سلسلة لقاء الباب المفتوح-045b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
بقية جواب ما حكم الإنتساب إلى الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة .؟
الشيخ : وهؤلاء إخوانيّون، وهؤلاء سلفيّون، وهؤلاء إصلاحيّون وما أشبه ذلك، أرى أنّه يجب أن يجتمع بعضُهم إلى بعض، وأن يتدارسوا الأمر، وأن يخرجوا بفكرٍ واحد ورأي واحد، أمّا أن يتعادون الآن كما هو في السّاحة، فتجد هؤلاء يسبّون هؤلاء ويقعون في أعراضهم، وهذا يوهن الجميع الآن، فالعامّة إذا رأوا أنّهم في عمى هذا يقول الحق عندي، والباطل مع ذاك، وهذا يقول الحق عندي، والباطل مع الآخر، تبقى العامّة متحيِّرة.
السائل : طيّب يا شيخ طالب العلم !
الشيخ : لا، لك سؤال واحد.
السائل : فهذا موضوع مهم ويحتاج إلى فتاوى صريحة، لأنّ الشّباب تفرّقوا.
الشيخ : أنا الآن أعطيتك فتوى صريحة، الصّريحة أوّلاً: أنا أرى أنه لا يجوز التّحزّب أبدًا.
السائل : طيب يجوز الانتساب يا شيخ؟
الشيخ : ولا الانتساب، فالانتساب معناه: أنّك تشعر بأنّك منفرد عن الآخرين، وكيف تنفرد عن الآخرين وهم إخوانك من المؤمنين، إخوانك أخطؤوا في شيء عَمَلي أو عَقَدي اجتمع بهم وناقشهم وبيّن لهم الخطأ، لكن ثق بأنّهم إذا سمعوا مثلاً أنّ هؤلاء يقدحون فيهم أو يحذِّرون منهم، فسيزداد تمسكّهم بما هم عليه، حتى وإن كان باطلا، لأنّ هذه طبيعة النفس البشرية.
ولكن لو أنّنا قلنا: يا جماعة كلّنا إخوان مسلمون، كلّنا نريد الوصول إلى شريعة الله، فلنكن عليها سواءً، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ يقول: (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً )) فكيف بإخواننا المسلمين؟! تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، فمثلا التبليغيون عندهم قاعدة: أن يخرج الإنسان ثلاثة أيام، أو أربعة، أو أسبوعا، أو شهرا، فنبحث هذه الطريقة ما هي؟
وعندهم مثلا عدم الخوض في المسائل العلمية، والتعمق فيها، فنبحث معهم، ونقول لماذا تقرّرون ثلاثة أيّام، أو أربعة، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو ما أشبه ذلك؟ لماذا؟ وننظر إذا كان لهم غرضٌ صحيح ومقصودٌ ونافع، فلا نذهب لنُبَدِّعَهم، ونشهِّرَ بهم من أجل ذلك، وإذا كانوا يكرهون المناقشة في العلم والتعمق فيه، نسألهم: لماذا؟
قالوا: لئلاّ تحصل عداوة بين المتناقشين، نقول هذا غلط، فالإنسان الذي يريد الحق لو ناقشه غيرُه للوصول إلى الحقّ لا يكرهه، بل قد يقول: هذا من نعمة الله عليَّ أنّ أحداً يناقشني حتّى إذا كنتُ على خطأ يتبيَّن لي خطئي.
السائل : سؤال آخر في نفس الموضوع.
الشيخ : لا ما فيه سؤال.
السائل : طلبتك يا شيخ سالم الطويل، وحمد العثمان عندنا في الكويت يحاربان صراحة عدم الحزبية، ويضادون من بعض الجماعات إلا من رحم الله، فما نصيحتك لهما؟ الشّيخ حمد وسالم الطّويل.
الشيخ : أنا هذه نصيحتي وقد سمعتها الآن لهما ولغيرهما، وأنا أخبرك أيضاً أنه في مجلسنا هذا لا نتعرض لاسم شخص، لكن لكونك لا تدري عن منهجنا نسامحك في هذا.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : وإلاّ لا نرضى أن أحداً يتكلّم عن شخص معيّن، مهما كان، نعم.
السائل : طيّب يا شيخ طالب العلم !
الشيخ : لا، لك سؤال واحد.
السائل : فهذا موضوع مهم ويحتاج إلى فتاوى صريحة، لأنّ الشّباب تفرّقوا.
الشيخ : أنا الآن أعطيتك فتوى صريحة، الصّريحة أوّلاً: أنا أرى أنه لا يجوز التّحزّب أبدًا.
السائل : طيب يجوز الانتساب يا شيخ؟
الشيخ : ولا الانتساب، فالانتساب معناه: أنّك تشعر بأنّك منفرد عن الآخرين، وكيف تنفرد عن الآخرين وهم إخوانك من المؤمنين، إخوانك أخطؤوا في شيء عَمَلي أو عَقَدي اجتمع بهم وناقشهم وبيّن لهم الخطأ، لكن ثق بأنّهم إذا سمعوا مثلاً أنّ هؤلاء يقدحون فيهم أو يحذِّرون منهم، فسيزداد تمسكّهم بما هم عليه، حتى وإن كان باطلا، لأنّ هذه طبيعة النفس البشرية.
ولكن لو أنّنا قلنا: يا جماعة كلّنا إخوان مسلمون، كلّنا نريد الوصول إلى شريعة الله، فلنكن عليها سواءً، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ يقول: (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً )) فكيف بإخواننا المسلمين؟! تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، فمثلا التبليغيون عندهم قاعدة: أن يخرج الإنسان ثلاثة أيام، أو أربعة، أو أسبوعا، أو شهرا، فنبحث هذه الطريقة ما هي؟
وعندهم مثلا عدم الخوض في المسائل العلمية، والتعمق فيها، فنبحث معهم، ونقول لماذا تقرّرون ثلاثة أيّام، أو أربعة، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو ما أشبه ذلك؟ لماذا؟ وننظر إذا كان لهم غرضٌ صحيح ومقصودٌ ونافع، فلا نذهب لنُبَدِّعَهم، ونشهِّرَ بهم من أجل ذلك، وإذا كانوا يكرهون المناقشة في العلم والتعمق فيه، نسألهم: لماذا؟
قالوا: لئلاّ تحصل عداوة بين المتناقشين، نقول هذا غلط، فالإنسان الذي يريد الحق لو ناقشه غيرُه للوصول إلى الحقّ لا يكرهه، بل قد يقول: هذا من نعمة الله عليَّ أنّ أحداً يناقشني حتّى إذا كنتُ على خطأ يتبيَّن لي خطئي.
