سلسلة لقاء الباب المفتوح-055b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
بقية جواب ما حكم الدعاء بما يعلم أن الله فاعله مثل أن يقول اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ؟
السائل : أحسن الله إليك: بالنسبة للدعاء فيما يعلم أن الله سبحانه وتعالى فاعله ما يفتقل إلى ربطه بأن الله يعجله كمن يدعو بالنصرة للإسلام والعزة لأهله والله سبحانه وتعالى كما نص جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الله والمستقبل لهذا الإسلام فالإنسان يدعو ويقول عاجلاً غير آجر اللهم أرنا ذلك .
الشيخ : الدعاء بما نعلم بأن الله سيفعله لا بأس به، ولهذا نحن نقول: اللهم صل على محمد، فندعو له بالصلاة عليه، مع أن الله أخبرنا أنه يصلي عليه، فهو أمر معلوم، (( أن الله وملائكته يصلون على النبي )).
ونقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً ).
والوسيلة درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله صالح قال النبي عليه الصلاة والسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وأرجو أن أكون أنا هو ) ورجاؤه هذا إن شاء الله سيتحقق، والدعاء بنصر الإسلام والمسلمين ليس معناه: أن الإنسان لا يؤمن بأن الله ينصر الإسلام، إن الله سينصر الإسلام ، لكن دعوته هذه تتضمن أن يتحقق المسلمون بالإسلام الذي يستحق النصر عليه من تمسك به، لأن المسلمين اليوم مع الأسف الشديد ليسوا على الطريق الذي ينبغي أن يكونوا عليها، بل ولا على الطريق التي يجب أن يكونوا عليها، كثير من المسلمين اليوم عندهم صدود عن سبيل الله، وصد عن سبيل الله أي: أنهم صادون بأنفسهم، وصادون لغيرهم، ما أكثر المتهاونين بالصلاة ما أكثر الباخلين بالزكاة، ما أكثر الشاكّين في أمر الإيمان بالله، وما أكثر الذين يغتابون عباد الله، ما أكثر الذين يأكلون لحوم الذين يأمرون بالقسط من الناس، فالمهم أن المسلمين اليوم مع الأسف الشديد على حال يرثى لها، ولو أنهم نصروا الله بنصر دينه لنصرهم الله كما نصر سلفهم الصالح.
كلنا يعلم أن العرب أمة ضعيفة مهينة ذليلة فقيرة قبل الرسالة، وبعد الرسالة وحين تمسكوا بالإسلام صاروا أمةً عزيزة غالبة، حتى إن تاج كسرى ملك أعظم دولة في ذلك الوقت جيء به من المدائن إلى المدينة حتى وضع بين يدي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهل فوق هذا العز من عز؟ لكن مع الأسف أن المسلمين كما ترون اليوم متخاذلون، ليس عندهم من القوة والعزيمة ما يدافعون عن أنفسهم، ولا أدل على ذلك مما نحن فيه اليوم، ففي بلاد الإسلام اليوم من تنتهك أعراضهم، وتهدم مساجدهم، وتغنم أموالهم، وتسبى ذريتهم من النصارى، ونحن أمة ساكتة لا نتكلم ولا إعلامياً يما يجب علينا أن نتكلم به، وما يُفعل بالمسلمين اليوم في البوسنة أمر يفطر الأكباد في الواقع، لو أن الإنسان منا تصور لا قدر الله علينا إلا الخير أن عدوه على أشراف المدينة أو دخل المدينة، وأن صبيانه وفتيانه الصغار يلوذون به: يا بابا يا بابا جاءنا الصرب جاءنا الصرب ويبكون وهو تتقطع كبده دماً هل نحن نشعر هذا الشعور الآن؟ أبداً، كل واحد منا على فراشه مع أهله، ولا كأن شيئاً يجري على إخوانه، ثم كما قال بعضهم بعض الإخوان البوسنيين قالوا لو أن هذا جرى علينا من هيئة الأمم المتحدة مثلاً لكان أهون علينا من أن يجري علينا هذا من نصارى أعداء لنا والنصارى ليسوا أعداء للبوسنة فقط، وليس نصارى البوسنة أعداء فقط، النصارى أعداء لكل مسلم في كل بلاد الله، سواء كانوا من صرب البوسنة أم من غيرهم، لكن مع الأسف.
والله إن الإنسان أحياناً لا ينام سريعاً كما ينام في العادة إذا تذكر هؤلاء الإخوان المحصورين على يد هؤلاء الصرب المعتدين الظالمين.
ثم الأمم المتحدة ماذا صنعت؟ صارت أذل شيء في هذه الحرب، الصرب يدخلون على الدبابات والأسلحة التي في حيازة الأمم المتحدة يدخلون عليها وفيها الحراس، ثم يأخذونها يقاتلون بها المسلمين، ولا سمعنا أحداً رفع صوته مدوياً من رؤساء المسلمين ينكر هذا الفعل، فأين التناصر بين المسلمين؟ وكيف يمكن أن ننصر ونحن نتخاذل هذا التخاذل؟ فأنت إذا دعوت الله بنصر المسلمين أو بنصر الإسلام والمسلمين، تدعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئ المسلمين إلى حال يكونون فيها أهلاً للنصرة، فنسأل الله تعالى أن يعيد لنا عزنا ومجدنا، وأن يصلح ولاة أمورنا حتى يقوموا بما أوجب الله عليهم، المسلمون اليوم ألف مليون أو أكثر، ومع ذلك كما ترون أمة ضعيفة مهينة ، تتكلم وسائل الإعلام بأشياء هامشية يتكلمون بها من عشرات السنين ولم تجد شيئاً ، لكن مثل هذه المسائل الكبار ، ثم من يأمن أنهم إذا استولوا على هذه البلدة التي الآن يحاصرونها أن يدبوا أيضًا إلى نفس صراييفوا ثم إلى ألبانيا ثم إلى كل المسلمين في البلقان من يأمن هذا ؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون ولو شاء الله ما فعلوا ولكن الله يفعل ما يرد.
الشيخ : الدعاء بما نعلم بأن الله سيفعله لا بأس به، ولهذا نحن نقول: اللهم صل على محمد، فندعو له بالصلاة عليه، مع أن الله أخبرنا أنه يصلي عليه، فهو أمر معلوم، (( أن الله وملائكته يصلون على النبي )).
ونقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً ).
