سلسلة لقاء الباب المفتوح-067a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير قوله تعالى : " كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا " إلى قوله ".يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى" من سورة الفجر ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأخير في شهر صفر عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، من اللقاء المعروف بـ " لقاء الباب المفتوح "، والذي يكون كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا اليوم هو اليوم السابع والعشرون من شهر صفر.
وكان من عادتنا أن نتكلم على تفسير شيء من آيات الله، وقد انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى: (( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ))
فيُذَكِّر اللهُ سبحانه وتعالى الناس َبيوم القيامة: (( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً )) أي: دكاً بعد دك حتى لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، فتُدَكُّ الجبال، ولا بناء، ولا أشجار، تُمَدُّ الأرض كَما يمَد الأديم، يكون الناس عليها في مكان واحد، يُسْمِعُهُم الداعي، ويَنْفُذُهُم البصر، في هذا اليوم (( يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )) ولكن قد فات الأوان، إلاَّ أننا اليوم في مجال العمل، في زمن المهلة، يمكن للإنسان أن يكتسب لمستقره كما قال مؤمن آل فرعون: (( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار )) متاعٌ يتمتع به الإنسان كما يتمتع المسافر بمتاع السفر حتى ينتهي سفره، فهكذا الدنيا.
واعتبر يا أخي! اعتبر لما يُسْتَقْبَل بما مضى، كل ما مضى كأنه ساعة من نهار، كأننا الآن مخلوقون، فكذلك ما يُسْتَقْبَل سوف يمر بنا سريعاً، ويمضي جميعاً، وينتهي السفر إلى مكان آخر ليس مُسْتَقَرَّاً، إلى الأجداث إلى القبور، ومع هذا فإنها ليست محل استقرار، لقول الله تعالى: (( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )).
سمع أعرابي رجلاً يقرأ هذه الآية فقال: والله ما الزائر بمقيم، ولا بد من مفارقةٍ لهذا المكان، وهذا استنباط قوي وفهم جيد، يؤيده الآيات الكثيرة الصريحة في ذلك، كما في قوله تعالى: (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )).
وذكَّر الله سبحانه وتعالى ما يكون في هذا اليوم فقال: (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )) أي: صفاً بعد صف.
(( وَجَاءَ رَبُّكَ )) وهذا المجيء هو مجيئُه هو عزَّ وجلَّ، لأن الفعل أُسنِد إلى الله، وكل فعل يسند إلى الله فهو قائم به لا بغيره، هذه هي القاعدة في اللغة العربية، والقاعدة في أسماء الله وصفاته: كل ما أسنده الله لنفسه فهو له نفسه لا لغيره.
وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عزَّ وجلَّ، وليس كما حرفه أهل التعطيل، حيث قالوا: إنه جاء أمر الله، فإن هذا إخراجٌ للكلام عن ظاهره بلا دليل.
فنحن من عقيدتنا أن نجري كلام الله ورسوله على ظاهره، وأن لا نحرف فيه، ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه، ولكن كيف هذا المجيء؟ هذا هو الذي لا علم لنا به، لا ندري كيف يجيء.
والسؤال عن مثل هذا بدعة، كما قال الإمام مالك رحمه الله حين سئل عن قوله تعالى: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) كيف استوى؟ سائل يسأل كيف استوى يعني وشلون الاستواء؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرُّحَضاء -يعني: العرق- لشدة هذا السؤال على قلبه، لأنه سؤالٌ عظيم، سؤالُ متنطِّع، سؤالُ متعنِّتٍ أو مبتدعٍ يريد السوء، ثم رفع رأسه، وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
الشاهد الكلمة الأخيرة: السؤال عنه بدعة واعتَبِرْ هذا في جميع صفات الله.
فلو سألَنا سائل قال: إن الله يقول: (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) يعني: آدم، كيف خلقه، كيف خلقه بيده؟ نقول: هذا السؤال بدعة.
قال: أنا أريد العلم، لا أحب أن يخفى علي شيء من صفات ربي، فأريد أن أعلم كيف خَلَقَه! نقول: نحن نسألك أسئلة سهلة.
السؤال الأول: هل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي الله عنهم؟ إما أن يقول: نعم وإما أن يقول: لا، والمتوقع أن يقول: ايش؟ لا.
طيب هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم بكيفية صفات الله عزَّ وجلَّ أم الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيقول: الرسول، إذن: الصحابة أحرص منك على العلم، والمسئول الذي وجَّهوا إليه السؤال أعلم من الذي تسأله، ومع ذلك ما سألوا، لأنهم يلتزمون الأدب مع الله عزَّ وجلَّ، ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم: إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامُنا وعقولُنا بكيفيات صفاته، والله عزَّ وجلَّ يقول في كتابه في الأمور المعقولة: (( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً )) وفي الأمور المحسوسة: (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ )).
فنقول: يا أخي الزم الأدب، لا تسأل كيف خلق الله آدم بيده، فإن هذا بدعة.
وكذلك بقية الصفات، لو سأل: كيف عين الله عزَّ وجلَّ؟ قلنا له: هذا بدعة.
