سلسلة لقاء الباب المفتوح-086a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة توجيهية لفضيلة الشيخ حول الحث على الإجتهاد في العبادة بعد رمضان .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، في يوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال من هذا العام، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء وما سبقه وما يلحقه إن شاء الله لقاء مباركاً نافعاً، وأبشركم ولله الحمد أن الله نفع به إذ يسر من يفرغ الأشرطة ويطبعها وينشرها في عباد الله، فنسأل الله أن يجزي الجميع خيراً، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
بعد شهر رمضان وبعد أن أدى المسلمون ما أدوا فيه من عبادة الله قد يلحق بعض الناس فتور عن الأعمال الصالحة بأن الشيطان يتربص بعباد الله الدوائر ويقعد لهم بكل صراط، وقد أقسم أن يأتي بني آدم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وقال: (( لأقعدن لهم صراطك المستقيم )) ولكن العاقل إذا تبصر واعتبر علم أنه لا انقضاء للعمل الصالح إلا بالموت لقول الله تعالى: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) فلا ينقطع العمل إلا بالموت، ولهذا ينبغي لنا أن نغتنم فرص العمر ما دام الله تعالى قد أعطانا صحة وفراغًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) وإذا انقضى شهر الصيام فلا يعني ذلك أن التعبد لله تعالى بالصيام قد انقضى، لا يعني أن الصيام قد انقضى، بل الصيام لا يزال مشروعًا في كل وقت، حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ) وهذا يلزم أن يكون الإنسان صائمًا نصف الدهر بل أكثر، لأنه سيمر به رمضان يصومه شهرًا كاملًا إذن فالصيام والحمد لله لا يزال عبادة مشروعة، وهناك أيام يسن صيامها أيام معينة يسن صيامها منها: يوم الإثنين ويوم الخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل عليّ فيه ) وكان يصوم يوم الإثنين والخميس فقيل له في ذلك فقال: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) ومما يسن صومه أيضًا أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من أوله أو وسطه أو آخره، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض الثلاثة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكذلك يسن صيام تسع ذي الحجة لأنه ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، والصيام من الأعمال الصالحة ويتأكد ذلك في يوم عرفة لغير الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية ) ومما يسن صومه أيضًا يوم عاشوراء ويصوم قبله يومًا أو بعده يومًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء ورغب فيه وقال: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) ولما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك قالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنحن نصومه شكرًا لله، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( نحن أولى بموسى منكم ) فصامه وأمر الناس بصيامه، والمهم أن التعبد لله تعالى بالصوم لا يزال مشروعًا والحمدلله، فلنحرص على الصيام حتى ننال أجره فإنه جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أما القيام فما زال أيضًا مشروعًا فإنه يسن القيام كل ليلة، والأفضل أن يكون بعد منتصف الليل إلى الثلث ثم ينام السدس، لأن هذا هو قيام داود وهو أفضل القيام، أن تنام نصف الليل الأول ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس إلى أن يطلع الفجر، وذلك لأن هذا القيام يشمل الراحة راحة البدن في أول الليل وراحة البدن في آخر الليل مع إدراك النزول الإلهي الذي يكون في الثلث الآخر من الليل، فإن ربنا جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، ولهذا يجد الإنسان لذة عظيمة في الصلاة في هذا الوقت ومناجاة الله تعالى، حتى إنه يبقى طعمها في قلبه لا يزول أبدًا إلا أن يشاء الله، فالقيام إذن مشروع في كل وقت لا تقول انقضى رمضان فلا قيام بل إن القيام مشروع في كل وقت في كل ليلة، إلا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يومها بصيام فقال: ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام ) ولهذا يكره أن يصوم الإنسان يوم الجمعة مفردًا له إلا لسبب، مثل أن يوافق يوم الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يكون عليه قضاء لا يتمكن من قضائه أعني قضاء من رمضان لا يتمكن منه إلا في يوم الجمعة فيصومه من أجل القضاء لا من أجل أنه يوم لجمعة فهذا لا بأس به.
الصدقة مشروعة في كل وقت كل وقت تتقرب فيه إلى الله تعالى بالصدقة فإنك مأجور غير مبتدع ولا مشرع في دين الله ما ليس منه، بل إن إنفاقك اليومي على أهلك وعلى نفسك صدقة كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن فالمسلمون ولله الحمد يفعلون جميع ما يفعلونه في شهر رمضان، فلا ينبغي لهم أن يستحسروا وأن يقولوا انتهى وقت العمل فإن هذا من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير، نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، بعد هذه الكلمة القصيرة التي أرجو من الله تعالى أن أكون أول من ينتفع بها وأن ينفعني وإياكم بما علمنا.
