سلسلة لقاء الباب المفتوح-053a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى : " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " من سورة الأعلى .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والخمسون من اللقاء المسمى بلقاء الباب المفتوح، وهو اللقاء الرابع باعتبار شهر شوال عام أربعة عشر وأربعمائة وألف، ونتكلم يسيراً على ما تبقى من سورة الأعلى وهو قوله تبارك وتعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ))
أفلح مأخوذ من الفلاح. والفلاح: كلمة جامعة، وهو: الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، هذا هو معنى الفلاح فهي كلمة جامعة لكل خير، دافعة لكل شر.
وقوله: (( مَنْ تَزَكَّى )) مأخوذ من التزكية وهو التطهير، ومنه سميت الزكاة زكاة، لأنها تطهر الإنسان من أخلاق الرذيلة، أخلاق البخل، كما قال تعالى: (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ )).
إذن تَزَكَّى يعني: تطهر، ومن أي شيء تزكى؟ يتزكى أولاً: من الشرك بالنسبة لمعاملة الله، فيعبد الله مخلصاً له الدين، لا يرائي، ولا يسمِّع، ولا يطلب جاهاً ولا رئاسة فيما يتعبد به لله عز وجل، وإنما يريد بهذا وجه الله والدار الآخرة، تزكى في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بحيث لا يبتدع في شريعته، لا بقليل ولا بكثير لا في الاعتقاد ولا في الأقوال ولا في الأفعال، وهذا -أعني: التزكي- بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام وهو اتباعه من غير ابتداع، لا ينطبق تماماً إلا على الطريقة السلفية طريقة أهل السنة والجماعة، الذين يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الطريقة السلفية، الذين لا يبتدعون في العبادات القولية ولا في العبادات الفعلية شيئاً في دين الله.
تجدهم يتبعون ما جاء به الشرع خلافاً لما يصنعه بعض المبتدعة في الأذكار المبتدعة، إما في نوعها، وإما في كيفيتها وصفتها، وإما في أدائها، كما يفعله بعض أصحاب الطرق من الصوفية وغيرهم.
كذلك يتزكى بالنسبة لمعاملة الخلق، بحيث يطهر قلبه من الغل والحقد على إخوانه المسلمين، فتجده دائماً طاهر القلب يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، لا يرضى لأحدٍ أن يمسه سوءاً، بل يود أن جميع الناس سالمون من كل شر، موفقون لكل خير، فصارت التزكية لها ثلاثة متعلقات الأول؟ منكم الجواب في حق الله، والثاني: في حق الرسول، والثالث: في حق عامة الناس.
في حق الله يتزكى من الشرك فيعبد الله مخلصاً له الدين.
في حق الرسول يتزكى من الابتداع فيعبد الله على مقتضى شريعة النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والقول والعمل.
في معاملة الناس يتزكى من الغل والحقد والعداوة والبغضاء وكل ما يجلب ذلك ، كل ما يجلب العداوة والبغضاء بين المسلمين يتجنبه ويفعل كل ما فيه المودة والمحبة، ومن ذلك من ذلك: إفشاء السلام الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( والله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) فالسلام من أقوى الأسباب التي تجلب المحبة والمودة بين المسلمين، وهذا شيء مشاهد، لو مرَّ بك رجل ولم يسلم عليك صار في نفسك شيء، وإذا لم تسلم عليه أنت صار في نفسه شيء، لكن لو سلمت عليه، أو سلم عليك صار هذا كالرباط بينكما يوجب المودة والمحبة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في السلام: ( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وأكثر الناس اليوم إذا سلم يسلم على من يعرف، وأما من لا يعرفه فلا يسلم عليه، وهذا غلط، لأنك إذا سلمت على من تعرف لم يكن السلام خالصاً لله، سلم على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين حتى تنال بذلك محبة المسلمين بعضهم من بعض، وتمام الإيمان ، والنهاية دخول الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهلها.
وقوله: (( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )) يعني: ذكر اسم الله تعالى بالتعبد له فصلى، ويدخل في ذكر اسم الله: الوضوء مثلاً، فالوضوء من ذكر اسم الله: أولاً: لأن الإنسان لا يتوضأ إلا امتثالاً لأمر الله.
وثانياً: أنه إذا ابتدأ وضوءه قال: باسم الله، وإذا انتهى قال: ( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) .
ومن ذكر الله عز وجل: خطبة الجمعة، فإن خطبة الجمعة من ذكر الله، لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )) وعلى هذا فقوله: (( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّه )) يعني الخطيب يوم الجمعة ، فصلى أي: صلاة الجمعة ، فهذه الآية تشمل كل الصلوات التي يسبقها ذكر، وما من صلاة إلا ويسبقها ذكر في الغالب، نعم قد يصلي الإنسان صلاة قد توضأ فيها من قبل، لكن الغالب أن الإنسان يتوضأ قبيل الصلاة فيذكر اسم الله ثم يصلي.
