سلسلة لقاء الباب المفتوح-094a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة في أهمية الدعوة إلى الله وشروط الداعي إلى الله .
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين وأصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله خاتم النّبيّين وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد :
فهذا هو المجلس الرّابع والتّسعون من اللّقاء المسمّى بالباب المفتوح أو لقاء الباب المفتوح، ويتمّ هذا في أوّل خميس من عام ستة عشر وأربعمائة وألف، وذلك في اليوم الثالث من شهر محرّم، نسأل الله تعالى أن يجعله عاما مباركا علينا وعلى المسلمين وأن يجعله محفوفا بالنّصر العزيز والفتح المبين إنّه على كلّ شيء قدير.
إنّنا في افتتاح العام الجديد نودّ أن نبيّن أنّه لا بدّ للأمّة الإسلاميّة من الدّعوة إلى الحقّ، لأنّ الدّين الإسلامي لم يستقم إلاّ بالدّعوة وقد قال الله لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))، وقال الله تعالى: (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )).
والدّاعية لا بدّ له من أمور تجب عليه مراعاتها:
الأمر الأوّل: إخلاص النّيّة لله عزّ وجلّ وهذا هو أهمّ الأمور، وأشدّها على النّفوس، حتى قال بعض السّلف: " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " ، لأنّ الإنسان يعتري نفسه النّظر إلى أشياء كثيرة إمّا إلى الجاه، أو إلى القرب من النّاس، أو إلى التصدّر، أو إلى أمور دنيويّة أخرى كثيرة تخدش الإخلاص وتخلّ به، فما هو الإخلاص في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ؟ الإخلاص في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ أن ينوي الدّاعي قبل كلّ شيء أنّه ممتثل لأمر الله، قائم بأمره، مطيع له لأنّ الله أمره بذلك: (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة )) وإذا نوى هذه النّيّة صارت دعوته عبادة لا يكتب له كلمة إلاّ وله فيها أجر، ولا يلفظ بحرف إلاّ وله فيه أجر، ولا يمشي إلاّ وله أجر، ولا يجلس إلاّ وله أجر، ولا يقوم إلاّ وله أجر، ما دام في هذه المهمّة العظيمة الدّعوة إلى الله، ويراد بذلك أن يكون الإنسان يريد من القيام داعيا بين النّاس يريد أن يظهر أمامهم وأن يجلّوه، وأن يعظّموه، وأن يجعلوه قائدا، فإنّ هذه نيّة دنيّة أدنى من الدّين الإسلاميّ، الدّين الإسلاميّ يجب أن يكون هو المراد وأن لا يكون المراد هو النّفع الذّاتيّ فإنّ ذلك نقص عظيم.
ثانياً: من أمور الإخلاص أن يقصد الإنسان بالدّعوة إلى الله عزّ وجلّ إقامة دين الله في عباد الله لأنّ الدّين مثل الأرض الرّياض، الأرض الرّياض قابلة للزّرع لكنّها تحتاج إلى ماء فالدّعوة إلى الله بمنزلة الماء الذي ينزل على الأرض الرّوضة القابلة للإنبات، فينزل هذا الوحي على قلوب الرّجال بواسطة هذا الدّاعية فتقوم الملّة وتستقيم الأمّة، وهذا مقصد حسن أن يكون قصد الإنسان بالدّعوة إلى الله إقامةَ دين الله في عباد الله، ويتعلّق بالإخلاص كذلك أن ينوي إصلاح عباد الله، لأنّ العباد يعتورهم ثلاثة أمور:
الأمر الأوّل: هوى النّفس، والثاني: الشّيطان، والثالث: البيئة والمجتمع، ولهذا جاء في الحديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) لأنّ البيئة لها تأثير عظيم.
الهوى أيضا والشّيطان، فلا بدّ أن يكون هناك دعوة تعين عباد الله على محاربة هذه الأعداء الثّلاثة وهي: النّفس، والشّيطان، والمجتمع -البيئة- ولهذا تجد فرقًا بين شخص يعيش بين أهلين مستقيمين وبين آخر يعيش بين أهلين منحرفين فالدّعوة إلى الله لا بدّ أن ينوي الإنسان بها إصلاح عباد الله.
ثانياً: بعد الإخلاص المتضمّن للأمور الثّلاثة هذه، ثانيًا: أن تكون دعوته بالحكمة، والحكمة هي: " أن يضع الأشياء مواضعها "، ومن الحكمة العلم أن يكون عالماً بما يدعوا إليه، عالما بحال من يدعوهم أيضاً، فأمّا كونه عالما بما يدعوهم إليه فلا بدّ أن يكون عنده علم من الشّرع يعرف أنّ هذا حقّ فيدعوهم إليه، وأنّ هذا باطل فيحذّر منه، وأمّا أن يقوم رجل جاهل لا يعرف فيدعو ويدّعي أنّ الله يلهمه حين كلامه وحين خطابه فهذا غلط، بل لا بدّ أن يعلم أوّلاً، ثمّ يدعو، لأنّه إذا لم يعلم ما يدعو إليه فقد يضلّ ويضلّ أيضًا، وإصلاح النّاس بعد الإضلال على يد شخص يقول إنّه داعية يصعب على الإنسان أن يقيمه ويزبل هذا الضّلال، وإذا تكلم فيما لا يعلم فقد وقع هو نفسه فيما حرم الله عليه قال الله تعالى: (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ))، وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ))، فكيف تدعو بما لا تعلم؟
ثالثا: أن يكون عنده علم بحال المدعو حتى يكون منزّلاً له منزلته، لأنّ هناك فرقا بين أن تدعو شخصا جاهلا ساذجا لا يعرف شيئا وهو ليّن العريكة طيّب القلب فهذا دعوته سهلة ينقاد بأدنى سبب، وبين أن تدعوَ رجلا ماردا عنده جدل وعنده لسان فصيح فهذا يحتاج إلى دعوة قويّة وتكون بأسلوب مقنع واضح بيّن ينبني على الأدلّة من الكتاب والسّنّة وعلى الأدلّة من العقل أيضا، لأنّ من النّاس من إيمانه بالكتاب والسّنّة ضعيف لكن إذا ذكرت له أشياء معقولة خضع وعجز عن الدّفاع.
