الشيخ : ولكن يبيعها بخمسين ويكون قد أقرض المشتري ثمن السّيّارة وهذا خير، أمّا إذا كانت السّيّارات موجودة عند الرّجل وصار النّاس يأتون يشترون منه فيقول لهم: إن اشتريتم بتقسيط فهو بكذا وإن اشتريتم نقدا فهو بكذا يعني أنزل، مثلا يقول: هي بالتّقسيط بستين ألف ونقدا بخمسين ألف فهذا لا بأس به، إذا أخذها المشتري بأحد الثّمنين، لأنّ هذا لا محذور فيه، ليس فيه ربا وليس فيه جهالة وغرر بل هو بيع واضح لن ينصرف المشتري إلاّ وقد علم حاله هل اشتراها بمؤجّل أو اشتراها بنقد، وأمّا ما ذهب إليه بعض أهل العلم وقالوا إنّ هذا من البيعتين في بيعة، والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نهى عن بيعتين في بيعة فهذا ليس بصواب، لأنّك إذا قلت هذه بعشرين نسيئة أو بعشرة نقدا فأخذها بأحد الثّمنين فليس هناك بيعتان هي بيعة واحدة لكن خيّر الإنسان فيها بين ثمنين أحدهما أكثر ولكنّه مؤجّل، والثاني أقلّ ولكنّه نقد.
والبيعتان في بيعة إنّما تنطبق على مسألة العينة وهي: أن يبيع الإنسان شيئا بمائة إلى أجل ثمّ يشتريه بثمانين نقدا فإنّ هذا هو العينة التي حذّر النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم منها في قوله: ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاّ لا يتزعه من قلوبكم حتّى ترجعوا إلى دينكم )، نعم.

السائل : بدأ في اليوم الحادي عشر والأيام التي بعدها، بدأ بالصّغرى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى.
الشيخ : نعم؟
السائل : بدأ بالصّغرى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى، يعني عكس.
الشيخ : إذا بدأ بالصّغرى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى فهذا صحيح.
السائل : لا يا شيخ، بدأ بالعقبة!
الشيخ : العقبة تسمّى الكبرى!
السائل : الكبرى ثمّ الوسطى ثمّ الصّغرى.
الشيخ : عكس؟
السائل : عكس.
الشيخ : أي نعم، جاهلا أو عالما؟
السائل : جاهلا.
الشيخ : جاهلا، لو كنّا الآن في وقت رمي الجمار لقلنا له اذهب وارم الوسطى ثمّ العقبة وينتهي الإشكال، لكن الآن وقد فات الأوان وانتهت أيّام الرّمي وهو جاهل لا يدري فأرى أن لا شيء عليه إن شاء الله لأنّه جاهل، لكن عليه وعلى غيره ممّن يريد الحجّ والعمرة أن يعرف الأحكام قبل أن يشرع في العبادة لئلاّ يقع في خطأ ثمّ بعد ذلك يحاول أن يصحّح هذا الخطأ. نعم.

الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ، أنا من أهل المدينة وصلّيت في الحرم وجاء رجل يصلّي بجانبي وقد فاتته ركعة .
الشيخ : وقد فاتته ركعة؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : وأنا لم تفتني ولا ركعة، وهذا المسبوق رائحته كريهة جرّاء شربه للدّخّان.
الشيخ : وهو إيش؟
السائل : رائحته رائحة دخّان.
الشيخ : إيش؟
السائل : شارب دخّان.
الشيخ : نعم.
السائل : فلمّا أتى بجانبي انصرفت من الصّلاة وتنحّيت إلى صفّ آخر، فهل هذا جائز؟
الشيخ : إذا صلّى إلى جانبك رجل رائحته كريهة، سواء بدخان أو بخر في نفسه، أو بصل أو ثوم أو غير ذلك فإن كان يمكنك أن تؤدّي صلاتك بطمأنينة وراحة فإنّه لا يحلّ لك أن تنصرف منها، لأنّ الفريضة إذا دخل فيها الإنسان حرم أن يخرج منها إلى لضرورة، وأمّا إذا كنت لا تحتمل هذا ولا تستطيع وخشيت من أن يكون فيك دوخة أو أن تتقيّأ، أو على الأقلّ شوّش عليك صلاتك فهنا لا بأس أن تدع هذا المكان إلى مكان آخر خالٍ من ذلك، أفهمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب.

