سلسلة لقاء الباب المفتوح-060a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى: " وجوه يومئذٍٍ ناعمة " إلى قوله: "وزرابي مبثوثة "من سورة الغاشية .
الشيخ : أما بعد: فهذا هو اللقاء " لقاء الباب المفتوح " الموفي ستين لقاءً من ابتدائه، وهو اللقاء الثاني من شهر محرم عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، وهو اليوم السابع من الشهر، في هذا اللقاء نتكلم على قول الله تبارك وتعالى: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً )) إلى آخره.
قسم الله سبحانه وتعالى الناس يوم القيامة إلى قسمين:
القسم الأول: وجوه عاملة خاشعة ناصبة، وسبق الكلام على ذلك.
القسم الثاني: وجوه ناعمة، أي: ناعمة بما أعطاها الله عز وجل من السرور والثواب الجزيل، لأنها علمت ذلك وهي في قبورها، فإن الإنسان في قبره يُنَعّم، يفتح له بابٌ إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، فهي ناعمة.
(( لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ )) أي: لعملها الذي عملته في الدنيا راضية، لأنها وصلت به إلى هذا النعيم وهذا السرور وهذا الفرح، فهي راضية لسعيها بخلاف الوجوه الأولى فإنها غاضبة والعياذ بالله غير راضية على ما قدمت.
(( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ )) الجنة: هي دار النعيم التي أعدها الله عز وجل لأوليائه يوم القيامة، فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال الله تبارك وتعالى: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))، وقال الله تبارك وتعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) (( وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ )) إلى قوله: (( أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))، وقال الله تعالى: (( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) فهم في جنة عالية، العلو ضد السفول، فهي فوق السماوات السبع.
ومن المعلوم أنه في يوم القيامة تزول السماوات السبع والأرضون، ولا يبقى إلا الجنة والنار، فهي عالية، وأعلاها ووسطها الفردوس الذي فوقه عرش الرب جل وعلا.
(( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً )) أي: لا تسمع في هذه الجنة قولة لاغية، أو نفساً لاغية، بل كل ما فيها جد، كل ما فيها سلام، كل ما فيها تسبيح، تحميد، تهليل، تكبير، يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس أي: أنه لا يشق عليهم ولا يتأثرون به فهم دائماً في ذكر لله عز وجل وتسبيح وأنسٍ وسرور، يأتي بعضهم إلى بعض يزور بعضهم بعضاً، في حبور لا نظير له، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
(( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ )) وهذه العين بين الله عز وجل أنها أنهار (( فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً )) جارية أي: تجري حيث أراد أهلها، لا تحتاج إلى حفر ساقية ولا إلى إقامة أخدود كما قال ابن القيم رحمه الله: " أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان ".
(( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) انظر للتقابل: (( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ )) عالية، يجلسون عليها، يتفكهون (( هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ))
(( وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ )) الأكواب جمع كوب وهو الكأس ونحوه ((مَوْضُوعَة )) يعني: ليست مرفوعة عنهم، بل هي موضوعة لهم متى شاءوا شربوا فيها من هذه الأنهار الأربعة التي سبق ذكرها.
قال تعالى: (( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) النمارق: جمع نمرقة، وهي الوسادة أو ما يُتكأ عليه، مصفوفة على أحسن وجه، تلتذ العين بها قبل أن يلتذذ البدن بالاتكاء إليها.
(( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) الزرابي: أعلى أنواع الفرش (( مَبْثُوثَةٌ )) منشورة في كل مكان، ولا تظنوا أن هذه النمارق، وهذه الأكواب، وهذه السرر، وهذه الزرابي لا تظنوا أنها تشبه ما في الدنيا، لأنها لو كانت تشبه ما في الدنيا لكنا نعلم نعيم الآخرة، ونعلم حقيقته، لكنها لا تشبهه، لقول الله تعالى: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) إنما الأسماء واحدة والحقائق مختلفة، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: " ليس في الآخرة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط " فنحن لا نعلم حقيقة هذه النعم المذكورة في الجنة، وإن كنا نشاهد ما يوافقها في الاسم في الدنيا، لكن هناك فرق بين هذا وهذا.
ثم قال تعالى: (( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )) ويكون إن شاء الله الكلام عليه في لقاء مقبل، والآن إلى الأسئلة ونبدأ من اليمين، والقاعدة عندنا أننا لا نستمع إلا إلى سؤال واحد ولا تعليق عليه أيضاً، حتى يكون العدل بين الإخوة الحاضرين وكل واحد يناله ما يشاء الله من السؤال، نعم .