فلا بدّ أن تعلم حال من تدعوهم إلى الله عزّ وجلّ لتكون على بصيرة من الأمر في كيفيّة دعوتهم، ولهذا لمّا بعث النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم معاذاً إلى اليمن قال له: ( إنّك تأتي قوما أهل كتاب ): فبيّن له حالهم من أجل أن يكون لديه استعداد لمواجهتهم وكيف يخاطبهم.
وإذا كان عنده أي: عند الدّاعية علم بأحوال المدعو فإنّه سوف ينزّله منزلته، إن كان مِن أصحاب لين القول ألان له القول، وإن كان من أصحاب إغلاظ القول أغلظ له القول ولا بأس، فإنّ الله يقول: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم ))، فهؤلاء الذين ظلموا يعاملون معاملة تليق بظلمهم، والظّلم هنا بمعنى المعاندة، معاندة الحقّ والمراوغة.
رابعاً: وممّا تجب العناية به بالنّسبة للدّاعي أن يكون هو أسوةً حسنة عنده عبادة، ومعاملة طيبة، وعنده أيضا أخلاق يدعو النّاس بها، وفي الحديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّكم لن تسعوا النّاس بأرزاقكم ولكن سعوهم بحسن الخلق ) فحسن الخلق جذّاب، فكم من إنسان قليل العلم يهدي الله على يديه أمما لأنّه حسن الخلق، وكم من إنسان عنده علم واسع كثير ولكنّه جافٌّ جافٍ سّيئ الخلق ينفر النّاس منه، وقد ذكّر الله نبيّه بهذا فقال: (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك ))، وهذه الرّحمة رحمة للدّاعي وللمدعو، فهي رحمة من الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، ورحمة من الله إلى الخلق الذين يدعوهم الرّسول، لأنّه لو كان فظّا غليظ القلب ما اهتدوا على يده.
فلهذا ينبغي للدّاعي أن يكون رحب الصّدر واسعا يأخذ ويعطي ولا يأنف ولهذا قال: (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا )): ومن صبرهم أن يصبروا على أذى النّاس الذين يدعونهم، لأنّه لا بدّ من أذيّة فلا بدّ من الصّبر.
خامساً: وكذلك من آداب الدّاعية أنّه ينبغي له أن يتقيّد بما يقول حسب ما تقتضيه الحال، فهناك أناس لا يحسن أن تتكلّم معهم في أمور اجتماعيّة توجب تشتّت أفهامهم وأفكارهم وربّما توجب العداوة بينهم وهناك أناس خاصّون يمكن أن تتكلّم عندهم في الأمور الاجتماعيّة لمحاولة إصلاحهم، فالنّاس يختلفون.
ولهذا أحثّ نفسي وإيّاكم على أن لا نحقر أنفسنا، على أن ندعو إلى الله بكلّ ما نستطيع وبكلّ أسلوب وعلى كلّ حال، لأنّ ذلك خير لنا ولمن ندعوهم إلى الله، فإنّ من دعا إلى هدى كان له مثل أجر من عمل به إلى يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإيّاكم هداة مهتدين وقادة مصلحين وأن يهب لنا منه رحمة إنّه هو الوهّاب.
والآن إلى الأسئلة، نبدأ باليمين ولكلّ واحد سؤال فقط.
أمّا بعد :
فهذا هو المجلس الرّابع والتّسعون من اللّقاء المسمّى بالباب المفتوح أو لقاء الباب المفتوح، ويتمّ هذا في أوّل خميس من عام ستة عشر وأربعمائة وألف، وذلك في اليوم الثالث من شهر محرّم، نسأل الله تعالى أن يجعله عاما مباركا علينا وعلى المسلمين وأن يجعله محفوفا بالنّصر العزيز والفتح المبين إنّه على كلّ شيء قدير.
إنّنا في افتتاح العام الجديد نودّ أن نبيّن أنّه لا بدّ للأمّة الإسلاميّة من الدّعوة إلى الحقّ، لأنّ الدّين الإسلامي لم يستقم إلاّ بالدّعوة وقد قال الله لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))، وقال الله تعالى: (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )).
والدّاعية لا بدّ له من أمور تجب عليه مراعاتها:
الأمر الأوّل: إخلاص النّيّة لله عزّ وجلّ وهذا هو أهمّ الأمور، وأشدّها على النّفوس، حتى قال بعض السّلف: " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " ، لأنّ الإنسان يعتري نفسه النّظر إلى أشياء كثيرة إمّا إلى الجاه، أو إلى القرب من النّاس، أو إلى التصدّر، أو إلى أمور دنيويّة أخرى كثيرة تخدش الإخلاص وتخلّ به، فما هو الإخلاص في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ؟ الإخلاص في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ أن ينوي الدّاعي قبل كلّ شيء أنّه ممتثل لأمر الله، قائم بأمره، مطيع له لأنّ الله أمره بذلك: (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة )) وإذا نوى هذه النّيّة صارت دعوته عبادة لا يكتب له كلمة إلاّ وله فيها أجر، ولا يلفظ بحرف إلاّ وله فيه أجر، ولا يمشي إلاّ وله أجر، ولا يجلس إلاّ وله أجر، ولا يقوم إلاّ وله أجر، ما دام في هذه المهمّة العظيمة الدّعوة إلى الله، ويراد بذلك أن يكون الإنسان يريد من القيام داعيا بين النّاس يريد أن يظهر أمامهم وأن يجلّوه، وأن يعظّموه، وأن يجعلوه قائدا، فإنّ هذه نيّة دنيّة أدنى من الدّين الإسلاميّ، الدّين الإسلاميّ يجب أن يكون هو المراد وأن لا يكون المراد هو النّفع الذّاتيّ فإنّ ذلك نقص عظيم.
