سلسلة لقاء الباب المفتوح-085a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة القدر كاملة .
الشيخ : الحمد لله والشكر لله على نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الخامس والثمانون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل خميس، وهذا هو الخميس الحادي عشر من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نبتدئه كالمعتاد بتفسير ما انتهينا إليه من الجزء الثلاثين من كتاب الله عز وجل.
وقد انتهينا إلى سورة القدر حيث يقول الله تبارك وتعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) إنا أنزلناه الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في قوله: (( أنزلناه )) يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة (( إنا أنزلناه )) دون أن يقول إني أنزلته لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) ومثل قوله تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ومثل قوله تعالى: (( إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) وأحيانًا يذكر نفسه بصيغة الواحد مثل: (( إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) وذلك لأنه واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي ضمير الواحد.
والضمير في قوله: (( أنزلناه )) أعني ضمير المفعول به وهي الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر، لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة القدر، فما معنى إنزاله في ليلة القدر؟ الصحيح أن معناها ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا، ودليل ذلك قوله تعالى: (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) فإذا جمعت هذه الآية أعني (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) إلى هذه الآية التي نحن بصدد الكلام عليها تبين لك أن ليلة القدر في رمضان، وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شهر شعبان لا أصل له ولا حقيقة له فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب وجمادى وربيع وصفر ومحرم وغيرهن من الشهور لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النص من شعبان بصيام فإنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء رحمهم الله يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل فضائل الأعمال أو الشهور أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل شيء ما فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح وينسبه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا شيء كبير، فالمهم أن يوم النصف من شعبان وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكثر الصيام فيه حتى لا يفطر منه إلا قليلًا، وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن تكون في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي أيام البيض.
وقوله تعالى: (( في ليلة القدر )) ما معنى القدر هل هو الشرف كما يقال فلان ذو قدر عظيم أو ذو قدر كبير أي ذو شرف كبير أو المراد بالقدر التقدير لأنه يقدّر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم )) أي: يفصل ويبين؟ من العلماء من قال هذا ومن العلماء من قال بهذا، والصحيح أنه شامل للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم وشرف كبير، وأنه يقدّر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك.
ثم قال جل وعلا: (( وما أدراك ما ليلة القدر )) وهذه الجملة بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم وهي مضطردة في القرآن الكريم قال الله تعالى: (( وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين )) وقال تعالى: (( الحاقة * ما الحاقة )) (( القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة )) فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم، فهنا قال: (( وما أدراك ما ليلة القدر )) أي: ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بيّن هذا بقوله: (( ليلة القدر خير من ألف شهر )) وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها وهو قوله: (( وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) أي: من ألف شهر ليس فيه ليلة قدر، والمراد بالخيرية هنا: ثواب العمل فيها وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة.
ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة فقال: (( تنزل الملائكة والروح فيها )) تنزل أي: تنزل شيئًا فشيئًا، لأن الملائكة سكان السماوات، والسماوات سبع فتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة، كالمكان الذي فيه الصور فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة يعني: صورة محرمة، لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة ونزولهم خير وبركة، وقوله :(( بإذن ربهم )) أي: بأمره، والمراد به الإذن الكوني، لأن إذن الله -أي: أمره- ينقسم إلى قسمين: إذن كوني، وإذن شرعي، فقوله تعالى: (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) أي: ما لم يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدر فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية: (( بإذن ربهم )) أي: بأمره القدري.
وقوله: (( من كل أمر )) قيل إن من بمعنى الباء أي: بكل أمر أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول: إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة.
(( سلام هي )) الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم والتقدير: هي سلام أي: هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام لكثرة من يسلم فيها من الآثام وعقوباتها، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها. (( حتى مطلع الفجر )) أي: تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر أي: إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر، سبق أن قلنا إن ليلة القدر في رمضان لا شك، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله أو وسطه أو آخره؟ نقول في الجواب على هذا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتكف العشر الأول ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذن فهي أعني ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وفي أي ليلة منها؟ الله أعلم، قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو في ليلة ثلاثين، أو فيما بينهما لم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل عام، ولهذا أري النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين، ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في الماء والطين، فأمطرت السماء تلك الليلة أي: ليلة إحدى وعشرين فصلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسجده، وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف فسجد النبي صلى الله عليه وسلم صباحها -أي: في صلاة الفجر- في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ذلك قال: ( التمسوها في العشر الأواخر ) وفي رواية: ( في الوتر من العشر الأواخر ) ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر، فقال صلى الله عليه وسلم: ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) يعني: في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر فليست معينة، لكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون مثلًا في هذه العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا، وإنما أبههمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين، الفائدة الأولى: بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل قد يكسل يقول ما دام لا أدري أي ليلة هي يكسل أن يقوم عشر ليالي من أجل ليلة واحدة.