لو سأل: كيف اليد يد الله عزَّ وجلَّ؟ قلنا له: هذا بدعة، وعليك أن تلزم الأدب، وأن لا تسأل عن كيفية صفات الله عزَّ وجلَّ ، لما قال هنا في الآية الكريمة: (( وجاء ربك )) وسأل: كيف يجيء؟ ماذا نقول له؟ أجيبوا؟ نقول: هذا بدعة، هذه قاعدة التزموها، هذا السؤال بدعة، وكل إنسان يسأل عن كيفية صفات الله فهو مبتدع متنطع سائل عما لا يمكن الوصول إليه، فموقفنا من مثل هذه الآية (( وَجَاءَ رَبُّكَ )) أن نؤمن بأن الله يجيء، لكن على أي كيفية؟ الله أعلم.
طيب لو قال قائل: هل يحتمل أن يكون مجيئُه كمجيء الإنسان العادي، أو كمجيء الملِك إلى مكان الاحتفال؟ الجواب: لا، هذا نعلم أنه لا يكون، الدليل: قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) فنحن نعلم النفي، ولا نعلم الإثبات، أي: نعلم أنه لا يمكن أن يأتي على كيفية إتيان البشر، ولكننا لا نثبت الكيفية، وهذا هو الواجب علينا.
وقوله: (( وَالْمَلَكُ )) أل هنا: للعموم، يعني: جميع الملائكة يأتون ينزلون ويحيطون بالخلق، تنزل ملائكة السماء الدنيا، ثم ملائكة السماء الثانية، وهلم جراً، يحيطون بالخلق إظهاراً للعظمة، وإلا فإن الخلق لا يمكن أن يفروا يميناً ولا شمالاً، لكن إظهاراً لعظمة الله وتهويلاً لهذا اليوم العظيم تنزل الملائكة يحيطون بالخلق.
وهذا اليوم يوم مشهود، يشهده الملائكة والإنس والجن والحشرات وكل شيء، (( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ )) فهو يوم عظيم لا ندركه الآن ولا نتصوره، لأنه أعظم مِمَّا يُتَصَوَّر.
الأمر الثالث مما به الإنذار في هذا اليوم، بعد أن عرفنا الأمر الأول، وهو: مجيء الله، ثم صفوف الملائكة، قال: (( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ )) جيء يومئذ ولم يذكر الجائي، لكن قد دلت السنة أنه يؤتى بالنار، تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام منها يقوده سبعون ألف مَلَك، وما أدراك ما قوة الملائكة! قوة ليست كقوة البشر، ولا كقوة الجن، بل هي أعظم وأعظم بكثير، ولهذا لما قال عفريت من الجن لسليمان: (( أَنَا آتِيكَ بِهِ )) بعرش بلقيس (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) فرآه مستقراً عنده، قال العلماء: لأن الرجل هذا دعا الله فحَمَلَتْه الملائكة، فجاءت به إلى سليمان في الشام من اليمن.
فقوة الملائكة عظيمة، وهم يجرون هذه النار بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك.
إذن: هي عظيمة نسأل الله العافية، ونسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها.
هذه النار (( إِذَا رَأَتْهُم )) أي: رأت أهلها (( مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً )) وليس كزفير الطائرات، أو المعدات، زفير تنخلع منه القلوب والعياذ بالله (( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ )) وقال الله عزَّ وجلَّ: (( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ )) تكاد تقطع من شدة الغيظ على أهلها والعياذ بالله، فلهذا أنذرنا الله تعالى منها.
فهذه ثلاثة أمور كلها إنذار: مجيء الرب جلَّ جلالُه، صفوف الملائكة، الثالث: الإتيان بجهنم.
(( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى )) يتذكر ويتعظ، لكن أنَّى له الاتعاظ، فات الأوان، انقطع الاتعاظ بحضور الأجل في الدنيا قبل أن يصل الإنسان إلى الآخرة، (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ )).
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتعظين بآياته، ونسأله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً، ورزقاً طيباً واسعاً.
والآن إلى الأسئلة، ونبدأ باليمين، والسؤال واحد لكل واحد، ولا نقبل التعليق، ونمشي على القاعدة: أن من غير عنيزة فهم أحق.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأخير في شهر صفر عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، من اللقاء المعروف بـ " لقاء الباب المفتوح "، والذي يكون كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا اليوم هو اليوم السابع والعشرون من شهر صفر.
وكان من عادتنا أن نتكلم على تفسير شيء من آيات الله، وقد انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى: (( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ))
فيُذَكِّر اللهُ سبحانه وتعالى الناس َبيوم القيامة: (( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً )) أي: دكاً بعد دك حتى لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، فتُدَكُّ الجبال، ولا بناء، ولا أشجار، تُمَدُّ الأرض كَما يمَد الأديم، يكون الناس عليها في مكان واحد، يُسْمِعُهُم الداعي، ويَنْفُذُهُم البصر، في هذا اليوم (( يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )) ولكن قد فات الأوان، إلاَّ أننا اليوم في مجال العمل، في زمن المهلة، يمكن للإنسان أن يكتسب لمستقره كما قال مؤمن آل فرعون: (( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار )) متاعٌ يتمتع به الإنسان كما يتمتع المسافر بمتاع السفر حتى ينتهي سفره، فهكذا الدنيا.
