سلسلة لقاء الباب المفتوح-041b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
مسلم يتعامل مع نصراني معاملة المسلم ولا يعرف حاله فما الواجب عليه بعد معرفة حال النصراني الذي يزوره من وقت لآخر ولا يستطيع التخلص منه وبعض المسلمين قد لا يحسن توصيل الإسلام.؟
الشيخ : ( تركتُه وشركَه ) في العمل الذي أشرك به فقط، ثم إذا تاب منه وآمن وعمل عملاً صالحاً بدل الله سيئاته حسنات.
السائل : بسم الله .
فضيلة الشيخ شخص يسأل ويقول: إنه تعرف على أحد النصارى عن طريق أحد أصدقائه، وهو لَمْ يعلم أنه نصراني، فكان يتعامل معه معاملة المسلم لأخيه المسلم، وبعد فترة تبيَّن أنّه نصراني، حتّى أنّه في بعض الجلسات معه أثناء الأكل واستضافته في البيت!
الشيخ : إيش؟
السائل : واستضافته في البيت.
الشيخ : نعم.
السائل : فعَلِم أنّه نصراني فانقبض هذا الرجل من شدّة ما علم أنّه نصرانيّ وهو لا يعلم، والآن هو محتار، وهذا الشخص يزوره بين الحين والآخر ولا يستطيع التخلص، فكيف السبيل إلى التخلص من مثل هذه المواقف، خاصة وأن بعض المسلمين لا يجد طريقة إلى توصيل الفهم الصحيح للإسلام للنصارى، فأفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الواجب عليه أن يعرض عليه الإسلام ويدعوه إليه، فإن كان يُحْسِن عرض الإسلام والدعوة إليه باشر ذلك بنفسه، وإن كان لا يُحْسِن طلب أحد الطلبة أن يحضُر إلى مَجلِسِه مع هذا النصراني، ثم يعرض عليه الإسلام، فإن رأوا منه إقبالاً فذلك هو المطلوب، ولعل الله أن يهديه، وإن لم يروا منه إقبالاً فالواجب عليه أن يقاطعه، لأن إكرام النصارى حرامٌ على المسلم، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسَّلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه )، فإكرامه باستقباله وضيافته وما أشبه ذلك محرمٌ إلا إذا كان يرجو إسلامه.
السائل : لكن في بعض المواقف الطريفة -والنّصرانيّ عربيّ- عَطَسَ وقال: الحمد لله، ثم إنه يبدأ السلام عند دخوله إلى البيت، وهذه من المفاجآت التي حصلت لهذا الأخ.
الشيخ : حتى لو قال: الحمد لله.
السائل : نعم.
الشيخ : فما دام لم يؤمن برسول الله، فلا ينفعه.
السائل : ونهاه يوماً ما عن شرب الدّخان .
الشيخ : هاه؟
السائل : نهاهُ في البيت عن شرب الدخان، فانتهى!
الشيخ : هذا ربما أنه قريب إن شاء الله.
السائل : نعم.
الشيخ : ربّما إنّه قريب، نعم، وأما الظليل فهو المؤدي معناه تماماً، لأن من الظل ما ليس بظليل، لو جلست تحت ظل جدار في أيام الصيف فأنت في ظل، لكن هل هو ظليل؟ لا، لماذا ؟
لأن وهر الحر يأتيك ، لكن الجنة ظل ظليل، ونقف على هذا وإن شاء الله الدرس القادم نأخذ الفوائد.
السائل : بسم الله .
فضيلة الشيخ شخص يسأل ويقول: إنه تعرف على أحد النصارى عن طريق أحد أصدقائه، وهو لَمْ يعلم أنه نصراني، فكان يتعامل معه معاملة المسلم لأخيه المسلم، وبعد فترة تبيَّن أنّه نصراني، حتّى أنّه في بعض الجلسات معه أثناء الأكل واستضافته في البيت!
الشيخ : إيش؟
السائل : واستضافته في البيت.
الشيخ : نعم.
السائل : فعَلِم أنّه نصراني فانقبض هذا الرجل من شدّة ما علم أنّه نصرانيّ وهو لا يعلم، والآن هو محتار، وهذا الشخص يزوره بين الحين والآخر ولا يستطيع التخلص، فكيف السبيل إلى التخلص من مثل هذه المواقف، خاصة وأن بعض المسلمين لا يجد طريقة إلى توصيل الفهم الصحيح للإسلام للنصارى، فأفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الواجب عليه أن يعرض عليه الإسلام ويدعوه إليه، فإن كان يُحْسِن عرض الإسلام والدعوة إليه باشر ذلك بنفسه، وإن كان لا يُحْسِن طلب أحد الطلبة أن يحضُر إلى مَجلِسِه مع هذا النصراني، ثم يعرض عليه الإسلام، فإن رأوا منه إقبالاً فذلك هو المطلوب، ولعل الله أن يهديه، وإن لم يروا منه إقبالاً فالواجب عليه أن يقاطعه، لأن إكرام النصارى حرامٌ على المسلم، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسَّلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه )، فإكرامه باستقباله وضيافته وما أشبه ذلك محرمٌ إلا إذا كان يرجو إسلامه.
السائل : لكن في بعض المواقف الطريفة -والنّصرانيّ عربيّ- عَطَسَ وقال: الحمد لله، ثم إنه يبدأ السلام عند دخوله إلى البيت، وهذه من المفاجآت التي حصلت لهذا الأخ.
الشيخ : حتى لو قال: الحمد لله.
السائل : نعم.
الشيخ : فما دام لم يؤمن برسول الله، فلا ينفعه.
السائل : ونهاه يوماً ما عن شرب الدّخان .
الشيخ : هاه؟
السائل : نهاهُ في البيت عن شرب الدخان، فانتهى!
الشيخ : هذا ربما أنه قريب إن شاء الله.
السائل : نعم.
الشيخ : ربّما إنّه قريب، نعم، وأما الظليل فهو المؤدي معناه تماماً، لأن من الظل ما ليس بظليل، لو جلست تحت ظل جدار في أيام الصيف فأنت في ظل، لكن هل هو ظليل؟ لا، لماذا ؟
لأن وهر الحر يأتيك ، لكن الجنة ظل ظليل، ونقف على هذا وإن شاء الله الدرس القادم نأخذ الفوائد.