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، في يوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال من هذا العام، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء وما سبقه وما يلحقه إن شاء الله لقاء مباركاً نافعاً، وأبشركم ولله الحمد أن الله نفع به إذ يسر من يفرغ الأشرطة ويطبعها وينشرها في عباد الله، فنسأل الله أن يجزي الجميع خيراً، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
بعد شهر رمضان وبعد أن أدى المسلمون ما أدوا فيه من عبادة الله قد يلحق بعض الناس فتور عن الأعمال الصالحة بأن الشيطان يتربص بعباد الله الدوائر ويقعد لهم بكل صراط، وقد أقسم أن يأتي بني آدم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وقال: (( لأقعدن لهم صراطك المستقيم )) ولكن العاقل إذا تبصر واعتبر علم أنه لا انقضاء للعمل الصالح إلا بالموت لقول الله تعالى: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) فلا ينقطع العمل إلا بالموت، ولهذا ينبغي لنا أن نغتنم فرص العمر ما دام الله تعالى قد أعطانا صحة وفراغًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) وإذا انقضى شهر الصيام فلا يعني ذلك أن التعبد لله تعالى بالصيام قد انقضى، لا يعني أن الصيام قد انقضى، بل الصيام لا يزال مشروعًا في كل وقت، حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ) وهذا يلزم أن يكون الإنسان صائمًا نصف الدهر بل أكثر، لأنه سيمر به رمضان يصومه شهرًا كاملًا إذن فالصيام والحمد لله لا يزال عبادة مشروعة، وهناك أيام يسن صيامها أيام معينة يسن صيامها منها: يوم الإثنين ويوم الخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل عليّ فيه ) وكان يصوم يوم الإثنين والخميس فقيل له في ذلك فقال: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) ومما يسن صومه أيضًا أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من أوله أو وسطه أو آخره، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض الثلاثة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكذلك يسن صيام تسع ذي الحجة لأنه ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، والصيام من الأعمال الصالحة ويتأكد ذلك في يوم عرفة لغير الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية ) ومما يسن صومه أيضًا يوم عاشوراء ويصوم قبله يومًا أو بعده يومًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء ورغب فيه وقال: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) ولما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك قالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنحن نصومه شكرًا لله، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( نحن أولى بموسى منكم ) فصامه وأمر الناس بصيامه، والمهم أن التعبد لله تعالى بالصوم لا يزال مشروعًا والحمدلله، فلنحرص على الصيام حتى ننال أجره فإنه جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أما القيام فما زال أيضًا مشروعًا فإنه يسن القيام كل ليلة، والأفضل أن يكون بعد منتصف الليل إلى الثلث ثم ينام السدس، لأن هذا هو قيام داود وهو أفضل القيام، أن تنام نصف الليل الأول ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس إلى أن يطلع الفجر، وذلك لأن هذا القيام يشمل الراحة راحة البدن في أول الليل وراحة البدن في آخر الليل مع إدراك النزول الإلهي الذي يكون في الثلث الآخر من الليل، فإن ربنا جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، ولهذا يجد الإنسان لذة عظيمة في الصلاة في هذا الوقت ومناجاة الله تعالى، حتى إنه يبقى طعمها في قلبه لا يزول أبدًا إلا أن يشاء الله، فالقيام إذن مشروع في كل وقت لا تقول انقضى رمضان فلا قيام بل إن القيام مشروع في كل وقت في كل ليلة، إلا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يومها بصيام فقال: ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام ) ولهذا يكره أن يصوم الإنسان يوم الجمعة مفردًا له إلا لسبب، مثل أن يوافق يوم الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يكون عليه قضاء لا يتمكن من قضائه أعني قضاء من رمضان لا يتمكن منه إلا في يوم الجمعة فيصومه من أجل القضاء لا من أجل أنه يوم لجمعة فهذا لا بأس به.
الصدقة مشروعة في كل وقت كل وقت تتقرب فيه إلى الله تعالى بالصدقة فإنك مأجور غير مبتدع ولا مشرع في دين الله ما ليس منه، بل إن إنفاقك اليومي على أهلك وعلى نفسك صدقة كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن فالمسلمون ولله الحمد يفعلون جميع ما يفعلونه في شهر رمضان، فلا ينبغي لهم أن يستحسروا وأن يقولوا انتهى وقت العمل فإن هذا من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير، نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، بعد هذه الكلمة القصيرة التي أرجو من الله تعالى أن أكون أول من ينتفع بها وأن ينفعني وإياكم بما علمنا.
تفسير سورة البينة إلى قوله تعالى : " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ".
الشيخ : بعدها نتكلم يسيرًا على سورة البينة لأننا انتهينا إليها فيقول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم (( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب )) والكلام على البسملة قد تقدم كثيرًا لنا في هذا المجلس وغيره، وبيّنا أن البسملة آية من كتاب الله تكلم الله بها كما تكلم بالقرآن جل وعلا، ولكنها آية مستقلة لا تعد من آيات السورة التي بعدها ولا من آيات السورة التي قبلها، بل هي مستقلة تبتدؤ بها السور من الفاتحة إلى قل أعوذ برب الناس ما عدا سورة براءة فإنها لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه افتتح سورة براءة بالبسملة، ولهذا أغفلها الصحابة رضي الله عنهم، لكن احتياطًا وخوفًا من أن تكون سورة مستقلة جعلوا بينها وبين سورة الأنفال فاصلًا.