واعتبر يا أخي! اعتبر لما يُسْتَقْبَل بما مضى، كل ما مضى كأنه ساعة من نهار، كأننا الآن مخلوقون، فكذلك ما يُسْتَقْبَل سوف يمر بنا سريعاً، ويمضي جميعاً، وينتهي السفر إلى مكان آخر ليس مُسْتَقَرَّاً، إلى الأجداث إلى القبور، ومع هذا فإنها ليست محل استقرار، لقول الله تعالى: (( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )).
سمع أعرابي رجلاً يقرأ هذه الآية فقال: والله ما الزائر بمقيم، ولا بد من مفارقةٍ لهذا المكان، وهذا استنباط قوي وفهم جيد، يؤيده الآيات الكثيرة الصريحة في ذلك، كما في قوله تعالى: (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )).
وذكَّر الله سبحانه وتعالى ما يكون في هذا اليوم فقال: (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )) أي: صفاً بعد صف.
(( وَجَاءَ رَبُّكَ )) وهذا المجيء هو مجيئُه هو عزَّ وجلَّ، لأن الفعل أُسنِد إلى الله، وكل فعل يسند إلى الله فهو قائم به لا بغيره، هذه هي القاعدة في اللغة العربية، والقاعدة في أسماء الله وصفاته: كل ما أسنده الله لنفسه فهو له نفسه لا لغيره.
وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عزَّ وجلَّ، وليس كما حرفه أهل التعطيل، حيث قالوا: إنه جاء أمر الله، فإن هذا إخراجٌ للكلام عن ظاهره بلا دليل.
فنحن من عقيدتنا أن نجري كلام الله ورسوله على ظاهره، وأن لا نحرف فيه، ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه، ولكن كيف هذا المجيء؟ هذا هو الذي لا علم لنا به، لا ندري كيف يجيء.
والسؤال عن مثل هذا بدعة، كما قال الإمام مالك رحمه الله حين سئل عن قوله تعالى: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) كيف استوى؟ سائل يسأل كيف استوى يعني وشلون الاستواء؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرُّحَضاء -يعني: العرق- لشدة هذا السؤال على قلبه، لأنه سؤالٌ عظيم، سؤالُ متنطِّع، سؤالُ متعنِّتٍ أو مبتدعٍ يريد السوء، ثم رفع رأسه، وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
الشاهد الكلمة الأخيرة: السؤال عنه بدعة واعتَبِرْ هذا في جميع صفات الله.
فلو سألَنا سائل قال: إن الله يقول: (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) يعني: آدم، كيف خلقه، كيف خلقه بيده؟ نقول: هذا السؤال بدعة.
قال: أنا أريد العلم، لا أحب أن يخفى علي شيء من صفات ربي، فأريد أن أعلم كيف خَلَقَه! نقول: نحن نسألك أسئلة سهلة.
السؤال الأول: هل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي الله عنهم؟ إما أن يقول: نعم وإما أن يقول: لا، والمتوقع أن يقول: ايش؟ لا.
طيب هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم بكيفية صفات الله عزَّ وجلَّ أم الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيقول: الرسول، إذن: الصحابة أحرص منك على العلم، والمسئول الذي وجَّهوا إليه السؤال أعلم من الذي تسأله، ومع ذلك ما سألوا، لأنهم يلتزمون الأدب مع الله عزَّ وجلَّ، ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم: إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامُنا وعقولُنا بكيفيات صفاته، والله عزَّ وجلَّ يقول في كتابه في الأمور المعقولة: (( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً )) وفي الأمور المحسوسة: (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ )).
فنقول: يا أخي الزم الأدب، لا تسأل كيف خلق الله آدم بيده، فإن هذا بدعة.
وكذلك بقية الصفات، لو سأل: كيف عين الله عزَّ وجلَّ؟ قلنا له: هذا بدعة.
لو سأل: كيف اليد يد الله عزَّ وجلَّ؟ قلنا له: هذا بدعة، وعليك أن تلزم الأدب، وأن لا تسأل عن كيفية صفات الله عزَّ وجلَّ ، لما قال هنا في الآية الكريمة: (( وجاء ربك )) وسأل: كيف يجيء؟ ماذا نقول له؟ أجيبوا؟ نقول: هذا بدعة، هذه قاعدة التزموها، هذا السؤال بدعة، وكل إنسان يسأل عن كيفية صفات الله فهو مبتدع متنطع سائل عما لا يمكن الوصول إليه، فموقفنا من مثل هذه الآية (( وَجَاءَ رَبُّكَ )) أن نؤمن بأن الله يجيء، لكن على أي كيفية؟ الله أعلم.
طيب لو قال قائل: هل يحتمل أن يكون مجيئُه كمجيء الإنسان العادي، أو كمجيء الملِك إلى مكان الاحتفال؟ الجواب: لا، هذا نعلم أنه لا يكون، الدليل: قوله تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) فنحن نعلم النفي، ولا نعلم الإثبات، أي: نعلم أنه لا يمكن أن يأتي على كيفية إتيان البشر، ولكننا لا نثبت الكيفية، وهذا هو الواجب علينا.
وقوله: (( وَالْمَلَكُ )) أل هنا: للعموم، يعني: جميع الملائكة يأتون ينزلون ويحيطون بالخلق، تنزل ملائكة السماء الدنيا، ثم ملائكة السماء الثانية، وهلم جراً، يحيطون بالخلق إظهاراً للعظمة، وإلا فإن الخلق لا يمكن أن يفروا يميناً ولا شمالاً، لكن إظهاراً لعظمة الله وتهويلاً لهذا اليوم العظيم تنزل الملائكة يحيطون بالخلق.