والوسيلة درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله صالح قال النبي عليه الصلاة والسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وأرجو أن أكون أنا هو ) ورجاؤه هذا إن شاء الله سيتحقق، والدعاء بنصر الإسلام والمسلمين ليس معناه: أن الإنسان لا يؤمن بأن الله ينصر الإسلام، إن الله سينصر الإسلام ، لكن دعوته هذه تتضمن أن يتحقق المسلمون بالإسلام الذي يستحق النصر عليه من تمسك به، لأن المسلمين اليوم مع الأسف الشديد ليسوا على الطريق الذي ينبغي أن يكونوا عليها، بل ولا على الطريق التي يجب أن يكونوا عليها، كثير من المسلمين اليوم عندهم صدود عن سبيل الله، وصد عن سبيل الله أي: أنهم صادون بأنفسهم، وصادون لغيرهم، ما أكثر المتهاونين بالصلاة ما أكثر الباخلين بالزكاة، ما أكثر الشاكّين في أمر الإيمان بالله، وما أكثر الذين يغتابون عباد الله، ما أكثر الذين يأكلون لحوم الذين يأمرون بالقسط من الناس، فالمهم أن المسلمين اليوم مع الأسف الشديد على حال يرثى لها، ولو أنهم نصروا الله بنصر دينه لنصرهم الله كما نصر سلفهم الصالح.
كلنا يعلم أن العرب أمة ضعيفة مهينة ذليلة فقيرة قبل الرسالة، وبعد الرسالة وحين تمسكوا بالإسلام صاروا أمةً عزيزة غالبة، حتى إن تاج كسرى ملك أعظم دولة في ذلك الوقت جيء به من المدائن إلى المدينة حتى وضع بين يدي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهل فوق هذا العز من عز؟ لكن مع الأسف أن المسلمين كما ترون اليوم متخاذلون، ليس عندهم من القوة والعزيمة ما يدافعون عن أنفسهم، ولا أدل على ذلك مما نحن فيه اليوم، ففي بلاد الإسلام اليوم من تنتهك أعراضهم، وتهدم مساجدهم، وتغنم أموالهم، وتسبى ذريتهم من النصارى، ونحن أمة ساكتة لا نتكلم ولا إعلامياً يما يجب علينا أن نتكلم به، وما يُفعل بالمسلمين اليوم في البوسنة أمر يفطر الأكباد في الواقع، لو أن الإنسان منا تصور لا قدر الله علينا إلا الخير أن عدوه على أشراف المدينة أو دخل المدينة، وأن صبيانه وفتيانه الصغار يلوذون به: يا بابا يا بابا جاءنا الصرب جاءنا الصرب ويبكون وهو تتقطع كبده دماً هل نحن نشعر هذا الشعور الآن؟ أبداً، كل واحد منا على فراشه مع أهله، ولا كأن شيئاً يجري على إخوانه، ثم كما قال بعضهم بعض الإخوان البوسنيين قالوا لو أن هذا جرى علينا من هيئة الأمم المتحدة مثلاً لكان أهون علينا من أن يجري علينا هذا من نصارى أعداء لنا والنصارى ليسوا أعداء للبوسنة فقط، وليس نصارى البوسنة أعداء فقط، النصارى أعداء لكل مسلم في كل بلاد الله، سواء كانوا من صرب البوسنة أم من غيرهم، لكن مع الأسف.
والله إن الإنسان أحياناً لا ينام سريعاً كما ينام في العادة إذا تذكر هؤلاء الإخوان المحصورين على يد هؤلاء الصرب المعتدين الظالمين.
ثم الأمم المتحدة ماذا صنعت؟ صارت أذل شيء في هذه الحرب، الصرب يدخلون على الدبابات والأسلحة التي في حيازة الأمم المتحدة يدخلون عليها وفيها الحراس، ثم يأخذونها يقاتلون بها المسلمين، ولا سمعنا أحداً رفع صوته مدوياً من رؤساء المسلمين ينكر هذا الفعل، فأين التناصر بين المسلمين؟ وكيف يمكن أن ننصر ونحن نتخاذل هذا التخاذل؟ فأنت إذا دعوت الله بنصر المسلمين أو بنصر الإسلام والمسلمين، تدعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئ المسلمين إلى حال يكونون فيها أهلاً للنصرة، فنسأل الله تعالى أن يعيد لنا عزنا ومجدنا، وأن يصلح ولاة أمورنا حتى يقوموا بما أوجب الله عليهم، المسلمون اليوم ألف مليون أو أكثر، ومع ذلك كما ترون أمة ضعيفة مهينة ، تتكلم وسائل الإعلام بأشياء هامشية يتكلمون بها من عشرات السنين ولم تجد شيئاً ، لكن مثل هذه المسائل الكبار ، ثم من يأمن أنهم إذا استولوا على هذه البلدة التي الآن يحاصرونها أن يدبوا أيضًا إلى نفس صراييفوا ثم إلى ألبانيا ثم إلى كل المسلمين في البلقان من يأمن هذا ؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون ولو شاء الله ما فعلوا ولكن الله يفعل ما يرد.
1 - بقية جواب ما حكم الدعاء بما يعلم أن الله فاعله مثل أن يقول اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ؟ أستمع حفظ
في قواعد أهل السنة والجماعة في إثبات أسماء الله وصفاته الإثبات يأتي مفصلا والنفي يأتي مجملا فهل يجوز العكس وهل يعتبر خروجا عن القاعدة.؟
السائل : عفا عنك يا شيخ: من قواعد أهل السنة والجماعة: إثبات أسماء الله عز وجل وصفاته، الإثبات يأتي مفصلاً، والنفي يكون مجملاً، فهل يمكن أن يأتي الإثبات مجملاً والنفي مفصلاً؟ وإذا أمكن هذا فهل يعد هذا خروجاً عن القاعدة السابقة؟
الشيخ : أولاً بارك الله فيك ، أسماء الله وصفاته إذا جاءت في الإثبات فالأكثر فيها التفصيل، وشاهد ذلك واضح في القرآن والسنة، تجد مثلاً قول الله تعالى: (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) فيها حوالي خمسة عشر اسماً إلى آخر السورة يعني فيها خمسة عشر اسماً من أسماء الله، كل اسم يتضمن صفة أو صفتين، وذلك لأن صفات الإثبات كلها صفات كمال، فكلما تعددت وكثر الإخبار عنها ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل.
