سلسلة لقاء الباب المفتوح-090a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
صفة الحج والعمرة .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء التسعون من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس في كل أسبوع، وهذا هو الخميس العشرون من شهر ذي القعدة عام خمسة عشر وأربعمئة وألف، لقاؤنا هذا اليوم سيشتمل على صفة للعمرة والحج موجزة، ثم في اللقاءات الأخرى إن شاء الله نتكلم عن أركان وواجبات الحج والعمرة، ثم عن محظورات الإحرام إن شاء الله تعالى.
من المعلوم لنا جميعًا أن العبادة لا تتم إلا بشرطين، الشرط الأول: الإخلاص لله، والشرط الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دليل هذا قوله تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) فمخلصين له الدين هذا الإخلاص وحنفاء هذه المتابعة، وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أن الله تعالى قال: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) فهذا الإخلاص.
المتابعة: ثبت في الصحيحين أيضًا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) إذن لابد من الإخلاص والمتابعة، ولا تتحقق المتابعة إلا بمعرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل حتى نكون متبعين له، ولهذا ينبغي لنا ونحن نفعل العبادات أن نستحضر هذين الأمرين، الإخلاص، والثاني: المتابعة، الإخلاص بأن لا نبتغي بعبادتنا إلا وجه الله والدار الآخرة، وأن نستشعر أيضًا أننا نمتثل أوامر الله فمثلًا عند الوضوء نحن نتوضأ نغسل الأعضاء المغسول منها ونمسح الممسوح، لكن ينبغي أن نستحضر بأننا نمتثل قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) إلى آخره حتى يتم الإخلاص والإذعان والذل لله عز وجل، ثم نستحضر أيضًا أننا نتابع الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا لأن هذا مما أمرنا به كما قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )).
من ذلك ما نحن في صدده الآن من صفة العمرة والحج أولًا: نبدأ من الميقات: إذا وصل الإنسان إلى الميقات اغتسل كما يغتسل للجنابة وبعد التجرد من الثياب، ثم يطيب بدنه بأطيب ما يجد يجعل الطيب على رأسه وعلى لحيته، ثم يلبس ثياب الإحرام إزارا ورداء أبيضين هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب إلا أنها لا تتبرج بالزينة، ثم إن كان وقت صلاة فريضة أدى الفريضة وأحرم بعدها، وإن كان غير وقت فريضة صلى صلاة سنة على أنها سنة الوضوء، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه شرع صلاة معينة عند الدخول في النسك، ثم يلبي بعد أن ينوي الدخول في النسك يلبي فيقول: لبيك اللهم عمرة، ويتوجه إلى مكة ولا يزال يلبي إلى أن يبتدئ بالطواف، عند الابتداء بالطواف أول ما يبتدئ به الحجر يستلمه أي: يمسحه بيده ويقبله هذا إن تيسر، وإلا فالسنة ألا يزاحم فيتأذى ويؤذي، وأنتم تعلمون أنه في المزاحمة يخرج الإنسان عن استحضار النية واستحضار العبادة، لأنه يحاول أن يدافع عن نفسه، فإذا وجدت زحامًا فالسنة ألا تزاحم أشر إليه والإشارة تكفي، وفي حال الإشارة لا تقبل يدك فتبتدئ الطواف، وهذا يسمى طواف القدوم وهو طواف عمرة في نفس الوقت، في هذا الطواف يسن للرجل أن يضطبع في جميع الطواف، والاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، وأن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى دون الأربعة الباقية، والرمل: إسراع المشي دون مد الخطوة يعني تسرع لكن لا تمد الخطوة خطوة عادية، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعل كذلك في حجة الوداع، فإذا انتهيت من الطواف سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ قول الله تعالى: (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) تقرأ هذه الآية تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واستحضارًا وامتثالك أمر الله، فتصلي ركعتين خلف المقام وتتميز هاتان الركعتان بأن يقرأ في الأولى: (( قل يا أيها الكافرون )) وفي الثانية: الإخلاص وأن يوجز فيهما ولا يطول، لأن المكان مكان صلاة لك ولغيرك، فإذا أطلت حجزت المكان عن غيرك، إذا انتهيت من هذا ترجع إلى الحجر الأسود إن تيسر لك أن تستلمه فافعل وإلا فلا حرج، ولا تشير في هذه الحال اخرج إلى المسعى، فإذا دنوت من الصفا فاقرأ قول الله تعالى: (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) وتصعد على الصفا حتى ترى الكعبة فاستقبلها، وارفع يديك للدعاء والذكر وقل: الله أكبر ثلاث مرات، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثانية، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثالثة وتنزل، فيكون الذكر معادًا ثلاث مرات والدعاء كم؟ مرتين، تنزل من الصفا متجها إلى المروة ماشيا حتى تصل إلى العلم الأخضر أي: العمود الأخضر وهو معروف والحمد لله وفوق رأسك لمبات خضراء تدل عليه، فإذا وصلت هذا فاركض ركضًا شديدًا بقدر ما تستطيع إذا كان هناك مجال وإلا فامش على ما يتيسر لك إلى العلم الآخر، ثم تمشي مشيًا معتادًا إلى المروة فإذا وصلت المروة فقل كما قلت على الصفا وهذا شوط، ثم ارجع من المروة إلى الصفا وهذا شوط آخر وهلم جرًّا إلى سبعة أشواط تبتدئ بالصفا وتنتهي بالمروة، وبعد هذا تقصّر شعر رأسك إذا كنت متمتعًا، وإن كنت غير متمتع فاحلقه أو قصره والحلق أفضل ثم تحل من إحرامك الحل كله، تلبس الثياب وتتطيب وتتمتع بأهلك إن كانوا معك وتفعل جميع ما حرم عليك بالإحرام، فإذا كان اليوم الثاني من ذي الحجة فأحرم بالحج من مكانك الذي أنت فيه، فتغتسل وتتطيب وتلبس ثياب الإحرام وتخرج إلى منى لتبقى بها إلى طلوع الشمس من اليوم التاسع، تصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، خمسة أوقات كل صلاة في وقتها إلا أنك تقصر الرباعية، فإذا طلعت الشمس تسير إلى عرفة، لكن إن تيسر لك أن تنزل بنمرة وهي مكان قرب عرفة وليست من عرفة فانزل فيها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نزل في نمرة إلى أن زالت الشمس، فافعل هذا إن تيسر وإن لم يتيسر فلا حرج أن تمضي من منى إلى عرفة رأسًا، فإذا زالت الشمس من يوم عرفة فحينئذ تتفرغ للدعاء والذكر بعد أن تصلي الظهر والعصر مقصورتين مجموعتين جمع تقديم، وتتفرغ للذكر والدعاء في هذا اليوم العظيم الذي هو من أفضل أيام السنة ومن أقرب ما يكون إلى الإجابة إلى أن تغرب الشمس، فإذا غربت الشمس فادفع من عرفة متجهًا إلى مزدلفة وتجمع بين المغرب والعشاء بمعنى أنك تؤخر المغرب إلى تصل إلى مزدلفة، ثم تصلي بها المغرب والعشاء المغرب ثلاثية لا تقصر والعشاء رباعية فتصليها ركعتين، ثم تبيت هناك إلى أن تصلي الفجر بها، وإذا صليت الفجر فتفرغ للدعاء والوقوف إلى أن تسفر جدًّا، يعني: إلى أن يبين الإسفار بيانًا ظاهرًا، ثم توجه بعد ذلك إلى منى وتقصد جمرة العقبة قبل كل شيء، فترميها بسبع حصيات متعاقبات تكبر مع كل حصاة، ثم تنصرف بعد هذا إلى المنحر يعني إلى المكان الذي تريد أن تنحر فيه هديك فتنحر الهدي، ثم تحلق رأسك وتحل التحلل الأول، ثم تنزل إلى مكة لتطوف طواف الإفاضة وتسعى سعي الحج، وهنا الطواف بلباسك المعتاد، لأنك حللت التحلل الأول وليس فيه رمل وكذلك السعي بلباسك المعتاد، ولكن فيه السعي بين العلمين، ثم إذا أنهيت ذلك فقد حللت كل الحل، تتمتع بكل ما منعت منه في الإحرام، ثم تخرج إلى منى لتبيت بها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر، وفي هذين اليومين ترمي الجمرات الثلاث كل واحدة بسبع حصيات تبدأ بالأولى التي هي أقصى الجمرات عن مكة فترميها بسبع حصيات متعاقبات، تكبر مع كل حصاة ثم تقف للدعاء مستقبل القبلة رافعًا يديك، وتطيل الدعاء إن تمكنت وإلا فبما تيسر، ثم ترمي الوسطى كذلك وتقف بعدها فتدعو، ثم جمرة العقبة كذلك ولا تقف بعدها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف بين الجمرتين الأولى والثانية والثانية والثالثة ولم يقف بعد الثالثة، ثم تبقى في منى إلى اليوم الثاني عشر وترمي الجمرات كما رميتها بالأمس، وإن شئت تعجلت ونزلت إلى مكة، وإن شئت بقيت في منى ليلة الثالث عشر ورميت الجمرات يوم الثالث عشر كما رميتها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، ثم ينتهي الحج في آخر أيام التشريق، وإذا أردت أن ترجع إلى بلدك فلابد أن تطوف طواف الوداع، وهو واجب على كل من حج أو اعتمر إلا أنه يسقط عن المرأة الحائض أو النفساء، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض هذا مجمل لصفة الحج والعمرة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء التسعون من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس في كل أسبوع، وهذا هو الخميس العشرون من شهر ذي القعدة عام خمسة عشر وأربعمئة وألف، لقاؤنا هذا اليوم سيشتمل على صفة للعمرة والحج موجزة، ثم في اللقاءات الأخرى إن شاء الله نتكلم عن أركان وواجبات الحج والعمرة، ثم عن محظورات الإحرام إن شاء الله تعالى.
من المعلوم لنا جميعًا أن العبادة لا تتم إلا بشرطين، الشرط الأول: الإخلاص لله، والشرط الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دليل هذا قوله تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) فمخلصين له الدين هذا الإخلاص وحنفاء هذه المتابعة، وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أن الله تعالى قال: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) فهذا الإخلاص.
