سلسلة لقاء الباب المفتوح-063a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد " إلي "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد " من سورة الفجر .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو المجلس الثالث والستون بل هذا هو اللقاء الثالث والستون من اللقاءات التي تتم في كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الثامن والعشرون من شهر محرم عام خمسة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدناه من تفسير شيء من آيات الله الكريمة، حيث انتهى بنا المطاف إلى قول الله تبارك وتعالى: (( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ )).
قال الله تعالى: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ )) الخطاب هنا لكل من يوجه إليه هذا الكتاب العزيز وهم البشر كلهم، بل والجن أيضاً: ألم تر أيها المخاطب: (( كيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ )) يعني: ما الذي فعل بهم.
وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية، أرسل الله تعالى إليهم هوداً عليه الصلاة والسلام فبلغهم الرسالة، ولكنهم عتوا وبغوا وقالوا: من أشد منا قوة؟ قال الله تعالى: (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ )) فهم افتخروا في قوتهم ولكن الله بيّن أنهم ضعفاء أمام قوة الله، ولهذا قال: (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ )) ولم يقل: أن الله أشد منهم قوة، بل قال: (( الَّذِي خَلَقَهُمْ )) ليبين ضعفهم وأنه جل وعلا أقوى منهم، لأن الخالق أقوى من المخلوق: (( أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ )) نعم كمل
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم (( لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ )).
هنا يقول: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ )) الذي فعل بهم أنه أرسل عليهم الريح العقيم: (( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )) (( فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ )) وهذا الاستفهام الذي لفت الله فيه النظر إلى ما فعل بهؤلاء يراد به الاعتبار، يعني: اعتبر أيها المكذب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بهؤلاء، كيف أذيقوا هذا العذاب، وقد قال الله تعالى: (( وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )).
وقوله: (( إِرَمَ )) هذه وصف للقبيلة، وقيل: اسم للقرية، وقيل غير ذلك، فسواء كانت اسماً للقبيلة أو اسماً للقرية فإن الله تعالى نكل بهم نكالاً عظيماً مع أنهم أقوياء.
وقوله: (( ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ )) يعني أصحاب العماد يعني: الأبنية القوية: (( الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البلاد )) لم يخلق مثلها أي: لم يصنع مثلها في البلاد، لأنها قوية محكمة، وهذا هو الذي غرهم وقالوا: من أشد منا قوة؟ وفي قوله تعالى: (( لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاد )) مع أن الذي صنعها الآدمي، دليل على أن الآدمي قد يوصف بالخلق فيقال خلق كذا، ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام في المصورين: ( يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ) لكن الخلق الذي ينسب للبشر بل الخلق الذي ينسب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب إلى الله، الخلق المنسوب إلى الله إيجاد بعد إعدام وتحويل وتغيير، أما الخلق المنسوب لغير الله فهو مجرد تحويل وتغيير.
وأضرب لكم مثلاً: هذا الباب من خشب، من الذي خلق الخشب؟ الله، لا يمكن للبشر أن يخلقوه، لكن البشر يستطيع أن يحول جذوع الخشب وآصال الخشب إلى أبواب إلى دواليب وما أشبه ذلك، فالخلق المنسوب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب إلى الخالق، الفرق؟ أجيبوا؟ الخلق المنسوب للخالق إيجاد من عدم إيجاد من عدم وهذا لا يستطيعه أحد، والمنسوب للمخلوق تغيير وتحويل يحول الشيء من صفة إلى صفة، أما أن يغير الذوات، بمعنى: يجعل الذهب فضةً أو الفضة حديداً أو ما أشبه ذلك فهذا مستحيل لا يمكن إلا لله وحده لا شريك له.
ثم قال: (( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) ثمود: هم قوم صالح، ومساكنهم معروفة الآن كما قال تعالى: نعم (( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ )) في سورة آلر ذكر الله أن ثمود كانوا في بلاد الحجر، وهي معروفة، مر عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريقه إلى تبوك وأسرع وقَنَّع رأسه صلى الله عليه وسلم، وقال: ( لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثلما أصابهم ) هؤلاء القوم أعطاهم الله القوة حتى صاروا يخرقون الجبال، والحصى والصخور العظيمة يخرقونها ويصنعون منها بيوتاً، ولهذا قال: (( جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) أي: وادي ثمود وهو معروف، هؤلاء أيضاً فعل الله بهم ما فعل من العذاب والنكال حيث قيل لهم: (( تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ )) ثم بعد الثلاثة الأيام أخذتهم الصحية والرجفة، فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
فعلينا أيها الإخوة أن نعتبر بحال هؤلاء المكذبين الذين صار مآلهم إلى الهلاك والدمار، وليعلم أن هذه الأمة لن تهلك بما أهلك به الأمم السابقة بهذا العذاب العام، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سأل الله تعالى ألا يهلكهم بسنة بعامة، ولكن قد تهلك هذه الأمة بأن يجعل الله بأسهم بينهم، فتجري بينهم الحروب والمقاتلة، ويكون هلاك بعضهم على يد بعض، لا بشيء ينزل من السماء كما صنع الله تعالى بالأمم السابقة.
