سلسلة لقاء الباب المفتوح-051a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة توجيهية لفضيلة الشيخ عما يجب الحفاظ عليه بعد رمضان .؟
الشيخ : أما بعد: فهذا هو اللقاء الأول من شهر شوال عام أربعة عشر وأربعمائة وألف، وبه نفتتح لقاءاتنا من بعد شهر الصيام المبارك، وهذا هو الشريط الحادي والخمسون من أشرطة هذا اللقاء، نسأل الله تعالى أن يكتبها لنا ولا يكتبها علينا.
بعد هذا الشهر المبارك نذكر أنفسنا وإياكم بأنه إذا انتهى شهر الصيام فلا يعني هذا أنه انتهى الصيام، وإذا انتهى شهر القيام فلا يعني هذا أنه انتهى القيام، وإذا انتهى شهر الصدقة فلا يعني هذا أن الصدقة انتهت، لأن الأعمال لا تنتهي بانتهاء مواسمها، وإنما تنتهي الأعمال بانتهاء الأجل، لقول الله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) فأمرنا بالبقاء على الإسلام إلى الموت، وقال تبارك وتعالى: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله )، وقال الحسن البصري رحمه الله: " إن الله لم يجعل لعمل عبده المؤمن أو لعمل عبده المؤمن أمداً دون الموت، ثم تلا قوله تعالى: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) " فالصيام لا زال مشروعاً والحمد لله.
فيشرع للإنسان: أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، من أوله أو وسطه أو آخره لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) وقالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، لا يبالي أصامها من أول الشهر أم من وسطه أم من آخره ) ولكن الأفضل أن تكون هذه الأيام الثلاثة أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر.
هناك أيضاً صوم أسبوعي يتكرر بتكرر الأسابيع، وهو صوم يوم الإثنين والخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصومهما ويقول: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ).
هناك صوم حولي على مدار السنة صوم يوم عرفة، قال النبي عليه الصلاة والسلام فيه: ( إنه يحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ).
وصوم يوم عاشوراء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ).
فالصيام والحمد لله لم يزل مشروعاً، وهذه الأيام التي تصام يكمل بها الخلل الحاصل بصوم رمضان، بل يكمل بها الخلل الحاصل في صوم رمضان، لأن صوم رمضان لا بد أن يكون فيه خلل، إما كلمات محرمة يقولها الصائم، وإما فعل محرم يفعله الصائم، وإما إخلال بواجب يخل به الصائم فيحتاج إلى ترقيع، لأن هذه خروق في الصيام تحتاج إلى ترقيع، فبماذا ترقع ؟ فترقع بالنوافل، ولهذا جاء في الحديث أن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة، ويرقع بها خلل الفرض.
القيام لا يزال مشروعاً في كل ليلة، كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورم قدماه، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر، وذلك كل ليله ) .
إذن: فالقيام مشروع في كل ليلة، والصلاة أيضاً مشروعة في كل وقت ما عدا أوقات النهي، فإنه لا يصلى فيها إلا الفرائض أو النوافل التي لها سبب، أكثر من الصلاة ليلاً ونهاراً، ولهذا قضى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم حاجة، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: اسأل يعني: ماذا تريد أن أكافئك به؟ قال: أسألك مرافقتك في الجنة، انظر إلى الهمة العالية! ما سأل شيئاً من الدنيا، سأل أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الجنة ( فقال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك يا رسول الله، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ) قال العلماء: بكثرة السجود، يعني: بكثرة الصلاة، لأن الصلاة يطلق عليها اسم السجود، حيث إنه ركن فيها، كما يقال: أعتق رقبة أي: عبداً كاملاً، لكن لما كانت الرقبة لا يمكن وجود الحياة إلا بها أطلقت على جميع العبد.
الصدقة لم تنته برمضان، كل وقت يشرع فيه الصدقة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) أينا لم يخطئ؟ ( كل بني آدم خطاء ) وما أكثر أخطاءنا! وما أكثر إسرافنا على أنفسنا! والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصدقة صدقة وإن كانت شق تمرة نصف تمرة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإذا تصدق الإنسان من طيب فإن الله تعالى يأخذ صدقته بيمينه ولو كانت بتمرة، فيربيها كما يربي الإنسان فلوه، حتى تكون مثل الجبل العظيم، فتصدق، ثم اعلم أن الصدقة ليست هي التي يتصدق بها الإنسان على شخص أجنبي ليس من أهل بيته، الصدقة على أهل بيتك أفضل من الصدقة على الأجانب، والإنفاق على أهل البيت صدقة، بل إن الدينار الذي تنفقه في نفقة نفسك هو صدقة أيضاً صدقة على نفسك، والصدقة على القريب أفضل من الصدقة على البعيد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( صدقتك على القريب صدقة وصلة ) المهم أن تنفق النفقة تبتغي بها وجه الله تعالى.
زار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سعد بن أبي وقاص فقال له: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعله في فم امرأتك ) نفقة أَي نفقة فهي نكرة في سياق النفي، تشمل كل نفقة قليلة أو كثيرة، فإنك تؤجر عليها بشرط: أن يكون ذلك لله، تبتغي بها وجه الله، إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك مع أن إنفاقك على امرأتك فرض واجب، لو لم تنفق لقالت: إما أن تنفق وإما أن تطلق، فأنت تنفق عليها تأليفاً لها وقياماً بواجبها، وخوفاً من أن تطالب بالطلاق، ومع ذلك تؤجر عليها على النفقة عليها، فالأبواب ولله الحمد كثيرة واسعة.