1 - مسلم يتعامل مع نصراني معاملة المسلم ولا يعرف حاله فما الواجب عليه بعد معرفة حال النصراني الذي يزوره من وقت لآخر ولا يستطيع التخلص منه وبعض المسلمين قد لا يحسن توصيل الإسلام.؟ أستمع حفظ
أحيانا يكون نبات اللحية متفرقا فهل يجوز معالجتها ليخرج كل الشعر ويكتمل نباتها .؟
السائل : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله .
فيه يا شيخ الآن في الأواني الأخيرة تعرفون الفتن والأدوية طرأت، فيقال لك مثلاً: إن اللحية إذا كان فيها نقاط في الوجه وليست كاملة ولا كثيرة، يقال: إن هناك علاجاً تُعالَج به، فتكتمل، وتصير مثلك هكذا، فهل هذا يجوز أم لا؟
الشيخ : أي نعم، يعني يقول في بعض الأحيان يكون نبات اللّحية متفرّقا على العارضين، وربّما يكون على العارضين لحية والذَّقَن الذي هو مجمع اللحيين ليس فيه شيء، المهمّ يقول هل يجوز أن يحاول الإنسان إنبات الشّعر الذي لم ينبت؟
نقول: إذا كان يُرْجَى نباتُه بنفسِه فلا يحاول، لأن هذا ليس بعيب، إذْ أنّ كثيراً من الشباب الذين في ابتداء نبات لحاهم لا تنبت اللِحَية مستوية جميعاً، فينتظر.
أمّا إذا كان عيباً بحيث نعلم ونيئس أنّه لن ينبت بنفسِه فلا حرج أن يعالج ذلك حتى يخرج الباقي، لا سيما إن كانت مشوِّهة.
أمّا إذا كانت غير مشوّهة فالأفضل أن لا يعالجها بشيء، لأنّي أخشى أن يكون هذا من جنس الوصل الذي لعن فيه الرّسول عليه الصلاة والسّلام الواصلة والمستوصلة، نعم، أفهمت الجواب الآن؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله .
فيه يا شيخ الآن في الأواني الأخيرة تعرفون الفتن والأدوية طرأت، فيقال لك مثلاً: إن اللحية إذا كان فيها نقاط في الوجه وليست كاملة ولا كثيرة، يقال: إن هناك علاجاً تُعالَج به، فتكتمل، وتصير مثلك هكذا، فهل هذا يجوز أم لا؟
الشيخ : أي نعم، يعني يقول في بعض الأحيان يكون نبات اللّحية متفرّقا على العارضين، وربّما يكون على العارضين لحية والذَّقَن الذي هو مجمع اللحيين ليس فيه شيء، المهمّ يقول هل يجوز أن يحاول الإنسان إنبات الشّعر الذي لم ينبت؟
نقول: إذا كان يُرْجَى نباتُه بنفسِه فلا يحاول، لأن هذا ليس بعيب، إذْ أنّ كثيراً من الشباب الذين في ابتداء نبات لحاهم لا تنبت اللِحَية مستوية جميعاً، فينتظر.
أمّا إذا كان عيباً بحيث نعلم ونيئس أنّه لن ينبت بنفسِه فلا حرج أن يعالج ذلك حتى يخرج الباقي، لا سيما إن كانت مشوِّهة.
أمّا إذا كانت غير مشوّهة فالأفضل أن لا يعالجها بشيء، لأنّي أخشى أن يكون هذا من جنس الوصل الذي لعن فيه الرّسول عليه الصلاة والسّلام الواصلة والمستوصلة، نعم، أفهمت الجواب الآن؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب.
إذا أسلم نصراني وأصبح صوفياً أو شيعياً فهل نحكم بكفره لأنه لم يسلم على منهج أهل السنة والجماعة.؟
السائل : بسم الله والصّلاة والسّلام وعلى رسول الله .
هناك كثير من النصارى عندما يسلم يتبع مذهباً غير مذهب أهل السنة والجماعة، مثلا كالتصوّف، والتشيّع، فهل يعني نُكَفِّره لأنه دَخَلَ مذهباً غير مذهب أهل السنة والسلف الصالح، أم ننظر إليه بحسب الفرقة التي دخل فيها؟
الشيخ : إذا أسلم وانتمى إلى الإسلام، ثم اتخذ نِحْلَة مبتدَعة، فإنّنا نعطيه حكم أهل هذه النِّحْلَة، إن كانت البدعة مكفِّرة فهو كافر، ولن ينفعه انتقالُه من النصرانية إلى هذه البدعة المكفِّرة، وإن كانت لا تكفِّر فإنه لا يكفر، لكن ينبغي لأهل السّنّة أن يتلقّوا هم بأنفسهم هؤلاء الذين يسلمون، لأنه ربما يسلم راغباً في الإسلام، ثم يأتيه رجل مبتدع فيغرّه ويقول هذا هو الإسلام، فيرتكب البدعة لأنه لا يدري، فالواجب على أهل السنة أن يتلقوا هؤلاء الذين أسلموا حديثاً حتى لا يتلقفهم أحدٌ له بدعة.
السائل : يعني نكفّره عادي؟
الشيخ : كما قلتُ لك: إذا انتَحَلَ بدعة مكفِّرة فله حكم أصحابها، وإذا انتَحَلَ بدعة غير مكفِّرة فله حكم أصحابها.
لكن قد يقال: هذا النصرانيُّ الذي لا يعرف عن الإسلام شيئاً بدعتُه التي ارتكبها وهي مكفِّرة ارتكبها عن جهل، فهذا نعَلِّمه أولاً بأن ما انتحله غير صحيح، ثم إذا أصَرَّ حُكِمَ عليه بحكم أهل هذه البدعة، نعم.
هناك كثير من النصارى عندما يسلم يتبع مذهباً غير مذهب أهل السنة والجماعة، مثلا كالتصوّف، والتشيّع، فهل يعني نُكَفِّره لأنه دَخَلَ مذهباً غير مذهب أهل السنة والسلف الصالح، أم ننظر إليه بحسب الفرقة التي دخل فيها؟
الشيخ : إذا أسلم وانتمى إلى الإسلام، ثم اتخذ نِحْلَة مبتدَعة، فإنّنا نعطيه حكم أهل هذه النِّحْلَة، إن كانت البدعة مكفِّرة فهو كافر، ولن ينفعه انتقالُه من النصرانية إلى هذه البدعة المكفِّرة، وإن كانت لا تكفِّر فإنه لا يكفر، لكن ينبغي لأهل السّنّة أن يتلقّوا هم بأنفسهم هؤلاء الذين يسلمون، لأنه ربما يسلم راغباً في الإسلام، ثم يأتيه رجل مبتدع فيغرّه ويقول هذا هو الإسلام، فيرتكب البدعة لأنه لا يدري، فالواجب على أهل السنة أن يتلقوا هؤلاء الذين أسلموا حديثاً حتى لا يتلقفهم أحدٌ له بدعة.
