سلسلة لقاء الباب المفتوح-084a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير ما تبقى من سورة العلق من قوله تعالى :" أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ... ".
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو المجلس الرابع والثمانون من لقاء الباب المفتوح والذي يتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الرابع من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نفتتحه بالكلام على ما تبقى من تفسير سورة العلق.
قال الله تبارك وتعالى: (( أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى )) كل هذا للتهديد، تهديد هذا الرجل الذي كان ينهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة حتى إنه توعده وقال: لأطأن عنقه إذا سجد ولكن أبى الله تعالى ذلك، فقد هم ولكنه نكص على عقبيه ورأى أهوالًا عظيمة حالت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله: (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يحتمل أن تكون من الرؤية بالعين ويحتمل أن تكون من رؤية العلم وكلاهما صحيح، فالرب عز وجل يرى بعلمه ويرى ببصره جل وعلا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمراد بهذه الجملة: التهديد، يعني ألم يعلم هذا الرجل أن الله تعالى يراه ويعلمه وهو سبحانه وتعالى محيط بعمله فيجازيه عليه إما في الدنيا وإما في الدنيا والآخرة.
ثم قال: (( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية )) كلا هذه بمعنى حقًّا، ويحتمل أن تكون للردع أي لردعه عن فعله السيء الذي كان يقوم به تجاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو بمعنى: حقًّا لنسفعن بالناصية، وجملة لنسفعن جواب لقسم مقدر، والتقدير: والله لئن لم ينته لنسفعن بالناصية، وحذف جواب الشرط وبقي جواب القسم، لأن هذه هي القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمع قسم وشرط فإنه يحذف جواب المؤخر، قال ابن مالك في ألفيته:
" واحذف لدى اجتماع شرط وقسم *** جواب ما أخرت فهو ملتزم "
وهنا المتأخر هو الشرط لئن والقسم مقدم قبله إذ تقديره والله لئن لم ينته لنسفعن، ومعنى لنسفعن أي لنأخذن بشدة، والناصية مقدم الرأس، وأل فيها أي في الناصية أل للعهد، أي عهد هو؟ العهد الذهني، والمراد بالناصية هنا: ناصية أبي جهل الذي توعّد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صلاته ونهاه عنها، أي: لنسفعن بناصيته، وهل المراد الأخذ بالناصية في الدنيا أو في الآخرة يجر بناصيته إلى النار؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أنه يؤخذ بالناصية وقد أخذ بناصيته في يوم بدر حين قتل مع من قتل من المشركين، ويحتمل أن يكون يؤخذ بناصيته يوم القيامة فيقذف بالنار كما قال الله تعالى: (( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام )) وإذا كانت الآية صالحة لمعنيين لا يناقض أحدهما الآخر فإن الواجب حملها على المعنيين جميعًا كما هو المعروف، والذي قررناه سابقًا ونقرره الآن أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فالواجب الأخذ بالمعنيين جميعًا.
قوله تعالى: (( لنسفعن بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )) ناصية بدل من الناصية الأولى وهي بدل نكرة من معرفة وهي جائزة في اللغة العربية، وإنما قال: (( ناصية )) من أجل أن يكون ذلك توطئة للوصف الآتي بعدها وهو قوله: (( كاذبة خاطئة )) كاذبة أي أنها موصوفة بالكذب، ولا شك أن من أكبر ما يكون كذبًا ما يحصل من الكفار الذين يدعون أن مع الله آلهة أخرى فإن هذا أكذب القوم وأقبح الفعل.
(( خاطئة )) أي مرتكبة للخطأ عمدًا، وليعلم أن هناك فرقًا بين خاطئ ومخطئ الخاطئ من ارتكب الخطأ عمدًا، والمخطئ من ارتكبه جهلًا، والثاني معذور والأول غير معذور قال الله تبارك وتعالى: (( لا يأكله إلا الخاطئون )) أي: المذنبون ذنبًا عن عمد وقال تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: ( قد فعلت ).
ومثل ذلك القاسط والمقسط القاسط هو الجائر والمقسط هو العادل قال الله تعالى/ (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) وقال تعالى: (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا )).
إذن خاطئة أي مرتكبة للإثم عمدًا (( فليدع ناديه سندع الزبانية )) اللام هنا للتحدي يعني إن كان صادقًا وعنده قوة وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه ويتكلمون في شؤونهم، فهنا يقول الله عز وجل إن كان صادقًا فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي.