وهذا اليوم يوم مشهود، يشهده الملائكة والإنس والجن والحشرات وكل شيء، (( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ )) فهو يوم عظيم لا ندركه الآن ولا نتصوره، لأنه أعظم مِمَّا يُتَصَوَّر.
الأمر الثالث مما به الإنذار في هذا اليوم، بعد أن عرفنا الأمر الأول، وهو: مجيء الله، ثم صفوف الملائكة، قال: (( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ )) جيء يومئذ ولم يذكر الجائي، لكن قد دلت السنة أنه يؤتى بالنار، تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام منها يقوده سبعون ألف مَلَك، وما أدراك ما قوة الملائكة! قوة ليست كقوة البشر، ولا كقوة الجن، بل هي أعظم وأعظم بكثير، ولهذا لما قال عفريت من الجن لسليمان: (( أَنَا آتِيكَ بِهِ )) بعرش بلقيس (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) فرآه مستقراً عنده، قال العلماء: لأن الرجل هذا دعا الله فحَمَلَتْه الملائكة، فجاءت به إلى سليمان في الشام من اليمن.
فقوة الملائكة عظيمة، وهم يجرون هذه النار بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك.
إذن: هي عظيمة نسأل الله العافية، ونسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها.
هذه النار (( إِذَا رَأَتْهُم )) أي: رأت أهلها (( مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً )) وليس كزفير الطائرات، أو المعدات، زفير تنخلع منه القلوب والعياذ بالله (( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ )) وقال الله عزَّ وجلَّ: (( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ )) تكاد تقطع من شدة الغيظ على أهلها والعياذ بالله، فلهذا أنذرنا الله تعالى منها.
فهذه ثلاثة أمور كلها إنذار: مجيء الرب جلَّ جلالُه، صفوف الملائكة، الثالث: الإتيان بجهنم.
(( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى )) يتذكر ويتعظ، لكن أنَّى له الاتعاظ، فات الأوان، انقطع الاتعاظ بحضور الأجل في الدنيا قبل أن يصل الإنسان إلى الآخرة، (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ )).
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتعظين بآياته، ونسأله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً، ورزقاً طيباً واسعاً.
والآن إلى الأسئلة، ونبدأ باليمين، والسؤال واحد لكل واحد، ولا نقبل التعليق، ونمشي على القاعدة: أن من غير عنيزة فهم أحق.
1 - تفسير قوله تعالى : " كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا " إلى قوله ".يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى" من سورة الفجر ؟ أستمع حفظ
ما حكم الطواف حول الكعبة عن الميت ؟ وهل للسبع ركعتين ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم ما حكمُ أخذِ السُّبُع، الطواف حول الكعبة عن الميت؟ وهل للسُّبُع ركعتين مثل الطواف؟ ثم الذين يذهبون يأخذون عمرة وعمرتين مجتمعين، ما حكم ذلك؟ أفيدونا وفقكم الله.
الشيخ : جمعتَ ثلاثة أسئلة يا أخي!
طواف الإنسان عن الميت، الصحيح: أنه جائز، وأن الميت ينتفع به، ويصل إليه ثوابه، لكن هناك شيء خير منه، وهو الدعاء للميت، فالدعاء للميت أفضل من الاعتمار له، ومن الحج له، ومن الطواف له، ومن القراءة له، ومن الصلاة له، ومن الصيام له، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فَعَدَل النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل إلى الدعاء، مع أن الحديث في العمل، ولم يقل: أو ولد صالح يعمل له.
فنقول: إن فعل الإنسان وطاف حول الكعبة بنية أنه لفلان فلا بأس، لكن لو طاف لنفسه ودعا للميت كان أحسن.
والصلاة أي: صلاة الركعتين خلف المقام تتبع الطواف، فكلما طاف الإنسان فإنه يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم. نعم أي نعم اللي من غير عنيزة
الحمد لله رب العالمين .
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم ما حكمُ أخذِ السُّبُع، الطواف حول الكعبة عن الميت؟ وهل للسُّبُع ركعتين مثل الطواف؟ ثم الذين يذهبون يأخذون عمرة وعمرتين مجتمعين، ما حكم ذلك؟ أفيدونا وفقكم الله.
الشيخ : جمعتَ ثلاثة أسئلة يا أخي!
طواف الإنسان عن الميت، الصحيح: أنه جائز، وأن الميت ينتفع به، ويصل إليه ثوابه، لكن هناك شيء خير منه، وهو الدعاء للميت، فالدعاء للميت أفضل من الاعتمار له، ومن الحج له، ومن الطواف له، ومن القراءة له، ومن الصلاة له، ومن الصيام له، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) فَعَدَل النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل إلى الدعاء، مع أن الحديث في العمل، ولم يقل: أو ولد صالح يعمل له.
فنقول: إن فعل الإنسان وطاف حول الكعبة بنية أنه لفلان فلا بأس، لكن لو طاف لنفسه ودعا للميت كان أحسن.
