سلسلة الهدى والنور-523
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما حكم الزواج بالكتابية في وقتنا المعاصر ؟
السائل : من ضمن الأشياء التي يريد رجل أن يعقد له عقد وهو يعيش مع امرأة من أهل الكتاب ويرتكب معها جريمة الزنا ، أو لا يصلي أو يتأخر ، أو يتعاطى المحرمات وغيرها من الأمور ، ثم يتوب إلى الله عزَّ وجلّ ، يقول ذلك ، ويريد أن يتزوج بها ، فهل يحل له أن يتزوج بها ؟ وإن كان يحل : ما هو الواجب عليه حتى يباح له الزواج بهذه الكتابية ؟
الشيخ : أظنك أصبت بآفة القفز ، لماذا لم تبقَ عند سؤالك الأول : هل يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج الكتابية ؟ بعد ذلك إن فتح لك الطريق لتقفز قفزة الغزال وتسأل عن ذلك الفاسق الذي كان يعيش مع الكافرة هذه عيشة الأخدان - أي نعم - بعد ذلك يأتي ذك السؤال ، لكني أظنك سوف لا تحتاج وستستريح من توجيه مثل ذلك السؤال إذا ما عرفت جوابي على السؤال الذي عدلت عنه :
أنا ألفت النظر قبل كل شيء إلى الآية التي مرجع علماء المسلمين الذين يقولون وحقًا يقولون بأنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ، هما لما يقولون هذه الكلمة هم لا يريدون إطلاقها ومطلقها ، وإنما يعنون المعنى الإجمالي لقوله تعالى : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، وعلى حسب ما نسمع ونعلم ، وأنتم في تلك البلاد الآن تعيشون ، ربما تكونون أعلم مما نسمع ، يصعب جدًا جدًا أن تبقى هناك فتاة كافرة خاصة إذا كانت بولندية أو هولندية ، أن تبقى محصنة أي : عفيفة ، فإن كان فهذا نادر جدًا جدًا ، والنادر في مثل هذه الحوادث لا قيمة له ، بمعنى : شاب مسلم يريد أن يتزوج من كتابية هولندية ، هل يغلب على ظنه أنها لم تعاشر رجال من قبل ، أم يغلب على ظنه المعاشرة هذه؟ أجيبوني أنتم بعلمٍ .
السائل : هو الأخ عنده فكرة أوسع .
السائل : يغلب على الظن أنها عاشرة من قبل يعني ، حالات قليلة جدًا يكون فيها عفيفة كما ذكرتم .
الشيخ : بارك الله فيك ، فإذًا لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج من كتابية ، لأن السماح بالزواج مقيد بأن تكون محصنة ، وهذا نادر ، والنادر لا حكم له كما قلنا آنفًا ، هذا من جهة .
فإذا وقعت الواقعة وتزوج المسلم كما يقع اليوم كثير وكثير جدًا ، لأنهم أخذوا المسألة مطلقة من كل قيد ، يعني : يجوز للمسلم أن يتزوج بكتابية ، لكن أكثر الناس لا يعلمون هذا القيد المصرح به في القرآن الكريم ، المسلم لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة زانية ، فكيف يتزوج بكتابية زانية ؟!
السائل : الله أكبر .
الشيخ : لما كنت في سن نحو الثلاثين أو الخامسة والثلاثين ، تعرفت على ضابط من الضباط الأتراك القدامى الذين أتيح لهم بسبب الفتوحات الإسلامية التي أوصلتهم إلى بلاد النمسا ، فحدثني أنهم لما وصلوا إلى تلك البلاد فتحوها ، واستوطنوها مدة من الزمن ، ثم غُلبوا على أمرهم ورجعوا للقهقرة ، الشاهد : عرفوا أن من عادة تلك البلاد أن القابلة ، " الداية " ، حينما تأخذ الجنين من الوالدة ، فتنظر : إن كانت ابنتًا فضت بكارتها بإصبعها سلفًا .
جميع الحاضرين : الله أكبر .
الشيخ : لماذا ؟ لكي لا يثير مشكلة حينما تبلغ سن الزواج ويتزوجها الشاب فيجدها مفضوضة البكارة ، ليس لأنها تعاشر الأخدان ، وإنما لأنها فُضت بكارتها من ساعة سقوطها من بطن أمها ، إلى هنا وصل ضلال هؤلاء الناس أنك لا تجد بكرًا هناك ، إما لا تجد بكرًا لأنها خالطت الرجال وعاشرتهن في الحرام ، وإما أن تكون من النادر التي فُضت بكارتها وقد سقطت من بطن أمها ، لهذا لا يجوز للمسلم أن يتزوج الكتابية اليوم ، لأن الكتابية كانت متمسكة بأخلاق متوارثة ، صحيح أنها مشركة بالله كما قال تعالى : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) ، لكن هناك عندهم شيء من الشرف ، عندهم شيء من الغيرة ، هكذا كانوا في الأزمنة الأولى ، زمن الجاهلية ، زمن العرب ، ولكن الآن أوربا خرجت عن دينها ، ليست فقط في عقيدتها ، بل وفي سلوكها ، في كل منطلقها في حياتها ، ولذلك لو تزوج المسلم صدفةً بامرأة نصرانية أو يهودية وكانت يعني بكرًا ، لا يجوز للمسلم أن يتزوجها ، مع التحقق من هذا الشرط إن كان يمكن التحقق منه ، أنا أظن هذا يمكن التحقق منه ، لكن لا يمكن التحقق منه ، لأنه ربما تكون مفضوضة البكارة ثم يشهد الطبيب بأنها بكرٌ .
السائل : أبو مالك يسلم عليك يا شيخ .
الشيخ : وعليك وعليه السلام .
الشاهد : فلو فرضنا أنه تزوج كتابية بكرًا ، فلا يجوز أيضًا أن يتزوج بها ، لماذا ؟ لأني ألاحظ شيئًا أستنبطه استنباطًا ، ليس كالأمر الأول ، الأمر الأول منصوص في الآية : (( وَالْمُحْصَنَاتُ )) أنا أقول الآن : حتى المحصنة في هذا الزمان لا يجوز للمسلم أن يتزوجها إذا كانت يهودية أو نصرانية ، لماذا ؟ لأن النصارى واليهود كشعب من الشعوب أو أمة من الأمم ، فإن كلاً من اليهود والنصارى لهم عاداتهم ، لهم تقاليدهم ، لهم مدنياتهم ، لهم ثقافتهم التي اغتر بها كثير من الشباب المسلم ، بسبب احتكاكه بهم في عقر دورهم ، فهم - أعني هذا الشباب - إن عادوا إلى بلاد الإسلام ولم يتأثروا بتلك العادات والتقاليد فهذا فضل من الله عليهم ، أما النساء اللاتي هن اليهوديات أو النصرانيات فحينما يأتون بهم إلى هنا ، إلى بلاد الإسلام ، يختلف وضعهم اليوم عن زمن نزول الآية الكريمة : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، كيف ذلك؟ تعلمون من بحثنا السابق حول عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر والنهي عن مواطنة المشركين ومساكنتهم ، والحكمة من ذلك ، فعلى العكس من ذلك تمامًا : أمر الشارع الحكيم من أسلم من المسلمين أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، لماذا؟ لأنه سيتأقلم بالعادات الإسلامية وينطبع بها ، فيخرج ليس فقط في فكره حيث يشهد " أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله " بل وفي سلوكه أيضًا وأخلاقه وآدابه سينطبع بطابع المجتمع الإسلامي ، قد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه الحقيقة في قوله العجيب : ( إن ربك ليعجب من أقوامٍ يُجرون إلى الجنة في السلاسل ) يشير - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث إلى الأسرى الكفار الذين يقعون أسرى لدى الجيش المسلم ، ثم يوزعون على أفراد الجيش ، هذا يطلع له رجل كبير يستخدمه ، أو شاب كذلك أو امرأة أو فتاة إلى آخره ، فيُأخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين وهناك كل منهم يأخذ نصيبه ، فيعيش الأسير عبدًا رقيقًا ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر ، ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيرًا من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيدًا لدى أسياد المسلمين ، نجد في هؤلاء من أصلح من كبار التابعين ، ومن كبار علماء المسلمين ، منهم : الحسن البصري ، منهم أبو حنيفة مثلاً اللي أبوه كان مجوسيًا ، وهكذا ، ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيدًا أن يصبحوا مسلمين أولاً ، ثم يصيرون أسيادًا ؟ هو أنهم عاشوا الإسلام ، فعجبهم من الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية ، فأسلموا طوعًا وليس كرهًا .
الآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تمامًا ، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمن الأول ، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي ، يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها ، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك ، إذًا ما الذي يحملها على أن تنسجم مع الإسلام؟ ليس هناك إسلام مطبق ، في إسلام في الفكر ، في الدين ، وإسلام مشرد وضائع بين غربائه وأفراده إلى آخره .
إذًا كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخّص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام طريق الزواج بالمسلم ، ولذلك من تمام الحكمة : أن الله عزَّ وجلّ لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهوديًا أو نصرانيًا ، لأن الرجال قوّامون على النساء ، فكما أن المسلم المفروض أن يعيش وزوجته في مجتمع إسلامي ، كذلك الكافر المفروض فيه أن يعيش في مجتمع كافر ، فمن تزوج بمسلمة معناها مع الزمن هذه المسلمة راح تصير كافرة ، وذريتها أيضًا ، وهذا من تمام الحكمة السابقة ستربى من طرفها تربية غربية ، تربية غير إسلامية ، لذلك نجد هذه المشكلة وقعت في بلاد أمريكا بصورة خاصة حينما يتزوج المسلم هناك بأمريكية ويعيش هناك فيصبحون الأولاد مع الزمن ، هذا اسمه جورج وطنيوس وا ، وا إلى آخره ، وأبوه مسلم ، لذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوج بالنصرانية لسببين اثنين :
السبب الأول : أن المحصنات مفقودات كما شرحنا .
والسبب الثاني : أنها ستربي أولادها على المنهج الغربي ، ولا يستطيع الرجل أن يضع دأبه ودأب تربية الأولاد على الطريقة الإسلامية ، إذا عرفت هذا ، أظن تأخذ جواب سؤالك؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : طيب ، يا أستاذ علي ، الساعة إحدى عشرة إلا ربع ما شاء الله .