ولهذا يجب علينا أن نحذر نحذر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نبتعد عن كل ما يثير الناس بعضهم على بعض، وأن نلزم دائماً الهدوء، وأن نبتعد عن القيل والقال وكثرة السؤال، فإن ذلك مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكم من كلمة واحدة صنعت ما تصنعه السيوف الباترة، فالواجب الحذر من الفتن، وأن نكون أمة متآلفة متحابة، يتطلب كل واحد منا العذر لأخيه إذا رأى منه ما يكره.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأن يجمع قلوبنا على طاعته.
والآن إلى دور الأسئلة، وعادتنا أن يكون السؤال واحدًا، وأن لا يكون تعليق على السؤال لئلا يحرم الباقون من السؤال. نعم
السائل : ...
الشيخ : ايش؟ يعني القادمين يقدمون على. نعم
السائل : وبالنسبة للأسئلة...
الشيخ : إي هذا كلام الأخ موسى، يقول القادمين من غير عنيزة يكون أحق من الذين في عنيزة، ماذا تقولون؟
السائل : ...
الشيخ : يعني موافقون على هذا، إذن نبدأ بالقادمين من غير عنيزة، ولا نسمح لأحد من أهل عنيزة يسأل إلا إذا بقي من الوقت شيء، ولا في زعل، هذا إيثار، الله عز وجل يقول: (( والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )).
أما بعد:
فهذا هو المجلس الثالث والستون بل هذا هو اللقاء الثالث والستون من اللقاءات التي تتم في كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الثامن والعشرون من شهر محرم عام خمسة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدناه من تفسير شيء من آيات الله الكريمة، حيث انتهى بنا المطاف إلى قول الله تبارك وتعالى: (( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ )).
قال الله تعالى: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ )) الخطاب هنا لكل من يوجه إليه هذا الكتاب العزيز وهم البشر كلهم، بل والجن أيضاً: ألم تر أيها المخاطب: (( كيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ )) يعني: ما الذي فعل بهم.
وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية، أرسل الله تعالى إليهم هوداً عليه الصلاة والسلام فبلغهم الرسالة، ولكنهم عتوا وبغوا وقالوا: من أشد منا قوة؟ قال الله تعالى: (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ )) فهم افتخروا في قوتهم ولكن الله بيّن أنهم ضعفاء أمام قوة الله، ولهذا قال: (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ )) ولم يقل: أن الله أشد منهم قوة، بل قال: (( الَّذِي خَلَقَهُمْ )) ليبين ضعفهم وأنه جل وعلا أقوى منهم، لأن الخالق أقوى من المخلوق: (( أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ )) نعم كمل
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم (( لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ )).
هنا يقول: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ )) الذي فعل بهم أنه أرسل عليهم الريح العقيم: (( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )) (( فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ )) وهذا الاستفهام الذي لفت الله فيه النظر إلى ما فعل بهؤلاء يراد به الاعتبار، يعني: اعتبر أيها المكذب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بهؤلاء، كيف أذيقوا هذا العذاب، وقد قال الله تعالى: (( وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )).
وقوله: (( إِرَمَ )) هذه وصف للقبيلة، وقيل: اسم للقرية، وقيل غير ذلك، فسواء كانت اسماً للقبيلة أو اسماً للقرية فإن الله تعالى نكل بهم نكالاً عظيماً مع أنهم أقوياء.
وقوله: (( ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ )) يعني أصحاب العماد يعني: الأبنية القوية: (( الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البلاد )) لم يخلق مثلها أي: لم يصنع مثلها في البلاد، لأنها قوية محكمة، وهذا هو الذي غرهم وقالوا: من أشد منا قوة؟ وفي قوله تعالى: (( لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاد )) مع أن الذي صنعها الآدمي، دليل على أن الآدمي قد يوصف بالخلق فيقال خلق كذا، ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام في المصورين: ( يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ) لكن الخلق الذي ينسب للبشر بل الخلق الذي ينسب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب إلى الله، الخلق المنسوب إلى الله إيجاد بعد إعدام وتحويل وتغيير، أما الخلق المنسوب لغير الله فهو مجرد تحويل وتغيير.
وأضرب لكم مثلاً: هذا الباب من خشب، من الذي خلق الخشب؟ الله، لا يمكن للبشر أن يخلقوه، لكن البشر يستطيع أن يحول جذوع الخشب وآصال الخشب إلى أبواب إلى دواليب وما أشبه ذلك، فالخلق المنسوب للمخلوق ليس هو الخلق المنسوب إلى الخالق، الفرق؟ أجيبوا؟ الخلق المنسوب للخالق إيجاد من عدم إيجاد من عدم وهذا لا يستطيعه أحد، والمنسوب للمخلوق تغيير وتحويل يحول الشيء من صفة إلى صفة، أما أن يغير الذوات، بمعنى: يجعل الذهب فضةً أو الفضة حديداً أو ما أشبه ذلك فهذا مستحيل لا يمكن إلا لله وحده لا شريك له.
