السائل : فضيلة الشيخ : بعض المساجد والجوامع يلحق بها غرف يقام فيها مكتبة أو بعضها فارغة وبعضها مستودعات، هذه الغرف ضمن سوار المسجد فهل يصح الاعتكاف فيها؟ وهل تعتبر بمثابة القبة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضربها عندما أراد الاعتكاف؟ وما هو القول الراجح في أول بدأ الاعتكاف وآخره جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : الحجرة التي تكون داخل سور المسجد من المسجد، سواء كانت مكتبة أو مستودعا أو غير ذلك حكمها حكم المسجد، إذا دخل الإنسان يصلي ركعتين قبل أن يجلس، وإذا اعتكف فيها صح، ولا يجوز فيها البيع ولا الشراء، المهم أن لها أحكام المسجد.
وأما الاعتكاف فالصحيح أنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ليلة العشرين، يعني يستقبل ليلة واحد وعشرين قبل أن تغرب الشمس يوم العشرين فيستقبل ليلة الحادي والعشرين، وينتهي الاعتكاف بغروب الشمس من آخر يوم في رمضان.
السائل : جزاكم الله خير.

السائل : فضيلة الشيخ عفا الله عنا وعنك: ما حكم من يمتنع عن سؤال العلماء بحجة أنه يعلم ويستدل بقوله تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ويقول: لا يجوز لي أن اسأل لأني أعلم بهذا الحكم فما حكم ذلك جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : هذا صحيح إذا كان صادقًا في قوله إنه عالم لا حاجة يسأل العلماء.
السائل : ليس لديه علم يعني.
الشيخ : أما إذا كان ليس لديه علم فإن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبه على تصرفه، يعني لو أن إنسانًا يعلم أن من أكل لحم إبل انتقض وضوءه، هل نقول اذهب اسأل العلماء؟ لا نقول ذلك، لكن إذا قال لا لحم الإبل لا ينقض الوضوء وأنا أعلم بذلك ولست بسائلٍ للعلماء فهذا هو المحذور، أن يدعي لنفسه ما لا يملكه، وأما إذا كان حقا يعلم فلا حاجة للسؤال، نعم.

السائل : هل يجوز فك السحر بالسحر؟
الشيخ : يرى بعض العلماء أنه حرام ولا يجوز، وهذا هو الذي عليه أكثر أهل العلم من السلف والخلف، ويرى بعض العلماء أنه إذا دعت الضرورة لذلك فلا بأس، وأنا لا أفتي فيه بشيء لكن أنقل لك ما علمت من آراء العلماء.

الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك: هل الدم الخارج من الجسم نجس وهل يجب خلع الثياب عند أداء الصلاة؟
الشيخ : الدم الخارج من الجسم إن خرج من السبيلين أي من القبل أو الدبر فهو نجس، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يأمر النساء في الحيض أن يغسلن دم الحيض، وإن خرج من بقية البدن كالرعاف والجرح وما أشبه ذلك فأكثر أهل العلم يرون أنه نجس لكن يعفى عن يسيره، يعني عن الشيء القليل منه حتى ولو أصاب البدن أو الثوب، وبعض العلماء يرى أنه ليس بنجس يقول: لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إن المؤمن لا ينجس ) وكان الصحابة رضي الله عنهم في الجهاد تصيبهم الجراحة وتتلوث أبدانهم وتتلوث ثيابهم بذلك الدم ولم ينقل أنهم أمروا بغسله، ولأن ما انفصل من الآدمي طاهر، فلو قطعت أصبعه مثلًا فالأصبع طاهرة فإذا كانت الأجزاء إذا انفصلت فهي طاهرة فطهارة الدم من باب أولى، على أن الأجزاء التي تنفصل لابد أن يكون فيها دم، لكن الاحتياط أن يغسله إلا أن يكون شيئًا يسيرًا جرت به العادة فلا بأس ألا يغسله، نعم.
السائل : فضيلة الشيخ إذا توضأ الشخص.
الشيخ : لكن لماذا لم تسأل هل ينقض الوضوء أم لا؟ فنقول: إنه لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين، أما ما خرج من بقية البدن فإنه لا ينقض الوضوء سواء كان قليلًا أو كثيرًا، نعم.

السائل : فضيلة الشيخ : إذا توضأ الشخص فلما انتهى وجد جزء من أعضائه لم يكمل وضوؤه فهل يمسح هذا الجزء أم يعيد الوضوء من جديد؟
الشيخ : أولًا قولك هل يمسح لا يستقيم لأنه مافي مسح إلا في الرأس.
السائل : جزء يا شيخ بسيط .
الشيخ : إيه نعم ولو كان جزءا بسيطًا لابد من غسله، لكن يغسله ويغسل ما بعده فمثلًا إذا كان باليدين نقول اغسل هذا الذي لم يصبه الماء وامسح رأسك وأذنيك واغسل رجليك، وإذا كان في الرجلين نقول اغسله فقط لأنه ما بعد الرجلين شيء، نعم.