وإذا كان صوم رمضان إيماناً واحتساباً سبب لمغفرة الذنوب وكذلك قيامه، فإن هناك أسباباً أخرى لكفارات الذنوب: ( إذا قال الإنسان: سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) الله أكبر! نعمة عظيمة، سبحان الله وبحمده إذا قلتها مائة مرة غفر الله لك خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر! ومعلوم أنه لا يمكن أن يحصي أحد زبد البحر.
وقولك: سبحان الله وبحمده لا يستغرق من وقتك كثيراً، أعتقد أن الإنسان إذا قاله بتوسط في عشر دقائق يكمله أو أقل، وتكمله أيضاً وأنت تمشي في السوق، وأنت جالس في بيتك، وأنت جالس تنتظر الصلاة، سبحان الله وبحمده مائة مرة، تغفر لك بها خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر، ولهذا قال العلماء: ينبغي أن يقول هذا في آخر النهار، ليكفر ما عمله في نهاره، والخير كثير! ولله الحمد، لكن نحتاج إلى عمر نحتاج إلى احتساب.
عندما يتوضأ الإنسان في بيته ويسبغ الوضوء ويخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، أتدرون ماذا ثوابه؟ لا يخطو خطوة واحدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، اللهم لك الحمد، الخطوة الواحدة لك فيها فائدتان: الأولى: أن الله سبحانه وتعالى يرفع لك بها درجة، والثانية: أن يحط عنك بها خطيئة، وهذه نعمة كبرى لكن أين المحتسبون؟ أين الذين يقدرون على هذا؟ أين الذين يشعرون حين يخرجون من بيوتهم إلى المساجد بهذا الشعور؟ أكثر الناس إما جاهل بهذا ما يدري، وإما عالم لكنه غافل لا يحتسب، ولهذا ينبغي لك أن تحتسب ما تعمله من خير تحتسبه على الله، بمعنى: أن ترجو بذلك ثواب الله.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل بقاءنا في هذه الدنيا رفعة في درجاتنا، وقربى وزلفى لديه، إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والآن إلى الأسئلة ولكل واحد سؤال واحد فقط .
بعد هذا الشهر المبارك نذكر أنفسنا وإياكم بأنه إذا انتهى شهر الصيام فلا يعني هذا أنه انتهى الصيام، وإذا انتهى شهر القيام فلا يعني هذا أنه انتهى القيام، وإذا انتهى شهر الصدقة فلا يعني هذا أن الصدقة انتهت، لأن الأعمال لا تنتهي بانتهاء مواسمها، وإنما تنتهي الأعمال بانتهاء الأجل، لقول الله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) فأمرنا بالبقاء على الإسلام إلى الموت، وقال تبارك وتعالى: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله )، وقال الحسن البصري رحمه الله: " إن الله لم يجعل لعمل عبده المؤمن أو لعمل عبده المؤمن أمداً دون الموت، ثم تلا قوله تعالى: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) " فالصيام لا زال مشروعاً والحمد لله.
فيشرع للإنسان: أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، من أوله أو وسطه أو آخره لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) وقالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، لا يبالي أصامها من أول الشهر أم من وسطه أم من آخره ) ولكن الأفضل أن تكون هذه الأيام الثلاثة أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر.
هناك أيضاً صوم أسبوعي يتكرر بتكرر الأسابيع، وهو صوم يوم الإثنين والخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصومهما ويقول: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ).
هناك صوم حولي على مدار السنة صوم يوم عرفة، قال النبي عليه الصلاة والسلام فيه: ( إنه يحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ).
وصوم يوم عاشوراء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ).
فالصيام والحمد لله لم يزل مشروعاً، وهذه الأيام التي تصام يكمل بها الخلل الحاصل بصوم رمضان، بل يكمل بها الخلل الحاصل في صوم رمضان، لأن صوم رمضان لا بد أن يكون فيه خلل، إما كلمات محرمة يقولها الصائم، وإما فعل محرم يفعله الصائم، وإما إخلال بواجب يخل به الصائم فيحتاج إلى ترقيع، لأن هذه خروق في الصيام تحتاج إلى ترقيع، فبماذا ترقع ؟ فترقع بالنوافل، ولهذا جاء في الحديث أن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة، ويرقع بها خلل الفرض.
القيام لا يزال مشروعاً في كل ليلة، كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورم قدماه، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر، وذلك كل ليله ) .
إذن: فالقيام مشروع في كل ليلة، والصلاة أيضاً مشروعة في كل وقت ما عدا أوقات النهي، فإنه لا يصلى فيها إلا الفرائض أو النوافل التي لها سبب، أكثر من الصلاة ليلاً ونهاراً، ولهذا قضى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم حاجة، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: اسأل يعني: ماذا تريد أن أكافئك به؟ قال: أسألك مرافقتك في الجنة، انظر إلى الهمة العالية! ما سأل شيئاً من الدنيا، سأل أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الجنة ( فقال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك يا رسول الله، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ) قال العلماء: بكثرة السجود، يعني: بكثرة الصلاة، لأن الصلاة يطلق عليها اسم السجود، حيث إنه ركن فيها، كما يقال: أعتق رقبة أي: عبداً كاملاً، لكن لما كانت الرقبة لا يمكن وجود الحياة إلا بها أطلقت على جميع العبد.