يقول الله عز وجل: (( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة )) يعني ما كان الكفار من أهل الكتاب والمشركين منفكين أي تاركين لما هم عليه من الكفر حتى تأتيهم البينة، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع ما فيها من التبديل والتحريف والتغيير، ولكن هم أهل الكتاب إذا سمعتم في القرآن أهل الكتاب فالمراد بهم من؟ اليهود والنصارى اليهود لهم التوراة والنصارى لهم الإنجيل، أما المشركون فهم عبدة الأوثان من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرهم، يقول لم يكن هؤلاء منفكين أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر ومنفكين عنه حتى تأتيهم البينة، فما هي البينة؟ البينة ما يبين به الحق في كل شيء، كل شيء يبين به الحق فإنه يسمى بينة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) فكل ما بان به الحق فهو بينة، ويكون في كل شيء بحسبه، فما هي البينة التي ذكرها الله هنا؟ البينة قال: (( رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة * فيها كتب قيمة )) وهذا الرسول هو النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلوات الله وسلامه عليه، وجاء بصيغة النكرة رسول تعظيمًا له، لأنه عليه الصلاة والسلام جدير بأن يعظم التعظيم اللائق به من غير نقص ولا غلو.
(( رسول من الله )) يعني أن الله أرسله إلى العالمين بشيرًا ونذيرًا، قال الله تبارك وتعالى: (( وأرسلناك للناس رسولًا )) وقال: (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا )) فهو محمد عليه الصلاة والسلام مرسل من عند الله بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام، لأن جبريل هو رسول رب العالمين إلى رسله موكل بالوحي ينزل به على من شاء الله من عباده إذن من المراد بالرسول؟ الأخ؟
السائل : ...
الشيخ : إيه من المراد به؟ محمد، طيب من أرسله؟
السائل : الله.
الشيخ : الله، لقوله: (( رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة )) من هو الواسطة بين الرسول وبين الله؟
السائل : جبريل.
الشيخ : جبريل، لأن جبريل موكل بالوحي ينزل به على من يشاء من عباد الله.
(( يتلو صحفًا مطهرة )) يعني يقرأ لنفسه وللناس، (( صحفًا )) جمع صحيفة وهي الورقة أو اللوح وما أشبه ذلك مما يكتب به (( مطهرة )) أي منقاة من الشرك ومن رذائل الأخلاق ومن كل ما يسوء لأنها نزيهة مقدسة (( فيها )) أي: في هذه الصحف (( كتب قيمة )) كتب أي: مكتوبات قيمة، فكتب جمع كتاب بمعنى مكتوب، والمعنى أن في هذه الصحف مكتوبات قيمة كتبها الله عز وجل، ومن المعلوم أن الإنسان إذا تصفح القرآن وجده كذلك أي وجد أنه يتضمن كتبًا أي مكتوبات قيمة، انظر إلى ما جاء به القرآن من توحيد الله عز وجل والثناء عليه وحمده وتسبيحه تجده مملوءا بذلك، انظر إلى ما في القرآن من وصف النبي صلى الله عليه على آله وسلم ووصف أصحابه المهاجرين والأنصار ووصف التابعين لهم بإحسان، انظر إلى ما جاء به القرآن من الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، تجد أن كل ما جاء به القرآن فهو قيّم أي قيم بنفسه، وكذلك هو مقيم لغيره (( فيها كتب قيمة )) إذن أخبر الله في هذه الآية أنه لا يمكن أن ينفك هؤلاء الكفار من أهل الكتاب والمشركين حتى تأتيهم البينة، فلما جاءتهم البينة هل انفكوا عن دينهم يعني عن كفرهم وشركهم؟ استمع إلى الجواب قال: (( وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) يعني: لما جاءت البينة هل آمنوا؟ لا، ولكنهم اختلفوا منهم من آمن ومنهم من كفر، فمن النصارى من آمن مثل النجاشي ملك الحبشة، ومن اليهود من آمن أيضًا مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فمنهم من آمن ومنهم من كفر فمن علم الله منه أنه يريد الخير ويريد الدين لله آمن وفق للإيمان، ومن لم يكن كذلك وفق للكفر، كذلك أيضًا من المشركين من آمن، وما أكثر المشركين من قريش الذين آمنوا فصار الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يزالوا على ما هم عليه من الكفر حتى جاءتهم البينة، ثم لما جاءتهم البينة إيش اللي حصل؟ هاه؟ تفرقوا واختلفوا كما قال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) وسيأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذه السورة لأنه جاء وقت الأسئلة الآن حيث إننا جعلنا في لقائتنا هذه ثلثًا للكلمة والتفسير وثلثين للأسئلة، ونبدأ من اليمين، ولكل واحد سؤال واحد حتى لا يأخذ القسط الأكبر من إخوانه.
يقول الله عز وجل: (( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة )) يعني ما كان الكفار من أهل الكتاب والمشركين منفكين أي تاركين لما هم عليه من الكفر حتى تأتيهم البينة، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع ما فيها من التبديل والتحريف والتغيير، ولكن هم أهل الكتاب إذا سمعتم في القرآن أهل الكتاب فالمراد بهم من؟ اليهود والنصارى اليهود لهم التوراة والنصارى لهم الإنجيل، أما المشركون فهم عبدة الأوثان من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرهم، يقول لم يكن هؤلاء منفكين أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر ومنفكين عنه حتى تأتيهم البينة، فما هي البينة؟ البينة ما يبين به الحق في كل شيء، كل شيء يبين به الحق فإنه يسمى بينة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) فكل ما بان به الحق فهو بينة، ويكون في كل شيء بحسبه، فما هي البينة التي ذكرها الله هنا؟ البينة قال: (( رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة * فيها كتب قيمة )) وهذا الرسول هو النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلوات الله وسلامه عليه، وجاء بصيغة النكرة رسول تعظيمًا له، لأنه عليه الصلاة والسلام جدير بأن يعظم التعظيم اللائق به من غير نقص ولا غلو.
