سلسلة لقاء الباب المفتوح-056a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
الكلام على محظورات الإحرام .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس والخمسون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل أسبوع في يوم الخميس، وهذا الخميس هو اليوم السابع عشر من شهر ذي القعدة عام أربعة عشر وأربع مائة وألف، وحيث أن موسم الحج قد قرب فإن من الجدير أن يكون كلامنا فيما يتعلق بالحج والعمرة.
وقد مضى في الدرس السابق بيان من يجب عليه الحج والعمرة، أما الآن فإننا سنتكلم عما يترتب على الإحرام بالحج أو العمرة، وهو الذي يسمى عند العلماء بمحظورات الإحرام، وذلك أن من حكمة الله عز وجل أن جعل للعبادات شروطاً للصحة وجعل لها موانع للصحة، فشروط الصحة: الشروط والأركان والواجبات، وموانع الصحة: هي المفسدات.
فمثلاً: الصلاة فيها موانع للصحة: الكلام في الصلاة يبطل الصلاة، الصيام له مبطلات وهي المفطرات، الحج له محظورات ، محظورات هي الممنوعات في الإحرام، أشار الله سبحانه وتعالى إليها في القرآن الكريم، وجاءت السنة ببيان كثير منها بل ببيانها كلها، ففي القرآن يقول الله عز وجل: (( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ )) بعدها ؟
الطالب : (( فلا رفث )).
الشيخ : (( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )) الرفث: قال العلماء هو: الجماع ومقدمات الجماع من المباشرة والتقبيل وما أشبه ذلك، والسنة جاءت بتكميل هذا المحظور، وهو أن المحرم لا يحل له أن يتزوج ولا أن يُزوج ولا أن يخطب امرأة وهو محرم، وعلى هذا فالجماع والمباشرة لشهوة والنظر لشهوة وعقد النكاح والخطبة كلها محرمة في الإحرام ، أقول الخُطبة الصواب الخطبة بالكسر بضم الخاء لأن الخطبة هي خطبة الجمعة والموعظة وما أشبه ذلك، والخِطبة طلب النكاح من المرأة ووليها، هذه من محظورات الإحرام.
أولاً: الجماع، الجماع قال العلماء: إذا جامع الرجل في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعه أمور:
أولاً: الإثم لوقوعه فيما حرم الله.
وثانياً: فساد نسكه هذا، يعني: أنه فسد، لايجزئه عن حجة الإسلام ، ولا عن النافلة، لأنه فسد.
والثالث: وجوب المضي فيه، وهذا يا إخواني من خصائص الحج ، غير الحج إذا فعل الإنسان مفسداته فسد ووجب عليه أن يخرج منه، الحج لو فعل الإنسان محظوراته فإنه لا يخرج منه، فنقول لهذا الرجل الذي فسد نسكه: استمر في النسك.
الرابع: قضاؤه، يعني: قضاء هذا الحج الذي أفسده سواء كان فريضة أم نافلة.
والخامس: وجوب بدنة يذبحها ويفرقها على الفقراء، بدنة بالغة السن مثل التي تجزئ فيه في الأضحية، وسالمة من العيوب التي تمنع من الإجزاء
كم هذه تترتب على الجماع قبل التحلل الأول في الحج ، خمسة أشياء أعيدها أولاً: إيش؟ الاثم ، وثانياً: فساد النسك ، وثالثا: وجوب المضي ففيه يعني وجوب إتمامه ، ورابعاً: وجوب قضائه، والخامس: الفدية وهي بدنة يذبحها في مكة ويوزعها على الفقاء ، هذا الجماع.
أما ما دون الجماع كالمباشرة ولو أنزل فيها فإنه لا يفسد بها النسك لكنها حرام، وتجب بها الفدية، وسيأتي إن شاء الله ذكر الفدية فيما بعد.
من المحرمات في الإحرام، من المحرمات ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل ما يلبس المحرم؟ يعني: أي شيء يلبسه المحرم؟ قال: ( لا يلبس القميص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف ) كم هذه ؟
الطالب : خمسة .
الشيخ : خمسة أشياء: لا يلبس القميص ، القميص: هو الثوب الذي يسمى الدرع، يعني كثيابنا هذه هذا قميص، فلا يجوز أن يلبس القميص.
( ولا العمائم ) العمامة: التي تلف على الرأس ومثلها الغترة، والطاقية، مثل العمامة ، بل قد ثبت في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قصة الرجل الذي وقصته راحلته وهو واقف بـعرفة فمات رضي الله عنه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تخمروا رأسه، ولا تحنطوه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً ) .
معنى ( لا تخمروا رأسه ) يعني: لا تغطوه، وانتبه لقوله: ( كفنوه في ثوبين ) يعني: لو مات المحرم لا نذهب إلى السوق نأتي له بخرقة نكفنه ، نكفنه في ثوبين في لباس الإحرام الذي هو لابس، غير المحرم معروف أنه يلف بثلاث لفائف، لكن المحرم يكفن في إزاره وردائه ولا يغطى رأسه، لأنه يبعث يوم القيامة ملبياً، يعني: يقوم من قبره يقول: لبيك اللهم لبيك.
