تفسير قوله تعالى :" كلا إن الإنسان ليطغى " إلى قوله " ألم يعلم بأن الله يرى "من سورة العلق .
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثالث والثمانون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل يوم خميس، وهذا هو يوم الخميس السابع والعشرون من شهر رجب عام خمسة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بما يسر الله سبحانه وتعالى من تفسير سورة اقرأ، سورة العلق، انتهينا فيها إلى قول الله تبارك وتعالى: (( عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )).
قال الله تعالى: (( كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى )) كلا في القرآن الكريم ترد على عدة معاني منها: أن تكون بمعنى: حقًّا كما في هذه الآية، فكلا بمعنى: حقًّا يعني أن الله تعالى يثبت هذا إثباتًا لا مرية فيه (( إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى )) الإنسان ليس شخصًا معينًا بل المراد الجنس، كل إنسان من بني آدم إذا رأى نفسه استغنى فإنه يطغى من الطغيان وهو مجاوزة الحد، إذا رأى أنه استغنى عن رحمة الله طغى ولم يبالي، إذا رأى أنه استغنى عن الله عز وجل في كشف الكربات وحصول المطلوبات صار لا يلتفت إلى الله ولا يبالي، إذا رأى أنه استغنى بالصحة نسي المرض، وإذا رأى أنه استغنى بالشبع نسي الجوع، إذا رأى أنه استغنى بالكسوة نسي العري وهكذا، فالإنسان من طبيعته الطغيان والتمرد متى رأى نفسه في غنى، ولكن هذا يخرج منه المؤمن، لأن المؤمن لا يرى أنه استغنى عن الله طرفة عين فهو دائمًا مفتقر إلى الله سبحانه وتعالى، يسأل ربه كل حاجة ويلجأ إليه عند كل مكروه، ويرى أنه إن وكله الله إلى نفسه وكله إلى ضعف وعجز وعورة، وأنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا هذا هو المؤمن، لكن الإنسان من حيث هو إنسان من طبيعته الطغيان، وهذا كقوله تعالى (( وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا )).
ثم قال عز وجل مهددا هذا الطاغية: (( إن إلى ربك الرجعى )) أي: المرجع، يعني مهما طغيت وعلوت واستكبرت واستغنيت فإن مرجعك إلى الله عز وجل، كما قال الله تبارك وتعالى: (( إلا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر * إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )) وإذا كان المرجع إلى الله في كل الأمور فإنه لا يمكن لأحد أن يفر من قضاء الله أبدًا ولا من ثواب الله وعدله.
وقوله: (( إن إلى ربك الرجعى )) ربما نقول إنه أعم من الوعيد والتهديد، يعني: أنه يشمل الوعيد والتهديد لكنه ربما يشمل ما هو أعم، فيكون المعنى: أن إلى الله المرجع في كل شيء، في الأمور الشرعية التحاكم إلى أي شيء؟ بسرعة؟ إلى الكتاب والسنة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) الأمور الكونية المرجع فيها إلى من؟ إلى الله (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )) فلا رجوع للعبد إلا إلى الله، كل الأمور ترجع إلى الله عز وجل يفعل ما يشاء، حتى ما يحصل بين الناس من الحروب والفتن والشرور فإن الله هو الذي قدرها، لكنه قدرها لحكمة كما قال الله تعالى: (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )).
إذن (( إن إلى ربك الرجعى )) يكون فيها تهديد لهذا الإنسان الذي طغى حين رأى نفسه مستغنٍ عن ربه، وفيها أيضًا ما هو أشمل وأعم وهو أن المرجع إلى الله تعالى في كل الأمور.