قال: (( سندع الزبانية )) يعني: عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار نسأل الله العافية، وقد وصف الله تعالى ملائكة النار بأنهم: (( غلاظ شداد )) غلاظ في الطباع شداد في القوة (( لا يعصون الله ما أمرهم )) بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به (( ويفعلون ما يؤمرون )) لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله عز وجل لا يعصون الله ما أمرهم وأنهم في تمام القدرة (( ويفعلون ما يؤمرون )) وعدم تنفيذ أمر الله عز وجل إما أن يكون للعجز وإما أن يكون للمعصية، فمثلًا الذي لا يصلي الفرض قائمًا قد يكون للعجز وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز عندهم قوة عندهم قدرة وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام التذلل والخضوع، هؤلاء الزبانية لا يمكن لهذا وقومه وناديه أن يقابلوهم أبدًا، ولهذا قال: (( سندع الزبانية )) فإن قال قائل أين الواو في قوله: (( ندع ))؟ قلنا: إنها محذوفة لالتقاء الساكنين لأن الواو ساكنة والهمزة همزة الوصل ساكنة وإذا التقى ساكنان فإنه إن كان الحرف صحيحًا كسر وإن كان غير صحيح حذف، قال ابن مالك رحمه لله في الكافية:
" إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق *** وإن يكن لينًا فحذفه استحق "
يعني: إذا التقى ساكنان إن كان الحرف الأول صحيحًا ليس من حروف العلة كسر مثل قوله تعالى: (( لم يكن الذين كفروا )) وأصلها لم يكن لأن لم إذا دخلت على الفعل جزمته كما في قوله تعالى: (( ولم يكن له كفوا أحد )) لكن هنا التقى ساكنان وكان الأول حرفًا صحيحا فكسر، أما إذا كان الأول حرف لين يعني حرف من حروف العلة فإنه يحذف كما في هذه الآية: (( سندع الزبانية * كلا لا تطعه واسجد واقترب )) يقال: في كلا ما قيل في الأولى التي قبلها، والخطاب في قوله: (( لا تطعه )) أي لا تطع هذا الذي ينهاك عن الصلاة، بل اسجد ولا تبالي به، وإذا كان الله نهى نبيه أن يطيع هذا الرجل فهذا يعني أنه جل وعلا سيدافع عنه، يعني: افعل ما تؤمر ولا يهمنك هذا الرجل واسجد لله عز وجل والمراد بالسجود هنا الصلاة لكن عبر بالسجود عن الصلاة لأن السجود ركن في الصلاة لا تصح إلا به فلهذا عبر به عنها.
وقوله: (( اقترب )) أي اقترب من الله عز وجل لأن الساجد أقرب ما يكون من ربه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) أي: حري أن يستجاب لكم.
هذه السورة العظيمة كما سمعناها سورة عظيمة ابتدأها الله تعالى بما منّ الله به على رسوله عليه الصلاة والسلام من الوحي، ثم اختتمها بالسجود والاقتراب من الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم القيام بطاعته والقرب منه وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين إنه جواد كريم.
وإلى الأسئلة نسأل الله التوفيق للإجابة الصواب.
أما بعد: فهذا هو المجلس الرابع والثمانون من لقاء الباب المفتوح والذي يتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الرابع من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نفتتحه بالكلام على ما تبقى من تفسير سورة العلق.
قال الله تبارك وتعالى: (( أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى )) كل هذا للتهديد، تهديد هذا الرجل الذي كان ينهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة حتى إنه توعده وقال: لأطأن عنقه إذا سجد ولكن أبى الله تعالى ذلك، فقد هم ولكنه نكص على عقبيه ورأى أهوالًا عظيمة حالت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله: (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يحتمل أن تكون من الرؤية بالعين ويحتمل أن تكون من رؤية العلم وكلاهما صحيح، فالرب عز وجل يرى بعلمه ويرى ببصره جل وعلا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمراد بهذه الجملة: التهديد، يعني ألم يعلم هذا الرجل أن الله تعالى يراه ويعلمه وهو سبحانه وتعالى محيط بعمله فيجازيه عليه إما في الدنيا وإما في الدنيا والآخرة.
ثم قال: (( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية )) كلا هذه بمعنى حقًّا، ويحتمل أن تكون للردع أي لردعه عن فعله السيء الذي كان يقوم به تجاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو بمعنى: حقًّا لنسفعن بالناصية، وجملة لنسفعن جواب لقسم مقدر، والتقدير: والله لئن لم ينته لنسفعن بالناصية، وحذف جواب الشرط وبقي جواب القسم، لأن هذه هي القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمع قسم وشرط فإنه يحذف جواب المؤخر، قال ابن مالك في ألفيته:
" واحذف لدى اجتماع شرط وقسم *** جواب ما أخرت فهو ملتزم "
وهنا المتأخر هو الشرط لئن والقسم مقدم قبله إذ تقديره والله لئن لم ينته لنسفعن، ومعنى لنسفعن أي لنأخذن بشدة، والناصية مقدم الرأس، وأل فيها أي في الناصية أل للعهد، أي عهد هو؟ العهد الذهني، والمراد بالناصية هنا: ناصية أبي جهل الذي توعّد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صلاته ونهاه عنها، أي: لنسفعن بناصيته، وهل المراد الأخذ بالناصية في الدنيا أو في الآخرة يجر بناصيته إلى النار؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أنه يؤخذ بالناصية وقد أخذ بناصيته في يوم بدر حين قتل مع من قتل من المشركين، ويحتمل أن يكون يؤخذ بناصيته يوم القيامة فيقذف بالنار كما قال الله تعالى: (( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام )) وإذا كانت الآية صالحة لمعنيين لا يناقض أحدهما الآخر فإن الواجب حملها على المعنيين جميعًا كما هو المعروف، والذي قررناه سابقًا ونقرره الآن أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فالواجب الأخذ بالمعنيين جميعًا.
قوله تعالى: (( لنسفعن بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )) ناصية بدل من الناصية الأولى وهي بدل نكرة من معرفة وهي جائزة في اللغة العربية، وإنما قال: (( ناصية )) من أجل أن يكون ذلك توطئة للوصف الآتي بعدها وهو قوله: (( كاذبة خاطئة )) كاذبة أي أنها موصوفة بالكذب، ولا شك أن من أكبر ما يكون كذبًا ما يحصل من الكفار الذين يدعون أن مع الله آلهة أخرى فإن هذا أكذب القوم وأقبح الفعل.