ثانياً: من أمور الإخلاص أن يقصد الإنسان بالدّعوة إلى الله عزّ وجلّ إقامة دين الله في عباد الله لأنّ الدّين مثل الأرض الرّياض، الأرض الرّياض قابلة للزّرع لكنّها تحتاج إلى ماء فالدّعوة إلى الله بمنزلة الماء الذي ينزل على الأرض الرّوضة القابلة للإنبات، فينزل هذا الوحي على قلوب الرّجال بواسطة هذا الدّاعية فتقوم الملّة وتستقيم الأمّة، وهذا مقصد حسن أن يكون قصد الإنسان بالدّعوة إلى الله إقامةَ دين الله في عباد الله، ويتعلّق بالإخلاص كذلك أن ينوي إصلاح عباد الله، لأنّ العباد يعتورهم ثلاثة أمور:
الأمر الأوّل: هوى النّفس، والثاني: الشّيطان، والثالث: البيئة والمجتمع، ولهذا جاء في الحديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) لأنّ البيئة لها تأثير عظيم.
الهوى أيضا والشّيطان، فلا بدّ أن يكون هناك دعوة تعين عباد الله على محاربة هذه الأعداء الثّلاثة وهي: النّفس، والشّيطان، والمجتمع -البيئة- ولهذا تجد فرقًا بين شخص يعيش بين أهلين مستقيمين وبين آخر يعيش بين أهلين منحرفين فالدّعوة إلى الله لا بدّ أن ينوي الإنسان بها إصلاح عباد الله.
ثانياً: بعد الإخلاص المتضمّن للأمور الثّلاثة هذه، ثانيًا: أن تكون دعوته بالحكمة، والحكمة هي: " أن يضع الأشياء مواضعها "، ومن الحكمة العلم أن يكون عالماً بما يدعوا إليه، عالما بحال من يدعوهم أيضاً، فأمّا كونه عالما بما يدعوهم إليه فلا بدّ أن يكون عنده علم من الشّرع يعرف أنّ هذا حقّ فيدعوهم إليه، وأنّ هذا باطل فيحذّر منه، وأمّا أن يقوم رجل جاهل لا يعرف فيدعو ويدّعي أنّ الله يلهمه حين كلامه وحين خطابه فهذا غلط، بل لا بدّ أن يعلم أوّلاً، ثمّ يدعو، لأنّه إذا لم يعلم ما يدعو إليه فقد يضلّ ويضلّ أيضًا، وإصلاح النّاس بعد الإضلال على يد شخص يقول إنّه داعية يصعب على الإنسان أن يقيمه ويزبل هذا الضّلال، وإذا تكلم فيما لا يعلم فقد وقع هو نفسه فيما حرم الله عليه قال الله تعالى: (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ))، وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ))، فكيف تدعو بما لا تعلم؟
ثالثا: أن يكون عنده علم بحال المدعو حتى يكون منزّلاً له منزلته، لأنّ هناك فرقا بين أن تدعو شخصا جاهلا ساذجا لا يعرف شيئا وهو ليّن العريكة طيّب القلب فهذا دعوته سهلة ينقاد بأدنى سبب، وبين أن تدعوَ رجلا ماردا عنده جدل وعنده لسان فصيح فهذا يحتاج إلى دعوة قويّة وتكون بأسلوب مقنع واضح بيّن ينبني على الأدلّة من الكتاب والسّنّة وعلى الأدلّة من العقل أيضا، لأنّ من النّاس من إيمانه بالكتاب والسّنّة ضعيف لكن إذا ذكرت له أشياء معقولة خضع وعجز عن الدّفاع.
فلا بدّ أن تعلم حال من تدعوهم إلى الله عزّ وجلّ لتكون على بصيرة من الأمر في كيفيّة دعوتهم، ولهذا لمّا بعث النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم معاذاً إلى اليمن قال له: ( إنّك تأتي قوما أهل كتاب ): فبيّن له حالهم من أجل أن يكون لديه استعداد لمواجهتهم وكيف يخاطبهم.
وإذا كان عنده أي: عند الدّاعية علم بأحوال المدعو فإنّه سوف ينزّله منزلته، إن كان مِن أصحاب لين القول ألان له القول، وإن كان من أصحاب إغلاظ القول أغلظ له القول ولا بأس، فإنّ الله يقول: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم ))، فهؤلاء الذين ظلموا يعاملون معاملة تليق بظلمهم، والظّلم هنا بمعنى المعاندة، معاندة الحقّ والمراوغة.
رابعاً: وممّا تجب العناية به بالنّسبة للدّاعي أن يكون هو أسوةً حسنة عنده عبادة، ومعاملة طيبة، وعنده أيضا أخلاق يدعو النّاس بها، وفي الحديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّكم لن تسعوا النّاس بأرزاقكم ولكن سعوهم بحسن الخلق ) فحسن الخلق جذّاب، فكم من إنسان قليل العلم يهدي الله على يديه أمما لأنّه حسن الخلق، وكم من إنسان عنده علم واسع كثير ولكنّه جافٌّ جافٍ سّيئ الخلق ينفر النّاس منه، وقد ذكّر الله نبيّه بهذا فقال: (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك ))، وهذه الرّحمة رحمة للدّاعي وللمدعو، فهي رحمة من الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، ورحمة من الله إلى الخلق الذين يدعوهم الرّسول، لأنّه لو كان فظّا غليظ القلب ما اهتدوا على يده.