السائل : السّلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السّلام.
السائل : فضيلة الشيخ رجل تزوّج امرأة .
الشيخ : إيش؟
السائل : تزوّج امرأة ومنذ ليلة الزّواج امرأته يأتيها آلام وأوجاع والآن له ما يقارب ثلاث سنوات .
الشيخ : وله إيش؟
السائل : ما يقارب ثلاث سنوات من زواجه.
الشيخ : نعم.
السائل : والحالة مستمرّة عندها، ذهبت إلى أهلها، فأخذها أخوها إلى رجل يقرأ يثنى عليه ويذكر بالخير فلمّا ذهب بها إليه في مكان كالمجلس، قال لها انظري إلى الجدار وانظري فوق الدّائرة ، وشدي غطرتك وقربت منه، ثمّ أخذ المشلح الذي عليه ووضعه على رأسها وغطّاها به، ثمّ بعد ذلك مسك بأصبعها ووضع يده على رأسها ثمّ قرب منها وقال: أنت بك عين تسبّب في ذلك امرأتان أحدهما فيها عور، وهما عين الأمّ محبة، والأخرى زوجة عمّ زوجك، وأرى عرض جبهتها قدر أصبعين من أصابعه، وأخذ يتمتم، وقالت: أنّه لم يقرأ أي حرف من القرآن أجزم ولا حتى الفاتحة، ثمّ بعد ذلك قالت له أنّي أرى رجل يأتيني في غرفتي ويزعجني في المنام وكذا، فقال لا عبرة بهذا الرّجل الذي بك هو ما قلت لك، ثمّ تأتين الثّلاثاء القادم بسدر وملح مخلوط مع بعضه وماء وزيت، ثمّ سأقرأ فيه ثمّ تأتين. فلمّا أتاه الأخ بما طلب أخبره أنّ المرأة الثانية هي زوجة عمّ الزّوج، فما رأيك في هذا؟
الشيخ : طيب، وهل هذا الرّجل الذي أخبر بأنّ الذي أصابها بالعين فلانة وفلانة هل هذا حقيقة؟
السائل : كيف يا شيخ؟
الشيخ : هل حقيقة أنّ المرأتين هما اللّتان أصابتاها بالعين؟
السائل : لا نعلم.
الشيخ : طيب من أين جاءه هذا؟
السائل : لا أعلم يا شيخ.
الشيخ : أنا أخشى أن يكون هذا من المشعوذين المفرّقين بين النّاس.
السائل : أنا ناقشت أخي هذه المرأة قلت كيف تذهب بأختك إلى هذا الرّجل؟
فقال: إنّه رجل يذكر بخير وأنّه شيخ وأنّه كذا وكذا وشفا الله على يده الكثير، وأنّه يقرأ قرآنا وليس صحيحا الذي قيل عنه وكذا، فقلت له سؤال واحد: هو يقرأ لعلّه يستخدم الجنّ المسلمين بالشّروط الذي ذكرها العلماء كشيخ الإسلام لكن أريد سؤالا واحدا وهو أنّه كيف يرى المرأتين في جبهتها؟ هذا الذي سألته.
الشيخ : هو على كلّ حال أنا أرى أن لا يذهب لهذا وأمثاله، وأن يقال: إذا كان صاحب خير يقرأ على المصاب بالعين أو غيرها من الأمراض ويكفي، أو يُعلم العائن ويطلب منه ما أمر به النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.
السائل : ... فهل آخذ من المرأتين ماء لزوجتي أو يكون هذا من تصديق الكاهن؟
الشيخ : لا شكّ أنّه إذا أخذ فهو مصدّق، حتى نعرف هذا الرّجل وحاله، قد يكون الرّجل ظاهره الصّلاح لكنّه يستعين بالجنّ بأشياء محرّمة فمثل هذه الأمور يجب التوقّف فيها.
السائل : يعني لا يأخذ من المرأتين؟
الشيخ : لا أشير عليه أن يأخذ منهما أبدًا، يستعين بالله ويقرأ ويستعمل الأشياء المفيدة.