نظيره في الجهاد: الرجل يستشهد فيموت، يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً يخر دم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اللون لون الدم، والريح ريح المسك ) إشهاراً لهم بأن هؤلاء قتلوا في سبيل الله.
على كل حال نعود إلى الحديث يقول: ( لا يلبس القميص ولا العمائم ولا السراويلات ) السراويلات: السراويل المعروفة.
( ولا البرانس ) البرانس: ثياب واسعة يكون لها شيء يغطي الرأس متصلاً بها، وأظن بعضكم قد رأى هذا النوع من اللباس، وأكثر من يلبسه أهل المغرب، تشاهدونهم في مكة.
( ولا الخفاف ) الخفاف: يعني: الكنادر، وكذلك الجوارب مثلها لا يلبسها.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إلا من لا يجد إزاراً فليلبس السراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين ) فرخص النبي عليه الصلاة والسلام لمن لا يجد إزاراً أن يلبس السراويل، ولمن لا يجد نعلين أن يلبس الخفاف.
طيب لو أن إنساناً لبس فنيلة ليس فيها خياطة كلها منسوجة نسجاً هل هذا حرام عليه ولا غير حرام ، ما فيها خياط ؟
الطالب : ما يجوز .
الشيخ : هذا حرام ما يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع السراويل وهي تستر أسفل البدن، كذلك الفنيلة تحرم.
طيب، ولو لبس إزاراً مرقعاً مخيطاً حرام ولا غير حرام ؟
الطالب : غير حرام .
الشيخ : غير حرام، ولو لبس نعالاً مخروزة ، مخيطة بالخرز ، حرام ولا غير حرام ؟ غير حرام.
إذاً: أريد أن أنتشل من أذهانكم فكرة بعض الناس حيث يظن أن كل شيء فيه خياطة فهو حرام، وهذا ليس بصحيح، ليس كل شيء فيه خياطة، الحرام ما حرمه الله ورسوله، وعلمتم الآن أن النبي عليه الصلاة والسلام حرم في اللباس خمسة أشياء هي؟ ما هو الذي حرمه الرسول؟
الطالب : المخيط.
الشيخ : لا، الرسول ما قال المخيط أبداً، ولهذا نقول: لو أننا عبرنا بما عبر به الرسول صلى الله عليه وسلم لكان أحسن، لأننا إذا عبرنا وقلنا: الحرام لبس المخيط ساء فهم بعض الناس في معناها، ولهذا يسأل الناس كثيراً يقول إذا علي إزار مخيط فهو حرام، نقول ليس بحرام، ما الذي قال الرسول نعم ؟
الطالب : السراويل والعمائم والبرانس و.
الشيخ : والقميص والخفاف .
الطالب : القميص والخفاف .
الشيخ : هذه خمسة أشياء.
طيب لو أن الإنسان لبس ساعة يد حرام ولا غير حرام؟
الطالب : غير حرام .
الشيخ : غير حرام ، لبس ، نقول: لا، غير حرام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يلبس )) وعد الأشياء التي لا تلبس يعني معناه ما سوى ذلك فإنه يلبس.
طيب لو أن رجلاً تلفلف بالقميص، جعله لفافة على صدره حرام ولا غير حرام ؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز يعني غير حرام ليش؟ لأنه لم يلبسه ، والرسول قال لا يلبس فهذا الرجل لم يلبسه هذا الرجل تلفلف به فلا حرج عليه.
طيب إذن يحرم على المحرم أن يلبس هذه الأصناف من اللباس، وما كان بمعناها فهو مثلها، فعليه لو أن الإنسان لبس مشلحاً لو لبس مشلحاً على أكتافه لقلنا: هذا حرام، لأنه يشبه البرانس قريب من البرانس جداً فيكون حراماً، لكن لو جعله لفافة تلفلف به، فجعل أعلاه أسفله، وجعله مثل الرداء لكان ذلك جائزاً.
يحرم على المحرم أيضاً الطيب: فلا يجوز للمحرم أن يتطيب لا بثوبه ولا ببدنه ولا بطعامه ولا بشرابه، متى عقد الإحرام حرم عليه الطيب، الدليل على هذا قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الذي وقصته راحلته، قال: ( لا تحنطوه ) والتحنيط: تطييب الميت، لأن الميت إذا مات يجعل له حنوط، يعني: أخلاطاً من الطيب، تجعل في قطن توضع على عينه على أنفه على فمه في مغابنه لتطييب رائحته، حتى يزف إلى قبره وهو على أحسن ما يكون طهارة ونظافة وتطيباً، لأنه يغسل ينظف حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للاتي يغسلن ابنته: ( اغسلنها ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك ) .
فهذا يدل على أننا ننظف الميت تنظيفاً تاماً، ثم نضع فيه الحنوط، ثم نلف عليه أكفانه، فقوله: ( لا تحنطوه ) يعني: لا تطيبوه، يدل على أن المحرم لا يتطيب وهو كذلك، ودليل آخر قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ولا تلبسوا ثوباً مسه الزعفران ولا الورس ).