ثم قال: (( أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى )) يعني: أخبرني عن حال هذا الرجل وتعجب من حال هذا الرجل (( الذي ينهى * عبدًا إذا صلى )) فعندنا الآن ناهي وعندنا منهي، فمن هو الناهي؟ الناهي هو طاغية قريش أبو جهل، وكان يسمى في قريش أبا الحكم لأنهم يتحاكمون إليه ويرجعون إليه فاغتر بنفسه والعياذ بالله وشرق بالإسلام ومات على الكفر كما هو معروف، هذا الرجل سماه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا جهل ضد تسميتهم إياه أبا الحكم، وأما المنهي فهو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو العبد (( عبدًا إذا صلى )) أبو جهل قيل له: إن محمدًا يصلي عند الكعبة أمام الناس يفتن الناس ويصدهم عن أصنامهم وآلهتهم، فمر به ذات يوم وهو ساجد فنهاه، نهى النبي عليه الصلاة والسلام وقال لقد نهيتك فلماذا تفعل؟ فانتهره النبي عليه الصلاة والسلام فرجع، ثم قيل: لأبي جهل إنه -أي: محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما زال يصلي فقال: والله لئن رأيته لأطأن عنقه بقدمي ولأرغمن وجهه بالتراب، فلما رآه ذات يوم ساجدًا تحت الكعبة وأقبل عليه يريد أن يبر بيمينه وقسمه، لما أقبل عليه وجد بينه وبينه خندقًا من النار وأهوالًا عظيمة، فنكس على عقبيه وعجز أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا العبد الذي ينهى عبدًا إذا صلى تعجب من حاله كيف يفعل هذا؟ ولهذا جاء في آخر الآيات: (( ألم يعلم بأن الله يرى )) وأنه سيجازيه.
ثم قال: (( أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * )) (( ألم يعلم بأن الله يرى )) أرأيت يعني أخبرني أيها المخاطب إن كان على الهدى من يعني به؟ الناهي أبو جهل أو الساجد محمدًا صلى الله عليه وسلم؟ يعني به الثاني يقول أرأيت إن كان هذا الساجد على الهدى فكيف تنهاه عنه؟ أو أمر بالتقوى قال بعض المفسرين: أو هنا بمعنى الواو يعني وأمر بالتقوى، ولكن الصحيح أنها على بابها للتنويع يعني أرأيت إن كان على الهدى فيما فعل من السجود والصلاة أو أمر غيره بالتقوى، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمر بالتقوى بلا شك فهو صالح بنفسه مصلح لغيره.
(( ألم يعلم بأن الله يرى )) يعني: يرى المنهي وهو الساجد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الآمر بالتقوى ويرى هذا العبد الطاغية الذي ينهى عبدًا إذا صلى (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يرى سبحانه وتعالى علمًا ورؤية، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء مهما خفي ودق، ويعلم كل شيء مهما بعد ومهما كثر أو قل، فيعلم الآمر والناهي يعلم الآمر والناهي ويعلم المصلي والساجد، ويعلم من طغى ومن خضع لله عز وجل، وسيجازي كل إنسان بعمله.
والمقصود من هذا تهديد هذا الذي ينهى عبدًا إذا صلى وبيان أن الله تعالى يعلم بحاله وحال من ينهاه، وسيجازي كلًّا منهما بما يستحق. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الساجدين لله الآمرين بتقوى الله على هدى من الله ونور إنه على كل شيء قدير.
الآن إلى الأسئلة نبدأ بالأيمن.