السائل : سؤال آخر في نفس الموضوع.
الشيخ : لا ما فيه سؤال.
السائل : طلبتك يا شيخ سالم الطويل، وحمد العثمان عندنا في الكويت يحاربان صراحة عدم الحزبية، ويضادون من بعض الجماعات إلا من رحم الله، فما نصيحتك لهما؟ الشّيخ حمد وسالم الطّويل.
الشيخ : أنا هذه نصيحتي وقد سمعتها الآن لهما ولغيرهما، وأنا أخبرك أيضاً أنه في مجلسنا هذا لا نتعرض لاسم شخص، لكن لكونك لا تدري عن منهجنا نسامحك في هذا.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : وإلاّ لا نرضى أن أحداً يتكلّم عن شخص معيّن، مهما كان، نعم.
ما حكم جعل بناء لحفظ قبر من وطء الدواب.؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ في المنطقة التي أنا موجود فيها الآن يوجد قبر خارج البلدة!
الشيخ : أين هذه البلدة؟
السائل : في منطقة قريبة من دخنة.
الشيخ : قرية يعني؟
السائل : قرية، يوجد قبر خارج هذه القرية، وقد نبتت على هذا القبر شجرة، فجاءت الإبل تأكل من هذه الشجرة، وتدوس على هذا القبر، وحفاظاً على هذا القبر وُضِعَ حوله سور، فهل هذا العمل جائز أم لا؟
الشيخ : أوّلًا بارك الله فيك المسألة ليست مشكلة، هذه الشجرة تقلع من أصلها.
السائل : أنا أسأل عن السّور يا شيخ السور الذي حول القبر؟
الشيخ : خلّيك معي، إذا قلعناها من أصلها ما جاءت الإبل، وسلمنا مِن شر الإبل، وبقي القبر على ما هو عليه، وأمّا البناية عليه فأخشى إن طال بالناس زمان أن يضلّوا بهذا، فيعتقدون أنّه قبر ولي أو صالح، ثم تعود مسألة القبور إلى هذه المملكة بعد أن طهّرها الله منها على يد الإمام محمد بن عبد الوهّاب -رحمه الله-، فالآن لابد أن تبلّغ القاضي في الموضوع، خصوصاً إذا كان البناء قريب كأنه !
السائل : قريب.
الشيخ : كأنه حجرة.
السائل : نعم كأنّه حجرة.
الشيخ : فهذا لابد أن يزال، والقبر إما أن يُنقل إلى مكان آخر إن كان بقي فيه رُفاتَ، وإن كان قد ذهب ذهب، نعم.
الشيخ : أين هذه البلدة؟
السائل : في منطقة قريبة من دخنة.
الشيخ : قرية يعني؟
السائل : قرية، يوجد قبر خارج هذه القرية، وقد نبتت على هذا القبر شجرة، فجاءت الإبل تأكل من هذه الشجرة، وتدوس على هذا القبر، وحفاظاً على هذا القبر وُضِعَ حوله سور، فهل هذا العمل جائز أم لا؟
الشيخ : أوّلًا بارك الله فيك المسألة ليست مشكلة، هذه الشجرة تقلع من أصلها.
السائل : أنا أسأل عن السّور يا شيخ السور الذي حول القبر؟
الشيخ : خلّيك معي، إذا قلعناها من أصلها ما جاءت الإبل، وسلمنا مِن شر الإبل، وبقي القبر على ما هو عليه، وأمّا البناية عليه فأخشى إن طال بالناس زمان أن يضلّوا بهذا، فيعتقدون أنّه قبر ولي أو صالح، ثم تعود مسألة القبور إلى هذه المملكة بعد أن طهّرها الله منها على يد الإمام محمد بن عبد الوهّاب -رحمه الله-، فالآن لابد أن تبلّغ القاضي في الموضوع، خصوصاً إذا كان البناء قريب كأنه !
السائل : قريب.
الشيخ : كأنه حجرة.
السائل : نعم كأنّه حجرة.
الشيخ : فهذا لابد أن يزال، والقبر إما أن يُنقل إلى مكان آخر إن كان بقي فيه رُفاتَ، وإن كان قد ذهب ذهب، نعم.
ما حكم التدرب على أكل الحيات في الجيش لأجل التعود على أكلها في مناطق الشدة في الحرب.؟
السائل : بسم الله .
فضيلة الشّيخ بالنّسبة للسّؤال الثّاني من هذا اللقاء !
الشيخ : إيش؟
السائل : بالنّسبة لسؤال الأخ عن أكل الضّفادع.
الشيخ : نعم.
السائل : بالنّسبة لهذا نجد أن بعض التدريبات التي تحصل في الجيش وكذا إنما تكون في مناطق الشّدّة.
الشيخ : مناطق إيش؟
السائل : الشّدّة، في الحروب يعني، الإنسان يضطرّ إلى أكل هذه المسائل يعني، ليس قصداً وإنّما يتدرّبون عليها من أجل الضّرورة.
الشيخ : لكن يا أخي الإنسان إذا جاع سيأكل سواء تدرَّب أو لم يتدرّب.
السائل : نعم.
الشيخ : فإنه لا يحتاج إلى أن يتدرب، وهل يتدرب الواحد على الأكل؟ الإنسان إذا جاع فإنه يأكل، ولكن يتدرب على ملاقاة الأعداء، وعلى الكرّ والفر، لا بأس.
السائل : نعم.
الشيخ : أمّا أن يتدرّب على الأكل وعلى شرب البول فهذا ليس بصحيح.
السائل : ولكن في مناطق الشدة يا شيخ لا يجدون ما يأكلون.