ثم نبقى على هذا القدر من هذه السورة حتى نستوعب عدداً أكبر بالنسبة لإجابة الأسئلة، والعادة عندنا أننا لا نسمح إلا بسؤال واحد لكل واحد، ولا نسمح بالتعليق، فنبدأ أولاً مع اليمين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والخمسون من اللقاء المسمى بلقاء الباب المفتوح، وهو اللقاء الرابع باعتبار شهر شوال عام أربعة عشر وأربعمائة وألف، ونتكلم يسيراً على ما تبقى من سورة الأعلى وهو قوله تبارك وتعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ))
أفلح مأخوذ من الفلاح. والفلاح: كلمة جامعة، وهو: الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، هذا هو معنى الفلاح فهي كلمة جامعة لكل خير، دافعة لكل شر.
وقوله: (( مَنْ تَزَكَّى )) مأخوذ من التزكية وهو التطهير، ومنه سميت الزكاة زكاة، لأنها تطهر الإنسان من أخلاق الرذيلة، أخلاق البخل، كما قال تعالى: (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ )).
إذن تَزَكَّى يعني: تطهر، ومن أي شيء تزكى؟ يتزكى أولاً: من الشرك بالنسبة لمعاملة الله، فيعبد الله مخلصاً له الدين، لا يرائي، ولا يسمِّع، ولا يطلب جاهاً ولا رئاسة فيما يتعبد به لله عز وجل، وإنما يريد بهذا وجه الله والدار الآخرة، تزكى في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بحيث لا يبتدع في شريعته، لا بقليل ولا بكثير لا في الاعتقاد ولا في الأقوال ولا في الأفعال، وهذا -أعني: التزكي- بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام وهو اتباعه من غير ابتداع، لا ينطبق تماماً إلا على الطريقة السلفية طريقة أهل السنة والجماعة، الذين يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الطريقة السلفية، الذين لا يبتدعون في العبادات القولية ولا في العبادات الفعلية شيئاً في دين الله.
تجدهم يتبعون ما جاء به الشرع خلافاً لما يصنعه بعض المبتدعة في الأذكار المبتدعة، إما في نوعها، وإما في كيفيتها وصفتها، وإما في أدائها، كما يفعله بعض أصحاب الطرق من الصوفية وغيرهم.
كذلك يتزكى بالنسبة لمعاملة الخلق، بحيث يطهر قلبه من الغل والحقد على إخوانه المسلمين، فتجده دائماً طاهر القلب يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، لا يرضى لأحدٍ أن يمسه سوءاً، بل يود أن جميع الناس سالمون من كل شر، موفقون لكل خير، فصارت التزكية لها ثلاثة متعلقات الأول؟ منكم الجواب في حق الله، والثاني: في حق الرسول، والثالث: في حق عامة الناس.
في حق الله يتزكى من الشرك فيعبد الله مخلصاً له الدين.
في حق الرسول يتزكى من الابتداع فيعبد الله على مقتضى شريعة النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والقول والعمل.
في معاملة الناس يتزكى من الغل والحقد والعداوة والبغضاء وكل ما يجلب ذلك ، كل ما يجلب العداوة والبغضاء بين المسلمين يتجنبه ويفعل كل ما فيه المودة والمحبة، ومن ذلك من ذلك: إفشاء السلام الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( والله لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) فالسلام من أقوى الأسباب التي تجلب المحبة والمودة بين المسلمين، وهذا شيء مشاهد، لو مرَّ بك رجل ولم يسلم عليك صار في نفسك شيء، وإذا لم تسلم عليه أنت صار في نفسه شيء، لكن لو سلمت عليه، أو سلم عليك صار هذا كالرباط بينكما يوجب المودة والمحبة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في السلام: ( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وأكثر الناس اليوم إذا سلم يسلم على من يعرف، وأما من لا يعرفه فلا يسلم عليه، وهذا غلط، لأنك إذا سلمت على من تعرف لم يكن السلام خالصاً لله، سلم على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين حتى تنال بذلك محبة المسلمين بعضهم من بعض، وتمام الإيمان ، والنهاية دخول الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهلها.
وقوله: (( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )) يعني: ذكر اسم الله تعالى بالتعبد له فصلى، ويدخل في ذكر اسم الله: الوضوء مثلاً، فالوضوء من ذكر اسم الله: أولاً: لأن الإنسان لا يتوضأ إلا امتثالاً لأمر الله.
وثانياً: أنه إذا ابتدأ وضوءه قال: باسم الله، وإذا انتهى قال: ( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) .
ومن ذكر الله عز وجل: خطبة الجمعة، فإن خطبة الجمعة من ذكر الله، لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )) وعلى هذا فقوله: (( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّه )) يعني الخطيب يوم الجمعة ، فصلى أي: صلاة الجمعة ، فهذه الآية تشمل كل الصلوات التي يسبقها ذكر، وما من صلاة إلا ويسبقها ذكر في الغالب، نعم قد يصلي الإنسان صلاة قد توضأ فيها من قبل، لكن الغالب أن الإنسان يتوضأ قبيل الصلاة فيذكر اسم الله ثم يصلي.
ثم نبقى على هذا القدر من هذه السورة حتى نستوعب عدداً أكبر بالنسبة لإجابة الأسئلة، والعادة عندنا أننا لا نسمح إلا بسؤال واحد لكل واحد، ولا نسمح بالتعليق، فنبدأ أولاً مع اليمين.