الصدقة لم تنته برمضان، كل وقت يشرع فيه الصدقة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) أينا لم يخطئ؟ ( كل بني آدم خطاء ) وما أكثر أخطاءنا! وما أكثر إسرافنا على أنفسنا! والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصدقة صدقة وإن كانت شق تمرة نصف تمرة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإذا تصدق الإنسان من طيب فإن الله تعالى يأخذ صدقته بيمينه ولو كانت بتمرة، فيربيها كما يربي الإنسان فلوه، حتى تكون مثل الجبل العظيم، فتصدق، ثم اعلم أن الصدقة ليست هي التي يتصدق بها الإنسان على شخص أجنبي ليس من أهل بيته، الصدقة على أهل بيتك أفضل من الصدقة على الأجانب، والإنفاق على أهل البيت صدقة، بل إن الدينار الذي تنفقه في نفقة نفسك هو صدقة أيضاً صدقة على نفسك، والصدقة على القريب أفضل من الصدقة على البعيد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( صدقتك على القريب صدقة وصلة ) المهم أن تنفق النفقة تبتغي بها وجه الله تعالى.
زار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سعد بن أبي وقاص فقال له: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعله في فم امرأتك ) نفقة أَي نفقة فهي نكرة في سياق النفي، تشمل كل نفقة قليلة أو كثيرة، فإنك تؤجر عليها بشرط: أن يكون ذلك لله، تبتغي بها وجه الله، إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك مع أن إنفاقك على امرأتك فرض واجب، لو لم تنفق لقالت: إما أن تنفق وإما أن تطلق، فأنت تنفق عليها تأليفاً لها وقياماً بواجبها، وخوفاً من أن تطالب بالطلاق، ومع ذلك تؤجر عليها على النفقة عليها، فالأبواب ولله الحمد كثيرة واسعة.
وإذا كان صوم رمضان إيماناً واحتساباً سبب لمغفرة الذنوب وكذلك قيامه، فإن هناك أسباباً أخرى لكفارات الذنوب: ( إذا قال الإنسان: سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) الله أكبر! نعمة عظيمة، سبحان الله وبحمده إذا قلتها مائة مرة غفر الله لك خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر! ومعلوم أنه لا يمكن أن يحصي أحد زبد البحر.
وقولك: سبحان الله وبحمده لا يستغرق من وقتك كثيراً، أعتقد أن الإنسان إذا قاله بتوسط في عشر دقائق يكمله أو أقل، وتكمله أيضاً وأنت تمشي في السوق، وأنت جالس في بيتك، وأنت جالس تنتظر الصلاة، سبحان الله وبحمده مائة مرة، تغفر لك بها خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر، ولهذا قال العلماء: ينبغي أن يقول هذا في آخر النهار، ليكفر ما عمله في نهاره، والخير كثير! ولله الحمد، لكن نحتاج إلى عمر نحتاج إلى احتساب.
عندما يتوضأ الإنسان في بيته ويسبغ الوضوء ويخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، أتدرون ماذا ثوابه؟ لا يخطو خطوة واحدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، اللهم لك الحمد، الخطوة الواحدة لك فيها فائدتان: الأولى: أن الله سبحانه وتعالى يرفع لك بها درجة، والثانية: أن يحط عنك بها خطيئة، وهذه نعمة كبرى لكن أين المحتسبون؟ أين الذين يقدرون على هذا؟ أين الذين يشعرون حين يخرجون من بيوتهم إلى المساجد بهذا الشعور؟ أكثر الناس إما جاهل بهذا ما يدري، وإما عالم لكنه غافل لا يحتسب، ولهذا ينبغي لك أن تحتسب ما تعمله من خير تحتسبه على الله، بمعنى: أن ترجو بذلك ثواب الله.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل بقاءنا في هذه الدنيا رفعة في درجاتنا، وقربى وزلفى لديه، إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والآن إلى الأسئلة ولكل واحد سؤال واحد فقط .
امرأة توقف عنها دم الحيض في اليوم السادس من بعد المغرب إلي منتصف الليل فتطهرت وصامت اليوم الذي بعده ثم جاءتها كدرة بنية وصامت هذا اليوم مع أن عادتها سبعة أيام فهل صيامها صحيح .؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : هذه امرأة يا شيخ تقول: في اليوم السادس يعني توقف عنها دم الحيض من بعد المغرب حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، واغتسلت هذا اليوم وصامت اليوم الذي بعده ثم جاءها كدرة بنية وتقول وصمت هذا اليوم فهل يعتبر هذا من الحيض مع العلم أن عادتي تجلس سبعة أيام ؟
هذه الكدرة ليست من الحيض، الكدرة التي تصيب المرأة من بعد طهارتها ليست بشيء، قالت أم عطية رضي الله عنها: ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ) وفي رواية أخرى: ( كنا لا نعدها شيئاً ) ولم تذكر بعد الطهر.
والحيض دم وليس بكدرة ولا صفرة، وعلى هذا فيكون صيام هذه المرأة صحيحاً لا في اليوم الذي لم تر فيه الكدرة ولا في اليوم الذي رأت فيه الكدرة، لأن هذه الكدرة ليست بحيض.
اسأل
الشيخ : ...
السائل : ...
الشيخ : طيب اسأل السؤال الأول إذا أنت كاتب .
السائل : ...
الشيخ : إي عشان المسجل.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : هذه امرأة يا شيخ تقول: في اليوم السادس يعني توقف عنها دم الحيض من بعد المغرب حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، واغتسلت هذا اليوم وصامت اليوم الذي بعده ثم جاءها كدرة بنية وتقول وصمت هذا اليوم فهل يعتبر هذا من الحيض مع العلم أن عادتي تجلس سبعة أيام ؟
هذه الكدرة ليست من الحيض، الكدرة التي تصيب المرأة من بعد طهارتها ليست بشيء، قالت أم عطية رضي الله عنها: ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً ) وفي رواية أخرى: ( كنا لا نعدها شيئاً ) ولم تذكر بعد الطهر.