فلهذا ينبغي للدّاعي أن يكون رحب الصّدر واسعا يأخذ ويعطي ولا يأنف ولهذا قال: (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا )): ومن صبرهم أن يصبروا على أذى النّاس الذين يدعونهم، لأنّه لا بدّ من أذيّة فلا بدّ من الصّبر.
خامساً: وكذلك من آداب الدّاعية أنّه ينبغي له أن يتقيّد بما يقول حسب ما تقتضيه الحال، فهناك أناس لا يحسن أن تتكلّم معهم في أمور اجتماعيّة توجب تشتّت أفهامهم وأفكارهم وربّما توجب العداوة بينهم وهناك أناس خاصّون يمكن أن تتكلّم عندهم في الأمور الاجتماعيّة لمحاولة إصلاحهم، فالنّاس يختلفون.
ولهذا أحثّ نفسي وإيّاكم على أن لا نحقر أنفسنا، على أن ندعو إلى الله بكلّ ما نستطيع وبكلّ أسلوب وعلى كلّ حال، لأنّ ذلك خير لنا ولمن ندعوهم إلى الله، فإنّ من دعا إلى هدى كان له مثل أجر من عمل به إلى يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإيّاكم هداة مهتدين وقادة مصلحين وأن يهب لنا منه رحمة إنّه هو الوهّاب.
والآن إلى الأسئلة، نبدأ باليمين ولكلّ واحد سؤال فقط.
ما هو دور الشاب الملتزم وسط ما انتشر من المنكرات كالفضائيات .؟
السائل : سماحة الشّيخ في هذا الزّمن ظهرت بعض المنكرات التي تُفسد عقيدة المسلم، والشّابّ الملتزم يتألّم من الدّاخل لرؤية بعض أحوال المسلمين في استعمالها ويخشى أيضًا من هذا القول: " إذا لم تدعُ تدعَ " ، فما هو دور الشّابّ الملتزم وأوجّه لكم هذا السّؤال يا فضيلة الشّيخ لإبراء ذمّتي أمام الله عزّ وجلّ؟
الشيخ : نعم، لو ذكرت شيئًا من المنكرات التي ظهرت؟
السائل : من هذه المنكرات بارك الله فيكم ما تسمّى بالصّحون التي على البيوت، ممّا فيها من الهدم للعقيدة وكذلك تخريب أخلاق المسلمين.
الشيخ : يعني الدّشوش؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، نحن تكلّمنا من هذا المكان عدّة مرّات على هذه الدّشوش وبيّنّا أنّه لا يجوز للإنسان أن يقتنيها لما فيها من الأضرار العظيمة الهادمة للعقيدة والأخلاق، وكذلك المفْسِدة، يعني هي تهدم وتفسد أيضا، وقد بلغنا أشياء عجيبة عن هذا وقصص غريبة، يتّخذها من يشاهد هذه الخبائث وكأنّها أحاديث سمر فلهذا نحن نحذّر من اقتنائها ونقول لمن اقتناها: إنّ عليك إثمها وإثم من استعملها لأنّ هذه البليّة تتّصل بالجيران أيضا، الجيران يمكنهم أن يأخذوا منها فهي بلاء، وما أدري هذا المسكين الذي وضعها في بيته، ما أدري هل هو يعلم أو عنده عهد من الله أنّه سيخلّد؟!
(( أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدا )) ما يدري لعلّه يموت في يومه قبل غروب شمسه، أو في ليله قبل طلوع فجره، ثمّ تبقى هذه الآثام مسجّلة عليه في صحائف أعماله وهو في قبره والعياذ بالله! لهذا نحن نحذّر منها غاية الحذر، ونرى أنّ وجودها في البيوت حرامًا، وأنّ الإنسان يجب عليه أن يتّقي الله في نفسه أوّلا وفي أهله ثانيا، وفي جيرانه ثالثا، وفي مجتمعه رابعا، لأنّ المجتمع إذا رأى فلانا وضعها قال: إذن ليس فيها بأس، ثمّ إنّ السوء يجرّ بعضه بعضا، وأهل السّوء يعتصم بعضهم ببعض، ويقوى بعضهم ببعض، ولهذا قال الله تعالى في عذاب أهل النّار: (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب مشتركون )).
فالمهمّ نصحًا لله عزّ وجلّ وإبراء للذّمّة أحذّر المسلمين من هذه الدّشوش أو الصّحون أو المستقبِلات أن يضعوها في بيوتهم، وأقول: اتّقوا الله في أنفسكم وأهليكم وجيرانكم ومجتمعكم، ولا تغرنّكم الحياة الدّنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور، نعم.
السائل : دور الشّاب أحسن إليك؟
الشيخ : هاه؟
السائل : دور الشّابّ في هذا؟
الشيخ : دور الشّابّ أن ينصح ويحذّر وإن كان في بيته فليهجر إذا كان ذلك سببا للإصلاح، وإن لم يكن ذلك سببا للإصلاح فلا يهجر، يأتي وينزوي في غرفة من الغرف أو حجرة من الحجرات.
الشيخ : نعم، لو ذكرت شيئًا من المنكرات التي ظهرت؟
السائل : من هذه المنكرات بارك الله فيكم ما تسمّى بالصّحون التي على البيوت، ممّا فيها من الهدم للعقيدة وكذلك تخريب أخلاق المسلمين.
الشيخ : يعني الدّشوش؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، نحن تكلّمنا من هذا المكان عدّة مرّات على هذه الدّشوش وبيّنّا أنّه لا يجوز للإنسان أن يقتنيها لما فيها من الأضرار العظيمة الهادمة للعقيدة والأخلاق، وكذلك المفْسِدة، يعني هي تهدم وتفسد أيضا، وقد بلغنا أشياء عجيبة عن هذا وقصص غريبة، يتّخذها من يشاهد هذه الخبائث وكأنّها أحاديث سمر فلهذا نحن نحذّر من اقتنائها ونقول لمن اقتناها: إنّ عليك إثمها وإثم من استعملها لأنّ هذه البليّة تتّصل بالجيران أيضا، الجيران يمكنهم أن يأخذوا منها فهي بلاء، وما أدري هذا المسكين الذي وضعها في بيته، ما أدري هل هو يعلم أو عنده عهد من الله أنّه سيخلّد؟!
(( أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرّحمن عهدا )) ما يدري لعلّه يموت في يومه قبل غروب شمسه، أو في ليله قبل طلوع فجره، ثمّ تبقى هذه الآثام مسجّلة عليه في صحائف أعماله وهو في قبره والعياذ بالله! لهذا نحن نحذّر منها غاية الحذر، ونرى أنّ وجودها في البيوت حرامًا، وأنّ الإنسان يجب عليه أن يتّقي الله في نفسه أوّلا وفي أهله ثانيا، وفي جيرانه ثالثا، وفي مجتمعه رابعا، لأنّ المجتمع إذا رأى فلانا وضعها قال: إذن ليس فيها بأس، ثمّ إنّ السوء يجرّ بعضه بعضا، وأهل السّوء يعتصم بعضهم ببعض، ويقوى بعضهم ببعض، ولهذا قال الله تعالى في عذاب أهل النّار: (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب مشتركون )).
فالمهمّ نصحًا لله عزّ وجلّ وإبراء للذّمّة أحذّر المسلمين من هذه الدّشوش أو الصّحون أو المستقبِلات أن يضعوها في بيوتهم، وأقول: اتّقوا الله في أنفسكم وأهليكم وجيرانكم ومجتمعكم، ولا تغرنّكم الحياة الدّنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور، نعم.
السائل : دور الشّاب أحسن إليك؟
الشيخ : هاه؟
السائل : دور الشّابّ في هذا؟
الشيخ : دور الشّابّ أن ينصح ويحذّر وإن كان في بيته فليهجر إذا كان ذلك سببا للإصلاح، وإن لم يكن ذلك سببا للإصلاح فلا يهجر، يأتي وينزوي في غرفة من الغرف أو حجرة من الحجرات.
ما حكم شراء الملتزمين من محلات تبيع المحرمات كالدخان والمجلات ... إلخ .؟
السائل : فضيلة الشّيخ في بعض الأسواق في بعض المدن محلاّت تبيع مجلاّت ودخّان، ويوجد من الملتزمين من يشترون من هذه البقالات يعني يدعمونها، فما حكم الشّراء منها؟
الشيخ : أي نعم، يعني المجلاّت فيها صور دخّان أو ؟
السائل : أسواق فيها محلاّت تبيع الدّخّان والمجلاّت والجرائد .
الشيخ : نعم.
السائل : ويرتادونها بعض أناس ملتزمين.
الشيخ : نعم.
السائل : فما حكم الشّراء منها؟ وهل يعتبر هذا دعما لهم؟
الشيخ : نعم، فهمت، يعني تقول: هذه البقالات والمحلاّت التّجاريّة إذا كانت تبيع أشياء محرّمة هل يجوز أن نشتري منها شيئا مباحا أو لا؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : أرى أنّه إذا أمكن أن تشتروا من غيرها فهو أولى، حتى يتقلّص النّاس عنها، وحينئذ تضطرّ أن تدع هذا الشّيء المحرّم الذي تبيعه، أمّا إذا لم تجدوا غيرها أو كانت هي أنسب من غيرها إمّا لكونها أرخص أو لكونها أقرب إلى البيت وما أشبه ذلك فلا حرج عليهم.
الشيخ : أي نعم، يعني المجلاّت فيها صور دخّان أو ؟
السائل : أسواق فيها محلاّت تبيع الدّخّان والمجلاّت والجرائد .
الشيخ : نعم.
السائل : ويرتادونها بعض أناس ملتزمين.
الشيخ : نعم.
السائل : فما حكم الشّراء منها؟ وهل يعتبر هذا دعما لهم؟
الشيخ : نعم، فهمت، يعني تقول: هذه البقالات والمحلاّت التّجاريّة إذا كانت تبيع أشياء محرّمة هل يجوز أن نشتري منها شيئا مباحا أو لا؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : أرى أنّه إذا أمكن أن تشتروا من غيرها فهو أولى، حتى يتقلّص النّاس عنها، وحينئذ تضطرّ أن تدع هذا الشّيء المحرّم الذي تبيعه، أمّا إذا لم تجدوا غيرها أو كانت هي أنسب من غيرها إمّا لكونها أرخص أو لكونها أقرب إلى البيت وما أشبه ذلك فلا حرج عليهم.
هل يجوز للمحرم أن يغطي رأسه عند النوم .؟
السائل : هل يجوز للمحرم أن يغطّي رأسه عند النّوم؟
الشيخ : المحرم إن كان أنثى فمعروف أنّه يجوز أن تغطّي رأسها أمّا إذا كان رجلا فلا يجوز لا عند النّوم ولا في حال اليقظة، ولكن لو غطّاه وهو نائم ثمّ استيقظ وجب عليه إزالته، أي: كشف رأسه ولا شيء عليه، لأنّ النّائم مرفوع عنه القلم.
السائل : إذا كان الجو باردًا؟
الشيخ : نعم؟
السائل : إذا كان الجوّ باردا؟
الشيخ : حتّى لو كان الجوّ باردا فإنّه لا يجوز أن يغطّيه، لكن إن خاف ضررا فهو كالذي يكون به أذى من رأسه يغطّيه ويفدي إمّا بصيام ثلاثة أيّام وإمّا بإطعام ستّة مساكين لكلّ مسكين نصف صاع، وإمّا بذبح شاة.