أما صفات النفي فإنها صفات نقص، نفاها الله تعالى عن نفسه، وإذا وقعت على سبيل الإجمال كانت أعظم في التعظيم، ولو جاءت على سبيل التفصيل لكان فيها شيء من الاستهزاء والسخرية.
وأضرب لكم مثلاً بما يكون في بني آدم: لو أن رجلاً قال لملك من الملوك: أنت رجل ذو سلطان قائم، أنت رجل حازم، أنت رجل قوي، أنت رجل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أنت رجل شديد على الكفار رحيم بالمؤمنين، أنت رجل ذو سلطة قوية، أنت رجل يخافك الأعداء، لكان هذه الصفات كلها مدحاً لكانت هذه الصفات كلها مدحاً يفخر بها الملك.
لكن لو قال له: أنت ملك لست بزبال، ولا كناس، ولا منظف حشوش، ولا حلاق، ولا حجام، وجعل يذكر من صفات النقص ينفيها عن الملك، لكان هذا مدحاً أو قدحاً؟ نعم؟ لكان قدحاً لأنه كيف يقول لست حجاماً ولا خياطاً ولا كساحاً ولا كناساً يزعل الملك يغضب، فلهذا جاءت الصفات المنفية عن الله جل وعلا جاءت مجملة، مثل قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )) ليس لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ )) وما أشبه هذا ، إلا أنها تُذكر أحياناً تفصيلاً وهي منفية، إما لدفع توهم يقع من بني آدم، وإما لرد فرية قالها المفترون.
فمثلاً قال الله تعالى: (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وما كان معه من إله )) هذه صفة نفي، عامة ولا خاصة ؟
السائل : خاصة .
الشيخ : خاصة، (( ما اتخذ الله من ولد )) لكن قالها عز وجل ونفاها عن نفسه رداً لقول المفترين الذين قالوا: إن الله تعالى اتخذ ولداً، فالنصارى قالوا: المسيح ابن الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله، والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله.
أو لدفع توهم وبيان كمال، مثل: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ )) اللغوب: الإعياء والتعب، وهو صفة خاصة، لكن نفاها الله عن نفسه لئلا يتوهم واهم بأن الله تعب لما خلق هذه المخلوقات العظيمة في هذه المدة الوجيزة، فنفاها عن نفسه، فصار الغالب في صفات الإثبات التفصيل، وفي صفات النفي الإجمال.
وقد يأتي التفصيل في باب النفي، كما يأتي الإجمال في باب الإثبات، كقوله تعالى: (( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) المثل الأعلى، يعني: الوصف الأكمل، وهذه عامة ليس فيها تفصيل.
الشيخ : أولاً بارك الله فيك ، أسماء الله وصفاته إذا جاءت في الإثبات فالأكثر فيها التفصيل، وشاهد ذلك واضح في القرآن والسنة، تجد مثلاً قول الله تعالى: (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) فيها حوالي خمسة عشر اسماً إلى آخر السورة يعني فيها خمسة عشر اسماً من أسماء الله، كل اسم يتضمن صفة أو صفتين، وذلك لأن صفات الإثبات كلها صفات كمال، فكلما تعددت وكثر الإخبار عنها ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل.
أما صفات النفي فإنها صفات نقص، نفاها الله تعالى عن نفسه، وإذا وقعت على سبيل الإجمال كانت أعظم في التعظيم، ولو جاءت على سبيل التفصيل لكان فيها شيء من الاستهزاء والسخرية.
وأضرب لكم مثلاً بما يكون في بني آدم: لو أن رجلاً قال لملك من الملوك: أنت رجل ذو سلطان قائم، أنت رجل حازم، أنت رجل قوي، أنت رجل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أنت رجل شديد على الكفار رحيم بالمؤمنين، أنت رجل ذو سلطة قوية، أنت رجل يخافك الأعداء، لكان هذه الصفات كلها مدحاً لكانت هذه الصفات كلها مدحاً يفخر بها الملك.
لكن لو قال له: أنت ملك لست بزبال، ولا كناس، ولا منظف حشوش، ولا حلاق، ولا حجام، وجعل يذكر من صفات النقص ينفيها عن الملك، لكان هذا مدحاً أو قدحاً؟ نعم؟ لكان قدحاً لأنه كيف يقول لست حجاماً ولا خياطاً ولا كساحاً ولا كناساً يزعل الملك يغضب، فلهذا جاءت الصفات المنفية عن الله جل وعلا جاءت مجملة، مثل قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )) ليس لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ )) وما أشبه هذا ، إلا أنها تُذكر أحياناً تفصيلاً وهي منفية، إما لدفع توهم يقع من بني آدم، وإما لرد فرية قالها المفترون.
فمثلاً قال الله تعالى: (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وما كان معه من إله )) هذه صفة نفي، عامة ولا خاصة ؟
السائل : خاصة .
الشيخ : خاصة، (( ما اتخذ الله من ولد )) لكن قالها عز وجل ونفاها عن نفسه رداً لقول المفترين الذين قالوا: إن الله تعالى اتخذ ولداً، فالنصارى قالوا: المسيح ابن الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله، والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله.
أو لدفع توهم وبيان كمال، مثل: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ )) اللغوب: الإعياء والتعب، وهو صفة خاصة، لكن نفاها الله عن نفسه لئلا يتوهم واهم بأن الله تعب لما خلق هذه المخلوقات العظيمة في هذه المدة الوجيزة، فنفاها عن نفسه، فصار الغالب في صفات الإثبات التفصيل، وفي صفات النفي الإجمال.
وقد يأتي التفصيل في باب النفي، كما يأتي الإجمال في باب الإثبات، كقوله تعالى: (( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) المثل الأعلى، يعني: الوصف الأكمل، وهذه عامة ليس فيها تفصيل.
2 - في قواعد أهل السنة والجماعة في إثبات أسماء الله وصفاته الإثبات يأتي مفصلا والنفي يأتي مجملا فهل يجوز العكس وهل يعتبر خروجا عن القاعدة.؟ أستمع حفظ
ما الواجب على كل مسلم تجاه أحداث البوسنة والهرسك إذا كان باب الجهاد بالنفس أو المال هنا في السعودية لم يفتح.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
كان لدي سؤال ولكن كلامك حفظك عن البوسنة والهرسك جعل سؤالاً آخر، وهو الإنسان مثلاً في هذه البلاد لم يفتح باب الجهاد من أجل دعم الإخوان في البوسنة الهرسك، وإذا الإنسان مثلاً جمع أموالاً في عمله كان شبهة في عمله، والإنسان دائماً يتخذ منكم حفظكم الله قدوة، ويشهد الله على محبتكم في ذلك، فإذا كان الإنسان في هذه الحالة يسمع كلاماً مثل هذا الكلام ولكن ليس هناك دليلاً يدله على الطريق الصحيح فما هو العمل حفظكم الله؟
الشيخ : العمل بارك الله فيك أن الإنسان يكون الإنسان مستعداً، وينوي نية جازمة أنه لو حصل دعوة للجهاد بالمال أو بالنفس فإنه مستعد، ويكون بهذا قد حدث نفسه بالغزو، حتى لا يموت على شعبة من النفاق، لأن من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق.