والحيض دم وليس بكدرة ولا صفرة، وعلى هذا فيكون صيام هذه المرأة صحيحاً لا في اليوم الذي لم تر فيه الكدرة ولا في اليوم الذي رأت فيه الكدرة، لأن هذه الكدرة ليست بحيض.
اسأل
الشيخ : ...
السائل : ...
الشيخ : طيب اسأل السؤال الأول إذا أنت كاتب .
السائل : ...
الشيخ : إي عشان المسجل.
2 - امرأة توقف عنها دم الحيض في اليوم السادس من بعد المغرب إلي منتصف الليل فتطهرت وصامت اليوم الذي بعده ثم جاءتها كدرة بنية وصامت هذا اليوم مع أن عادتها سبعة أيام فهل صيامها صحيح .؟ أستمع حفظ
رجل له قريب في العراق وأصابه الفقر فهل يجوز أن يرسل له مال على سبيل الزكاة .؟
السائل : يقول: فضيلة الشيخ، ولد عم ... يطلب منه مساعدة يدعي أنه محتاج ومديون هل يجوز أن لنا أن ندفع له من زكاة أموالنا ؟
الشيخ : الذي يظهر أن أهل العراق في حاجة شديدة اليوم، إلا من عرف بالغنى كنت تعرف أنه من قبل غني فالإنسان قد يتوقف، وأما إذا كنت لا تعرف عنه شيئاً فأظن أن شعب العراق اليوم من أفقر الشعوب حسب ما سمعنا من شدة المؤونة، الدجاجة الواحدة يقول لي بعض الناس بخمسين ريال والخبزة بريالين، وهذا لاشك أنه شدة مؤونة ، وعلى هذا فلا بأس أن ترسل له من الزكاة إذا كنت لا تعرف أنه كان غنياً بالأول، وإذا كنت تعرف أنه كان غنياً في الأول فربما يكون افتقر من شدة المؤونة أيضاً يعني طرأ عليه الفقر، لكن مثل هذا لا ترسل له من الزكاة أرسل له من باب الصلة، وتعرف أن صلة الرحم فيها خير كثير وأجر كبير، تكفل الله سبحانه وتعالى للرحم أن يصل من وصلها، وأن يقطع من قطعها.
السائل : ...
الشيخ : إذا كنت تعرف أنه بالأول غني.
السائل : يدعي أنه مديون.
الشيخ : أقول كلامي واضح إذا كنت لا تعلم عنه من قبل شيئاً فأرسل له من الزكاة ولا تبالي، وإذا كنت تعلم أنه غني فهذا محل توقف.
السائل : من قبل الحرب غني .
الشيخ : غني .
السائل : إي .
الشيخ : يعني غناة بينة .
السائل : ادعاءه هذا بعد الحرب .
الشيخ : إذن أرسل له من باب الصلة.
السائل : من باب الصلة.
الشيخ : نعم أحسن أبرأ للذمة .
الشيخ : الذي يظهر أن أهل العراق في حاجة شديدة اليوم، إلا من عرف بالغنى كنت تعرف أنه من قبل غني فالإنسان قد يتوقف، وأما إذا كنت لا تعرف عنه شيئاً فأظن أن شعب العراق اليوم من أفقر الشعوب حسب ما سمعنا من شدة المؤونة، الدجاجة الواحدة يقول لي بعض الناس بخمسين ريال والخبزة بريالين، وهذا لاشك أنه شدة مؤونة ، وعلى هذا فلا بأس أن ترسل له من الزكاة إذا كنت لا تعرف أنه كان غنياً بالأول، وإذا كنت تعرف أنه كان غنياً في الأول فربما يكون افتقر من شدة المؤونة أيضاً يعني طرأ عليه الفقر، لكن مثل هذا لا ترسل له من الزكاة أرسل له من باب الصلة، وتعرف أن صلة الرحم فيها خير كثير وأجر كبير، تكفل الله سبحانه وتعالى للرحم أن يصل من وصلها، وأن يقطع من قطعها.
السائل : ...
الشيخ : إذا كنت تعرف أنه بالأول غني.
السائل : يدعي أنه مديون.
الشيخ : أقول كلامي واضح إذا كنت لا تعلم عنه من قبل شيئاً فأرسل له من الزكاة ولا تبالي، وإذا كنت تعلم أنه غني فهذا محل توقف.
السائل : من قبل الحرب غني .
الشيخ : غني .
السائل : إي .
الشيخ : يعني غناة بينة .
السائل : ادعاءه هذا بعد الحرب .
الشيخ : إذن أرسل له من باب الصلة.
السائل : من باب الصلة.
الشيخ : نعم أحسن أبرأ للذمة .
ما معنى حديث ابن عباس أن النبي صلى اللله عليه وسلم جمع بين صلاتي الظهر والعصر من غير سفر أو مطر أراد ألا يحرج أمته .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : ورد في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام عن ابن عباس: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع بين صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير سفر ولا مطر، قالوا سألوا ابن عباس في الحديث لما فعل ذلك؟ قال: لكي لا يشدد على أمته ) أو ما في معنى الحديث، أفيدونا وفقكم الله؟
الشيخ : نعم، هذا الحديث كما ذكرت جاء في صحيح مسلم، وسئل ابن عباس رضي الله عنهما: ( ما أراد إلى ذلك ؟ قال: أراد ألا يحرج أمته ) يعني: ألا يرهقها بحرج ومشقة.