الشيخ : طيب مناطق الشّدّة، إذا وقعت في الشدة ولم تجد فيها إلا حيات أكلت وإن لم أتدرّب، الصّبيّ يهديه الله إلى ثدي أمّه، ويعرف مكان الثّدي، والإنسان الكبير لا يعرف أنه إذا جاع يأكل الدابة أو الحية؟ فلا يحتاج هذا إلى تدرّب أبدًا.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : ثمّ لاحظ السّمّ، قد تقول: إنّهم يدربّونهم على السّمّ، السّمّ ليس في نفس الجسم، السم يحصل من انفعال هذا الحيوان، ثم يبرز منه هذا السائل، كما أنّ الإنسان فيه الماء المهين الذي يخلق منه الولد، فإنه لا يخرج إلاّ بعد أن توجد أسبابه، أي نعم.
فضيلة الشّيخ بالنّسبة للسّؤال الثّاني من هذا اللقاء !
الشيخ : إيش؟
السائل : بالنّسبة لسؤال الأخ عن أكل الضّفادع.
الشيخ : نعم.
السائل : بالنّسبة لهذا نجد أن بعض التدريبات التي تحصل في الجيش وكذا إنما تكون في مناطق الشّدّة.
الشيخ : مناطق إيش؟
السائل : الشّدّة، في الحروب يعني، الإنسان يضطرّ إلى أكل هذه المسائل يعني، ليس قصداً وإنّما يتدرّبون عليها من أجل الضّرورة.
الشيخ : لكن يا أخي الإنسان إذا جاع سيأكل سواء تدرَّب أو لم يتدرّب.
السائل : نعم.
الشيخ : فإنه لا يحتاج إلى أن يتدرب، وهل يتدرب الواحد على الأكل؟ الإنسان إذا جاع فإنه يأكل، ولكن يتدرب على ملاقاة الأعداء، وعلى الكرّ والفر، لا بأس.
السائل : نعم.
الشيخ : أمّا أن يتدرّب على الأكل وعلى شرب البول فهذا ليس بصحيح.
السائل : ولكن في مناطق الشدة يا شيخ لا يجدون ما يأكلون.
الشيخ : طيب مناطق الشّدّة، إذا وقعت في الشدة ولم تجد فيها إلا حيات أكلت وإن لم أتدرّب، الصّبيّ يهديه الله إلى ثدي أمّه، ويعرف مكان الثّدي، والإنسان الكبير لا يعرف أنه إذا جاع يأكل الدابة أو الحية؟ فلا يحتاج هذا إلى تدرّب أبدًا.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : ثمّ لاحظ السّمّ، قد تقول: إنّهم يدربّونهم على السّمّ، السّمّ ليس في نفس الجسم، السم يحصل من انفعال هذا الحيوان، ثم يبرز منه هذا السائل، كما أنّ الإنسان فيه الماء المهين الذي يخلق منه الولد، فإنه لا يخرج إلاّ بعد أن توجد أسبابه، أي نعم.
ما حكم بيع الحيوانات والطيور بأسعار غالية كستين ألفا لبعض الحيوانات.؟
السائل : سماحة الشّيخ بعض الناس يشتغل في بيع الحيوانات والطيور بأسعار غالية، وقد يصل سعر الحيوان إلى ستين ألف ريال، أو الطير إلى خمسة آلاف، أو عشرة آلاف ريال، فما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : أي طير هذا؟ يعني الصّقور؟
السائل : مثل الحمام، وغيرها!
الشيخ : والله هم ذكروا أن هناك أنواعاً معينة تكون غالية، ويكون كل السّوق على هذا السّعر، فإذا كان هذا هو رغبة الناس فلا بأس.
لكن بالنسبة للحمام، أنا أخشى أن قيمتها لم تزد هذه الزيادة إلا من أجل اللعب بها، واللّعب بالحمام مضيعة للوقت، منهي عنه، وإلا ما الفرق بين حمامة بعشر ريالات وحمامة بخمسة آلاف؟
السائل : هناك نوع من الحمام يوصل الرسائل من الدّمام وإلى الكويت!
الشيخ : الحمام كان يوصل الرّسائل في السابق، يوم كان الناس على الإبل والحمير، الآن الرّسالة بالفاكس موجودة، وموجودة بالتليفون شفوياً، فليست هناك حاجة إليها الآن.
السائل : ومن اشتغل في هذا يا شيخ؟
الشيخ : والله أرى أنّ هذا مما يخشى أن تكون من إضاعة المال من جهة، ومن الإعانة على اللهو من جهة أخرى، أمّا كونه من إضاعة المال: فكيف أبذل خمسة آلاف في هذه الحمامة؟ فربما يأتي قط ويأكلها، أو تموت من العطش، أو ما أشبه ذلك! نعم.
الشيخ : أي طير هذا؟ يعني الصّقور؟
السائل : مثل الحمام، وغيرها!
الشيخ : والله هم ذكروا أن هناك أنواعاً معينة تكون غالية، ويكون كل السّوق على هذا السّعر، فإذا كان هذا هو رغبة الناس فلا بأس.
لكن بالنسبة للحمام، أنا أخشى أن قيمتها لم تزد هذه الزيادة إلا من أجل اللعب بها، واللّعب بالحمام مضيعة للوقت، منهي عنه، وإلا ما الفرق بين حمامة بعشر ريالات وحمامة بخمسة آلاف؟
السائل : هناك نوع من الحمام يوصل الرسائل من الدّمام وإلى الكويت!
الشيخ : الحمام كان يوصل الرّسائل في السابق، يوم كان الناس على الإبل والحمير، الآن الرّسالة بالفاكس موجودة، وموجودة بالتليفون شفوياً، فليست هناك حاجة إليها الآن.
السائل : ومن اشتغل في هذا يا شيخ؟
الشيخ : والله أرى أنّ هذا مما يخشى أن تكون من إضاعة المال من جهة، ومن الإعانة على اللهو من جهة أخرى، أمّا كونه من إضاعة المال: فكيف أبذل خمسة آلاف في هذه الحمامة؟ فربما يأتي قط ويأكلها، أو تموت من العطش، أو ما أشبه ذلك! نعم.