قسم الله سبحانه وتعالى الناس يوم القيامة إلى قسمين:
القسم الأول: وجوه عاملة خاشعة ناصبة، وسبق الكلام على ذلك.
القسم الثاني: وجوه ناعمة، أي: ناعمة بما أعطاها الله عز وجل من السرور والثواب الجزيل، لأنها علمت ذلك وهي في قبورها، فإن الإنسان في قبره يُنَعّم، يفتح له بابٌ إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، فهي ناعمة.
(( لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ )) أي: لعملها الذي عملته في الدنيا راضية، لأنها وصلت به إلى هذا النعيم وهذا السرور وهذا الفرح، فهي راضية لسعيها بخلاف الوجوه الأولى فإنها غاضبة والعياذ بالله غير راضية على ما قدمت.
(( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ )) الجنة: هي دار النعيم التي أعدها الله عز وجل لأوليائه يوم القيامة، فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال الله تبارك وتعالى: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))، وقال الله تبارك وتعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) (( وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ )) إلى قوله: (( أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))، وقال الله تعالى: (( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) فهم في جنة عالية، العلو ضد السفول، فهي فوق السماوات السبع.
ومن المعلوم أنه في يوم القيامة تزول السماوات السبع والأرضون، ولا يبقى إلا الجنة والنار، فهي عالية، وأعلاها ووسطها الفردوس الذي فوقه عرش الرب جل وعلا.
(( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً )) أي: لا تسمع في هذه الجنة قولة لاغية، أو نفساً لاغية، بل كل ما فيها جد، كل ما فيها سلام، كل ما فيها تسبيح، تحميد، تهليل، تكبير، يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس أي: أنه لا يشق عليهم ولا يتأثرون به فهم دائماً في ذكر لله عز وجل وتسبيح وأنسٍ وسرور، يأتي بعضهم إلى بعض يزور بعضهم بعضاً، في حبور لا نظير له، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
(( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ )) وهذه العين بين الله عز وجل أنها أنهار (( فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً )) جارية أي: تجري حيث أراد أهلها، لا تحتاج إلى حفر ساقية ولا إلى إقامة أخدود كما قال ابن القيم رحمه الله: " أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان ".
(( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) انظر للتقابل: (( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ )) عالية، يجلسون عليها، يتفكهون (( هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ))
(( وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ )) الأكواب جمع كوب وهو الكأس ونحوه ((مَوْضُوعَة )) يعني: ليست مرفوعة عنهم، بل هي موضوعة لهم متى شاءوا شربوا فيها من هذه الأنهار الأربعة التي سبق ذكرها.
قال تعالى: (( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) النمارق: جمع نمرقة، وهي الوسادة أو ما يُتكأ عليه، مصفوفة على أحسن وجه، تلتذ العين بها قبل أن يلتذذ البدن بالاتكاء إليها.
(( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )) الزرابي: أعلى أنواع الفرش (( مَبْثُوثَةٌ )) منشورة في كل مكان، ولا تظنوا أن هذه النمارق، وهذه الأكواب، وهذه السرر، وهذه الزرابي لا تظنوا أنها تشبه ما في الدنيا، لأنها لو كانت تشبه ما في الدنيا لكنا نعلم نعيم الآخرة، ونعلم حقيقته، لكنها لا تشبهه، لقول الله تعالى: (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) إنما الأسماء واحدة والحقائق مختلفة، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: " ليس في الآخرة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط " فنحن لا نعلم حقيقة هذه النعم المذكورة في الجنة، وإن كنا نشاهد ما يوافقها في الاسم في الدنيا، لكن هناك فرق بين هذا وهذا.
ثم قال تعالى: (( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )) ويكون إن شاء الله الكلام عليه في لقاء مقبل، والآن إلى الأسئلة ونبدأ من اليمين، والقاعدة عندنا أننا لا نستمع إلا إلى سؤال واحد ولا تعليق عليه أيضاً، حتى يكون العدل بين الإخوة الحاضرين وكل واحد يناله ما يشاء الله من السؤال، نعم .
ما حكم من يستدل بآيات القرآن وبالسنة في مناقشته على سبيل المزاح كقول بعضهم "فلان ناقة الله وسقياها " و" لكم دينكم ولي دين " وقول من ذكر على معصيته "التقوى هاهنا " .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم.