السائل : كمل يا شيخنا ، - يضحك الطلبة - .
الشيخ : نعم .
السائل : شيخنا ، في نفس الموضوع هذا ، كان النظام في بلاد الكفر أن الأولاد تابعة للمرأة ، فالمرأة إذا ارتدت أو تخلت عن زوجها ما يستطيع أن يحصل .
الشيخ : فيبقى الولد هناك .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يقع ، هذا صحيح ، نعم .
الشيخ : أظنك أصبت بآفة القفز ، لماذا لم تبقَ عند سؤالك الأول : هل يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج الكتابية ؟ بعد ذلك إن فتح لك الطريق لتقفز قفزة الغزال وتسأل عن ذلك الفاسق الذي كان يعيش مع الكافرة هذه عيشة الأخدان - أي نعم - بعد ذلك يأتي ذك السؤال ، لكني أظنك سوف لا تحتاج وستستريح من توجيه مثل ذلك السؤال إذا ما عرفت جوابي على السؤال الذي عدلت عنه :
أنا ألفت النظر قبل كل شيء إلى الآية التي مرجع علماء المسلمين الذين يقولون وحقًا يقولون بأنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ، هما لما يقولون هذه الكلمة هم لا يريدون إطلاقها ومطلقها ، وإنما يعنون المعنى الإجمالي لقوله تعالى : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، وعلى حسب ما نسمع ونعلم ، وأنتم في تلك البلاد الآن تعيشون ، ربما تكونون أعلم مما نسمع ، يصعب جدًا جدًا أن تبقى هناك فتاة كافرة خاصة إذا كانت بولندية أو هولندية ، أن تبقى محصنة أي : عفيفة ، فإن كان فهذا نادر جدًا جدًا ، والنادر في مثل هذه الحوادث لا قيمة له ، بمعنى : شاب مسلم يريد أن يتزوج من كتابية هولندية ، هل يغلب على ظنه أنها لم تعاشر رجال من قبل ، أم يغلب على ظنه المعاشرة هذه؟ أجيبوني أنتم بعلمٍ .
السائل : هو الأخ عنده فكرة أوسع .
السائل : يغلب على الظن أنها عاشرة من قبل يعني ، حالات قليلة جدًا يكون فيها عفيفة كما ذكرتم .
الشيخ : بارك الله فيك ، فإذًا لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج من كتابية ، لأن السماح بالزواج مقيد بأن تكون محصنة ، وهذا نادر ، والنادر لا حكم له كما قلنا آنفًا ، هذا من جهة .
فإذا وقعت الواقعة وتزوج المسلم كما يقع اليوم كثير وكثير جدًا ، لأنهم أخذوا المسألة مطلقة من كل قيد ، يعني : يجوز للمسلم أن يتزوج بكتابية ، لكن أكثر الناس لا يعلمون هذا القيد المصرح به في القرآن الكريم ، المسلم لا يجوز له أن يتزوج بمسلمة زانية ، فكيف يتزوج بكتابية زانية ؟!
السائل : الله أكبر .
الشيخ : لما كنت في سن نحو الثلاثين أو الخامسة والثلاثين ، تعرفت على ضابط من الضباط الأتراك القدامى الذين أتيح لهم بسبب الفتوحات الإسلامية التي أوصلتهم إلى بلاد النمسا ، فحدثني أنهم لما وصلوا إلى تلك البلاد فتحوها ، واستوطنوها مدة من الزمن ، ثم غُلبوا على أمرهم ورجعوا للقهقرة ، الشاهد : عرفوا أن من عادة تلك البلاد أن القابلة ، " الداية " ، حينما تأخذ الجنين من الوالدة ، فتنظر : إن كانت ابنتًا فضت بكارتها بإصبعها سلفًا .
جميع الحاضرين : الله أكبر .
الشيخ : لماذا ؟ لكي لا يثير مشكلة حينما تبلغ سن الزواج ويتزوجها الشاب فيجدها مفضوضة البكارة ، ليس لأنها تعاشر الأخدان ، وإنما لأنها فُضت بكارتها من ساعة سقوطها من بطن أمها ، إلى هنا وصل ضلال هؤلاء الناس أنك لا تجد بكرًا هناك ، إما لا تجد بكرًا لأنها خالطت الرجال وعاشرتهن في الحرام ، وإما أن تكون من النادر التي فُضت بكارتها وقد سقطت من بطن أمها ، لهذا لا يجوز للمسلم أن يتزوج الكتابية اليوم ، لأن الكتابية كانت متمسكة بأخلاق متوارثة ، صحيح أنها مشركة بالله كما قال تعالى : (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) ، لكن هناك عندهم شيء من الشرف ، عندهم شيء من الغيرة ، هكذا كانوا في الأزمنة الأولى ، زمن الجاهلية ، زمن العرب ، ولكن الآن أوربا خرجت عن دينها ، ليست فقط في عقيدتها ، بل وفي سلوكها ، في كل منطلقها في حياتها ، ولذلك لو تزوج المسلم صدفةً بامرأة نصرانية أو يهودية وكانت يعني بكرًا ، لا يجوز للمسلم أن يتزوجها ، مع التحقق من هذا الشرط إن كان يمكن التحقق منه ، أنا أظن هذا يمكن التحقق منه ، لكن لا يمكن التحقق منه ، لأنه ربما تكون مفضوضة البكارة ثم يشهد الطبيب بأنها بكرٌ .
السائل : أبو مالك يسلم عليك يا شيخ .
الشيخ : وعليك وعليه السلام .
الشاهد : فلو فرضنا أنه تزوج كتابية بكرًا ، فلا يجوز أيضًا أن يتزوج بها ، لماذا ؟ لأني ألاحظ شيئًا أستنبطه استنباطًا ، ليس كالأمر الأول ، الأمر الأول منصوص في الآية : (( وَالْمُحْصَنَاتُ )) أنا أقول الآن : حتى المحصنة في هذا الزمان لا يجوز للمسلم أن يتزوجها إذا كانت يهودية أو نصرانية ، لماذا ؟ لأن النصارى واليهود كشعب من الشعوب أو أمة من الأمم ، فإن كلاً من اليهود والنصارى لهم عاداتهم ، لهم تقاليدهم ، لهم مدنياتهم ، لهم ثقافتهم التي اغتر بها كثير من الشباب المسلم ، بسبب احتكاكه بهم في عقر دورهم ، فهم - أعني هذا الشباب - إن عادوا إلى بلاد الإسلام ولم يتأثروا بتلك العادات والتقاليد فهذا فضل من الله عليهم ، أما النساء اللاتي هن اليهوديات أو النصرانيات فحينما يأتون بهم إلى هنا ، إلى بلاد الإسلام ، يختلف وضعهم اليوم عن زمن نزول الآية الكريمة : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، كيف ذلك؟ تعلمون من بحثنا السابق حول عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر والنهي عن مواطنة المشركين ومساكنتهم ، والحكمة من ذلك ، فعلى العكس من ذلك تمامًا : أمر الشارع الحكيم من أسلم من المسلمين أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، لماذا؟ لأنه سيتأقلم بالعادات الإسلامية وينطبع بها ، فيخرج ليس فقط في فكره حيث يشهد " أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله " بل وفي سلوكه أيضًا وأخلاقه وآدابه سينطبع بطابع المجتمع الإسلامي ، قد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه الحقيقة في قوله العجيب : ( إن ربك ليعجب من أقوامٍ يُجرون إلى الجنة في السلاسل ) يشير - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث إلى الأسرى الكفار الذين يقعون أسرى لدى الجيش المسلم ، ثم يوزعون على أفراد الجيش ، هذا يطلع له رجل كبير يستخدمه ، أو شاب كذلك أو امرأة أو فتاة إلى آخره ، فيُأخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين وهناك كل منهم يأخذ نصيبه ، فيعيش الأسير عبدًا رقيقًا ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر ، ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيرًا من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيدًا لدى أسياد المسلمين ، نجد في هؤلاء من أصلح من كبار التابعين ، ومن كبار علماء المسلمين ، منهم : الحسن البصري ، منهم أبو حنيفة مثلاً اللي أبوه كان مجوسيًا ، وهكذا ، ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيدًا أن يصبحوا مسلمين أولاً ، ثم يصيرون أسيادًا ؟ هو أنهم عاشوا الإسلام ، فعجبهم من الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية ، فأسلموا طوعًا وليس كرهًا .
الآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تمامًا ، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمن الأول ، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي ، يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها ، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك ، إذًا ما الذي يحملها على أن تنسجم مع الإسلام؟ ليس هناك إسلام مطبق ، في إسلام في الفكر ، في الدين ، وإسلام مشرد وضائع بين غربائه وأفراده إلى آخره .
إذًا كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخّص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام طريق الزواج بالمسلم ، ولذلك من تمام الحكمة : أن الله عزَّ وجلّ لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهوديًا أو نصرانيًا ، لأن الرجال قوّامون على النساء ، فكما أن المسلم المفروض أن يعيش وزوجته في مجتمع إسلامي ، كذلك الكافر المفروض فيه أن يعيش في مجتمع كافر ، فمن تزوج بمسلمة معناها مع الزمن هذه المسلمة راح تصير كافرة ، وذريتها أيضًا ، وهذا من تمام الحكمة السابقة ستربى من طرفها تربية غربية ، تربية غير إسلامية ، لذلك نجد هذه المشكلة وقعت في بلاد أمريكا بصورة خاصة حينما يتزوج المسلم هناك بأمريكية ويعيش هناك فيصبحون الأولاد مع الزمن ، هذا اسمه جورج وطنيوس وا ، وا إلى آخره ، وأبوه مسلم ، لذلك لا يجوز للمسلم أن يتزوج بالنصرانية لسببين اثنين :
السبب الأول : أن المحصنات مفقودات كما شرحنا .
والسبب الثاني : أنها ستربي أولادها على المنهج الغربي ، ولا يستطيع الرجل أن يضع دأبه ودأب تربية الأولاد على الطريقة الإسلامية ، إذا عرفت هذا ، أظن تأخذ جواب سؤالك؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : طيب ، يا أستاذ علي ، الساعة إحدى عشرة إلا ربع ما شاء الله .