(( رسول من الله )) يعني أن الله أرسله إلى العالمين بشيرًا ونذيرًا، قال الله تبارك وتعالى: (( وأرسلناك للناس رسولًا )) وقال: (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا )) فهو محمد عليه الصلاة والسلام مرسل من عند الله بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام، لأن جبريل هو رسول رب العالمين إلى رسله موكل بالوحي ينزل به على من شاء الله من عباده إذن من المراد بالرسول؟ الأخ؟
السائل : ...
الشيخ : إيه من المراد به؟ محمد، طيب من أرسله؟
السائل : الله.
الشيخ : الله، لقوله: (( رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة )) من هو الواسطة بين الرسول وبين الله؟
السائل : جبريل.
الشيخ : جبريل، لأن جبريل موكل بالوحي ينزل به على من يشاء من عباد الله.
(( يتلو صحفًا مطهرة )) يعني يقرأ لنفسه وللناس، (( صحفًا )) جمع صحيفة وهي الورقة أو اللوح وما أشبه ذلك مما يكتب به (( مطهرة )) أي منقاة من الشرك ومن رذائل الأخلاق ومن كل ما يسوء لأنها نزيهة مقدسة (( فيها )) أي: في هذه الصحف (( كتب قيمة )) كتب أي: مكتوبات قيمة، فكتب جمع كتاب بمعنى مكتوب، والمعنى أن في هذه الصحف مكتوبات قيمة كتبها الله عز وجل، ومن المعلوم أن الإنسان إذا تصفح القرآن وجده كذلك أي وجد أنه يتضمن كتبًا أي مكتوبات قيمة، انظر إلى ما جاء به القرآن من توحيد الله عز وجل والثناء عليه وحمده وتسبيحه تجده مملوءا بذلك، انظر إلى ما في القرآن من وصف النبي صلى الله عليه على آله وسلم ووصف أصحابه المهاجرين والأنصار ووصف التابعين لهم بإحسان، انظر إلى ما جاء به القرآن من الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، تجد أن كل ما جاء به القرآن فهو قيّم أي قيم بنفسه، وكذلك هو مقيم لغيره (( فيها كتب قيمة )) إذن أخبر الله في هذه الآية أنه لا يمكن أن ينفك هؤلاء الكفار من أهل الكتاب والمشركين حتى تأتيهم البينة، فلما جاءتهم البينة هل انفكوا عن دينهم يعني عن كفرهم وشركهم؟ استمع إلى الجواب قال: (( وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) يعني: لما جاءت البينة هل آمنوا؟ لا، ولكنهم اختلفوا منهم من آمن ومنهم من كفر، فمن النصارى من آمن مثل النجاشي ملك الحبشة، ومن اليهود من آمن أيضًا مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فمنهم من آمن ومنهم من كفر فمن علم الله منه أنه يريد الخير ويريد الدين لله آمن وفق للإيمان، ومن لم يكن كذلك وفق للكفر، كذلك أيضًا من المشركين من آمن، وما أكثر المشركين من قريش الذين آمنوا فصار الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يزالوا على ما هم عليه من الكفر حتى جاءتهم البينة، ثم لما جاءتهم البينة إيش اللي حصل؟ هاه؟ تفرقوا واختلفوا كما قال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) وسيأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذه السورة لأنه جاء وقت الأسئلة الآن حيث إننا جعلنا في لقائتنا هذه ثلثًا للكلمة والتفسير وثلثين للأسئلة، ونبدأ من اليمين، ولكل واحد سؤال واحد حتى لا يأخذ القسط الأكبر من إخوانه.
2 - تفسير سورة البينة إلى قوله تعالى : " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ". أستمع حفظ
رجل تسبب في حادث توفي على أثره ثلاثة أشخاص وحالته المادية سيئة وحصل له حادث ولا يستطيع الصيام فهل يستدين للعتق في بلاد مريتانيا ؟
السائل : بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الشيخ : وصل وسلم على رسول الله.
السائل : فضيلة الشيخ السؤال: رجل تعرّض لحادث مروري توفي به ثلاثة أشخاص امرأة وبنت ورجل، وكان نفس هذا الرجل المتسبب في الحادث حسب تقرير الجهات المختصة، ويقولوا أن حالته المادية متدنية وصار عليه حادث آخر، وهو الآن في المستشفى ولا يستطيع القيام بالصيام، وسمع أن في بعض البلاد الإسلامية لا يزال الرق موجود، ويقول هل يستدين مبلغ ويعتق به؟ وإذا كان المبلغ موجود فأين الذين يعتقهم؟ وكيف السبيل إلى ذلك ماذا يفعل أثابكم الله؟
الشيخ : أولًا لابد أن نعرف الحادث ويوصف لنا، لأنه أحيانًا يظن بعض الناس أن كل حادث حدث فهو على من كان سببًا فيه وليس كذلك، ونحن الآن نفتي بناء على أن الحادث موجب للضمان فنقول: عليه ثلاث ديات تكون على عاقلته لأولياء المقتولين، وإذا عفوا فلا حرج تسقط الدية هذه واحد.