حديث :"من أتى عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بماأنزل على محمد " هل هو كفر أكبر.؟
السائل : شيخ عفا الله عنك ما جاء عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم من قوله: ( من أتى عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمّد ) هل هذا كفر مخرج من الملّة أو في هذا تفصيل؟
الشيخ : أي نعم، الحديث ( من أتى عرّافا فصدّقه )، فإذا قال لك العرّاف: سيكون في الشّهر الفلاني كذا وكذا، ثم صدّقته، فهذا يتضمّن تكذيب قوله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) لأنّك الآن آمنت بأنّ هذا الكلام من هذا الكاهن أو العرّاف حقّ، فيكون بذلك كفرًا أكبر، لأنّ كل شيء يتضمّن تكذيب ما قاله الله ورسوله فهو كفر، ولهذا جاء الحديث الذي رواه مسلم: ( من أتى عرافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما )، ولم يذكر الكفر لأنّ هذا سأل مجرّد سؤال ولم يصدّق، بخلاف الذي سأل فصدّق، فإنّ تصديقه يتضمّن تكذيب قوله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ))، ويكون كفرا.
السائل : يكون كفر أكبر؟
الشيخ : كفرا مخرجا عن الملّة، نعم.
الشيخ : ونحن الحمد لله شاهدنا كذبهم، في أول السنة الميلادية في العام الماضي، مع الأسف نشرت الصّحف عن واحدة من الكاهنات أنها قالت أشياء كثيرة ما شاهدنا منها ولا شيء، ولا واحد، ولكنّهم يدجّلون على الناس، والناس مع ضعف الإيمان كلّ شيء يتشبّثون به، نعم.
الشيخ : أي نعم، الحديث ( من أتى عرّافا فصدّقه )، فإذا قال لك العرّاف: سيكون في الشّهر الفلاني كذا وكذا، ثم صدّقته، فهذا يتضمّن تكذيب قوله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) لأنّك الآن آمنت بأنّ هذا الكلام من هذا الكاهن أو العرّاف حقّ، فيكون بذلك كفرًا أكبر، لأنّ كل شيء يتضمّن تكذيب ما قاله الله ورسوله فهو كفر، ولهذا جاء الحديث الذي رواه مسلم: ( من أتى عرافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما )، ولم يذكر الكفر لأنّ هذا سأل مجرّد سؤال ولم يصدّق، بخلاف الذي سأل فصدّق، فإنّ تصديقه يتضمّن تكذيب قوله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ))، ويكون كفرا.
السائل : يكون كفر أكبر؟
الشيخ : كفرا مخرجا عن الملّة، نعم.
الشيخ : ونحن الحمد لله شاهدنا كذبهم، في أول السنة الميلادية في العام الماضي، مع الأسف نشرت الصّحف عن واحدة من الكاهنات أنها قالت أشياء كثيرة ما شاهدنا منها ولا شيء، ولا واحد، ولكنّهم يدجّلون على الناس، والناس مع ضعف الإيمان كلّ شيء يتشبّثون به، نعم.
ما حكم من يعمل في فراشة مسجد وتنظيفه ولا يعمل شيئا ويستأجر آخر بثمن أقل ليقوم به ويأخذ راتب الوزارة.؟
الشيخ : نعم يا أخي؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ ما الحكم في شخص يعمل في فراشة مسجد، ويأخذ المكافأة، ويجعل عاملاً هندياً يعمل في المسجد بدلاً عنه، ويعطيه 300 ريال من الراتب، والباقي يأخذه، وهو لا يعمل شيئاً؟
الشيخ : أنا بلغني عن المسؤولين في الأوقاف أن الفراشة لا يقصد بها الشخص بعينه بل يقصد العمل، فمتى أمّن لهم الإنسان فراشة هذا المسجد وتنظيفه فليكن بأيّ طريق ٍكان، وقالوا لي: لا بأس إذا كان الإنسان أخذ الفراشة وعنده عامل، أو استأجر عاملاً يقوم بهذا، يقولون: نحن لا نرى في هذا بأسا لأنه ليس لنا إلا العمل فقط.
أمّا الإمام فلا يجوز له، فلو أن إماماً أراد أن يترك الإمامة ويجعل فيها رجلا آخر، فإنّه لا يجوز، لأنّ الإمام قد يقصد بعينه لكونه قارئًا، أو لكونه عالماً، أو ما أشبه ذلك.
مع أنّي أرى أنّ الورع ترك هذا، وأنّ الإنسان إمّا أن يباشر الشّيء بنفسه وإلاّ فليتركه لغيره من أناس آخرين محتاجين، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه *الإختيارات* قال : " من أكل المال بالباطل قوم يأخذون الوظائف، ويستنيبون غيرهم بيسير مما أخذوا " ، وهذه تنطبق تماما على المسألة التي قلت، فأرى أنّ الورع أن لا يفعل الإنسان هذا لكن لو فعل برضى إدارة الأوقاف فلا حرج عليه، أي نعم.
السائل : ما هي أصول المسائل التي إذا خالفها الإنسان فقد خالف منهج أهل السّنّة؟
الشيخ : ما وصلك الدّور جزاك الله خيرا إلاّ إذا سمحوا لك.
الطالب : سامحين له يا شيخ.
الشيخ : إن سمحوا لك وإلاّ!
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ ما الحكم في شخص يعمل في فراشة مسجد، ويأخذ المكافأة، ويجعل عاملاً هندياً يعمل في المسجد بدلاً عنه، ويعطيه 300 ريال من الراتب، والباقي يأخذه، وهو لا يعمل شيئاً؟
الشيخ : أنا بلغني عن المسؤولين في الأوقاف أن الفراشة لا يقصد بها الشخص بعينه بل يقصد العمل، فمتى أمّن لهم الإنسان فراشة هذا المسجد وتنظيفه فليكن بأيّ طريق ٍكان، وقالوا لي: لا بأس إذا كان الإنسان أخذ الفراشة وعنده عامل، أو استأجر عاملاً يقوم بهذا، يقولون: نحن لا نرى في هذا بأسا لأنه ليس لنا إلا العمل فقط.
أمّا الإمام فلا يجوز له، فلو أن إماماً أراد أن يترك الإمامة ويجعل فيها رجلا آخر، فإنّه لا يجوز، لأنّ الإمام قد يقصد بعينه لكونه قارئًا، أو لكونه عالماً، أو ما أشبه ذلك.