السائل : يا شيخ جزاك الله خير: قول البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع إلى أن قال أمرنا بعيادة المريض وتشميت العاطس إلى غير ذلك ونهانا عن التختم بالذهب إلى استطرد الأشياء السبع، فهل الآن يا شيخ قول النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا الآن قلنا حنا يا شيخ قبل قليل إن عيادة المريض فرض كفاية.
الشيخ : نعم.
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا فكيف يا شيخ؟
الشيخ : الأمر يقتضي الوجوب.
السائل : إيه نعم.
الشيخ : هذا هو الأصل، لكنه ليس فرض عين لأننا نعلم أن المرضى في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لا يعودهم كل واحد من الصحابة، وتزول وحشة المسلم من إخوانه إذا عاده واحد من الناس أو جماعة حسب الحال، أما أن يقول فرض عين هذا صعب.

السائل : طيب يا شيخ لفظة إذا أتانا حديث يا شيخ وقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أو أمرتم؟
الشيخ : أمرنا أمرنا.
السائل : أمرنا نعم، أو إذا في أحاديث أخرى قال أمرتم أو غير ذلك يشمل الأمر فإذا وجدنا لها صارف فيحمل على الاستحباب وغير ذلك ما نقول إنها واجبة؟
الشيخ : هذا هو الأصل، الأصل أن الأمر يقتضي الوجوب ما لم يوجد له صارف هذا هو الأصل وهو الراجح من كلام الأصوليين، وبعض الأصوليين يقول الأصل في الأمر الاستحباب ما لم يوجد دليل على الوجوب.

السائل : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ : يوجد في بلادنا بعض الناس يسمون أبناءهم عبد الرسول وعبد النبي وعبد الرضي وعبد المحمود ونحو ذلك، وبعضهم يسمي مثلًا رحمة الله وجيب الله ودفع الله والله جابوا ونحو ذلك فما الحكم وما تعليقكم أثابكم الله؟
الشيخ : نعم، قال ابن حزم رحمه الله: " اتفق العلماء على تحريم كل اسم معبّد لغير الله إلا عبدالمطلب " فالعلماء مجمعون على أنه لا يعبد الاسم لغير الله، فلا يقال: عبد الرسول ولا عبد النبي ولا عبد الكعبة ولا عبد الرضي وما أشبه ذلك، لا يعبّد إلا بما كان من أسماء الله عز وجل، وأما دفع الله وعطاء الله وهبة الله وما أشبه ذلك فلا بأس.
السائل : جيب.
الشيخ : جيب الله؟
السائل : جاب.
الشيخ : جاب وش معنى جاب عندهم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم لا ماهي بجاء به هذه لغتنا نحن.
السائل : ...
الشيخ : لا، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : لا لابد أن نعرف وش معنى جاب الله؟
السائل : جاد.
الشيخ : لا جاد الله يعني أن هذا من جود الله، لكن جيب ما أدري وش معناها فلا أصدر فيها حكمصا.
السائل : بعضهم يقول معنى جيب الله بمعنى يعني هذا الشخص كثير العطاء والسخاء فكأنها مأخوذة من هذا المعنى وبعضهم يقول.
الشيخ : إذن الجيب جيب الثوب؟
السائل : وبعضهم يقول يا شيخ جيب الله بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أتى به أو يكون هو البكر الوحيد أو أن هذا الرجل ليس له غير هذا.
الشيخ : على كل حال يرجع بارك الله فيك للمعنى.
السائل : نعم.
الشيخ : فإن كان صحيحًا فلا بأس، فإذا قالوا هذا جيب الله بمعنى أنه كثير العطاء فكأنهم يريدون أن يلحقوا عطاء هذا الرجل بعطاء الله عز وجل وهذا لا يجوز، لأنه لا أحد يماثل الله في الكرم فتغير هذه إلى اسم آخر.
السائل : جزاكم الله خيرًا.
الشيخ : نعم.

السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله: السعي في قضاء الدين للوالد عند الحكام وهذا الدين يعني للدولة هل في ذلك شيئًا على دين الشخص من ناحية الدخول على الحكام وطلب قضاء الدين منهم؟
الشيخ : يعني معناه أن والده يطلب الحكومة.
السائل : والده متوفى.
الشيخ : طيب متوفى وله دين على الحكومة.
السائل : والحكومة لها دين عنده.
الشيخ : يعني للحكومة دين عليه؟
السائل : نعم فما حكم الدخول على الحكام يعني لقضاء الدين أو طلب الاستسماح منهم في ذلك؟
الشيخ : يعني لطلب إسقاط الدين؟
السائل : نعم.
الشيخ : هذا لا بأس به إذا كان الوالد لم يخلّف تركة.
السائل : هل يعتبر يا شيخ من؟
الشيخ : أقول إذا كان الوالد لم يخلّف تركة فلا بأس أن يطلب من صاحب الحق سواء حكومة أو غير حكومة أن يسقط الدين، أما إذا خلّف تركة فإن هذا سائل لنفسه في الواقع، لأن الدين يجب أن يقضى من التركة، فإذا ذهب لصاحب الدين وقال أسقطه عن أبي لاسيما إن ظهر بمظهر أنه لم يوجد له تركة فهذا إنما سأل لنفسه فلا يجوز، أما الدخول على ولاة الأمر فلا بأس به، لأن الدخول على ولاة الأمور إذا لم يكن ذلك سببًا لنقص دين العبد فلا بأس به، نعم.

السائل : يا شيخ بالنسبة للمسح على الجوارب هل يشترط فيهما أن يكونا ثقيلين متى تبدأ مدة المسح من اللبس أو من أول حدث بعد اللبس أو من أول يعني.
الشيخ : مسحة.
السائل : من أول مسحة.
الشيخ : لبس الجوارب الخفيفة لا بأس به ويمسح عليها ولو كانت خفيفة، لأن الحكمة من جواز المسح على القدم مشقة النزع واللبس، وليس الحكمة أن الرجل مستورة، ومعلوم أن الجوارب الخفيفة يشق نزعها، ثم لبسها كما يشق نزع ولبس الثقيلة، فالصحيح أن المسح على الجوارب خفيفة كانت أو ثقيلة جائز.
وأما ابتداء مدة المسح فإنه على القول الراجح من أول مرة مسح بعد الحدث وليس من اللبس ولا من الحدث، فمثلًا لو قدّرنا أن رجلًا لبس الجوارب لصلاة الفجر اليوم الخميس ونقض وضوء في الساعة العاشرة، وتوضأ لصلاة الظهر الساعة الثانية عشرة، فابتداء المدة من الساعة الثانية عشرة، فله أن يمسح إلى الثانية عشرة من يوم الجمعة، لكن على كل حال في يوم الجمعة سيعترضه الغسل وإذا أراد الاغتسال فلابد من خلع الجوارب، نعم.

السائل : فضيلة الشيخ : ما هو التوجيه الصحيح لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق آدم على صورته )؟
الشيخ : هذا له توجيهان: التوجيه الأول: أن الحديث على ظاهره إن الله خلق آدم على صورته، لكن بدون مماثلة إذ لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلًا له، والله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقال: (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) والدليل على أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلًا له الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ومعلوم أنهم لا يماثلون القمر ليلة البدر، لكن من حيث الحسن والجمال يكونون على صورة القمر، فنقول: كون الشيء على صورة الشيء لا يلزم منه المماثلة، ونحن نؤمن بالكتاب والسنة فنقول: إن الله ليس كمثله شيء ولو كان الشيء على صورته، ونقول: إن الله خلق آدم على صورته ولا مناقضة.
ومن العلماء من قال على صورته التوجيه الثاني في الحديث: إن الله خلقه على صورة اختارها واجتباها لآدم فيكون المعنى أي معنى الإضافة: التشريف والتكريم كما في قوله تعالى: (( وطهر بيتي للطائفين )) ومعلوم أن الكعبة ليست بيت الله الذي يسكنه بل هو بيته الذي يعظم وكقوله تعالى: (( فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها )) ومعلوم أن هذه الناقة ليست ناقة الله التي يركبها سبحانه وتعالى حاشاه من ذلك، بل أضافها صالح إلى ربه للتشريف، أي: تشريف هذه الناقة وتعظيمها وكلا الوجهين صحيح، لكن الوجه الأول أسلم، لأن الوجه الأول أن الله خلق آدم على صورة من غير مماثلة أبعد عن التأويل وهو متمشٍ على ظاهر النص، نعم.

السائل : شيخ في الحديث أن المؤمنون والمنافقون يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة على صورته التي يعرفونها، ما المقصود بصورته التي يعرفونها؟
الشيخ : التي يعرفونها مما وصف به نفسه عز وجل، فإن الله تعالى قد وصف نفسه لعباده بأنه عظيم وأنه قدير وأنه ذو سلطان وأنه له وجه وله عين وما أشبه ذلك، فهم يعرفونها لا لنظر سابق ولكن لما وصف الله به نفسه، نعم.