ثم قال: (( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) ثمود: هم قوم صالح، ومساكنهم معروفة الآن كما قال تعالى: نعم (( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ )) في سورة آلر ذكر الله أن ثمود كانوا في بلاد الحجر، وهي معروفة، مر عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريقه إلى تبوك وأسرع وقَنَّع رأسه صلى الله عليه وسلم، وقال: ( لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثلما أصابهم ) هؤلاء القوم أعطاهم الله القوة حتى صاروا يخرقون الجبال، والحصى والصخور العظيمة يخرقونها ويصنعون منها بيوتاً، ولهذا قال: (( جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) أي: وادي ثمود وهو معروف، هؤلاء أيضاً فعل الله بهم ما فعل من العذاب والنكال حيث قيل لهم: (( تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ )) ثم بعد الثلاثة الأيام أخذتهم الصحية والرجفة، فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
فعلينا أيها الإخوة أن نعتبر بحال هؤلاء المكذبين الذين صار مآلهم إلى الهلاك والدمار، وليعلم أن هذه الأمة لن تهلك بما أهلك به الأمم السابقة بهذا العذاب العام، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سأل الله تعالى ألا يهلكهم بسنة بعامة، ولكن قد تهلك هذه الأمة بأن يجعل الله بأسهم بينهم، فتجري بينهم الحروب والمقاتلة، ويكون هلاك بعضهم على يد بعض، لا بشيء ينزل من السماء كما صنع الله تعالى بالأمم السابقة.
ولهذا يجب علينا أن نحذر نحذر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نبتعد عن كل ما يثير الناس بعضهم على بعض، وأن نلزم دائماً الهدوء، وأن نبتعد عن القيل والقال وكثرة السؤال، فإن ذلك مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكم من كلمة واحدة صنعت ما تصنعه السيوف الباترة، فالواجب الحذر من الفتن، وأن نكون أمة متآلفة متحابة، يتطلب كل واحد منا العذر لأخيه إذا رأى منه ما يكره.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأن يجمع قلوبنا على طاعته.
والآن إلى دور الأسئلة، وعادتنا أن يكون السؤال واحدًا، وأن لا يكون تعليق على السؤال لئلا يحرم الباقون من السؤال. نعم
السائل : ...
الشيخ : ايش؟ يعني القادمين يقدمون على. نعم
السائل : وبالنسبة للأسئلة...
الشيخ : إي هذا كلام الأخ موسى، يقول القادمين من غير عنيزة يكون أحق من الذين في عنيزة، ماذا تقولون؟
السائل : ...
الشيخ : يعني موافقون على هذا، إذن نبدأ بالقادمين من غير عنيزة، ولا نسمح لأحد من أهل عنيزة يسأل إلا إذا بقي من الوقت شيء، ولا في زعل، هذا إيثار، الله عز وجل يقول: (( والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )).
1 - تفسير قوله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد " إلي "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد " من سورة الفجر . أستمع حفظ
ما قولكم لمن دخل بيته فوجد زوجته قد أكرهت على الفاحشة فأمسكها ولم يطلقها ؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله، رجل متزوج بامرأة من أسرة خبيثة كما يخبر الزوج عن حال أهلها بنفسه، وذات يوم ذهب الزوج من بيته وعند عودته وجد الأمر المحزن المبكي، وهو أنه دخل شخص على زوجته بعد أن فتحت له الباب ظانة أنه ابن من أبناء الجيران وفعل بها الفاحشة، ووجد الزوج أن بها آثار الضرب والخنق، وقد أخبرته بالحقيقة إلا أنه أصر على إمساكها ولم يطلقها، فما تنصحون هذا الشخص -علماً أنه من أهل الخير والصلاح ومن الدعاة إلى الله- أن يفعل مع تلك المرأة لا سيما وأن الخبر قد انتشر بين الناس حفظكم الله وأثابكم؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذه الحادثة لا شك أنها مؤلمة محزنة، ولها أسباب، من أسبابها: ما ينشر في وسائل الإعلام من الشر والبلاء سواء وسائل الإعلام المنظورة أو المقروءة أو المسموعة.
وقد توسع الناس في الاستماع إلى الإعلام الخارجي بواسطة الصحون الهوائية التي تسمى الدشوش، نسأل الله أن يقي المسلمين شرها وأن يسلط الدولة على أهلها حتى تقضي عليها، وقد حصل من الدولة والحمد لله إنذار بأنها سوف تقضي على هذه الصحون، نسأل الله أن يعينها على ذلك، وأن يعجل بهذا الأمر قبل أن ينتشر الشر والفساد.
ولا شك أن أعداء المسلمين لا يألون جهداً في صد المسلمين عن دينهم، إن أمكنهم بالسلاح الذي يقتل الأنفس فعلوا كما يوجد الآن في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين، وإن لم يحصل ذلك لهم فبالأخلاق المدمرة، والإنسان إذا دمرت أخلاقه صار كالبهيمة سواء ليس له هم إلا التمتع في الدنيا والعياذ بالله، وقد قال الله: عن الكفار (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ )) عاقبة سيئة، فهذه الوسائل الإعلامية إذا رآها الشاب أو الشابة تشربت في قلوبهم، وسهل عليهم أن يمارسوها.