السائل : يعني نكفّره عادي؟
الشيخ : كما قلتُ لك: إذا انتَحَلَ بدعة مكفِّرة فله حكم أصحابها، وإذا انتَحَلَ بدعة غير مكفِّرة فله حكم أصحابها.
لكن قد يقال: هذا النصرانيُّ الذي لا يعرف عن الإسلام شيئاً بدعتُه التي ارتكبها وهي مكفِّرة ارتكبها عن جهل، فهذا نعَلِّمه أولاً بأن ما انتحله غير صحيح، ثم إذا أصَرَّ حُكِمَ عليه بحكم أهل هذه البدعة، نعم.
3 - إذا أسلم نصراني وأصبح صوفياً أو شيعياً فهل نحكم بكفره لأنه لم يسلم على منهج أهل السنة والجماعة.؟ أستمع حفظ
إذا قال الإنسان "في ذمتي" أو" أنت مني في حرج " فهل هذا يدخل في الشرك .؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله! ما قول فضيلتكم في بعض العامة إذا كان يصدر منه اليمين، فيكون في الذمة، كأن يقول: في ذمتي، أو الحرج، فهل هذا يدخل في الشركيات؟
الشيخ : نعم، إذا قال الإنسان: في ذمتي، أو قال: أنت مني في حرج، فهذا لا يدخل في الشرك، لأنّ الشّرك هو القسم بغير الله، أما هذا فهو في حكم القسم أو في حكم اليمين ولكنه ليس القَسَم الذي يدخل صاحبه في الشرك، إلا أنَّا نقول: كونه يحلف بالله فهذا هو الذي أمر به النبي عليه الصّلاة والسّلام حيث قال: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ).
وقال الله لنبيه: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ))، فالأفضل لمن أراد الحلف أن يحلف بالله.
أما قوله: في ذمّتي، أو أنت مني في حرج، أو ما أشبه ذلك، فهذا له حكم اليمين، ولكنّه ليس يميناً يقال لقائله: إنه مشرك، فاليمين الذي يقال لصاحبه أنّه مشرك أن يقول: ومُلْكِ فلان، أو والرئيسِ الفلاني، أو والنبي، أو والكعبة، فهذا هو الذي يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ).
الشيخ : نعم، إذا قال الإنسان: في ذمتي، أو قال: أنت مني في حرج، فهذا لا يدخل في الشرك، لأنّ الشّرك هو القسم بغير الله، أما هذا فهو في حكم القسم أو في حكم اليمين ولكنه ليس القَسَم الذي يدخل صاحبه في الشرك، إلا أنَّا نقول: كونه يحلف بالله فهذا هو الذي أمر به النبي عليه الصّلاة والسّلام حيث قال: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ).
وقال الله لنبيه: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ))، فالأفضل لمن أراد الحلف أن يحلف بالله.
أما قوله: في ذمّتي، أو أنت مني في حرج، أو ما أشبه ذلك، فهذا له حكم اليمين، ولكنّه ليس يميناً يقال لقائله: إنه مشرك، فاليمين الذي يقال لصاحبه أنّه مشرك أن يقول: ومُلْكِ فلان، أو والرئيسِ الفلاني، أو والنبي، أو والكعبة، فهذا هو الذي يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ).
ما حكم الرقص في الوسط النسائي إجمالاً وتفصيلاً المبتذل وغير المبتذل وما حكم العرضة.؟
السائل : بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله .
فضيلة الشيخ حفظكم الله هذا سؤال من بعض الأخوات تسأل عن حكم الرقص إجمالاً وتفصيلاً خاصّة فيما يتعلق بالرقص في الوسط النسائي والمُبْتَذَل منه وغير المُبْتَذَل! وهل يليق بالمسلمة فعل هذا الأمر؟
الشيخ : الرقص مكروه في الأصل، ولكن إذا كان على الرقصات الغربية وتقليد الكافرات صار حراماً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن تشبه بقوم فهو منهم ).
مع أنّه أحياناً تحصل به فتنة، فقد تكون الراقصةُ امرأة رشيقة جميلة شابَّة فتفتن النساء، وإن كانت في وسط النساء، فتحصل من النساء أفعالٌ تدل على أنهن افتتنّ بها، وما كان سبباً للفتنة فإنه يُنْهَى عنه، هذا هو الجواب في حكم الرقص.
السائل : وإذا كان يا شيخ على سبيل العَرْضَة الموجودة، أو شيءٍ شبيهٍ منها، يعني تصطف مجموعة من النساء، فيتقدمن خطوات ويتأخرن خطوات وينحرفن لليمين ولليسار؟
الشيخ : لا لا، نحن نريد بالرقص الرقص التي تتمايل تمايلا تاما، حتى تصل أحيانا إلى قريب الأرض، ثم ترتفع، ثم تهتزّ يميناً وشمالاً، أمّا مجرّد الحركة اليسيرة فهذه لا تعتبر الرقص الذي نريده.
فضيلة الشيخ حفظكم الله هذا سؤال من بعض الأخوات تسأل عن حكم الرقص إجمالاً وتفصيلاً خاصّة فيما يتعلق بالرقص في الوسط النسائي والمُبْتَذَل منه وغير المُبْتَذَل! وهل يليق بالمسلمة فعل هذا الأمر؟
الشيخ : الرقص مكروه في الأصل، ولكن إذا كان على الرقصات الغربية وتقليد الكافرات صار حراماً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن تشبه بقوم فهو منهم ).
مع أنّه أحياناً تحصل به فتنة، فقد تكون الراقصةُ امرأة رشيقة جميلة شابَّة فتفتن النساء، وإن كانت في وسط النساء، فتحصل من النساء أفعالٌ تدل على أنهن افتتنّ بها، وما كان سبباً للفتنة فإنه يُنْهَى عنه، هذا هو الجواب في حكم الرقص.