السائل : السؤال الله يحفظك: يقول بعض الناس بعض الكتاب العصريين مثل قولهم عدالة السماء أو هدي السماء أو النور العلوي، وكذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبقرية وأنه قائد عالمي هل يصح إطلاق هذه الألفاظ على إطلاقها؟
الشيخ : نعم، هم يريدون بنور السماء وهداية السماء يريدون به نور الله عز وجل لأنه في السماء، ولكن الأفضل أن يعدلوا عن هذه الكلمات، وأن يقول نور الله وهداية الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها ) قال الذي كان في السماء، فإطلاق مثل هذه العبارات يعني يوجب للإنسان التوقف وأن يقال الأفضل أن تضيف الشيء إلى من هو له حقيقة، لأن السماء مجرد السماء ليس فيها هداية وليس فيها نور، وإنما هو نور الله عز وجل وهداية الله.
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عبقري فإن كان الرجل يريد أنه عليه الصلاة والسلام عنده علم بما يتعلق بشؤون الحياة من الشجاعة والكرم وما أشبه ذلك فلا بأس، وإن كان يريد أنه عبقري ولكنه لم ينل هذا المقام إلا بعبقريته لا بكونه رسول الله فهذا لا يجوز، فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام رسول الله ولا شك وهو صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأكرم الناس وأجود الناس وأحسن الناس خلقًا، إيه نعم.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ : شخص يتأذى من طول شعر حواجبه وذلك أنها يعني تتساقط أحيانًا على عينيه ويتحرج من تخفيفها أو إزالتها للحديث الوارد بلعن النامصة والمتنمصة فما توجيهكم لذلك؟
الشيخ : توجيهنا لهذا أنه لا بأس أن يقص من حاجبيه ما يظلل على نظره وبصره، وقد ذكر أصحاب الإمام أحمد رحمه الله أنه كان يأخذ من حاجبيه، فإذا قص ما يؤذيه فلا بأس به ولا إشكال في هذا، والنمص الذي جاء في الحديث هو نتف الشعور وترقيقها، وأما مجرد أن يأخذ الإنسان ما زاد من الشعر من أجل أن ألا يحجبه عن النظر أو أن يدفع ضرره لتساقطه على العين فهذا لا إشكال في جوازه.

السائل : بالنسبة للعن خاص بالمرأة أو عام؟
الشيخ : لا عام، لكنه ذكر في النساء لأن هذا هو الغالب، الغالب أن الذي يستعمل النمص هم النساء، وإلا فهو للرجال وللنساء بل قد يقال في الرجال أشد، لأن النامص يكون متشبهًا بالنساء إذا نمص.

السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله: قوله تعالى: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )) (( وقل للؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) ذلك أزكى لهن
الشيخ : لا، ما في ذلك أزكى لهن (( ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن )).
السائل : حفظك الله، هل هذه الآية خاصة بالنظر إلى النساء الأجنبيات أم تشمل كل الأمور الأخرى مثلًا النظر إلى التلفاز أو الصور أو إلى بعض الجرائد التي فيها صور لتطلع أخبار المسلمين في العالم حفظكم الله؟
الشيخ : الآية لا شك أنها في الأصل النظر إلى النساء نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجال هذا هو الأصل، وأما ما يعرض في التلفاز فإن كان الإنسان ينظر إليه نظر تمتع وشهوة فلا شك في التحريم، وأما إذا كان ينظر إليه نظرًا عاديًّا ففي النفس منه شيء، والأولى أن يتجنب ذلك، فإذا ظهرت مثلًا مذيعة في التلفاز فليغلق التلفاز لأنه يخشى إذا نظر إليها أن يفتتن بها، نعم.
وإلى هنا انتهى هذا اللقاء، وأعتذر من الإخوة الذين جاؤوا في الأسبوع الماضي وكنت لست حاضرًا، لأني نسيت أن أخبرهم في الأسبوع السابق أني لست بحاضر، ونسأل الله لنا ولهم العفو والتوفيق لما فيه الخير والصلاح.