كذلك أيضاً من وسائل الإعلام المدمرة: أنهم يغزون الناس بالأفكار الرديئة الخبيثة المنحرفة، فيضل بها كثير من الناس، لهذا نحن نشير على إخواننا المسلمين عموماً أن يخرجوا من بيوتهم مثل هذه الفتنة، وأن يلاحظوا أهلهم من بنين وبنات، وإذا وجدوا مجلة غير مناسبة أو مدمرة للأخلاق فالواجب عليهم أن يحرقوها أمام أهل البيت، وأن يحذروهم من إعادة مثلها.
وكذلك أيضاً في الوسائل الأخرى إذا رأوا أن أهل البيت أنهم مصرون عليها فإن عليهم أن يمنعوهم، وأما إطلاق الحبل على الغارب فإن فيه مفسدة كبيرة، منها مثل هذه القضية التي ذكرها السائل.
أما فيما يتعلق بزوجته فهو يقول: إنه وجد فيها أثر الضرب، وهذا يعني أن المرأة نعم وهذا يعني أن المرأة لم يكن ذلك باختيارها، وأن هذا الرجل والله أعلم دق عليها الباب وأراها أنه أحد من محارمها أو أقاربها حتى دخل وحصل منه ما حصل.
وأما قولها: إنها تظن أنه ابن الجيران كذا يقول
السائل : نعم
الشيخ : فهذا غلط منها، حتى ابن الجيران لا يجوز أن يفتح له الباب، ابن الجيران مثل قريب الزوج، يعني: أنه الموت، ولهذا لما حذر النبي عليه الصلاة والسلام عن الدخول على النساء قال: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو، -يعني: أقارب الزوج مثل أخيه وعمه وخاله- قال: الحمو الموت ) يعني: فر منه كما تفرون من الموت، وهو البلاء، لأن الحمو إذا دخل وهو دخل على بيت قريبه لا يستنكره الناس، وهو أيضاً يرى أن الأمر هين أن يدخل على بيت قريبه، فيحصل الشر، فنقول لهذه المرأة: لا تفتحي لأحد أبداً إلا زوجها لا تفتحي لأحد أبداً إلا زوجها أو أحد من محارمها، ثم تحذر أيضاً، لأن بعض الناس خبيث قد يقلد الصوت فلتحذر من هذا، فالذي أرى أن هذه المرأة إذا ادعت أنها مكرهة كما هو ظاهر حالها مما يتبين من السؤال أنها معذورة ليس عليها إثم، وأن زوجها إذا أبقاها عنده فليس بديوث بل هو عاذر لها، ولا ينبغي أن يفارقها من أجل هذا الفعل الذي حصل عليها وهي والله أعلم مكرهة، وأما كلام الناس فالناس لن يسلم منه أحد، الناس سبوا الرسول عليه الصلاة والسلام وسبوا الله عز وجل. نعم من اليسار نعم
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذه الحادثة لا شك أنها مؤلمة محزنة، ولها أسباب، من أسبابها: ما ينشر في وسائل الإعلام من الشر والبلاء سواء وسائل الإعلام المنظورة أو المقروءة أو المسموعة.
وقد توسع الناس في الاستماع إلى الإعلام الخارجي بواسطة الصحون الهوائية التي تسمى الدشوش، نسأل الله أن يقي المسلمين شرها وأن يسلط الدولة على أهلها حتى تقضي عليها، وقد حصل من الدولة والحمد لله إنذار بأنها سوف تقضي على هذه الصحون، نسأل الله أن يعينها على ذلك، وأن يعجل بهذا الأمر قبل أن ينتشر الشر والفساد.
ولا شك أن أعداء المسلمين لا يألون جهداً في صد المسلمين عن دينهم، إن أمكنهم بالسلاح الذي يقتل الأنفس فعلوا كما يوجد الآن في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين، وإن لم يحصل ذلك لهم فبالأخلاق المدمرة، والإنسان إذا دمرت أخلاقه صار كالبهيمة سواء ليس له هم إلا التمتع في الدنيا والعياذ بالله، وقد قال الله: عن الكفار (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ )) عاقبة سيئة، فهذه الوسائل الإعلامية إذا رآها الشاب أو الشابة تشربت في قلوبهم، وسهل عليهم أن يمارسوها.
كذلك أيضاً من وسائل الإعلام المدمرة: أنهم يغزون الناس بالأفكار الرديئة الخبيثة المنحرفة، فيضل بها كثير من الناس، لهذا نحن نشير على إخواننا المسلمين عموماً أن يخرجوا من بيوتهم مثل هذه الفتنة، وأن يلاحظوا أهلهم من بنين وبنات، وإذا وجدوا مجلة غير مناسبة أو مدمرة للأخلاق فالواجب عليهم أن يحرقوها أمام أهل البيت، وأن يحذروهم من إعادة مثلها.
وكذلك أيضاً في الوسائل الأخرى إذا رأوا أن أهل البيت أنهم مصرون عليها فإن عليهم أن يمنعوهم، وأما إطلاق الحبل على الغارب فإن فيه مفسدة كبيرة، منها مثل هذه القضية التي ذكرها السائل.