مع أنّي أرى أنّ الورع ترك هذا، وأنّ الإنسان إمّا أن يباشر الشّيء بنفسه وإلاّ فليتركه لغيره من أناس آخرين محتاجين، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه *الإختيارات* قال : " من أكل المال بالباطل قوم يأخذون الوظائف، ويستنيبون غيرهم بيسير مما أخذوا " ، وهذه تنطبق تماما على المسألة التي قلت، فأرى أنّ الورع أن لا يفعل الإنسان هذا لكن لو فعل برضى إدارة الأوقاف فلا حرج عليه، أي نعم.
السائل : ما هي أصول المسائل التي إذا خالفها الإنسان فقد خالف منهج أهل السّنّة؟
الشيخ : ما وصلك الدّور جزاك الله خيرا إلاّ إذا سمحوا لك.
الطالب : سامحين له يا شيخ.
الشيخ : إن سمحوا لك وإلاّ!
6 - ما حكم من يعمل في فراشة مسجد وتنظيفه ولا يعمل شيئا ويستأجر آخر بثمن أقل ليقوم به ويأخذ راتب الوزارة.؟ أستمع حفظ
ما هي الأصول التي إذا خالفها المرىء فقد خالف منهج أهل السنة .؟
السائل : بسم الله والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله .
أقول في السّؤال حفظك الله: ما هي أصول المسائل التي من خالفها فقد خالف منهج أهل السنة والجماعة؟
الشيخ : نعم، الأصول هذه بارك الله فيك ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية، والعقيدة الواسطية كتاب مختصر معروف عند أكثر طلبة العلم لكنّه كتاب مبارك، فيه خير كثير.
ذكر رحمه الله لما أنهى الكلام على فصل السّنّة قال: إنّ أهل السّنّة والجماعة وسط في فرق هذه الأمّة، كما أنّ الأمّة وسط في الأمم.
فأمّتنا ولله الحمد وسط بين الأمم، بين اليهود والنصارى، في العقيدة، وفي الأعمال.
في العقيدة: نجد أن اليهود تنقَّصوا الله عزَّ وجلَّ حتى وصفوه بصفات المخلوقين الذَّميمة! ماذا قالوا؟
قالوا إنّ الله فقير، وقالوا يد الله مغلولة، وقالوا إنّ الله تعب فاستراح يوم السبت بعد خلق السماوات والأرض، فألحقوا الخالق بالمخلوق، والنّصارى على العكس، ألحقوا المخلوق بالخالق، وجعلوا عيسى ابن مريم إلها مع الله، (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )).
كذلك في الرّسالات اليهود كذبوا الأنبياء، وقتلوا الأنبياء بغير حق، والنصارى غلوا في الأنبياء، وجعلوا عيسى إلها.
هذه الأمّة ولله الحمد فقد خالفَتهم في هذين الأصلين وقالوا: إنّ الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال، وأنه لا مثل له، ولم يصل أحد من المخلوقين إلى ما يختصّ بالله من الصّفات، وفي الرّسل قالوا: الرسل عباد الله ورسله، ليس لهم حق من الرّبوبيّة ولا من الألوهيّة، وهم صادقون مصدوقون.
كذلك في الحلال والحرام نجد أن الله تعالى ضيَّق على اليهود المأكولات: (( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )).
والنّصارى يستحلون كل خبيث، ويأكلون ما هبَّ ودبَّ، وهذه الأمة أحل الله لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث.
نجد أيضًا اليهود لا يقربون الحائض، ولا يؤاكلونها، ولا يجتمعون معها في بيت، والنصارى بالعكس لا يهتمون بالنجاسات.
هذه الأمّة ولله الحمد وسط، يأكلون مع الحائض، ويجالسونها، ويباشر الرجل زوجته الحائض بما عدا الجماع، فالحاصل أنّ هذه الأمّة وسط بين الأمم.
كذلك أيضا أهل السنة والجماعة وسط بين فِرَق الأمة في الأصول الخمسة التي ذكرها رحمه الله:
في باب الأسماء والصفات هم وسط بين الممثّلة والمعطّلة، فـالممثّلة طائفة تقول: صفات الله تعالى كصفاتنا، فوجه الله كوجوهنا، وعينه كأعيننا، ويده كأيدينا، وما أشبه ذلك.
والمعطّلة بالعكس، فهم ينكرون ما وصف الله به نفسه، ويقولون: ليس لله وجه، ولا يد، ولا عين، وما أشبه ذلك، ويحرّفون الكلم عن مواضعه في هذه الأمور.
كذلك هم وسط في الأصل الثّاني وهو: القدر، فهناك طائفتان ضالتان في مسألة القدر:
طائفة تقول: إنّ الإنسان مُجْبَر على عمله، ولا اختيار له ولا إرادة.
وطائفة أخرى تقول: الإنسان مستقل بنفسه، وليس لله فيه تعلّق، يفعل بدون مشيئة من الله، وبدون خلق.
وأهل السّنّة والجماعة قالوا: إنّ الإنسان يفعل باختياره، وهو مختار ومخيّر ولكن أيّ فعل يفعله فهو بمشيئة الله تعالى وخلقه.
كذلك في أسماء الإيمان والدين: نجد من الفرق المعتزلة والخوارج والمرجئة:
قالت المعتزلة والخوارج: إنّ الإنسان إذا زنى خرج من الإيمان، فلا يكون مؤمنا، ولا يصدق عليه أنه مؤمن أبدًا.
وقالت المرجئة وهم ضدهم: إن الإنسان وإن زنى وسرق فهو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه مثل إيمان أطوع الناس لله.
وقال أهل السنة والجماعة: إذا زنى أو سرق فإنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسقٌ بكبيرته.
كذلك في الأحكام، أحكام الإنسان فيما يفعل، ماذا يكون إذا فعل الكبيرة؟
فقالت المعتزلة والخوارج: إنّه يخلّد في النار مع المنافقين، مع أبي جهل، وأبي لهب، وغيرهم.
وقالت المرجئة أبدًا، فاعل الكبيرة لا يدخل النار أبداً، ولا يمكن.
أهل السنة والجماعة قالوا إنّه يستحقّ العقاب، وقد يغفر الله له.