إذن فلا يجوز للمحرم بعد عقد الإحرام أن يتطيب في بدنه ولا في ثوبه ولا في طعامه وشرابه ، لو جعل في القهوة زعفران فإنه لا يجوز أن يشرب هذه القهوة ما دامت رائحة الزعفارن باقية.
طيب لو غسل بصبون مطيب طيباً ظاهراً ، دعونا من الصابون الذي فيه نكهة طيب هذا لا بأس به، لكن في صابون له رائحة طيب فائحة بينه فهذا لا يجوز لأنه من الطيب والمحرم لا يتطيب.
فإن تطيب المحرم قبل أن يحرم وبقي أثر الطيب عليه بعد الإحرام فهل يضره ؟
الطالب : لا يضره .
الشيخ : لا يضره، بل يسن للمحرم إذا اغتسل قبل أن يلبس ثوب الإحرام وقبل أن يعقد النية أن يطيب رأسه ويكثر الطيب فيه وكذلك لحيته إذا كان له لحية يطيبها، لقول عائشة رضي الله عنها: ( كنت أرى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو محرم ) مفارق إيش المفارق؟ مفارق الرأس لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان له رأس يصل إلى كتفيه وإلى شحمة أذنيه أحياناً وكان يفرقه فرقاً على الناصية، وفرقاً على الجانبين، ويضع فيه الطيب، ويكثر من الطيب، ما دام يرى وبيص المسك، أي: بريقه ولمعانه وهو محرم يدل على أنه يكثر من الطيب.
فإذا قال إنسان: إذا تطيبت في رأسي وتوضأت فماذا أفعل؟ لأني إذا توضأت سوف إيش؟ أمسح رأسي، وإذا مسحت رأسي سوف أمس الطيب، فهل هذا يضر؟ نقول: هذا لا يضر، لأنك لم تضع طيباً جديداً على بدنك بعد الإحرام، نعم لو فرضنا أن الإنسان يتقصد يأخذ من الطيب الي على رأسه ويطيب بقية بدنه هذا حرام، أما شيء بغير قصد وإنما تتوضأ فتمس يدك الطيب، فإن هذا لا يضر.
من المحرمات أيضاً في الإحرام: أن لا يتزوج الإنسان ولا يخطب، فلو تزوج امرأة وهو محرم كان النكاح فاسداً، لأنه منهي عنه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وهذا الذي يتزوج وهو محرم عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فيكون مردوداً عليه.
ومن المحرمات: قتل الصيد بعد الإحرام، لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) والصيد: هو الحيوان الحلال البري المتوحش، الحيوان الحلال هذا واحد.
ثانياً: البري.
ثالثاً: المتوحش.
الحيوان الحرام ليس من الصيد، فلو قتل المحرم ذئباً أو سبعاً أو حية أو ما أشبه ذلك فليس عليه شيء،
الثاني : البري احترازاً من البحري ، وهل هناك حيوان بحري؟ أجيبوا؟
الطالب : السمك .
الشيخ : إي نعم في، حيوان البحر أكثر من حيوان البر، السمك يجوز أن يصطاده المحرم، فلو أحرم الإنسان في السفينة في البحر لأن الذين يأتون من مصر أو يأتون من اليمن كلهم يمرون من طريق البحر، يحرمون قبل أن يصلوا إلى جدة، فلو أنهم اصطادوا في البحر سمكاً وهم محرمون كان هذا حلالاً.
طيب المتوحش، ما معنى المتوحش؟ الذي لا يألف، وليس مألوفاً عن الناس في بيوتهم، مثل: الحمام، النعام، الإوز وأشياء كثيرة من أنواع الطيور، أما غير المتوحش وهو: الأهلي كالدجاج، فإنه لا بأس به لا بأس أن يذبحه المحرم.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس والخمسون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل أسبوع في يوم الخميس، وهذا الخميس هو اليوم السابع عشر من شهر ذي القعدة عام أربعة عشر وأربع مائة وألف، وحيث أن موسم الحج قد قرب فإن من الجدير أن يكون كلامنا فيما يتعلق بالحج والعمرة.
وقد مضى في الدرس السابق بيان من يجب عليه الحج والعمرة، أما الآن فإننا سنتكلم عما يترتب على الإحرام بالحج أو العمرة، وهو الذي يسمى عند العلماء بمحظورات الإحرام، وذلك أن من حكمة الله عز وجل أن جعل للعبادات شروطاً للصحة وجعل لها موانع للصحة، فشروط الصحة: الشروط والأركان والواجبات، وموانع الصحة: هي المفسدات.
فمثلاً: الصلاة فيها موانع للصحة: الكلام في الصلاة يبطل الصلاة، الصيام له مبطلات وهي المفطرات، الحج له محظورات ، محظورات هي الممنوعات في الإحرام، أشار الله سبحانه وتعالى إليها في القرآن الكريم، وجاءت السنة ببيان كثير منها بل ببيانها كلها، ففي القرآن يقول الله عز وجل: (( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ )) بعدها ؟
الطالب : (( فلا رفث )).