السائل : وإذا كان يا شيخ على سبيل العَرْضَة الموجودة، أو شيءٍ شبيهٍ منها، يعني تصطف مجموعة من النساء، فيتقدمن خطوات ويتأخرن خطوات وينحرفن لليمين ولليسار؟
الشيخ : لا لا، نحن نريد بالرقص الرقص التي تتمايل تمايلا تاما، حتى تصل أحيانا إلى قريب الأرض، ثم ترتفع، ثم تهتزّ يميناً وشمالاً، أمّا مجرّد الحركة اليسيرة فهذه لا تعتبر الرقص الذي نريده.
ما حكم من جمع وقصر الصلاة في ذهابه إلى مدائن صالح للإتعاظ .؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جماعة كانوا خارجين إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، وقد جمعوا صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير وصلّوهما قصراً في مدائن صالح، فما حكم صلاتهم؟
الشيخ : هم مسافرون أو من أهل البلد؟
السائل : لا هم من خارج البلد؟
الشيخ : يجوز للإنسان المسافر أن يقصُر ويجمع حتى يرجع إلى بلده، سواء خرج لنزهة، أو خرج لعبادة، كالمعتمر والحاج، أو خرج لعلم، أو خرج لتجارة، المهمّ أنه ما دام مسافراً، فقد قال الله عز وجل: (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) ولم يخص الله ضرباً دون ضرب بل أطلق وعمَّم، وأنت ذكرتَ في سؤالك أنّ هؤلاء ذهبوا إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، والاتّعاظ والاعتبار نوعان:
الاتّعاظ والاعتبار بما كان لهؤلاء القوم من القوّة والقدرة، حيث كانوا ينحتون من الجبال بيوتا، فهذا لا يجوز لأن هذا يؤدّي إلى تعظيمهم، ويُقَسِّي القلب. أمّا الذي يذهب ليعتبر بأخْذِ الله وعقوبته لهم، وأنهم على هذه العظمة لم يضرّوا الله شيئاً، ولم يعجزوا الله سبحانه وتعالى فهذا لا بأس به.
ومع ذلك فإني أخبرك وأُخبر مَن يستمع ويتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثلُما أصابهم ).
فمن ذهب ودخل وهو يبكي خوفاً من الله عز وجل، فليفعل، وإلا فلا يدخل، بل يبتعد، ولهذا لما مرَّ الرسول عليه الصلاة السلام بديارهم في ذهابه إلى تبوك أو رجوعه منها قَنَّع رأسه ونَزَّله وأسرع المسير عليه الصّلاة والسّلام، فكيف بالذي يذهب وينـزل بساحتهم؟!
حتى ولو كان للاعتبار الديني فإننا لا نشير عليه بذلك، إذا كان يعتبر اعتباراً دينياً فليقرأ القرآن، القرآن إيمانُ المؤمن بما فيه أكبر من إيمانِه بما يشاهده، وإن كانت المشاهدة لا شك تعطي زيادة في الإيمان، لكن على كل حال نقول: من ذهب إلى هؤلاء القوم على الوجه الذي اشترط الرسول: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) نعم.
السائل : ولكنهم قد صلوا قصراً وجمعاً؟
الشيخ : هاه؟
السائل : صلّوا الظّهر والعصر جمعاً وقصرا.
الشيخ : نعم، نقول صلاتهم صحيحة لأنهم مسافرون.
فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جماعة كانوا خارجين إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، وقد جمعوا صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير وصلّوهما قصراً في مدائن صالح، فما حكم صلاتهم؟
الشيخ : هم مسافرون أو من أهل البلد؟
السائل : لا هم من خارج البلد؟
الشيخ : يجوز للإنسان المسافر أن يقصُر ويجمع حتى يرجع إلى بلده، سواء خرج لنزهة، أو خرج لعبادة، كالمعتمر والحاج، أو خرج لعلم، أو خرج لتجارة، المهمّ أنه ما دام مسافراً، فقد قال الله عز وجل: (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) ولم يخص الله ضرباً دون ضرب بل أطلق وعمَّم، وأنت ذكرتَ في سؤالك أنّ هؤلاء ذهبوا إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، والاتّعاظ والاعتبار نوعان:
الاتّعاظ والاعتبار بما كان لهؤلاء القوم من القوّة والقدرة، حيث كانوا ينحتون من الجبال بيوتا، فهذا لا يجوز لأن هذا يؤدّي إلى تعظيمهم، ويُقَسِّي القلب. أمّا الذي يذهب ليعتبر بأخْذِ الله وعقوبته لهم، وأنهم على هذه العظمة لم يضرّوا الله شيئاً، ولم يعجزوا الله سبحانه وتعالى فهذا لا بأس به.
ومع ذلك فإني أخبرك وأُخبر مَن يستمع ويتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثلُما أصابهم ).
فمن ذهب ودخل وهو يبكي خوفاً من الله عز وجل، فليفعل، وإلا فلا يدخل، بل يبتعد، ولهذا لما مرَّ الرسول عليه الصلاة السلام بديارهم في ذهابه إلى تبوك أو رجوعه منها قَنَّع رأسه ونَزَّله وأسرع المسير عليه الصّلاة والسّلام، فكيف بالذي يذهب وينـزل بساحتهم؟!
حتى ولو كان للاعتبار الديني فإننا لا نشير عليه بذلك، إذا كان يعتبر اعتباراً دينياً فليقرأ القرآن، القرآن إيمانُ المؤمن بما فيه أكبر من إيمانِه بما يشاهده، وإن كانت المشاهدة لا شك تعطي زيادة في الإيمان، لكن على كل حال نقول: من ذهب إلى هؤلاء القوم على الوجه الذي اشترط الرسول: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) نعم.
السائل : ولكنهم قد صلوا قصراً وجمعاً؟
الشيخ : هاه؟
السائل : صلّوا الظّهر والعصر جمعاً وقصرا.
الشيخ : نعم، نقول صلاتهم صحيحة لأنهم مسافرون.
ما معنى قول شيخ الإسلام رحمه الله : " إن تواطئ الرؤى كتواطئ الشهادات ". ؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.
الشيخ : اللهمّ صلّ وسلّم على رسول الله.
السائل : فضيلة الشّيخ ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات الفقهية: " أن تواطؤ الرؤى كتواطؤ الشهادات "؟
الشيخ : نعم، يعني معناه أنّ الرؤيا إذا تواطأت واتّفقت فهي كتواطؤ الشّهادات يعني أنها تقوِّي، مثال ذلك: رأى ثلاثة أو أربعة ليلة القدر في ليلة خمس وعشرين، فهذا تواطؤ هذه الرؤى يدلّ على أن لها أصلاً.