ما حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحدا من أصحابه في حال غفلة ثم تاب ورجع وما رأيكم في قصة كعب بن زهير وسبه للنبي صلى الله عليه وسلم .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة شيخنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكرتم حفظكم الله في بعض دروسكم أن الذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه يكفر وله توبة ولكن مع القتل أخذاً بثأر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذاً بثأر أصحابه رضي الله عنهم، فإذا كان هذا الشاتم في زمن غفلة ومعصية ولكن لا يزال مسلماً فهل يطبق عليه حكم القتل بعد أن تاب وأناب وندم على ما فعل كما هو الحال مع الصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه، وقصة شتمه للنبي صلى الله عليه وسلم، نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الشيخ : أنه يقول: ذكرتم في بعض دروسكم أن من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أحداً من أصحابه فإنه يكفر ويقتل، والأمر ليس كذلك، إنما الصواب: أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يكفر، أما من سب أحداً من الصحابة فلا يكفر، لكن لو سب الصحابة عموماً أو سبهم إلا نفراً قليلاً فهو يكفر، لكن الكلام الآن وموضوع الإجابة سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إذا سب الرسول فإنه يكفر، سواء كان جاداً أو مازحاً أو مستهزئاً، فإنه يكفر لقول الله تبارك تعالى: (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) ولكن إذا تاب فإنها تقبل توبته، لقوله تبارك وتعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ))
ولكن هل يسقط عنه القتل؟ الجواب على هذا: فيه تفصيل: إن كان الذي سب الرسول عليه الصلاة والسلام سبه وهو كافر لم يسلم بعد فإنه لا يقتل، لعموم قوله تعالى: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )).
أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد بسبب سبه الرسول عليه الصلاة والسلام فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته، أخذاً بالثأر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن قال قائل: إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ولم يقتلهم، قلنا: نعم هذا صحيح، لكن الحق في القتل لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم، لكن بعد موته هل نعلم أن الرسول عفا عنهم؟ لا، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه و على آله وسلم وهو حق آدمي، ولم نعلم أنه عفا عنهم، فإن الواجب قتلهم.
ثم إن في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فإنها لا تقبل توبته ويقتل كافراً، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، قال في زاد المستقنع: ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الصواب: أن التوبة مقبولة متى صدرت على وجه صحيح، لكن القتل إن كان قد سب الله فإنه لا يقتل، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون تقولون: أيهما أعظم: سب الله، أو الرسول ؟ أيهما أعظم؟ سب الله أعظم ما في إشكال، لماذا إذا تاب من سب الله قبلنا توبته ولم نقتله، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه؟ لماذا؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً )) فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول إيش؟ عفا عنه، وحينئذٍ يتعين قتله. هذا وجه الفرق بينهما.
وذهب بعض العلماء: إلى أن من سب الله أو رسوله ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة، نعم الأخ.
السائل : ... أن الله يغفر الذنوب جميعاً ألا يعم هذا ؟
الشيخ : إي طيب.
فضيلة شيخنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكرتم حفظكم الله في بعض دروسكم أن الذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه يكفر وله توبة ولكن مع القتل أخذاً بثأر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذاً بثأر أصحابه رضي الله عنهم، فإذا كان هذا الشاتم في زمن غفلة ومعصية ولكن لا يزال مسلماً فهل يطبق عليه حكم القتل بعد أن تاب وأناب وندم على ما فعل كما هو الحال مع الصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه، وقصة شتمه للنبي صلى الله عليه وسلم، نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الشيخ : أنه يقول: ذكرتم في بعض دروسكم أن من سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أحداً من أصحابه فإنه يكفر ويقتل، والأمر ليس كذلك، إنما الصواب: أن من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يكفر، أما من سب أحداً من الصحابة فلا يكفر، لكن لو سب الصحابة عموماً أو سبهم إلا نفراً قليلاً فهو يكفر، لكن الكلام الآن وموضوع الإجابة سب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إذا سب الرسول فإنه يكفر، سواء كان جاداً أو مازحاً أو مستهزئاً، فإنه يكفر لقول الله تبارك تعالى: (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) ولكن إذا تاب فإنها تقبل توبته، لقوله تبارك وتعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ))
ولكن هل يسقط عنه القتل؟ الجواب على هذا: فيه تفصيل: إن كان الذي سب الرسول عليه الصلاة والسلام سبه وهو كافر لم يسلم بعد فإنه لا يقتل، لعموم قوله تعالى: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )).
أما إذا كان الذي سب الرسول مسلماً وارتد بسبب سبه الرسول عليه الصلاة والسلام فإن القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقتل مع قبول توبته، أخذاً بالثأر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن قال قائل: إنه قد وجد أناس سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل توبتهم ولم يقتلهم، قلنا: نعم هذا صحيح، لكن الحق في القتل لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا عفا عنهم في حياته فالحق له، إن شاء قتلهم وإن شاء لم يقتلهم، لكن بعد موته هل نعلم أن الرسول عفا عنهم؟ لا، فإذا كانوا مستحقين للقتل بسبهم الرسول صلى الله عليه و على آله وسلم وهو حق آدمي، ولم نعلم أنه عفا عنهم، فإن الواجب قتلهم.