السائل : فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أوّلا نشهد على حبّك في الله، وفيه سؤال: امرأة تسأل عن كفّارة قتل الخطأ فهي شرعت في صيام شهرين متتابعين فصامت شهرا ثمّ جاءتها العادة فما الحكم؟
الشيخ : أوّلا بارك الله فيك أسأل الله تعالى أن يحبّك كما أحببتني فيه.
وثانياً: السّلام عند إلقاء السّؤال ليس له أصل لأنّنا قد جلسنا جميعا منذ مدّة وليس فيه واحد قدم وسلّم، ولهذا كان الصّحابة رضي الله عنهم يسألون الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في المجلس دون أن يسلّموا لكن هذه اعتادها بعض النّاس ولا أعلم لها أصلا، أفهمت؟

الشيخ : سؤالك؟
السائل : كفّارة صيام شهرين متتالين؟
الشيخ : نحتاج أن ننظر كيف كان القتل؟
لأنّ بعض النّاس يظنّ أنّ هذا القتل موجب للكفّارة وليس كذلك، ولهذا نسأل هذه المرأة، ربّما تقول: أنّها نامت عند ابنتها أو طفلتها ثمّ قامت فوجدت الطّفلة ميّتة، فيقول لها الشّيطان أنت التي قتلتيها، وهذا ليس بصحيح، فلا بدّ أن نسأل هل هي سبب لموتها أو لا.
وإذا قدّرنا أنّنا وصلنا إلى غاية وهي أنّها هي السّبب في موتها فعليها الكفّارة وعلى عاقلتها الدّية والكفّارة كما نعلم أو كما يعلم كثير منّا هي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، ولا يقطع التتابع إذا أفطرت المرأة للحيض لأنّ هذا فطر لا بدّ منه، ولا يَقطع التّتابع أيضا إذا أفطر للسّفر، ولا يقطع التتابع إذا مرض فشقّ عليه الصّوم، وهنا نقول أنّ القاعدة: " ما يجب فيه التّتابع من الصّيام إذا قطعه لعذر شرعيّ فإنّه لا ينقطع التّتابع، فإذا زال العذر أكمل الصّيام ولا يلزمه أن يستأنف من جديد "، واضح الجواب؟
السائل : وأيّام العيد يا شيخ؟
الشيخ : أيّام العيد ما تقطع التتّابع، يعني يوم عيد رمضان ويوم عيد الأضحى، وثلاثة أيّام التّشريق هذه الأربعة لا تقطع التّتابع.

السائل : حفظك الله بالنّسبة لجماعتين في مسجد، الجماعة الثانية لا تدري أنّه هناك جماعة أخرى في المسجد لكبره كما هو الحال في الحرمين، فكبرت وصلت، فما حكم صلاتهم؟ فهل صلاتهم مقبولة، وهل يلزمهم قطعها إذا علموا بوجود جماعة أخرى؟
الشيخ : يعني دخلوا المسجد وظنّوا أنّ النّاس قد صلّوا.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فشرعوا في الصّلاة، ثمّ تبيّن أنّ أهل المسجد لم يصلّوا؟
السائل : لا.
الشيخ : هاه؟
السائل : تبيّن أنّ جماعة أخرى ما صلّت .
الشيخ : يصلّون يعني في جهة ثانية؟
السائل : نعم.
الشيخ : هؤلاء لا يلزمهم قطع الصّلاة، لأنّهم دخلوا على وجه مشروع مأذون فيه، دخلوا على أنّهم قد فاتتهم الصّلاة ومن فاتته الصّلاة أقامها جماعة فلا يلزمهم أن يقطعوا الصّلاة، بخلاف ما لو دخلوا وكبّروا على أنّ النّاس قد خرجوا من الصّلاة ثم تبيّن أنّ جماعة المسجد لم يصلّوا، يعني أقام المؤذّن الصّلاة وهم قد شرعوا في صلاتهم فهنا نقول اقطعوها لأنّ إمام المسجد ذو سلطان، وقد نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يؤمّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه، أفهمت؟ فيفرّق بين ما إذا كانت الجماعة الأمّ الأولى أو جماعة لاحقة، فإن كانت الجماعة الأولى قطعوا صلاتهم ولو بعد شروعهم فيها ثمّ دخلوا في الجماعة الأولى، وإن كانت الجماعة الثانية قد فاتتهم الصّلاة مثلا فإنّهم لا يقطعون الصّلاة من أجله، نعم.