أما فيما يتعلق بزوجته فهو يقول: إنه وجد فيها أثر الضرب، وهذا يعني أن المرأة نعم وهذا يعني أن المرأة لم يكن ذلك باختيارها، وأن هذا الرجل والله أعلم دق عليها الباب وأراها أنه أحد من محارمها أو أقاربها حتى دخل وحصل منه ما حصل.
وأما قولها: إنها تظن أنه ابن الجيران كذا يقول
السائل : نعم
الشيخ : فهذا غلط منها، حتى ابن الجيران لا يجوز أن يفتح له الباب، ابن الجيران مثل قريب الزوج، يعني: أنه الموت، ولهذا لما حذر النبي عليه الصلاة والسلام عن الدخول على النساء قال: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو، -يعني: أقارب الزوج مثل أخيه وعمه وخاله- قال: الحمو الموت ) يعني: فر منه كما تفرون من الموت، وهو البلاء، لأن الحمو إذا دخل وهو دخل على بيت قريبه لا يستنكره الناس، وهو أيضاً يرى أن الأمر هين أن يدخل على بيت قريبه، فيحصل الشر، فنقول لهذه المرأة: لا تفتحي لأحد أبداً إلا زوجها لا تفتحي لأحد أبداً إلا زوجها أو أحد من محارمها، ثم تحذر أيضاً، لأن بعض الناس خبيث قد يقلد الصوت فلتحذر من هذا، فالذي أرى أن هذه المرأة إذا ادعت أنها مكرهة كما هو ظاهر حالها مما يتبين من السؤال أنها معذورة ليس عليها إثم، وأن زوجها إذا أبقاها عنده فليس بديوث بل هو عاذر لها، ولا ينبغي أن يفارقها من أجل هذا الفعل الذي حصل عليها وهي والله أعلم مكرهة، وأما كلام الناس فالناس لن يسلم منه أحد، الناس سبوا الرسول عليه الصلاة والسلام وسبوا الله عز وجل. نعم من اليسار نعم
ما حكم المال الحرام لمن أسلم بعد أن اكتسبه من حرام كالتجارة من المخدرات؟
السائل : يا شيخ حفظك الله تعالى، هناك أخ لنا في المدينة أتى من أمريكا وأسلم حديثاً، وفي أيام جاهليته اكتسب أموالًا كثيرة عن طريق تجارة المخدرات، فحمل معه هذه الأموال الكثيرة وكون لنفسه مكتبة عظيمة وتزوج بها ثلاثاً من النسوة، وفي هذه الآونة الأخيرة أخبر بأنه لا يجوز له أن يتصدق بهذه الأموال، لأن الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا الطيب، فيسألك ماذا عليه أن يصنع بهذه الأموال وما مدى صحة هذا الكلام؟
الشيخ : نقول لهذا الأخ الذي منَّ الله عليه بالإسلام بعد أن اكتسب مالاً حراماً أقول له: ليبشر بإن هذا المال حلال له حلال وليس عليه فيه إثم، لا في إبقائه عنده ولا فيما بنى منه، ولا فيما تزوج منه، لأن الله تعالى قال في الكتاب العزيز: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) كل ما سلف، و"ما " هذه من صيغ العموم، لأنها اسم موصول، يعني: كل ما تقدم فهو مغفور، حتى لو كان قد قتل نفساً يعني محرمة أو أخذ مالاً فإنه مغفور له، لكن المال الذي غصبه من صاحبه يرده عليه، أما المال الذي اكتسبه عن طريق الرضا بين الناس وإن كان حراماً كالذي اكتسبه بالربا أو المخدرات أو غيرها فإنه حلال له، لقوله تعالى: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) وكذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام لـعمرو بن العاص حين أسلم: ( إن الإسلام يهدم ما قبله ) هدم ما يبقي له أثراً.
وكثير من الكفار أسلموا وقد قتلوا من المسلمين من قتلوا، ومع ذلك لم يؤاخذوا بما عملوا، فقل لهذا الأخ إن ماله حلال وليس فيه بأس، وليتصدق منه، وليتزوج به امرأة ثانية إن كان عنده امرأة واحدة وثالثة ورابعة عرفت، ويفعل ما يشاء ...، وأما ما قيل له فليس مبنياً على أصل. بعد
الشيخ : نقول لهذا الأخ الذي منَّ الله عليه بالإسلام بعد أن اكتسب مالاً حراماً أقول له: ليبشر بإن هذا المال حلال له حلال وليس عليه فيه إثم، لا في إبقائه عنده ولا فيما بنى منه، ولا فيما تزوج منه، لأن الله تعالى قال في الكتاب العزيز: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) كل ما سلف، و"ما " هذه من صيغ العموم، لأنها اسم موصول، يعني: كل ما تقدم فهو مغفور، حتى لو كان قد قتل نفساً يعني محرمة أو أخذ مالاً فإنه مغفور له، لكن المال الذي غصبه من صاحبه يرده عليه، أما المال الذي اكتسبه عن طريق الرضا بين الناس وإن كان حراماً كالذي اكتسبه بالربا أو المخدرات أو غيرها فإنه حلال له، لقوله تعالى: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) وكذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام لـعمرو بن العاص حين أسلم: ( إن الإسلام يهدم ما قبله ) هدم ما يبقي له أثراً.