وأيضاً: أنا أوصيكم أن تكثروا من الدعاء: أن الله سبحانه وتعالى يسلط على هؤلاء الصرب المعتدين، وأن ينزل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وأن يشتت شملهم، ويفرق جمعهم، ويهزم جندهم، وأن يجعل بأسهم بينهم، إلى غير ذلك من الأدعية، وتستغيثون الله، اللهم إننا نستغيثك على هؤلاء، وتدعون الله تعالى أن يثبت إخواننا في البوسنة على مقابلة هؤلاء الأعداء، ولولا أن الله سبحانه وتعالى قد ثبتهم لكانوا راحوا بالأمس، لأن سلاح أعدائهم وشراستهم أكثر بكثير مما عندهم.
إخواننا في البوسنة مجردون من السلاح كما هو معلوم، وهؤلاء عندهم من الأسلحة ما يعد الثالث أو الرابع في الدنيا كلها، ولكن الله قد ثبتهم، ولا شك أن هذا إن شاء الله تعالى من كرامة الله لهم، وأن الله تعالى سيأخذ بأيديهم، لأن الله قال لرسوله: (( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) ولكن أوصيكم بالدعاء في كل مناسبة، في السجود، بين الأذان والإقامة، في آخر الليل، في كل وقت، واجعلوا قلوبكم معهم، اشعروا بشعورهم أو أكثر، هم إخوانكم، ثم المتسلط عليهم أيضاً كفرة مثلثون مشركون، نعم .
كان لدي سؤال ولكن كلامك حفظك عن البوسنة والهرسك جعل سؤالاً آخر، وهو الإنسان مثلاً في هذه البلاد لم يفتح باب الجهاد من أجل دعم الإخوان في البوسنة الهرسك، وإذا الإنسان مثلاً جمع أموالاً في عمله كان شبهة في عمله، والإنسان دائماً يتخذ منكم حفظكم الله قدوة، ويشهد الله على محبتكم في ذلك، فإذا كان الإنسان في هذه الحالة يسمع كلاماً مثل هذا الكلام ولكن ليس هناك دليلاً يدله على الطريق الصحيح فما هو العمل حفظكم الله؟
الشيخ : العمل بارك الله فيك أن الإنسان يكون الإنسان مستعداً، وينوي نية جازمة أنه لو حصل دعوة للجهاد بالمال أو بالنفس فإنه مستعد، ويكون بهذا قد حدث نفسه بالغزو، حتى لا يموت على شعبة من النفاق، لأن من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق.
وأيضاً: أنا أوصيكم أن تكثروا من الدعاء: أن الله سبحانه وتعالى يسلط على هؤلاء الصرب المعتدين، وأن ينزل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وأن يشتت شملهم، ويفرق جمعهم، ويهزم جندهم، وأن يجعل بأسهم بينهم، إلى غير ذلك من الأدعية، وتستغيثون الله، اللهم إننا نستغيثك على هؤلاء، وتدعون الله تعالى أن يثبت إخواننا في البوسنة على مقابلة هؤلاء الأعداء، ولولا أن الله سبحانه وتعالى قد ثبتهم لكانوا راحوا بالأمس، لأن سلاح أعدائهم وشراستهم أكثر بكثير مما عندهم.
إخواننا في البوسنة مجردون من السلاح كما هو معلوم، وهؤلاء عندهم من الأسلحة ما يعد الثالث أو الرابع في الدنيا كلها، ولكن الله قد ثبتهم، ولا شك أن هذا إن شاء الله تعالى من كرامة الله لهم، وأن الله تعالى سيأخذ بأيديهم، لأن الله قال لرسوله: (( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) ولكن أوصيكم بالدعاء في كل مناسبة، في السجود، بين الأذان والإقامة، في آخر الليل، في كل وقت، واجعلوا قلوبكم معهم، اشعروا بشعورهم أو أكثر، هم إخوانكم، ثم المتسلط عليهم أيضاً كفرة مثلثون مشركون، نعم .
3 - ما الواجب على كل مسلم تجاه أحداث البوسنة والهرسك إذا كان باب الجهاد بالنفس أو المال هنا في السعودية لم يفتح.؟ أستمع حفظ
ما حكم القنوت للبوسنة والهرسك.؟
السائل : هل يقنت يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : القنوت؟
الشيخ : القنوت راجع لولاة الأمر، ما هو لنا لكن نحن نقنت فيما بيننا وبين أنفسنا من يمنعنا من الدعاء؟ أما إعلان القنوت فلا نرى إلا إذا أمرنا بذلك ولاة الأمور .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القنوت؟
الشيخ : القنوت راجع لولاة الأمر، ما هو لنا لكن نحن نقنت فيما بيننا وبين أنفسنا من يمنعنا من الدعاء؟ أما إعلان القنوت فلا نرى إلا إذا أمرنا بذلك ولاة الأمور .
ما حكم التداوي والإسترقاء والفرق بينهما وهل يدخل التداوي في حديث " لا يسترقون " وكيف نفهم حديث عائشة في الأمر بالإسترقاء من العين وإذا أصيب رجل بالعين فهل نأمره بالرقية أم نأمره بالصبر.؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله: نريد إيضاح حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: ( لا يسترقون ) الحديث، فهل عموم العلاج يدخل في الحديث؟ وإذا كان لا يدخل فما الفرق بينه وبين الرقية لأن كلاً منهما سبب؟ وكيف نفهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة وغيرها أن يسترقوا من العين؟ وإذا علمنا رجلاً أصابته عين فهل نأمره بالرقية أم نرشده إلى الصبر والاحتساب؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
الشيخ : قوله في حديث السبعين ألفاً: ( ولا يسترقون ) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، لكنه عليه الصلاة والسلام أمر بالتداوي وأرشد إليه وقال: ( إن الله لم ينزل داءً إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله ) والفرق بينهما من وجهين: الوجه الأول: أن تعلق الإنسان بالراقي أكثر من تعلقه بالمداوي، لأن الراقي إذا قدر الله تعالى أن ينتفع المريض برقيته صارت العلاقة بينه وبين هذا المريض علاقة روحية، لأنه ليس ذلك عن طريق حسي، وإذا كانت العلاقة روحية فربما يفتتن به ويقول: هذا من أولياء الله وما أشبه ذلك، مما قد يحصل فيه منافاة للشرك، ولهذا جاء بعدها: ( وعلى ربهم يتوكلون ) .