الفائدة الثانية: كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال، لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب، وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصصها بعمرة في فعله ولم يخصصها -أي: ليلة سبع وعشرين- بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه كان في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين في العمرة أو بالعمرة، لم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم.
وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا وإياكم إياها في هذا العام وفيما بعده على خير وسلام، وأن يتقبل منا ومنكم إنه على كل شيء قدير.
والآن إلى الأسئلة فنبدأ باليمين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الخامس والثمانون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل خميس، وهذا هو الخميس الحادي عشر من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نبتدئه كالمعتاد بتفسير ما انتهينا إليه من الجزء الثلاثين من كتاب الله عز وجل.
وقد انتهينا إلى سورة القدر حيث يقول الله تبارك وتعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) إنا أنزلناه الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في قوله: (( أنزلناه )) يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة (( إنا أنزلناه )) دون أن يقول إني أنزلته لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) ومثل قوله تعالى: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ومثل قوله تعالى: (( إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) وأحيانًا يذكر نفسه بصيغة الواحد مثل: (( إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) وذلك لأنه واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي ضمير الواحد.
والضمير في قوله: (( أنزلناه )) أعني ضمير المفعول به وهي الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر، لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة القدر، فما معنى إنزاله في ليلة القدر؟ الصحيح أن معناها ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا، ودليل ذلك قوله تعالى: (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) فإذا جمعت هذه الآية أعني (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) إلى هذه الآية التي نحن بصدد الكلام عليها تبين لك أن ليلة القدر في رمضان، وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شهر شعبان لا أصل له ولا حقيقة له فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب وجمادى وربيع وصفر ومحرم وغيرهن من الشهور لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النص من شعبان بصيام فإنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء رحمهم الله يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل فضائل الأعمال أو الشهور أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل شيء ما فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح وينسبه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا شيء كبير، فالمهم أن يوم النصف من شعبان وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكثر الصيام فيه حتى لا يفطر منه إلا قليلًا، وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن تكون في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي أيام البيض.
وقوله تعالى: (( في ليلة القدر )) ما معنى القدر هل هو الشرف كما يقال فلان ذو قدر عظيم أو ذو قدر كبير أي ذو شرف كبير أو المراد بالقدر التقدير لأنه يقدّر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم )) أي: يفصل ويبين؟ من العلماء من قال هذا ومن العلماء من قال بهذا، والصحيح أنه شامل للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم وشرف كبير، وأنه يقدّر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك.
ثم قال جل وعلا: (( وما أدراك ما ليلة القدر )) وهذه الجملة بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم وهي مضطردة في القرآن الكريم قال الله تعالى: (( وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين )) وقال تعالى: (( الحاقة * ما الحاقة )) (( القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة )) فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم، فهنا قال: (( وما أدراك ما ليلة القدر )) أي: ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بيّن هذا بقوله: (( ليلة القدر خير من ألف شهر )) وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها وهو قوله: (( وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) أي: من ألف شهر ليس فيه ليلة قدر، والمراد بالخيرية هنا: ثواب العمل فيها وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة.
ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة فقال: (( تنزل الملائكة والروح فيها )) تنزل أي: تنزل شيئًا فشيئًا، لأن الملائكة سكان السماوات، والسماوات سبع فتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة، كالمكان الذي فيه الصور فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة يعني: صورة محرمة، لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة ونزولهم خير وبركة، وقوله :(( بإذن ربهم )) أي: بأمره، والمراد به الإذن الكوني، لأن إذن الله -أي: أمره- ينقسم إلى قسمين: إذن كوني، وإذن شرعي، فقوله تعالى: (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) أي: ما لم يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدر فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية: (( بإذن ربهم )) أي: بأمره القدري.