وكثير من الكفار أسلموا وقد قتلوا من المسلمين من قتلوا، ومع ذلك لم يؤاخذوا بما عملوا، فقل لهذا الأخ إن ماله حلال وليس فيه بأس، وليتصدق منه، وليتزوج به امرأة ثانية إن كان عنده امرأة واحدة وثالثة ورابعة عرفت، ويفعل ما يشاء ...، وأما ما قيل له فليس مبنياً على أصل. بعد
ما قولكم لمن طلق زوجته لأنها حملت حملاً استمر أحد عشرة شهراً ؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله سائل يسأل ويقول: أعمل بعيداً عن أهلي، وذهبت لهم في إجازة، وبعد عودتي إلى عملي بفترة جاءني خبر أن زوجتي حاملة، فتأخر الحمل في بطنها عن موعده المحدد، حيث إني حسبت له من آخر فترة كنت عندها ولم ينزل الجنين إلا بعد إحدى عشر شهراً، فارتابت نفسي من هذا الوضع وطلقت زوجتي، السؤال ما هو مصير هذا الابن علماً أنني أتحرج كثيراً من إضافته إلى اسمي ولو ألحق بي شرعاً لكي أدفع عن نفسي كلام الناس، فماذا أعمل؟
الشيخ : يحسن هنا أن نتمثل بقول الشاعر:
" ما يبلغ الأعداء من جاهل *** ما يبلغ الجاهل من نفسه "
هذا الرجل لا شك أنه جاهل، لماذا يطلق زوجته لما بقي الحمل في بطنها أحد عشر شهراً؟ الحمل يبقى في بطن أمه عشرين شهراً، ويبقى ثلاثين شهراً، ويبقى إلى أربع سنين، ويبقى إلى سبع سنين في بطن أمه، حتى ذكر أن بعض الأجنة خرج وقد نبتت أسنانه، فهذا الرجل جاهل كونه يطلق المرأة من أجل أنها زادت مدة الحمل المعتاد إلى شهرين، هذا غلط كبير، وليس له الحق أن يعتقد أن هذا مبني على حكم شرعي، فالشرع لا يأمر بهذا إطلاقاً.
وأما الولد فالولد ولده ولا إشكال، ولا يحل له أن يتبرأ منه بمجرد أن الحمل زاد على الغالب، ولم يزد على الغالب مدة طويلة، لم يزد إلا ستين يوماً، يعني: هي مدة النفاس عند كثير من العلماء، فالولد ولده ولا يحل له أن يتبرأ منه لمجرد أنه بقي في بطن أمه أحد عشر شهراً، وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله! إن امرأتي ولدت غلاماً أسود ) -يعني: أنا وأمه أبيضان، فأوجد الشك عنده ( فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق - الأورق: الأشهب- قال: نعم، يا رسول الله! قال: من أين جاء؟ ( - أي: كيف يخالف لونه ألوان الإبل؟ ) ( قال: لعله نزعه عرق ) يعني: يمكن أن يكون أحد من آبائه من الجمال أو أمهاته من النوق أورق.
قال: ( ابنك هذا لعله نزعة عرق ) فخرج الرجل مطمئناً، مع أن النفس يكون فيها قلق، أما ما ذكره السائل فليس فيه من القلق أدنى شيء، فقل له: إنه أخطأ في هذا التصرف إذا كان يعتقد أن هذا مقتضى الشريعة، أما إذا كان لا يريد زوجته فهو حر، ومع ذلك حتى لو كره زوجته فنرى أن يمسكها، لقول الله تبارك وتعالى: (( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )) أما الولد فهو ولده ولا يحل له أن يتبرأ منه.
الشيخ : يحسن هنا أن نتمثل بقول الشاعر:
" ما يبلغ الأعداء من جاهل *** ما يبلغ الجاهل من نفسه "
هذا الرجل لا شك أنه جاهل، لماذا يطلق زوجته لما بقي الحمل في بطنها أحد عشر شهراً؟ الحمل يبقى في بطن أمه عشرين شهراً، ويبقى ثلاثين شهراً، ويبقى إلى أربع سنين، ويبقى إلى سبع سنين في بطن أمه، حتى ذكر أن بعض الأجنة خرج وقد نبتت أسنانه، فهذا الرجل جاهل كونه يطلق المرأة من أجل أنها زادت مدة الحمل المعتاد إلى شهرين، هذا غلط كبير، وليس له الحق أن يعتقد أن هذا مبني على حكم شرعي، فالشرع لا يأمر بهذا إطلاقاً.