ثم إن في قتلهم مصلحة وهو كف ألسنة غيرهم عن سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أما هم فقد قبل الله توبتهم إذا كانت توبتهم نصوحاً، وأمرهم إلى الله، وإذا لم يقتلوا اليوم ماتوا غداً، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
ويرى بعض العلماء أنه إذا تاب فإنها لا تقبل توبته ويقتل كافراً، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، قال في زاد المستقنع: ولا تقبل توبة من سب الله أو رسوله، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الصواب: أن التوبة مقبولة متى صدرت على وجه صحيح، لكن القتل إن كان قد سب الله فإنه لا يقتل، وإن كان قد سب الرسول فإنه يقتل، ولعلكم تتعجبون تقولون: أيهما أعظم: سب الله، أو الرسول ؟ أيهما أعظم؟ سب الله أعظم ما في إشكال، لماذا إذا تاب من سب الله قبلنا توبته ولم نقتله، وإذا تاب من سب الرسول قبلنا توبته وقتلناه؟ لماذا؟ لأن من سب الله وتاب تاب الله عليه، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنه يسقط حقه فقال: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً )) فنحن نعلم أن الله تعالى قد عفا عنه بتوبته من سب الله، أما من سب الرسول فلا نعلم أن الرسول إيش؟ عفا عنه، وحينئذٍ يتعين قتله. هذا وجه الفرق بينهما.
وذهب بعض العلماء: إلى أن من سب الله أو رسوله ثم تاب قبلت توبته ولم يقتل، فصارت الأقوال في المسألة ثلاثة، نعم الأخ.
السائل : ... أن الله يغفر الذنوب جميعاً ألا يعم هذا ؟
الشيخ : إي طيب.
2 - ما حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحدا من أصحابه في حال غفلة ثم تاب ورجع وما رأيكم في قصة كعب بن زهير وسبه للنبي صلى الله عليه وسلم .؟ أستمع حفظ
ما حكم صلاة من يطوف حول الأضرحة.؟
السائل : بسم الله .
السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : فضيلة الشيخ : في البلاد الإسلامية هنالك أضرحة يطاف بها وتعبد من دون الله، وفي بعض القرى هنالك أضرحة رئيسية يطاف بها يومياً، وفي إحدى القرى هناك حوالي تسعة وتسعين ضريحاً، وهذه يحج إليها ويطاف بها، وذكر أحد إخواننا أنه طاف بها منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر حتى أكمل الطواف، وفي هذه القرى مساجد وتقام فيها صلوات، ومع ذلك بلغتهم دعوة التوحيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وما حكم هذه العبادات؟
الشيخ : من طاف بالأضرحة يعني: بالقبور يدعو صاحب القبر، ويستغيث به، ويستنجد به، فهو مشرك شركاً أكبر، وقد قال الله تعالى: (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )) وإذا صلى هؤلاء في المساجد وهم مصرون على هذا الشرك، أعني: دعاء أصحاب الأضرحة والاستغاثة بهم فإن صلاتهم لا تقبل منهم ولا تنفعهم عند الله، لقول الله تعالى: (( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ )).
لكن الواجب على أهل العلم في تلك البلاد أن يكثفوا الدعوة والذهاب إلى هؤلاء لبيان الحق لهم، وألا ييأسوا من روح الله، وإذا كان لا يمكن أن ندعوهم جهاراً على سبيل العموم، لأن من الناس من يقول: لو ذهبت إلى هؤلاء العامة أدعوهم وأقول لهم: إن عملكم هذا شرك ربما يقتلونني، فإنه من الممكن أن يختار من زعمائهم من يختار، ويدعوه إلى بيته أو يزوره هو في بيته، ويتكلم معه بهدوء، ويبين له محاسن الإخلاص، ويبين له أن هؤلاء الموتى لا يستجيبون له، كما قال الله تعالى: (( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) وقال تعالى: (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )) فليكثفوا الدعوة ، لأن هؤلاء في الحقيقة -أعني: الذين يترددون إلى الأضرحة ويدعونهم- هؤلاء يعتبرون في حكم أهل الجاهلية، فلا بد من دعوتهم وتكثيف الدعوة ، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم على أيدي إخواننا المصلحين.
السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : فضيلة الشيخ : في البلاد الإسلامية هنالك أضرحة يطاف بها وتعبد من دون الله، وفي بعض القرى هنالك أضرحة رئيسية يطاف بها يومياً، وفي إحدى القرى هناك حوالي تسعة وتسعين ضريحاً، وهذه يحج إليها ويطاف بها، وذكر أحد إخواننا أنه طاف بها منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر حتى أكمل الطواف، وفي هذه القرى مساجد وتقام فيها صلوات، ومع ذلك بلغتهم دعوة التوحيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وما حكم هذه العبادات؟
الشيخ : من طاف بالأضرحة يعني: بالقبور يدعو صاحب القبر، ويستغيث به، ويستنجد به، فهو مشرك شركاً أكبر، وقد قال الله تعالى: (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )) وإذا صلى هؤلاء في المساجد وهم مصرون على هذا الشرك، أعني: دعاء أصحاب الأضرحة والاستغاثة بهم فإن صلاتهم لا تقبل منهم ولا تنفعهم عند الله، لقول الله تعالى: (( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ )).