وقوله: (( من كل أمر )) قيل إن من بمعنى الباء أي: بكل أمر أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول: إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة.
(( سلام هي )) الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم والتقدير: هي سلام أي: هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام لكثرة من يسلم فيها من الآثام وعقوباتها، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها. (( حتى مطلع الفجر )) أي: تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر أي: إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر، سبق أن قلنا إن ليلة القدر في رمضان لا شك، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله أو وسطه أو آخره؟ نقول في الجواب على هذا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتكف العشر الأول ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذن فهي أعني ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وفي أي ليلة منها؟ الله أعلم، قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو في ليلة ثلاثين، أو فيما بينهما لم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل عام، ولهذا أري النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين، ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في الماء والطين، فأمطرت السماء تلك الليلة أي: ليلة إحدى وعشرين فصلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسجده، وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف فسجد النبي صلى الله عليه وسلم صباحها -أي: في صلاة الفجر- في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ذلك قال: ( التمسوها في العشر الأواخر ) وفي رواية: ( في الوتر من العشر الأواخر ) ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر، فقال صلى الله عليه وسلم: ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) يعني: في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر فليست معينة، لكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون مثلًا في هذه العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا، وإنما أبههمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين، الفائدة الأولى: بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل قد يكسل يقول ما دام لا أدري أي ليلة هي يكسل أن يقوم عشر ليالي من أجل ليلة واحدة.
الفائدة الثانية: كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال، لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب، وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصصها بعمرة في فعله ولم يخصصها -أي: ليلة سبع وعشرين- بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه كان في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين في العمرة أو بالعمرة، لم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم.
وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا وإياكم إياها في هذا العام وفيما بعده على خير وسلام، وأن يتقبل منا ومنكم إنه على كل شيء قدير.
والآن إلى الأسئلة فنبدأ باليمين.
هل ركعتا الاستخارة مشروعة في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة فقط أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير كإمامة مسجد أو خِطبة امرأة صالحة ؟
السائل : فضيلة الشيخ أثابكم الله: هل ركعتي الاستخارة مشروعة فقط في الأمر؟
الشيخ : ركعتا الاستخارة.
السائل : هل ركعتا الاستخارة مشروعة فقط في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير كإمامة مسجد أو خطبة امرأة صالحة وما شابه ذلك أرجو التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء؟
الشيخ : صلاة الاستخارة هي أن الإنسان إذا هم بالأمر وتردد في عاقبته فإنه يستخير الله أي: يسأل الله خير الأمرين الإقدام أو الترك فيصلي ركعتين من غير الفريضة فإذا سلم قال: " اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه- خير لي في ديني ودنياي أو قال عاقبة أمري وعاجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به " فإذا فعل ذلك واستقر رأيه بعد هذا على الإقدام أو الترك فإن الله سبحانه وتعالى إذا كان قد قبل منه يجعل الخير فيما حصل، ولكنه لا يستخير في كل شيء يعني ليس الإنسان إذا أراد أن يتغدى نقول استخر الله، إذا أراد أن يذهب يصلي مع الجماعة نقول استخر الله، إنما يستخير الله في أمر لا يدري ما عاقبته، ومن ذلك إمامة المسجد لو عرض عليه إمامة المسجد ولم يترجح عنده الإقدام أو الترك فليستخر الله، فالإمامة من حيث هي خير في ذاتها، لكن العاقبة لأن الإنسان لا يدري في المستقبل هل يقوم بواجب الإمامة أو لا يقوم؟ وهل يستقر في هذا المسجد أو لا يستقر؟ وهل يكون ملائمًا للجماعة أو غير ملائم؟ هو لا يستخير على أن الإمامة خير أو ماهي بخير، الإمامة من حيث هي خير لكن العاقبة كم من إنسان كان إمامًا في مسجد ثم لحقه من التعب وعدم القيام بالواجب والمشاكل مع الجماعة ما يتمنى أنه لم يكن إمامًا، كذلك المرأة الصالحة المرأة الصالحة لا شك أنها خير ( واظفر بذات الدين تربت يمينك ) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما يدري ما العاقبة قد تكون هي امرأة صالحة ولكن لا تتلاءم مع أمه، لأن بعض الأمهات نسأل الله العافية يكون عندها غيرة إذا رأت صلاح الحال بين ابنها وزوجته غارت وحاولت أن تفسد بينهما، وكذلك أهلها ربما إذا رأوا البنت قد حظي عندها زوجها وأنها تحبه وتقدمه على ما تريد أمها أو ما يريد أبوها فإنهم ربما يحاولون الإفساد بينها وبينه، فالإنسان قد يستخير الله لا من أجل أنه يقدم على امرأة صالحة، لكن يستخير الله لأنه لا يعلم ما العاقبة في تزوج هذه المرأة، والمهم أن كل شيء تتردد فيه فعليك بالله، الجأ إليه اسأله خير الأمرين، نعم.