وأما الولد فالولد ولده ولا إشكال، ولا يحل له أن يتبرأ منه بمجرد أن الحمل زاد على الغالب، ولم يزد على الغالب مدة طويلة، لم يزد إلا ستين يوماً، يعني: هي مدة النفاس عند كثير من العلماء، فالولد ولده ولا يحل له أن يتبرأ منه لمجرد أنه بقي في بطن أمه أحد عشر شهراً، وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله! إن امرأتي ولدت غلاماً أسود ) -يعني: أنا وأمه أبيضان، فأوجد الشك عنده ( فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق - الأورق: الأشهب- قال: نعم، يا رسول الله! قال: من أين جاء؟ ( - أي: كيف يخالف لونه ألوان الإبل؟ ) ( قال: لعله نزعه عرق ) يعني: يمكن أن يكون أحد من آبائه من الجمال أو أمهاته من النوق أورق.
قال: ( ابنك هذا لعله نزعة عرق ) فخرج الرجل مطمئناً، مع أن النفس يكون فيها قلق، أما ما ذكره السائل فليس فيه من القلق أدنى شيء، فقل له: إنه أخطأ في هذا التصرف إذا كان يعتقد أن هذا مقتضى الشريعة، أما إذا كان لا يريد زوجته فهو حر، ومع ذلك حتى لو كره زوجته فنرى أن يمسكها، لقول الله تبارك وتعالى: (( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )) أما الولد فهو ولده ولا يحل له أن يتبرأ منه.
ما نصيحتكم للشباب في كيفية قضاء إجازة الصيف ؟
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله كما تعلم أننا مقبلون على إجازة صيفية، فما هي نصيحتك لنا أن نعمل في هذه الإجازة وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : نصيحتي للإخوة بالنسبة للعمل في هذه الإجازة: أما بالنسبة للشباب: فنصيحتي لهم أن ينضموا إلى المراكز الصيفية إن وجدت، وكان القائمون عليها من أهل الخير والفضل، ثم إذا لم يمكن فأن ينضموا إلى أحد من أهل العلم في بلادهم يحفظون عليه القرآن أو يقرءون عليه من الحديث، أو من الكتب العلمية الشرعية.
أما بالنسبة للكبار والمشايخ: فنصيحتي لهم أن يكثروا الاتصال بالشباب في اللقاءات والمحاضرات والندوات، لأن هذه الإجازة في الحقيقة إذا لم تستعمل في الخير فإنها سوف تستعمل في الشر، لأن فراغ الشباب هلاك، كما قال الشاعر:
" إن الشباب والفراغ والجدة - يعني الغنى- *** مفسدة للمرء أي مفسده "
الجدة: الغنى، وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.
الشيخ : نصيحتي للإخوة بالنسبة للعمل في هذه الإجازة: أما بالنسبة للشباب: فنصيحتي لهم أن ينضموا إلى المراكز الصيفية إن وجدت، وكان القائمون عليها من أهل الخير والفضل، ثم إذا لم يمكن فأن ينضموا إلى أحد من أهل العلم في بلادهم يحفظون عليه القرآن أو يقرءون عليه من الحديث، أو من الكتب العلمية الشرعية.
أما بالنسبة للكبار والمشايخ: فنصيحتي لهم أن يكثروا الاتصال بالشباب في اللقاءات والمحاضرات والندوات، لأن هذه الإجازة في الحقيقة إذا لم تستعمل في الخير فإنها سوف تستعمل في الشر، لأن فراغ الشباب هلاك، كما قال الشاعر:
" إن الشباب والفراغ والجدة - يعني الغنى- *** مفسدة للمرء أي مفسده "
الجدة: الغنى، وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.
الكلام حول تقديم السلام بين يدي السؤال.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام، في هذه الحالة غير مشروع لأنه ليس له سبب، سبب السلام القدوم إلى الناس في مجالسهم أو المرور بهم، أما رجل يريد أن يسأل ويقدم بين يدي السؤال سلامًا فهذا لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم.
الشيخ : وعليكم السلام، في هذه الحالة غير مشروع لأنه ليس له سبب، سبب السلام القدوم إلى الناس في مجالسهم أو المرور بهم، أما رجل يريد أن يسأل ويقدم بين يدي السؤال سلامًا فهذا لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم.
ما حكم قتال المسلمين بعضهم بعض ؟
الشيخ : أما بالنسبة لما ذكرت من القتال بين المسلمين، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) أي: من أعمال الكفر، لأنه لا يمكن أن يحمل السلاح مسلم على أخيه المسلم، يحمله على الكافر، ولهذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بأنه كفر، وقال: ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) والواجب على المسلمين إذا حصل مثل هذه الفتن أن يكفوا ألسنتهم، وأن يكفوا أسلحتهم عن التدخل إلا من له الحق، لأن الله قال: (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )). بعد
طلب شرح كلام لابن القيم في المدارج مفاده أن مقام الإحسان يعبد فيه العبد ربه كأنه يراه بالعينان على عرشه ويسمع الوحي منه..............