الثاني: عليه ثلاث كفارات والكفارة عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وعلى هذا فيكون عليه ثلاث رقاب يعتقها إن كان قادرًا وعنده مال فائض عن حاجاته، وإن لم يكن عنده مال فعليه أن يصوم عن كل نفس شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فلا شيء عليه لأن الله تعالى ذكر كفارة القتل ولم يذكر إلا خصلتين فقط وهما العتق ثم الصيام ولم يذكر الطعام، وقوله إنه يتدين أو يستسلف نقول لا تتدين ولا تستسلف إذا لم يكن المال متوفر لديك سقط عنك العتق إلى الصيام، وإذا كنت لا تستطيع سقطت عنك الكفارة لقول الله تعالى: (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )).
الشيخ : وصل وسلم على رسول الله.
السائل : فضيلة الشيخ السؤال: رجل تعرّض لحادث مروري توفي به ثلاثة أشخاص امرأة وبنت ورجل، وكان نفس هذا الرجل المتسبب في الحادث حسب تقرير الجهات المختصة، ويقولوا أن حالته المادية متدنية وصار عليه حادث آخر، وهو الآن في المستشفى ولا يستطيع القيام بالصيام، وسمع أن في بعض البلاد الإسلامية لا يزال الرق موجود، ويقول هل يستدين مبلغ ويعتق به؟ وإذا كان المبلغ موجود فأين الذين يعتقهم؟ وكيف السبيل إلى ذلك ماذا يفعل أثابكم الله؟
الشيخ : أولًا لابد أن نعرف الحادث ويوصف لنا، لأنه أحيانًا يظن بعض الناس أن كل حادث حدث فهو على من كان سببًا فيه وليس كذلك، ونحن الآن نفتي بناء على أن الحادث موجب للضمان فنقول: عليه ثلاث ديات تكون على عاقلته لأولياء المقتولين، وإذا عفوا فلا حرج تسقط الدية هذه واحد.
الثاني: عليه ثلاث كفارات والكفارة عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وعلى هذا فيكون عليه ثلاث رقاب يعتقها إن كان قادرًا وعنده مال فائض عن حاجاته، وإن لم يكن عنده مال فعليه أن يصوم عن كل نفس شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فلا شيء عليه لأن الله تعالى ذكر كفارة القتل ولم يذكر إلا خصلتين فقط وهما العتق ثم الصيام ولم يذكر الطعام، وقوله إنه يتدين أو يستسلف نقول لا تتدين ولا تستسلف إذا لم يكن المال متوفر لديك سقط عنك العتق إلى الصيام، وإذا كنت لا تستطيع سقطت عنك الكفارة لقول الله تعالى: (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )).
3 - رجل تسبب في حادث توفي على أثره ثلاثة أشخاص وحالته المادية سيئة وحصل له حادث ولا يستطيع الصيام فهل يستدين للعتق في بلاد مريتانيا ؟ أستمع حفظ
ما حكم مرور الرجال والنساء بين يدي المصلي في الحرم ؟
السائل : شيخ: بالنسبة للي يمرون أمام المصلين خاصة في الحرم النساء والرجال وكذا يقطعون الصلاة؟
الشيخ : أما الرجال فإنهم لا يقطعون الصلاة، لكن الإنسان مأمور بأن يردهم، وأما النساء فالمرأة البالغة تقطع الصلاة إذا مرت بينك وبين سترتك أو بينك وبين موضع سجودك إذا لم يكن لك سترة، سواء في الحرم أو في غير الحرم، إلا إذا كان الإنسان لم يتيسر له مكان إلا في مكان مرور الناس مثل عند الأبواب فهذا للضرورة لا تنقطع صلاته، لأنه لو أخذ يرد الناس لكثرت الحركة في صلاته فأبطلتها، أفهمت؟
السائل : يعني إذا صار من بعيد شوي يعني؟
الشيخ : إذا صار من بعيد من وراء موضع سجودك فهو ما يضر، ما يضر أقل من مترين، يعني مثلًا أنا في الحرم فيه إمداد تصلى عليها إذا من وراء المدة ما يضر حتى لو امرأة، كذلك أيضًا في صحن المطاف بلاط إذا مر من وراء البلاط اللي أنت عليها لا يضر، نعم.