1 - تفسير قوله تعالى :" كلا إن الإنسان ليطغى " إلى قوله " ألم يعلم بأن الله يرى "من سورة العلق . أستمع حفظ
ما حكم ما يسمى بدرس التقوية واستغلالها استغلالاً سيئاً والأساتذة يعطونهم جزءا من أسئلة الاختبار دون تصريح ؟ وهل يجوز لمن يسجل ولم يدفع في دروس التقوية أن يأخذ دفتر ا من طلاب التقوية ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المعروف أن وزارة المعارف والتعليم تمنع من هذه الدروس دروس التقوية منعًا باتًّا، وبناء على هذا يجب على من علم بهذا المدرس الذي يدرس الطلاب دروس تقوية يجب أن يخبر عنه ولا يحل له أن يسكت، لأن هذا خيانة وتمرّد على أوامر ولاة الأمور، فأقول لهؤلاء الذين يفعلون مثل ما قلت إنهم في الواقع مخالفون لأمر ولاتهم، وبذلك يكونون عصاة لله عز وجل وإنهم خونة لأنهم يعلمون هؤلاء ثم يخبرونهم بالأسئلة التي ستوضع، وربما يغتفرون خطأهم في الإجابة كما ذكرت في السؤال أن العنوان الصحيح لمثل هذه الحال ادفع تنجح، فأنا أحذّر هؤلاء من أن ما فعلهوه فهو خيانة ومعصية لله عز وجل، وما اكتسبوا من المال على ذلك فإنه سحت محرم عليهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية، هذا بالنسبة إلى هؤلاء المخالفين أما بالنسبة لمن علم بحالهم فالواجب عليه أن يبلغ عنهم ولا يسكت.
السائل : طيب يا شيخ حالهم رسمية معلن من قبل إدارة المدرسة.
الشيخ : أقول إذا كانت إدارة المدرسة عندها شيء خلاف ما نعلم فلتبينه يعني أنه مرخص لهم يدرسونهم تقوية.
عندك سؤال؟ تفضل.
2 - ما حكم ما يسمى بدرس التقوية واستغلالها استغلالاً سيئاً والأساتذة يعطونهم جزءا من أسئلة الاختبار دون تصريح ؟ وهل يجوز لمن يسجل ولم يدفع في دروس التقوية أن يأخذ دفتر ا من طلاب التقوية ؟ أستمع حفظ
ما حكم من طلق زوجته مرتين بلفظ واحد وانقضت عدتها .؟
الشيخ : وش قلت؟
السائل : قلت: تراك طالق ثم طالق.
الشيخ : ولا طلقتها قبل هذا.
السائل : أبدًا ما طلقتها.
الشيخ : لا بأس تأخذها بعقد جديد ملكة جديدة تامة.
السائل : أبغى من فضيلتكم ورقة لولي أمرها.
الشيخ : ما تحتاج ورقة هذه كل عالم يفتيك بها لا أنا ولا غيري.
السائل : يعني ما يحتاج ورقة.
الشيخ : لا ما يحتاج.
ما الضابط فيما يسمى بالسياسة في الشرع ؟وما هو الحد الذي يجوز الخوض فيه منها ؟ وما نصيحتكم لتوضيح الأمر .؟
الشيخ : جزاك الله خير.
السائل : يا شيخ مما انتشر عند كثير من الشباب ما يسمى بمفهوم العمل السياسي فما أدري يا شيخ أولًا ما هو الحد المشروع من السياسة الحد الشرعي الذي ورد به الشرع ويجوز فيه الخوض في هذه الأمور السياسية؟ وما هو الضابط الشرعي لهذا الأمر نريد يا شيخ نصيحة منكم لتوضيح هذا الأمر؟