كذلك في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأصل الخامس الذي ذكره شيخ الإسلام:
أصحاب الرسول انقسمت فيهم أهل البدع إلى قسمين:
قسم كفّروهم وضلّلوهم كـالرافضة، إلا آل البيت، فإنّهم غلوا فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم، فصاروا ضالّين في الصّحابة من وجهين:
من جهة تكفير وتضليل ما عدا آل البيت، ومن جهة الغلوّ في آل البيت.
وهناك أناس ضدّهم الخوارج وهم النّواصب: الذين كفّروا عليّ بن أبي طالب وخرجوا عليه، وقاتلوه، واستحلّوا دمه.
أمّا أهل السّنّة والجماعة فقالوا: الصّحابة رضي الله عنهم خير القرون وأفضل الأمّة، ولهم حقّهم الذي يجب علينا، ولآل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المؤمنين به حقّ القرابة مع الإيمان والصّحبة إذا كانوا من الصّحابة، ولكنّنا لا نغلو فيهم كما فعل الرّافضة، ولا نقدح فيهم كما فعلت الخوارج، بل نعطيهم حقّهم من غير غلوّ ولا تقصير، هذه هي الأصول.
كذلك من الأصول التي يختلف فيها أهل السّنّة وأهل البدع: الخروج على الأئمّة:
فـالحروريّة هؤلاء الخوارج خرجوا على إمام المسلمين، وكفَّروه، وقاتلوه، واستباحوا دماء المسلمين من أجل ذلك، وأمّا أهل السّنّة والجماعة فيقولون:
علينا أن نسمع ونطيع لوليّ الأمر وإن فعل ما فعل من الكبائر والفسق ما لم يصل إلى حدّ الكفر البواح، فحينئذ نقاتله إذا لم يترتّب على قتاله شرّ، وذلك أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام نهى عن الخروج على الأئمّة إلاّ بشروط قال: ( إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان ):
أربعة شروط: أن تروا، يعني: بأعينكم، أو تعلموا ذلك.
كفرًا لا فسقًا، يعني: حتى لو رأيناه مثلا يزني، أو يسرق، أو يقتل النفس المحرّمة بغير حقّ، دون استباحة لذلـك، فإنّه ليس كافراً بل هو فاسق من جملة الفاسقين، ولا يحلّ لنا أن نخرج عليه، فالرّسول قال: كفرًا.
الثالث: بواحًا يعني صريحًا لا يمكن فيه التأويل، فإن أمكن فيه التّأويل فإنّنا لا نكفّره، ولا نخرج عليه.
الرابع: عندنا من الله فيه برهان، يعني ليس الكفر الذي رأيناه بواحا كفرا بقياس أو ما أشبه ذلك، بل يكون عندنا فيه برهان، ودليل واضح من الكتاب والسنة.
هذه أربعة شروط، وهناك شرط خامس يؤخذ من الأدلّة الأخرى، وهو أن يكون عندنا قدرة على إزاحة هذا الحاكم الكافر الذي كفر كفرا صريحا عندنا فيه من الله برهان، فيكون لنا قدرة، فإن لم يكن لنا قدرة صار الشّرّ الذي نريد إزالته أكثر ممّا لو تركناه على حاله، ثم حاولنا بطريق أو بأخرى الإصلاح ما استطعنا.
ولهذا يخطئ بعض الإخوة الذين عندهم ولله الحمد غيرة إسلامية ودين، يخطؤون حينما يخرجون على من ولّاه الله تعالى إياهم، والله حكيم، فهو الذي يولِّي بعض الظالمين بعضاً، ولا تظنوا أن الولاة إذا ظلموا أو اعتدوا أن هذا تسليط من الله تعالى لمجرّد مشيئة من الله، بل هو لحكمة، لأن الله قال: (( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))، والولاّة لا يتسلّطون على الرعية إلا بسبب الرعية، " كما تكونون يُوَلَّى عليكم " فبعض النّاس الذين يحاولون الخروج على من ولاّه الله عليهم ولو بالقوّة هم يخطؤون في الواقع،
أوّلًا: أنّه لابدّ من العلم بما حصل من هذا الذي ولاّه الله علينا، لابد أن نعلم، فمجرّد الكلام الذي ينقل لا ينبغي أن يصدّق، وكم نقل إلينا من أقوال كاذبة، سواء في الولاّة، أو فيمن دون الولاّة، إذا تحقّقنا وجدنا أنه لا أصل لها، ولهذا جاء الحديث: ( إلاّ أن تروا كفراً ).
الثاني إذا رأينا هذا الشيء بأعيننا، أو تواتر إلينا من ثقات، فلابدّ أن نعرضه على الكتاب والسنة، هل هو كفر أو فسق؟
وإذا ظننّا أنّه كفر فلا بد أن ننظر هل فيه برهان من الله؟ هل هو كفر صريح لا يحتمل التأويل؟ لأنه قد يكون كفرًا لكن يعذر فيه الإنسان من جهة التأويل، فلابد أن يكون بواحاً، صريحاً، واضحاً لا يحتمل التأويل.
لابدّ أيضا أن يكون عندنا فيه من الله برهان، دليل قاطع واضح، وإنّما ضيّق النّبيّ عليه الصلاة والسلام ذلك، أي: الخروج على الأئمّة بهذه القيود التي قد يظنّها بعض النّاس صعبة، لأنّ ما يترتّب على الخروج أشدّ ضررا ممّا هم عليه، وأنتم تشاهدون الآن ما حصل من الثورات، هل كانت الشعوب أسعد بعد الثورة منها قبل الثورة؟
أبدًا بل بالعكس، ولا حاجة إلى أن نعيّن بلادًا معيّنة في هذا المكان لأنّ الأمر واضح.
فالمهمّ أنّنا ننصح إخواننا المسلمين من التّسرّع في هذه الأمور، وإذا سَلّط الله عليهم أحدًا ممّن يتولّى عليهم فليسألوا الله تعالى له الهداية، والسّلامة من شرّه، ويصبروا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا رأى أحدكم من أميره ما يكره فليصبر، فإنّ مَن فارق الجماعة قِيد شبر مات ميتة جاهلية )، فلابدّ من الصّبر، ولابدّ من النّصيحة.