الشيخ : فضيلةَ ، كل ما جت هذه قل فضيلةَ لأن مضاف إليه، مضاف والمنادى إذا أضيف يكون مفتوح نعم.
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك وحفظكم: كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان (( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا )) أو قول بعضهم للبعض: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )) واليوم رأينا نون وما يعلمون، وهكذا، ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بمعصيته: يا أخي ( التقوى هاهنا ) أو قوله: ( الدين يسر ) وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتكم لهم، جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين .
أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم، ربما يقال: إنه خرج من الإسلام، لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتخذ هزواً، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى: (( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من ردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسول الله والرب عز وجل أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً.
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ )) حينما جاء الحسن والحسين يعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر فأخذهما عليه الصلاة والسلام وقال: (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة )) فهذا لا بأس به فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرده الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم.
الشيخ : فضيلةَ ، كل ما جت هذه قل فضيلةَ لأن مضاف إليه، مضاف والمنادى إذا أضيف يكون مفتوح نعم.
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك وحفظكم: كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان (( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا )) أو قول بعضهم للبعض: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )) واليوم رأينا نون وما يعلمون، وهكذا، ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بمعصيته: يا أخي ( التقوى هاهنا ) أو قوله: ( الدين يسر ) وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتكم لهم، جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين .
أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم، ربما يقال: إنه خرج من الإسلام، لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتخذ هزواً، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى: (( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من ردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسول الله والرب عز وجل أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً.
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ )) حينما جاء الحسن والحسين يعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر فأخذهما عليه الصلاة والسلام وقال: (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة )) فهذا لا بأس به فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرده الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
2 - ما حكم من يستدل بآيات القرآن وبالسنة في مناقشته على سبيل المزاح كقول بعضهم "فلان ناقة الله وسقياها " و" لكم دينكم ولي دين " وقول من ذكر على معصيته "التقوى هاهنا " .؟ أستمع حفظ
ما وجه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم " البحر هو جهنم " وقوله : " يؤتى يوم القيامة بجهنم " ؟.
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله: ما وجه الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( البحر هو جهنم ) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى يوم القيامة بجهنم ولها سبعون زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) كيف نجمع بين هذا الحديث؟
الشيخ : أما الأول وهو قولك أنه قال: ( إن البحر هو جهنم ) فلا أعلم هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كثيراً من العلماء قالوا في قول الله تعالى: (( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ )) إنها هي جهنم، ومعنى سُجرت: أوقدت وأنها هي النيران، ولا منافاة بين هذا وهذا، لأن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا، أحوال يوم القيامة لا يعرفها أحد أي: لا يعرف حقيقتها وكنهها إلا الله عز وجل، أو من شاهدها يوم القيامة، أما الآن فأحوال الآخرة لا يمكن أن نقيسها بأحوال الدنيا، فيمكن أن تكون هذه البحار يؤتى بها يوم القيامة وهي نار تجر، ولا غرابة في ذلك.
وأقول لكم: إنه لا يمكن أن تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لئلا يشتبه عليكم شيء آخر أعظم من هذا، وهو أن في يوم القيامة تدنى الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، ميل إما ميل المكحلة وهو قصير جداً، وإما ميل هو المسافة الذي هو كيلو ونصف تقريباً، وأياً كان فإننا لو قسنا أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لكانت الشمس إذا قربت من الناس إلى هذا الحد انمحوا من الوجود لشدة حرارتها.
وأيضاً أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يعرقون يوم القيامة على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق، وهم في مكان واحد.
ولو قسنا هذا بأحوال الدنيا لكان ذلك متعذراً، لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، وهذا أمر يجب على الإنسان أن يتفطن له وألا يقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، كما أنه لا يجوز أن يقيس صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين، فمثلاً: إذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، وجاءت الآية الكريمة: (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ )) (( وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )) يقول: كيف يكون هذا؟ كيف يكون نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا بالنسبة إليه ليست بشيء؟ فيقال: يجب عليك السمع والتصديق في الأخبار، والسمع والطاعة في الأحكام، سواءً أدرك ذلك عقلك أم لم يدركه، لأن ما يتعلق بالرب جل وعلا لا يشبه ما يتعلق بالمخلوقين، فنحن نؤمن بأن الله ينزل نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولكن كيف ذلك؟ الله أعلم، وقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فقيل له: يا أبا عبد الله (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء -العرق- خجلاً وحياءً، وتحملاً لهذا السؤال العظيم، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، نعم .