ولهذا يجوز للإنسان متى لحقه حرج ومشقة في تفريق الصلوات أن يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، سواء في سفر أو في حضر، ولهذا نجمع في أيام الأمطار، ونجمع في أيام الرياح الباردة، ونجمع في المرض، فباب الجمع أوسع من باب القصر، القصر ليس له إلا سبب واحد فقط وهو السفر، غير المسافر ما يقصر، حتى المريض مرضاً شديداً لا يمكن أن يقصر إلا إذا كان في غير بلده، كإنسان ذهب للمعالجة فهذا يقصر، وإن بقي في المعالجة سنين، لكن الجمع أوسع، الجمع سببه الحاجة، والقصر سببه السفر، ولهذا جاز للمستحاضة التي يأتيها الدم باستمرار جاز لها أن تجمع، لأنه يشق عليها مع خروج الدم أن تتوضأ لكل صلاة.
وجاز أيضاً حتى للمرضع قال العلماء: حتى المرضع التي يشق عليها أن تطهر ثيابها لكل صلاة، يجوز لها أن تجمع، لكن هذا الذي قاله أهل العلم في وقت يكون الناس في ضيق، وليس عند المرأة إلا ثوب واحد يشق عليها أن تغسله كلما بال عليها الصبي، أما الآن الحمد لله يمكن أن يكون للمرأة ثوب خاص للصلاة، ولأولادها ثوب خاص. نعم .
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : ورد في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام عن ابن عباس: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع بين صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير سفر ولا مطر، قالوا سألوا ابن عباس في الحديث لما فعل ذلك؟ قال: لكي لا يشدد على أمته ) أو ما في معنى الحديث، أفيدونا وفقكم الله؟
الشيخ : نعم، هذا الحديث كما ذكرت جاء في صحيح مسلم، وسئل ابن عباس رضي الله عنهما: ( ما أراد إلى ذلك ؟ قال: أراد ألا يحرج أمته ) يعني: ألا يرهقها بحرج ومشقة.
ولهذا يجوز للإنسان متى لحقه حرج ومشقة في تفريق الصلوات أن يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، سواء في سفر أو في حضر، ولهذا نجمع في أيام الأمطار، ونجمع في أيام الرياح الباردة، ونجمع في المرض، فباب الجمع أوسع من باب القصر، القصر ليس له إلا سبب واحد فقط وهو السفر، غير المسافر ما يقصر، حتى المريض مرضاً شديداً لا يمكن أن يقصر إلا إذا كان في غير بلده، كإنسان ذهب للمعالجة فهذا يقصر، وإن بقي في المعالجة سنين، لكن الجمع أوسع، الجمع سببه الحاجة، والقصر سببه السفر، ولهذا جاز للمستحاضة التي يأتيها الدم باستمرار جاز لها أن تجمع، لأنه يشق عليها مع خروج الدم أن تتوضأ لكل صلاة.
وجاز أيضاً حتى للمرضع قال العلماء: حتى المرضع التي يشق عليها أن تطهر ثيابها لكل صلاة، يجوز لها أن تجمع، لكن هذا الذي قاله أهل العلم في وقت يكون الناس في ضيق، وليس عند المرأة إلا ثوب واحد يشق عليها أن تغسله كلما بال عليها الصبي، أما الآن الحمد لله يمكن أن يكون للمرأة ثوب خاص للصلاة، ولأولادها ثوب خاص. نعم .
4 - ما معنى حديث ابن عباس أن النبي صلى اللله عليه وسلم جمع بين صلاتي الظهر والعصر من غير سفر أو مطر أراد ألا يحرج أمته .؟ أستمع حفظ
ما حكم الذين يفعلون الشرك في البلاد الإسلامية هل يعذرون بجهلهم.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
هل يعذر الإنسان بالجهل في بلاد الإسلام إذا وقع في الشرك ؟
الشيخ : بلاد الإسلام التي يظهر فيها التوحيد، وليس فيها شيء من شعائر الكفر، وهو عائش بينهم لا يعذر فيه، لأنه ليس هناك سبب يؤدي إلى الشرك، لكن في بلاد الإسلام التي يكون فيها شعائر الشرك كغالب البلاد الإسلامية في الوقت الحاضر، حيث فيها القبور تعبد من دون الله ويستغاث بها، وما أشبه ذلك ، قد يعذر بالجهل، لأنه قد يكون عامياً لا يدري عن شيء أبداً، عاش في هذه القرية وهم يذهبون إلى السيد فلان والولي فلان يستغيثون به، فكان معهم ولم ينبهه أحد على ذلك، فهذا يعذر بجهله ويحكم له بظاهر حاله.
ثم إن كان هناك شيء خفي عنا فأمره إلى الله يوم القيامة، أما في الدنيا فيحكم له بظاهر حاله وهو الإسلام، لأنه لو اعتقد أن هذا شرك ما فعله، هو يدين بالإسلام، ويشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويحج البيت، ويصوم، لكنه في قوم نشؤوا على هذا وشابوا عليه، ولا يعرفون أن هذا شرك، فهذا لا شك أنه يعذر، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ )) وقال: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فلا بد من البيان، ولا بد من المعرفة، والله عز وجل أكرم من أن يعاقب من لا يعلم أن هذا ذنب نعم.
هل يعذر الإنسان بالجهل في بلاد الإسلام إذا وقع في الشرك ؟
الشيخ : بلاد الإسلام التي يظهر فيها التوحيد، وليس فيها شيء من شعائر الكفر، وهو عائش بينهم لا يعذر فيه، لأنه ليس هناك سبب يؤدي إلى الشرك، لكن في بلاد الإسلام التي يكون فيها شعائر الشرك كغالب البلاد الإسلامية في الوقت الحاضر، حيث فيها القبور تعبد من دون الله ويستغاث بها، وما أشبه ذلك ، قد يعذر بالجهل، لأنه قد يكون عامياً لا يدري عن شيء أبداً، عاش في هذه القرية وهم يذهبون إلى السيد فلان والولي فلان يستغيثون به، فكان معهم ولم ينبهه أحد على ذلك، فهذا يعذر بجهله ويحكم له بظاهر حاله.