المتابعة: ثبت في الصحيحين أيضًا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) إذن لابد من الإخلاص والمتابعة، ولا تتحقق المتابعة إلا بمعرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل حتى نكون متبعين له، ولهذا ينبغي لنا ونحن نفعل العبادات أن نستحضر هذين الأمرين، الإخلاص، والثاني: المتابعة، الإخلاص بأن لا نبتغي بعبادتنا إلا وجه الله والدار الآخرة، وأن نستشعر أيضًا أننا نمتثل أوامر الله فمثلًا عند الوضوء نحن نتوضأ نغسل الأعضاء المغسول منها ونمسح الممسوح، لكن ينبغي أن نستحضر بأننا نمتثل قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) إلى آخره حتى يتم الإخلاص والإذعان والذل لله عز وجل، ثم نستحضر أيضًا أننا نتابع الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا لأن هذا مما أمرنا به كما قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )).
من ذلك ما نحن في صدده الآن من صفة العمرة والحج أولًا: نبدأ من الميقات: إذا وصل الإنسان إلى الميقات اغتسل كما يغتسل للجنابة وبعد التجرد من الثياب، ثم يطيب بدنه بأطيب ما يجد يجعل الطيب على رأسه وعلى لحيته، ثم يلبس ثياب الإحرام إزارا ورداء أبيضين هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب إلا أنها لا تتبرج بالزينة، ثم إن كان وقت صلاة فريضة أدى الفريضة وأحرم بعدها، وإن كان غير وقت فريضة صلى صلاة سنة على أنها سنة الوضوء، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه شرع صلاة معينة عند الدخول في النسك، ثم يلبي بعد أن ينوي الدخول في النسك يلبي فيقول: لبيك اللهم عمرة، ويتوجه إلى مكة ولا يزال يلبي إلى أن يبتدئ بالطواف، عند الابتداء بالطواف أول ما يبتدئ به الحجر يستلمه أي: يمسحه بيده ويقبله هذا إن تيسر، وإلا فالسنة ألا يزاحم فيتأذى ويؤذي، وأنتم تعلمون أنه في المزاحمة يخرج الإنسان عن استحضار النية واستحضار العبادة، لأنه يحاول أن يدافع عن نفسه، فإذا وجدت زحامًا فالسنة ألا تزاحم أشر إليه والإشارة تكفي، وفي حال الإشارة لا تقبل يدك فتبتدئ الطواف، وهذا يسمى طواف القدوم وهو طواف عمرة في نفس الوقت، في هذا الطواف يسن للرجل أن يضطبع في جميع الطواف، والاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، وأن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى دون الأربعة الباقية، والرمل: إسراع المشي دون مد الخطوة يعني تسرع لكن لا تمد الخطوة خطوة عادية، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعل كذلك في حجة الوداع، فإذا انتهيت من الطواف سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ قول الله تعالى: (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) تقرأ هذه الآية تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واستحضارًا وامتثالك أمر الله، فتصلي ركعتين خلف المقام وتتميز هاتان الركعتان بأن يقرأ في الأولى: (( قل يا أيها الكافرون )) وفي الثانية: الإخلاص وأن يوجز فيهما ولا يطول، لأن المكان مكان صلاة لك ولغيرك، فإذا أطلت حجزت المكان عن غيرك، إذا انتهيت من هذا ترجع إلى الحجر الأسود إن تيسر لك أن تستلمه فافعل وإلا فلا حرج، ولا تشير في هذه الحال اخرج إلى المسعى، فإذا دنوت من الصفا فاقرأ قول الله تعالى: (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) وتصعد على الصفا حتى ترى الكعبة فاستقبلها، وارفع يديك للدعاء والذكر وقل: الله أكبر ثلاث مرات، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثانية، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثالثة وتنزل، فيكون الذكر معادًا ثلاث مرات والدعاء كم؟ مرتين، تنزل من الصفا متجها إلى المروة ماشيا حتى تصل إلى العلم الأخضر أي: العمود الأخضر وهو معروف والحمد لله وفوق رأسك لمبات خضراء تدل عليه، فإذا وصلت هذا فاركض ركضًا شديدًا بقدر ما تستطيع إذا كان هناك مجال وإلا فامش على ما يتيسر لك إلى العلم الآخر، ثم تمشي مشيًا معتادًا إلى المروة فإذا وصلت المروة فقل كما قلت على الصفا وهذا شوط، ثم ارجع من المروة إلى الصفا وهذا شوط آخر وهلم جرًّا إلى سبعة أشواط تبتدئ بالصفا وتنتهي بالمروة، وبعد هذا تقصّر شعر رأسك إذا كنت متمتعًا، وإن كنت غير متمتع فاحلقه أو قصره والحلق أفضل ثم تحل من إحرامك الحل كله، تلبس الثياب وتتطيب وتتمتع بأهلك إن كانوا معك وتفعل جميع ما حرم عليك بالإحرام، فإذا كان اليوم الثاني من ذي الحجة فأحرم بالحج من مكانك الذي أنت فيه، فتغتسل وتتطيب وتلبس ثياب الإحرام