والصلاة أي: صلاة الركعتين خلف المقام تتبع الطواف، فكلما طاف الإنسان فإنه يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم. نعم أي نعم اللي من غير عنيزة
طلب كلمة عن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ؟ فائدة في عدم تكلم الشيخ في الأشخاص بأعيانهم وأن الأمور تعلق بالأوصاف لا بالأشخاص وفي الفرق بين تقويم الشخص وبين التحذير من الشخص.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة شيخنا نتوجه إليكم بهذا السؤال وهو: أنه من أهل العلم والعمل المشهود لهم بالخير والجهاد في الدعوة في هذا العصر فضيلة شيخنا عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه الله تعالى فنرجو من فضيلتكم إبداء ما تعلمونه عن هذا الشيخ؟ وهذا يعني من الأمانة التي في أعناقنا لهذا الشيخ، وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتحدث عن شخص بعينه، لكننا نقول: كل إنسان له قدم صدق في الأمة الإسلامية من أول الأمة إلى آخرها لا شك أنه يُحْمَد على ما قام به من الخير.
وثانياً: نقول كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى فإنه لا يخلو من زلل، سواءً كان سببه إما الجهل أو الغفلة، أو غير ذلك، لكن المنصف كما قال ابن رجب رحمه الله في خطبة كتابه " القواعد ": ( المنصف من اغتفر قليلَ خطأِ المرء في كثير صوابه ) ولا أحد يأخذ الزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيهاً بالنساء، فإن المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله ثم رأت منك سيئة قالت: لَمْ أرَ خيراً قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة -أي: بمثابة الأنثى- يأخذ الزلة الواحدة ويغفل عن الحسنات الكثيرة.
وهذه القاعدة، أعني: أننا لا نتكلم عن الأشخاص بأعيانهم، لا في مجالسنا في مقام التدريس، ولا في اللقاءات، ولا فيما يورَد إلينا من الأسئلة، أقول: هذه القاعدة نحن ماشون عليها، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا عليها، لأن الكلام عن الشخص بعينه قد يثير تحزبات وتعصبات، والواجب أن نعلق الأمور بالأوصاف لا بالأشخاص، نقول: من عمل كذا فيستحق كذا، ومن عمل كذا فيستحق كذا، سواءً من خير أو من شر، ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص يجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل، وعندما نحذر من خطأ شخص نذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة أن تذكر المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإنه سيبقى السامع متذبذباً، فلكل مقام مقال.
من أراد أن يتكلم عن شخص على وجه التقويم فالواجب عليه أن يذكر محاسنه ومساوئه، وأقول: إذا اقتضت المصلحة ذلك، وإلا فالكف عن مساوئ المسلمين هو الخير.
وأما من أراد أن يُحذِّر من خطأ فهذا يذكر الخطأ، وإذا أمكن أن لا يذكر قائله فهو خير أيضاً، لأن المقصود هو هداية الخلق. نعم
فضيلة شيخنا نتوجه إليكم بهذا السؤال وهو: أنه من أهل العلم والعمل المشهود لهم بالخير والجهاد في الدعوة في هذا العصر فضيلة شيخنا عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه الله تعالى فنرجو من فضيلتكم إبداء ما تعلمونه عن هذا الشيخ؟ وهذا يعني من الأمانة التي في أعناقنا لهذا الشيخ، وجزاك الله خيراً؟
الشيخ : ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتحدث عن شخص بعينه، لكننا نقول: كل إنسان له قدم صدق في الأمة الإسلامية من أول الأمة إلى آخرها لا شك أنه يُحْمَد على ما قام به من الخير.
وثانياً: نقول كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى فإنه لا يخلو من زلل، سواءً كان سببه إما الجهل أو الغفلة، أو غير ذلك، لكن المنصف كما قال ابن رجب رحمه الله في خطبة كتابه " القواعد ": ( المنصف من اغتفر قليلَ خطأِ المرء في كثير صوابه ) ولا أحد يأخذ الزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيهاً بالنساء، فإن المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله ثم رأت منك سيئة قالت: لَمْ أرَ خيراً قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة -أي: بمثابة الأنثى- يأخذ الزلة الواحدة ويغفل عن الحسنات الكثيرة.
وهذه القاعدة، أعني: أننا لا نتكلم عن الأشخاص بأعيانهم، لا في مجالسنا في مقام التدريس، ولا في اللقاءات، ولا فيما يورَد إلينا من الأسئلة، أقول: هذه القاعدة نحن ماشون عليها، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا عليها، لأن الكلام عن الشخص بعينه قد يثير تحزبات وتعصبات، والواجب أن نعلق الأمور بالأوصاف لا بالأشخاص، نقول: من عمل كذا فيستحق كذا، ومن عمل كذا فيستحق كذا، سواءً من خير أو من شر، ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص يجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل، وعندما نحذر من خطأ شخص نذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة أن تذكر المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإنه سيبقى السامع متذبذباً، فلكل مقام مقال.
من أراد أن يتكلم عن شخص على وجه التقويم فالواجب عليه أن يذكر محاسنه ومساوئه، وأقول: إذا اقتضت المصلحة ذلك، وإلا فالكف عن مساوئ المسلمين هو الخير.