فهذه أيضاً من الأصول الهامّة التي سأل عنها الأخ، والتي يخالف فيها أهل البدع ما كان عليه أهل السّنّة والجماعة فتجدهم يخرجون على الأئمّة ولا يترتب على الخروج إلا ما هو شرّ، ما الذي فرّق الأمّة من حين أن خرجوا على عثمان رضي الله عنه إلاّ هذا.
فنسأل الله لنا ولكم السّلامة والهداية، وأن يوفّقنا وإيّاكم لما يحبُّ ويرضى، وأظنّ الحدّ الفاصل الذي يتمّ به هذا المجلس هو أذان الظّهر وقد سمعتموه الآن، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أقول في السّؤال حفظك الله: ما هي أصول المسائل التي من خالفها فقد خالف منهج أهل السنة والجماعة؟
الشيخ : نعم، الأصول هذه بارك الله فيك ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية، والعقيدة الواسطية كتاب مختصر معروف عند أكثر طلبة العلم لكنّه كتاب مبارك، فيه خير كثير.
ذكر رحمه الله لما أنهى الكلام على فصل السّنّة قال: إنّ أهل السّنّة والجماعة وسط في فرق هذه الأمّة، كما أنّ الأمّة وسط في الأمم.
فأمّتنا ولله الحمد وسط بين الأمم، بين اليهود والنصارى، في العقيدة، وفي الأعمال.
في العقيدة: نجد أن اليهود تنقَّصوا الله عزَّ وجلَّ حتى وصفوه بصفات المخلوقين الذَّميمة! ماذا قالوا؟
قالوا إنّ الله فقير، وقالوا يد الله مغلولة، وقالوا إنّ الله تعب فاستراح يوم السبت بعد خلق السماوات والأرض، فألحقوا الخالق بالمخلوق، والنّصارى على العكس، ألحقوا المخلوق بالخالق، وجعلوا عيسى ابن مريم إلها مع الله، (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )).
كذلك في الرّسالات اليهود كذبوا الأنبياء، وقتلوا الأنبياء بغير حق، والنصارى غلوا في الأنبياء، وجعلوا عيسى إلها.
هذه الأمّة ولله الحمد فقد خالفَتهم في هذين الأصلين وقالوا: إنّ الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال، وأنه لا مثل له، ولم يصل أحد من المخلوقين إلى ما يختصّ بالله من الصّفات، وفي الرّسل قالوا: الرسل عباد الله ورسله، ليس لهم حق من الرّبوبيّة ولا من الألوهيّة، وهم صادقون مصدوقون.
كذلك في الحلال والحرام نجد أن الله تعالى ضيَّق على اليهود المأكولات: (( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )).
والنّصارى يستحلون كل خبيث، ويأكلون ما هبَّ ودبَّ، وهذه الأمة أحل الله لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث.
نجد أيضًا اليهود لا يقربون الحائض، ولا يؤاكلونها، ولا يجتمعون معها في بيت، والنصارى بالعكس لا يهتمون بالنجاسات.
هذه الأمّة ولله الحمد وسط، يأكلون مع الحائض، ويجالسونها، ويباشر الرجل زوجته الحائض بما عدا الجماع، فالحاصل أنّ هذه الأمّة وسط بين الأمم.
كذلك أيضا أهل السنة والجماعة وسط بين فِرَق الأمة في الأصول الخمسة التي ذكرها رحمه الله:
في باب الأسماء والصفات هم وسط بين الممثّلة والمعطّلة، فـالممثّلة طائفة تقول: صفات الله تعالى كصفاتنا، فوجه الله كوجوهنا، وعينه كأعيننا، ويده كأيدينا، وما أشبه ذلك.
والمعطّلة بالعكس، فهم ينكرون ما وصف الله به نفسه، ويقولون: ليس لله وجه، ولا يد، ولا عين، وما أشبه ذلك، ويحرّفون الكلم عن مواضعه في هذه الأمور.
كذلك هم وسط في الأصل الثّاني وهو: القدر، فهناك طائفتان ضالتان في مسألة القدر:
طائفة تقول: إنّ الإنسان مُجْبَر على عمله، ولا اختيار له ولا إرادة.
وطائفة أخرى تقول: الإنسان مستقل بنفسه، وليس لله فيه تعلّق، يفعل بدون مشيئة من الله، وبدون خلق.
وأهل السّنّة والجماعة قالوا: إنّ الإنسان يفعل باختياره، وهو مختار ومخيّر ولكن أيّ فعل يفعله فهو بمشيئة الله تعالى وخلقه.
كذلك في أسماء الإيمان والدين: نجد من الفرق المعتزلة والخوارج والمرجئة:
قالت المعتزلة والخوارج: إنّ الإنسان إذا زنى خرج من الإيمان، فلا يكون مؤمنا، ولا يصدق عليه أنه مؤمن أبدًا.
وقالت المرجئة وهم ضدهم: إن الإنسان وإن زنى وسرق فهو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه مثل إيمان أطوع الناس لله.
وقال أهل السنة والجماعة: إذا زنى أو سرق فإنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسقٌ بكبيرته.
كذلك في الأحكام، أحكام الإنسان فيما يفعل، ماذا يكون إذا فعل الكبيرة؟
فقالت المعتزلة والخوارج: إنّه يخلّد في النار مع المنافقين، مع أبي جهل، وأبي لهب، وغيرهم.
وقالت المرجئة أبدًا، فاعل الكبيرة لا يدخل النار أبداً، ولا يمكن.
أهل السنة والجماعة قالوا إنّه يستحقّ العقاب، وقد يغفر الله له.
كذلك في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأصل الخامس الذي ذكره شيخ الإسلام:
أصحاب الرسول انقسمت فيهم أهل البدع إلى قسمين:
قسم كفّروهم وضلّلوهم كـالرافضة، إلا آل البيت، فإنّهم غلوا فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم، فصاروا ضالّين في الصّحابة من وجهين:
من جهة تكفير وتضليل ما عدا آل البيت، ومن جهة الغلوّ في آل البيت.
وهناك أناس ضدّهم الخوارج وهم النّواصب: الذين كفّروا عليّ بن أبي طالب وخرجوا عليه، وقاتلوه، واستحلّوا دمه.