وتخرج إلى منى لتبقى بها إلى طلوع الشمس من اليوم التاسع، تصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، خمسة أوقات كل صلاة في وقتها إلا أنك تقصر الرباعية، فإذا طلعت الشمس تسير إلى عرفة، لكن إن تيسر لك أن تنزل بنمرة وهي مكان قرب عرفة وليست من عرفة فانزل فيها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نزل في نمرة إلى أن زالت الشمس، فافعل هذا إن تيسر وإن لم يتيسر فلا حرج أن تمضي من منى إلى عرفة رأسًا، فإذا زالت الشمس من يوم عرفة فحينئذ تتفرغ للدعاء والذكر بعد أن تصلي الظهر والعصر مقصورتين مجموعتين جمع تقديم، وتتفرغ للذكر والدعاء في هذا اليوم العظيم الذي هو من أفضل أيام السنة ومن أقرب ما يكون إلى الإجابة إلى أن تغرب الشمس، فإذا غربت الشمس فادفع من عرفة متجهًا إلى مزدلفة وتجمع بين المغرب والعشاء بمعنى أنك تؤخر المغرب إلى تصل إلى مزدلفة، ثم تصلي بها المغرب والعشاء المغرب ثلاثية لا تقصر والعشاء رباعية فتصليها ركعتين، ثم تبيت هناك إلى أن تصلي الفجر بها، وإذا صليت الفجر فتفرغ للدعاء والوقوف إلى أن تسفر جدًّا، يعني: إلى أن يبين الإسفار بيانًا ظاهرًا، ثم توجه بعد ذلك إلى منى وتقصد جمرة العقبة قبل كل شيء، فترميها بسبع حصيات متعاقبات تكبر مع كل حصاة، ثم تنصرف بعد هذا إلى المنحر يعني إلى المكان الذي تريد أن تنحر فيه هديك فتنحر الهدي، ثم تحلق رأسك وتحل التحلل الأول، ثم تنزل إلى مكة لتطوف طواف الإفاضة وتسعى سعي الحج، وهنا الطواف بلباسك المعتاد، لأنك حللت التحلل الأول وليس فيه رمل وكذلك السعي بلباسك المعتاد، ولكن فيه السعي بين العلمين، ثم إذا أنهيت ذلك فقد حللت كل الحل، تتمتع بكل ما منعت منه في الإحرام، ثم تخرج إلى منى لتبيت بها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر، وفي هذين اليومين ترمي الجمرات الثلاث كل واحدة بسبع حصيات تبدأ بالأولى التي هي أقصى الجمرات عن مكة فترميها بسبع حصيات متعاقبات، تكبر مع كل حصاة ثم تقف للدعاء مستقبل القبلة رافعًا يديك، وتطيل الدعاء إن تمكنت وإلا فبما تيسر، ثم ترمي الوسطى كذلك وتقف بعدها فتدعو، ثم جمرة العقبة كذلك ولا تقف بعدها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف بين الجمرتين الأولى والثانية والثانية والثالثة ولم يقف بعد الثالثة، ثم تبقى في منى إلى اليوم الثاني عشر وترمي الجمرات كما رميتها بالأمس، وإن شئت تعجلت ونزلت إلى مكة، وإن شئت بقيت في منى ليلة الثالث عشر ورميت الجمرات يوم الثالث عشر كما رميتها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، ثم ينتهي الحج في آخر أيام التشريق، وإذا أردت أن ترجع إلى بلدك فلابد أن تطوف طواف الوداع، وهو واجب على كل من حج أو اعتمر إلا أنه يسقط عن المرأة الحائض أو النفساء، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض هذا مجمل لصفة الحج والعمرة.
مسائل هامة متعلقة بالحج وصفته ؟
الشيخ : وهناك أسئلة نوردها الآن لمدة خمس دقائق تقريبًا السؤال الأول: هل يجوز للإنسان أن يخرج من مكة إلى عرفة رأسًا ولا ينزل في منى في اليوم الثامن؟
الجواب: نعم، والدليل أن عروة بن مضرس رضي الله عنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صباح يوم العيد وأخبره أنه لم يدع جبلًا إلا وقف عنده، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه ) ولم يذكر النزول في منى قبل عرفة، إذن فالنزول في منى قبل عرفة سنة، إن تيسر للإنسان فهذا المطلوب وإن لم يتيسر فلا حرج أن يذهب رأسًا إلى عرفة.
السؤال الثاني: إذا وقف بعرفة في النهار هل يلزم أن يبقى إلى غروب الشمس؟
والجواب: نعم يلزم أن يبقى إلى غروب الشمس دليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف بعرفة إلى الغروب وقال: ( لتأخذوا عني مناسككم ) ولأن تقديم الدفع من عرفة قبل الغروب مشابهة للمشركين، فإن المشركين كانوا يقفون بعرفة ويدفعون قبل الغروب، فمن دفع قبل الغروب فقد وافق هدي المشركين وخالف هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سؤال أيضًا: هل يجوز لمن بات في مزدلفة أن ينصرف قبل أن يسفر جدًّا؟
الجواب: نعم يجوز إذا كان لا يستطيع الزحام زحام الحجيج إما لضعف بدنه أو مرضه أو كبره أو غير ذلك، فيجوز أن يدفع في آخر الليل، وتقريب ذلك أن يدفع إذا غاب القمر، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص للضعفة من أهله أن يدفعوا من جمع أي: من مزدلفة بليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تنتظر حتى يغيب القمر ثم تدفع وترمي الجمرة قبل الفجر.