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد: يقول المؤلف ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في شرح مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه يقول: " ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يقوي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهد بالعين، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سماواته على عرشه مطلعاً على عباده، ناظراً إليهم يسمع كلامهم وكأنه يسمعه وهو يتكلم بالوحي ثم يذهب وكأنه يشاهده وهو ... في كل الصفات "
ثم يقول " وبالجملة -هنا الشاهد- فيشاهد بقلبه رباً عرفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل، وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان " فالرجاء الشرح ولو قليلاً بارك الله فيكم؟
الشيخ : هو لا شك أن اليقين يتفاوت تفاوتاً عظيماً، فأحياناً يصل بالإنسان إلى أن يكون اليقين المخبر به كالمشاهد بعينه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن تعبد الله كأنك تراه ) وهذه المنزلة العليا، فإن لم تكن تراه فتعبد له تعبد الخائف، ولهذا قال: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وهذا هو الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه بفؤاده " أي: بقلبه لا رؤية عين، والرؤية بالقلب أقوى من رؤية العين من وجه، والرؤية بالعين أقوى من رؤية القلب من وجه آخر، فباعتبار اليقين وحلاوة الإيمان وذوق الإيمان رؤية القلب أعلى، وباعتبار الإدراك رؤية العين أقوى، لأنه يشاهد الشيء محسوساً أمامه، وهذه المرتبة -أعني: مرتبة الرؤية بالقلب- مرتبة لا ينالها إلا القليل من الناس، أكثر الناس إيمانهم مبني على مجرد الخبر الصادق، وكفى به دليلاً، ولكن اليقين الذي يحصل بعد هذه المرتبة يكون أقوى، وأما قوله في آخر كلامه الا ... الإيمان؟
السائل : " وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان ".
الشيخ : نعم إيمان غيره محض تقليد العميان، يريد بذلك الإيمان الضعيف المهلهل الذي يكاد يكون يقول صاحبه يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، وأما الإيمان الحقيقي فإنه ليس تقليد عميان، لأن الإنسان يؤمن به على أنه حق يشاهده. انتهى
أما بعد: يقول المؤلف ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في شرح مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه يقول: " ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يقوي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهد بالعين، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سماواته على عرشه مطلعاً على عباده، ناظراً إليهم يسمع كلامهم وكأنه يسمعه وهو يتكلم بالوحي ثم يذهب وكأنه يشاهده وهو ... في كل الصفات "
ثم يقول " وبالجملة -هنا الشاهد- فيشاهد بقلبه رباً عرفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل، وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان " فالرجاء الشرح ولو قليلاً بارك الله فيكم؟
الشيخ : هو لا شك أن اليقين يتفاوت تفاوتاً عظيماً، فأحياناً يصل بالإنسان إلى أن يكون اليقين المخبر به كالمشاهد بعينه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن تعبد الله كأنك تراه ) وهذه المنزلة العليا، فإن لم تكن تراه فتعبد له تعبد الخائف، ولهذا قال: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وهذا هو الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه بفؤاده " أي: بقلبه لا رؤية عين، والرؤية بالقلب أقوى من رؤية العين من وجه، والرؤية بالعين أقوى من رؤية القلب من وجه آخر، فباعتبار اليقين وحلاوة الإيمان وذوق الإيمان رؤية القلب أعلى، وباعتبار الإدراك رؤية العين أقوى، لأنه يشاهد الشيء محسوساً أمامه، وهذه المرتبة -أعني: مرتبة الرؤية بالقلب- مرتبة لا ينالها إلا القليل من الناس، أكثر الناس إيمانهم مبني على مجرد الخبر الصادق، وكفى به دليلاً، ولكن اليقين الذي يحصل بعد هذه المرتبة يكون أقوى، وأما قوله في آخر كلامه الا ... الإيمان؟
السائل : " وحقائق أخبرت بها الرسل فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع فهذا إيمانه يجري مجرى العيان وإيمان غيره فمحض تقليد العميان ".
الشيخ : نعم إيمان غيره محض تقليد العميان، يريد بذلك الإيمان الضعيف المهلهل الذي يكاد يكون يقول صاحبه يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، وأما الإيمان الحقيقي فإنه ليس تقليد عميان، لأن الإنسان يؤمن به على أنه حق يشاهده. انتهى
8 - طلب شرح كلام لابن القيم في المدارج مفاده أن مقام الإحسان يعبد فيه العبد ربه كأنه يراه بالعينان على عرشه ويسمع الوحي منه.............. أستمع حفظ
هل الأفضل أن يدخل مدائن صالح مع البكاء وأخذ العبرة أم الأفضل عدم الدخول ؟
السائل : شيخنا الفاضل تعرضت في تفسير سورة الفجر إلى مدائن صالح فهل الأفضل الدخول لها مع البكاء وأخذ العبرة أم الامتناع من الدخول؟
الشيخ : الأفضل ألا يدخل مدائن صالح فإن دخل فلا يدخل إلا باكياً، وإنما قلنا: الأفضل ألا يدخل، لأن الإنسان قد يدخل على أنه واثق من نفسه أنه سوف يبكي ولكن لا يبكي.
الشيخ : الأفضل ألا يدخل مدائن صالح فإن دخل فلا يدخل إلا باكياً، وإنما قلنا: الأفضل ألا يدخل، لأن الإنسان قد يدخل على أنه واثق من نفسه أنه سوف يبكي ولكن لا يبكي.
اضيفت في - 2005-08-27