السائل : كمل يا شيخنا ، - يضحك الطلبة - .
الشيخ : نعم .
السائل : شيخنا ، في نفس الموضوع هذا ، كان النظام في بلاد الكفر أن الأولاد تابعة للمرأة ، فالمرأة إذا ارتدت أو تخلت عن زوجها ما يستطيع أن يحصل .
الشيخ : فيبقى الولد هناك .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يقع ، هذا صحيح ، نعم .
هل يجوز للرجل أن يتزوج امرأة زنى بها.؟ وهل يلحق به الولد.؟ وما الحكم إذا تابا توبة نصوحاً .؟
السائل : قضايا حدثت ، ولكن نريد أن نعرف حكم الشرع فيها ، وهي : أن واحد مثلاً جنسيته مغربي ، مصري ، زنا بهولندية أو بواحدة من بني جنسه ، يعني ممكن عربية هناك ، بعدما تبيّن حملها يريد أن يتزوج بها ويعقد عليها ، فما هو حكم الإسلام في هذا الولد؟ وهل يلحق به أو لا ؟
الشيخ : لا يلحق به ، هذا ابن زنا ، لا يلحق به ، وأن يتزوجها أيضًا لا يجوز ، لأن الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والعكس بالعكس .
في صورة هناك نادرة والله أعلم هل هذه تكون حقيقة ، أن تكون واجهة : إذا تاب الاثنان توبة نصوحة وأنابا إلى الله عزَّ وجلّ ، وحقيقةً أراد أحدهما أن يتزوج بالآخر ليس لتبرير أثر الزنا السابق وهو الولد - لا - وإنما كما يتزوج الرجل أي امرأة لكي يحصن نفسه ، أما إن كان المقصود هو ستر الفاحشة التي وقعوا فيها ، وتسجيل ولد الزنا باسمهما ، فهذا أشد من الزنا ، واضح الجواب .
الشيخ : لا يلحق به ، هذا ابن زنا ، لا يلحق به ، وأن يتزوجها أيضًا لا يجوز ، لأن الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والعكس بالعكس .
في صورة هناك نادرة والله أعلم هل هذه تكون حقيقة ، أن تكون واجهة : إذا تاب الاثنان توبة نصوحة وأنابا إلى الله عزَّ وجلّ ، وحقيقةً أراد أحدهما أن يتزوج بالآخر ليس لتبرير أثر الزنا السابق وهو الولد - لا - وإنما كما يتزوج الرجل أي امرأة لكي يحصن نفسه ، أما إن كان المقصود هو ستر الفاحشة التي وقعوا فيها ، وتسجيل ولد الزنا باسمهما ، فهذا أشد من الزنا ، واضح الجواب .
2 - هل يجوز للرجل أن يتزوج امرأة زنى بها.؟ وهل يلحق به الولد.؟ وما الحكم إذا تابا توبة نصوحاً .؟ أستمع حفظ
بعض الجماعات التكفيرية تمتنع من شهود صلاة الجمعة والجماعة مع المسلمين ، فما حجتهم في هذا .؟ وما ردكم عليهم .؟ وما التفسير الصحيح للآية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) .
السائل : واضح ، عندنا في إحدى المدن الهولندية جماعة جاءوا بفكرة ، وهذه الفكرة حسب رأينا منبعها من مصر ، وهي التكفير والهجرة .
الشيخ : التكفير والهجرة نعم ، هذه وصلت إلى بلاد الجزائر .
السائل : ففي إحدى المدن الهولندية في جماعة لا يصلون في المساجد ويكفرون غيرهم من الإخوة كذلك السلفيين الذين يقولون بأنهم يصلون خلف هذا الإمام لأنه مبتدع ولأنه كذا ولأنه كذا ، فهم الآن قالوا : إنهم إذا سمعوا فتوى تجيز لهم أن يصلوا في هذه المساجد التي هي نفس الصورة أو نفس المساجد اللي في البلاد الإسلامية ، نفس الأئمة جاءوا إلى هولندا واشتروا مساجد الحمد لله إسلامية ، وجابوا إمام ويعطى له راتب ، فما في فرق بين هذا الإمام اللي مثلاً في المغرب أو في الجزائر أو في مصر وهذا مثلاً في هولندا ، وهم يقولون نحن لا نصلي خلف هذا الإمام ، فذهبت عندهم مرة فقلت لهم يعني ، ناقشتهم شوي ، قالوا لي في الأخير : إن اعتزالنا لهذه المساجد هو تعبير منا على عدم الرضا بهذه البدع وهذه المنكرات الموجودة في هذه المساجد على حد تعبيرهم ، فهل يجوز لهم أن يبقوا على حالتهم تلك أم يصلوا يعني كسائر الناس؟
الشيخ : مشكلة هؤلاء يا أخي أخطر بكثير من الصورة التي ذكرتها ، وهي أنهم لا يصلون في مساجد المسلمين ، وراء امتناعهم من الصلاة في هذه المساجد ليس لأن فيها مثلاً أئمة غير مخلصين في الصلاة وإنما يؤمون الناس مقابل راتب ، وأن في هذه المساجد كثير من البدع والحوادث ، ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أن هؤلاء هم عندهم كفار ، لأنهم أولاً : في البلاد الإسلامية فضلاً عن بلاد هولندا وبولندا وأمثالها ، حتى المسلمين الذين يعيشون في بلاد الإسلام كهذه البلاد وغيرهم ، فضلاً عن المسلمين الذين يعيشون هناك في بلاد الكفر ، المسلمون الذين يستوطنون بلاد الإسلام هؤلاء كفار عندهم ، وهم يسلسلون الكفر من الحاكم إلى المحكوم ، ويطبقون قوله تعالى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) على كل حكام الدول الإسلامية ، لا يفرقون بين أحدٍ منهم ، ثم يسلسلون القضية إلى خادم المسجد ، وليس إلى الإمام ولا المؤذن ، بل ولخادم المسجد ، لماذا ؟ لأن هؤلاء يعينون الحاكم ويرضون بحكمه فيسلسلون الكفر الذي بدءوا بالحاكم إلى أصغر محكوم ، فكل هؤلاء كفار ، ولذلك هم يمتنعون من الصلاة لهذا السبب ، وليس لأنه في بدع أو في أمور أو إخلاص أو ما شابه ذلك .
وهذه شنشة نعرفها من أقدم ، ونحن بلينا هنا ببعض الأفراد من الشباب المسلم الذي كنا نظنه أنه معنا ومنا وفينا ، وفعلاً كنت أتعجب منهم ، لأنهم كانوا يستدلون بكتبي ، وينتفعون بها ، ويصرحون بذلك ، فاجتمعنا مع بعضهم هنا كانوا يمتنعون عن صلاة الجمعة وعن صلاة الجماعة ، لا يصلون إطلاقًا ، والسبب هو الذي ذكرته لك آنفًا ، فخطأهم يبدأ من الآية الكريمة حيث فهموها فهمًا خاطئًا ، ويتلو ذلك أخطاء كثيرة وكثيرة جدًا ، منها : أنهم يخطئون الرواية التي تقول : بأن ابن عباس لما فسّر الآية المذكورة ، قال : " كفر دون كفر " قالوا : هذه رواية غير صحيحة ، وهم جهلة ، لا يعرفون علم الحديث ولا علم الجرح والتعديل ، وإنما دينهم هواهم كالخوارج الأولين تمامًا ، فما أعجبهم فهو دينهم ، وما لم يعجبهم فهم يرفضونه ، وينبذونها نبذ النواة .
فهؤلاء في الواقع قد نجد فيهم جماعة مخلصين ولكنهم ضالون ، لأنهم يمشون على غير علم ، فهم بحاجة إلى علماء يقفون لهم بالمرصاد ، ولهذا فمجادلتهم يجب أن تبدأ من تكفيرهم للمسلمين ، وهم كما قلت لك أهل أهواء يأخذون من كل نص ما يشتهون ، ربنا يقول : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) يأخذونها بظاهرها .
أولاً : لا ينظرون لمن سيقت الآية ؟ و هم اليهود ، حيث كان اليهود قسمان :
قسم له السلطة عن القسم الآخر ، ويأخذون منهم إتاوة أو ضريبة أو ما شابه ذلك ، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ووجدوا فيه الصدق والحكم بالحق ، ولكنهم جحدوه حسدًا وبغيًا من عند أنفسهم ، وكما قال رب العالمين في القرآن الكريم : (( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ )) ، مع ذلك قالت طائفة الدون منهم : نحن نتحاكم إلى محمد ، أن هذا الذي يأخذوه منا ، الطائفة الكبرى والعليا عندهم ، هل يحق لهم ذلك؟ فإن أجابكم بما يوافقكم فخذوا به وإلا فارفضوه ، فأنزل الله عزَّ وجلّ هذه الآية أنهم يريدون أن يأخذوا من حكم محمد وهم كفار به ، فأولاً : الآيات تعني بمن لا يؤمن بالإسلام ، ولا تعني بمن يؤمن بالإسلام ولكنه يقصر في تطبيق جانب من جوانب الإسلام ، هذا أولاً .
ثانيًا : هم لا يعلمون حقيقة شرعية ولغوية أن الكفر درجات ، فمثلاً : قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ ) إذًا قتال المسلم كفر ، هل هو الكفر الذي عناه رب العالمين في الآية السابقة (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؟ الجواب : لا ، كذلك قوله - عليه السلام - في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البجلي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال لجرير : ( استنصت لي الناس ) أسكتهم حتى يسمعوا ما أقول ، فخطب فيهم - عليه الصلاة والسلام - وقال لهم : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) كفارًا بمعنى خارجين عن الملة؟ لا ، تفعلون فعل الكفار يضرب بعضكم رقاب بعض ، من هنا قال ترجمان القرآن ابن عباس في تفسير الآية الأولى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ، قال : " ليس كما يظنون ، إنما هو كفر دون كفر " ، وهذا الحديث صحيح بإسناد لا يمكن لأحد أن يشك فيه ، لكن أولئك لما وجدوه يصدم اتجاههم الخارج عن الإسلام ، قالوا : هذا لا يصح .