ثانياً: أن في طلب الرقية من الشخص قد يطلب من شخص ليس أهلاً لذلك، لأنه ليس يداوي بشيء حسي يعرف، فيرقي هذا الذي ليس أهلاً للرقية ثم يحصل الشفاء، لا بالرقية ولكن عند الرقية فيفتتن الناس أيضاً بهذا الرجل ويظنونه ممن تجاب دعوته، وممن يتبرك بقراءته وليس كذلك، فلهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( ولا يسترقون ) ولم يقل: ولا يتداوون، وعلى هذا فالدواء مطلوب، وأما الاسترقاء فإن الأفضل تركه، لكن لو أنّ أحداً من الناس هو الذي تقدم وقرأ عليك ولم تمنعه فإن هذا لا يمنع من دخول الإنسان في الحديث، لأنك لم تطلب الرقية، وكذلك لو أنك أنت رقيت على أخيك فإنك محسن إليه ولا تخرج بهذه الرقية من صفات هؤلاء السبعين ألفاً، ولهذا نقول: إن ما ورد في صحيح مسلم زيادة قوله: ( ولا يرقون ) زيادة شاذة ليست بصحيحة، والصواب: ( ولا يسترقون ) فقط، أما الرقية من العين فلأن العائن معروف، فتطلب منه الرقية، لأنه إذا رقى على الإنسان فإنه ينتفع بذلك بإذن الله عز وجل، كالطبيب الذي يداوي.
السائل : ...
الشيخ : هل نأمر الذي أصيب بالعين بالرقية، أو نأمره بالصبر؟ نقول: إن الرسول عليه الصلة والسلام أرشد إلى أن يحاول رفع العين، حيث أمر الذي عان أحد الصحابة أن يغتسل ويتوضأ، فيؤخذ من مائه فيصب على المصاب حتى يشفى.
الشيخ : قوله في حديث السبعين ألفاً: ( ولا يسترقون ) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، لكنه عليه الصلاة والسلام أمر بالتداوي وأرشد إليه وقال: ( إن الله لم ينزل داءً إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله ) والفرق بينهما من وجهين: الوجه الأول: أن تعلق الإنسان بالراقي أكثر من تعلقه بالمداوي، لأن الراقي إذا قدر الله تعالى أن ينتفع المريض برقيته صارت العلاقة بينه وبين هذا المريض علاقة روحية، لأنه ليس ذلك عن طريق حسي، وإذا كانت العلاقة روحية فربما يفتتن به ويقول: هذا من أولياء الله وما أشبه ذلك، مما قد يحصل فيه منافاة للشرك، ولهذا جاء بعدها: ( وعلى ربهم يتوكلون ) .
ثانياً: أن في طلب الرقية من الشخص قد يطلب من شخص ليس أهلاً لذلك، لأنه ليس يداوي بشيء حسي يعرف، فيرقي هذا الذي ليس أهلاً للرقية ثم يحصل الشفاء، لا بالرقية ولكن عند الرقية فيفتتن الناس أيضاً بهذا الرجل ويظنونه ممن تجاب دعوته، وممن يتبرك بقراءته وليس كذلك، فلهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( ولا يسترقون ) ولم يقل: ولا يتداوون، وعلى هذا فالدواء مطلوب، وأما الاسترقاء فإن الأفضل تركه، لكن لو أنّ أحداً من الناس هو الذي تقدم وقرأ عليك ولم تمنعه فإن هذا لا يمنع من دخول الإنسان في الحديث، لأنك لم تطلب الرقية، وكذلك لو أنك أنت رقيت على أخيك فإنك محسن إليه ولا تخرج بهذه الرقية من صفات هؤلاء السبعين ألفاً، ولهذا نقول: إن ما ورد في صحيح مسلم زيادة قوله: ( ولا يرقون ) زيادة شاذة ليست بصحيحة، والصواب: ( ولا يسترقون ) فقط، أما الرقية من العين فلأن العائن معروف، فتطلب منه الرقية، لأنه إذا رقى على الإنسان فإنه ينتفع بذلك بإذن الله عز وجل، كالطبيب الذي يداوي.
السائل : ...
الشيخ : هل نأمر الذي أصيب بالعين بالرقية، أو نأمره بالصبر؟ نقول: إن الرسول عليه الصلة والسلام أرشد إلى أن يحاول رفع العين، حيث أمر الذي عان أحد الصحابة أن يغتسل ويتوضأ، فيؤخذ من مائه فيصب على المصاب حتى يشفى.
5 - ما حكم التداوي والإسترقاء والفرق بينهما وهل يدخل التداوي في حديث " لا يسترقون " وكيف نفهم حديث عائشة في الأمر بالإسترقاء من العين وإذا أصيب رجل بالعين فهل نأمره بالرقية أم نأمره بالصبر.؟ أستمع حفظ
ما ضابط من يعطي رجل مالاً ليحج عنه وإذا كان عليه دين فهل يقضيه.؟ وما حكم إعطاء المحسنين المال لطلبة العلم للمصلحة.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك: ما هو ضابط لمن يُحَجُّ عنه، خاصة أننا نجد كثيراً من المحسنين يخص جزءاً من ماله لبعض الناس لكي يحجوا، وبعضهم يصادف أن عليه دين يعني هذا المحسن يعطي بعض الناس لمن عليه دين لكي يحج ، فهل له أن يسدد هذا الدين أم يحج ، وهل للمحسنين أن ينفقوا على طلبة العلم لأن في ذلك مصلحة؟
الشيخ : أما الإنسان الذي يُحَجُّ عنه، فإن السنة إنما جاءت في حج الفريضة فيمن لا يستطيع أن يحج بنفسه، ولم تأت في حج النافلة أبداً، غاية ما هنالك ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة فقال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو قريب لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ) .