لكن الواجب على أهل العلم في تلك البلاد أن يكثفوا الدعوة والذهاب إلى هؤلاء لبيان الحق لهم، وألا ييأسوا من روح الله، وإذا كان لا يمكن أن ندعوهم جهاراً على سبيل العموم، لأن من الناس من يقول: لو ذهبت إلى هؤلاء العامة أدعوهم وأقول لهم: إن عملكم هذا شرك ربما يقتلونني، فإنه من الممكن أن يختار من زعمائهم من يختار، ويدعوه إلى بيته أو يزوره هو في بيته، ويتكلم معه بهدوء، ويبين له محاسن الإخلاص، ويبين له أن هؤلاء الموتى لا يستجيبون له، كما قال الله تعالى: (( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) وقال تعالى: (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )) فليكثفوا الدعوة ، لأن هؤلاء في الحقيقة -أعني: الذين يترددون إلى الأضرحة ويدعونهم- هؤلاء يعتبرون في حكم أهل الجاهلية، فلا بد من دعوتهم وتكثيف الدعوة ، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم على أيدي إخواننا المصلحين.
هل يجوز لنا أن نسأل الله أن يخرج فينا المهدي وما أصل كلمة المنتظر .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فضيلة الشيخ : جاءت الأحاديث في السنة متواترة وتواترت تواتراً معنوياً تذكر المهدي، ولكن سؤالي من شقين حول المهدي الحقيقة: هل يجوز لنا سؤال الله سبحانه وتعالى أن يخرج فينا المهدي؟ هذا الشق الأول من السؤال .
الشق الثاني: كلمة "المتنظر" جاءت في كتابات الإسلامين المتأخرين تذكر المنتظر المهدي المنتظر، المهدي المنتظر فهل لهذا أصل تاريخي كلمة المنتظر بعد المهدي؟
الشيخ : المهدي وردت فيه أحاديث انقسمت إلى أربعة أقسام: أحاديث موضوعة مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحاديث ضعيفة، وأحاديث حسنة، وأحاديث صحيحة بغيرها.
والصحيح أنه سيخرج ولكن متى يخرج ؟ يخرج إذا اقتضت حكمة الله عز وجل خروجه، حين تملأ الأرض جوراً وظلماً، وانتبهوا لكلمة : تملأ الأرض، يعني: لا يبقى عدل ولا إحسان، فإذا مُلئت الأرض جوراً وظلماً ولم يبق عدل ولا إحسان حينئذٍ يبعث الله سبحانه وتعالى المهدي، يبين للناس الحق ويدعوهم إليه، ويهديهم الله عز وجل على يديه، هذا هو الصحيح المعتقد عندنا، وللشيخ عبد المحسن العباد محاضرة في مجلة الجامعة الإسلامية أيام كان الشيخ عبد العزيز بن باز رئيساً للجامعة، وهي محاضرة قيمة أحيل الأخ السائل عليها، حتى يتبين له حكم خروج المهدي.
أما كلمة " المهدي المنتظر" فهذا هو مهدي الرافضة الذي يدعون أنه في سرداب في العراق، وأنه حي، وأنه ينتظر الفرج، وأنه سوف يخرج، وجهالهم كما نقل عنهم السفاريني رحمه الله يخرجون في صباح كل يوم عند هذا السرداب ومعهم فرس ورمح وماء وعسل وخبز، كل يوم يقولون: ننتظر خروجه في هذا الصباح من أجل أن يفطر بالخبز والعسل والماء، ثم يركب الفرس برمحه ويخرج إلى الناس يقاتل الظلمة، لأن عندهم أو عند كثير منهم أن كل الناس ظالمين أن كل الناس ظالمون، حتى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ظلمة في رأيهم، يقولون: إنهم ظلموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا منه الخلافة واغتصبوها منه، فهم ظلمة وليسوا خلفاء، الخليفة المستحق للخلافة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومن العجب أن رأيت للشهرستاني في كتاب الملل والنحل قولاً عجباً قال: إن أبا بكر وعمر ظلمة، وإن علياً ظالم أيضاً، لأنه لم يأخذ بالثأر لنفسه، نسأل الله العافية! صار هؤلاء وهؤلاء عند الشرذمة ظلمة! لكن عامة الرافضة لا يقولون بهذا، يقولون: إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين مغتصبين للخلافة، وأن علي بن أبي طالب هو الخليفة.
ولا شك أن قولهم هذا مرفوض بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه صح عنه بالنقل المتواتر أنه قال على منبر الكوفة: " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " يعلنها رضي الله عنه وهذا هو تمام الإنصاف وتمام الحق والعدل منه رضي الله عنه، لكن من يدعون أنهم أتباعه خالفوا طريقه في هذا، وهو قد بايع لأبي بكر وبايع عمر ووازرهما، وكان معهما، بل قد بايع لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا معروف في السير والتاريخ، فإرداف كلمة المنتظر بكلمة المهدي هذه مأخوذة عن الرافضة.