أمّا أهل السّنّة والجماعة فقالوا: الصّحابة رضي الله عنهم خير القرون وأفضل الأمّة، ولهم حقّهم الذي يجب علينا، ولآل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المؤمنين به حقّ القرابة مع الإيمان والصّحبة إذا كانوا من الصّحابة، ولكنّنا لا نغلو فيهم كما فعل الرّافضة، ولا نقدح فيهم كما فعلت الخوارج، بل نعطيهم حقّهم من غير غلوّ ولا تقصير، هذه هي الأصول.
كذلك من الأصول التي يختلف فيها أهل السّنّة وأهل البدع: الخروج على الأئمّة:
فـالحروريّة هؤلاء الخوارج خرجوا على إمام المسلمين، وكفَّروه، وقاتلوه، واستباحوا دماء المسلمين من أجل ذلك، وأمّا أهل السّنّة والجماعة فيقولون:
علينا أن نسمع ونطيع لوليّ الأمر وإن فعل ما فعل من الكبائر والفسق ما لم يصل إلى حدّ الكفر البواح، فحينئذ نقاتله إذا لم يترتّب على قتاله شرّ، وذلك أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام نهى عن الخروج على الأئمّة إلاّ بشروط قال: ( إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان ):
أربعة شروط: أن تروا، يعني: بأعينكم، أو تعلموا ذلك.
كفرًا لا فسقًا، يعني: حتى لو رأيناه مثلا يزني، أو يسرق، أو يقتل النفس المحرّمة بغير حقّ، دون استباحة لذلـك، فإنّه ليس كافراً بل هو فاسق من جملة الفاسقين، ولا يحلّ لنا أن نخرج عليه، فالرّسول قال: كفرًا.
الثالث: بواحًا يعني صريحًا لا يمكن فيه التأويل، فإن أمكن فيه التّأويل فإنّنا لا نكفّره، ولا نخرج عليه.
الرابع: عندنا من الله فيه برهان، يعني ليس الكفر الذي رأيناه بواحا كفرا بقياس أو ما أشبه ذلك، بل يكون عندنا فيه برهان، ودليل واضح من الكتاب والسنة.
هذه أربعة شروط، وهناك شرط خامس يؤخذ من الأدلّة الأخرى، وهو أن يكون عندنا قدرة على إزاحة هذا الحاكم الكافر الذي كفر كفرا صريحا عندنا فيه من الله برهان، فيكون لنا قدرة، فإن لم يكن لنا قدرة صار الشّرّ الذي نريد إزالته أكثر ممّا لو تركناه على حاله، ثم حاولنا بطريق أو بأخرى الإصلاح ما استطعنا.
ولهذا يخطئ بعض الإخوة الذين عندهم ولله الحمد غيرة إسلامية ودين، يخطؤون حينما يخرجون على من ولّاه الله تعالى إياهم، والله حكيم، فهو الذي يولِّي بعض الظالمين بعضاً، ولا تظنوا أن الولاة إذا ظلموا أو اعتدوا أن هذا تسليط من الله تعالى لمجرّد مشيئة من الله، بل هو لحكمة، لأن الله قال: (( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))، والولاّة لا يتسلّطون على الرعية إلا بسبب الرعية، " كما تكونون يُوَلَّى عليكم " فبعض النّاس الذين يحاولون الخروج على من ولاّه الله عليهم ولو بالقوّة هم يخطؤون في الواقع،
أوّلًا: أنّه لابدّ من العلم بما حصل من هذا الذي ولاّه الله علينا، لابد أن نعلم، فمجرّد الكلام الذي ينقل لا ينبغي أن يصدّق، وكم نقل إلينا من أقوال كاذبة، سواء في الولاّة، أو فيمن دون الولاّة، إذا تحقّقنا وجدنا أنه لا أصل لها، ولهذا جاء الحديث: ( إلاّ أن تروا كفراً ).
الثاني إذا رأينا هذا الشيء بأعيننا، أو تواتر إلينا من ثقات، فلابدّ أن نعرضه على الكتاب والسنة، هل هو كفر أو فسق؟
وإذا ظننّا أنّه كفر فلا بد أن ننظر هل فيه برهان من الله؟ هل هو كفر صريح لا يحتمل التأويل؟ لأنه قد يكون كفرًا لكن يعذر فيه الإنسان من جهة التأويل، فلابد أن يكون بواحاً، صريحاً، واضحاً لا يحتمل التأويل.
لابدّ أيضا أن يكون عندنا فيه من الله برهان، دليل قاطع واضح، وإنّما ضيّق النّبيّ عليه الصلاة والسلام ذلك، أي: الخروج على الأئمّة بهذه القيود التي قد يظنّها بعض النّاس صعبة، لأنّ ما يترتّب على الخروج أشدّ ضررا ممّا هم عليه، وأنتم تشاهدون الآن ما حصل من الثورات، هل كانت الشعوب أسعد بعد الثورة منها قبل الثورة؟
أبدًا بل بالعكس، ولا حاجة إلى أن نعيّن بلادًا معيّنة في هذا المكان لأنّ الأمر واضح.
فالمهمّ أنّنا ننصح إخواننا المسلمين من التّسرّع في هذه الأمور، وإذا سَلّط الله عليهم أحدًا ممّن يتولّى عليهم فليسألوا الله تعالى له الهداية، والسّلامة من شرّه، ويصبروا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا رأى أحدكم من أميره ما يكره فليصبر، فإنّ مَن فارق الجماعة قِيد شبر مات ميتة جاهلية )، فلابدّ من الصّبر، ولابدّ من النّصيحة.
فهذه أيضاً من الأصول الهامّة التي سأل عنها الأخ، والتي يخالف فيها أهل البدع ما كان عليه أهل السّنّة والجماعة فتجدهم يخرجون على الأئمّة ولا يترتب على الخروج إلا ما هو شرّ، ما الذي فرّق الأمّة من حين أن خرجوا على عثمان رضي الله عنه إلاّ هذا.
فنسأل الله لنا ولكم السّلامة والهداية، وأن يوفّقنا وإيّاكم لما يحبُّ ويرضى، وأظنّ الحدّ الفاصل الذي يتمّ به هذا المجلس هو أذان الظّهر وقد سمعتموه الآن، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اضيفت في - 2005-08-27