الشيخ : المحرم إن كان أنثى فمعروف أنّه يجوز أن تغطّي رأسها أمّا إذا كان رجلا فلا يجوز لا عند النّوم ولا في حال اليقظة، ولكن لو غطّاه وهو نائم ثمّ استيقظ وجب عليه إزالته، أي: كشف رأسه ولا شيء عليه، لأنّ النّائم مرفوع عنه القلم.
السائل : إذا كان الجو باردًا؟
الشيخ : نعم؟
السائل : إذا كان الجوّ باردا؟
الشيخ : حتّى لو كان الجوّ باردا فإنّه لا يجوز أن يغطّيه، لكن إن خاف ضررا فهو كالذي يكون به أذى من رأسه يغطّيه ويفدي إمّا بصيام ثلاثة أيّام وإمّا بإطعام ستّة مساكين لكلّ مسكين نصف صاع، وإمّا بذبح شاة.
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ".؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الوالد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق ) الحديث، فما معنى هذا؟
الشيخ : ارفع صوتك حتى يسمعك النّاس.
السائل : روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق ) .
الشيخ : إيش؟
السائل : ( إنّ هذا الدّين لمتين فأوغلوا فيه برفق ).
الشيخ : فإيش؟
السائل : ( فأوغلوا فيه برفق ).
الشيخ : نعم.
السائل : فما معنى هذا الحديث؟ بارك الله فيكم.
الشيخ : هذا الحديث لا أظنّه يصحّ عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لكن معنى أنّه لمتين يعني: قويّ يحتاج إلى صبر ومصابرة، فليكن الإنسان رفيقا في الدّعوة إليه حتى لا ينفر النّاس منه.
فضيلة الوالد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق ) الحديث، فما معنى هذا؟
الشيخ : ارفع صوتك حتى يسمعك النّاس.
السائل : روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق ) .
الشيخ : إيش؟
السائل : ( إنّ هذا الدّين لمتين فأوغلوا فيه برفق ).
الشيخ : فإيش؟
السائل : ( فأوغلوا فيه برفق ).
الشيخ : نعم.
السائل : فما معنى هذا الحديث؟ بارك الله فيكم.
الشيخ : هذا الحديث لا أظنّه يصحّ عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لكن معنى أنّه لمتين يعني: قويّ يحتاج إلى صبر ومصابرة، فليكن الإنسان رفيقا في الدّعوة إليه حتى لا ينفر النّاس منه.
ما حكم من لا يأكل إلا ما ذبحه مسلم وهذا الذي يتولى الذبح يأخذ منه مبلغاً مقابل ذبحه .؟
السائل : فضيلة الشّيخ في بلادنا هناك عادات من الكفّار لا يأكلون إلاّ ما ذبحه المسلم .
الشيخ : إلاّ إيش؟
السائل : لا يأكلون الذّبيحة إلاّ إذا ذبحها رجل مسلم، وهذا الرّجل المسلم يأخذ منهم مبلغا معيّنا فهل هذا يجوز؟
الشيخ : يعني أجرة على الذّيح؟
السائل : نعم.
الشيخ : أوّلا: كونه لا يأكلون إلاّ ما ذبحه المسلم فيه غلط، لأنّ الله أباح لنا ذبائح اليهود والنّصارى فقال تعالى: (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم ))، قال ابن عبّاس رضي الله عنه وعن أبيه: " طعامهم ذبائحهم "، فالذين تحلّ ذبائحهم ثلاثة أصناف:
المسلم، واليهوديّ، والنّصرانيّ.
فإذا ذبح المسلم الذّبيحة وطلب الأجرة عليها سواء قبل الذّبح أو بعده فلا بأس، لأنّ هذا عمل مباح وأخذ الأجرة على العمل المباح مباح، نعم.
الشيخ : إلاّ إيش؟
السائل : لا يأكلون الذّبيحة إلاّ إذا ذبحها رجل مسلم، وهذا الرّجل المسلم يأخذ منهم مبلغا معيّنا فهل هذا يجوز؟
الشيخ : يعني أجرة على الذّيح؟
السائل : نعم.
الشيخ : أوّلا: كونه لا يأكلون إلاّ ما ذبحه المسلم فيه غلط، لأنّ الله أباح لنا ذبائح اليهود والنّصارى فقال تعالى: (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم ))، قال ابن عبّاس رضي الله عنه وعن أبيه: " طعامهم ذبائحهم "، فالذين تحلّ ذبائحهم ثلاثة أصناف:
المسلم، واليهوديّ، والنّصرانيّ.
فإذا ذبح المسلم الذّبيحة وطلب الأجرة عليها سواء قبل الذّبح أو بعده فلا بأس، لأنّ هذا عمل مباح وأخذ الأجرة على العمل المباح مباح، نعم.
6 - ما حكم من لا يأكل إلا ما ذبحه مسلم وهذا الذي يتولى الذبح يأخذ منه مبلغاً مقابل ذبحه .؟ أستمع حفظ
هل تصلى سنة الضحى في السفر .؟
السائل : فضيلة الشّيخ، هل تصلّى سنّة الضّحى في السّفر؟
الشيخ : أي نعم، سنّة الضّحى تصلّى حتّى في السّفر، وقد ذكر كثير من العلماء أنّ صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عام الفتح في بيت أمّ هانئ ثماني ركعات ضحى، قال إنّ هذه سنّة الضّحى، وقال بعض أهل العلم: إنّ هذه سنّة الفتح، وعلى كلّ حال سأعطيك قاعدة ينفعك الله بها إن شاء الله: " لا يسقط عن المسافر من النّوافل إلاّ ثلاثة: راتبة الظّهر، وراتبة المغرب، وراتبة العشاء ، وما عدا ذلك فهو باقٍ على أصله ".