(( خاطئة )) أي مرتكبة للخطأ عمدًا، وليعلم أن هناك فرقًا بين خاطئ ومخطئ الخاطئ من ارتكب الخطأ عمدًا، والمخطئ من ارتكبه جهلًا، والثاني معذور والأول غير معذور قال الله تبارك وتعالى: (( لا يأكله إلا الخاطئون )) أي: المذنبون ذنبًا عن عمد وقال تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: ( قد فعلت ).
ومثل ذلك القاسط والمقسط القاسط هو الجائر والمقسط هو العادل قال الله تعالى/ (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) وقال تعالى: (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا )).
إذن خاطئة أي مرتكبة للإثم عمدًا (( فليدع ناديه سندع الزبانية )) اللام هنا للتحدي يعني إن كان صادقًا وعنده قوة وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه ويتكلمون في شؤونهم، فهنا يقول الله عز وجل إن كان صادقًا فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي.
قال: (( سندع الزبانية )) يعني: عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار نسأل الله العافية، وقد وصف الله تعالى ملائكة النار بأنهم: (( غلاظ شداد )) غلاظ في الطباع شداد في القوة (( لا يعصون الله ما أمرهم )) بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به (( ويفعلون ما يؤمرون )) لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله عز وجل لا يعصون الله ما أمرهم وأنهم في تمام القدرة (( ويفعلون ما يؤمرون )) وعدم تنفيذ أمر الله عز وجل إما أن يكون للعجز وإما أن يكون للمعصية، فمثلًا الذي لا يصلي الفرض قائمًا قد يكون للعجز وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز عندهم قوة عندهم قدرة وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام التذلل والخضوع، هؤلاء الزبانية لا يمكن لهذا وقومه وناديه أن يقابلوهم أبدًا، ولهذا قال: (( سندع الزبانية )) فإن قال قائل أين الواو في قوله: (( ندع ))؟ قلنا: إنها محذوفة لالتقاء الساكنين لأن الواو ساكنة والهمزة همزة الوصل ساكنة وإذا التقى ساكنان فإنه إن كان الحرف صحيحًا كسر وإن كان غير صحيح حذف، قال ابن مالك رحمه لله في الكافية:
" إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق *** وإن يكن لينًا فحذفه استحق "
يعني: إذا التقى ساكنان إن كان الحرف الأول صحيحًا ليس من حروف العلة كسر مثل قوله تعالى: (( لم يكن الذين كفروا )) وأصلها لم يكن لأن لم إذا دخلت على الفعل جزمته كما في قوله تعالى: (( ولم يكن له كفوا أحد )) لكن هنا التقى ساكنان وكان الأول حرفًا صحيحا فكسر، أما إذا كان الأول حرف لين يعني حرف من حروف العلة فإنه يحذف كما في هذه الآية: (( سندع الزبانية * كلا لا تطعه واسجد واقترب )) يقال: في كلا ما قيل في الأولى التي قبلها، والخطاب في قوله: (( لا تطعه )) أي لا تطع هذا الذي ينهاك عن الصلاة، بل اسجد ولا تبالي به، وإذا كان الله نهى نبيه أن يطيع هذا الرجل فهذا يعني أنه جل وعلا سيدافع عنه، يعني: افعل ما تؤمر ولا يهمنك هذا الرجل واسجد لله عز وجل والمراد بالسجود هنا الصلاة لكن عبر بالسجود عن الصلاة لأن السجود ركن في الصلاة لا تصح إلا به فلهذا عبر به عنها.
وقوله: (( اقترب )) أي اقترب من الله عز وجل لأن الساجد أقرب ما يكون من ربه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) أي: حري أن يستجاب لكم.
هذه السورة العظيمة كما سمعناها سورة عظيمة ابتدأها الله تعالى بما منّ الله به على رسوله عليه الصلاة والسلام من الوحي، ثم اختتمها بالسجود والاقتراب من الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم القيام بطاعته والقرب منه وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين إنه جواد كريم.
وإلى الأسئلة نسأل الله التوفيق للإجابة الصواب.
هل الذكر بين الفرض والسنة يجزئ عما ورد من الأمر بالكلام بين الصلاتين للنهي الوارد عن وصل صلاة بصلاة وهل إذا خرج عن مصلاه إلى الملحق أجزء ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ عفا الله عنكم: ورد في الحديث المتفق عليه النهي عن وصل صلاة بصلاة حتى يتحدث أو يخرج، فهل الذكر الوارد بعد الصلاة يقوم مقام الحديث؟ وهل لو خرج من مصلاه إلى ساحة المسجد أو الملحق الخارجي يجزئه عن ذلك نرجو التكرم بالإجابة؟
الشيخ : نعم، الذي ورد هو حديث معاوية رضي الله عنه قال: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا نصل صلاة بصلاة حتى نخرج أو نتكلم ) فأما الخروج فظاهر أن يخرج يعني يقوم من مقامه ويذهب إلى أهله أي يقوم من مكانه في الصلاة ويذهب إلى أهله، وأما الكلام فقيل المراد بالكلام هنا كلام الآدميين لأنه هو الذي يحصل به التمييز بين الصلاتين، وأن التسبيح والتهليل لا يحصل به الفصل، وقال بعضهم: بل يحصل به الفصل لأن هذا التسبيح أو التهليل وإن كان لا يبطل الصلاة وليس من كلام الآدميين لكنه علامة على انقضاء الصلاة وعلى انفصال الصلاة الأولى عن الثانية، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: إن الأولى أن يفصل بين الفرض وسنته بكلام أو انتقال، انتقال من مكانه، وبناء على كلام الفقهاء لو انتقل من مكانه الذي هو فيه في صلاة الفرض إلى مكان آخر في المسجد سواء كان داخل المسقف أو في الرحبة فإنه يحصل به المقصود.