الشيخ : السياسة بارك الله فيك كل الدين سياسة، لأن السياسة مأخوذة من عمل السائس، والسائس هو مدير الحيوان والقائم عليه كسائس الأسد والفيلة ما أشبه ذلك، ومعلوم أن الشريعة كلها سياسة سياسة للخلق فيما يتعلق بعبادة الخالق، وسياسة للخلق فيما بتعلق بمعاملة الناس وسياسة للخلق فيما يتعلق بتدبير الأمور وتصريفها، ومن المعلوم أن السياسة التي لتدبير الأمور وتصريفها لا يمكن أن تكون بيد كل أحد ولا تحت طوع كل إنسان، ولو كانت كذلك للزم أن كل واحد من الأمة أن يكون أميرًا على نفسه وعلى غيره أيضًا، ومن المعلوم أنه من زمن الخلفاء الراشدين والسياسة وتدبير الأمة لها أناس خاصون، الخليفة ومن يختارهم ليكونوا مستشارين لهم، وليست السياسة تلقى في الأسواق ومجامع العامة ويقال ما تقولون في كذا ما تقولون في كذا؟ ولا شك أن الذين يتخبطون في هذه الأمور لا شك أنهم على خلاف مذهب السلف، وأنهم لا يثيرون إلا البلبلة وصد الناس عن ما هو أهم من ذلك بكثير، أرأيت مثلًا العقود السرية وأحوال الحرب وشؤون العلاقات الخارجية مع الناس هل يليق لأي عاقل من عقول بني آدم أن تطرح في الأسواق بين أيدي العامة؟ الإنسان في بيته لا يمكن أن يطلع الناس على مافي بيته، كيف مثلًا دولة حكومة تطلع الناس على كل ما تفعل أو تخبرهم بكل ما تريد؟ من قال هذا؟ بأي كتاب أم بأية سنة أم بأي عمل من عمل الخلفاء الراشدين؟ هل كان عمر أبو بكر قبله بل النبي عليه الصلاة والسلام هل كان إذا أراد شيئًا ذهب إلى الأسواق أو أمر من يذهب إلى الأسواق يقول أني أريد أن أفعل كذا وكذا؟ بل كان إذا أراد غزوة ورى بغيره وهي غزوة يستعد الناس لها إلا في تبوك، فأمور السياسة العامة لا يمكن أن تكون بأيدي العامة ولا بألسنتهم، ومن رام ذلك فقد رام أمرًا لا يمكن لأي عاقل أن يقوله إطلاقًا، هل يمكن أن يطلع العامي الذي في السوق يبيع الخضرة واللحم والخبز وما أشبه ذلك على أسرار الدولة وملفاتها؟ من قال هذا؟
فنصيحتي لهؤلاء الذين ابتلاهم الله تعالى بمثل هذه الأمور أن يراجعوا أنفسهم، ويعلموا أنه ليس من الحكمة أن كل شيء تفعله الدولة يكون بين أيدي الناس، هناك أشياء تدبرها الدولة قد يكون ظاهرها للبسطاء من الناس قد يكون ظاهرها غير صحيح، لكن عند العارفين بالأسباب والنتائج يكون صحيحًا، أليس النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية راجعه من راجعه من الصحابة وهم كبار العقول ولم يعلموا النتيجة؟ وأنا لست أريد أن ألحق حكام الأمة الإسلامية اليوم بالرسول عليه الصلاة والسلام من حيث النصح للأمة والإرشاد والرشاد، لا، لكني أقول: إن مسائل الدولة مسائل خاصة بأناس معينين لا بكل أحد، إيه نعم فأنا أنصحك أنت وأطلب منك أن تؤدي هذه النصيحة إلى كل من تكلموا بهذه الأمور أن يشتغلوا بما هو أهم ويسألوا الله التوفيق للدولة، نعم.
4 - ما الضابط فيما يسمى بالسياسة في الشرع ؟وما هو الحد الذي يجوز الخوض فيه منها ؟ وما نصيحتكم لتوضيح الأمر .؟ أستمع حفظ
هل يجوز لمن تزوج الثانية فذهبت الأولى إلى بيت أبيها وجلست شهراً غضبا فهل له أن يبيت عند الثانية في ليلة ضرتها الغائبة .؟
فضيلة الشيخ : رجل متزوج زوجتين أحدهما زعلت راحت بيتهم في هذه الحال هل يبيت عندها في البيت مافي أحد أو يروح عند الثانية؟
الشيخ : كيف ما فهمت؟
السائل : رجل متزوج زوجتين.
الشيخ : تزوج زوجة على أخرى ولا في عقد واحد؟
السائل : لا لا.
الشيخ : هاه؟
السائل : هو متزوج زوجتين.
الشيخ : يعني زوجة سابقة؟
السائل : إيه.
الشيخ : فتزوج أخرى.
السائل : إيه.