وسؤال أيضًا: هل إذا وصل إلى منى قبل الفجر ليلة مزدلفة يجوز أن يرمي الجمرة جمرة العقبة؟
نقول: نعم يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أذن للضعفة أن يتقدموا في الدفع من مزدلفة من أجل أن يرموا وإلا فما الفائدة من التقدم.
سؤال: يفعل الحاج يوم العيد خمسة أنساك بعد الدفع من مزدلفة الرمي بعده النحر بعده الحلق بعده؟
الطالب : الطواف.
الشيخ : بعده؟
الطالب : السعي.
الشيخ : نعم الطواف ثم السعي هذه الخمسة مرتبة على هذا الترتيب هذا هو الأفضل، لكن هل يجوز أن يقدم بعضها على بعض؟ الجواب: نعم يجوز لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسأل يوم النحر عن التقديم والتأخير فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ( افعل ولا حرج ) يلزم من هذا أنه لو قدم النحر على الرمي فسوف ينحر بعد طلوع الفجر مثلًا قبل أن تطلع الشمس فهل يجوز أو لا ينحر حتى تطلع الشمس قيد رمح ويمضي مقدار صلاة العيد كالأضحية؟ الجواب: يجوز، يجوز أن ينحر بعد طلوع الفجر في منى، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الذبح قبل الرمي قال: ( لا حرج ) وإذا كان الرمي يجوز بعد طلوع الشمس مباشرة لزم من هذا أن يجوز النحر أيضًا قبل طلوع الشمس، ولهذا قال العلماء إن النحر نحر الهدي يوم العيد يجوز من بعد طلوع الفجر.
سؤال أيضًا: هل يجوز للإنسان أن ينزل إلى مكة ضحى اليوم الثاني عشر ويطوف طواف الوداع ثم يخرج إلى منى ويرمي الجمرات ثم ينصرف إلى بلده؟
الجواب: لا، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أمر الناس أن يجعلوا آخر عهدهم بالبيت الطواف ومن فعل ما قلت فقد جعل آخر عهده الجمرات، والواجب أن يكون آخر عهده الطواف، فإذا فعل الإنسان هذا فإنه لا يجوز، لكن إذا فعل هذا أي قدم الطواف طواف الوداع على رمي الجمرات، لكن لو أنه خرج من منى ضحى يوم الثاني عشر، ولما زالت الشمس رجع ورمى ثم نزل إلى مكة وطاف ومشى أيجوز هذا؟ الجواب: نعم يجوز لأنه لم يتجاوز الأمر الشرعي ولم يتجنب إثم، غاية ما هنالك أنه خرج من منى قبل زوال الشمس ولا مانع من هذا، لأن المهم أن يرمي الجمرات بعد زوال الشمس وقد حصل، هذه نعم أيضًا نسأل كم في الحج من وقفة بناء على ما سمعنا؟ في الحج ست وقفات ليس وقفة واحدة، على الصفا وعلى المروة، وفي عرفة، وفي مزدلفة، وبعد الجمرة الأولى في أيام التشريق، وبعد الجمرة الثانية، فالوقفات للدعاء ست لكنها تختلف في الطول والقصر، وننتهي إلى هذا القدر من أجل التفرغ للجواب على الأسئلة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل أيامنا وأيامكم معمورة بطاعته، وأن يوفقنا لحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، نبدأ باليمين، والسؤال لكل واحد سؤال واحد.
الجواب: نعم، والدليل أن عروة بن مضرس رضي الله عنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صباح يوم العيد وأخبره أنه لم يدع جبلًا إلا وقف عنده، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه ) ولم يذكر النزول في منى قبل عرفة، إذن فالنزول في منى قبل عرفة سنة، إن تيسر للإنسان فهذا المطلوب وإن لم يتيسر فلا حرج أن يذهب رأسًا إلى عرفة.
السؤال الثاني: إذا وقف بعرفة في النهار هل يلزم أن يبقى إلى غروب الشمس؟
والجواب: نعم يلزم أن يبقى إلى غروب الشمس دليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف بعرفة إلى الغروب وقال: ( لتأخذوا عني مناسككم ) ولأن تقديم الدفع من عرفة قبل الغروب مشابهة للمشركين، فإن المشركين كانوا يقفون بعرفة ويدفعون قبل الغروب، فمن دفع قبل الغروب فقد وافق هدي المشركين وخالف هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سؤال أيضًا: هل يجوز لمن بات في مزدلفة أن ينصرف قبل أن يسفر جدًّا؟
الجواب: نعم يجوز إذا كان لا يستطيع الزحام زحام الحجيج إما لضعف بدنه أو مرضه أو كبره أو غير ذلك، فيجوز أن يدفع في آخر الليل، وتقريب ذلك أن يدفع إذا غاب القمر، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص للضعفة من أهله أن يدفعوا من جمع أي: من مزدلفة بليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تنتظر حتى يغيب القمر ثم تدفع وترمي الجمرة قبل الفجر.