الشيخ : (( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )) الرفث: قال العلماء هو: الجماع ومقدمات الجماع من المباشرة والتقبيل وما أشبه ذلك، والسنة جاءت بتكميل هذا المحظور، وهو أن المحرم لا يحل له أن يتزوج ولا أن يُزوج ولا أن يخطب امرأة وهو محرم، وعلى هذا فالجماع والمباشرة لشهوة والنظر لشهوة وعقد النكاح والخطبة كلها محرمة في الإحرام ، أقول الخُطبة الصواب الخطبة بالكسر بضم الخاء لأن الخطبة هي خطبة الجمعة والموعظة وما أشبه ذلك، والخِطبة طلب النكاح من المرأة ووليها، هذه من محظورات الإحرام.
أولاً: الجماع، الجماع قال العلماء: إذا جامع الرجل في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعه أمور:
أولاً: الإثم لوقوعه فيما حرم الله.
وثانياً: فساد نسكه هذا، يعني: أنه فسد، لايجزئه عن حجة الإسلام ، ولا عن النافلة، لأنه فسد.
والثالث: وجوب المضي فيه، وهذا يا إخواني من خصائص الحج ، غير الحج إذا فعل الإنسان مفسداته فسد ووجب عليه أن يخرج منه، الحج لو فعل الإنسان محظوراته فإنه لا يخرج منه، فنقول لهذا الرجل الذي فسد نسكه: استمر في النسك.
الرابع: قضاؤه، يعني: قضاء هذا الحج الذي أفسده سواء كان فريضة أم نافلة.
والخامس: وجوب بدنة يذبحها ويفرقها على الفقراء، بدنة بالغة السن مثل التي تجزئ فيه في الأضحية، وسالمة من العيوب التي تمنع من الإجزاء
كم هذه تترتب على الجماع قبل التحلل الأول في الحج ، خمسة أشياء أعيدها أولاً: إيش؟ الاثم ، وثانياً: فساد النسك ، وثالثا: وجوب المضي ففيه يعني وجوب إتمامه ، ورابعاً: وجوب قضائه، والخامس: الفدية وهي بدنة يذبحها في مكة ويوزعها على الفقاء ، هذا الجماع.
أما ما دون الجماع كالمباشرة ولو أنزل فيها فإنه لا يفسد بها النسك لكنها حرام، وتجب بها الفدية، وسيأتي إن شاء الله ذكر الفدية فيما بعد.
من المحرمات في الإحرام، من المحرمات ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل ما يلبس المحرم؟ يعني: أي شيء يلبسه المحرم؟ قال: ( لا يلبس القميص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف ) كم هذه ؟
الطالب : خمسة .
الشيخ : خمسة أشياء: لا يلبس القميص ، القميص: هو الثوب الذي يسمى الدرع، يعني كثيابنا هذه هذا قميص، فلا يجوز أن يلبس القميص.
( ولا العمائم ) العمامة: التي تلف على الرأس ومثلها الغترة، والطاقية، مثل العمامة ، بل قد ثبت في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قصة الرجل الذي وقصته راحلته وهو واقف بـعرفة فمات رضي الله عنه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تخمروا رأسه، ولا تحنطوه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً ) .
معنى ( لا تخمروا رأسه ) يعني: لا تغطوه، وانتبه لقوله: ( كفنوه في ثوبين ) يعني: لو مات المحرم لا نذهب إلى السوق نأتي له بخرقة نكفنه ، نكفنه في ثوبين في لباس الإحرام الذي هو لابس، غير المحرم معروف أنه يلف بثلاث لفائف، لكن المحرم يكفن في إزاره وردائه ولا يغطى رأسه، لأنه يبعث يوم القيامة ملبياً، يعني: يقوم من قبره يقول: لبيك اللهم لبيك.
نظيره في الجهاد: الرجل يستشهد فيموت، يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً يخر دم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( اللون لون الدم، والريح ريح المسك ) إشهاراً لهم بأن هؤلاء قتلوا في سبيل الله.
على كل حال نعود إلى الحديث يقول: ( لا يلبس القميص ولا العمائم ولا السراويلات ) السراويلات: السراويل المعروفة.
( ولا البرانس ) البرانس: ثياب واسعة يكون لها شيء يغطي الرأس متصلاً بها، وأظن بعضكم قد رأى هذا النوع من اللباس، وأكثر من يلبسه أهل المغرب، تشاهدونهم في مكة.
( ولا الخفاف ) الخفاف: يعني: الكنادر، وكذلك الجوارب مثلها لا يلبسها.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إلا من لا يجد إزاراً فليلبس السراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين ) فرخص النبي عليه الصلاة والسلام لمن لا يجد إزاراً أن يلبس السراويل، ولمن لا يجد نعلين أن يلبس الخفاف.
طيب لو أن إنساناً لبس فنيلة ليس فيها خياطة كلها منسوجة نسجاً هل هذا حرام عليه ولا غير حرام ، ما فيها خياط ؟
الطالب : ما يجوز .
