنب، بمعنى: ألا يكون الإنسان كأنه لم يذنب ما يتحسر ولا يحزن، لا بد أن يندم، إذا ذكر عظمة الله ندم، كيف أعصي ربي وهو الذي خلقني ورزقني وهداني فيندم، كما لو عصى الإنسان أباه فإنه يندم.
الثالث: أن يقلع عن الذنب، فلا تصح التوبة مع الإصرار على الذنب، لأن التائب هو الراجع، فإذا كان الإنسان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه من أكل الربا ولكنه لا يزال يرابي هل تصح توبته ؟
لا، لا تصح .
لو قال: أستغفر الله من الغيبة ، والغيبة ذكرك أخاك بما يكره ، ولكنه في كل مجلس يغتاب الناس هل تصح توبته ؟
لا، كيف تصح وهو مصر على المعصية، فلا بد أن يقلع .
إذا تاب من أكل أموال الناس وقد سرق من هذا ، وأخذ مال هذا بخداع وغش فهل تصح توبته ؟
لا، حتى يردها حتى يرد ما أخذ من أموال الناس إلى الناس.
لو فرضنا أن شخصًا أدخل مراسيمه في ملك جاره واقتطع جزءًا من أرضه، وقال: إني تائب ماذا نقول له، ماذا نقول له ؟
رد المراسيم إلى حدودها الأولى وإلا فإن توبتك لا تقبل، لأنه لا بد من الإقلاع عن الذنب الذي تاب منه.
والشرط الرابع: أن يعزم عزمًا تامًا على ألا يعود إلى الذنب، فإن تاب وهو ينوي في نفسه أنه لو حصلت له الفرصة لعاد إلى الذنب فإن توبته لا تقبل لا بد أن يعزم عزما أكيدًا على ألا يعود.
والشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه التوبة، لأنه يأتي أوقات ما تقبل فيها التوبة، انتبهوا إلى هذا الشرط الأخير: يأتي في أوقات لا تقبل توبة الإنسان، وذلك في حالين :
الحالة الأولى : إذا حضره الموت فإن توبته لا تقبل ، لقول الله تبارك وتعالى : (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) : بعد ما عاين الموت وشاهد العذاب يقول : تبت ما ينفع، هذا ومثال واقع لهذه المسألة: وهو أن فرعون لما أدركه الغرق ماذا قال؟
(( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ )) يعني: بالله، ولم يقل: آمنت بالله إذلالاً لنفسه حيث كان يحارب بني إسرائيل على الإيمان بالله والآن يقول : آمنت بالذي آمنوا به فكأنه جعل نفسه تابعا لمن ؟
لبني إسرائيل، إلى هذا الحد بلغ به الذل، ومع ذلك قيل له: (( آلْآنَ )) ؟
يعني آلآن تتوب ؟ آلآن تؤمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل ، (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )).
إذًا إذا حضر الموت فإن التوبة لا تقبل، وأنا أسأل كل واحد منكم: هل يعلم متى يحضره الموت ؟
لا، إذًا لا بد من المبادرة بالتوبة، لأنك لا تدري بأي وقت يحضرك الموت، ألم تعلموا بأن من الناس من نام على فراشه في صحة وعافية، ثم حمل من فراشه إلى سرير تغسيله؟
نعلم هذا ووقع، أم تعلموا أن بعض الناس جلس على كرسي العمل يعمل ثم حمل من كرسي العمل إلى سرير الغسل، التغسيل، كل هذا واقع، فإذًا يجب أن نبادر بالتوبة، أن نبادر بها نسأل الله أن يعينني وإياكم على ذلك، بادروا بالتوبة قبل أن تغلق الأبواب بادروا.
يقول جل وعلا (( ثم لم يتوبوا )) قلنا : إنها لا تقبل التوبة في حالين:
الحال الأولى : إذا حضره الموت.
والحال الثانية : إذا طلعت الشمس من مغربها، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا لكن الله يقول: (( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً )).
فشروط قبول التوبة خمسة نسأل الله أن يعيننا وإياكم على تحقيقها.
ثم قال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )): لما ذكر عقاب المجرمين ذكر ثواب المؤمنين، وهذه هي الطريقة المتبعة فيما يراد به الترغيب والترهيب، والقرآن الكريم قال الله تعالى إنه مثاني تذكر فيه المعاني المتقابلة، فيذكر فيه عذاب أهل النار، ونعيم أهل الجنة، صفات المؤمنين وصفات الكافرين، من أجل أن يكون الإنسان سائرا إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويعرف نعمة الله عليه بالإسلام، ويعرف حكمة الله تعالى في وجود هؤلاء الكافرين المجرمين.
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ))، ونقتصر على هذا الجزء، ونؤجل الكلام على هذه الآية إن شاء الله إلى الأسبوع القادم من أجل أن نحصل على أجوبة كثيرة للأسئلة، ونسأل الله التوفيق، نبدأ باليمين، عندك سؤال ؟
السائل : شيخ بس أنا جيت زيارة .
الشيخ : طيب عندكم سؤال؟ نعم .