قد يتمسك بعض الناس بهذا الحديث فيقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يسأله: هل حجه عن شبرمة عن فريضة أو عن نافلة؟ فيقال: الحديث محتمل، لكن قوله: ( حج عن نفسك ثم عن شبرمة ) يدل على أن هذا الحج فريضة، فالاستنابة بالفريضة عند العجز جاءت بها السنة، الاستنابة في النافلة لم ترد بها السنة إطلاقاً، لكن بعض العلماء قاسها على الفريضة.
ثم إن بعض العلماء توسع في هذا وقال: يجوز للقادر أن يوكل من يحج عنه نفلاً، مع أنه فرضًا لا يجوز، فلا أحب أن يتوسع الناس في هذا، ونقول لمن عنده فضل مال يريد أن يعطيه من يحج عنه، نقول: أعطه من يحج فريضة، وتكون أنت قد ساعدت شخصاً في أداء فريضة فيكتب لك مثل أجره، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من جهز غازياً فقد غزا ) وكذلك من جهز حاجاً فإنه يرجى أن يكون كالذي جهز غازياً، أي: يكتب له أجر الحج، هذا أفضل من أن تقول: خذ هذه الدراهم حج عني وأنت قادر على أن تحج بنفسك، أرأيت لو قلت لإنسان: أنا اليوم متعب أديت الفريضة في صلاة الظهر لكن خذ هذه الدراهم صل عني الراتبة ، أيجزئ؟ لا يجزئ، فلذلك ينبغي ألا نتوسع في هذه المسألة، وأن نقول لمن كان عنده فضل مال: الأفضل أن تعين من يحج أو يعتمر نعم ، ثم يكون لك الأجر إن شاء الله تعالى.
وأما من أخذها من أخذ الحج وعليه دين وقضى به شيئاً من دينه فلا بأس إذا أدى الحج على الوجه الذي ينبغي.
الشيخ : أما الإنسان الذي يُحَجُّ عنه، فإن السنة إنما جاءت في حج الفريضة فيمن لا يستطيع أن يحج بنفسه، ولم تأت في حج النافلة أبداً، غاية ما هنالك ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة فقال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو قريب لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ) .
قد يتمسك بعض الناس بهذا الحديث فيقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يسأله: هل حجه عن شبرمة عن فريضة أو عن نافلة؟ فيقال: الحديث محتمل، لكن قوله: ( حج عن نفسك ثم عن شبرمة ) يدل على أن هذا الحج فريضة، فالاستنابة بالفريضة عند العجز جاءت بها السنة، الاستنابة في النافلة لم ترد بها السنة إطلاقاً، لكن بعض العلماء قاسها على الفريضة.
ثم إن بعض العلماء توسع في هذا وقال: يجوز للقادر أن يوكل من يحج عنه نفلاً، مع أنه فرضًا لا يجوز، فلا أحب أن يتوسع الناس في هذا، ونقول لمن عنده فضل مال يريد أن يعطيه من يحج عنه، نقول: أعطه من يحج فريضة، وتكون أنت قد ساعدت شخصاً في أداء فريضة فيكتب لك مثل أجره، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من جهز غازياً فقد غزا ) وكذلك من جهز حاجاً فإنه يرجى أن يكون كالذي جهز غازياً، أي: يكتب له أجر الحج، هذا أفضل من أن تقول: خذ هذه الدراهم حج عني وأنت قادر على أن تحج بنفسك، أرأيت لو قلت لإنسان: أنا اليوم متعب أديت الفريضة في صلاة الظهر لكن خذ هذه الدراهم صل عني الراتبة ، أيجزئ؟ لا يجزئ، فلذلك ينبغي ألا نتوسع في هذه المسألة، وأن نقول لمن كان عنده فضل مال: الأفضل أن تعين من يحج أو يعتمر نعم ، ثم يكون لك الأجر إن شاء الله تعالى.
وأما من أخذها من أخذ الحج وعليه دين وقضى به شيئاً من دينه فلا بأس إذا أدى الحج على الوجه الذي ينبغي.
6 - ما ضابط من يعطي رجل مالاً ليحج عنه وإذا كان عليه دين فهل يقضيه.؟ وما حكم إعطاء المحسنين المال لطلبة العلم للمصلحة.؟ أستمع حفظ
ما القول فيمن يقول بعد إقامة الصلاة " أقامها الله وأدامها " .؟
السائل : فضيلة الشيخ : نسمع من بعض الناس بعد أذان الإقامة .
الشيخ : بعد إيش؟
السائل : بعد إقامة الصلاة، بعد الإقامة، قولهم: أقامها الله وأدامها. فما الحكم في ذلك؟
الشيخ : هذا ورد في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ( إذا قال: قد قامت الصلاة قال: أقامها الله وأدامها ) لكن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة.
الشيخ : بعد إيش؟
السائل : بعد إقامة الصلاة، بعد الإقامة، قولهم: أقامها الله وأدامها. فما الحكم في ذلك؟
الشيخ : هذا ورد في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ( إذا قال: قد قامت الصلاة قال: أقامها الله وأدامها ) لكن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة.
هل صحيح أن المقام المحمود الذي وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم هو مكان على العرش .؟
السائل : بارك الله فيك: هل صحيح أن المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم هو مكانه على العرش كما ورد في بعض؟
الشيخ : الصحيح أن المقام المحمود عام، كل مقام يحمده الناس فيه، ومن ذلك الشفاعة العظمى، حين يتدافع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الشفاعة، حتى تصل إليه فيشفع فيشفعه الله عز وجل، هذا هو الصحيح أنها عامة.
الشيخ : الصحيح أن المقام المحمود عام، كل مقام يحمده الناس فيه، ومن ذلك الشفاعة العظمى، حين يتدافع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الشفاعة، حتى تصل إليه فيشفع فيشفعه الله عز وجل، هذا هو الصحيح أنها عامة.
ما حكم نية صيام عرفة وستة من شوال وهل لا بد أن تكون من الليل.؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل صيام الست من شوال ويوم عرفة يكون لها حكم صيام الفرض، فيشترط تبييت النية من الليل؟ أم يكون لها حكم صيام النفل فيجوز للإنسان أن ينوي صيامها ولو وسط النهار؟ وهل يكون أجر من نوى صيام وسط النهار كأجر من تسحر وصام أول النهار أم لا؟
الشيخ : نعم ، صيام النفل يجوز بنية من أثناء النهار، بشرط: ألا يكون فعل مفطراً قبل ذلك، يعني مثلاً: لو أن الإنسان أفطر بعد طلوع الفجر، وفي أثناء اليوم نوى الصوم نقول هنا: لا يمكن أن يصح صومه، لأنه أكل، لكن لو كان لم يأكل منذ طلع الفجر، ثم نوى في أثناء النهار الصوم وهو نافلة نقول: هذا جائز، لأنه وردت به السنة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وذلك حين دخل على أهله فطلب منهم طعاماً فقالوا: ليس عندنا شيء، قال: ( إني إذن صائم ) .