إذا شهد رجلان على شخص ثم شهد ثالث ورابع، أيضًا الشهادة الثالثة والرابعة تقوِّي شهادة الرجلين الأوَّلَين، وما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة صحيح، مستند إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام للجماعة الذين أُرُوا ليلة القدر: ( أَرَى رؤياكم قد تواطأت -لأنّهم رأوا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان- فمَن كان متحريها فليتحرَّها في السبع الأواخر )، نعم.
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.
الشيخ : اللهمّ صلّ وسلّم على رسول الله.
السائل : فضيلة الشّيخ ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات الفقهية: " أن تواطؤ الرؤى كتواطؤ الشهادات "؟
الشيخ : نعم، يعني معناه أنّ الرؤيا إذا تواطأت واتّفقت فهي كتواطؤ الشّهادات يعني أنها تقوِّي، مثال ذلك: رأى ثلاثة أو أربعة ليلة القدر في ليلة خمس وعشرين، فهذا تواطؤ هذه الرؤى يدلّ على أن لها أصلاً.
إذا شهد رجلان على شخص ثم شهد ثالث ورابع، أيضًا الشهادة الثالثة والرابعة تقوِّي شهادة الرجلين الأوَّلَين، وما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة صحيح، مستند إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام للجماعة الذين أُرُوا ليلة القدر: ( أَرَى رؤياكم قد تواطأت -لأنّهم رأوا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان- فمَن كان متحريها فليتحرَّها في السبع الأواخر )، نعم.
ما حكم من يقوم بعمل وليمة بعد انتهاء المرأة من عدة وفاة زوجها وما حكم تلبية الدعوة في هذه الحال.؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشيخ اعتاد بعض النّاس في الآونة الأخيرة المرأة إذا مات عنها زوجها وانتهت فترة الأربعة أشهر وعشراً، وهي ما تسمى بالحداد، أقاربها يقيمون وليمة، مَرَّة الابن، ومَرَّة الأخت، ومرّة غيرهما، وهكذا، فما حكم هذا العمل؟ وإذا كان له دخل في الصّلة ما حكم تلبية الدعوة بالنسبة لحضور هذه الولائم؟
الشيخ : والله الذي يظهر لي إن شاء الله أنّه ليس فيها شيء، لأنّ هذا شيء معتاد، وليسوا يفعلونه على سبيل التعبد، بخلاف نساء الجاهلية، نساء الجاهلية إذا تمّت السنة وكان النساء في ذلك الوقت من الجاهلية يعتَدِدْن بسنة كاملة، وتبقى في أقبح بيت، ولا تمسّ الماء، حتّى لو حاضت لا تمسّ الماء ولا تغتسل، فتبقى منتنة رائحتها كريهة، وإذا خَرَجَت بعد سنة كاملة أخذت بَعَرَة ورمت بها، فتقول: كأنَّ كل ما مر عليها أهون عليها من رَمْي هذه البعرة، كما قال النّبيّ عليه الصلاة والسلام: ( قد كانت إحداكن ترمي بالبَعرة على رأس الحول ) نعم.
الآن انتهى الوقت لأنّه أذّن، ومن كان له سؤال فندخره إن شاء الله إل الجلسة القادمة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
فضيلة الشيخ اعتاد بعض النّاس في الآونة الأخيرة المرأة إذا مات عنها زوجها وانتهت فترة الأربعة أشهر وعشراً، وهي ما تسمى بالحداد، أقاربها يقيمون وليمة، مَرَّة الابن، ومَرَّة الأخت، ومرّة غيرهما، وهكذا، فما حكم هذا العمل؟ وإذا كان له دخل في الصّلة ما حكم تلبية الدعوة بالنسبة لحضور هذه الولائم؟
الشيخ : والله الذي يظهر لي إن شاء الله أنّه ليس فيها شيء، لأنّ هذا شيء معتاد، وليسوا يفعلونه على سبيل التعبد، بخلاف نساء الجاهلية، نساء الجاهلية إذا تمّت السنة وكان النساء في ذلك الوقت من الجاهلية يعتَدِدْن بسنة كاملة، وتبقى في أقبح بيت، ولا تمسّ الماء، حتّى لو حاضت لا تمسّ الماء ولا تغتسل، فتبقى منتنة رائحتها كريهة، وإذا خَرَجَت بعد سنة كاملة أخذت بَعَرَة ورمت بها، فتقول: كأنَّ كل ما مر عليها أهون عليها من رَمْي هذه البعرة، كما قال النّبيّ عليه الصلاة والسلام: ( قد كانت إحداكن ترمي بالبَعرة على رأس الحول ) نعم.
الآن انتهى الوقت لأنّه أذّن، ومن كان له سؤال فندخره إن شاء الله إل الجلسة القادمة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
8 - ما حكم من يقوم بعمل وليمة بعد انتهاء المرأة من عدة وفاة زوجها وما حكم تلبية الدعوة في هذه الحال.؟ أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى:"والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا "من سورة النساء.
الشيخ : ولمـَّا ذكر الله حال أهل النّار أعاذني الله وإيّاكم منهم قال: (( وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات ))، والقرآن مثاني تثنّى فيه المعاني، إذا ذكر فيه أهل النّار ذكر فيه أهل الجنّة، وإذا ذكرت النّار ذكرت الجنّة، وإذا ذكر الحقّ ذكر الباطل، وهكذا وهذا هو أحد المعاني في قوله تعالى: (( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِي )).
يقول عز وجل: (( وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات )): ومثل هذا التّركيب موجود في القرآن بكثرة، يقدّم الله الإيمان على العمل الصّالح، لأنّ العمل الصّالح مبنيّ على الإيمان، فعمل بلا إيمان لا فائدة منه، فالمنافقون يعملون، يذكرون الله ويصلّون ويتصدّقون ولكن ليس عندهم إيمان فلا ينفعهم، ولهذا يقدّم الله عزّ وجلّ الإيمان على العمل الصّالح، لأنّ العمل الصّالح مبنيّ عليه.
فما هو الإيمان الذي يكثر ذكره في القرآن؟
الإيمان فسّره النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بقوله: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه )، فالذين آمنوا بهذه الأصول وعملوا الصّالحات.