وعلى ذلك : قوله تعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) حكم على الطائفة الباغية بما حكم على الطائفة المبغي عليها ، طائفتان مؤمنتان ، معنى الحديث ماذا قال : ( وقتاله كفرٌ ) إذًا صدق ابن عباس حينما قال : " كفر دون كفر " .
هؤلاء جهلة ويكفيك أن تعلم أنه أغرار ، يعني : شباب ، ما في رجل بلغ من السن الستين والسبعين وهو يدرس العلم ، وليس المقصود بلغ من السن كبير وهو جاهل - لا - ما بلغ سنًا في دراسة العلم ، حتى يعرف الناسخ والمنسوخ ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، ثم يعرف آثار الصحابة ما يصح منها وما لا يصح .
ختامًا أقول : هؤلاء الناس خرجوا عن نصوص من الآيات الكريمة منها ، وبهذا النص أختم هذه الجلسة إن شاء الله ، فإن الساعة الآن الحادية عشرة ، قال تعالى : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، هؤلاء اتبعوهم غير سبيل المؤمنين ، لأنهم لم يكن معضٌ واحد ، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين ، لأنه مضى على المسلمين أربعة عشر قرنًا ، وجاءت فيهم الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة ، ومع ذلك المسلمون حتى الأوائل علي ابن أبي طالب وغيره قال عن الخوارج : " أكفارٌ هم ؟ " قال : " لا ، هم للكفر فروا " أكيد هؤلاء يتجرءون على تكفير كل المسلمين إلا هؤلاء الشرذمة القليلة والتي لم تؤتَ شيئًا من العلم يخولهم أن يصدروا أحكام رهيبة جدًا وهم بالكتاب والسنة جاهلون .
أرجوكم الآن ... .
السائل : لا ، ما في أسئلة ، لكن في قضايا أخرى ما زالت عندنا .
الشيخ : معلش ، تتصل معي في الهاتف إن شاء الله .
السائل : جزئية صغيرة بس يا شيخ بس .
الشيخ : الله يهديك ، تضمن أن يكون الأخير ؟
السائل : إن شاء الله أضمن .
السائل : أنا عندي بعد الأخير - يضحك الطلبة - .
الشيخ : لا لا ، السلام عليكم .
الشيخ : إذا كان أحد له سؤال ، نغتنمها فرصة ، تفضل .
الشيخ : التكفير والهجرة نعم ، هذه وصلت إلى بلاد الجزائر .
السائل : ففي إحدى المدن الهولندية في جماعة لا يصلون في المساجد ويكفرون غيرهم من الإخوة كذلك السلفيين الذين يقولون بأنهم يصلون خلف هذا الإمام لأنه مبتدع ولأنه كذا ولأنه كذا ، فهم الآن قالوا : إنهم إذا سمعوا فتوى تجيز لهم أن يصلوا في هذه المساجد التي هي نفس الصورة أو نفس المساجد اللي في البلاد الإسلامية ، نفس الأئمة جاءوا إلى هولندا واشتروا مساجد الحمد لله إسلامية ، وجابوا إمام ويعطى له راتب ، فما في فرق بين هذا الإمام اللي مثلاً في المغرب أو في الجزائر أو في مصر وهذا مثلاً في هولندا ، وهم يقولون نحن لا نصلي خلف هذا الإمام ، فذهبت عندهم مرة فقلت لهم يعني ، ناقشتهم شوي ، قالوا لي في الأخير : إن اعتزالنا لهذه المساجد هو تعبير منا على عدم الرضا بهذه البدع وهذه المنكرات الموجودة في هذه المساجد على حد تعبيرهم ، فهل يجوز لهم أن يبقوا على حالتهم تلك أم يصلوا يعني كسائر الناس؟
الشيخ : مشكلة هؤلاء يا أخي أخطر بكثير من الصورة التي ذكرتها ، وهي أنهم لا يصلون في مساجد المسلمين ، وراء امتناعهم من الصلاة في هذه المساجد ليس لأن فيها مثلاً أئمة غير مخلصين في الصلاة وإنما يؤمون الناس مقابل راتب ، وأن في هذه المساجد كثير من البدع والحوادث ، ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أن هؤلاء هم عندهم كفار ، لأنهم أولاً : في البلاد الإسلامية فضلاً عن بلاد هولندا وبولندا وأمثالها ، حتى المسلمين الذين يعيشون في بلاد الإسلام كهذه البلاد وغيرهم ، فضلاً عن المسلمين الذين يعيشون هناك في بلاد الكفر ، المسلمون الذين يستوطنون بلاد الإسلام هؤلاء كفار عندهم ، وهم يسلسلون الكفر من الحاكم إلى المحكوم ، ويطبقون قوله تعالى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) على كل حكام الدول الإسلامية ، لا يفرقون بين أحدٍ منهم ، ثم يسلسلون القضية إلى خادم المسجد ، وليس إلى الإمام ولا المؤذن ، بل ولخادم المسجد ، لماذا ؟ لأن هؤلاء يعينون الحاكم ويرضون بحكمه فيسلسلون الكفر الذي بدءوا بالحاكم إلى أصغر محكوم ، فكل هؤلاء كفار ، ولذلك هم يمتنعون من الصلاة لهذا السبب ، وليس لأنه في بدع أو في أمور أو إخلاص أو ما شابه ذلك .
وهذه شنشة نعرفها من أقدم ، ونحن بلينا هنا ببعض الأفراد من الشباب المسلم الذي كنا نظنه أنه معنا ومنا وفينا ، وفعلاً كنت أتعجب منهم ، لأنهم كانوا يستدلون بكتبي ، وينتفعون بها ، ويصرحون بذلك ، فاجتمعنا مع بعضهم هنا كانوا يمتنعون عن صلاة الجمعة وعن صلاة الجماعة ، لا يصلون إطلاقًا ، والسبب هو الذي ذكرته لك آنفًا ، فخطأهم يبدأ من الآية الكريمة حيث فهموها فهمًا خاطئًا ، ويتلو ذلك أخطاء كثيرة وكثيرة جدًا ، منها : أنهم يخطئون الرواية التي تقول : بأن ابن عباس لما فسّر الآية المذكورة ، قال : " كفر دون كفر " قالوا : هذه رواية غير صحيحة ، وهم جهلة ، لا يعرفون علم الحديث ولا علم الجرح والتعديل ، وإنما دينهم هواهم كالخوارج الأولين تمامًا ، فما أعجبهم فهو دينهم ، وما لم يعجبهم فهم يرفضونه ، وينبذونها نبذ النواة .
فهؤلاء في الواقع قد نجد فيهم جماعة مخلصين ولكنهم ضالون ، لأنهم يمشون على غير علم ، فهم بحاجة إلى علماء يقفون لهم بالمرصاد ، ولهذا فمجادلتهم يجب أن تبدأ من تكفيرهم للمسلمين ، وهم كما قلت لك أهل أهواء يأخذون من كل نص ما يشتهون ، ربنا يقول : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) يأخذونها بظاهرها .
أولاً : لا ينظرون لمن سيقت الآية ؟ و هم اليهود ، حيث كان اليهود قسمان :
قسم له السلطة عن القسم الآخر ، ويأخذون منهم إتاوة أو ضريبة أو ما شابه ذلك ، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ووجدوا فيه الصدق والحكم بالحق ، ولكنهم جحدوه حسدًا وبغيًا من عند أنفسهم ، وكما قال رب العالمين في القرآن الكريم : (( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ )) ، مع ذلك قالت طائفة الدون منهم : نحن نتحاكم إلى محمد ، أن هذا الذي يأخذوه منا ، الطائفة الكبرى والعليا عندهم ، هل يحق لهم ذلك؟ فإن أجابكم بما يوافقكم فخذوا به وإلا فارفضوه ، فأنزل الله عزَّ وجلّ هذه الآية أنهم يريدون أن يأخذوا من حكم محمد وهم كفار به ، فأولاً : الآيات تعني بمن لا يؤمن بالإسلام ، ولا تعني بمن يؤمن بالإسلام ولكنه يقصر في تطبيق جانب من جوانب الإسلام ، هذا أولاً .
ثانيًا : هم لا يعلمون حقيقة شرعية ولغوية أن الكفر درجات ، فمثلاً : قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ ) إذًا قتال المسلم كفر ، هل هو الكفر الذي عناه رب العالمين في الآية السابقة (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ؟ الجواب : لا ، كذلك قوله - عليه السلام - في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البجلي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال لجرير : ( استنصت لي الناس ) أسكتهم حتى يسمعوا ما أقول ، فخطب فيهم - عليه الصلاة والسلام - وقال لهم : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) كفارًا بمعنى خارجين عن الملة؟ لا ، تفعلون فعل الكفار يضرب بعضكم رقاب بعض ، من هنا قال ترجمان القرآن ابن عباس في تفسير الآية الأولى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ، قال : " ليس كما يظنون ، إنما هو كفر دون كفر " ، وهذا الحديث صحيح بإسناد لا يمكن لأحد أن يشك فيه ، لكن أولئك لما وجدوه يصدم اتجاههم الخارج عن الإسلام ، قالوا : هذا لا يصح .
وعلى ذلك : قوله تعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )) حكم على الطائفة الباغية بما حكم على الطائفة المبغي عليها ، طائفتان مؤمنتان ، معنى الحديث ماذا قال : ( وقتاله كفرٌ ) إذًا صدق ابن عباس حينما قال : " كفر دون كفر " .
هؤلاء جهلة ويكفيك أن تعلم أنه أغرار ، يعني : شباب ، ما في رجل بلغ من السن الستين والسبعين وهو يدرس العلم ، وليس المقصود بلغ من السن كبير وهو جاهل - لا - ما بلغ سنًا في دراسة العلم ، حتى يعرف الناسخ والمنسوخ ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، ثم يعرف آثار الصحابة ما يصح منها وما لا يصح .
ختامًا أقول : هؤلاء الناس خرجوا عن نصوص من الآيات الكريمة منها ، وبهذا النص أختم هذه الجلسة إن شاء الله ، فإن الساعة الآن الحادية عشرة ، قال تعالى : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، هؤلاء اتبعوهم غير سبيل المؤمنين ، لأنهم لم يكن معضٌ واحد ، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين ، لأنه مضى على المسلمين أربعة عشر قرنًا ، وجاءت فيهم الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة ، ومع ذلك المسلمون حتى الأوائل علي ابن أبي طالب وغيره قال عن الخوارج : " أكفارٌ هم ؟ " قال : " لا ، هم للكفر فروا " أكيد هؤلاء يتجرءون على تكفير كل المسلمين إلا هؤلاء الشرذمة القليلة والتي لم تؤتَ شيئًا من العلم يخولهم أن يصدروا أحكام رهيبة جدًا وهم بالكتاب والسنة جاهلون .