الشيخ : أما الأول وهو قولك أنه قال: ( إن البحر هو جهنم ) فلا أعلم هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كثيراً من العلماء قالوا في قول الله تعالى: (( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ )) إنها هي جهنم، ومعنى سُجرت: أوقدت وأنها هي النيران، ولا منافاة بين هذا وهذا، لأن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا، أحوال يوم القيامة لا يعرفها أحد أي: لا يعرف حقيقتها وكنهها إلا الله عز وجل، أو من شاهدها يوم القيامة، أما الآن فأحوال الآخرة لا يمكن أن نقيسها بأحوال الدنيا، فيمكن أن تكون هذه البحار يؤتى بها يوم القيامة وهي نار تجر، ولا غرابة في ذلك.
وأقول لكم: إنه لا يمكن أن تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لئلا يشتبه عليكم شيء آخر أعظم من هذا، وهو أن في يوم القيامة تدنى الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، ميل إما ميل المكحلة وهو قصير جداً، وإما ميل هو المسافة الذي هو كيلو ونصف تقريباً، وأياً كان فإننا لو قسنا أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لكانت الشمس إذا قربت من الناس إلى هذا الحد انمحوا من الوجود لشدة حرارتها.
وأيضاً أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الناس يعرقون يوم القيامة على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق، وهم في مكان واحد.
ولو قسنا هذا بأحوال الدنيا لكان ذلك متعذراً، لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، وهذا أمر يجب على الإنسان أن يتفطن له وألا يقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، كما أنه لا يجوز أن يقيس صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين، فمثلاً: إذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، وجاءت الآية الكريمة: (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ )) (( وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )) يقول: كيف يكون هذا؟ كيف يكون نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا بالنسبة إليه ليست بشيء؟ فيقال: يجب عليك السمع والتصديق في الأخبار، والسمع والطاعة في الأحكام، سواءً أدرك ذلك عقلك أم لم يدركه، لأن ما يتعلق بالرب جل وعلا لا يشبه ما يتعلق بالمخلوقين، فنحن نؤمن بأن الله ينزل نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولكن كيف ذلك؟ الله أعلم، وقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فقيل له: يا أبا عبد الله (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء -العرق- خجلاً وحياءً، وتحملاً لهذا السؤال العظيم، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، نعم .
3 - ما وجه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم " البحر هو جهنم " وقوله : " يؤتى يوم القيامة بجهنم " ؟. أستمع حفظ
رجل أدرك التشهد يوم الجمعة فهل عليه الإتمام أربعا.؟
السائل : فضيلة الشيخ : ماذا يفعل المأموم يوم الجمعة إذا جاء إلى الصلاة والإمام في التشهد الأخير، هل يقضي أربعاً أم يصلي اثنتين؟
الشيخ : إذا جاء الإنسان والإمام في التشهد الأخير يوم الجمعة فقد فاتته الجمعة، فيدخل مع الإمام ويصلي ظهراً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) فإن مفهوم هذا أن من أدرك أقل من ذلك لم يكن مدركاً للصلاة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى ) لأنه أدركها، وإذا كان السؤال الذي في قلبك الآن أن هذا الرجل أدرك الإمام يوم الجمعة في التشهد الأخير وصلى ركعتين، فقل له: يجب عليه الآن أن يعيدها ظهرًا أربعًا.
الشيخ : إذا جاء الإنسان والإمام في التشهد الأخير يوم الجمعة فقد فاتته الجمعة، فيدخل مع الإمام ويصلي ظهراً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) فإن مفهوم هذا أن من أدرك أقل من ذلك لم يكن مدركاً للصلاة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى ) لأنه أدركها، وإذا كان السؤال الذي في قلبك الآن أن هذا الرجل أدرك الإمام يوم الجمعة في التشهد الأخير وصلى ركعتين، فقل له: يجب عليه الآن أن يعيدها ظهرًا أربعًا.
هل يشرع تكرار الإنكار على كل من يدخل المسجد والإمام يخطب الجمعة ولم يصل ركعتين.؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله: إذا كان الخطيب يخطب الناس في صلاة الجمعة فدخل رجل فجلس دون أن يصلي ركعتين فأنكر عليه، هل يُشرع في حقه تكرار الإنكار على الأشخاص الآخرين الذين يدخلون بعده ولم يعلموا؟ أرجو توضيح هذه المسألة وجزاكم الله خيراً.