الشيخ : فزعلت الثانية ولا الأولى؟
السائل : الأولى اللي زعلت وراحت بيتها وقعدت شهر والآن في هذه الحال هو كان ينام في المسجد ما يجي ليلتها إلا ينام في المسجد.
الشيخ : لا لا، لا ينام في المسجد.
السائل : يروح عند الجديدة؟
الشيخ : إيه نعم يروح عند الجديدة، لأن الزوجة الأولى هي التي أسقطت حقها، ليس لها الحق أن تخرج من بيت زوجها بمجرد أنه تزوج لأنه لم يفعل منكرًا بل فعل خيرًا، لأنه إذا كان الإنسان قادرًا بماله وقادرًا ببدنه وقادرًا بحكمه فالأفضل أن يتزوج إلى أربع إذا كان يقدر، قادرًا ببدنه يعني نشيط يستطيع أن يقوم بحق المرأتين الحق الخاص، وقادر بماله يستطيع الإنفاق عليهما، قادر بحكمه بينهما بالعدل فليتزوج، كلما كثرت النساء فهو أفضل، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " خير هذه الأمة أكثرها نساء " فالمرأة التي تزعل وتروح لأهلها إذا تزوج عليها زوجها هي التي أسقطت حقها من القسم، فيبقى كل الليالي عند الثانية ومتى شاءت هذيك تأتي، نعم.
5 - هل يجوز لمن تزوج الثانية فذهبت الأولى إلى بيت أبيها وجلست شهراً غضبا فهل له أن يبيت عند الثانية في ليلة ضرتها الغائبة .؟ أستمع حفظ
ما الضابط إذا اختلفت الدول في مطالع هلال رمضان ؟
الشيخ : الرأي الصحيح أن ينظروا إلى ما يقرره علماؤهم هناك وقضاتهم، لأن الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس، وكونهم يقتدون بالدولة الفلانية أو الدولة الفلانية مع أن حكامهم الذين لهم الحكم في هذا لا يرون أن يتبعوهم فهو خطأ منهم فيما نرى، نرى أن يتبعوا قضاتهم إذا حكموا بدخول الشهر لزمهم ما يلزمهم من الإفطار في العيد أو الصوم في دخول الشهر شهر رمضان نعم، فالناس تبع لإمامهم إذا صام صاموا وإذا أفطر أفطروا، نعم.
ما الطريقة النافعة التي إذا قصدها طالب العلم وصل إلى غايته ؟
فضيلة الشيخ : ما هي الطريقة النافعة التي إذا سار عليها طالب العلم حصل له بها ما يريد من نيل الغاية في ذلك؟
الشيخ : أهم شيء إخلاص النية لله عز وجل في طلب العلم بأن لا يقصد في ذلك الرياء وأن يرى مكانه وأن يشار إليه وأن يتبوأ صدور المجالس وما أشبه ذلك، يكون قصده لله عز وجل ليكون عالمًا نافعًا للأمة موجهًا لها إلى الخير، ثم يختار من العلماء من يرى أنه أقرب إلى إفهام الطالب وأغزر علمًا وأقوى إيمانًا بحسب الاستطاعة، والعالم الذي يدرس عنده سوف يوجهه إلى ما يرى أنه أكمل وأفضل بحسب الحال، نعم.