فضيلة الشيخ عفا الله عنكم: ورد في الحديث المتفق عليه النهي عن وصل صلاة بصلاة حتى يتحدث أو يخرج، فهل الذكر الوارد بعد الصلاة يقوم مقام الحديث؟ وهل لو خرج من مصلاه إلى ساحة المسجد أو الملحق الخارجي يجزئه عن ذلك نرجو التكرم بالإجابة؟
الشيخ : نعم، الذي ورد هو حديث معاوية رضي الله عنه قال: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا نصل صلاة بصلاة حتى نخرج أو نتكلم ) فأما الخروج فظاهر أن يخرج يعني يقوم من مقامه ويذهب إلى أهله أي يقوم من مكانه في الصلاة ويذهب إلى أهله، وأما الكلام فقيل المراد بالكلام هنا كلام الآدميين لأنه هو الذي يحصل به التمييز بين الصلاتين، وأن التسبيح والتهليل لا يحصل به الفصل، وقال بعضهم: بل يحصل به الفصل لأن هذا التسبيح أو التهليل وإن كان لا يبطل الصلاة وليس من كلام الآدميين لكنه علامة على انقضاء الصلاة وعلى انفصال الصلاة الأولى عن الثانية، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: إن الأولى أن يفصل بين الفرض وسنته بكلام أو انتقال، انتقال من مكانه، وبناء على كلام الفقهاء لو انتقل من مكانه الذي هو فيه في صلاة الفرض إلى مكان آخر في المسجد سواء كان داخل المسقف أو في الرحبة فإنه يحصل به المقصود.
2 - هل الذكر بين الفرض والسنة يجزئ عما ورد من الأمر بالكلام بين الصلاتين للنهي الوارد عن وصل صلاة بصلاة وهل إذا خرج عن مصلاه إلى الملحق أجزء ؟ أستمع حفظ
هل من الغيبة إخبار الإمام بأن الميت تارك للصلاة حتى لا يصلي عليه ؟
الشيخ : نعم.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
جزاك الله خير فضيلة الشيخ : من المعلوم تارك الصلاة لا يصلى عليه، إذا مثلًا أخبرت إمام أراد أن يصلي على تارك الصلاة هل هذه من الغيبة ؟
الشيخ : نعم، تارك الصلاة لا يصلى عليه إذا مات لأنه كافر مرتد عن دين الإسلام والعياذ بالله، لدلالة القرآن والسنة وكلام الصحابة رضي الله عنهم، بل حكي إجماع الصحابة على أنه كافر مرتد خارج عن دين الإسلام، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن يصلى عليه لقول الله تعالى: (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) فإذا قدم إلى الإمام من تعلم علم اليقين أنه لم يصل إلى أن مات فالواجب عليك أن تخبر الإمام وجوبًا، وليس هذا من الغيبة بل هذا من النصيحة، لأنك بإخبارك إياه تنهاه عن منكر إذ أن الصلاة عليه حرام، وفي هذه الحال إذا أخبرته يجب على الإمام أن يتوقف وأن يقول لا أصلي على من لا يصلي لكن يبقى النزاع فيما بين أهله وبين الإمام مثلًا لأن أهله ربما ينكرون أنه لا يصلي، ربما يقولون إنه يصلي فيقول إذا كنتم تعتقدون أنه يصلي فاذهبوا أنتم وصلوا عليه وحسابكم على الله، أما أنا فقد بلغني عمن أثق به أو أنا أعلم عن حاله أنه لا يصلي فلا أصلي عليه، وقد قدّم لي جنازة كانوا يقولون إنه لا يصلي فلما قدم وسألت قالوا هذا فلان قلت: لا أصلي عليه، فقال لي أهله: إنه كان يصلي ويخلي ليس يترك الصلاة مطلقًا ثم من ثم تقدمت وصليت عليه، ولا حرج على الإمام إذا رأى من الجنازة ما يقتضي ألا يصلى عليه لا حرج عليه أن يتأخر، فقد فعله من هو خير منا فعله النبي عليه الصلاة والسلام حين قدّم إليه رجل فسأل أعليه دين قالوا نعم ديناران ولم يكن له وفاء فقال: ( صلوا على صاحبكم ) وتأخر حتى عرف ذلك في وجوه القوم فتقدم أبو قتادة رضي الله عنه وقال يا رسول الله: الديناران عليّ، فلما استثبت النبي صلى الله عليه وسلم من أبي قتادة وأنه ملتزم بهما تقدم وصلى عليه فهو قد ترك انصرف أن يصلي عليه لأنه وجد فيه ما يقتضي ألا يصلى عليه، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل أن يفتح الله عليه كان لا يصلي على من عليه دين لا وفاء له، وذلك لأن صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام شفاعة والدين لا تنفع فيه الشفاعة، لأنه لابد أن يقضى لصاحب الحق حقه، أفهمت؟ إذن إخبار الإمام بذلك من النصيحة وليس من الفضيحة، بل يجب على من علم بحاله أن يبين، لكن قد تأتي أحاديث يتوهم بعض الناس منها أنها تدل على عدم كفر تارك الصلاة ونحن نجمل القول فيها أي: في إبطال الاستدلال بها على عدم كفر تارك الصلاة فنقول: الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة الواردة في كفر تارك الصلاة نصوص محكمة أدلة محكمة ما فيها إشكال، والنصوص الأخرى التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة لا تخرج عن أقسام، الأول: ألا يكون فيها معارضة أصلًا، مثل قول بعضهم إن الله يقول: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهو يدخل في قوله: (( ما دون ذلك )) ترك الصلاة فنقول: إن ترك الصلاة ليس بدون الشرك بل هي من الشرك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وقال بعضهم واستدل بعضهم بحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه: ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) فيقال هذا لا دليل فيه أيضًا لأن قوله: ( يبتغي بذلك وجه الله ) تمنع أن يترك الصلاة، كل من أراد وجه الله لا يمكن أن يترك الصلاة أبدًا، يعني رجل يحافظ على ترك الصلاة وهو يبتغي وجه الله بأي طريق يصل إلى الله إذا كان يترك الصلاة؟ إذن لا دليل فيه، واستدل بعضهم بحديث الشفاعة أنه يخرج من النار من لم يعمل خيرًا قط فيقال: هذا عام لم يقل الرسول من لم يصل ونصوص كفر تارك الصلاة خاصة، والقاعدة الأصولية أن الخاص يقضي على العام،، أما لو جاء في الحديث أنه خرج وهو لم يصل لله صلاة لكان هذا واضحًا، ويجب أن تحمل النصوص الأخرى على أنها لا تكفر كفرًا مخرجًا عن الملة، لكن يقول لم يعمل خيرًا، وخيرًا هذه نكرة في سياق النفي فهي عامة والعام يخصص بالخاص، واستدل بعضهم بحديث صاحب البطاقة الذي أخرجه الترمذي أنه يؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فترجح بالسيئات قالوا وليس فيها ذكر الصلاة فيقال وليس فيها ذكر الصلاة لا إثباتًا ولا نفيًا فيبقى هذا الحديث عامًّا ويخصص بالصلاة، وهناك أحاديث ضعيفة استدلوا بها والأحاديث الضعيفة لا تقاوم الأحاديث الصحيحة فليست معارضة، لأنها غير قائمة فلا تكون مقاومة.
والخلاصة أن القول الراجح الذي ندين الله به والذي نعتمد فيه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من ترك الصلاة فإنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة، وأنه أسوأ حالًا من اليهود والنصارى، لأن اليهود والنصارى يقرّون على دينهم حسب ما تقتضيه الشريعة بالجزية، وأما هذا فلا يقر على دينه، هذا يقال: إما أن تصلي وإلا قتلناك، لا يمكن أن تبقى على الأرض وأنت لا تصلي هذا الواجب، فنسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، نعم.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
جزاك الله خير فضيلة الشيخ : من المعلوم تارك الصلاة لا يصلى عليه، إذا مثلًا أخبرت إمام أراد أن يصلي على تارك الصلاة هل هذه من الغيبة ؟
الشيخ : نعم، تارك الصلاة لا يصلى عليه إذا مات لأنه كافر مرتد عن دين الإسلام والعياذ بالله، لدلالة القرآن والسنة وكلام الصحابة رضي الله عنهم، بل حكي إجماع الصحابة على أنه كافر مرتد خارج عن دين الإسلام، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن يصلى عليه لقول الله تعالى: (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) فإذا قدم إلى الإمام من تعلم علم اليقين أنه لم يصل إلى أن مات فالواجب عليك أن تخبر الإمام وجوبًا، وليس هذا من الغيبة بل هذا من النصيحة، لأنك بإخبارك إياه تنهاه عن منكر إذ أن الصلاة عليه حرام، وفي هذه الحال إذا أخبرته يجب على الإمام أن يتوقف وأن يقول لا أصلي على من لا يصلي لكن يبقى النزاع فيما بين أهله وبين الإمام مثلًا لأن أهله ربما ينكرون أنه لا يصلي، ربما يقولون إنه يصلي فيقول إذا كنتم تعتقدون أنه يصلي فاذهبوا أنتم وصلوا عليه وحسابكم على الله، أما أنا فقد بلغني عمن أثق به أو أنا أعلم عن حاله أنه لا يصلي فلا أصلي عليه، وقد قدّم لي جنازة كانوا يقولون إنه لا يصلي فلما قدم وسألت قالوا هذا فلان قلت: لا أصلي عليه، فقال لي أهله: إنه كان يصلي ويخلي ليس يترك الصلاة مطلقًا ثم من ثم تقدمت وصليت عليه، ولا حرج على الإمام إذا رأى من الجنازة ما يقتضي ألا يصلى عليه لا حرج عليه أن يتأخر، فقد فعله من هو خير منا فعله النبي عليه الصلاة والسلام حين قدّم إليه رجل فسأل أعليه دين قالوا نعم ديناران ولم يكن له وفاء فقال: ( صلوا على صاحبكم ) وتأخر حتى عرف ذلك في وجوه القوم فتقدم أبو قتادة رضي الله عنه وقال يا رسول الله: الديناران عليّ، فلما استثبت النبي صلى الله عليه وسلم من أبي قتادة وأنه ملتزم بهما تقدم وصلى عليه فهو قد ترك انصرف أن يصلي عليه لأنه وجد فيه ما يقتضي ألا يصلى عليه، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل أن يفتح الله عليه كان لا يصلي على من عليه دين لا وفاء له، وذلك لأن صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام شفاعة والدين لا تنفع فيه الشفاعة، لأنه لابد أن يقضى لصاحب الحق حقه، أفهمت؟ إذن إخبار الإمام بذلك من النصيحة وليس من الفضيحة، بل يجب على من علم بحاله أن يبين، لكن قد تأتي أحاديث يتوهم بعض الناس منها أنها تدل على عدم كفر تارك الصلاة ونحن نجمل القول فيها أي: في إبطال الاستدلال بها على عدم كفر تارك الصلاة فنقول: الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة الواردة في كفر تارك الصلاة نصوص محكمة أدلة محكمة ما فيها إشكال، والنصوص الأخرى التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة لا تخرج عن أقسام، الأول: ألا يكون فيها معارضة أصلًا، مثل قول بعضهم إن الله يقول: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهو يدخل في قوله: (( ما دون ذلك )) ترك الصلاة فنقول: إن ترك الصلاة ليس بدون الشرك بل هي من الشرك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وقال بعضهم واستدل بعضهم بحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه: ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) فيقال هذا لا دليل فيه أيضًا لأن قوله: ( يبتغي بذلك وجه الله ) تمنع أن يترك الصلاة، كل من أراد وجه الله لا يمكن أن يترك الصلاة أبدًا، يعني رجل يحافظ على ترك الصلاة وهو يبتغي وجه الله بأي طريق يصل إلى الله إذا كان يترك الصلاة؟ إذن لا دليل فيه، واستدل بعضهم بحديث الشفاعة أنه يخرج من النار من لم يعمل خيرًا قط فيقال: هذا عام لم يقل الرسول من لم يصل ونصوص كفر تارك الصلاة خاصة، والقاعدة الأصولية أن الخاص يقضي على العام،، أما لو جاء في الحديث أنه خرج وهو لم يصل لله صلاة لكان هذا واضحًا، ويجب أن تحمل النصوص الأخرى على أنها لا تكفر كفرًا مخرجًا عن الملة، لكن يقول لم يعمل خيرًا، وخيرًا هذه نكرة في سياق النفي فهي عامة والعام يخصص بالخاص، واستدل بعضهم بحديث صاحب البطاقة الذي أخرجه الترمذي أنه يؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فترجح بالسيئات قالوا وليس فيها ذكر الصلاة فيقال وليس فيها ذكر الصلاة لا إثباتًا ولا نفيًا فيبقى هذا الحديث عامًّا ويخصص بالصلاة، وهناك أحاديث ضعيفة استدلوا بها والأحاديث الضعيفة لا تقاوم الأحاديث الصحيحة فليست معارضة، لأنها غير قائمة فلا تكون مقاومة.
والخلاصة أن القول الراجح الذي ندين الله به والذي نعتمد فيه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من ترك الصلاة فإنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة، وأنه أسوأ حالًا من اليهود والنصارى، لأن اليهود والنصارى يقرّون على دينهم حسب ما تقتضيه الشريعة بالجزية، وأما هذا فلا يقر على دينه، هذا يقال: إما أن تصلي وإلا قتلناك، لا يمكن أن تبقى على الأرض وأنت لا تصلي هذا الواجب، فنسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، نعم.
إذا قنت الشخص منفرداً فهل يدعوا بصيغة الجمع أم بصيغة الافراد ؟
السائل : بالنسبة للكتيبات اللي فيها الدعاء مكتوب بالجمع هل نحولها إلى المفرد لو واحد يبي يدعي؟
الشيخ : أي جمع؟
السائل : اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت واحد يبي يدعي لوحده يعني.
الشيخ : هو حديث القنوت لو تذكر: ( اللهم اهدني فيمن هديت ) بالإفراد، لكن إذا كان إمامًا فهو يدعو لنفسه ولغيره.
السائل : لا، واحد لوحده.
الشيخ : ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا دعا الإمام بدعاء عام يؤمن عليه المأموم وخصّ نفسه به فهو خائن، خائن للذين وراءه مثلًا افرض أنك إمام تقول اللهم اهدني فيمن هديت وهم يقولون آمين هل دعوا لأنفسهم، نعم؟ اسألك؟
السائل : أنا؟
الشيخ : اصبر يا أخي أجبني بس.
السائل : لا.
الشيخ : دعوا لأنفسهم صار يدعي لنفسه وذولا يؤمنون لدعاءه لنفسه هذه فيها خيانة، قل: اللهم اهدنا فيمن هديت وتنوي أنها لك ولمن وراءك لكن إذا كنت وحدك فقل: ( اللهم اهدني فيمن هديت ) كما تقول بين السجدتين: رب اغفر لي وارحمني، عرفت؟ طيب قد تورد علي أن الله تعالى قال في القرآن في الفاتحة: (( اهدنا الصراط المستقيم )) وهذا يقوله المنفرد والإمام والمأموم، أليس كذلك؟ فيقال: القرآن الكريم نزل للجميع، والله عز وجل علم أن سيكون من هذه الأمة من يقوم إمامًا للناس بهذه السورة، لو نزلت السورة اهدني الصراط المستقيم والناس سيصلون جماعة كيف يقول الإمام؟ إما أن يدعو لنفسه خاصة وإما أن يحرّف القرآن ويقول اللهم اهدنا الصراط المستقيم، فالفاتحة بصيغة الجمع لأن الله علم بأنه سيقوم بهذه السورة من يكون إمامًا ووراءه جماعة فلهذا نزلت بهذا اللفظ: (( إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم )) طيب وإذا كان منفردًا فيمكن أن الإنسان أن ينوي في نفسه اهدنا معشر الأمة الإسلامية الصراط المستقيم، ولا مانع، فهمت الآن؟ إذا دعوت بالقنوت وأنت وحدك ماذا تقول؟
السائل : زي ما هو مكتوب في الكتاب.
الشيخ : لا، قل: اللهم اهدني فيمن هديت.