الشيخ : أما الرجال فإنهم لا يقطعون الصلاة، لكن الإنسان مأمور بأن يردهم، وأما النساء فالمرأة البالغة تقطع الصلاة إذا مرت بينك وبين سترتك أو بينك وبين موضع سجودك إذا لم يكن لك سترة، سواء في الحرم أو في غير الحرم، إلا إذا كان الإنسان لم يتيسر له مكان إلا في مكان مرور الناس مثل عند الأبواب فهذا للضرورة لا تنقطع صلاته، لأنه لو أخذ يرد الناس لكثرت الحركة في صلاته فأبطلتها، أفهمت؟
السائل : يعني إذا صار من بعيد شوي يعني؟
الشيخ : إذا صار من بعيد من وراء موضع سجودك فهو ما يضر، ما يضر أقل من مترين، يعني مثلًا أنا في الحرم فيه إمداد تصلى عليها إذا من وراء المدة ما يضر حتى لو امرأة، كذلك أيضًا في صحن المطاف بلاط إذا مر من وراء البلاط اللي أنت عليها لا يضر، نعم.
امرأة مريضة توفيت وعليها خمس صلوات للعجز فما الواجب نحوها ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم.
الشيخ : وإياكم.
السائل : هذه امرأة توفيت ولكنها لم تصل بعض الفروض تقريبًا خمسة فروض أو ستة فروض، مع أنها كانت بفكرها لكنها لا تستطيع القيام ولا الجلوس ويقرّب منها التراب لتتطهر لكن لا تستطيع، ومع أنها آخر وقت صلت كانت تصلي وأكثرت من التكبيرات وأكثرت من الأشياء وهي ما عندها في فكرها، فماذا عليها وفقكم الله؟
الشيخ : ليس عليها شيء الآن يعني أنه لا تقضى عنها الصلاة، لكن ينبغي لأولادها وذويها أن يكثروا من الاستغفار لها والدعاء لها، وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة يلجأ إليها بعض المرضى أولًا نقول المريض يجب عليه أن يتطهر بالماء، فإن لم يستطع فبالتراب، فإن لم يستطع صلى بلا تراب ولا ماء، ولا يدع الصلاة.
ثانيًا: يجب عليه أن يصلي قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنب، فإن لم يستطع الإيماء ولا على جنبه فإنه ينوي بقلبه ولا يترك الصلاة.
ثالثًا: بعض الناس إذا كان في ثيابه نجاسة وهو لا يستطيع أن يغسلها ولا يستطيع أن يغير الثوب يقول لا أصلي حتى يعافيني الله وأطهر ثوبي وهذا غلط أيضًا، بل يصلي ولو كان ثوبه نجسًا ولو كان بدنه نجسًا وهو عاجز عن إزالة النجاسة يصلي على حسب حاله، لأن الصلاة لها وقت محدود لابد أن تقع فيه على حسب استطاعة الإنسان لقول الله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )) أرجو أن يكون هذا معلومًا عندكم وأن تنبهوا عليه في المجالس، لأن أكثر الناس يشغله هذا الشيء وكذلك أن تسألوا المرضى إذا عدتموهم تقول كيف تصلون كيف تتطهرون وتوجهوهم إلى ما يجب، لأن الإنسان مسؤول عن علمه الذي أعطاه الله كما قال لله تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلًا فبئس ما يشترون )) ولا تقولوا أين الميثاق نحن نجد العلماء ولا يقولون إن الله أخذ علينا ميثاق، يعني: لا يشغلون بهذا لكن نقول مجرد إعطاء الله الإنسان العلم هو ميثاق، إذا أتاك الله علمًا فهذا يعني الميثاق أن تبينه للناس، وهذه من نعمة الله على العبد أن يجعله محلًّا للعلم وارثًا للرسالة، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وهو كذلك أعلم حيث يجعل وراثة هذه الرسالة، فمن علم الله فيه خيرًا فقهه في دينه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) فوصيتي لنفسي وإياكم الحرص على نشر العلم بين الناس ولا تحقروا شيئًا، إذا علمت إنسانًا مسألة واحدة وعمل بها ثم علمها آخر وآخر وآخر فكل ما يحصل من الأجر بالعمل الذي أنت دللت الناس عليه فلك مثله، نعم.
فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم.
الشيخ : وإياكم.
السائل : هذه امرأة توفيت ولكنها لم تصل بعض الفروض تقريبًا خمسة فروض أو ستة فروض، مع أنها كانت بفكرها لكنها لا تستطيع القيام ولا الجلوس ويقرّب منها التراب لتتطهر لكن لا تستطيع، ومع أنها آخر وقت صلت كانت تصلي وأكثرت من التكبيرات وأكثرت من الأشياء وهي ما عندها في فكرها، فماذا عليها وفقكم الله؟
الشيخ : ليس عليها شيء الآن يعني أنه لا تقضى عنها الصلاة، لكن ينبغي لأولادها وذويها أن يكثروا من الاستغفار لها والدعاء لها، وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة يلجأ إليها بعض المرضى أولًا نقول المريض يجب عليه أن يتطهر بالماء، فإن لم يستطع فبالتراب، فإن لم يستطع صلى بلا تراب ولا ماء، ولا يدع الصلاة.
ثانيًا: يجب عليه أن يصلي قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنب، فإن لم يستطع الإيماء ولا على جنبه فإنه ينوي بقلبه ولا يترك الصلاة.