(( عملوا الصّالحات )): قال بعض المعربين، بل بعض النّحويين أيضا إنّ الصّالحات صفة لموصوف والتّقدير الأعمال الصّالحات، لماذا؟
قالوا لأنّ الصّالح وصف والوصف لا يفعل، وإنّما الذي يفعل هو الموصوف هكذا قالوا، وعندي أنّه لا حاجة لذلك، عملوا الصّالحات ما دام الأمر معلوما فلا حاجة أن نقدّر ونقول إنّ عملوا مسلّط على الصالحات، فما هي الأعمال الصّالحة؟
الأعمال الصّالحة ما كانت خالصة لله، صوابًا في شريعة الله، يعني: ما كان خالصًا صوابًا كما قاله الفضيل بن عياض: " ما كان خالصًا صوابًا " ، يعني: ما جمع بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
فمن عمل عملا أشرك فيه مع الله غيره ولو يسير رياء كان عمله غيرَ صالح، ومن أخلص لله لكن على غير شريعة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان عمله غير صالح.
يقول: (( وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار )): السّين هنا للتّنفيس، وأنتم ترون الآن أنّ أصحاب النّار قيل فيهم: (( سَوْفَ نُصْلِيهِم ))، وأنّ أصحاب الجنّة قيل فيهم: (( سَنُدْخِلُهُمْ )) فهل هذا من باب اختلاف التّعبير وأنّ معنى الحرفين واحد؟
قال ابن هشام كذلك، معنى الحرفين واحد، وقيل: بل معناهما مختلف وأنّ السّين تدلّ على القرب، وسوف تدلّ على المهلة وهذا هو المعروف وهو الأصحّ.
فإذا قيل لك ذلك فلماذا جاء الوعيد لأهل النّار بسوف، والوعد لأهل الجنّة بالسّين؟
الجواب على ذلك: أنّ أهل النّار يفسح لهم لعلّهم يتوبون، يتوبون إلى الله فيرجعون وحينئذ لا يكونون من أهل النّار.
أمّا أهل الجنّة فإنّهم يدخلون الجنّة ولكن ليست جنّة الآخرة، جنّة الدّنيا قبل جنّة الآخرة: (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه ))، (( من عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة ))، ولا أحد أطيب حياة من حياة المؤمنين أبدًا، قال بعض السّلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك: الذين تمّت لهم الدّنيا على ما يريدون، " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسّيوف " : قاتلونا مقاتلة يريدون أن ينالوه ولكن لا يحصل لهم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ما يصنع أعدائي بي -لمـَّا حبس- إنّ جنّتي في صدري " .
وربّما يدلّ على أنّ أهل الجنّة منعّمون أتمّ نعيم قوله تعالى: (( لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى )): إذا جعلنا الإستثناء متّصلا، صار المعنى أنّ الموتة التي ماتوها في الدّنيا ذاقوها، والنّعيم مستمرّ من الدّنيا إلى الآخرة، ولكن أكثر العلماء يقولون: إلاّ الموتة الأولى أنّ الاستثناء هنا منقطع والتّقدير لكن الموتة الأولى.
على كلّ حال نقول: إنّما قال: (( سوف )) في أهل النّار ليمدّ لهم في الأجل لعلّهم يرجعون فأراهم العذاب وكأنّه بعيد، ولكن أهل الجنّة أراهم النّعيم كأنّه قريب حتى ينشطوا على العمل، وأيضا نقول: هم في الحقيقة في جنّة، أهل السّعادة في سعادة حتّى في الدّنيا، ولهذا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( عجبا لأمر المؤمن إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له )، فكلّ أمره خير، إن أصابته ضرّاء صبر مع الله عزّ وجلّ وصبر لله وانشرح صدره، وكما قالت رابعة العدويّة لمـَّا أصابها جرح في أصبعها أظنّ انقطع الأصبع، قالت: " إنّ حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها "، فالمؤمن في الحقيقة حتى وإن أصيب بالمصائب يوفّق للصّبر ويثيبه الله عزّ وجلّ على ذلك ولا كأنّه أصيب.
وإن أصابته سرّاء شكر، فزيد في النّعمة: (( لئن شكرتم لأزيدنّكم )).
يقول: (( سندخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار )): المراد بالجنّات هنا ما أعدّه الله عزّ وجلّ من الدّار الآخرة لهؤلاء المؤمنين، ولا يحسن هنا أن نقول أنّ الجنّات جمع جنّة وهي البستان كثير الأشجار، لأنّ هذا ينقّص من شأن الجنّة إذ لا ينصرف إلاّ إلى بساتيننا هنا في الدّنيا مرّة تيبس ومرّة تخضرّ، ومرّة تفسدها الرّياح ومرّة تستقيم.
لكن إذا قلت: الجنّات جمع جنّة وهي الدّار التي أعدّها الله سبحانه وتعالى للمتّقين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حينئذ يبتهج القلب ويسرّ.
وقوله: (( تجري من تحتها الأنهار )) كيف تجري من تحتها؟ أليس النّهر لا يجري إلاّ من تحت؟ وإن قلت من تحتها، أي: من تحت الأرض في جوف الأرض مشكل؟
قال العلماء: المراد من تحتها أي: تحت أشجارها وقصورها، أنهار مطّردة تحت الأشجار وتحت القصور فهي من تحتها، وهذه الأنهار أصنافها أربعة كما قال الله تعالى: (( مثل الجنّة التي وُعد المتّقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذّة للشّاربين وأنهار من عسل مصفّى )) هذه أربعة أنواع من الأنهار في الجنّة.
(( خالدين فيها )) خالدين حال، أين صاحبها؟
الطالب : الضّمير.
الشيخ : الضّمير في قوله: (( سندخلهم )) أي ضمير الهاء.
وقوله: (( خالدين فيها )) بيّن أنّ هذا الخلود أبديّ فقال: (( خالدين فيها أبدا )) أبد الآبدين، لا منتهى له.
فإذا قال قائل: كيف يعيش الإنسان وهو يرى أنّه باق دائما في هذا؟
نقول نعم لأنّ كلّ ساعة تتجدّد له لذّة ونعيم (( كلّما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها )).
في الدّنيا ننتظر الموت حتى نرتحل عن هذه الدّنيا لكن في الآخرة لا تنتظر الموت أنت دائما في سرور ونعيم: (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيّا ))، فهم في نعيم دائم نسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم منهم.
(( لهم فيها أزواج مطهّرة وندخلهم ظلاّ ظليلا )) لهم أي: للذين آمنوا وعملوا الصّالحات.