ثم إن كان هناك شيء خفي عنا فأمره إلى الله يوم القيامة، أما في الدنيا فيحكم له بظاهر حاله وهو الإسلام، لأنه لو اعتقد أن هذا شرك ما فعله، هو يدين بالإسلام، ويشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويحج البيت، ويصوم، لكنه في قوم نشؤوا على هذا وشابوا عليه، ولا يعرفون أن هذا شرك، فهذا لا شك أنه يعذر، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ )) وقال: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فلا بد من البيان، ولا بد من المعرفة، والله عز وجل أكرم من أن يعاقب من لا يعلم أن هذا ذنب نعم.
ما حكم من يستقدم العمال من الخارج لصاحب العمل ويأخذ منهم ثمن الفيزة ألف ريال.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ : ما حكم يأخذه صاحب المؤسسة من مكاتب الاستقدام في الخارج أو الداخل على العمال الذين يستقدمهم ، ومن صور ذلك استعداد بعض الأفراد أن يأتي بالعمال من الخارج لصاحب المؤسسة ويعطيه مقابل كل فرد ألف ريال فقط، ما عليه إلا إخراج الفيزة ، صاحب العمل ما عليه إلا إخراج الفيزة، ما حكم هذا المال؟
الشيخ : والله أنا أكره استقدام العمال على الوجه الذي عليه الناس اليوم، لأن استقدام العمال أصبح تجارة يتجر بها الناس، تجد الإنسان يأخذ فيزاً وهو لا يحتاجها، لكن يأخذها فيبيعها على فلان وفلان، أو يأخذها ويستغل العمال بأن يأخذ منهم ، سواء في المكاتب هنا أو في المكاتب الخارجية، فأنا أكره هذا إطلاقاً، وأقول: إن الإنسان لا يستقدم إلا من يحتاج إليه فعلاً، وحينئذٍ لا يمكن أن يبيع الفيزة، ولا أن يأخذ من العامل.
ثم كيف نقول أنه يأخذ من العامل ومن الشروط المعروفة بينهم: أن العامل يأتي لمدة أظن ثلاثة شهور للتجربة، ثم إذا انتهت الشهور ولم يجز للمستقدم رده إلى أهله، فيكون أخذ منه مالاً بغير حق، أما نعم لو يأخذ منه المال ويقول: إذا لم يقبله رد عليه ما أخذه، فهذه أهون.
فالآن معنا نقطتان: النقطة الأولى: أننا لا نرى جواز استقدام العمال إلا لمن احتاج إليهم حقيقة كصاحب مؤسسة أو مزرعة أو ما أشبه ذلك، أما من استقدمهم ليتجر بهم فهذا لا يجوز.
ثانياً : إذا احتاج إليهم ثم أعطوه مالاً ليقدمهم على غيرهم فإنه إذا قدر أنه لم يوفق في هذا العامل فليرد إليه ما أخذه، لئلا يكون أخذه بغير حق ، نعم .
فضيلة الشيخ : ما حكم يأخذه صاحب المؤسسة من مكاتب الاستقدام في الخارج أو الداخل على العمال الذين يستقدمهم ، ومن صور ذلك استعداد بعض الأفراد أن يأتي بالعمال من الخارج لصاحب المؤسسة ويعطيه مقابل كل فرد ألف ريال فقط، ما عليه إلا إخراج الفيزة ، صاحب العمل ما عليه إلا إخراج الفيزة، ما حكم هذا المال؟
الشيخ : والله أنا أكره استقدام العمال على الوجه الذي عليه الناس اليوم، لأن استقدام العمال أصبح تجارة يتجر بها الناس، تجد الإنسان يأخذ فيزاً وهو لا يحتاجها، لكن يأخذها فيبيعها على فلان وفلان، أو يأخذها ويستغل العمال بأن يأخذ منهم ، سواء في المكاتب هنا أو في المكاتب الخارجية، فأنا أكره هذا إطلاقاً، وأقول: إن الإنسان لا يستقدم إلا من يحتاج إليه فعلاً، وحينئذٍ لا يمكن أن يبيع الفيزة، ولا أن يأخذ من العامل.
ثم كيف نقول أنه يأخذ من العامل ومن الشروط المعروفة بينهم: أن العامل يأتي لمدة أظن ثلاثة شهور للتجربة، ثم إذا انتهت الشهور ولم يجز للمستقدم رده إلى أهله، فيكون أخذ منه مالاً بغير حق، أما نعم لو يأخذ منه المال ويقول: إذا لم يقبله رد عليه ما أخذه، فهذه أهون.
فالآن معنا نقطتان: النقطة الأولى: أننا لا نرى جواز استقدام العمال إلا لمن احتاج إليهم حقيقة كصاحب مؤسسة أو مزرعة أو ما أشبه ذلك، أما من استقدمهم ليتجر بهم فهذا لا يجوز.
ثانياً : إذا احتاج إليهم ثم أعطوه مالاً ليقدمهم على غيرهم فإنه إذا قدر أنه لم يوفق في هذا العامل فليرد إليه ما أخذه، لئلا يكون أخذه بغير حق ، نعم .
ما حكم من قال لزوجته التي نصحته بترك الدخان أنت طالق إن عدت لشرب الدخان ثم رجع إليه .؟
السائل : أحسن الله إليكم، رجل يدخن وزوجته نصحته فقال لها : أنت طالق إن عدتُ لهذا الدخان.