السائل : شيخ بعض أهل العلم الذين يرون أنّ وطء الحاجّ يفسد عليه الحجّ وأن عليه غسل الجنابة، وإنّما المرفوع هو المأثم والمغرم.
الشيخ : إيش؟
السائل : استدلّ بعض أهل العلم .
الشيخ : أقول: يجب عليه غسل الجنابة وإنّما الممنوع؟
السائل : أنّه لا يأثم.
الشيخ : نعم.
السائل : كيف نردّ على ذلك؟
الشيخ : نردّ على هؤلاء الذين يقولون إنّ الإنسان إذا جامع وهو صائم في رمضان، أو جامع وهو محرم فعليه الكفّارة ويسقط عنه الإثم نردّ عليهم بأمرين: أثريّ وأمر نظريّ، أمّا الأثري فنقول: إنّ الله تعالى قال في كتابه: ( (( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله تعالى: قد فعلت )، وقال تعالى: (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم )) وهذا لم يتعمّد، وحصل تطبيق عملي لهذه القاعدة وهي عدم المؤاخذة بالجهل والنّسيان، فقد أفطر الصّحابة في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في يوم غيمٍ ثمّ طلعت الشّمس ولم يأمرهم بالقضاء، لأنّهم كانوا جاهلين ظنّوا أنّ الشّمس قد غربت، وعَديّ بن حاتم رضي الله عنه أراد أن يصوم فجعل تحت وسادته عِقالين وهما الحبلان اللّذان تشدّ بهما يد البعير، أحدهما أسود والثاني أبيض فجعل ينظر إليهما فلمّا تبيّن له الخيط الأبيض من الخيط الأسود أمسك، ولم يأمره النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بالإعادة، ومعاوية بن الحكم تكلّم في الصّلاة ولم يأمره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالإعادة، فالمهمّ نقول: هذه الأدلّة تدلّ على أنّ الإنسان إذا فعل شيئا محرّما جاهلا أو ناسيا فلا شيء عليه.
أمّا الدّليل النّظري الذي نردّ به عليهم فنقول: إذا سقط الإثم لزم سقوط الكفّارة، لأنّ الكفّارة إنّما تكون من أجل اتّقاء عقوبة هذا الإثم فإذا لم يكن هناك إثم فلا عقوبة.
وعموم العفو في قوله تعالى: (( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) يشمل العفو عن الذّنب والعفو عن الكفّارة، نعم.