وسؤال أيضًا: هل إذا وصل إلى منى قبل الفجر ليلة مزدلفة يجوز أن يرمي الجمرة جمرة العقبة؟
نقول: نعم يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أذن للضعفة أن يتقدموا في الدفع من مزدلفة من أجل أن يرموا وإلا فما الفائدة من التقدم.
سؤال: يفعل الحاج يوم العيد خمسة أنساك بعد الدفع من مزدلفة الرمي بعده النحر بعده الحلق بعده؟
الطالب : الطواف.
الشيخ : بعده؟
الطالب : السعي.
الشيخ : نعم الطواف ثم السعي هذه الخمسة مرتبة على هذا الترتيب هذا هو الأفضل، لكن هل يجوز أن يقدم بعضها على بعض؟ الجواب: نعم يجوز لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسأل يوم النحر عن التقديم والتأخير فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ( افعل ولا حرج ) يلزم من هذا أنه لو قدم النحر على الرمي فسوف ينحر بعد طلوع الفجر مثلًا قبل أن تطلع الشمس فهل يجوز أو لا ينحر حتى تطلع الشمس قيد رمح ويمضي مقدار صلاة العيد كالأضحية؟ الجواب: يجوز، يجوز أن ينحر بعد طلوع الفجر في منى، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الذبح قبل الرمي قال: ( لا حرج ) وإذا كان الرمي يجوز بعد طلوع الشمس مباشرة لزم من هذا أن يجوز النحر أيضًا قبل طلوع الشمس، ولهذا قال العلماء إن النحر نحر الهدي يوم العيد يجوز من بعد طلوع الفجر.
سؤال أيضًا: هل يجوز للإنسان أن ينزل إلى مكة ضحى اليوم الثاني عشر ويطوف طواف الوداع ثم يخرج إلى منى ويرمي الجمرات ثم ينصرف إلى بلده؟
الجواب: لا، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أمر الناس أن يجعلوا آخر عهدهم بالبيت الطواف ومن فعل ما قلت فقد جعل آخر عهده الجمرات، والواجب أن يكون آخر عهده الطواف، فإذا فعل الإنسان هذا فإنه لا يجوز، لكن إذا فعل هذا أي قدم الطواف طواف الوداع على رمي الجمرات، لكن لو أنه خرج من منى ضحى يوم الثاني عشر، ولما زالت الشمس رجع ورمى ثم نزل إلى مكة وطاف ومشى أيجوز هذا؟ الجواب: نعم يجوز لأنه لم يتجاوز الأمر الشرعي ولم يتجنب إثم، غاية ما هنالك أنه خرج من منى قبل زوال الشمس ولا مانع من هذا، لأن المهم أن يرمي الجمرات بعد زوال الشمس وقد حصل، هذه نعم أيضًا نسأل كم في الحج من وقفة بناء على ما سمعنا؟ في الحج ست وقفات ليس وقفة واحدة، على الصفا وعلى المروة، وفي عرفة، وفي مزدلفة، وبعد الجمرة الأولى في أيام التشريق، وبعد الجمرة الثانية، فالوقفات للدعاء ست لكنها تختلف في الطول والقصر، وننتهي إلى هذا القدر من أجل التفرغ للجواب على الأسئلة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل أيامنا وأيامكم معمورة بطاعته، وأن يوفقنا لحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، نبدأ باليمين، والسؤال لكل واحد سؤال واحد.
هل يجوز إطلاق أفعال على الله لم يرد فيها نص شرعي ؟
السائل : فضيلة الشيخ محمد: هل يجوز إطلاق أفعال على الله لم يرد بها نص شرعي كقول القائل: إن الله لولا أن يخاف على الناس الكفر لجعل بيوت الكفار سقفًا من فضة ومعارج عليها يظهرون، أو كقول القائل: إن الله يود لو أن الناس آمنوا به جميعًا أو غير ذلك ؟
وما القاعدة في إطلاق الأفعال على الله تعالى وجزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : الأفعال المطلقة على الله عز وجل إما أن تكون أفعال كمال، وإما أن تكون أفعال نقص، وإما أن تكون لا هذا ولا هذا، فأما أفعال النقص فلا يجوز أن تطلق على الله عز وجل كالخيانة مثلًا مثل أن تقول: لو شاء الله خانكم يعني ... هذا لا يجوز، وتارة أن تكون أفعال كمال مثل خلق وأبدع وصنع وما أشبه ذلك هذه تطلق على الله ولا إشكال فيها، وتارة تكون لا هذا ولا هذا فلا بأس بها أيضًا لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، فتقول مثلًا أراد الله الإرادة معروف أنها ثابتة وهي من أوصاف الكمال لأنها تدل على عموم الإرادة، لكن في أشياء كثيرة كالذي قلت مثلًا: إن الله تعالى يكره ... تقول يكره والكراهة قد وقعت، وذلك لأن الخوف يدل على نقص إذ أن الخائف لا شك أنه ناقص، فلا يصح أن يقول الخوف بل نقول كراهة، وأما المودة والمحبة فلا بأس بها.
السائل : وخشينا ...
الشيخ : نعم؟
السائل : الخشية فخشينا ...
الشيخ : لا الخشية غير، الخشية قد تكون من غير نقص قد تكون من غير نقص، لكن خفنا لا يجوز على الله عز وجل لأنها نقص، نعم سؤال واحد.