أرجوكم الآن ... .
السائل : لا ، ما في أسئلة ، لكن في قضايا أخرى ما زالت عندنا .
الشيخ : معلش ، تتصل معي في الهاتف إن شاء الله .
السائل : جزئية صغيرة بس يا شيخ بس .
الشيخ : الله يهديك ، تضمن أن يكون الأخير ؟
السائل : إن شاء الله أضمن .
السائل : أنا عندي بعد الأخير - يضحك الطلبة - .
الشيخ : لا لا ، السلام عليكم .
الشيخ : إذا كان أحد له سؤال ، نغتنمها فرصة ، تفضل .
3 - بعض الجماعات التكفيرية تمتنع من شهود صلاة الجمعة والجماعة مع المسلمين ، فما حجتهم في هذا .؟ وما ردكم عليهم .؟ وما التفسير الصحيح للآية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) . أستمع حفظ
هل يجوز إستيطان بلاد الكفر لأجل الدعوة إلى الله، وحال المسلمين في هولندا؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
في نقطة بالنسبة لحكم الإقامة بالنسبة للمسلمين في بلاد الغرب ، نقول لك : بأن عدد المسلمين في هولندا بالنسبة لجنسيات مصريين ومغاربة وأتراك وسورينام وأندونيسيين ، قرابة المليون نسمة ، ووجود الإخوة بعض الدعاة هناك للحفاظ على هؤلاء وصيانتهم مما يخفف له الأذى ، فعامة الناس جاءوا عبارة عن عمال في المصانع ، وبعض طلاب العلم ، والتحق بعض الإخوة الدعاة هناك بعدما عرفوا الخطر الذي يحدق بإخوانهم هناك من العمال ، فشرعوا في تقويم المناهج التي تقدم للأطفال في المدارس وإعطاء دروس وخطب الجمعة في بعض المراكز الإسلامية ، فهل هذا كذلك نراه من المصوغات التي تصوغ لإخواننا البقاء هناك ؟ مع العلم أن بعضهم قد هاجر ، ما أقول قد هاجر ، قد ذهب إلى هذه البلاد من أجل العمل في بداية الستينات ، ومجموع المسلمين في أوربا قد يتراوح من خمسة عشر إلى ستة عشر مليونًا ، فهل من مخرج في هذه القضية ؟
الشيخ : أظن أن الجواب في مثل هذا السؤال سبق ذكره أمس ، حينما قلت بعد أن بينت : أن الأصل عدم جواز إقامة المسلمين في بلاد الكفر ، للأسباب والأحاديث التي ذكرتها أمس ، ولعلك على ذكرٍ من ذلك ، فذكرت استثناء : وهو إذا كان هناك طائفة من أهل العلم والمعرفة بأحكام الشريعة ويقومون بتوجيه هؤلاء المسلمين والمحافظة على عقائدهم وعلى أحكام شريعتهم وأخلاقهم ، فيجوز وإلا فلا ، هذا كان بالأمس ، فهذا هو الجواب على هذا السؤال بالذات .
في نقطة بالنسبة لحكم الإقامة بالنسبة للمسلمين في بلاد الغرب ، نقول لك : بأن عدد المسلمين في هولندا بالنسبة لجنسيات مصريين ومغاربة وأتراك وسورينام وأندونيسيين ، قرابة المليون نسمة ، ووجود الإخوة بعض الدعاة هناك للحفاظ على هؤلاء وصيانتهم مما يخفف له الأذى ، فعامة الناس جاءوا عبارة عن عمال في المصانع ، وبعض طلاب العلم ، والتحق بعض الإخوة الدعاة هناك بعدما عرفوا الخطر الذي يحدق بإخوانهم هناك من العمال ، فشرعوا في تقويم المناهج التي تقدم للأطفال في المدارس وإعطاء دروس وخطب الجمعة في بعض المراكز الإسلامية ، فهل هذا كذلك نراه من المصوغات التي تصوغ لإخواننا البقاء هناك ؟ مع العلم أن بعضهم قد هاجر ، ما أقول قد هاجر ، قد ذهب إلى هذه البلاد من أجل العمل في بداية الستينات ، ومجموع المسلمين في أوربا قد يتراوح من خمسة عشر إلى ستة عشر مليونًا ، فهل من مخرج في هذه القضية ؟
الشيخ : أظن أن الجواب في مثل هذا السؤال سبق ذكره أمس ، حينما قلت بعد أن بينت : أن الأصل عدم جواز إقامة المسلمين في بلاد الكفر ، للأسباب والأحاديث التي ذكرتها أمس ، ولعلك على ذكرٍ من ذلك ، فذكرت استثناء : وهو إذا كان هناك طائفة من أهل العلم والمعرفة بأحكام الشريعة ويقومون بتوجيه هؤلاء المسلمين والمحافظة على عقائدهم وعلى أحكام شريعتهم وأخلاقهم ، فيجوز وإلا فلا ، هذا كان بالأمس ، فهذا هو الجواب على هذا السؤال بالذات .
ما نصيحتكم للشباب الذين يهجرون المساجد التي يؤمُّها بعض المبتدعة أو حالقي اللحى .؟
السائل : نرجع إلى قضية أخرى سألتك عنها وكان هو آخر سؤال ، واستمعت للشريط وراجعته فبقي جزء من السؤال لم تجب عنه .
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو عندما قلت لك : مجموعة من إخواننا في إحدى المدن يهجرون المساجد وهم ينتظرون فتوى منك إذا قلت لهم بالجواز ، فهم إن شاء الله سيكونوا على أتم استعداد للذهاب إلى المساجد ، هي بحجج كما ذكرت لك : أنها مبتدعة ، وأن بعض الأئمة يحلقون لحاهم ويسبلون ثيابهم إلى غير ذلك .
الشيخ : يعني هذا السؤال ليس له علاقة بجماعة التكفير والهجرة ؟
السائل : كأنهم تخلو عن بعض الأفكار ، لكن لازالت بعض الرواسب ، ومن بينها هجروا المساجد وعدم الصلاة فيها ، وإقامة الجمعة ...
الشيخ : إن كان هؤلاء الذين هجروا المساجد من جماعة الهجرة والتكفير فقد سبق الجواب عنه ، أما إن كانوا من جماعة آخرين ، يعني : لم يتأثروا بأفكار جماعة الهجرة والتكفير ، فمثل هؤلاء منتشرون في العالم الإسلامي بكثرة ، حيث يرون أن الصلاة وراء بعض المخالفين أو المبتدعين أو نحو ذلك لا تصلى ، فهذا فيما نعتقد غلو في الشرع ليس له أصل ، لا أدري إذا كنت ذكرت في تلك الجلسة أو في غيرها بعض النصوص الشرعية التي منها قوله - عليه الصلاة والسلام - في حق الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، فهل تذكر ذكرنا مثل هذا الحديث؟ ما ذكرنا ، إذًا هذا هو الجواب ، أي : لا يجوز لأي مسلمٍ أن يتخلف عن الصلاة في مسجد من المساجد مادام أن هذا المسجد يصلي فيه إمام مسلم ولو كان وجد في شكله أو عقيدته أو في سلوكه أو في أخلاقه شيء من الانحراف عن بعض الأحكام الشرعية ، الإسلام يأمر - كما نعلم جميعًا ودائمًا وأبدًا - بالاجتماع والتوحد والابتعاد عن أسباب التفرق ، حتى وصل الأمر به - عليه الصلاة والسلام - إلى أن يقول مثل هذا الحديث الصريح ، في الدلالة على صحة الصلاة المقتدي وراء الإمام ولو كان هذا الإمام مقصرًا في بعض النواحي .
حيث قال - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، فنحن وإن كان لنا رأي أو أمر أو نصيحة نوجهها إلى أولئك الناس الذين ذكرتهم : فنحن نأمرهم بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال في حق الأئمة ما سمعت آنفًا : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، هذا هو الجواب .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
الشيخ : وإياك إن شاء الله ، أظن أنه انتهى .
إخوة الإيمان والآن مع مجلس آخر :
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو عندما قلت لك : مجموعة من إخواننا في إحدى المدن يهجرون المساجد وهم ينتظرون فتوى منك إذا قلت لهم بالجواز ، فهم إن شاء الله سيكونوا على أتم استعداد للذهاب إلى المساجد ، هي بحجج كما ذكرت لك : أنها مبتدعة ، وأن بعض الأئمة يحلقون لحاهم ويسبلون ثيابهم إلى غير ذلك .
الشيخ : يعني هذا السؤال ليس له علاقة بجماعة التكفير والهجرة ؟
السائل : كأنهم تخلو عن بعض الأفكار ، لكن لازالت بعض الرواسب ، ومن بينها هجروا المساجد وعدم الصلاة فيها ، وإقامة الجمعة ...
الشيخ : إن كان هؤلاء الذين هجروا المساجد من جماعة الهجرة والتكفير فقد سبق الجواب عنه ، أما إن كانوا من جماعة آخرين ، يعني : لم يتأثروا بأفكار جماعة الهجرة والتكفير ، فمثل هؤلاء منتشرون في العالم الإسلامي بكثرة ، حيث يرون أن الصلاة وراء بعض المخالفين أو المبتدعين أو نحو ذلك لا تصلى ، فهذا فيما نعتقد غلو في الشرع ليس له أصل ، لا أدري إذا كنت ذكرت في تلك الجلسة أو في غيرها بعض النصوص الشرعية التي منها قوله - عليه الصلاة والسلام - في حق الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، فهل تذكر ذكرنا مثل هذا الحديث؟ ما ذكرنا ، إذًا هذا هو الجواب ، أي : لا يجوز لأي مسلمٍ أن يتخلف عن الصلاة في مسجد من المساجد مادام أن هذا المسجد يصلي فيه إمام مسلم ولو كان وجد في شكله أو عقيدته أو في سلوكه أو في أخلاقه شيء من الانحراف عن بعض الأحكام الشرعية ، الإسلام يأمر - كما نعلم جميعًا ودائمًا وأبدًا - بالاجتماع والتوحد والابتعاد عن أسباب التفرق ، حتى وصل الأمر به - عليه الصلاة والسلام - إلى أن يقول مثل هذا الحديث الصريح ، في الدلالة على صحة الصلاة المقتدي وراء الإمام ولو كان هذا الإمام مقصرًا في بعض النواحي .