فالنّوافل المطلقة فللإنسان المسافر أن يتنفّل بما شاء، وصلاة الضّحى وصلاة اللّيل والوتر وسنّة الفجر وصلاة الإستخارة وتحيّة المسجد، كلّها باقية على أصلها، فأنت استثن ثلاثا والباقي على أصله، الثلاث هي راتبة الظّهر والمغرب والعشاء، نعم.
الشيخ : أي نعم، سنّة الضّحى تصلّى حتّى في السّفر، وقد ذكر كثير من العلماء أنّ صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عام الفتح في بيت أمّ هانئ ثماني ركعات ضحى، قال إنّ هذه سنّة الضّحى، وقال بعض أهل العلم: إنّ هذه سنّة الفتح، وعلى كلّ حال سأعطيك قاعدة ينفعك الله بها إن شاء الله: " لا يسقط عن المسافر من النّوافل إلاّ ثلاثة: راتبة الظّهر، وراتبة المغرب، وراتبة العشاء ، وما عدا ذلك فهو باقٍ على أصله ".
فالنّوافل المطلقة فللإنسان المسافر أن يتنفّل بما شاء، وصلاة الضّحى وصلاة اللّيل والوتر وسنّة الفجر وصلاة الإستخارة وتحيّة المسجد، كلّها باقية على أصلها، فأنت استثن ثلاثا والباقي على أصله، الثلاث هي راتبة الظّهر والمغرب والعشاء، نعم.
ما معنى قوله الأمثل في حديث معاذ :" أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" .؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك، روى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل: ( أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل ) فما المقصود بالأمثل الأخيرة؟
الشيخ : أشدّ النّاس بلاء الأنبياء، لأنّ الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بالنّبوّة، وابتلاهم بالدّعوة إلى الله، وابتلاهم بقومٍ ينكرون ويصفونهم بصفات القدح والذّمّ، كما قال تعالى: (( كذلك ما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون ))، ولكنّ هذا الابتلاء هو نعم في الواقع، لأنّه كلّ ما أصابهم من جرّائها فهو رفعة في درجاتهم، ( ثمّ الأمثل فالأمثل ) يعني: الأصلح فالأصلح، كلّما كان الإنسان أصلح وكلّما كان أقوى في دعوته إلى الله، وكلّما كان أشدّ تمسّكاً بدين الله كان له أعداء أكثر، قال الله تعالى: (( وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّا من المجرمين ))، وعداوة المجرمين للأنبياء ليس لأشخاصهم بل لما جاؤوا به من الحقّ، وعلى هذا فيكون كلّ من تمسّك بما جاؤوا به من الحقّ ناله من العداوة من المجرمين مثل ما ينال الأنبياء أو أقلّ بحسب الحال.
والله عزّ وجلّ حكيم يبتلي بالنّعم ويبتلي بالنّقم، فابتلاؤه بالنّعم ليبلونا أنشكر أم نكفر، وبالنّقم ليبلونا أنكفر أم نصبر، هذا هو معنى الحديث، وهذا في الحقيقة تسلية للمؤمن والدّاعي إلى الله إذا ناله ما ناله من النّاس فإنّما ذلك في سبيل الله، وإذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما دميت أصبعه قال: ( ما أنت إلاّ أصبع دميتي وفي سبيل الله ما لقيتي ) فأنت اعلم أنّ كلّ ما أصابك من استهزاء أو سخريّة من المجرمين بسبب ما قمت به من الدّعوة إلى الله أو التّمسّك بدين الله فاعلم أنّ لك أجراً في ذلك لأنّه في سبيل الله، نعم.
الشيخ : أشدّ النّاس بلاء الأنبياء، لأنّ الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بالنّبوّة، وابتلاهم بالدّعوة إلى الله، وابتلاهم بقومٍ ينكرون ويصفونهم بصفات القدح والذّمّ، كما قال تعالى: (( كذلك ما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ قالوا ساحر أو مجنون ))، ولكنّ هذا الابتلاء هو نعم في الواقع، لأنّه كلّ ما أصابهم من جرّائها فهو رفعة في درجاتهم، ( ثمّ الأمثل فالأمثل ) يعني: الأصلح فالأصلح، كلّما كان الإنسان أصلح وكلّما كان أقوى في دعوته إلى الله، وكلّما كان أشدّ تمسّكاً بدين الله كان له أعداء أكثر، قال الله تعالى: (( وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّا من المجرمين ))، وعداوة المجرمين للأنبياء ليس لأشخاصهم بل لما جاؤوا به من الحقّ، وعلى هذا فيكون كلّ من تمسّك بما جاؤوا به من الحقّ ناله من العداوة من المجرمين مثل ما ينال الأنبياء أو أقلّ بحسب الحال.
والله عزّ وجلّ حكيم يبتلي بالنّعم ويبتلي بالنّقم، فابتلاؤه بالنّعم ليبلونا أنشكر أم نكفر، وبالنّقم ليبلونا أنكفر أم نصبر، هذا هو معنى الحديث، وهذا في الحقيقة تسلية للمؤمن والدّاعي إلى الله إذا ناله ما ناله من النّاس فإنّما ذلك في سبيل الله، وإذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما دميت أصبعه قال: ( ما أنت إلاّ أصبع دميتي وفي سبيل الله ما لقيتي ) فأنت اعلم أنّ كلّ ما أصابك من استهزاء أو سخريّة من المجرمين بسبب ما قمت به من الدّعوة إلى الله أو التّمسّك بدين الله فاعلم أنّ لك أجراً في ذلك لأنّه في سبيل الله، نعم.