الشيخ : إذا دخل الإنسان والإمام يخطب يوم الجمعة ثم جلس فالخطيب لا ينكر عليه مباشرة، بل يقول كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول له: ( أصليت؟ ) فإن قال: لا، قال: ( قم فصل ركعتين وخففهما ) وإن قال: صليت انتهى الأمر، وكذلك لو دخل ثانٍ وثالث فإنه يقول لهم هذا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال قولاً أو فعل فعلاً في حادثة فهو قول وفعل لجميع لجميع الحوادث.
الشيخ : إذا دخل الإنسان والإمام يخطب يوم الجمعة ثم جلس فالخطيب لا ينكر عليه مباشرة، بل يقول كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول له: ( أصليت؟ ) فإن قال: لا، قال: ( قم فصل ركعتين وخففهما ) وإن قال: صليت انتهى الأمر، وكذلك لو دخل ثانٍ وثالث فإنه يقول لهم هذا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال قولاً أو فعل فعلاً في حادثة فهو قول وفعل لجميع لجميع الحوادث.
ما حكم إخراج الأشرطة التي تحتوي على ردود بين طلبة العلم.؟
السائل : السلام عليكم .
فضيلة الشيخ : ما رأيكم في الأشرطة التي تتكلم أو يكون فيها ردود بين طلاب العلم؟
الشيخ : أرى أن الأشرطة التي يكون فيها أخذ ورد وإذا تأملته وجدته ليس إلا جدلاً أرى ألا تُخرج، لأن هذه توجب تذبذب المستمعين، وانقسامهم إلى أقسام، أما إذا كان رداً لا بد منه بحيث يكون شخصٌ أعلن في شريط شيئاً باطلاً لابد من بيانه فهذا لابد من نشره، أي: لابد من نشر الرد، والإنسان يعلم ذلك بالقرائن، أي يعلم أن ما نشر مجرد جدال بين الناس أو أنه بيانٌ للحق، فما كان بياناً للحق فلا بد أن ينشر، وما كان مجرد جدال فلا أرى أن ينشر، لأن الناس بحاجة ماسة إلى الحصول على ما يؤلف بينهم، لا إلى ما يفرق بينهم، وكما تعلمون بارك الله فيكم أن شباب العقول لا يدركون الأمور على ما ينبغي، فربما يغتر أحدهم بهذا وربما يغتر أحد بهذا فيحصل بذلك الفتنة.
فضيلة الشيخ : ما رأيكم في الأشرطة التي تتكلم أو يكون فيها ردود بين طلاب العلم؟
الشيخ : أرى أن الأشرطة التي يكون فيها أخذ ورد وإذا تأملته وجدته ليس إلا جدلاً أرى ألا تُخرج، لأن هذه توجب تذبذب المستمعين، وانقسامهم إلى أقسام، أما إذا كان رداً لا بد منه بحيث يكون شخصٌ أعلن في شريط شيئاً باطلاً لابد من بيانه فهذا لابد من نشره، أي: لابد من نشر الرد، والإنسان يعلم ذلك بالقرائن، أي يعلم أن ما نشر مجرد جدال بين الناس أو أنه بيانٌ للحق، فما كان بياناً للحق فلا بد أن ينشر، وما كان مجرد جدال فلا أرى أن ينشر، لأن الناس بحاجة ماسة إلى الحصول على ما يؤلف بينهم، لا إلى ما يفرق بينهم، وكما تعلمون بارك الله فيكم أن شباب العقول لا يدركون الأمور على ما ينبغي، فربما يغتر أحدهم بهذا وربما يغتر أحد بهذا فيحصل بذلك الفتنة.
ما حكم استخدام الأطياب التي تحتوي على الكولونيا أو نسبة من الكحول.؟
السائل : فضيلة الشيخ : ما حكم استعمال الأطياب التي تحتوي على الكولونيا؟
الشيخ : على إيش؟
السائل : على الكولونيا أطياب البخاخ.
الشيخ : الأطياب التي يقال إن فيها كولونيا أو إن فيها كحولاً لا بد أن نفصل فيها فنقول: إذا كانت النسبة من الكحول قليلة فإنها لا تضر، وليستعملها الإنسان بدون أن يكون في نفسه قلق، مثل أن تكون النسبة خمسة في المئة ، اثنين في المئة ، واحد في المئة هذا لا يؤثر.