الشيخ : هذا حرام ما يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع السراويل وهي تستر أسفل البدن، كذلك الفنيلة تحرم.
طيب، ولو لبس إزاراً مرقعاً مخيطاً حرام ولا غير حرام ؟
الطالب : غير حرام .
الشيخ : غير حرام، ولو لبس نعالاً مخروزة ، مخيطة بالخرز ، حرام ولا غير حرام ؟ غير حرام.
إذاً: أريد أن أنتشل من أذهانكم فكرة بعض الناس حيث يظن أن كل شيء فيه خياطة فهو حرام، وهذا ليس بصحيح، ليس كل شيء فيه خياطة، الحرام ما حرمه الله ورسوله، وعلمتم الآن أن النبي عليه الصلاة والسلام حرم في اللباس خمسة أشياء هي؟ ما هو الذي حرمه الرسول؟
الطالب : المخيط.
الشيخ : لا، الرسول ما قال المخيط أبداً، ولهذا نقول: لو أننا عبرنا بما عبر به الرسول صلى الله عليه وسلم لكان أحسن، لأننا إذا عبرنا وقلنا: الحرام لبس المخيط ساء فهم بعض الناس في معناها، ولهذا يسأل الناس كثيراً يقول إذا علي إزار مخيط فهو حرام، نقول ليس بحرام، ما الذي قال الرسول نعم ؟
الطالب : السراويل والعمائم والبرانس و.
الشيخ : والقميص والخفاف .
الطالب : القميص والخفاف .
الشيخ : هذه خمسة أشياء.
طيب لو أن الإنسان لبس ساعة يد حرام ولا غير حرام؟
الطالب : غير حرام .
الشيخ : غير حرام ، لبس ، نقول: لا، غير حرام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يلبس )) وعد الأشياء التي لا تلبس يعني معناه ما سوى ذلك فإنه يلبس.
طيب لو أن رجلاً تلفلف بالقميص، جعله لفافة على صدره حرام ولا غير حرام ؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز يعني غير حرام ليش؟ لأنه لم يلبسه ، والرسول قال لا يلبس فهذا الرجل لم يلبسه هذا الرجل تلفلف به فلا حرج عليه.
طيب إذن يحرم على المحرم أن يلبس هذه الأصناف من اللباس، وما كان بمعناها فهو مثلها، فعليه لو أن الإنسان لبس مشلحاً لو لبس مشلحاً على أكتافه لقلنا: هذا حرام، لأنه يشبه البرانس قريب من البرانس جداً فيكون حراماً، لكن لو جعله لفافة تلفلف به، فجعل أعلاه أسفله، وجعله مثل الرداء لكان ذلك جائزاً.
يحرم على المحرم أيضاً الطيب: فلا يجوز للمحرم أن يتطيب لا بثوبه ولا ببدنه ولا بطعامه ولا بشرابه، متى عقد الإحرام حرم عليه الطيب، الدليل على هذا قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الذي وقصته راحلته، قال: ( لا تحنطوه ) والتحنيط: تطييب الميت، لأن الميت إذا مات يجعل له حنوط، يعني: أخلاطاً من الطيب، تجعل في قطن توضع على عينه على أنفه على فمه في مغابنه لتطييب رائحته، حتى يزف إلى قبره وهو على أحسن ما يكون طهارة ونظافة وتطيباً، لأنه يغسل ينظف حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للاتي يغسلن ابنته: ( اغسلنها ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك ) .
فهذا يدل على أننا ننظف الميت تنظيفاً تاماً، ثم نضع فيه الحنوط، ثم نلف عليه أكفانه، فقوله: ( لا تحنطوه ) يعني: لا تطيبوه، يدل على أن المحرم لا يتطيب وهو كذلك، ودليل آخر قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ولا تلبسوا ثوباً مسه الزعفران ولا الورس ).
إذن فلا يجوز للمحرم بعد عقد الإحرام أن يتطيب في بدنه ولا في ثوبه ولا في طعامه وشرابه ، لو جعل في القهوة زعفران فإنه لا يجوز أن يشرب هذه القهوة ما دامت رائحة الزعفارن باقية.
طيب لو غسل بصبون مطيب طيباً ظاهراً ، دعونا من الصابون الذي فيه نكهة طيب هذا لا بأس به، لكن في صابون له رائحة طيب فائحة بينه فهذا لا يجوز لأنه من الطيب والمحرم لا يتطيب.
فإن تطيب المحرم قبل أن يحرم وبقي أثر الطيب عليه بعد الإحرام فهل يضره ؟
الطالب : لا يضره .
الشيخ : لا يضره، بل يسن للمحرم إذا اغتسل قبل أن يلبس ثوب الإحرام وقبل أن يعقد النية أن يطيب رأسه ويكثر الطيب فيه وكذلك لحيته إذا كان له لحية يطيبها، لقول عائشة رضي الله عنها: ( كنت أرى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو محرم ) مفارق إيش المفارق؟ مفارق الرأس لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان له رأس يصل إلى كتفيه وإلى شحمة أذنيه أحياناً وكان يفرقه فرقاً على الناصية، وفرقاً على الجانبين، ويضع فيه الطيب، ويكثر من الطيب، ما دام يرى وبيص المسك، أي: بريقه ولمعانه وهو محرم يدل على أنه يكثر من الطيب.