تركه مؤقتاً ثم عاد إليه، ثم تاب مرة آخرى، فما حكم طلاقه؟
الشيخ : واستمر على توبته ؟
السائل : نعم الأخرى .
الشيخ : إي ما يخالف .
السائل : نعم استمر.
الشيخ : هذا ليس عليه إلا أن يكفر كفارة يمين، فيطعم عشرة مساكين، وذلك لأن قوله: إن عدت فأنت طالق إنما قالها فراراً من فراق زوجته لئلا تفارقه، وليس قصده فراق الزوجة، فعلى هذا نقول: ما دمت أردت تأكيد الامتناع منه ثم عدت إليه فليس عليك إلا كفارة يمين.
تركه مؤقتاً ثم عاد إليه، ثم تاب مرة آخرى، فما حكم طلاقه؟
الشيخ : واستمر على توبته ؟
السائل : نعم الأخرى .
الشيخ : إي ما يخالف .
السائل : نعم استمر.
الشيخ : هذا ليس عليه إلا أن يكفر كفارة يمين، فيطعم عشرة مساكين، وذلك لأن قوله: إن عدت فأنت طالق إنما قالها فراراً من فراق زوجته لئلا تفارقه، وليس قصده فراق الزوجة، فعلى هذا نقول: ما دمت أردت تأكيد الامتناع منه ثم عدت إليه فليس عليك إلا كفارة يمين.
7 - ما حكم من قال لزوجته التي نصحته بترك الدخان أنت طالق إن عدت لشرب الدخان ثم رجع إليه .؟ أستمع حفظ
ما الضابط في رفع اليدين في الدعاء ومسح الوجه باليدين بعده .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
حفظك الله يا شيخ: ما هو ضابط رفع اليدين في الدعاء؟ متى يكون يعني ؟
الشيخ : رفع اليدين في الدعاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما وردت به السنة، ما وردت به السنة فهذا ظاهر أنه يسن فيه الرفع، مثل: دعاء الاستسقاء، إذا استسقى الإنسان في خطبة الجمعة أو في خطبة الاستسقاء فإنه يرفع يديه، وكرفع اليدين على الصفا وعلى المروة، وكرفع اليدين في عرفة في الدعاء، وكرفع اليدين عند الجمرة الأولى في أيام التشريق والجمرة الوسطى، ولهذا في الحج ست وقفات: الوقفة الأولى: على الصفا.
والثانية: على المروة.
والثالثة: في عرفة.
والرابعة: في مزدلفة بعد صلاة الفجر.
والخامسة: بعد الجمرة الأولى في أيام التشريق.
والسادسة: بعد الجمرة الوسطى في أيام التشريق.
هذا القسم لا شك فيه أن الإنسان يرفع يديه فيه .
والقسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع مثل: الدعاء في الصلاة، فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يستفتح في الصلاة ويدعو ويقول: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) ويدعو بين السجدتين: ( رب اغفر لي ) ويدعو في التشهد الأخير، ولا يرفع يديه، وكذلك في خطبة الجمعة يدعو ولا يرفع يديه إلا في الاستسقاء أو الاستصحاء، هذا أيضًا لا ترفع اليدين، ومن رفع يديه في هذه الأحوال وأشباهها قلنا: إنه بدعة، ونهيناه عن ذلك.
القسم الثالث: ما لم يرد به الرفع ولا عدم الرفع، فهذا الأصل أن من آداب الدعاء أن يرفع يديه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) وذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) فجعل النبي عليه الصلاة والسلام رفع اليدين إلى الله من أسباب إجابة الدعاء.
فهذه أقسام رفع اليدين، ولكن في القسم الذي ترفع فيه الأيدي هل إذا فرغ من الدعاء يمسح وجهه بيديه؟
الصحيح: أنه لا يمسح وجهه بيديه، لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، فإذا رأينا شخصاً يمسح وجهه بيديه إذا انتهى من الدعاء بينا له أن السنة ألا تمسح وجهك بيديك، لأن الوارد في ذلك ضعيف.
أخذت ؟
السائل : ...
الشيخ : خير إن شاء الله .
حفظك الله يا شيخ: ما هو ضابط رفع اليدين في الدعاء؟ متى يكون يعني ؟
الشيخ : رفع اليدين في الدعاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما وردت به السنة، ما وردت به السنة فهذا ظاهر أنه يسن فيه الرفع، مثل: دعاء الاستسقاء، إذا استسقى الإنسان في خطبة الجمعة أو في خطبة الاستسقاء فإنه يرفع يديه، وكرفع اليدين على الصفا وعلى المروة، وكرفع اليدين في عرفة في الدعاء، وكرفع اليدين عند الجمرة الأولى في أيام التشريق والجمرة الوسطى، ولهذا في الحج ست وقفات: الوقفة الأولى: على الصفا.
والثانية: على المروة.
والثالثة: في عرفة.
والرابعة: في مزدلفة بعد صلاة الفجر.
والخامسة: بعد الجمرة الأولى في أيام التشريق.
والسادسة: بعد الجمرة الوسطى في أيام التشريق.
هذا القسم لا شك فيه أن الإنسان يرفع يديه فيه .
والقسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع مثل: الدعاء في الصلاة، فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يستفتح في الصلاة ويدعو ويقول: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) ويدعو بين السجدتين: ( رب اغفر لي ) ويدعو في التشهد الأخير، ولا يرفع يديه، وكذلك في خطبة الجمعة يدعو ولا يرفع يديه إلا في الاستسقاء أو الاستصحاء، هذا أيضًا لا ترفع اليدين، ومن رفع يديه في هذه الأحوال وأشباهها قلنا: إنه بدعة، ونهيناه عن ذلك.