وما القاعدة في إطلاق الأفعال على الله تعالى وجزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : الأفعال المطلقة على الله عز وجل إما أن تكون أفعال كمال، وإما أن تكون أفعال نقص، وإما أن تكون لا هذا ولا هذا، فأما أفعال النقص فلا يجوز أن تطلق على الله عز وجل كالخيانة مثلًا مثل أن تقول: لو شاء الله خانكم يعني ... هذا لا يجوز، وتارة أن تكون أفعال كمال مثل خلق وأبدع وصنع وما أشبه ذلك هذه تطلق على الله ولا إشكال فيها، وتارة تكون لا هذا ولا هذا فلا بأس بها أيضًا لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، فتقول مثلًا أراد الله الإرادة معروف أنها ثابتة وهي من أوصاف الكمال لأنها تدل على عموم الإرادة، لكن في أشياء كثيرة كالذي قلت مثلًا: إن الله تعالى يكره ... تقول يكره والكراهة قد وقعت، وذلك لأن الخوف يدل على نقص إذ أن الخائف لا شك أنه ناقص، فلا يصح أن يقول الخوف بل نقول كراهة، وأما المودة والمحبة فلا بأس بها.
السائل : وخشينا ...
الشيخ : نعم؟
السائل : الخشية فخشينا ...
الشيخ : لا الخشية غير، الخشية قد تكون من غير نقص قد تكون من غير نقص، لكن خفنا لا يجوز على الله عز وجل لأنها نقص، نعم سؤال واحد.
حكم البيع بالعربون ؟
السائل : العربون الذي يقدم من المشتري للبائع على أنه سيأتي بباقي المبلغ غدًا، أو قال البائع أنت اشتريت؟ قال: نعم قال: هات عربون فأخذ خمسة آلاف ريال أو ألف أو أكثر أو أقل ثم ذهب ولم يأت وبيعت السلعة بعده، فالعربون الذي أُخذ هل يرد إلى البائع؟
الشيخ : بيع العربون الصحيح أنه جائز، وأنه يملكه البائع مثل أن تقول: اشتريت منك هذه السيارة بخمسين ألفًا والعربون خمسة آلاف هذه، إن تم البيع فهي أول الثمن وإن لم يتم البيع فهي للبائع، وهذا وإن كان فيه تعليق للبيع فإنه لا يضر لأنه مصلحة الطرفين، ولهذا جاء عن عمر رضي الله عنه صحة هذا البيع، وفيه مصلحة للجميع أما مصلحة البائع فظاهر، لأنه سيأتيه دراهم وسلعته عنده، وإنما أبحنا له ذلك مع أنه لم يدفع عوضًا عنه لأن السلعة سوف تنقص قيمتها إذا علم أنها اشتريت ورغب عنها، وأما المشتري فإن مصلحته أنه سلم من دفع جميع الثمن.
السائل : فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: فيه الذين يغسلون الموتى ويدفنونهم يذكرون بعض الأشياء مثل: واحد عندما أرادوا غسله انقلب جسده أسودًا أو عندما وضعوه في القبر اقتلب على القبلة وسألوا عنه فإذا هو ما يصلي أو كذا، وقد نقل عنكم أن هذه لا تكذب ولا تصدق فما أدري عن صحة هذا القول؟
الشيخ : هذا صحيح نحن نقول هذه الأشياء ما نصدقها، ولكن لا نكذبها لأن الله تعالى قد يظهر العقوبة في الدنيا من أجل العظة والعبرة، ولهذا كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن القبرين اللذين يعذبان فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ) أما المبالغة في هذا مثل أن يقال: إنه لما دفناه وجدناه طلع منحرفًا عن القبلة فهذا يحتاج إلى صحة السند، وليس شرب الدخان أعظم من غيره من المعاصي، نعم خلاص.
الشيخ : بيع العربون الصحيح أنه جائز، وأنه يملكه البائع مثل أن تقول: اشتريت منك هذه السيارة بخمسين ألفًا والعربون خمسة آلاف هذه، إن تم البيع فهي أول الثمن وإن لم يتم البيع فهي للبائع، وهذا وإن كان فيه تعليق للبيع فإنه لا يضر لأنه مصلحة الطرفين، ولهذا جاء عن عمر رضي الله عنه صحة هذا البيع، وفيه مصلحة للجميع أما مصلحة البائع فظاهر، لأنه سيأتيه دراهم وسلعته عنده، وإنما أبحنا له ذلك مع أنه لم يدفع عوضًا عنه لأن السلعة سوف تنقص قيمتها إذا علم أنها اشتريت ورغب عنها، وأما المشتري فإن مصلحته أنه سلم من دفع جميع الثمن.
السائل : فضيلة الشيخ وفقكم الله ورعاكم: فيه الذين يغسلون الموتى ويدفنونهم يذكرون بعض الأشياء مثل: واحد عندما أرادوا غسله انقلب جسده أسودًا أو عندما وضعوه في القبر اقتلب على القبلة وسألوا عنه فإذا هو ما يصلي أو كذا، وقد نقل عنكم أن هذه لا تكذب ولا تصدق فما أدري عن صحة هذا القول؟
الشيخ : هذا صحيح نحن نقول هذه الأشياء ما نصدقها، ولكن لا نكذبها لأن الله تعالى قد يظهر العقوبة في الدنيا من أجل العظة والعبرة، ولهذا كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن القبرين اللذين يعذبان فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ) أما المبالغة في هذا مثل أن يقال: إنه لما دفناه وجدناه طلع منحرفًا عن القبلة فهذا يحتاج إلى صحة السند، وليس شرب الدخان أعظم من غيره من المعاصي، نعم خلاص.