ونحن نقول: إن هذا المهدي سوف يخرج إذا اقتضت حكمة الله تعالى ذلك، بحيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً، والذي يقول: اللهم أخرجه، فيه رائحة من الرفض، لأنه يعتقد الآن أن الأرض مملوءة ظلماً وجوراً، والأرض ولله الحمد ليست مملوءة ظلماً وجوراً، الأرض الآن والحمد لله فيها أناس يحكمون بالعدل، ويقضون بالحق، ويقيمون الشريعة بحسب المستطاع، سواء كانوا من أفراد الشعوب أو من حكام الشعوب، وهذا أمر يعرفه كل واحد، بل إن الناس اليوم ولا سيما الشعوب خير منهم بالأمس.
ظهر ولله الحمد فئات متعددة في البلاد الإسلامية كلها تنادي بالإسلام وتناضل من أجله، وتطبق من الإسلام ما استطاعت، فالإسلام ولله الحمد في مستقبل خير، الآن حتى في الأمم الكافرة كـأمريكا وفرنسا وانجلترا وغيرها، فيها فئات كثيرة مسلمة تدعوا إلى للإسلام، والآن الإسلام له وزنه حتى بأمريكا، حتى بأمريكا للإسلام وزنه في الوقت الحاضر والحمد لله، وحتى كما يذكر إن رئيس أمريكا هنأ مسلمي أمريكا بعيد الفطر هذا العام ومسلمي جميع العالم، وهذا يدل على أن الإسلام الآن أصبح له وزنه، وما ذكر من هؤلاء الطغاة أعني: من طغاة الكفرة أن الإسلام يهدد البشرية، فهذا من وحي الشيطان، الإسلام يهدي البشرية ولا يهدد البشرية، أيُّ نظام أحسن من دين الله؟! (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) انتهى الجواب فهمت الآن؟ طيب.
السائل : نعم يا شيخ ، المتقدمين ذكروا المنتظر؟
لشيخ : لا يصح هذا، أبداً لا يصح ولا نعرفه، نقول: المهدي كما جاء في الحديث فقط، ولا نقول: المنتظر.
فضيلة الشيخ : جاءت الأحاديث في السنة متواترة وتواترت تواتراً معنوياً تذكر المهدي، ولكن سؤالي من شقين حول المهدي الحقيقة: هل يجوز لنا سؤال الله سبحانه وتعالى أن يخرج فينا المهدي؟ هذا الشق الأول من السؤال .
الشق الثاني: كلمة "المتنظر" جاءت في كتابات الإسلامين المتأخرين تذكر المنتظر المهدي المنتظر، المهدي المنتظر فهل لهذا أصل تاريخي كلمة المنتظر بعد المهدي؟
الشيخ : المهدي وردت فيه أحاديث انقسمت إلى أربعة أقسام: أحاديث موضوعة مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحاديث ضعيفة، وأحاديث حسنة، وأحاديث صحيحة بغيرها.
والصحيح أنه سيخرج ولكن متى يخرج ؟ يخرج إذا اقتضت حكمة الله عز وجل خروجه، حين تملأ الأرض جوراً وظلماً، وانتبهوا لكلمة : تملأ الأرض، يعني: لا يبقى عدل ولا إحسان، فإذا مُلئت الأرض جوراً وظلماً ولم يبق عدل ولا إحسان حينئذٍ يبعث الله سبحانه وتعالى المهدي، يبين للناس الحق ويدعوهم إليه، ويهديهم الله عز وجل على يديه، هذا هو الصحيح المعتقد عندنا، وللشيخ عبد المحسن العباد محاضرة في مجلة الجامعة الإسلامية أيام كان الشيخ عبد العزيز بن باز رئيساً للجامعة، وهي محاضرة قيمة أحيل الأخ السائل عليها، حتى يتبين له حكم خروج المهدي.
أما كلمة " المهدي المنتظر" فهذا هو مهدي الرافضة الذي يدعون أنه في سرداب في العراق، وأنه حي، وأنه ينتظر الفرج، وأنه سوف يخرج، وجهالهم كما نقل عنهم السفاريني رحمه الله يخرجون في صباح كل يوم عند هذا السرداب ومعهم فرس ورمح وماء وعسل وخبز، كل يوم يقولون: ننتظر خروجه في هذا الصباح من أجل أن يفطر بالخبز والعسل والماء، ثم يركب الفرس برمحه ويخرج إلى الناس يقاتل الظلمة، لأن عندهم أو عند كثير منهم أن كل الناس ظالمين أن كل الناس ظالمون، حتى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ظلمة في رأيهم، يقولون: إنهم ظلموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا منه الخلافة واغتصبوها منه، فهم ظلمة وليسوا خلفاء، الخليفة المستحق للخلافة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومن العجب أن رأيت للشهرستاني في كتاب الملل والنحل قولاً عجباً قال: إن أبا بكر وعمر ظلمة، وإن علياً ظالم أيضاً، لأنه لم يأخذ بالثأر لنفسه، نسأل الله العافية! صار هؤلاء وهؤلاء عند الشرذمة ظلمة! لكن عامة الرافضة لا يقولون بهذا، يقولون: إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين مغتصبين للخلافة، وأن علي بن أبي طالب هو الخليفة.