وأما من أراد أن يُحذِّر من خطأ فهذا يذكر الخطأ، وإذا أمكن أن لا يذكر قائله فهو خير أيضاً، لأن المقصود هو هداية الخلق. نعم
3 - طلب كلمة عن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ؟ فائدة في عدم تكلم الشيخ في الأشخاص بأعيانهم وأن الأمور تعلق بالأوصاف لا بالأشخاص وفي الفرق بين تقويم الشخص وبين التحذير من الشخص. أستمع حفظ
عند صب القهوة فهل الأفضل البدء بالكبير أم بالذي يجلس على اليمين ؟
السائل : فضيلة الشيخ.
الشيخ : من عنيزة؟
السائل : لا، من البكيرية.
الشيخ : طيب.
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله إذا أراد الإنسان صب القهوة أو دخل إلى المجلس فبمن يبدأ؟ هل يبدأ باليمين وإن كانوا صغاراً؟ أم بمن حفظكم الله؟
الشيخ : يبدأ بالأكبر أكبر القوم يبدأ به، ثم يبدأ بمن على يمينه هو، ما هو عن يمين الكبير، مثلاً: إذا دخل فصدر المجلس معروف أنه يكون فيه الكبراء، يعمد إلى صدر المجلس ثم يعطي الكبير، ثم يأخذ عن يمينه هو، والذي عن يمينه سيكون هو الذي عن يسار هذا الكبير، لأن التيامن هو الأفضل، فنحن أعطينا الأكبر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كَبِّر كَبِّر ) ثم نعطي الأيمن.
أما لو كان الإناء واحداً وأعطيناه الأكبر وفرغ منه فإنه يعطيه مَن على يمينه ولو كان صغيراً، كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الشيخ : من عنيزة؟
السائل : لا، من البكيرية.
الشيخ : طيب.
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله إذا أراد الإنسان صب القهوة أو دخل إلى المجلس فبمن يبدأ؟ هل يبدأ باليمين وإن كانوا صغاراً؟ أم بمن حفظكم الله؟
الشيخ : يبدأ بالأكبر أكبر القوم يبدأ به، ثم يبدأ بمن على يمينه هو، ما هو عن يمين الكبير، مثلاً: إذا دخل فصدر المجلس معروف أنه يكون فيه الكبراء، يعمد إلى صدر المجلس ثم يعطي الكبير، ثم يأخذ عن يمينه هو، والذي عن يمينه سيكون هو الذي عن يسار هذا الكبير، لأن التيامن هو الأفضل، فنحن أعطينا الأكبر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كَبِّر كَبِّر ) ثم نعطي الأيمن.
أما لو كان الإناء واحداً وأعطيناه الأكبر وفرغ منه فإنه يعطيه مَن على يمينه ولو كان صغيراً، كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
هل الإستعاذة بالله في الصلاة تكون في كل ركعة أم في الأولى فقط ؟
السائل : فضيلة الشيخ هل الاستعاذة من الشيطان الرجيم في الصلاة هل تكون في الركعة الأولى؟ أم في جميع الصلاة؟
الشيخ : نعم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في الصلاة سنة، واختلف العلماء رحمهم الله: هل يستعيذ في كل ركعة أو في الركعة الأولى فقط؟ فيها قولان: والذي يظهر لي: أن قراءة الصلاة واحدة، فتكون الاستعاذة في أول ركعة، إلا إن حدث ما يوجب الاستعاذة كما لو انفتحت عليه باب الوساوس، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا انفتحت عليه باب الوساوس أن يتفل عن يساره ثلاثاً، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
الشيخ : نعم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في الصلاة سنة، واختلف العلماء رحمهم الله: هل يستعيذ في كل ركعة أو في الركعة الأولى فقط؟ فيها قولان: والذي يظهر لي: أن قراءة الصلاة واحدة، فتكون الاستعاذة في أول ركعة، إلا إن حدث ما يوجب الاستعاذة كما لو انفتحت عليه باب الوساوس، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا انفتحت عليه باب الوساوس أن يتفل عن يساره ثلاثاً، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
هل يجوز إخراج الأطفال الذين لا يحسنون الصلاة من الصف أم يتركون؟
السائل : فضيلة الشيخ بالنسبة للأطفال اللي ما يحسنون الصلاة، يتلفتون، أو يركعون ولا يسجدون معنا، هل يجوز إخراجهم من الصف أو يُتركون؟
الشيخ : الأطفال الصغار إن حصل منهم أذية فإنهم يُخْرَجون، لكن كيف يكون إخراجهم؟ ليس بالزجر والصياح عليهم.