القسم الثالث: ما لم يرد به الرفع ولا عدم الرفع، فهذا الأصل أن من آداب الدعاء أن يرفع يديه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) وذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) فجعل النبي عليه الصلاة والسلام رفع اليدين إلى الله من أسباب إجابة الدعاء.
فهذه أقسام رفع اليدين، ولكن في القسم الذي ترفع فيه الأيدي هل إذا فرغ من الدعاء يمسح وجهه بيديه؟
الصحيح: أنه لا يمسح وجهه بيديه، لأن الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، فإذا رأينا شخصاً يمسح وجهه بيديه إذا انتهى من الدعاء بينا له أن السنة ألا تمسح وجهك بيديك، لأن الوارد في ذلك ضعيف.
أخذت ؟
السائل : ...
الشيخ : خير إن شاء الله .
ما حكم تداخل العبادات كصيام عرفة والأيام الثلاث من كل شهر بنية واحدة.؟
السائل : السؤال يا شيخ هل تتداخل النيات في الصوم مثل أن يجمع بين صيام مثلاً ثلاثة أيام في شهر ثم صيام يوم عرفة هل تأخل الأجرين ؟
الشيخ : تداخل العبادات يعني نأخذ بالأعم .
تداخل العبادات قسمان:
قسم لا يصح: وهو فيما إذا كانت العبادة مقصودة بنفسها، أو تابعة لغيرها، فهذا لا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثال ذلك: إنسان فاتته سنة الفجر حتى طلعت الشمس، وجاء وقت صلاة الضحى، فهنا لا تجزئ سنة الفجر عن الضحى، ولا الضحى عن سنة الفجر، ولا الجمع بينهما أيضاً، لأن سنة الفجر مستقلة وسنة الضحى مستقلة، فلا تجزئ إحداهما عن الأخرى.
وكذلك إذا كانت الأخرى تابعة لما قبلها فإنها لا تتداخل، فلو قال إنسان: أنا أريد أن أنوي بصلاة الفجر صلاة الفريضة والراتبة، قلنا: لا يصح هذا، لأن الراتبة تابعة للصلاة فلا تجزئ عنها.
والقسم الثاني: أن يكون المقصود بالعبادة مجرد الفعل، والعبادة نفسها ليست مقصودة، فهذا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثاله: رجل دخل المسجد والناس يصلون في صلاة الفجر، فإن من المعلوم أن الإنسان إذا دخل المسجد لا يجلس حتى إيش؟ يصلي ركعتين، فإذا دخل مع الإمام في صلاة الفريضة أجزأت عنه الركعتين، لماذا؟ لأن المقصود أن تصلي ركعتين عند دخول المسجد، وكذلك لو دخل الإنسان المسجد وقت الضحى وصلى ركعتين ينوي بهما صلاة الضحى أجزأت عن تحية المسجد، وإن نواهما جميعاً فهو أكمل، فهذا هو الضابط في تداخل العبادات.
ومنه الصوم، فصوم يوم عرفة مثلاً المقصود أن يأتي عليك هذا اليوم وأنت صائم، سواء نويته من الأيام الثلاثة التي تصام من كل شهر أو نويته ليوم عرفة، لكن إذا نويته ليوم عرفة لم يجزئ عن صيام الأيام الثلاثة، وإن نويته يوماً من الأيام الثلاثة أجزأ عن يوم عرفة، وإن نويت الجميع كان أفضل.
الشيخ : تداخل العبادات يعني نأخذ بالأعم .
تداخل العبادات قسمان:
قسم لا يصح: وهو فيما إذا كانت العبادة مقصودة بنفسها، أو تابعة لغيرها، فهذا لا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثال ذلك: إنسان فاتته سنة الفجر حتى طلعت الشمس، وجاء وقت صلاة الضحى، فهنا لا تجزئ سنة الفجر عن الضحى، ولا الضحى عن سنة الفجر، ولا الجمع بينهما أيضاً، لأن سنة الفجر مستقلة وسنة الضحى مستقلة، فلا تجزئ إحداهما عن الأخرى.
وكذلك إذا كانت الأخرى تابعة لما قبلها فإنها لا تتداخل، فلو قال إنسان: أنا أريد أن أنوي بصلاة الفجر صلاة الفريضة والراتبة، قلنا: لا يصح هذا، لأن الراتبة تابعة للصلاة فلا تجزئ عنها.
والقسم الثاني: أن يكون المقصود بالعبادة مجرد الفعل، والعبادة نفسها ليست مقصودة، فهذا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثاله: رجل دخل المسجد والناس يصلون في صلاة الفجر، فإن من المعلوم أن الإنسان إذا دخل المسجد لا يجلس حتى إيش؟ يصلي ركعتين، فإذا دخل مع الإمام في صلاة الفريضة أجزأت عنه الركعتين، لماذا؟ لأن المقصود أن تصلي ركعتين عند دخول المسجد، وكذلك لو دخل الإنسان المسجد وقت الضحى وصلى ركعتين ينوي بهما صلاة الضحى أجزأت عن تحية المسجد، وإن نواهما جميعاً فهو أكمل، فهذا هو الضابط في تداخل العبادات.
ومنه الصوم، فصوم يوم عرفة مثلاً المقصود أن يأتي عليك هذا اليوم وأنت صائم، سواء نويته من الأيام الثلاثة التي تصام من كل شهر أو نويته ليوم عرفة، لكن إذا نويته ليوم عرفة لم يجزئ عن صيام الأيام الثلاثة، وإن نويته يوماً من الأيام الثلاثة أجزأ عن يوم عرفة، وإن نويت الجميع كان أفضل.
اضيفت في - 2005-08-27