فإذا قال إنسان: إذا تطيبت في رأسي وتوضأت فماذا أفعل؟ لأني إذا توضأت سوف إيش؟ أمسح رأسي، وإذا مسحت رأسي سوف أمس الطيب، فهل هذا يضر؟ نقول: هذا لا يضر، لأنك لم تضع طيباً جديداً على بدنك بعد الإحرام، نعم لو فرضنا أن الإنسان يتقصد يأخذ من الطيب الي على رأسه ويطيب بقية بدنه هذا حرام، أما شيء بغير قصد وإنما تتوضأ فتمس يدك الطيب، فإن هذا لا يضر.
من المحرمات أيضاً في الإحرام: أن لا يتزوج الإنسان ولا يخطب، فلو تزوج امرأة وهو محرم كان النكاح فاسداً، لأنه منهي عنه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وهذا الذي يتزوج وهو محرم عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فيكون مردوداً عليه.
ومن المحرمات: قتل الصيد بعد الإحرام، لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) والصيد: هو الحيوان الحلال البري المتوحش، الحيوان الحلال هذا واحد.
ثانياً: البري.
ثالثاً: المتوحش.
الحيوان الحرام ليس من الصيد، فلو قتل المحرم ذئباً أو سبعاً أو حية أو ما أشبه ذلك فليس عليه شيء،
الثاني : البري احترازاً من البحري ، وهل هناك حيوان بحري؟ أجيبوا؟
الطالب : السمك .
الشيخ : إي نعم في، حيوان البحر أكثر من حيوان البر، السمك يجوز أن يصطاده المحرم، فلو أحرم الإنسان في السفينة في البحر لأن الذين يأتون من مصر أو يأتون من اليمن كلهم يمرون من طريق البحر، يحرمون قبل أن يصلوا إلى جدة، فلو أنهم اصطادوا في البحر سمكاً وهم محرمون كان هذا حلالاً.
طيب المتوحش، ما معنى المتوحش؟ الذي لا يألف، وليس مألوفاً عن الناس في بيوتهم، مثل: الحمام، النعام، الإوز وأشياء كثيرة من أنواع الطيور، أما غير المتوحش وهو: الأهلي كالدجاج، فإنه لا بأس به لا بأس أن يذبحه المحرم.
الكلام على من فعل المحظورات جاهلا أو ناسيا أو متعمدا أو مكرها.
الشيخ : بعد هذا نقول: إذا فعل الإنسان محظوراً في الإحرام وهو لا يدري أنه محظور يحسب أنه لا بأس به، مثل: أن يغطي رأسه، يظن أنه إذا خاف من الحر جاز أن يغطي رأسه فماذا يكون عليه ؟
الطالب : لا شيء.
الشيخ : نقول: لا شيء عليه، ليس عليه إثم وليس عليه فدية.
كذلك لو نسي فغطى رأسه أو تطيب ناسياً فليس عليه إثم ولا كفارة، لقول الله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) فقال الله: ( قد فعلت ) .
طيب وإن فعل هذا متعمداً لكنه معذور، رجل مريض يحتاج إلى لبس القميص فلبسه فماذا عليه؟ نقول: ليس عليه إثم، لكن عليه الفدية، والدليل على هذا قوله تعالى في الرأس قال: (( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) وبهذا نعرف أن فاعل المحظورات ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يفعلها لحاجته إليها، فهذا ليس عليه إثم ولكن عليه إيش؟
الطالب : الكفارة.
الشيخ : الفدية، أو الكفارة لكن الفدية أحسن لأنها هي التي ذكر الله في القرآن (( ففدية من صيام )).
الثاني: أن يفعلها ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً، فهذا ليس عليه شيء، لا إثم ولا فدية، ولكن متى زال عذره وجب عليه التخلي، مثلاً إذا كان ناسياً متى ذكر يجب عليه أن يتخلى عن المحظور، إذا كان جاهلاً فمتى علم وجب عليه أن يتخلى عن المحظور.
الثالث: أن يفعلها لا لحاجة ولا لعذر من جهل أو نسيان أو إكراه، فهذا آثم وعليه الفدية فيما تجب فيه الفدية.
ونقتصر على هذا في محظورات الإحرام وربما يكون لنا كلام أوسع إن شاء الله تعالى في محاضرة ستكون في ليلة الإثنين المقبل أي مساء يوم الأحد في الجامع الكبير في عنيزة ، ونظراً لضيق الوقت الآن ولأن بعضكم يكون عنده أسئلة نتوقف ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والأسئلة وإن كانت من واحد فهي للجميع في الواقع، ولهذا نقول: إنه لا يسمح بأكثر من سؤال ولا بتعليق على السؤال .
الطالب : لا شيء.
الشيخ : نقول: لا شيء عليه، ليس عليه إثم وليس عليه فدية.