إخراجهم بأن يتصلوا بأولياء أمورهم، ويقال: يا فلان، إن ابنك أو أخاك يشوِّش علينا، حتى يكون كفُّه عن المسجد من قِبَل ولي أمره، وأنت تعلم أنك لو صحت بهذا الصبي انزعج وكره المسجد، وكره الحضور إليه، وربما يكون في قلب وليه شيء عليك، لكن إذا أتيت الأمر من بابه صار أحسن، أما إذا كان صبيًّا لا يحصل منه أذية، لا بقوله ولا بفعله، فإنه لا يجوز إخراجه من المسجد، ولا تحويله من مكانه، ولو كان في مُقَدَّم الصف إلى مكان آخر، بل يبقى في مكانه، ولو كان خلف الإمام، لأن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو أحق به، وقد ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مكانه ويجلس فيه ) .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز تحويل الصغار من الصف الأول إلى الثاني، فإن جاء رجال بالغون حولناهم من الثاني إلى الثالث، وهكذا حتى يكونوا في آخر المسجد، بناءً على قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) أولو الأحلام يعني: البالغين، والنُّهى يعني: العقلاء، ولكن في الاستدلال بهذا الحديث على هذه المسألة نظر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) يريد حث هؤلاء على التقدم حتى يَلُوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كان يريد طرد الصغار من الصف الأول وما أشبه ذلك لقال: لا يَلِنِي منكم إلا أولو الأحلام والنهى، فلو كانت عبارة الحديث: لا يَلِنِي إلا أولو الأحلام، لقلنا: هذا نهي عن أن يَلِيه الصغار أو المجانين فيُحوَّلون إلى مكان آخر
ثم إن في تحويل الصغار من الصفوف المقدَّمة حتى يكونوا في آخر صف، هذا مما يزيد كراهتهم للمسجد وأهل المسجد، ومما يزيد تشويشهم أيضاً، لأنهم إن كانوا صفاً واحداً كَثُر منهم التشويش واللغط، بخلاف ما إذا كانوا بين الناس.
نعم لو فرضنا أنه كان إلى جنبك صبيان، وخشيتَ أن يعبثا فلا بأس أن تفرق بينهما، درءاً لِمَا يُخشى من المفسدة.
الشيخ : الأطفال الصغار إن حصل منهم أذية فإنهم يُخْرَجون، لكن كيف يكون إخراجهم؟ ليس بالزجر والصياح عليهم.
إخراجهم بأن يتصلوا بأولياء أمورهم، ويقال: يا فلان، إن ابنك أو أخاك يشوِّش علينا، حتى يكون كفُّه عن المسجد من قِبَل ولي أمره، وأنت تعلم أنك لو صحت بهذا الصبي انزعج وكره المسجد، وكره الحضور إليه، وربما يكون في قلب وليه شيء عليك، لكن إذا أتيت الأمر من بابه صار أحسن، أما إذا كان صبيًّا لا يحصل منه أذية، لا بقوله ولا بفعله، فإنه لا يجوز إخراجه من المسجد، ولا تحويله من مكانه، ولو كان في مُقَدَّم الصف إلى مكان آخر، بل يبقى في مكانه، ولو كان خلف الإمام، لأن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو أحق به، وقد ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مكانه ويجلس فيه ) .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز تحويل الصغار من الصف الأول إلى الثاني، فإن جاء رجال بالغون حولناهم من الثاني إلى الثالث، وهكذا حتى يكونوا في آخر المسجد، بناءً على قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) أولو الأحلام يعني: البالغين، والنُّهى يعني: العقلاء، ولكن في الاستدلال بهذا الحديث على هذه المسألة نظر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ) يريد حث هؤلاء على التقدم حتى يَلُوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كان يريد طرد الصغار من الصف الأول وما أشبه ذلك لقال: لا يَلِنِي منكم إلا أولو الأحلام والنهى، فلو كانت عبارة الحديث: لا يَلِنِي إلا أولو الأحلام، لقلنا: هذا نهي عن أن يَلِيه الصغار أو المجانين فيُحوَّلون إلى مكان آخر
ثم إن في تحويل الصغار من الصفوف المقدَّمة حتى يكونوا في آخر صف، هذا مما يزيد كراهتهم للمسجد وأهل المسجد، ومما يزيد تشويشهم أيضاً، لأنهم إن كانوا صفاً واحداً كَثُر منهم التشويش واللغط، بخلاف ما إذا كانوا بين الناس.
نعم لو فرضنا أنه كان إلى جنبك صبيان، وخشيتَ أن يعبثا فلا بأس أن تفرق بينهما، درءاً لِمَا يُخشى من المفسدة.
ما حكم قتل ما آذى من الحيوانات الأليفة كالهرة وغيرها ؟
السائل : أحسن الله إليك عفا الله عنك يا شيخ ما حكم قَتْلِ ما آذى من الحيوان كالهر وغيره؟
الشيخ : من الحيوانات ايش؟
السائل : ما آذى، يتفاقم أذاهم.
الشيخ : نعم.
السائل : حكم قتله؟
الشيخ : نعم الحيوانات تنقسم إلى قسمين: قسم طبيعته الأذى فهذا يُسَنُّ قتله، سواءً كان مِمَّا نص عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كالعقرب، والفأرة، والكلب العقور، أو كان مِمَّا سواه ممن يشاركه في علة الحكم وهو الأذية، ولهذا قال العلماء: يُسَنُّ قتل كل مُؤذٍ، هذا تقتله إذا كان من عادته الأذى حتى وإن لم يؤذِك، لأنه إن لم يؤذِ هذه المرة آذى في المرة الأخرى.
والقسم الثاني: ما لا أذية فيه ولا مضرة فهذا لا يُقَتَل، ولكنه ليس حراماً، ليس قتله حراماً، إلا أن الأولى عدم قتله، فإن آذاك فلك أن تقتله دفعاً لأذاه، وإنما قلنا: إن الأولى عدم قتله إذا لم يؤذِك، لأن الحيوانات والحشرات من حيث ورود الشرع في حقها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم أُمِرَ بقتله، وقسم نُهِيَ عن قتله، وقسم سُكِتَ عنه.