حيث قال - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، فنحن وإن كان لنا رأي أو أمر أو نصيحة نوجهها إلى أولئك الناس الذين ذكرتهم : فنحن نأمرهم بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال في حق الأئمة ما سمعت آنفًا : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) ، هذا هو الجواب .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
الشيخ : وإياك إن شاء الله ، أظن أنه انتهى .
إخوة الإيمان والآن مع مجلس آخر :
ما حكم لبس الحرير الصطناعي ؟
السائل : لبس الحرير الاصطناعي ، ليس الطبيعي ؟
الشيخ : لا شيء فيه .
الشيخ : لا شيء فيه .
ما حكم البيع " بالمزاد العلني " داخل المسجد ؟
السائل : فضيلة الشيخ بعدما فرغنا من صلاة الجمعة اليوم .. - كلمة - .. الإمام نادى بالمزاد العلني ، وجاب قطعة صاروخ ما أدري إيش ، وأقام مزاد علنيًا ، فهل هذا يجوز داخل المسجد؟
الشيخ : لا ، ما يجوز ، الله يهديهم الجماعة يبتدعون كل يوم بدعة ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
الشيخ : لا ، ما يجوز ، الله يهديهم الجماعة يبتدعون كل يوم بدعة ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
ما تفسير الآية (( يد الله فوق أيديهم )) .؟
السائل : ... ((يد الله فوق أيديهم)) أريد يعني تفسير لها .
الشيخ : ما تحتاج هذه إلى تفسير ، هل سمعت كما قال السلف : " أمروها كما جاءت " سمعت هذه الكلمة أو لا؟
السائل : سمعتها .
الشيخ : آه ، بعد أن سمعتها ، فهمتها؟
السائل : لا ما فهمت .
الشيخ : ما فهمت ، يعني : الآية أو الحديث المتعلق بصفات الله - عزَّ وجلّ - يؤخذ منها المعنى الظاهر دون تكييف ودون تعطيل ، دون تكييف تشبيه ، ودون تأويل وهو أخو التعطيل ، وإذا عرفت بأن الله عزَّ وجلّ كما قال عبد الله بن المبارك ، إمام أو أحد أئمة الإمام أحمد إمام السنة : " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ، بائنٌ من خلقه وهو معهم بعلمه " تحفظ هذه العبارة الجوهرية عن الإمام عبد الله بن المبارك ، يقول : " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ، بائنٌ من خلقه وهو معهم بعلمه " فقرات جمعت عقيدة التوحيد فيما يتعلق بعلو الله عزَّ وجلّ على خلقه ، فإذا علمت أن الله عزَّ وجلّ فوق عرشه بذاته ، عرشه أليس فوق مخلوقاته ؟ فإذا كان هو فوق عرشه وله الصفات الحسنى والأسماء العليا ، ألا تكون يده فوق خلقه ؟
السائل : بلى .
الشيخ : إذًا عن ماذا تسأل ؟
السائل : عن المعنى الظاهر ، هو يعني حضرتك قلت ..
الشيخ : هو أنا ماذا قدمت لك؟
السائل : المعنى الظاهر .
الشيخ : المعنى الظاهر ، لكن نحن نريد أن نعرف شيء عن وضع بلادكم ، ما فعل الله بها؟
السائل : طبعًا أكثرها بيد الثوار ، ولكن الثوار اتجاههم صليبي اللي يخوضون المعركة ، وفي العام الماضي ظهرت حركة الجهاد الإريتري ، والآن إن شاء الله يتخطوا خطوات جيدة على درب الجهاد الأفغاني .
الشيخ : إن شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الشيخ : ما تحتاج هذه إلى تفسير ، هل سمعت كما قال السلف : " أمروها كما جاءت " سمعت هذه الكلمة أو لا؟
السائل : سمعتها .
الشيخ : آه ، بعد أن سمعتها ، فهمتها؟
السائل : لا ما فهمت .
الشيخ : ما فهمت ، يعني : الآية أو الحديث المتعلق بصفات الله - عزَّ وجلّ - يؤخذ منها المعنى الظاهر دون تكييف ودون تعطيل ، دون تكييف تشبيه ، ودون تأويل وهو أخو التعطيل ، وإذا عرفت بأن الله عزَّ وجلّ كما قال عبد الله بن المبارك ، إمام أو أحد أئمة الإمام أحمد إمام السنة : " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ، بائنٌ من خلقه وهو معهم بعلمه " تحفظ هذه العبارة الجوهرية عن الإمام عبد الله بن المبارك ، يقول : " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ، بائنٌ من خلقه وهو معهم بعلمه " فقرات جمعت عقيدة التوحيد فيما يتعلق بعلو الله عزَّ وجلّ على خلقه ، فإذا علمت أن الله عزَّ وجلّ فوق عرشه بذاته ، عرشه أليس فوق مخلوقاته ؟ فإذا كان هو فوق عرشه وله الصفات الحسنى والأسماء العليا ، ألا تكون يده فوق خلقه ؟
السائل : بلى .
الشيخ : إذًا عن ماذا تسأل ؟
السائل : عن المعنى الظاهر ، هو يعني حضرتك قلت ..
الشيخ : هو أنا ماذا قدمت لك؟
السائل : المعنى الظاهر .
الشيخ : المعنى الظاهر ، لكن نحن نريد أن نعرف شيء عن وضع بلادكم ، ما فعل الله بها؟
السائل : طبعًا أكثرها بيد الثوار ، ولكن الثوار اتجاههم صليبي اللي يخوضون المعركة ، وفي العام الماضي ظهرت حركة الجهاد الإريتري ، والآن إن شاء الله يتخطوا خطوات جيدة على درب الجهاد الأفغاني .
الشيخ : إن شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هل ( المنتقم ) من أسماء الله .؟
السائل : سؤالي يا شيخ ، أحيانًا نسمع الإمام يقول : " اللهم انتقم لنا " هل ورد من أسماء الله وصفاته أنه " المنتقم " حتى يقول : انتقم لنا من كذا ؟
الشيخ : هو ليس من الضروري أن يكون من أسمائه " المنتقم " حتى يجوز لنا أن نقول : انتقم ، يعني : لو قلنا يا رب اقتل أعدائنا ، ما يحتاج إلى أن نقول : هل من أسماء الله عزَّ وجلَ القتال ؟ لا ، لأن هذا ليس اسمًا اسم علم ، واضح؟
السائل : يعني هل ينتقم يأخذ يعني؟
الشيخ : ما في مانع ، ينتقم ممن ؟ من الظالمين ، ومن الكافرين .
السائل : والله تعالى يقول : (( وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )) .
الشيخ : صفة ، لكن ليس من أسمائه المنتقم .
السائل : ليس من أسمائه .
الشيخ : آه ، ليكون الجماعة أبلغوهم يا أبو العبد .
السائل : أول مرة التليفون يرن ..
الشيخ : الله يعطيك العافية ، نعم .
الشيخ : هو ليس من الضروري أن يكون من أسمائه " المنتقم " حتى يجوز لنا أن نقول : انتقم ، يعني : لو قلنا يا رب اقتل أعدائنا ، ما يحتاج إلى أن نقول : هل من أسماء الله عزَّ وجلَ القتال ؟ لا ، لأن هذا ليس اسمًا اسم علم ، واضح؟
السائل : يعني هل ينتقم يأخذ يعني؟
الشيخ : ما في مانع ، ينتقم ممن ؟ من الظالمين ، ومن الكافرين .
السائل : والله تعالى يقول : (( وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )) .
الشيخ : صفة ، لكن ليس من أسمائه المنتقم .
السائل : ليس من أسمائه .
الشيخ : آه ، ليكون الجماعة أبلغوهم يا أبو العبد .
السائل : أول مرة التليفون يرن ..
الشيخ : الله يعطيك العافية ، نعم .
هل يجوز هذا الدعاء ( اللهم أنتقم لنا بسيف نقمتك ) .؟
السائل : شيخ ، يزيدون في الدعاء " بسيف نقمتك " ..
الشيخ : بإيه؟
السائل : يقولون : " اللهم انتقم لنا بسيف نقمتك " ..
الشيخ : ما سمعت .
السائل : " بسيف نقمتك " .
الشيخ : يا أخي الكلام في اللغة العربية واسع ما لم يخالف شرعًا فما فيه منه مانع ، هذا كلام يسمونه مجازي وليس حقيقيًا ، الله ما عنده سيف ، ولذلك أضاف السيف للنقمة ، هو تعبير عربي مستصاغ عربيةً .
الشيخ : بإيه؟
السائل : يقولون : " اللهم انتقم لنا بسيف نقمتك " ..
الشيخ : ما سمعت .
السائل : " بسيف نقمتك " .
الشيخ : يا أخي الكلام في اللغة العربية واسع ما لم يخالف شرعًا فما فيه منه مانع ، هذا كلام يسمونه مجازي وليس حقيقيًا ، الله ما عنده سيف ، ولذلك أضاف السيف للنقمة ، هو تعبير عربي مستصاغ عربيةً .
ما هي الكتب التي ينصح طالب علم الحديث المبتدئ بقراءتها في علم مصطلح الحديث؟
السائل : شيخ ، ذكرت برنامج طيب في الوقت الضيق بالنسبة لمصطلح علم الحديث يعني ترشدنا فيه لعلم الرجال ، كيف نبدأ بالكتب للمبتدئ لسا يعني ويريد الخوض في هذا العلم .