السائل : طيب مريت على آية من الآيات كيف أحولها مفرد؟
الشيخ : ما تحولها الآية تقرأ كما نزلت ما تحولها.
السائل : نقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
الشيخ : إيه تقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ما تغير القرآن القرآن ما يغير، كذلك أيضًا في حديث عبدالله بن مسعود دعاء الغم والكرب: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ) المرأة ما تقول عبدك تقول اللهم إني أمتك بنت عبدك لأنها امرأة، فتقول: اللهم إني أمتك، هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال غيره: تقول المرأة: اللهم إني عبدك لأنها شخص، فتصف نفسها بأنها عبد باعتبار أنها شخص، وبمناسبة دعاء القنوت في هذه الأيام يقنت المسلمون لإخوانهم في الشيشان والبوسنة والهرسك، وقد بلغني أن بعض الأئمة يقنت بقنوت الوتر اللهم اهدنا فيمن هديت وهذا غير صحيح هذا جهل، لأن قنوت النوازل خاص بالنوازل، وعلى هذا فتدعو لله عز وجل بالنصر للشيشان والبوسنة والهرسك وبخذلان أعدائهم الذين اعتدوا عليهم، ولا تدعو بقنوت الوتر، إيه نعم.
الشيخ : أي جمع؟
السائل : اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت واحد يبي يدعي لوحده يعني.
الشيخ : هو حديث القنوت لو تذكر: ( اللهم اهدني فيمن هديت ) بالإفراد، لكن إذا كان إمامًا فهو يدعو لنفسه ولغيره.
السائل : لا، واحد لوحده.
الشيخ : ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا دعا الإمام بدعاء عام يؤمن عليه المأموم وخصّ نفسه به فهو خائن، خائن للذين وراءه مثلًا افرض أنك إمام تقول اللهم اهدني فيمن هديت وهم يقولون آمين هل دعوا لأنفسهم، نعم؟ اسألك؟
السائل : أنا؟
الشيخ : اصبر يا أخي أجبني بس.
السائل : لا.
الشيخ : دعوا لأنفسهم صار يدعي لنفسه وذولا يؤمنون لدعاءه لنفسه هذه فيها خيانة، قل: اللهم اهدنا فيمن هديت وتنوي أنها لك ولمن وراءك لكن إذا كنت وحدك فقل: ( اللهم اهدني فيمن هديت ) كما تقول بين السجدتين: رب اغفر لي وارحمني، عرفت؟ طيب قد تورد علي أن الله تعالى قال في القرآن في الفاتحة: (( اهدنا الصراط المستقيم )) وهذا يقوله المنفرد والإمام والمأموم، أليس كذلك؟ فيقال: القرآن الكريم نزل للجميع، والله عز وجل علم أن سيكون من هذه الأمة من يقوم إمامًا للناس بهذه السورة، لو نزلت السورة اهدني الصراط المستقيم والناس سيصلون جماعة كيف يقول الإمام؟ إما أن يدعو لنفسه خاصة وإما أن يحرّف القرآن ويقول اللهم اهدنا الصراط المستقيم، فالفاتحة بصيغة الجمع لأن الله علم بأنه سيقوم بهذه السورة من يكون إمامًا ووراءه جماعة فلهذا نزلت بهذا اللفظ: (( إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم )) طيب وإذا كان منفردًا فيمكن أن الإنسان أن ينوي في نفسه اهدنا معشر الأمة الإسلامية الصراط المستقيم، ولا مانع، فهمت الآن؟ إذا دعوت بالقنوت وأنت وحدك ماذا تقول؟
السائل : زي ما هو مكتوب في الكتاب.
الشيخ : لا، قل: اللهم اهدني فيمن هديت.
السائل : طيب مريت على آية من الآيات كيف أحولها مفرد؟
الشيخ : ما تحولها الآية تقرأ كما نزلت ما تحولها.
السائل : نقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
الشيخ : إيه تقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ما تغير القرآن القرآن ما يغير، كذلك أيضًا في حديث عبدالله بن مسعود دعاء الغم والكرب: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ) المرأة ما تقول عبدك تقول اللهم إني أمتك بنت عبدك لأنها امرأة، فتقول: اللهم إني أمتك، هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال غيره: تقول المرأة: اللهم إني عبدك لأنها شخص، فتصف نفسها بأنها عبد باعتبار أنها شخص، وبمناسبة دعاء القنوت في هذه الأيام يقنت المسلمون لإخوانهم في الشيشان والبوسنة والهرسك، وقد بلغني أن بعض الأئمة يقنت بقنوت الوتر اللهم اهدنا فيمن هديت وهذا غير صحيح هذا جهل، لأن قنوت النوازل خاص بالنوازل، وعلى هذا فتدعو لله عز وجل بالنصر للشيشان والبوسنة والهرسك وبخذلان أعدائهم الذين اعتدوا عليهم، ولا تدعو بقنوت الوتر، إيه نعم.