الشيخ : ركعتا الاستخارة.
السائل : هل ركعتا الاستخارة مشروعة فقط في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير كإمامة مسجد أو خطبة امرأة صالحة وما شابه ذلك أرجو التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء؟
الشيخ : صلاة الاستخارة هي أن الإنسان إذا هم بالأمر وتردد في عاقبته فإنه يستخير الله أي: يسأل الله خير الأمرين الإقدام أو الترك فيصلي ركعتين من غير الفريضة فإذا سلم قال: " اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه- خير لي في ديني ودنياي أو قال عاقبة أمري وعاجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به " فإذا فعل ذلك واستقر رأيه بعد هذا على الإقدام أو الترك فإن الله سبحانه وتعالى إذا كان قد قبل منه يجعل الخير فيما حصل، ولكنه لا يستخير في كل شيء يعني ليس الإنسان إذا أراد أن يتغدى نقول استخر الله، إذا أراد أن يذهب يصلي مع الجماعة نقول استخر الله، إنما يستخير الله في أمر لا يدري ما عاقبته، ومن ذلك إمامة المسجد لو عرض عليه إمامة المسجد ولم يترجح عنده الإقدام أو الترك فليستخر الله، فالإمامة من حيث هي خير في ذاتها، لكن العاقبة لأن الإنسان لا يدري في المستقبل هل يقوم بواجب الإمامة أو لا يقوم؟ وهل يستقر في هذا المسجد أو لا يستقر؟ وهل يكون ملائمًا للجماعة أو غير ملائم؟ هو لا يستخير على أن الإمامة خير أو ماهي بخير، الإمامة من حيث هي خير لكن العاقبة كم من إنسان كان إمامًا في مسجد ثم لحقه من التعب وعدم القيام بالواجب والمشاكل مع الجماعة ما يتمنى أنه لم يكن إمامًا، كذلك المرأة الصالحة المرأة الصالحة لا شك أنها خير ( واظفر بذات الدين تربت يمينك ) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما يدري ما العاقبة قد تكون هي امرأة صالحة ولكن لا تتلاءم مع أمه، لأن بعض الأمهات نسأل الله العافية يكون عندها غيرة إذا رأت صلاح الحال بين ابنها وزوجته غارت وحاولت أن تفسد بينهما، وكذلك أهلها ربما إذا رأوا البنت قد حظي عندها زوجها وأنها تحبه وتقدمه على ما تريد أمها أو ما يريد أبوها فإنهم ربما يحاولون الإفساد بينها وبينه، فالإنسان قد يستخير الله لا من أجل أنه يقدم على امرأة صالحة، لكن يستخير الله لأنه لا يعلم ما العاقبة في تزوج هذه المرأة، والمهم أن كل شيء تتردد فيه فعليك بالله، الجأ إليه اسأله خير الأمرين، نعم.
2 - هل ركعتا الاستخارة مشروعة في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة فقط أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير كإمامة مسجد أو خِطبة امرأة صالحة ؟ أستمع حفظ
ما حكم الزكاة لرجل راتبه قليل ويعول ثلاث عوائل ؟
السائل : فضيلة الشيخ جزاك الله خير: بالنسبة للزكاة رجل يعني راتبه قليل ويعني يصرف على ثلاث عوائل هل يستحق الزكاة؟
الشيخ : الزكاة للفقير المحتاج إليها، فمثلًا هذا الذي ينفق على ثلاث عوائل كما قلت في السؤال قد يكون عنده راتب كثير.