وأما إذا كانت النسبة كبيرة بحيث تؤثر فإن الأولى ألا يستعملها الإنسان إلا لحاجة، مثل تعقيم الجروح وما أشبهها، أما لغير حاجة فالأولى ألا يستعملها، ولا نقول: إنه حرام، وذلك لأن هذه النسبة الكبيرة أعلى ما نقول فيها إنها مسكر، والمسكر لا شك أن شربه حرام بالنص والإجماع، لكن هل استعماله في غير الشرب حلال؟ هذا محل نظر، والاحتياط ألا يستعمل، وإنما قلت: إنه محل نظر، لأن الله تعالى قال: (( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ )) فإذا نظرنا إلى عموم قوله: (( فَاجْتَنِبُوهُ )) أخذنا بالعموم وقلنا: إن الخمر يجتنب على كل حال، سواء شراباً أو ادهاناً أو غير ذلك، وإذا نظرنا إلى العلة: (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ )) تبين أن المحظور إنما هو شربه، لأن مجرد الادهان به لا يؤدي إلى هذا.
فالخلاصة الآن أن نقول: إذا كانت نسبة الكحول أو الكالونيا في هذا الطيب قليلة فإنه لا بأس به ولا إشكال فيه ولا قلق فيه، وإن كانت كبيرة فالأولى تجنبه إلا من حاجة، والحاجة مثل أن يحتاج الإنسان إلى تعقيم جرح أو ما أشبه ذلك.
الشيخ : على إيش؟
السائل : على الكولونيا أطياب البخاخ.
الشيخ : الأطياب التي يقال إن فيها كولونيا أو إن فيها كحولاً لا بد أن نفصل فيها فنقول: إذا كانت النسبة من الكحول قليلة فإنها لا تضر، وليستعملها الإنسان بدون أن يكون في نفسه قلق، مثل أن تكون النسبة خمسة في المئة ، اثنين في المئة ، واحد في المئة هذا لا يؤثر.
وأما إذا كانت النسبة كبيرة بحيث تؤثر فإن الأولى ألا يستعملها الإنسان إلا لحاجة، مثل تعقيم الجروح وما أشبهها، أما لغير حاجة فالأولى ألا يستعملها، ولا نقول: إنه حرام، وذلك لأن هذه النسبة الكبيرة أعلى ما نقول فيها إنها مسكر، والمسكر لا شك أن شربه حرام بالنص والإجماع، لكن هل استعماله في غير الشرب حلال؟ هذا محل نظر، والاحتياط ألا يستعمل، وإنما قلت: إنه محل نظر، لأن الله تعالى قال: (( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ )) فإذا نظرنا إلى عموم قوله: (( فَاجْتَنِبُوهُ )) أخذنا بالعموم وقلنا: إن الخمر يجتنب على كل حال، سواء شراباً أو ادهاناً أو غير ذلك، وإذا نظرنا إلى العلة: (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ )) تبين أن المحظور إنما هو شربه، لأن مجرد الادهان به لا يؤدي إلى هذا.
فالخلاصة الآن أن نقول: إذا كانت نسبة الكحول أو الكالونيا في هذا الطيب قليلة فإنه لا بأس به ولا إشكال فيه ولا قلق فيه، وإن كانت كبيرة فالأولى تجنبه إلا من حاجة، والحاجة مثل أن يحتاج الإنسان إلى تعقيم جرح أو ما أشبه ذلك.
هل الجنة على صعيد واحد أم متفاوتة في الكرامة والمنازل.؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل الجنة على صعيد واحد أم أنها متفاوتة في الكرامة والمنازل؟
الشيخ : الجنة ليست سواءً وإنما هي بحسب الأعمال، لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ) فالناس متفاوتون في الأعمال، فمن كمال عدل الله عز وجل أن يتفاوتوا في الثواب، لكن نعيم الجنة على سيبل العموم هو: ( ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ) واقرأ ذكر منازل الجنات في آخر سورة الرحمن حيث قال: (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )) ثم قال بعد ذلك: (( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ )) وهاتان الجنتان الأوليان والأخريان هن أيضاً متفاوتات بحسب أعمال الناس، كما أن النار أعاذنا الله وإياكم منها دركات بعضها أسفل من بعض وأشد عذاباً من بعض، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( أن أهون الناس عذاباً في النار من هو في ضحضاح من نارٍ وعليه نعلان يغلي منهما دماغه )) أعوذ بالله، نعم.