السائل : امرأة تسأل وتقول: أنّها لا تعلم بأنساك الحجّ الثلاثة ولا تعلم ماذا تقول في النّيّة، وتقول أنّها حجّت خمس مرّات، يوم التّروية تذهب مع النّاس وإذا ذهبوا إلى عرفة ذهبت والمزدلفة وترمي الجمار وليس لها نيّة محدّدة من الأنساك الثّلاثة فتسأل عن صحّة حجّها في هذه الأعوام؟
الشيخ : الظّاهر أنّ حجّها صحيح، لأنّها كأنّما تقول: أحرمت بما أحرم النّاس به، والإحرام بما أحرم به فلان جائز، كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعليّ بن أبي طالب في حجّة الوداع وكان قد بعثه إلى اليمن مع أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه فقال له: ( بم أهللت؟ قال: بما أهلّ به رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: فإنّ معي الهدي فلا تحلّ )، فجعله قارنا، وأمّا أبو موسى فقال إنّه أهلّ بما أهلّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكن لمـَّا لم يكن معه هدي أمره أن يجعله عمرة لأنّ التّمتّع أفضل من القران، فهذه المرأة لا شكّ فيما يظهر لنا أنّها أحرمت بما أحرم به النّاس وأنّها تقول دربي درب النّاس لكن كما ذكرت قبل قليل، الواجب على الإنسان إذا أراد العبادة سواء حجّا أو صوما أو صدقة أو غير ذلك الواجب أن يتعلّم قبل أن يتقدّم أمّا بعد أن فعل يأتي ويقول ما الحكم هذا لا شكّ أنّه خلاف الأولى، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ رجل يقول: أنّه وُلِد عام ثلاثة وسبعين، وفي حافظة النّفوس مكتوب خمسة وسبعين، والوظائف الآن حدّدت بسنّ معيّنة قبولها وتقاعدها، ووضعت الوزارة لجنة للنّظر في مثل هذا السن ، فهل له أن يتقدّم على اللجنة للنظر في سنه لعدم وجود شهادة ميلاد تحدّد سنّه، وهل يأثم إذا نقصوا من سنّه أو زادوا فيه؟
الشيخ : هو الآن قدّم من ثلاثة وسبعين إلى خمسة وسبعين؟
السائل : أبوه يقول: أنّه ولد سنة ثلاثة وسبعين وفي حافظة النّفوس خمسة وسبعين، والوظائف الآن محدّدة بسنّ معيّن في التّقاعد والقبول.
الشيخ : ليش نقلها من ثلاث وسبعين إلى خمسة وسبعين؟
السائل : لا يدري.
الشيخ : عشان يزيد سنتين.
السائل : لا يدري.
الشيخ : من أجل أن يزيد له سنتان.
السائل : والده يرحل .
الشيخ : الواجب بارك الله فيك أن تقول له يجب عليك التّوبة، والتّوبة أن لا تستمرّ في الذّنب يجب أن تبلّغ المسؤولين بالحقيقة أنّ ولادته عام ثلاثة وسبعين.
السائل : لو ذهب إلى اللّجنة
الشيخ : كيف؟
السائل : لو ذهب إلى اللّجنة وطلب النّظر في سنّه مرّة ثانية.
الشيخ : ما يخالف، طيب هذا.
السائل : واللّجنة زادت أو أنقصت في سنّه.
الشيخ : لا لا، اللّجنة الآن إن كان يظنّ أنّها لن تقبل قوله ولن تلتفت له فهذا لا فائدة منه، أمّا إذا كان يرى أنّ اللّجنة ستقبل ما يقول وستبني عليه فالواجب أن يذهب إلى اللّجنة ويقول: أنا عمري الواقع كذا وكذا والرّزق على الله، لا يمكن أن يستجلب رزق الله بمعصيته إطلاقًا لأنّ الله يقول: (( ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ومفهومها أنّه من لا يتّق الله لا يجعل له مخرجا ولا يرزقه من حيث لا يحتسب.
السائل : يعني يبني على قول والده؟
الشيخ : معلوم، هو نفسه يمكن لا يعلم متى ولد.
السائل : والده بدو يرحل ما يدري هل هو صواب أو خطأ!
الشيخ : وإذا؟
السائل : الوالد صاحب ماشية ما يدري .
الشيخ : على كلّ حال، أوّلا: كما قلت: أنّ النّاس يغلب عليهم الجهل.
وثانيا: أنّ النّاس يغلب عليهم التّهاون والطّمع وفي الأوّل ليست الأمور كاليوم والحمد لله، في الأوّل الناس كانوا فقراء ويريدون أن يصلوا إلى المال بأيّ طريق، لكن الحمد لله الآن تحسّنت الأحوال، فالواجب أن يبلّغ المسؤولين بالواقع هذا إذا كان يغلب على ظنّه أنّهم سيوافقونه، أمّا إذا كان يقول لن يسمعوا لقولي فلا فائدة، نعم.

السائل : عفا الله عنك، من تجاوز الميقات عالما عامدا لكنّه أراد الرّاحة، فمثلا لو تجاوز ميقات قرن إلى الشّرائع ليرتاح عند قرابته ثمّ يرجع إلى الميقات .
الشيخ : ويحرم منه.
السائل : ويحرم منه، وهو يريد النّسك، هل يأثم بهذا التّجاوز وهو عالم عامد ذاكر أو الأمر فيه سهولة يا شيخ؟
الشيخ : الأمر فيه سهولة، الأفضل أن لا يتجاوز الميقات حتّى يحرم ويمكنه أن يستريح عند أقاربه وهو محرم، والنّاس لا يرون في هذا بأسا ولا خجلا ولا حياء، لكن لو فعل وقال أذهب لأستريح ثمّ أرجع للميقات وأحرم منه فلا حرج.
السائل : قد تطول المدّة، أسبوع أو نحوه.
الشيخ : ما فيه مانع، المهمّ أن لا يتجاوز الميقات ونيّته أن يرجع ويحرم منه.
السائل : يلزمه أن يرجع إلى الميقات الذي تجاوزه ؟
الشيخ : يلزمه أن يرجع إلى الميقات الذي تجاوزه.
السائل : بعد أم قبل.
الشيخ : سواء بعد أو قبل انتهى الوقت يا أخي.