الشيخ : يا أخي ، وضع البرامج هذه لها رجال متخصصين في وضع برامج أي علم من العلوم ، لكن نحن ننصح المبتدئين في علم الحديث فيما يتعلق بالمصطلح أن يعنوا بدارسة " الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث " للحافظ ابن كثير الدمشقي ، و" الباعث الحثيث " للشيخ أحمد القاضي المصري ، فإذا درس هذا الكتاب واستوعبه وفهمه ، يشغل نفسه بدراسة بعض كتب الرجال ومن أهمها في هذه الخطوة الأولى كتاب " ميزان الاعتدال في نقض الرجال " وإذا استطاع أن يضم إليه تمام هذا الكتاب المسمى بـ " لسان الميزان " يكون شيئًا نافعًا ، وبعد ذلك يتدرج في التوسع في علم المصطلح ثم التوسع في علم الرجال فيما يتعلق بعلم المصطلح يعود إلى أصل هذا الكتاب الذي هو " اختصار علوم الحديث " أصله هو : " علوم الحديث " لابن الصلاح ، ويهتم بشرحه الذي هو تأليف ا لحافظ العراقي ، المُسمى بـ " التقييد والإيضاح " ، ثم إذا استطاع أن يعلو درجة ثالثة يعود إلى أصل كتاب " علوم الحديث " الذي هو " علوم الحديث " الحاكم صاحب المستدرك ، و" الكفاية في علوم الرواية " للخطيب البغدادي ، وهكذا يمشي ويمضي مرتقيًا من كتاب إلى كتاب ، فإذا فهم هذه الكتب وهي واضحة العبارة : رجع فيما بعد إلى بعض الكتب المكثفة التي فيها علم غزير وكلام قليل ، مثلاً : " النخبة " لابن حجر العسقلاني ، والأحسن أن يرجع إلى شرحها ، شرح " النخبة " لأن متن " النخبة " جدًا مكثف ومختصر ، ويحتاج إلى عالم مبرز وقوي في علم المصطلح ، أما الشرح فهو أيسر إن شاء الله .
السائل : " نخبة الفكر " بعد اللي حضرتك تفضلت ..
الشيخ : إي نعم .
السائل : نعم ، بالنسبة لكتب العلل .
الشيخ : يا أخي ، وضع البرامج هذه لها رجال متخصصين في وضع برامج أي علم من العلوم ، لكن نحن ننصح المبتدئين في علم الحديث فيما يتعلق بالمصطلح أن يعنوا بدارسة " الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث " للحافظ ابن كثير الدمشقي ، و" الباعث الحثيث " للشيخ أحمد القاضي المصري ، فإذا درس هذا الكتاب واستوعبه وفهمه ، يشغل نفسه بدراسة بعض كتب الرجال ومن أهمها في هذه الخطوة الأولى كتاب " ميزان الاعتدال في نقض الرجال " وإذا استطاع أن يضم إليه تمام هذا الكتاب المسمى بـ " لسان الميزان " يكون شيئًا نافعًا ، وبعد ذلك يتدرج في التوسع في علم المصطلح ثم التوسع في علم الرجال فيما يتعلق بعلم المصطلح يعود إلى أصل هذا الكتاب الذي هو " اختصار علوم الحديث " أصله هو : " علوم الحديث " لابن الصلاح ، ويهتم بشرحه الذي هو تأليف ا لحافظ العراقي ، المُسمى بـ " التقييد والإيضاح " ، ثم إذا استطاع أن يعلو درجة ثالثة يعود إلى أصل كتاب " علوم الحديث " الذي هو " علوم الحديث " الحاكم صاحب المستدرك ، و" الكفاية في علوم الرواية " للخطيب البغدادي ، وهكذا يمشي ويمضي مرتقيًا من كتاب إلى كتاب ، فإذا فهم هذه الكتب وهي واضحة العبارة : رجع فيما بعد إلى بعض الكتب المكثفة التي فيها علم غزير وكلام قليل ، مثلاً : " النخبة " لابن حجر العسقلاني ، والأحسن أن يرجع إلى شرحها ، شرح " النخبة " لأن متن " النخبة " جدًا مكثف ومختصر ، ويحتاج إلى عالم مبرز وقوي في علم المصطلح ، أما الشرح فهو أيسر إن شاء الله .
السائل : " نخبة الفكر " بعد اللي حضرتك تفضلت ..
الشيخ : إي نعم .
السائل : نعم ، بالنسبة لكتب العلل .
ما هي الكتب التي ينصح طالب علم الحديث في علم علل الحديث؟
الشيخ : " علل الرازي " اللي هو مجلد ، هو أوسع كتاب في هذا بعد كتاب " علل الدارقطني " لكن هذا كتاب لم يطبع بكامله ، طُبع منه حتى الآن ستة أجزاء أو سبعة ، وصلني إلى الجزء السابع ، فهؤلاء الكتب كتاب " العلل " لأبي حاتم الرازي ، و" العلل " للدارقطني ، وهو أوسعها وأنفعها ، لكنه ما تم بعد ، والكتب الأخرى هي مختصرة جدًا ، كـ " علل " ابن المديني ، وغيره .
السائل : والترمذي .
الشيخ : نعم .
السائل : البخاري ليس له كتاب في العلل ؟
الشيخ : ما عرفنا ذلك .
السائل : والترمذي .
الشيخ : نعم .
السائل : البخاري ليس له كتاب في العلل ؟
الشيخ : ما عرفنا ذلك .
ما رأيكم في ألفية السيوطي
السائل : " ألفية " السيوطي ما تناسب ؟
الشيخ : الألفية يا أخي ، الألفيات تبع الغال ، هي تفيد من درس المصطلح على نحو النمط الذي ذكرته آنفًا ، بعد هذه الدراسة يستطيع أن يستفيد من ألفية السيوطي وألفية العراقي ، ونحو ذلك ، أما إذا رأسًا يأخذ العلم من الألفيات هذه صعب جدًا .
السائل : بعد ذلك يدخل على التخريج بعد هذا العلم .
الشيخ : الألفية يا أخي ، الألفيات تبع الغال ، هي تفيد من درس المصطلح على نحو النمط الذي ذكرته آنفًا ، بعد هذه الدراسة يستطيع أن يستفيد من ألفية السيوطي وألفية العراقي ، ونحو ذلك ، أما إذا رأسًا يأخذ العلم من الألفيات هذه صعب جدًا .
السائل : بعد ذلك يدخل على التخريج بعد هذا العلم .
إذا تعلم طالب العلم علم مصطلح الحديث وتراجم الرجال هل يدخل في تخريج الأحاديث؟
الشيخ : إي ، إذا جمع بين معرفته بالمصطلح ومعرفته بتراجم الرجال ، هو كذلك كما قلت يدخل إلى علم التخريج .
السائل : كيف بداية دخوله إلى علم التخريج ؟ أحسن كتاب أو كيف ..
الشيخ : ما في أحسن كتاب ، أي كتاب ، لكن يشترط بالنسبة للمبتدئ يكون إسناده قليل الرجال ، أو بتعبير اصطلاحي : أن يكون المؤلف عالي الإسناد ، يعني : كلما كان قريبًا من عهد النبوة والرسالة يكون الرواة والوسطاء بينه وبين الرسول - عليه الصلاة والسلام - أقل ، وكلما كان متأخرًا كلما كان الوسطاء أكثر ، وهذا يفرق كثيرًا وكثيرًا جدًا بالنسبة للمبتدئين ، لأنهم إن أرادوا أن يُخرِجوا أو يُخَرِّجوا كتابًا لبعض المتأخرين فسوف يعجزون عن الوقوف على تراجم كثير من رجال الإسناد ، لأنه كلما تأخر الزمن كلما قلت العناية بترجمة الرواة ، وكلما تقدم كلما يعني اهتم العلماء بمعرفتهم ومعرفة حياتهم وأحوالهم .
السائل : الجملة الأولى يعني ، حكاية يعجزون عن .. محتاجة تفصيل بعض الشيء .
الشيخ : كيف ؟
السائل : كيف بداية دخوله إلى علم التخريج ؟ أحسن كتاب أو كيف ..
الشيخ : ما في أحسن كتاب ، أي كتاب ، لكن يشترط بالنسبة للمبتدئ يكون إسناده قليل الرجال ، أو بتعبير اصطلاحي : أن يكون المؤلف عالي الإسناد ، يعني : كلما كان قريبًا من عهد النبوة والرسالة يكون الرواة والوسطاء بينه وبين الرسول - عليه الصلاة والسلام - أقل ، وكلما كان متأخرًا كلما كان الوسطاء أكثر ، وهذا يفرق كثيرًا وكثيرًا جدًا بالنسبة للمبتدئين ، لأنهم إن أرادوا أن يُخرِجوا أو يُخَرِّجوا كتابًا لبعض المتأخرين فسوف يعجزون عن الوقوف على تراجم كثير من رجال الإسناد ، لأنه كلما تأخر الزمن كلما قلت العناية بترجمة الرواة ، وكلما تقدم كلما يعني اهتم العلماء بمعرفتهم ومعرفة حياتهم وأحوالهم .
السائل : الجملة الأولى يعني ، حكاية يعجزون عن .. محتاجة تفصيل بعض الشيء .