كذلك لو نسي فغطى رأسه أو تطيب ناسياً فليس عليه إثم ولا كفارة، لقول الله تعالى: (( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) فقال الله: ( قد فعلت ) .
طيب وإن فعل هذا متعمداً لكنه معذور، رجل مريض يحتاج إلى لبس القميص فلبسه فماذا عليه؟ نقول: ليس عليه إثم، لكن عليه الفدية، والدليل على هذا قوله تعالى في الرأس قال: (( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) وبهذا نعرف أن فاعل المحظورات ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يفعلها لحاجته إليها، فهذا ليس عليه إثم ولكن عليه إيش؟
الطالب : الكفارة.
الشيخ : الفدية، أو الكفارة لكن الفدية أحسن لأنها هي التي ذكر الله في القرآن (( ففدية من صيام )).
الثاني: أن يفعلها ناسياً أو جاهلاً أو مكرهاً، فهذا ليس عليه شيء، لا إثم ولا فدية، ولكن متى زال عذره وجب عليه التخلي، مثلاً إذا كان ناسياً متى ذكر يجب عليه أن يتخلى عن المحظور، إذا كان جاهلاً فمتى علم وجب عليه أن يتخلى عن المحظور.
الثالث: أن يفعلها لا لحاجة ولا لعذر من جهل أو نسيان أو إكراه، فهذا آثم وعليه الفدية فيما تجب فيه الفدية.
ونقتصر على هذا في محظورات الإحرام وربما يكون لنا كلام أوسع إن شاء الله تعالى في محاضرة ستكون في ليلة الإثنين المقبل أي مساء يوم الأحد في الجامع الكبير في عنيزة ، ونظراً لضيق الوقت الآن ولأن بعضكم يكون عنده أسئلة نتوقف ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والأسئلة وإن كانت من واحد فهي للجميع في الواقع، ولهذا نقول: إنه لا يسمح بأكثر من سؤال ولا بتعليق على السؤال .
طلب كلمة توجيهية للشباب الذي يقصر في طاعة الله ويترك الواجب ويقوم بالتفحيط ولعب الكرة وقت الصلوات .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة شيخنا، أمتع الله بكم: ما نصيحتكم لكثير من الشباب الذين قصروا في طاعة الله، وكثيراً ما نرى في أوقات الصلوات بعض الشباب هداهم الله يلعبون الكرة ويفحطون بالسيارات، فيعرضون أنفسهم وغيرهم للهلاك، نرجو توجيه كلمة نافعة لمثل هؤلاء الشباب، نفع الله بكم وأمتع بكم؟
الشيخ : نصيحتي لهؤلاء الشباب ولغيرهم ممن يفرطون في ترك الواجب لأن الشباب ليس كل شيء يضيع من واجبات الدين يجعل على الشباب ، الشباب وغيرهم عندهم تضييع وتفريط في الواجب
فنصيحتي لإخواني المسلمين عموماً وللشباب الذين وصفت حالهم خصوصاً أن يتقوا الله عز وجل، وأن يعلموا أنما هذه الدنيا دار عمل وليست دار مقر، ومع هذا لا يدري الإنسان متى ينتقل عن هذه الدنيا، قد يصبح ولا يمسي، أو يمسي ولا يصبح، فالواجب أن المبادرة بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل وليبشر التائب أنه إذا تاب محا الله عنه ما سبق من الإثم مهما عظم، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ )) وهذه أمهات المعاصي والعظائم: الشرك، وقتل النفس المحرمة بغير الحق، والزنا، يقول: (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )).
فنصيحتي لنفسي أولاً ولإخواني المسلمين ثانياً المبادرة إلى التوبة قبل أن يحل الأجل، لأنه إذا حل الأجل لم تنفع التوبة، قال الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) هذا ليس له توبة.
هذا كلام الله عز وجل والشاهد من الواقع قصة فرعون (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ )) ماذا قال ؟ (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( آلْآنَ )) يعني: أتتوب الآن (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) .
فالحاصل أني أنصح إخواني أنصح نفسي أولاً وأتوب إلى الله مما صنعت، ثم إخواني ثانياً أن نبادر بالتوبة قبل أن يحل الأجل ثم لا تنفع التوبة، وما أعظم الندم في تلك اللحظة! ما من ميت يموت إلا ندم، إن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب، وإن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، كل ميت يندم: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا )) لا رجوع (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) انتهى العمل.
أما الشباب الذين أنعم الله عليهم بالقوة الشبابية أنصحهم أن يستغلوا هذه القوة وهذا الشباب فيما يرضي الله عز وجل، وهم إذا مرنوا أنفسهم على الطاعة سهلت عليهم، بل شق عليهم فقدها، والكرة يمكن أن يلعبوها في وقت آخر، نحن لا نحرم عليهم الكرة إذا كانوا يلعبون من غير ترك واجب، ومن غير كلام المحرم، ومن غير كشف عورة، لما فيها من الراحة بعض الشيء وتقوية البدن، والإنسان لا يمكن أن يكون دائماً في جد، النفس تمل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً ).