السائل : شيخنا إمام مسجد، ويحصل كثير في جماعة المسجد أنّه يأتي مثلا شخص ويصلّي منفردا خلف الصّفّ ويأتي البعض فيصفّ معه فإذا نبّهتهم على ذلك وكذا وأنّ الصّفّ لم يكتمل، فأسأل عن حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول عن الصّفّ: ( من وصل صفّا وصله الله ومن قطعه قطعه الله ) فعلى ماذا يحمل هذا الحديث؟
وما حكم فعل هذا الشّخص الذي أتى وأراد أن يصفّ مع المنفرد حتّى لا يأثم ولم يكمل الصّفّ؟
الشيخ : لا بأس، يعني مثلا إذا جئت والصّف لم يكتمل لكن وجدت هذا الرّجل قد صفّ وحده خلف الصّفّ، فصفّ معه هذا إذا كان في أوّل ركعة، أمّا إذا كان في ثاني ركعة فقد بطلت صلاة هذا الرّجل فلا فائدة في أن تصفّ معه.
السائل : إذا كان لا يعلم؟
الشيخ : هاه؟
السائل : إذا كان لا يعلم؟
الشيخ : إذا كنت لا تعلم فأرى أن تصفّ معه أحسن، ويكون هذا ترك مستحبّ من أجل المعاونة على واجب.

السائل : حديث: ( من وصل صفّاً وصله الله )؟
الشيخ : الحديث فيه نظر، وإلى هنا ينتهي هذا اللّقاء وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى في السّنة القادمة، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الشيخ : يقول ما الحكم في بول الغلام إذا تعدّى الثّياب ووصل إلى البشرة فهل يكتفى بالنّضح من الخارج أو لا بدّ من نضح كلّ ثوب على حدة؟ الجواب: الثاني كلّ ثوب على حدة، نعم.

الشيخ : وهذا محمّد العنزي يقول: بعض المحلاّت التّجاريّة إذا أرادت إلى ، هاه؟
السائل : الافتتاح.
الشيخ : الافتتاح، تضع جائزة ويكون الاشتراك بأن يشتري من المحلّ بمائة ريال مثلا ويعطى بطاقة أو رقما ثمّ بعد ذلك يسحب الرقم ومن خرج رقمه يأخذ الجائزة؟
الجواب: هذا مقامرة لا تجوز لأنّ هذا الذي دفع مائة ريال إمّا أن يغنم أو يغرم لكن ما اشترى إلى من أجل الجائزة وإلاّ لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : هاه؟
السائل : هذا قول جديد؟
الشيخ : قول جديد؟!
السائل : تقولون بجوازه.
الشيخ : لا لا، ليس هذا الذي أقول بجوازه، نقول بجوازها إذا كانت السّلعة تباع بسعر مثلها ولم تشتر من أجل الجائزة وإنّما اشتريت لحاجة.

الشيخ : يقول من وجبت عليه كفّارة اليمين في نهاية شهر شوّال وأراد أن يصوم السّتّ فأيّهما يقدّم الكفّارة أو صيام السّتّ من شوال؟
أنت تعلم أنّ الكفّارة الواجب فيها إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة .
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : إذا لم يجد؟
الشيخ : إذا؟
السائل : إذا لم يجد؟
الشيخ : إذا لم يجد يصوم الأيّام السّتّ، لأنّ أيّام السّتّ تفوت والكفّارة لا تفوت.

الشيخ : يقول رجل اشترى سلعتين ودفع الثّمن واستلم واحدة منهما والأخرى يستلمها بعد عشرة أيّام ، فإذا ارتفعت الأسعار فما الواجب أن يفعله البائع والمشتري في هذه الحال؟
الواجب أن يسلّم البائع المبيع والثّمن قد استُلِم.
السائل : ألا يطالبه بالزّيادة؟
الشيخ : كيف؟
السائل : لا يطالبه بالزّيادة؟
الشيخ : لا لا، لا يطالبه لأنّها ملكه، أرأيت لو هلكت السّلعة هل يضمنها؟
السائل : لا.
الشيخ : إذن من عليه غنم الشّيء فله غرمه.