ولا شك أن قولهم هذا مرفوض بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه صح عنه بالنقل المتواتر أنه قال على منبر الكوفة: " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " يعلنها رضي الله عنه وهذا هو تمام الإنصاف وتمام الحق والعدل منه رضي الله عنه، لكن من يدعون أنهم أتباعه خالفوا طريقه في هذا، وهو قد بايع لأبي بكر وبايع عمر ووازرهما، وكان معهما، بل قد بايع لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا معروف في السير والتاريخ، فإرداف كلمة المنتظر بكلمة المهدي هذه مأخوذة عن الرافضة.
ونحن نقول: إن هذا المهدي سوف يخرج إذا اقتضت حكمة الله تعالى ذلك، بحيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً، والذي يقول: اللهم أخرجه، فيه رائحة من الرفض، لأنه يعتقد الآن أن الأرض مملوءة ظلماً وجوراً، والأرض ولله الحمد ليست مملوءة ظلماً وجوراً، الأرض الآن والحمد لله فيها أناس يحكمون بالعدل، ويقضون بالحق، ويقيمون الشريعة بحسب المستطاع، سواء كانوا من أفراد الشعوب أو من حكام الشعوب، وهذا أمر يعرفه كل واحد، بل إن الناس اليوم ولا سيما الشعوب خير منهم بالأمس.
ظهر ولله الحمد فئات متعددة في البلاد الإسلامية كلها تنادي بالإسلام وتناضل من أجله، وتطبق من الإسلام ما استطاعت، فالإسلام ولله الحمد في مستقبل خير، الآن حتى في الأمم الكافرة كـأمريكا وفرنسا وانجلترا وغيرها، فيها فئات كثيرة مسلمة تدعوا إلى للإسلام، والآن الإسلام له وزنه حتى بأمريكا، حتى بأمريكا للإسلام وزنه في الوقت الحاضر والحمد لله، وحتى كما يذكر إن رئيس أمريكا هنأ مسلمي أمريكا بعيد الفطر هذا العام ومسلمي جميع العالم، وهذا يدل على أن الإسلام الآن أصبح له وزنه، وما ذكر من هؤلاء الطغاة أعني: من طغاة الكفرة أن الإسلام يهدد البشرية، فهذا من وحي الشيطان، الإسلام يهدي البشرية ولا يهدد البشرية، أيُّ نظام أحسن من دين الله؟! (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) انتهى الجواب فهمت الآن؟ طيب.
السائل : نعم يا شيخ ، المتقدمين ذكروا المنتظر؟
لشيخ : لا يصح هذا، أبداً لا يصح ولا نعرفه، نقول: المهدي كما جاء في الحديث فقط، ولا نقول: المنتظر.
مكتبة تعلن أنه من يدفع في الشهر خمس مائة ريال مثلا فإنه يزود بالكتب الجديدة في مواد التخصص كالفقه ويخصم له نسبة 10% في الكتب الأخرى فما حكم ذلك .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
السؤال يا فضيلة الشيخ : هو أنه يوجد عند بعض المكتبات التجارية إعلان يشتمل على أن من يدفع في الشهر مبلغاً معيناً من النقود مثلاً خمس مئة ريال أو نحوها فإنه يحصل له أمرين:
الأمر الأول: يزود بالكتب الجديدة في مواد التخصص الفقه ونحوه.
وكذلك يعطى بطاقة تخفيض عشرة في المئة إذا أتى يشتري، فما حكم ذلك؟
الشيخ : فهمتم السؤال الآن؟ يقول: يوجد إعلان على أن يدفع في الشهر خمس مئة ريال أو أكثر أو أقل فإنه يعطى الكتب المتخصصة التي يطلبها، وينزل له نسبة في الكتب الأخرى.
وجوابنا على هذا أن هذا نوع من الميسر الذي قال الله تعالى فيه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ )).
والميسر: كل معاملة مبناها على المغالبة، إما غانم وإما غارم، هذه القاعدة الشرعية في الميسر، فهذا الرجل الذي يدفع كل شهر خمس مائة ريال مثلاً قد يشتري كتباً تكون نسبة التنزيل فيها أكثر من ألف ريال مثلاً، وقد لا يشتري شيئاً، فإذا فرضنا أنه اشترى كتباً نسبة التخفيض فيها أكثر من خمس مائة ريال صار هذا غانماً وصاحب الدكان غارماً، لأنه يخسر، وإن لم يشتر صار صاحب الدكان غانماً وهذا غارم، لأنه دفع خمس مائة ريال ولم يجد مقابلاً لها، فهذه المعاملة من الميسر ولا تحل.
والحقيقة أن مثل هذه المعاملة فشت الآن كثيراً، فلو فُرض أننا تخلصنا من الربا التي تقوم عليه كثير من البنوك اليوم، في كثير من معاملاتها تورطنا في في إيش؟ في الميسر، الآن كثرت هذه المعاملات والمغالبات، فإذا قدرنا أن الربا خُفف كما هو الآن اتجاه بعض البنوك إلى فتح فروع إسلامية تتعامل حسب مقتضى الشريعة، تأتينا هذه البلايا في المعاملات وهي بلايا الميسر، فالواجب علينا أن ننتهي عن هذا عن كل معاملة تكون فيها مغالبة، إما غانم وإما غارم.