ولكن الأجر لا يكون إلابالنية، الأجر لا يكون إلا بالنية لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) فما قبل النية لا يكتب له أجره، وما بعدها يكتب له أجره، وإذا كان الأجر مرتباً على صوم اليوم فإن هذا لم يصم اليوم كاملاً، بل صام بعض اليوم بالنية، وبناءً على ذلك: لو أن أحداً قام من بعد طلوع الفجر ولم يأكل شيئاً وفي أثناء النهار نوى الصوم على أنه من أيام الست ثم صام بعد هذا اليوم خمسة أيام فكم يكون صام؟
السائل : خمسة أيام ونصف.
الشيخ : خمسة أيام ونصف، إذا كان نوى من نصف النهار خمسة أيام ونصف، إن كان نوى بعد مضي ربع النهار، خمسة أيام وثلاثة أرباع، لأن الأعمال بالنيات، والحديث الوارد: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال ) .
وحينئذٍ نقول لهذا الأخ: لم تحصل على ثواب أجر صيام الأيام الستة، لأنك لم تصم ستة أيام، وهكذا يقال: في يوم عرفة، أما لو كان الصوم نفلاً مطلقاً فإنه يصح ويثاب من نيته فقط.
الشيخ : نعم ، صيام النفل يجوز بنية من أثناء النهار، بشرط: ألا يكون فعل مفطراً قبل ذلك، يعني مثلاً: لو أن الإنسان أفطر بعد طلوع الفجر، وفي أثناء اليوم نوى الصوم نقول هنا: لا يمكن أن يصح صومه، لأنه أكل، لكن لو كان لم يأكل منذ طلع الفجر، ثم نوى في أثناء النهار الصوم وهو نافلة نقول: هذا جائز، لأنه وردت به السنة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وذلك حين دخل على أهله فطلب منهم طعاماً فقالوا: ليس عندنا شيء، قال: ( إني إذن صائم ) .
ولكن الأجر لا يكون إلابالنية، الأجر لا يكون إلا بالنية لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) فما قبل النية لا يكتب له أجره، وما بعدها يكتب له أجره، وإذا كان الأجر مرتباً على صوم اليوم فإن هذا لم يصم اليوم كاملاً، بل صام بعض اليوم بالنية، وبناءً على ذلك: لو أن أحداً قام من بعد طلوع الفجر ولم يأكل شيئاً وفي أثناء النهار نوى الصوم على أنه من أيام الست ثم صام بعد هذا اليوم خمسة أيام فكم يكون صام؟
السائل : خمسة أيام ونصف.
الشيخ : خمسة أيام ونصف، إذا كان نوى من نصف النهار خمسة أيام ونصف، إن كان نوى بعد مضي ربع النهار، خمسة أيام وثلاثة أرباع، لأن الأعمال بالنيات، والحديث الوارد: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال ) .
وحينئذٍ نقول لهذا الأخ: لم تحصل على ثواب أجر صيام الأيام الستة، لأنك لم تصم ستة أيام، وهكذا يقال: في يوم عرفة، أما لو كان الصوم نفلاً مطلقاً فإنه يصح ويثاب من نيته فقط.
ما حكم أخذ الزكاة للأيتام وإن كانوا غير فقراء.؟ وهل يجوز أن يصلح بها بيتا لهم .؟
السائل : فضيلة الشيخ : لدي أيتام أنا وليهم، توفي والدهم منذ سنوات، دخلهم الشهري من التقاعد نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال، واجتمع لديَّ خلال هذه السنوات مبالغ كبيرة، منها حوالي مائة وخمسين ألف زكوات، فهل أمتنع عن أخذ الزكاة لهم؟ وماذا أفعل بما معي من الزكاة؟ وإذا كان لهم منزل متصدع من الصندوق العقاري عليه مائتان وأربعين ألف، فهل أدفع تبرئة لذمة الميت من هذا المبلغ؟ وإذا كان لهم أراضي من البلدية فهل نسورها من هذه المبالغ، أم لا؟
الشيخ : أولاً: لا يحل لك أن تأخذ الزكاة لهم وهم عندهم ما يغنيهم، لأن الزكاة للفقراء والمساكين وليست للأيتام، وما أخذته مع وجود غناهم يجب عليك أن ترده إلى أصحابه إن كنت تعرفهم، وإن كنت لا تعرفهم فتصدق به عنهم بنية الزكاة عنهم، لأنك أخذته بنية الزكاة منهم.
وأما ما جمعت من الأموال من التقاعد فافعل ما ترى أنه أصلح، لقوله تبارك وتعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )).
وأما دين صندوق التنمية العقارية فأنت تعرف أنه مؤجل مقسط، فتدفع على حساب أقساطه، والميت بريء منه، إلا ما كان من الأقساط لم يسددها الميت وهي حالة في حياته فهذه لا بد من إيفائها، وأما الأقساط التي لم تحل إلا بعد وفاة الميت فالميت منها بريء، لأنها متعلقة بنفس العقار، والعقار انتقل منه إلى ملك الورثة، فهم المطالبون بذلك.
السائل : طيب من الزكاة ما يسدد للصندوق؟
الشيخ : ما تُسدد للصندوق، لأن عندهم مال يمكن أن تسدد منه.
السائل : ليت يا شيخ تضع تفصيل لأن كثير ممن يدفعون الزكاة يأخذونها يعطونها لمن لا يستحق .
الشيخ : إيش؟
السائل : يعطونها لمن لا يستحق .
الشيخ : نعم ، هنا نحن نقول هنا كل إنسان يدفع الزكاة لمن لا يستحق فإنها لا بترأ بها ذمته لأن الله تعالى أمر بإيتاء الزكاة إلى أصناف معينة وقال: (( فريضة من الله والله عليم حكيم )) فلسنا أحكم من الله ولا أعلم من الله، وقد فرض علينا أن نؤديها إلى هذه الأصناف الثمانية فإذا صرفناها إلى غير الأصناف الثمانية لم تجزئ ولم تبرأ بها الذمة، ومن أداها لغير مستحقها فهو كمن صلى الصلاة قبل وقتها لا تقبل منه ويحاسب عليها يوم القيامة حساب من لم يزك، نعم .