فيها أزواج مطهّرة: أزواج جمع زوج وهي الأنثى ويطق على الرّجل أيضا، يقال زوج فلانة ويقال زوج فلان، زوج فلان صحّ؟
الطالب : صحّ.
الشيخ : يعني؟
الطالب : زوجته.
الشيخ : زوجته، لكن في الفرائض يجب أن تأتي بالتّاء، في غير الفرائض لا تأتي بالتّاء، لأنّ الإتيان بالتّاء لغة رديئة أو قليلة، نعم، مطهّرة من أيّ شيء؟
مطهّرة طهارة حسّيّة، ومطهّرة طهارة معنويّة، فالطّهارة الحسّيّة: مطهّرة من البول والغائط والحيض والاستحاضة والنّفاس والصّفرة والكدرة والعرق والرّائحة المنتنة وغير ذلك، من كلّ ما يُستحبّ إزالته والتّنزّه عنه هي مطهّرة عنه، ومطهّرة أيضًا طهارة معنويّة، وذلك أنّها خالية من كلّ خلق سيّء: لا غضب، ولا تكره للزّوج، ولا كراهة، ولا عصيان، ولا اكفهراراً في وجهه، فهي مطهّرة من كلّ خلق رذيل ومن كلّ أذى وقذر.
فالطّهارة إذن حسّيّة ومعنويّة، اشتكت النّساء وقالت: الرّجال لهم أزواج مطهّرة فما بالنا نحن؟! ماذا نقول لهنّ؟
الطالب : أنت لكن.
الشيخ : أنتنّ لكنّ أزواج مطهّرون، نعم، إنّ الله طيّب ولا يكون جاره إلاّ الطّيّب، وأنتنّ في الآخرة كلّ واحدة منكنّ لا تريد إلاّ زوجها: (( فيهنّ قاصرات الطّرف )): كلّ واحدة قاصرة طرفها على زوجها ومتنعّمة به، وأنتنّ خير من سواكنّ، فلا تجزعن ولكن لما كان الزّوج هو الطّالب غالبًا صار هو الذي يقال له: لك زوجة فيها كذا وفيها كذا وأمّا الزّوجة فلا تكون طالبة إلاّ نادراً.
قال: (( وندخلهم ظلاّ ظليلا )) الظّلّ معروف هو: ما فاءت عنه الشّمس، وإن شئت فقل ما لم تحلّه الشّمس سواء كان فيئا أو ظلاّ من أوّل النّهار.
وأما الظليل فهو المؤدي معناه تمامًا ، لأن من الظل ما ليس بظليل ، لو جلست تحت ظل جدار بأيام الصيف فأنت في ظل ، لكن هل هو ظليل ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا ؟ لأن وهف الحر يأتيك ، لكن الجنة ظل ظليل .
يقول عز وجل: (( وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات )): ومثل هذا التّركيب موجود في القرآن بكثرة، يقدّم الله الإيمان على العمل الصّالح، لأنّ العمل الصّالح مبنيّ على الإيمان، فعمل بلا إيمان لا فائدة منه، فالمنافقون يعملون، يذكرون الله ويصلّون ويتصدّقون ولكن ليس عندهم إيمان فلا ينفعهم، ولهذا يقدّم الله عزّ وجلّ الإيمان على العمل الصّالح، لأنّ العمل الصّالح مبنيّ عليه.
فما هو الإيمان الذي يكثر ذكره في القرآن؟
الإيمان فسّره النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بقوله: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه )، فالذين آمنوا بهذه الأصول وعملوا الصّالحات.
(( عملوا الصّالحات )): قال بعض المعربين، بل بعض النّحويين أيضا إنّ الصّالحات صفة لموصوف والتّقدير الأعمال الصّالحات، لماذا؟
قالوا لأنّ الصّالح وصف والوصف لا يفعل، وإنّما الذي يفعل هو الموصوف هكذا قالوا، وعندي أنّه لا حاجة لذلك، عملوا الصّالحات ما دام الأمر معلوما فلا حاجة أن نقدّر ونقول إنّ عملوا مسلّط على الصالحات، فما هي الأعمال الصّالحة؟
الأعمال الصّالحة ما كانت خالصة لله، صوابًا في شريعة الله، يعني: ما كان خالصًا صوابًا كما قاله الفضيل بن عياض: " ما كان خالصًا صوابًا " ، يعني: ما جمع بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
فمن عمل عملا أشرك فيه مع الله غيره ولو يسير رياء كان عمله غيرَ صالح، ومن أخلص لله لكن على غير شريعة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان عمله غير صالح.
يقول: (( وَالذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار )): السّين هنا للتّنفيس، وأنتم ترون الآن أنّ أصحاب النّار قيل فيهم: (( سَوْفَ نُصْلِيهِم ))، وأنّ أصحاب الجنّة قيل فيهم: (( سَنُدْخِلُهُمْ )) فهل هذا من باب اختلاف التّعبير وأنّ معنى الحرفين واحد؟
قال ابن هشام كذلك، معنى الحرفين واحد، وقيل: بل معناهما مختلف وأنّ السّين تدلّ على القرب، وسوف تدلّ على المهلة وهذا هو المعروف وهو الأصحّ.
فإذا قيل لك ذلك فلماذا جاء الوعيد لأهل النّار بسوف، والوعد لأهل الجنّة بالسّين؟
الجواب على ذلك: أنّ أهل النّار يفسح لهم لعلّهم يتوبون، يتوبون إلى الله فيرجعون وحينئذ لا يكونون من أهل النّار.
أمّا أهل الجنّة فإنّهم يدخلون الجنّة ولكن ليست جنّة الآخرة، جنّة الدّنيا قبل جنّة الآخرة: (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه ))، (( من عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة ))، ولا أحد أطيب حياة من حياة المؤمنين أبدًا، قال بعض السّلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك: الذين تمّت لهم الدّنيا على ما يريدون، " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسّيوف " : قاتلونا مقاتلة يريدون أن ينالوه ولكن لا يحصل لهم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ما يصنع أعدائي بي -لمـَّا حبس- إنّ جنّتي في صدري " .
وربّما يدلّ على أنّ أهل الجنّة منعّمون أتمّ نعيم قوله تعالى: (( لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى )): إذا جعلنا الإستثناء متّصلا، صار المعنى أنّ الموتة التي ماتوها في الدّنيا ذاقوها، والنّعيم مستمرّ من الدّنيا إلى الآخرة، ولكن أكثر العلماء يقولون: إلاّ الموتة الأولى أنّ الاستثناء هنا منقطع والتّقدير لكن الموتة الأولى.