هل يحصل التحلل الأول بالرمي فقط ؟
السائل : هل يحصل التحلل الأول في رمي جمرة العقبة يرمي ويلبس ثيابه إذا رمى فقط ... يوم العيد؟
الشيخ : هذه محل خلاف بين العلماء بعض العلماء يقول: إنه إذا رمى حصل التحلل الأول، وبعضهم يقول: لا يحصل إلا في التحلل والحلق، وهي محل بحث عندنا ومحل نظر، ولو قال قائل: لماذا لا نعمل بالأحوط؟ فنقول: لا يحصل التحلل إلا بالإثنين الرمي والحلق، قلنا: هذا نعم هذا أحوط من جهة أن الإنسان يمتنع عن المحظورات، لكن قد يكون بعض الأحيان الأحوط أن نجعله يحل بالرمي، مثل لو أن إنسانا جامع زوجته بعد الرمي وقبل الحلق، لو قلنا إنه لا يحل إلا بالحلق لكان هذا الجماع قبل التحلل الأول، ولزم منه فساد النسك والمضي فيه وقضاؤه وبدنة، وإذا قلنا حل بالرمي لم يفسد نسكه ولم يذبح بدنة وإنما يلزمه فدية أكل، فالواقع أن الاحتياط مشكل إن احتطت وقلت لا تحل إلا بعد الرمي والحلق، قلنا هذا طيب احتياط، لكن تأتينا صورة ثانية إذا جامع الإنسان بعد الرمي وقبل الحلق فبماذا نعامله؟ إن قلنا: إنه لا يحل إلا بالحلق لزم من هذا أن يكون حجه فاسدًا وأن عليه القضاء والبدنة، وإن قلنا إنه حل التحلل الأول فحجه صحيح وليس عليه إلا فدية أكل، فيه تعقيب على سؤالك (( فخشينا أن يرهقهما )).
السائل : نعم.
الشيخ : هذا كلام الخضر ما هو كلام الله.
السائل : إيه.
الشيخ : نعم (( فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا )) نعم.
الشيخ : هذه محل خلاف بين العلماء بعض العلماء يقول: إنه إذا رمى حصل التحلل الأول، وبعضهم يقول: لا يحصل إلا في التحلل والحلق، وهي محل بحث عندنا ومحل نظر، ولو قال قائل: لماذا لا نعمل بالأحوط؟ فنقول: لا يحصل التحلل إلا بالإثنين الرمي والحلق، قلنا: هذا نعم هذا أحوط من جهة أن الإنسان يمتنع عن المحظورات، لكن قد يكون بعض الأحيان الأحوط أن نجعله يحل بالرمي، مثل لو أن إنسانا جامع زوجته بعد الرمي وقبل الحلق، لو قلنا إنه لا يحل إلا بالحلق لكان هذا الجماع قبل التحلل الأول، ولزم منه فساد النسك والمضي فيه وقضاؤه وبدنة، وإذا قلنا حل بالرمي لم يفسد نسكه ولم يذبح بدنة وإنما يلزمه فدية أكل، فالواقع أن الاحتياط مشكل إن احتطت وقلت لا تحل إلا بعد الرمي والحلق، قلنا هذا طيب احتياط، لكن تأتينا صورة ثانية إذا جامع الإنسان بعد الرمي وقبل الحلق فبماذا نعامله؟ إن قلنا: إنه لا يحل إلا بالحلق لزم من هذا أن يكون حجه فاسدًا وأن عليه القضاء والبدنة، وإن قلنا إنه حل التحلل الأول فحجه صحيح وليس عليه إلا فدية أكل، فيه تعقيب على سؤالك (( فخشينا أن يرهقهما )).
السائل : نعم.
الشيخ : هذا كلام الخضر ما هو كلام الله.
السائل : إيه.
الشيخ : نعم (( فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا )) نعم.
رجل جامع قبل طواف الإفاضة بعد الرمي والحلق فما الحكم ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشيخ : رجل جامع قبل طواف الإفاضة ماذا عليه؟
الشيخ : قبل طواف الإفاضة ورمى وحلق؟
السائل : إيه.
الشيخ : نقول: لا شيء عليه إلا أنه يذبح فدية يتصدق بها على الفقراء، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، وعليه أن يحرم من جديد من الحل ليطوف محرمًا.
فضيلة الشيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشيخ : رجل جامع قبل طواف الإفاضة ماذا عليه؟
الشيخ : قبل طواف الإفاضة ورمى وحلق؟
السائل : إيه.
الشيخ : نقول: لا شيء عليه إلا أنه يذبح فدية يتصدق بها على الفقراء، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، وعليه أن يحرم من جديد من الحل ليطوف محرمًا.
اضيفت في - 2005-08-27