فضيلة شيخنا، أمتع الله بكم: ما نصيحتكم لكثير من الشباب الذين قصروا في طاعة الله، وكثيراً ما نرى في أوقات الصلوات بعض الشباب هداهم الله يلعبون الكرة ويفحطون بالسيارات، فيعرضون أنفسهم وغيرهم للهلاك، نرجو توجيه كلمة نافعة لمثل هؤلاء الشباب، نفع الله بكم وأمتع بكم؟
الشيخ : نصيحتي لهؤلاء الشباب ولغيرهم ممن يفرطون في ترك الواجب لأن الشباب ليس كل شيء يضيع من واجبات الدين يجعل على الشباب ، الشباب وغيرهم عندهم تضييع وتفريط في الواجب
فنصيحتي لإخواني المسلمين عموماً وللشباب الذين وصفت حالهم خصوصاً أن يتقوا الله عز وجل، وأن يعلموا أنما هذه الدنيا دار عمل وليست دار مقر، ومع هذا لا يدري الإنسان متى ينتقل عن هذه الدنيا، قد يصبح ولا يمسي، أو يمسي ولا يصبح، فالواجب أن المبادرة بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل وليبشر التائب أنه إذا تاب محا الله عنه ما سبق من الإثم مهما عظم، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ )) وهذه أمهات المعاصي والعظائم: الشرك، وقتل النفس المحرمة بغير الحق، والزنا، يقول: (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )).
فنصيحتي لنفسي أولاً ولإخواني المسلمين ثانياً المبادرة إلى التوبة قبل أن يحل الأجل، لأنه إذا حل الأجل لم تنفع التوبة، قال الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) هذا ليس له توبة.
هذا كلام الله عز وجل والشاهد من الواقع قصة فرعون (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ )) ماذا قال ؟ (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( آلْآنَ )) يعني: أتتوب الآن (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) .
فالحاصل أني أنصح إخواني أنصح نفسي أولاً وأتوب إلى الله مما صنعت، ثم إخواني ثانياً أن نبادر بالتوبة قبل أن يحل الأجل ثم لا تنفع التوبة، وما أعظم الندم في تلك اللحظة! ما من ميت يموت إلا ندم، إن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب، وإن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، كل ميت يندم: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا )) لا رجوع (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) انتهى العمل.
أما الشباب الذين أنعم الله عليهم بالقوة الشبابية أنصحهم أن يستغلوا هذه القوة وهذا الشباب فيما يرضي الله عز وجل، وهم إذا مرنوا أنفسهم على الطاعة سهلت عليهم، بل شق عليهم فقدها، والكرة يمكن أن يلعبوها في وقت آخر، نحن لا نحرم عليهم الكرة إذا كانوا يلعبون من غير ترك واجب، ومن غير كلام المحرم، ومن غير كشف عورة، لما فيها من الراحة بعض الشيء وتقوية البدن، والإنسان لا يمكن أن يكون دائماً في جد، النفس تمل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً ).
3 - طلب كلمة توجيهية للشباب الذي يقصر في طاعة الله ويترك الواجب ويقوم بالتفحيط ولعب الكرة وقت الصلوات .؟ أستمع حفظ
ما حكم الإنصراف من مزدلفة بعد منتصف الليل إذا كنت مرتبطا بحملة وبها عجزة .؟
السائل : هل يجوز لي أن أنصرف من المزدلفة بعد منتصف الليل إذا كان الحملة ستنصرف معها عدد من العجزة يا شيخ؟
الشيخ : يقول هل يجوز أن أنصرف من مزدلة بعد منتصف الليل إذا كنت مع حملة وفيهم عجزة ، ونقول نعم لا بأس، لكن الأولى أن تنتظر قليلاً حتى يغيب القمر، لأن السنة لم تقيد هذا بنصف الليل، لكنْ العلماء رحمهم الله قيدوها بنصف الليل، لأنه إذا مضى نصف الليل ثم دفع فقد بقي أكثرَ الليل في مزدلفة فرخصوا له، لكن الوارد عن السلف كـأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنه إذا غاب القمر دفعوا من مزدلفة، ومغيب القمر في ليلة العاشر تكون حوالي ثلثي الليل، فلو انتظرتم إلى أن يكون آخر الليل لكان أحسن من الدفع حين منتصف الليل.
الشيخ : يقول هل يجوز أن أنصرف من مزدلة بعد منتصف الليل إذا كنت مع حملة وفيهم عجزة ، ونقول نعم لا بأس، لكن الأولى أن تنتظر قليلاً حتى يغيب القمر، لأن السنة لم تقيد هذا بنصف الليل، لكنْ العلماء رحمهم الله قيدوها بنصف الليل، لأنه إذا مضى نصف الليل ثم دفع فقد بقي أكثرَ الليل في مزدلفة فرخصوا له، لكن الوارد عن السلف كـأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنه إذا غاب القمر دفعوا من مزدلفة، ومغيب القمر في ليلة العاشر تكون حوالي ثلثي الليل، فلو انتظرتم إلى أن يكون آخر الليل لكان أحسن من الدفع حين منتصف الليل.
اضيفت في - 2005-08-27