على كلّ حال نقول: إنّما قال: (( سوف )) في أهل النّار ليمدّ لهم في الأجل لعلّهم يرجعون فأراهم العذاب وكأنّه بعيد، ولكن أهل الجنّة أراهم النّعيم كأنّه قريب حتى ينشطوا على العمل، وأيضا نقول: هم في الحقيقة في جنّة، أهل السّعادة في سعادة حتّى في الدّنيا، ولهذا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( عجبا لأمر المؤمن إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له )، فكلّ أمره خير، إن أصابته ضرّاء صبر مع الله عزّ وجلّ وصبر لله وانشرح صدره، وكما قالت رابعة العدويّة لمـَّا أصابها جرح في أصبعها أظنّ انقطع الأصبع، قالت: " إنّ حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها "، فالمؤمن في الحقيقة حتى وإن أصيب بالمصائب يوفّق للصّبر ويثيبه الله عزّ وجلّ على ذلك ولا كأنّه أصيب.
وإن أصابته سرّاء شكر، فزيد في النّعمة: (( لئن شكرتم لأزيدنّكم )).
يقول: (( سندخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار )): المراد بالجنّات هنا ما أعدّه الله عزّ وجلّ من الدّار الآخرة لهؤلاء المؤمنين، ولا يحسن هنا أن نقول أنّ الجنّات جمع جنّة وهي البستان كثير الأشجار، لأنّ هذا ينقّص من شأن الجنّة إذ لا ينصرف إلاّ إلى بساتيننا هنا في الدّنيا مرّة تيبس ومرّة تخضرّ، ومرّة تفسدها الرّياح ومرّة تستقيم.
لكن إذا قلت: الجنّات جمع جنّة وهي الدّار التي أعدّها الله سبحانه وتعالى للمتّقين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حينئذ يبتهج القلب ويسرّ.
وقوله: (( تجري من تحتها الأنهار )) كيف تجري من تحتها؟ أليس النّهر لا يجري إلاّ من تحت؟ وإن قلت من تحتها، أي: من تحت الأرض في جوف الأرض مشكل؟
قال العلماء: المراد من تحتها أي: تحت أشجارها وقصورها، أنهار مطّردة تحت الأشجار وتحت القصور فهي من تحتها، وهذه الأنهار أصنافها أربعة كما قال الله تعالى: (( مثل الجنّة التي وُعد المتّقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذّة للشّاربين وأنهار من عسل مصفّى )) هذه أربعة أنواع من الأنهار في الجنّة.
(( خالدين فيها )) خالدين حال، أين صاحبها؟
الطالب : الضّمير.
الشيخ : الضّمير في قوله: (( سندخلهم )) أي ضمير الهاء.
وقوله: (( خالدين فيها )) بيّن أنّ هذا الخلود أبديّ فقال: (( خالدين فيها أبدا )) أبد الآبدين، لا منتهى له.
فإذا قال قائل: كيف يعيش الإنسان وهو يرى أنّه باق دائما في هذا؟
نقول نعم لأنّ كلّ ساعة تتجدّد له لذّة ونعيم (( كلّما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها )).
في الدّنيا ننتظر الموت حتى نرتحل عن هذه الدّنيا لكن في الآخرة لا تنتظر الموت أنت دائما في سرور ونعيم: (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيّا ))، فهم في نعيم دائم نسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم منهم.
(( لهم فيها أزواج مطهّرة وندخلهم ظلاّ ظليلا )) لهم أي: للذين آمنوا وعملوا الصّالحات.
فيها أزواج مطهّرة: أزواج جمع زوج وهي الأنثى ويطق على الرّجل أيضا، يقال زوج فلانة ويقال زوج فلان، زوج فلان صحّ؟
الطالب : صحّ.
الشيخ : يعني؟
الطالب : زوجته.
الشيخ : زوجته، لكن في الفرائض يجب أن تأتي بالتّاء، في غير الفرائض لا تأتي بالتّاء، لأنّ الإتيان بالتّاء لغة رديئة أو قليلة، نعم، مطهّرة من أيّ شيء؟
مطهّرة طهارة حسّيّة، ومطهّرة طهارة معنويّة، فالطّهارة الحسّيّة: مطهّرة من البول والغائط والحيض والاستحاضة والنّفاس والصّفرة والكدرة والعرق والرّائحة المنتنة وغير ذلك، من كلّ ما يُستحبّ إزالته والتّنزّه عنه هي مطهّرة عنه، ومطهّرة أيضًا طهارة معنويّة، وذلك أنّها خالية من كلّ خلق سيّء: لا غضب، ولا تكره للزّوج، ولا كراهة، ولا عصيان، ولا اكفهراراً في وجهه، فهي مطهّرة من كلّ خلق رذيل ومن كلّ أذى وقذر.
فالطّهارة إذن حسّيّة ومعنويّة، اشتكت النّساء وقالت: الرّجال لهم أزواج مطهّرة فما بالنا نحن؟! ماذا نقول لهنّ؟
الطالب : أنت لكن.
الشيخ : أنتنّ لكنّ أزواج مطهّرون، نعم، إنّ الله طيّب ولا يكون جاره إلاّ الطّيّب، وأنتنّ في الآخرة كلّ واحدة منكنّ لا تريد إلاّ زوجها: (( فيهنّ قاصرات الطّرف )): كلّ واحدة قاصرة طرفها على زوجها ومتنعّمة به، وأنتنّ خير من سواكنّ، فلا تجزعن ولكن لما كان الزّوج هو الطّالب غالبًا صار هو الذي يقال له: لك زوجة فيها كذا وفيها كذا وأمّا الزّوجة فلا تكون طالبة إلاّ نادراً.
قال: (( وندخلهم ظلاّ ظليلا )) الظّلّ معروف هو: ما فاءت عنه الشّمس، وإن شئت فقل ما لم تحلّه الشّمس سواء كان فيئا أو ظلاّ من أوّل النّهار.
وأما الظليل فهو المؤدي معناه تمامًا ، لأن من الظل ما ليس بظليل ، لو جلست تحت ظل جدار بأيام الصيف فأنت في ظل ، لكن هل هو ظليل ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا ؟ لأن وهف الحر يأتيك ، لكن الجنة ظل ظليل .
اضيفت في - 2005-08-27