ثالثًا: بعض الناس إذا كان في ثيابه نجاسة وهو لا يستطيع أن يغسلها ولا يستطيع أن يغير الثوب يقول لا أصلي حتى يعافيني الله وأطهر ثوبي وهذا غلط أيضًا، بل يصلي ولو كان ثوبه نجسًا ولو كان بدنه نجسًا وهو عاجز عن إزالة النجاسة يصلي على حسب حاله، لأن الصلاة لها وقت محدود لابد أن تقع فيه على حسب استطاعة الإنسان لقول الله تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم )) أرجو أن يكون هذا معلومًا عندكم وأن تنبهوا عليه في المجالس، لأن أكثر الناس يشغله هذا الشيء وكذلك أن تسألوا المرضى إذا عدتموهم تقول كيف تصلون كيف تتطهرون وتوجهوهم إلى ما يجب، لأن الإنسان مسؤول عن علمه الذي أعطاه الله كما قال لله تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلًا فبئس ما يشترون )) ولا تقولوا أين الميثاق نحن نجد العلماء ولا يقولون إن الله أخذ علينا ميثاق، يعني: لا يشغلون بهذا لكن نقول مجرد إعطاء الله الإنسان العلم هو ميثاق، إذا أتاك الله علمًا فهذا يعني الميثاق أن تبينه للناس، وهذه من نعمة الله على العبد أن يجعله محلًّا للعلم وارثًا للرسالة، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وهو كذلك أعلم حيث يجعل وراثة هذه الرسالة، فمن علم الله فيه خيرًا فقهه في دينه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) فوصيتي لنفسي وإياكم الحرص على نشر العلم بين الناس ولا تحقروا شيئًا، إذا علمت إنسانًا مسألة واحدة وعمل بها ثم علمها آخر وآخر وآخر فكل ما يحصل من الأجر بالعمل الذي أنت دللت الناس عليه فلك مثله، نعم.
أيهما أولى الخروج في رحلات لطلب العلم وترك زوجتي مع أهلها وهم أصحاب معاصي أم عدم الخروج ؟
السائل : فضيلة الشيخ : يعني متزوج من عائلة عندهم بعض المعاصي والأحوال، فأحيانًا نطلع رحلات لطلب العلم أو للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فأضطر أني أتركهم عندهم فهل تركهم أولى أو البقاء معهم أولى؟
الشيخ : أنت إذا خرجت في الرحلات إن كانت رحلة نزهة فلا تخرج إذا خفت على أهلك أن يتغيروا إذا ذهبوا إلى أهلهم، وإن كان خروج في طلب العلم أو في الدعوة إلى الله عز وجل فانظر هل أحد من الناس يقوم مقامك فالبقاء عند أهلك أولى هل لا يوجد أحد يقوم مقامك وأن الأمر فرض عليك فاذهب، ولكن لا تذهب بعيدًا ارجع إلى أهلك قبل الليل وتكون معهم، نعم.
الشيخ : أنت إذا خرجت في الرحلات إن كانت رحلة نزهة فلا تخرج إذا خفت على أهلك أن يتغيروا إذا ذهبوا إلى أهلهم، وإن كان خروج في طلب العلم أو في الدعوة إلى الله عز وجل فانظر هل أحد من الناس يقوم مقامك فالبقاء عند أهلك أولى هل لا يوجد أحد يقوم مقامك وأن الأمر فرض عليك فاذهب، ولكن لا تذهب بعيدًا ارجع إلى أهلك قبل الليل وتكون معهم، نعم.
6 - أيهما أولى الخروج في رحلات لطلب العلم وترك زوجتي مع أهلها وهم أصحاب معاصي أم عدم الخروج ؟ أستمع حفظ
ما نصيحتكم لأهل المعاصي والشهوات ؟
السائل : فضيلة الشيخ : تعلمون ما انفتح على الناس في هذا الزمان من حب الدنيا والاستغراق في الملاهي والشهوات وما يخطط له أعداء الإسلام، نريد كلمة لمن يسمع هذا الكلام أو يقرأه أو نصيحة في الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والعودة إلى كتاب الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : أظنه لا شيء أشد تأثيرًا من المواعظ من القرآن الكريم والله تعالى أجمل ذلك في قوله: (( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) هاتان الآيتان من أعظم ما يكون موعظة لمن تبصّر وعد الله حق سواء كان الذي وعد به أجرًا وثوابًا للصالحين أو عقوبة ونكالًا للعاصين هو حق صدق ثابت لابد أن يقع، ثم قال لا تغرنكم الحياة الدنيا فتصدكم عما أمر الله به أو توقعكم فيما نهى الله عنه، والحياة الدنيا في الحقيقة تغر الإنسان الأبله السفيه أما الإنسان العاقل الكيّس فإنها لا تغره، وكيف تغر الدنيا إنسانًا وهي في الحقيقة مشحونة ومملوءة بالهم والغم والتنغيص والكدر وكما قال الشاعر الأول:
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "
أنت ترى الإنسان في يومك على ظهر الأرض وفي غدك في باطن الأرض والذي مرّ عليه أفلا يجوز أن يمر عليك الجواب بلى يمكن يمكن أن تكون اليوم في عالم الدنيا وغدا في عالم الآخرة فكيف تغتر بدار لا يدري الإنسان متى يرتحل عنها، بدار رحلته ليست بيده، بدار لا يدري ربما يبقى ما هو فيه من الرفاهية وربما يزول، فالحاصل أن الإنسان يجب ألا تغره الدنيا وأن يتبصر في أمره، وأن يعلم أنه في الدنيا عابر إلى مقر آخر، حتى مقر القبور ليس مقرًّا بل هو زيارة كما قال تعالى: (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) والمقر هو إما الجنة وإما النار، اسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن تغره الدنيا (( ولا يغرنكم بالله الغرور )) الشيطان وأولياء الشيطان، فالغرور اسم جنس ليس خاصًّا بالشيطان بل هو عام للشيطان وأوليائه، فما أكثر شياطين الإنس الذين يغرون الإنسان ويسفهونه ويوقعونه فيما يندم عليه، وهم جلساء السوء الذين حذّر منهم النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: ( إن مثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد من رائحة كريهة ) ثم بيّن الله عز وجل أن الإنسان لا يغتر بالدنيا إلا من عدو له وهو الشيطان فقال: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا )) وصدق الله، والآية هنا فيها خبر وطلب، الخبر قوله: (( إن الشيطان لكم عدو )) والطلب: (( فاتخذوه عدوًّا )) أمرنا الله أن نتخذه عدوًّا، فإذا قال قائل كيف أعلم أن هذا من الشيطان أو من الرحمن؟ قلنا إذا كان الذي وقع في قلبك حبًّا للمعاصي وكراهة للطاعات فهو من أين؟ إذا كان الذي وقع في قلبك حبًّا للمعاصي وكراهة للطاعات فهو من أين من الشيطان معلوم، إذا كان حبًّا للطاعات وكرهًا للمعاصي فهو من الرحمن عز وجل هذه العلامة قال الله تعالى: (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) (( إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) لكنهم جهال لا يدرون سفهاء، يظنون أن هذا هو الخير، او يماي لهم الشيطان ويقول افعلوا افعلوا، ثم يفعل ولا يتوب، نسأل الله... أنفسنا وشر أعدائنا.
الشيخ : أظنه لا شيء أشد تأثيرًا من المواعظ من القرآن الكريم والله تعالى أجمل ذلك في قوله: (( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) هاتان الآيتان من أعظم ما يكون موعظة لمن تبصّر وعد الله حق سواء كان الذي وعد به أجرًا وثوابًا للصالحين أو عقوبة ونكالًا للعاصين هو حق صدق ثابت لابد أن يقع، ثم قال لا تغرنكم الحياة الدنيا فتصدكم عما أمر الله به أو توقعكم فيما نهى الله عنه، والحياة الدنيا في الحقيقة تغر الإنسان الأبله السفيه أما الإنسان العاقل الكيّس فإنها لا تغره، وكيف تغر الدنيا إنسانًا وهي في الحقيقة مشحونة ومملوءة بالهم والغم والتنغيص والكدر وكما قال الشاعر الأول:
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "
أنت ترى الإنسان في يومك على ظهر الأرض وفي غدك في باطن الأرض والذي مرّ عليه أفلا يجوز أن يمر عليك الجواب بلى يمكن يمكن أن تكون اليوم في عالم الدنيا وغدا في عالم الآخرة فكيف تغتر بدار لا يدري الإنسان متى يرتحل عنها، بدار رحلته ليست بيده، بدار لا يدري ربما يبقى ما هو فيه من الرفاهية وربما يزول، فالحاصل أن الإنسان يجب ألا تغره الدنيا وأن يتبصر في أمره، وأن يعلم أنه في الدنيا عابر إلى مقر آخر، حتى مقر القبور ليس مقرًّا بل هو زيارة كما قال تعالى: (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) والمقر هو إما الجنة وإما النار، اسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن تغره الدنيا (( ولا يغرنكم بالله الغرور )) الشيطان وأولياء الشيطان، فالغرور اسم جنس ليس خاصًّا بالشيطان بل هو عام للشيطان وأوليائه، فما أكثر شياطين الإنس الذين يغرون الإنسان ويسفهونه ويوقعونه فيما يندم عليه، وهم جلساء السوء الذين حذّر منهم النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: ( إن مثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد من رائحة كريهة ) ثم بيّن الله عز وجل أن الإنسان لا يغتر بالدنيا إلا من عدو له وهو الشيطان فقال: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا )) وصدق الله، والآية هنا فيها خبر وطلب، الخبر قوله: (( إن الشيطان لكم عدو )) والطلب: (( فاتخذوه عدوًّا )) أمرنا الله أن نتخذه عدوًّا، فإذا قال قائل كيف أعلم أن هذا من الشيطان أو من الرحمن؟ قلنا إذا كان الذي وقع في قلبك حبًّا للمعاصي وكراهة للطاعات فهو من أين؟ إذا كان الذي وقع في قلبك حبًّا للمعاصي وكراهة للطاعات فهو من أين من الشيطان معلوم، إذا كان حبًّا للطاعات وكرهًا للمعاصي فهو من الرحمن عز وجل هذه العلامة قال الله تعالى: (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) (( إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) لكنهم جهال لا يدرون سفهاء، يظنون أن هذا هو الخير، او يماي لهم الشيطان ويقول افعلوا افعلوا، ثم يفعل ولا يتوب، نسأل الله... أنفسنا وشر أعدائنا.
اضيفت في - 2005-08-27