هل يوجد تعارض بين حديث "من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئون به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه " وحديث " من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا من أبواب الربا" فكيف نكافئ من شفع لنا .؟
فضيلة الشيخ : هذان حديثان صحيحان يوهم ظاهرهما التعارض، الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه ) الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح، الحديث الثاني: ( من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الربا ) رواه أبو داود وهو حديث حسن، وهذا الإنسان الذي شفع لأخيه لا شك عمل معه معروفًا فإذا أراد أن يكافئه فكيف يعتبر من الربا أفيدونا جزاكم الله خير؟ وهل يحمل هذا على اشتراط الأجرة أو أخذ أجرة في هذا؟
الشيخ : نعم، أولًا: لا يوجد في القرآن بين آياته تعارض ولا بين السنة الصحيحة تعارض، هذه قاعدة معروفة عند أهل العلم، وإذا قرأت آيتين فظننت أنهما متعارضتان فأعد النظر مرة بعد أخرى، فإن لم تصل إلى نتيجة فاسأل أهل العلم، وكذلك أيضًا يقال في الحديثين الصحيحين كذلك أنه لا يمكن التعارض بينهما، فإن أشكل عليك شيء فأعد النظر مرة بعد أخرى، ثم إن لم يظهر لك الجمع فانظر أي الحديثين أقوى، لأن الأحاديث الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ليست كالقرآن، فهي منقولة بخبر الآحاد وبخبر التواتر، وخبر الآحاد من المعلوم أن بعض المخبرين أقوى من بعض، فانظر أيهما أقوى، فإذا كان كلهما سواء في القوة فاحمل أحدهما على محمل لا يتعارض مع الآخر.
فهذا الحديث وهو من هدية من شفع له أن يهدي إلى الشافع يريد بذلك الشفاعة التي يريدها الإنسان وجه الله عز وجل، فإنه لا يقبل لأن ما أريد به الآخرة لا يكون سببًا لنيل الدنيا، ولأن الشافع الذي يشفع يريد بذلك وجه الله، إذا أعطي هدية فإن نفسه قد تغلبه في المستقبل فينظر في شفاعته إلى مافي أيدي الناس، فلهذا حذّر من قبول الشفاعة، وأما من صنع إليكم معروفًا فكافئؤه فالمراد به ما سوى الشفاعة التي منعت فيكون هذا عامًّا وهذا مخصصًّا.
8 - هل يوجد تعارض بين حديث "من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئون به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه " وحديث " من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا من أبواب الربا" فكيف نكافئ من شفع لنا .؟ أستمع حفظ
ما حكم الدعاء على من يظهر عليهم الشر والأذى فعند رؤيتهم يقترن الفكر بالشر فهل يجوز أن ندعوا بأن يكفينا الله شره فهل هذا من التطير ؟
السائل : أول شيء ودنا نذكر لك إننا نحبك في الله.
الشيخ : أحبكم الله الذي أحببتنا فيه.
السائل : الله يجعلنا وإياكم تحت ظل عرشه إن شاء الله.
السؤال يا شيخ لأناس نلتقي بهم كثيرًا ويظهر عليهم الشر.
الشيخ : إيش؟
السائل : يظهر عليهم شر والأذى يعني فعند رؤيتهم يقترن الفكر بالشر هل يجوز أن ندعي عليهم أو يعني نسأل الله أن يفكنا من شرهم هل هذا من التطير السؤال؟
الشيخ : إذا وجدت قرائن تدل على أن هذا يريد بك الشر فلا بأس أن تقول، بل لا بأس أن تدعو فتقول: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، وأن تأخذ حذرك منهم، أما مجرد الوهم فإن الأولى إحسان الظن بالمسلم هذا هو الأصل ما لم يوجد قرائن قوية تنقل عن هذا الأصل إلى إساءة الظن، لكن قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) وهذا شيء يجده الإنسان في نفسه تلقى شخصًا في السوق لا تعرفه ولا رأيته قبل ذلك أبدًا فتجد نفسك تميل إليه وهو كذلك، لأن الأرواح تآلفت وتعارفت وهذا أمر سري ما ندري عنه، وتلاقي بعض الناس لم تره من قبل ولم تجتمع به فتجد نفسك نافرة منه، كما أنه كذلك، وهذا شيء مجرب واقع، لكن الأصل في المسلم السلامة، فإن وجدت قرائن تدل على أنه يريد الشر إما من نظرات أو حركاته أو ما أشبه ذلك فخذ حذرك منه، وادع الله تعالى بما سمعت: اللهم إني أجعلك في نحره، وأعوذ بك من شره.