الشيخ : أولاً: لا يحل لك أن تأخذ الزكاة لهم وهم عندهم ما يغنيهم، لأن الزكاة للفقراء والمساكين وليست للأيتام، وما أخذته مع وجود غناهم يجب عليك أن ترده إلى أصحابه إن كنت تعرفهم، وإن كنت لا تعرفهم فتصدق به عنهم بنية الزكاة عنهم، لأنك أخذته بنية الزكاة منهم.
وأما ما جمعت من الأموال من التقاعد فافعل ما ترى أنه أصلح، لقوله تبارك وتعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )).
وأما دين صندوق التنمية العقارية فأنت تعرف أنه مؤجل مقسط، فتدفع على حساب أقساطه، والميت بريء منه، إلا ما كان من الأقساط لم يسددها الميت وهي حالة في حياته فهذه لا بد من إيفائها، وأما الأقساط التي لم تحل إلا بعد وفاة الميت فالميت منها بريء، لأنها متعلقة بنفس العقار، والعقار انتقل منه إلى ملك الورثة، فهم المطالبون بذلك.
السائل : طيب من الزكاة ما يسدد للصندوق؟
الشيخ : ما تُسدد للصندوق، لأن عندهم مال يمكن أن تسدد منه.
السائل : ليت يا شيخ تضع تفصيل لأن كثير ممن يدفعون الزكاة يأخذونها يعطونها لمن لا يستحق .
الشيخ : إيش؟
السائل : يعطونها لمن لا يستحق .
الشيخ : نعم ، هنا نحن نقول هنا كل إنسان يدفع الزكاة لمن لا يستحق فإنها لا بترأ بها ذمته لأن الله تعالى أمر بإيتاء الزكاة إلى أصناف معينة وقال: (( فريضة من الله والله عليم حكيم )) فلسنا أحكم من الله ولا أعلم من الله، وقد فرض علينا أن نؤديها إلى هذه الأصناف الثمانية فإذا صرفناها إلى غير الأصناف الثمانية لم تجزئ ولم تبرأ بها الذمة، ومن أداها لغير مستحقها فهو كمن صلى الصلاة قبل وقتها لا تقبل منه ويحاسب عليها يوم القيامة حساب من لم يزك، نعم .
شخص رضع من زوجة أخيه فهل يكون محرما لزوجات أخيه.؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك: شخص رضع من زوجة أخيه، وهل يكون هذا الأخ الأكبر محرم لزوجة .
الشيخ : شخص رضع ؟
السائل : من زوجة أخيه، هل يكون هذا الشخص الأصغر محرماً لزوجات أخيه الأخريات؟ وهل يكون هذا الأخ الأكبر محرم .
الشيخ : شخص رضع من ؟
السائل : زوجة أخي .
الشيخ : زين، إذا رضع من زوجة أخيه صار ولداً لأخيه.
السائل : ولكن زوجاته الأخرى هل يكون محرماً لهن ؟
الشيخ : التي لم ترضعه .
السائل : إي .
الشيخ : هذا فيه خلاف بين العلماء، يعني: زوجة الأب من الرضاع التي لم ترضع الطفل، هل تكون محرماً للراضع، أو لا؟ هذا فيه خلاف بين العلماء، يقول بعض العلماء وهم الجمهور: إنه يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه لا يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع، لأن الله تعالى قال: (( أُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ )) وقال: (( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) .
ولو سألنا سائل بماذا تحرم زوجات الآباء؟ لقلنا: إنها تحرم بالصهر لا بالنسب، والحديث إنما جاء يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، فالذي نرى أن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله أقرب إلى الصواب، وأن زوجات الآباء من الرضاع لسن محارم لأبنائهن من الرضاع، أو على الأصح وأن الأبناء من الرضاع ليسوا محارم لزوجات آبائهم من الرضاع، وكذلك العكس: ابنك من الرضاع لا تكون أنت محرماً لزوجته، لأن الله قال: (( حَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) ، هذا ما نراه في المسألة، وقد علمت رأي الجمهور أن الرضاع يؤثر في المصاهرة كما يؤثر النسب.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، لأنه أذن والأخ موسى ... إلى إيش؟
إلى جمعها ولمها وحزمها وحملها نسأل الله لنا ولكم التوفيق وإلى لقاء قادم إن شاء الله .
الشيخ : شخص رضع ؟
السائل : من زوجة أخيه، هل يكون هذا الشخص الأصغر محرماً لزوجات أخيه الأخريات؟ وهل يكون هذا الأخ الأكبر محرم .
الشيخ : شخص رضع من ؟
السائل : زوجة أخي .
الشيخ : زين، إذا رضع من زوجة أخيه صار ولداً لأخيه.
السائل : ولكن زوجاته الأخرى هل يكون محرماً لهن ؟
الشيخ : التي لم ترضعه .
السائل : إي .
الشيخ : هذا فيه خلاف بين العلماء، يعني: زوجة الأب من الرضاع التي لم ترضع الطفل، هل تكون محرماً للراضع، أو لا؟ هذا فيه خلاف بين العلماء، يقول بعض العلماء وهم الجمهور: إنه يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه لا يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع، لأن الله تعالى قال: (( أُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ )) وقال: (( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) .
ولو سألنا سائل بماذا تحرم زوجات الآباء؟ لقلنا: إنها تحرم بالصهر لا بالنسب، والحديث إنما جاء يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، فالذي نرى أن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله أقرب إلى الصواب، وأن زوجات الآباء من الرضاع لسن محارم لأبنائهن من الرضاع، أو على الأصح وأن الأبناء من الرضاع ليسوا محارم لزوجات آبائهم من الرضاع، وكذلك العكس: ابنك من الرضاع لا تكون أنت محرماً لزوجته، لأن الله قال: (( حَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) ، هذا ما نراه في المسألة، وقد علمت رأي الجمهور أن الرضاع يؤثر في المصاهرة كما يؤثر النسب.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، لأنه أذن والأخ موسى ... إلى إيش؟
إلى جمعها ولمها وحزمها وحملها نسأل الله لنا ولكم التوفيق وإلى لقاء قادم إن شاء الله .
اضيفت في - 2005-08-27