ما حكم التوظيف بالشهادات التي حصل عليها بالغش ؟ وما حكم إذا غش في المتوسطة ولكن لم يغش في آخر سنة ؟
السائل : فضيلة الشيخ أثابك الله: بالنسبة لبعض الطلاب الذين تخرجوا شهادات كانوا غشوا بها في الفصول الدراسية، سواء كان في السنوات الأولى في المتوسطة وبعضها في الجامعة في الشهادة النهائية فما هو حكم هذه الشهادة؟ هل يجوز له أن يتوظف بها؟ وماذا يعمل؟ وبعضهم يقول: أنا أغش في المتوسط لكن إذا جيت آخر سنة ما أغش بها حتى تكون شهادتي حلال فما ردكم على هذا وتوجيهكم؟
الشيخ : توجيهنا في هذا الأمر أن يتقي الإنسان ربه وألا يخرج من دائرة الأئمة الإسلامية بهذا العمل الشنيع، لأن هذا ليس من عمل المسلمين، الغش ليس من عمل المسلمين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من غشنا ) وفي لفظ: ( من غش فليس منا ) فتبرأ النبي عليه الصلاة والسلام منه، وهذه البراءة ليست براءة مطلقة بمعنى أن من غش فهو كافر، لكنها براءة مقيدة أي ليس منا في هذا العمل، فهذا العمل يتبرأ منه كل مسلم، ومن غش في الشهادات التي قبل النهائية فهو آثم ويكفي أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع وأن يحذر من يقتدي به في هذا العمل، وأما إذا كان في الشهادة التي يترتب عليها الوظيفة فهذه مشكلة ولا بد من حلها حلًّا جذريًّا، فإذا كان العمل المنوط به يتعلق بالمادة التي غشّ فيها فإنه يجب عليه أن يستقيل من الوظيفة، لأنه غير متقن لهذا العمل، وإن كان لا يتعلق بالمادة التي غش فيها فأرجوا أن التوبة تكفي إن شاء الله على أني لا أدري عن المسؤولين هل يسمحون له بالبقاء في وظيفته مع الغش أو لا، نعم.
الشيخ : توجيهنا في هذا الأمر أن يتقي الإنسان ربه وألا يخرج من دائرة الأئمة الإسلامية بهذا العمل الشنيع، لأن هذا ليس من عمل المسلمين، الغش ليس من عمل المسلمين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من غشنا ) وفي لفظ: ( من غش فليس منا ) فتبرأ النبي عليه الصلاة والسلام منه، وهذه البراءة ليست براءة مطلقة بمعنى أن من غش فهو كافر، لكنها براءة مقيدة أي ليس منا في هذا العمل، فهذا العمل يتبرأ منه كل مسلم، ومن غش في الشهادات التي قبل النهائية فهو آثم ويكفي أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع وأن يحذر من يقتدي به في هذا العمل، وأما إذا كان في الشهادة التي يترتب عليها الوظيفة فهذه مشكلة ولا بد من حلها حلًّا جذريًّا، فإذا كان العمل المنوط به يتعلق بالمادة التي غشّ فيها فإنه يجب عليه أن يستقيل من الوظيفة، لأنه غير متقن لهذا العمل، وإن كان لا يتعلق بالمادة التي غش فيها فأرجوا أن التوبة تكفي إن شاء الله على أني لا أدري عن المسؤولين هل يسمحون له بالبقاء في وظيفته مع الغش أو لا، نعم.
5 - ما حكم التوظيف بالشهادات التي حصل عليها بالغش ؟ وما حكم إذا غش في المتوسطة ولكن لم يغش في آخر سنة ؟ أستمع حفظ
كيف نوجه قوله تعالى في سورة آل عمران :" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " مع أن الصحابة كانوا لايرون عملا تركه كفر إلا الصلاة .؟
السائل : فضيلة الشيخ : يقول الله تبارك وتعالى: (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا )) وقد نقل عن الصحابة أنهم كانوا لا يرون عملا تركه كفرًا إلا الصلاة فكيف نوجه هذه الآية؟
الشيخ : قوله: (( ومن كفر ))؟
السائل : إيه (( ومن كفر )).
الشيخ : (( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) نعم، توجيه هذه الآية على أحد وجهين: إما أن يقال: بأن من لم يحج فهو كافر كما قال ذلك بعض السلف، وأن ترك الحج مع القدرة عليه كفر كترك الصلاة، وهذا مروي عن الإمام أحمد أيضًا رحمه الله، فإن عنه رواية أن من ترك الحج فهو كافر وعلى هذا فلا إشكال.
وأما على رأي الجمهور وهو الوجه الثاني: فيوجهون الكفر هنا بأنه كفر عملي يعني أنه لا يخرج من الإسلام، وأنه كقوله صلى الله عليه وسلم: ( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت ) ومعلوم أن الطعن في النسب لو سبيت إنسان بنسبه أو ناح نائح على ميت أن هذا ليس كفرًا مخرجًا عن الملة، فيحملون هذا على أنه كفر عملي أي ليس كفرًا مخرجًا عن الملة، ويؤيد هذا قول عبدالله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المعروفين: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة "
الشيخ : قوله: (( ومن كفر ))؟
السائل : إيه (( ومن كفر )).
الشيخ : (( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) نعم، توجيه هذه الآية على أحد وجهين: إما أن يقال: بأن من لم يحج فهو كافر كما قال ذلك بعض السلف، وأن ترك الحج مع القدرة عليه كفر كترك الصلاة، وهذا مروي عن الإمام أحمد أيضًا رحمه الله، فإن عنه رواية أن من ترك الحج فهو كافر وعلى هذا فلا إشكال.
وأما على رأي الجمهور وهو الوجه الثاني: فيوجهون الكفر هنا بأنه كفر عملي يعني أنه لا يخرج من الإسلام، وأنه كقوله صلى الله عليه وسلم: ( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت ) ومعلوم أن الطعن في النسب لو سبيت إنسان بنسبه أو ناح نائح على ميت أن هذا ليس كفرًا مخرجًا عن الملة، فيحملون هذا على أنه كفر عملي أي ليس كفرًا مخرجًا عن الملة، ويؤيد هذا قول عبدالله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المعروفين: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة "
اضيفت في - 2005-08-27