السؤال يا فضيلة الشيخ : هو أنه يوجد عند بعض المكتبات التجارية إعلان يشتمل على أن من يدفع في الشهر مبلغاً معيناً من النقود مثلاً خمس مئة ريال أو نحوها فإنه يحصل له أمرين:
الأمر الأول: يزود بالكتب الجديدة في مواد التخصص الفقه ونحوه.
وكذلك يعطى بطاقة تخفيض عشرة في المئة إذا أتى يشتري، فما حكم ذلك؟
الشيخ : فهمتم السؤال الآن؟ يقول: يوجد إعلان على أن يدفع في الشهر خمس مئة ريال أو أكثر أو أقل فإنه يعطى الكتب المتخصصة التي يطلبها، وينزل له نسبة في الكتب الأخرى.
وجوابنا على هذا أن هذا نوع من الميسر الذي قال الله تعالى فيه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ )).
والميسر: كل معاملة مبناها على المغالبة، إما غانم وإما غارم، هذه القاعدة الشرعية في الميسر، فهذا الرجل الذي يدفع كل شهر خمس مائة ريال مثلاً قد يشتري كتباً تكون نسبة التنزيل فيها أكثر من ألف ريال مثلاً، وقد لا يشتري شيئاً، فإذا فرضنا أنه اشترى كتباً نسبة التخفيض فيها أكثر من خمس مائة ريال صار هذا غانماً وصاحب الدكان غارماً، لأنه يخسر، وإن لم يشتر صار صاحب الدكان غانماً وهذا غارم، لأنه دفع خمس مائة ريال ولم يجد مقابلاً لها، فهذه المعاملة من الميسر ولا تحل.
والحقيقة أن مثل هذه المعاملة فشت الآن كثيراً، فلو فُرض أننا تخلصنا من الربا التي تقوم عليه كثير من البنوك اليوم، في كثير من معاملاتها تورطنا في في إيش؟ في الميسر، الآن كثرت هذه المعاملات والمغالبات، فإذا قدرنا أن الربا خُفف كما هو الآن اتجاه بعض البنوك إلى فتح فروع إسلامية تتعامل حسب مقتضى الشريعة، تأتينا هذه البلايا في المعاملات وهي بلايا الميسر، فالواجب علينا أن ننتهي عن هذا عن كل معاملة تكون فيها مغالبة، إما غانم وإما غارم.
5 - مكتبة تعلن أنه من يدفع في الشهر خمس مائة ريال مثلا فإنه يزود بالكتب الجديدة في مواد التخصص كالفقه ويخصم له نسبة 10% في الكتب الأخرى فما حكم ذلك .؟ أستمع حفظ
ما حكم جمع أكثر من نية في صيام واحد كصيام أحد الأيام البيض مع أحد الأيام الست من شوال.؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل يصح جمع نيتين في صيام يوم واحد، مثل أن يصوم أحد الأيام الست مع واحد من الأيام البيض؟
الشيخ : العبادات أحياناً تتساقط يعني: يسقط بعضها بعضاً وهذا فيما إذا علمنا أن المقصود حصول هذه العبادة في هذا الوقت دون النظر إلى ذات العبادة، فمثلاً: إذا دخل الإنسان المسجد فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فإذا دخل المسجد وهو يريد أن يصلي الراتبة فصلى الراتبة سقطت بذلك تحية المسجد، لأن المقصود ألا تجلس حتى تصلي وقد صليت، وكذلك لو دخلت والإمام يصلي فإن من المعلوم أنك سوف تدخل مع الإمام وتسقط عنك تحية المسجد.
كذلك لو صام الإنسان أيام الست اكتفى بها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي في أول الشهر صامها أو وسطه أو آخره ) .
وإذا كنت تريد أن تصوم الأيام البيض بذاتها فإنه تصوم أيام الست في أول الشهر، ثم إذا جاءت أيام البيض صمها لأنك أردت أن يكون صيامك في هذا الوقت المعين.
الشيخ : العبادات أحياناً تتساقط يعني: يسقط بعضها بعضاً وهذا فيما إذا علمنا أن المقصود حصول هذه العبادة في هذا الوقت دون النظر إلى ذات العبادة، فمثلاً: إذا دخل الإنسان المسجد فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فإذا دخل المسجد وهو يريد أن يصلي الراتبة فصلى الراتبة سقطت بذلك تحية المسجد، لأن المقصود ألا تجلس حتى تصلي وقد صليت، وكذلك لو دخلت والإمام يصلي فإن من المعلوم أنك سوف تدخل مع الإمام وتسقط عنك تحية المسجد.
كذلك لو صام الإنسان أيام الست اكتفى بها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي في أول الشهر صامها أو وسطه أو آخره ) .
وإذا كنت تريد أن تصوم الأيام البيض بذاتها فإنه تصوم أيام الست في أول الشهر، ثم إذا جاءت أيام البيض صمها لأنك أردت أن يكون صيامك في هذا الوقت المعين.
اضيفت في - 2005-08-27