الشيخ : الجنة ليست سواءً وإنما هي بحسب الأعمال، لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ) فالناس متفاوتون في الأعمال، فمن كمال عدل الله عز وجل أن يتفاوتوا في الثواب، لكن نعيم الجنة على سيبل العموم هو: ( ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ) واقرأ ذكر منازل الجنات في آخر سورة الرحمن حيث قال: (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )) ثم قال بعد ذلك: (( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ )) وهاتان الجنتان الأوليان والأخريان هن أيضاً متفاوتات بحسب أعمال الناس، كما أن النار أعاذنا الله وإياكم منها دركات بعضها أسفل من بعض وأشد عذاباً من بعض، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( أن أهون الناس عذاباً في النار من هو في ضحضاح من نارٍ وعليه نعلان يغلي منهما دماغه )) أعوذ بالله، نعم.
نقوم بتوزيع كتب وأشرطة في قرية بشرط أن يدفع كل أحد منهم خمسين ريالا شهريا ثم نقوم بمسابقة فهل يجوز.؟
السائل : توزيع شريط وكتاب كل شهر على كل أسرة، بشرط الاشتراك بقيمة خمسين ريال، ...ونستغل هذه الفلوس في المسابقة من خلال هذا التوزيع على البيوت.
الشيخ : إذا كان المقصود من هذه العملية المعاوضة، يعني كون نأخذ من كل إنسان تأتيه هذه الأشرطة والكتيبات خمسين ريالاً كل شهر إن كان هي على سبيل المعاوضة فإنها لا تجوز، لأن العوض مجهول، إذ لا يعلم الذي سلم الدراهم ماذا يأتيه من هذه الكتيبات ومن هذه الأشرطة.
وإن كان على سبيل التعاون وأنهم جعلوا صندوقاً يجمعون فيه كل شهر خمسين ريالاً، ثم يشترى من هذا المجموع كتيبات وأشرطة نافعة توزع على الناس، فهذا لا بأس به، وبناءً على هذا نقول: بالنسبة للفاضل الذي سألت عنه، إذا فضل شيء بعد التصفية فإنه يستشار المساهمون في هذا أين تُصرف؟ فإن وكلوا الأمر إلى القائم على هذا الصندوق فليصرفها فيما يرى أن فيه مصلحة، نعم.
الشيخ : إذا كان المقصود من هذه العملية المعاوضة، يعني كون نأخذ من كل إنسان تأتيه هذه الأشرطة والكتيبات خمسين ريالاً كل شهر إن كان هي على سبيل المعاوضة فإنها لا تجوز، لأن العوض مجهول، إذ لا يعلم الذي سلم الدراهم ماذا يأتيه من هذه الكتيبات ومن هذه الأشرطة.
وإن كان على سبيل التعاون وأنهم جعلوا صندوقاً يجمعون فيه كل شهر خمسين ريالاً، ثم يشترى من هذا المجموع كتيبات وأشرطة نافعة توزع على الناس، فهذا لا بأس به، وبناءً على هذا نقول: بالنسبة للفاضل الذي سألت عنه، إذا فضل شيء بعد التصفية فإنه يستشار المساهمون في هذا أين تُصرف؟ فإن وكلوا الأمر إلى القائم على هذا الصندوق فليصرفها فيما يرى أن فيه مصلحة، نعم.
9 - نقوم بتوزيع كتب وأشرطة في قرية بشرط أن يدفع كل أحد منهم خمسين ريالا شهريا ثم نقوم بمسابقة فهل يجوز.؟ أستمع حفظ
هل تصح الفتوى عن ابن باز وعنكم بجواز الزواج بنية الطلاق.؟
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك: سمعنا فتوى تنسب إلى الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، وأن فضيلتكم قد أفتيتم بذلك أيضاً، تقول: بأنه يجوز للإنسان أن يتزوج بنية الطلاق، فما صحة هذه الفتوى؟
الشيخ : نعم ذكر الشيخ عبد العزيز وكذلك اللجنة الدائمة أنه يجوز للغريب، يجوز للغريب أن يتزوج بنية الطلاق دفعاً لما يُخشى منه من الوقوع في الفاحشة، وفرقوا بينه وبين نكاح المتعة بأن نكاح المتعة مؤجل بأجل مسمى، إذا انتهى الأجل انفسخ النكاح، وهو محرم أعني: نكاح المتعة وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء، فمنهم من قال بهذا القول وقال: إنه لا بأس أن يتزوج الغريب بنية الطلاق، أي يتزوج بأنه زوجٌ لهذه المرأة ما دام في هذا البلد ومن نيته أنه إذا سافر طلقها.