السائل : ثمانمائة.
الشيخ : راتبه ثمانمائة ريال، في الوقت الحاضر ثمانمائة ريال لا تساوي شيئًا بالنسبة لثلاث عوائل، حتى لو فرض أن البيت الذي يسكنه ملك له فإن ثمانمائة ريال في وقتنا الحاضر لا تكفي للمؤونة للأكل والشرب واللباس وغير ذلك من الحوائج، فليأخذ من الزكاة ما يسد حاجته فقط لا يزيد، فإذا قدر أنه يستغني بعشرة آلاف مثلًا على مدار السنة فلا يأخذ أكثر، وما دام محتاجًا فليأخذ ولا حرج عليه.
الشيخ : الزكاة للفقير المحتاج إليها، فمثلًا هذا الذي ينفق على ثلاث عوائل كما قلت في السؤال قد يكون عنده راتب كثير.
السائل : ثمانمائة.
الشيخ : راتبه ثمانمائة ريال، في الوقت الحاضر ثمانمائة ريال لا تساوي شيئًا بالنسبة لثلاث عوائل، حتى لو فرض أن البيت الذي يسكنه ملك له فإن ثمانمائة ريال في وقتنا الحاضر لا تكفي للمؤونة للأكل والشرب واللباس وغير ذلك من الحوائج، فليأخذ من الزكاة ما يسد حاجته فقط لا يزيد، فإذا قدر أنه يستغني بعشرة آلاف مثلًا على مدار السنة فلا يأخذ أكثر، وما دام محتاجًا فليأخذ ولا حرج عليه.
أردنا الخروج في سبيل الله ولكن فرضت علينا ضوابط معينة مثل عدم التدخل في الأمور الفقهية والسياسية والأمراض الاجتماعية كإنكار المنكر ونحوه وإذا طلبنا الدليل قال كيف أجاب الامام محمد بن عبد الوهاب في قوله "اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل " فما الأمر في هذا .؟
السائل : السلام عليكم .
فضيلة الشيخ عفا الله عنك: إذا أتينا للخروج في سبيل الله إلى الدعوة أعطينا هدايات كمثلًا يقول يجب علينا إذا خرجنا في سبيل الله أن نجتنب أربع مسائل الأولى: عدم التدخل بالمسائل الفقهية، وعدم التدخل بالأمور السياسية، وعدم التدخل بالأمراض الاجتماعية كإنكار المنكر أو ما شابه ذلك، إذا قلنا له أين دليل ذلك؟ قال: كيف جاب الأيمان محمد بن عبد الوهاب اعلم رحمك الله تعالى أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم أربع مسائل فما الأمر في هذا؟
الشيخ : أولًا قولك إذا خرجنا في سبيل الله الخروج في سبيل الله يعني الخروج لقتال الكفار هذا هو المراد بسبيل الله، وأما فعل الخيرات عمومًا فهو وإن دخل في كونه طريقًا إلى الله عز وجل لكنه ليس هو الجهاد في سبيل الله الذي يراد في النصوص بفضله، غاية ما في ذلك أن يقال الخروج للدعوة إلى الله هذا الصواب الخروج للدعوة إلى الله، والخروج للدعوة إلى الله لابد فيه من أمرين أساسيين، الأمر الأول: أن يكون عند الإنسان علم، علم بالشريعة التي يدعو إليها، ولا أقول أن يكون عالمًا بكل الشريعة لأن هذا شيء لا يطاق وحتى أكبر عالم ما يستطيع أن يدرك جميع الأحكام الشرعية، لكن أن يكون عالمًا بالشرع فيما يدعو إليه، يعني لا يتكلم إلا بعلم، فلا بد من أن يكون على بصيرة.