الشيخ : قال بعض العلماء: إن صلاة الجماعة غير واجبة على المسافر مستدلين بحديث الرجلين اللذين صليا في رحالهما ولم ينكر عليهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما هو جواب القائلين بوجوب صلاة الجماعة على المسافر عن ذلك؟
جوابهم أن هذه قضية عين، هذه قضية عين يحتمل أنهما ظنا أن الصلاة قد فاتت ولا يتمكنان من إدراك الجماعة، ويحتمل أنهما جاهلا بوجوب الجماعة ويحتمل أشياء متعددة، وأما وجوب الجماعة على المسافرين فدليلها واضح في القرآن، أمر الله عز وجل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف إذا كان فيهم أن يقيم لهم الجماعة للطائفة الأولى ثم للطائفة الثانية وهذا واضح جلي.
السائل : ولكن النبي لم ينكر عليهم.
الشيخ : نعم، لم ينكر عليهم لأنه عرف حالهم، عرف حالهم، فقضايا الأعيان هذه لا تحكم الألفاظ، العبرة بدلالة الألفاظ، وأما الحوادث التي تحدث ويكون ظاهرها الخلاف أو مخالفًا لدلالة الألفاظ فهذه تحمل على أن هناك أعذارًا أوجبت السكوت عن الإنكار.

الشيخ : يقول: طفلة صغيرة تعلقت بطرف ثوب أمها فسقطت في إناء يغلي فماتت، فهل على أمها شيء؟
الجواب: إذا كانت الأم قد علمت بتعلقها وهو الظاهر وعلمت أن بينها وبينها قدر يغلي فعلى كل حال هي سبب، أما إذا كانت لا تعلم فلا شيء عليها، لأن الطفلة هي التي قتلت نفسها،. نعم

الشيخ : ما الحكم إذا أوصى الميت أن يدفن في المدينة النبوية وهو ليس من سكانها بل في بلد آخر فهل يجوز له ذلك؟ وهل يجب أن تنفذ وصيته؟
الجواب: لا يجب أن تنفذ وصيته أرض الله واسعة، والعبرة بالإنسان إن كان صالحا في أي أرض فسيفتح له باب إلى الجنة وإن كان غير صالح فلو كان في وسط البقيع لم ينفعه ذلك، يقول: ابنكم الطالب عبد الله بن محمد هاه؟

الشيخ : نعم، يقول: رجل لا يستطيع أن يسجد على جبهته لمرض فماذا يفعل؟
يقرب من الأرض ما أمكنه ويسجد على بقية الأعضاء، هاه؟
السائل : نافلة.
الشيخ : نافلة أو فريضة كله واحد، النافلة لا تختلف عن الفريضة إلا في القيام، أعرفت؟ وإنما أوجبنا ذلك لقوله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )).

الشيخ : وهذا آخر سؤال، عقيل حامد يقول: كل ما اتصف به الإنسان من كمال فالله أولى به، فإن كانت هذه القاعدة صحيحة فكيف الجمع بينها وبين كمال الإنسان بالولد؟
أولًا: القاعدة ماهو بعلى هذه، ما يقال كل ما اتصف به الإنسان من كمال، بل يقال: كل كمال فالله أولى به، كل كمال فالله أولى به بدون أن يقيد بالإنسان هذه واحدة.
الشيء الثاني: كمال الإنسان بالولد من أجل بقاء النسل، أما الله عز وجل فهو الآخذ الذي ليس بعده شيء فلا يحتاج إلى الولد، عرفت؟

الشيخ : يقول السؤال الأول: إذا مات الإنسان على الكفر كأن يكون مثلًا من دولة غربية فهل يحكم عليه بأنه في النار أم لا؟
لا نشهد له بأنه بالنار، لكن نقول كل من مات على الكفر فهو في النار، أما في أحكام الدنيا فنحكم له بحكم الكافر، يعني: لا ندعو له بالرحمة ولا يغسل ولا يكفّن ولا يصلى عليه، لكن في الآخرة ما ندري ربما إنه في آخر لحظة من الدنيا يؤمن، ولهذا من مذهب أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لأحد بجنة ولا نار بعينه إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

الشيخ : يقول: كيف الجمع بين حديث: ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ) وحديث أبي أمامة: ( من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الربا ) والأثر المروي عن عمر رضي الله عنه: " إياك والهدية في سبب الشفاعة فإن ذلك من السحت "؟
الجمع بينهما: أن الشافع إنما أراد بذلك وجه الله عز وجل، فإذا أخذ هدية أو مكافأة صار في نيته شيء من إرادة الدنيا، وأما من أهدى إليكم معروفًا فكافئؤه ففي غير هذه المسألة.

الشيخ : هذا فريد الزامل يقول: ضاق مصلى أحد المدارس فصلى المأمومون على يمين الإمام فما الحكم ولمن أفضلية الصف الأول؟ الحكم أنه لا بأس أن يصلوا على يمين الإمام، لكن الأفضل أن يكونوا على يمينه ويساره، وأما الصف الأول فهو الذي وراءه.