وقال بعض العلماء: إنه لا يجوز، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمعروف في كتب أصحابه المتأخرين أنه لا يجوز للغريب أن يتزوج بنية الطلاق، قالوا: لأن هذا نية متعة، لأنك لو سألت هذا الغريب لِمَ تزوجت؟ أتريد أن تكون زوجتك سكناً لك؟ أتريد أن يولد لك منها أولاد؟ لقال: لا أريد هذا ولا هذا، أريد أن أستمتع بها ما دمت في هذا البلد، وأن أحمي نفسي عما أخشاه من الوقوع في الفاحشة، فنقول: إذن لم تقصد بهذا النكاح المقصود الشرعي في النكاح، لأن المقصود الشرعي في النكاح أن تكون المرأة سكناً للزوج، كما قال الله تعالى: (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )) ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
ثم إن هذا القول قد يستغله ضعفاء الإيمان لأغراضٍ سيئة، كما سمعنا أن بعض الناس صاروا يذهبون في العطلة أي: في الإجازة من الدروس إلى بلاد أخرى ليتزوجوا فقط بنية الطلاق، وحُكي لي أن بعضهم يتزوج عدة زواجات في هذه الإجازة فقط، فكأنهم ذهبوا ليقضوا وطرهم الذي يشبه أن يكون زنا والعياذ بالله.
ومن أجل هذا نرى أنه حتى لو قيل بالجواز فإنه لا ينبغي أن يفتح الباب، لأنه صار ذريعة إلى ما ذكرت لك.
أما رأيي في ذلك فإني أقول: عقد النكاح من حيث هو عقد صحيح، لأن كل إنسان يتزوج وفي نيته إن رغب بقي مع المرأة وإن لم يرغب تركها.
الشيخ : نعم ذكر الشيخ عبد العزيز وكذلك اللجنة الدائمة أنه يجوز للغريب، يجوز للغريب أن يتزوج بنية الطلاق دفعاً لما يُخشى منه من الوقوع في الفاحشة، وفرقوا بينه وبين نكاح المتعة بأن نكاح المتعة مؤجل بأجل مسمى، إذا انتهى الأجل انفسخ النكاح، وهو محرم أعني: نكاح المتعة وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء، فمنهم من قال بهذا القول وقال: إنه لا بأس أن يتزوج الغريب بنية الطلاق، أي يتزوج بأنه زوجٌ لهذه المرأة ما دام في هذا البلد ومن نيته أنه إذا سافر طلقها.
وقال بعض العلماء: إنه لا يجوز، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمعروف في كتب أصحابه المتأخرين أنه لا يجوز للغريب أن يتزوج بنية الطلاق، قالوا: لأن هذا نية متعة، لأنك لو سألت هذا الغريب لِمَ تزوجت؟ أتريد أن تكون زوجتك سكناً لك؟ أتريد أن يولد لك منها أولاد؟ لقال: لا أريد هذا ولا هذا، أريد أن أستمتع بها ما دمت في هذا البلد، وأن أحمي نفسي عما أخشاه من الوقوع في الفاحشة، فنقول: إذن لم تقصد بهذا النكاح المقصود الشرعي في النكاح، لأن المقصود الشرعي في النكاح أن تكون المرأة سكناً للزوج، كما قال الله تعالى: (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا )) ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
ثم إن هذا القول قد يستغله ضعفاء الإيمان لأغراضٍ سيئة، كما سمعنا أن بعض الناس صاروا يذهبون في العطلة أي: في الإجازة من الدروس إلى بلاد أخرى ليتزوجوا فقط بنية الطلاق، وحُكي لي أن بعضهم يتزوج عدة زواجات في هذه الإجازة فقط، فكأنهم ذهبوا ليقضوا وطرهم الذي يشبه أن يكون زنا والعياذ بالله.
ومن أجل هذا نرى أنه حتى لو قيل بالجواز فإنه لا ينبغي أن يفتح الباب، لأنه صار ذريعة إلى ما ذكرت لك.
أما رأيي في ذلك فإني أقول: عقد النكاح من حيث هو عقد صحيح، لأن كل إنسان يتزوج وفي نيته إن رغب بقي مع المرأة وإن لم يرغب تركها.
اضيفت في - 2005-08-27