الشيخ : كيف ؟
الكلام على أسانيد المتقدمين وأسانيد المتأخرين حول العلو والنزول؟
السائل : يعني محتاجة تفصيل ، حكاية يعجزون لمعرفة المتأخرين ، إسناد المتأخرين ، بمعرفتهم بالمتقدمين ، المتقدمين بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، كيف يعني ؟
الشيخ : نأخذ مثلاً الإمام أحمد ، ونأخذ مقابله أبو نعيم الأصبهاني ، ومن كان في طبقته كأبي القاسم الآخر الأصبهاني كتاب " الترغيب والترهيب " ، أبو نعيم مثلاً كتابه " الحلية " ، فإذا رجعت إلى مسند أحمد ، ستجد بينه وبين الرسول - عليه السلام - ثلاثة أشخاص ، أربعة أشخاص ، في الغالب تجد لهم كلهم تراجم في كتب التراجم ، أما بالنسبة لما ذكرنا من الأصبهانيين في كثير من الأحيان شيخهم وشيخ شيخهم لا تجد لهم ترجمة ، فتقف في منتصف الطريق ولا تستطيع أن تحكم على الإسناد بصحة أو بضعف ، بل معجم أو معاجم الطبراني ثلاثة : " المعجم الكبير والأوسط والصغير " كثير من شيوخ هذه المعاجم حتى اليوم لا نكاد نجد لهم تراجم في بطون الكتب الموجودة بين أيدينا اليوم ، فكلما علوت بمؤلف الكتاب ، كلما سهلت عليك التراجم ، والعكس بالعكس ، واضح ؟
الشيخ : نأخذ مثلاً الإمام أحمد ، ونأخذ مقابله أبو نعيم الأصبهاني ، ومن كان في طبقته كأبي القاسم الآخر الأصبهاني كتاب " الترغيب والترهيب " ، أبو نعيم مثلاً كتابه " الحلية " ، فإذا رجعت إلى مسند أحمد ، ستجد بينه وبين الرسول - عليه السلام - ثلاثة أشخاص ، أربعة أشخاص ، في الغالب تجد لهم كلهم تراجم في كتب التراجم ، أما بالنسبة لما ذكرنا من الأصبهانيين في كثير من الأحيان شيخهم وشيخ شيخهم لا تجد لهم ترجمة ، فتقف في منتصف الطريق ولا تستطيع أن تحكم على الإسناد بصحة أو بضعف ، بل معجم أو معاجم الطبراني ثلاثة : " المعجم الكبير والأوسط والصغير " كثير من شيوخ هذه المعاجم حتى اليوم لا نكاد نجد لهم تراجم في بطون الكتب الموجودة بين أيدينا اليوم ، فكلما علوت بمؤلف الكتاب ، كلما سهلت عليك التراجم ، والعكس بالعكس ، واضح ؟
الكلام على كتب تخريج المتأخرين وفائدته
السائل : نعم ، لكن أرجع لنفس كتب التخاريج أيضًا ، مسيري في وقت من الأوقات أرجع لأعرف علم التخريج كله يعني ..
الشيخ : هذا يساعد طبعًا على ..
السائل : يعني ما المستفاد من الخطوة الأولى ، ابتدائي بالكتب التـ ... .
الشيخ : الخطوة الأولى ، هذا اللي يعطيك العلم ، أما الرجوع إلى كتب التخاريج فهي تساعدك أولاً لتعرف هذا الحديث صحيح أو لا ، يعني : مثل المسألة الفقهية ، أنت لست فقيهًا ، تسأل العالم الفقيه يقول لك : حلال ، حرام ، سنة ، فرض .. إلى آخره ، لكن الفقه ليس هو هذا ، الفقه أن تعرف كما قال بعض الأئمة المتقدمين : " لا تقلدني ولا مالكًا وإنما خذ من حيث أخذوا " فعلم التخريج والمصطلح هو كعلم أصول الفقه يمكنك من أن تعرف كون هذا الحديث صحيح أو ليس بصحيح من دراستك لعلم المصطلح وعلم التخريج ، أما الرجوع لكتب التخريج يعطيك الحكم صحيح ، ضعيف ، أو ما شابه ذلك ، وهذا طبعًا للمبتدئ الذي يريد أن يعرف مراتب الأحاديث لابد له من هذه الخطوة ، أما إذا أراد أن يسلك طريق العلم الذي يوصله للحكم على الحديث بصحة أو ضعف من إسناده فهو ما ذكرت لك آنفًا .
الشيخ : هذا يساعد طبعًا على ..
السائل : يعني ما المستفاد من الخطوة الأولى ، ابتدائي بالكتب التـ ... .
الشيخ : الخطوة الأولى ، هذا اللي يعطيك العلم ، أما الرجوع إلى كتب التخاريج فهي تساعدك أولاً لتعرف هذا الحديث صحيح أو لا ، يعني : مثل المسألة الفقهية ، أنت لست فقيهًا ، تسأل العالم الفقيه يقول لك : حلال ، حرام ، سنة ، فرض .. إلى آخره ، لكن الفقه ليس هو هذا ، الفقه أن تعرف كما قال بعض الأئمة المتقدمين : " لا تقلدني ولا مالكًا وإنما خذ من حيث أخذوا " فعلم التخريج والمصطلح هو كعلم أصول الفقه يمكنك من أن تعرف كون هذا الحديث صحيح أو ليس بصحيح من دراستك لعلم المصطلح وعلم التخريج ، أما الرجوع لكتب التخريج يعطيك الحكم صحيح ، ضعيف ، أو ما شابه ذلك ، وهذا طبعًا للمبتدئ الذي يريد أن يعرف مراتب الأحاديث لابد له من هذه الخطوة ، أما إذا أراد أن يسلك طريق العلم الذي يوصله للحكم على الحديث بصحة أو ضعف من إسناده فهو ما ذكرت لك آنفًا .
ما نصيحتكم لرجل كلما أقدم على عمل صالح لم يكمله لشدة اليئس من الدنيا؟
السائل : إذا كان إنسان ملتزم لله عزَّ وجلّ ، وبعد هذه الفترة ملّ من هذه الدنيا ويأس من متطلبات الدنيا ، وكلما أقبل على الخير ملّ ولم يكمله لشدة اليأس الموجود عنده ، فما هو الحل مع التفصيل ؟
الشيخ : ما عندي جواب على هذا ، الحل : أن يرجع إلى الله عزّ وجلّ .
السائل : أقول كتاب " الجواب الكافي " عليه بكتاب " الجواب الكافي " فيه شبيه بهذا السؤال .
الشيخ : كويس ، سمعت عن الجواب ؟ " الجواب الكافي " كتاب لابن القيم .
الشيخ : ما عندي جواب على هذا ، الحل : أن يرجع إلى الله عزّ وجلّ .
السائل : أقول كتاب " الجواب الكافي " عليه بكتاب " الجواب الكافي " فيه شبيه بهذا السؤال .
الشيخ : كويس ، سمعت عن الجواب ؟ " الجواب الكافي " كتاب لابن القيم .
كيف يحسن الإنسان ظنه بالله ؟
السائل : كيف يكون الإنسان يحسن الظن بالله عزَّ وجلّ؟ هل وضحت لنا هذه النقطة؟
الشيخ : يعني : يرجو منه أن لا يؤاخذه بما فعله من المعاصي ، يطمع في عفو الله عزَّ وجلّ ، هذا معنى قوله - عليه السلام - عن الله : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء ) ، نعم .
الشيخ : يعني : يرجو منه أن لا يؤاخذه بما فعله من المعاصي ، يطمع في عفو الله عزَّ وجلّ ، هذا معنى قوله - عليه السلام - عن الله : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء ) ، نعم .
ما علاقة علم الحديث بالفقه وهل يلزم للمحدث أن يكون فقيهاً .؟
السائل : شيخنا ، بالنسبة ربط علم مصطلح الحديث بعلم الفقه ، وهل لابد للمحدث أن يكون فقيه ، أو يمكن للمحدث أن يهتم بهذا العلم فقط؟ علاقة علم الفقه بعلم مصطلح الحديث ؟ وهل يلزم المحدث أن يكون فقيهًا أو يكون محدثًا فقط؟
الشيخ : يلزم الفقيه أن يكون محدثًا ، ولا يلزم المحدث أن يكون فقيهًا ، لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال ، هل كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يدرسون الفقه أم لا ؟
السائل : كانوا يدرسونه .
الشيخ : وما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟
السائل : ما يأخذونه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : إذًا يأخذون الحديث ؟
السائل : نعم .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : يعني الحديث بطبيعة الحال فقه .
الشيخ : هذا هو الذي قلناه ، أما هؤلاء الفقهاء الذين يدرسون أقوال العلماء وفقههم ولا يدرسون حديث نبيهم ، هذا هو منبع الفقه ، فهؤلاء يقال يجب أن يدرسوا علم الحديث ، لا نتصور فقهًا صحيحًا بدون معرفة الحديث حفظًا وتصحيحًا وتضعيفًا ، لكننا لا نتصور محدثًا غير فقيه ، كما لا نتصور صحابيًا مثل أبي هريرة روى أحاديث عن الرسول - عليه السلام - ومع ذلك نقول عنه أنه جاهل ، وأنه غير فقيه! هذا خيال ، لذلك القرآن والسنة هما مصدر الفقه ، كل الفقه ، أما الفقه المعتاد اليوم فهو فقه العلماء ، وليس فقه الكتاب والسنة ، بعضه موجود في الكتاب والسنة وبعضه عبارة عن آراء واجتهادات أصحابها مشهورون ، لكن في الكثير منها خالفوا الحديث لأنهم ما أحاطوا به علما ، أنا الآن القاعدة هذه سواء اليوم أو .. فأنتقل إلى سيارتي ولعلنا نحاول خطوة أخرى لنعرف ما أصاب الجماعة في هذا التأخر ..
الشيخ : يلزم الفقيه أن يكون محدثًا ، ولا يلزم المحدث أن يكون فقيهًا ، لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال ، هل كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يدرسون الفقه أم لا ؟
السائل : كانوا يدرسونه .
الشيخ : وما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟
السائل : ما يأخذونه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الشيخ : إذًا يأخذون الحديث ؟
السائل : نعم .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : يعني الحديث بطبيعة الحال فقه .
الشيخ : هذا هو الذي قلناه ، أما هؤلاء الفقهاء الذين يدرسون أقوال العلماء وفقههم ولا يدرسون حديث نبيهم ، هذا هو منبع الفقه ، فهؤلاء يقال يجب أن يدرسوا علم الحديث ، لا نتصور فقهًا صحيحًا بدون معرفة الحديث حفظًا وتصحيحًا وتضعيفًا ، لكننا لا نتصور محدثًا غير فقيه ، كما لا نتصور صحابيًا مثل أبي هريرة روى أحاديث عن الرسول - عليه السلام - ومع ذلك نقول عنه أنه جاهل ، وأنه غير فقيه! هذا خيال ، لذلك القرآن والسنة هما مصدر الفقه ، كل الفقه ، أما الفقه المعتاد اليوم فهو فقه العلماء ، وليس فقه الكتاب والسنة ، بعضه موجود في الكتاب والسنة وبعضه عبارة عن آراء واجتهادات أصحابها مشهورون ، لكن في الكثير منها خالفوا الحديث لأنهم ما أحاطوا به علما ، أنا الآن القاعدة هذه سواء اليوم أو .. فأنتقل إلى سيارتي ولعلنا نحاول خطوة أخرى لنعرف ما أصاب الجماعة في هذا التأخر ..
اضيفت في - 2004-08-16