والشيء الثاني: لا بد أن يكون عاملًا بما يدعو إليه حتى يكون قدوة، أما عدم التدخل في المسائل الفقهية فلعل الذين اشترطوا ذلك علموا أنفسهم أن بضاعتهم في الفقه قليلة وأن التدخل فيها بدون علم ليس إلا مجرد مراء لا فائدة منه، فيخشون أن يقع النزاع لهذا السبب فيقولون لا تبحث في الأمور الفقهية، نعم لو كان بينهم عالم فقيه مرجع لهم فإنه لا بد أن يتفقهوا في دين الله بقدر المستطاع، لكن نظرًا لأنهم ليس يسهل عليهم أن يكون معهم هذا النوع من العلماء قالوا لا تتحدثون في المسائل الفقهية، لأن البحث بدون علم مجرد مراء لا يستفيد منه الناس إلا شحن القلوب بعضها على بعض، وأما قولهم لا تتكلموا في الأمور السياسية فنحن نوافق على هذا، لأن البحث في الأمور السياسية لا يمكن أن يكون بين أيدي العوام كلٌ يقول ما يريد، الأمور السياسية لها أناس معينون يتولون الأمور، ولهذا لا تجد مثلًا سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنها مبثوثة في سوق الباعة والمشترين كلٌ يلوكها وكلٌ يتكلم أبدًا إذا أراد أن يعمل شيئًا استشار من هم أهل للشورى حين يشكل عليه الأمر، وليست المسائل السياسية ألعوبة تطرح بين أيدي العوام كلٌ يلوك فيها بما شاء لأن هناك أمور سرية
فضيلة الشيخ عفا الله عنك: إذا أتينا للخروج في سبيل الله إلى الدعوة أعطينا هدايات كمثلًا يقول يجب علينا إذا خرجنا في سبيل الله أن نجتنب أربع مسائل الأولى: عدم التدخل بالمسائل الفقهية، وعدم التدخل بالأمور السياسية، وعدم التدخل بالأمراض الاجتماعية كإنكار المنكر أو ما شابه ذلك، إذا قلنا له أين دليل ذلك؟ قال: كيف جاب الأيمان محمد بن عبد الوهاب اعلم رحمك الله تعالى أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم أربع مسائل فما الأمر في هذا؟
الشيخ : أولًا قولك إذا خرجنا في سبيل الله الخروج في سبيل الله يعني الخروج لقتال الكفار هذا هو المراد بسبيل الله، وأما فعل الخيرات عمومًا فهو وإن دخل في كونه طريقًا إلى الله عز وجل لكنه ليس هو الجهاد في سبيل الله الذي يراد في النصوص بفضله، غاية ما في ذلك أن يقال الخروج للدعوة إلى الله هذا الصواب الخروج للدعوة إلى الله، والخروج للدعوة إلى الله لابد فيه من أمرين أساسيين، الأمر الأول: أن يكون عند الإنسان علم، علم بالشريعة التي يدعو إليها، ولا أقول أن يكون عالمًا بكل الشريعة لأن هذا شيء لا يطاق وحتى أكبر عالم ما يستطيع أن يدرك جميع الأحكام الشرعية، لكن أن يكون عالمًا بالشرع فيما يدعو إليه، يعني لا يتكلم إلا بعلم، فلا بد من أن يكون على بصيرة.
والشيء الثاني: لا بد أن يكون عاملًا بما يدعو إليه حتى يكون قدوة، أما عدم التدخل في المسائل الفقهية فلعل الذين اشترطوا ذلك علموا أنفسهم أن بضاعتهم في الفقه قليلة وأن التدخل فيها بدون علم ليس إلا مجرد مراء لا فائدة منه، فيخشون أن يقع النزاع لهذا السبب فيقولون لا تبحث في الأمور الفقهية، نعم لو كان بينهم عالم فقيه مرجع لهم فإنه لا بد أن يتفقهوا في دين الله بقدر المستطاع، لكن نظرًا لأنهم ليس يسهل عليهم أن يكون معهم هذا النوع من العلماء قالوا لا تتحدثون في المسائل الفقهية، لأن البحث بدون علم مجرد مراء لا يستفيد منه الناس إلا شحن القلوب بعضها على بعض، وأما قولهم لا تتكلموا في الأمور السياسية فنحن نوافق على هذا، لأن البحث في الأمور السياسية لا يمكن أن يكون بين أيدي العوام كلٌ يقول ما يريد، الأمور السياسية لها أناس معينون يتولون الأمور، ولهذا لا تجد مثلًا سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنها مبثوثة في سوق الباعة والمشترين كلٌ يلوكها وكلٌ يتكلم أبدًا إذا أراد أن يعمل شيئًا استشار من هم أهل للشورى حين يشكل عليه الأمر، وليست المسائل السياسية ألعوبة تطرح بين أيدي العوام كلٌ يلوك فيها بما شاء لأن هناك أمور سرية
اضيفت في - 2005-08-27