فالذي أُمِرَ بقتله، مثل: العقرب، والفأرة، والكلب العقور، الحيَّة، الوزغ، وما أشبها.
والذي نُهِي عن قتله، مثل: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد.
والمسكوت عنه بقية الحيوانات والحشرات، فهذه مسكوت عنها، فالأولى عدم قتلها، لأن أقل ما فيها أنها إزهاق روح بغير سبب.
ثم إن بعض العلماء قال: إنها ما دامت حية فهي تسبح الله عزَّ وجلَّ، وإذا ماتت انقطع التسبيح، فقتلك إياها يعني: إتلافها بحيث لا تسبح.
وعلى كل حال، فالحكم كما قلت لكم أولًا أن الأولى عدم قتلها ما لم تؤذِك، إن آذتْك فلا بأس أن تقتلها. نعم
الشيخ : من الحيوانات ايش؟
السائل : ما آذى، يتفاقم أذاهم.
الشيخ : نعم.
السائل : حكم قتله؟
الشيخ : نعم الحيوانات تنقسم إلى قسمين: قسم طبيعته الأذى فهذا يُسَنُّ قتله، سواءً كان مِمَّا نص عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كالعقرب، والفأرة، والكلب العقور، أو كان مِمَّا سواه ممن يشاركه في علة الحكم وهو الأذية، ولهذا قال العلماء: يُسَنُّ قتل كل مُؤذٍ، هذا تقتله إذا كان من عادته الأذى حتى وإن لم يؤذِك، لأنه إن لم يؤذِ هذه المرة آذى في المرة الأخرى.
والقسم الثاني: ما لا أذية فيه ولا مضرة فهذا لا يُقَتَل، ولكنه ليس حراماً، ليس قتله حراماً، إلا أن الأولى عدم قتله، فإن آذاك فلك أن تقتله دفعاً لأذاه، وإنما قلنا: إن الأولى عدم قتله إذا لم يؤذِك، لأن الحيوانات والحشرات من حيث ورود الشرع في حقها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم أُمِرَ بقتله، وقسم نُهِيَ عن قتله، وقسم سُكِتَ عنه.
فالذي أُمِرَ بقتله، مثل: العقرب، والفأرة، والكلب العقور، الحيَّة، الوزغ، وما أشبها.
والذي نُهِي عن قتله، مثل: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد.
والمسكوت عنه بقية الحيوانات والحشرات، فهذه مسكوت عنها، فالأولى عدم قتلها، لأن أقل ما فيها أنها إزهاق روح بغير سبب.
ثم إن بعض العلماء قال: إنها ما دامت حية فهي تسبح الله عزَّ وجلَّ، وإذا ماتت انقطع التسبيح، فقتلك إياها يعني: إتلافها بحيث لا تسبح.
وعلى كل حال، فالحكم كما قلت لكم أولًا أن الأولى عدم قتلها ما لم تؤذِك، إن آذتْك فلا بأس أن تقتلها. نعم
ماهي القاعدة التي ينطلق منها طالب العلم في الأسئلة لأن بعضهم يكثر من الأسئلة تنطعا ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ بعض طلبة العلم يكثر من الأسئلة بقصد الفائدة، ولكن بعضَها يكون فيها بدعة، وبعضَها فيها تَنَطُّع.
الشيخ : بعض ايش؟
السائل : بعض طلبة العلم يَكثر من الأسئلة
الشيخ : يُكثر
السائل : ولكن بعضَها يا شيخ يكون فيها بدعة وتَنَطُّع وكذلك لا حاجة فيها، هل هناك قاعدة ينطلق منها طالب العلم في الأسئلة حتى يفيد نفسه ويفيد غيره؟
الشيخ : طالب العلم ينبغي أن يركز أسئلته على المقرر، لأنه هو الآن مكلف بفهم هذا المقرر، لا تخرج الأسئلة عن غيره، يعني: لا تخرج الأسئلة إلى غيره، يقتصر على المقرر.
وإذا كان هناك مسألة في غير المقرر يسأل عنها في وقت آخر، لأن خروج الأسئلة عن موضوع الدرس مثلاً توجِب تشتت الطلبة، وتعيقهم عَمَّا ينبغي أن يكونوا عليه
الشيخ : بعض ايش؟
السائل : بعض طلبة العلم يَكثر من الأسئلة
الشيخ : يُكثر
السائل : ولكن بعضَها يا شيخ يكون فيها بدعة وتَنَطُّع وكذلك لا حاجة فيها، هل هناك قاعدة ينطلق منها طالب العلم في الأسئلة حتى يفيد نفسه ويفيد غيره؟
الشيخ : طالب العلم ينبغي أن يركز أسئلته على المقرر، لأنه هو الآن مكلف بفهم هذا المقرر، لا تخرج الأسئلة عن غيره، يعني: لا تخرج الأسئلة إلى غيره، يقتصر على المقرر.
وإذا كان هناك مسألة في غير المقرر يسأل عنها في وقت آخر، لأن خروج الأسئلة عن موضوع الدرس مثلاً توجِب تشتت الطلبة، وتعيقهم عَمَّا ينبغي أن يكونوا عليه
اضيفت في - 2005-08-27