1 - تفسير سورة البروج من قوله تعالى:" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ". أستمع حفظ
ما حكم إذا قال الزوج لزوجته إذهبي لأهلك وستأتيك ورقة الطلاق ولم تأتها .؟
الشيخ : أي نعم ، الطلاق بارك الله فيك لا يكون إلا باللفظ أو بالكتابة أو بالإشارة من الإنسان الذي ما يقدر يتكلم كالأخرس .
السائل : نعم .
الشيخ : وأما أنه قال لها : اذهبي إلى أهلك ، نعم وتجيك ورقتك ، نعم .
السائل : أي نعم .
الشيخ : ولا جاتها ورقتها .
السائل : ما جاتها ورقتها .
الشيخ : فليس بطلاق ردها عليه الآن بدون شيء .
السائل : بدون شيء .
الشيخ : نعم .
السائل : بارك الله فيك .
السائل : وفيك .
عامل في أحد المساجد أصيب بمرض ولم يستطع القيام بالمهمة فوضع مكانه أحد العمال للقيام بالوظيفة بجزء من راتب ويقول إنه أخبر وزارة الأوقاف فهل يجوز هذا العمل.؟
الشيخ : إذا كانت إدارة الأوقاف تسمح له في ذلك فلا بأس، وإذا كانت إدارة الأوقاف لا تسمح له بهذا فإنه إن كان يرجو الشفاء أقام غيره مقامه، وإن كان لا يرجو الشفاء وجب عليه أن يقدم استقالة ويترك العمل لغيره .
3 - عامل في أحد المساجد أصيب بمرض ولم يستطع القيام بالمهمة فوضع مكانه أحد العمال للقيام بالوظيفة بجزء من راتب ويقول إنه أخبر وزارة الأوقاف فهل يجوز هذا العمل.؟ أستمع حفظ
رضعت من جدتي أم خالي هل بناتي يحتجبن منه .؟
الشيخ : رضعت من زوجة خالك ؟
السائل : لا مع جدتي أم خالي .
الشيخ : نعم .
السائل : بعدين خالي الصغير توفى عليه رحمة الله فيه خالي أكبر منه الآن موجود، السؤال هل بناتي يتحجبن عنه ، أعني الموجود الآن الكبير ؟
الشيخ : الآن لما رضعت من جدتك والرضاع خمس مرات معروف .
السائل : أي نعم .
الشيخ : رضاع كثير يعني .
السائل : أي نعم .
الشيخ : طيب، إذا رضعت من جدتك صرت ولدا لها، عرفت .
السائل : نعم بس السؤال خالي الكبير .
الشيخ : خلك معي، صرت ولدا لها، وصار عيالها إخوة لك الكبير والصغير، عرفت؟
وإذا صاروا إخوة لك عيالها صاروا أعمام البنات الكبير والصغير، وعلى هذا فتكشف بناتك لأخوالك كلهم، نعم .
نحن مجموعة من الشباب من مناطق مختلفة جئنا للعمل في التدريس في الدوابي ونريد الإقامة لمدة سنة لكن هذه الإقامة قد تطول فهل يقصرون .؟
الشيخ : أرى أنكم لا تقصرون الصلاة، هذا يسأل يقول: إنه تعين هو وجماعة معهم في غير بلادهم في بلاد بعيدة عن بلادهم، يعني وهم من أهل المدينة ومن أهل القصيم وتعينوا في الدوامي فهل يجوز أن يقصروا ؟
نقول : لا يجوز أن تقصروا لأن أمر الرجوع إلى أهليكم ليس بأيديكم، والأصل أن الموظف يبقى على وظيفته في مكانها إلا أن يتجدد شيء يوجب رده إلى أهله أو إلى مكان آخر، فالذي أرى لكم ألا تقصروا وألا تترخصوا برخص السفر، بخلاف الإنسان الذي عارف نفسه أنه محدد لنفسه محدد وقته وأنه سيرجع بعد شهر أو شهرين أو نحو ذلك فهذا له أن يقصر، إلا أنه من كان في بلد تقام فيه الجماعة فإنه يجب عليه أن يصلي مع الجماعة.
5 - نحن مجموعة من الشباب من مناطق مختلفة جئنا للعمل في التدريس في الدوابي ونريد الإقامة لمدة سنة لكن هذه الإقامة قد تطول فهل يقصرون .؟ أستمع حفظ
هل ورد في السنة أنه يقال في المرة الثالثة لمن عطس شفاك الله .؟
الشيخ : نعم إذا عطس أحد وقال : الحمد لله ، قل له : يرحمك الله ، فإذا عطس ثانية وقال : الحمد لله ، قل : يرحمك الله ، فإذا عطس ثالثة وقال : الحمد لله قل : عافاك الله إنك مزكوم ، نعم ؟
السائل : في الرابعة .
الشيخ : كذلك ، ادع له بالعافية ، أي نعم.
طالب مبتدئ سمع حديثا يصححه المتقدمون ويضعفه المتأخرون فماذا يفعل .؟
الشيخ : هذا طالب مبتدئ يقول : يرد عليه حديث صححه العلماء السابقون وضعفه العلماء اللاحقون؟
والجواب على هذا: أنه إذا كانت عندك قدرة تعرف سبب التضعيف للحديث وأنه حقيقة فاتبع ما ترى أنه حقيقة، أما إذا لم يكن عندك قدرة وأنت تقول إنك طالب مبتدئ فاتبع ما يقوله الأقدمون، لأنهم أقرب إلى الصواب من المتأخرين، نعم .
قيل من كانت عادته التوبة ثم تاب بعد طلوع الشمس فإن الله يتوب عليه مع قوله " لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "فهل هذا صحيح .؟
سمعنا يعني أحدا يقول : إذا كان متعود التوبة وتاب بعد طلوع الشمس من مغربها فإنه تقبل توبته استدل ربما بالآية: (( أو كسبت في إيمانها خيرًا )) ؟
الشيخ : نعم إذا فعل الإنسان الذنب وتاب منه ثم عاد إليه وتاب ثم عاد إليه وتاب فإنه كلما تاب يتوب الله عليه، فإذا وقع منه هذا الذنب بعد طلوع الشمس من مغربها وحصل ذلك فائتني إن شاء الله وسوف أفتيك ، بإذن الله ، نعم، أقول هذا يعني إن بقينا جميعا والله أعلم .
8 - قيل من كانت عادته التوبة ثم تاب بعد طلوع الشمس فإن الله يتوب عليه مع قوله " لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "فهل هذا صحيح .؟ أستمع حفظ
ذكرتم في تفسير "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " حالتين إما أن يحرقوهم أو يصدوهم عن دينهم فهل تفسير الآية مقتصر على هذا المعنيين.؟
إما أن يحرقوهم أو يصدوهم عن دينهم، فهل هذا هو تفسير الآية مقتصرا على هذين المعنيين ؟
الشيخ : هكذا ذكر المفسرون، فتنوهم: صدوهم عن دينهم أو أحرقوهم، وقلنا : إن الآية للمعنيين جميعا، لأن منهم من فتن والعياذ بالله وارتد عن دينه ومنهم من استمر على دينه فأحرق .
السائل : لكن لا يعدو عن هذا ؟
الشيخ : هذا الذي يظهر .
السائل : بارك الله فيك .
9 - ذكرتم في تفسير "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " حالتين إما أن يحرقوهم أو يصدوهم عن دينهم فهل تفسير الآية مقتصر على هذا المعنيين.؟ أستمع حفظ
الذين يربون الطيور هل عليهم زكاة .؟
الشيخ : الذين يربون الطيور إذا كانوا يريدون التجارة فعليهم الزكاة ، لأنها عروض التجارة ، يعني : الإنسان يتكسب يبيع ويشتري فيها.
أما إذا كانوا يريدون التنمية فيأكلوها أو يبيعوا منها ما زاد عن حاجتهم فلا زكاة عليهم ، لأن الزكاة لا تجب في الحيوان إلا في ثلاثة أصناف : الإبل والبقر والغنم فقط .
طالب كان يفعل العادة السرية في رمضان قبل أن يبلغ ثم أتى عليه رمضان فبلغ فيه وظل يفعلها جهلا ولا يدري عدد الأيام التي فعلها فيه .؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : يفعل العادة السرية .
الشيخ : نعم .
السائل : يعني عاصي .
الشيخ : نعم .
السائل : فأتى عليه رمضان ولم يبلغ .
الشيخ : ولم يبلغ ؟
السائل : أي ولم يبلغ وصام ذاك الشهر، ثم أتى عليه سنة جديدة أخرى فبلغ ومع ذلك كان يفعل العادة السرية .
الشيخ : في نهار رمضان .
السائل : في نهار رمضان وهو لا يعلم بالحكم ، يعني كان في الشهادة السنة السادسة أو أولى متوسط ، ولا يعلم عن هذا شيء عن حكمها .
الشيخ : أي نعم .
السائل : ولا يعرف الآن عدة الأيام اللي يعني فعل فيها هذه العادة ، ما أدري ويش جوابكم ؟
الشيخ : أولاً : أنك ذكرت أنه كان يفعل العادة السرية ولم يبلغ ، كيف ولم يبلغ ؟
لأنه لا يمكن إذا خرج المني منه بلغ ، حتى لو لم يكن له إلا عشر سنوات .
السائل : بعدها .
الشيخ : لا ، أنا سؤالي عن قولك الأول : إنه يعمل العادة السرية ، هل هو ينزل أو لا ينزل ؟
السائل : لا ينزل .
الشيخ : في الأول يعني .
السائل : في أول سنة صامها ، بعدما صامها بسنة يعني بلغ ، ولا يعرف يعني عن الحكم هذا شيء .
الشيخ : نعم إذا كان هذا لا يعرف عن حكم هذا الشيء ويظن أن العادة السرية لا تفطر فإنه لا قضاء عليه ، لقول الله تعالى: ( (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ))، قال الله : قد فعلت ) .