هل يجوز إنكار المنكر على المنابر أو على الملأ .؟
السائل : فضيلة الشّيخ الله يحفظك، هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكر من الشّعب أن ينكر على المنابر أو على الملأ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكرات أن ينكرها على المنابر؟ هل هذا هو منهج أهل السّنّة والجماعة؟
الشيخ : نعم، أمّا المنكرات إذا شاعت فلا بدّ أن تنكر على المنابر، لكن لا يتكلّم بالأشخاص أنفسهم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد أن ينكر على قوم قال: ( ما بال أقوام ) يقولون كذا وكذا، أمّا إذا كان المنكر قليلا في النّاس فلا ينبغي أن ينكر على المنابر لأنّ إنكاره على المنابر معناه إشاعته بين النّاس وكما يقول العوام: " الذي ما دري يدري " ، فإذا شاعت هذه الفعلة المنكرة في النّاس فأنكرها على المنابر حتى يفهم النّاس، لكن لا تفعل شيئا يوجب أن يثور النّاس على ولاة الأمور وأن ينبذوهم لأنّ خطر هذا عظيم، قد يترائ للنّاس أو يريه الشّيطان أنّه إذا فعل ذلك كان ضغطا على الولاّة بأن يستقيموا على دين الله، ولكنّ الأمر ليس كذلك، هذا إذا كانت القوى متقابلة فقد يكون فيه ضرر كالبلاد التي هي غير السعوديّة مثلا تجد أنّ الولاة إنّما يصلون إلى المناصب عن طريق الانتخاب فهذا ربّما يكون إعلان ما يفعله الحاكم من السّوء ضغطا عليه بحيث يستقيم حتّى يرشّح مرّة ثانية، لكن بلاد القوّة مع السّلطة لا يستقيم بهذا الأمر إطلاقا، وليس من الحكمة أن يثير الإنسان الرّعيّة على رعاتها حتى تكرههم ولا تنقاد لأمرهم أو ترى أنّهم لا يستحقّون أن يكونوا ولاّة مع العلم بأنّنا إذا نظرنا إلى من حولنا وجدنا وأنّنا والحمد لله بخير فبلادنا ولله الحمد يُعلن فيها بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإن كان فيه شيء من الضّعف، لكن لا توجد أيّ بلاد فيها هيئة تسمّى هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، كذلك أيضا المحاكم كلّها مبنيّة على الشّرع ماذا قال صاحب الإقناع؟ ماذا قال صاحب المغني؟ ماذا قال صاحب المجموع للنّووي؟ ماذا قال فلان وماذا قال فلان؟ لا يرجعون إلى قوانين وضعيّة، وإنّما إلى الكتاب والسّنّة وما استُنبط منها من كتب أهل العلم، هذه نعمة عظيمة، ومن أراد الكمال في مثل هذا الزّمن فليكمّل نفسه أوّلا قبل أن يحاول تكملة غيره، هل الشّعب الآن مثلا هل هو يكمّل نفسه؟
لا، الشّعوب فيها انحراف كثير، فيها كذب وغشّ في المعاملات، وسوء أخلاق، استماع إلى الأغاني، وغير ذلك، يوجد في الشّعب من هذه حاله فإذا كنّا كذلك فلا ينبغي أن نريد من ولاة الأمور أن يكونوا على مستوى أبي بكر وعمر، وعثمان وعليّ! وذكر أنّ رجلا من الخوارج جاء مرّة إلى عليّ بن أبي طالب وقال يا عليّ ما بال النّاس اختلفوا عليك؟ أظنّكم تعرفون ما جرى لعليّ من الفتن وخروج الخوارج عليه وغير ذلك.
الشيخ : إيش؟
السائل : هل يجوز لمن أراد أن ينكر المنكرات أن ينكرها على المنابر؟ هل هذا هو منهج أهل السّنّة والجماعة؟
الشيخ : نعم، أمّا المنكرات إذا شاعت فلا بدّ أن تنكر على المنابر، لكن لا يتكلّم بالأشخاص أنفسهم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد أن ينكر على قوم قال: ( ما بال أقوام ) يقولون كذا وكذا، أمّا إذا كان المنكر قليلا في النّاس فلا ينبغي أن ينكر على المنابر لأنّ إنكاره على المنابر معناه إشاعته بين النّاس وكما يقول العوام: " الذي ما دري يدري " ، فإذا شاعت هذه الفعلة المنكرة في النّاس فأنكرها على المنابر حتى يفهم النّاس، لكن لا تفعل شيئا يوجب أن يثور النّاس على ولاة الأمور وأن ينبذوهم لأنّ خطر هذا عظيم، قد يترائ للنّاس أو يريه الشّيطان أنّه إذا فعل ذلك كان ضغطا على الولاّة بأن يستقيموا على دين الله، ولكنّ الأمر ليس كذلك، هذا إذا كانت القوى متقابلة فقد يكون فيه ضرر كالبلاد التي هي غير السعوديّة مثلا تجد أنّ الولاة إنّما يصلون إلى المناصب عن طريق الانتخاب فهذا ربّما يكون إعلان ما يفعله الحاكم من السّوء ضغطا عليه بحيث يستقيم حتّى يرشّح مرّة ثانية، لكن بلاد القوّة مع السّلطة لا يستقيم بهذا الأمر إطلاقا، وليس من الحكمة أن يثير الإنسان الرّعيّة على رعاتها حتى تكرههم ولا تنقاد لأمرهم أو ترى أنّهم لا يستحقّون أن يكونوا ولاّة مع العلم بأنّنا إذا نظرنا إلى من حولنا وجدنا وأنّنا والحمد لله بخير فبلادنا ولله الحمد يُعلن فيها بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإن كان فيه شيء من الضّعف، لكن لا توجد أيّ بلاد فيها هيئة تسمّى هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، كذلك أيضا المحاكم كلّها مبنيّة على الشّرع ماذا قال صاحب الإقناع؟ ماذا قال صاحب المغني؟ ماذا قال صاحب المجموع للنّووي؟ ماذا قال فلان وماذا قال فلان؟ لا يرجعون إلى قوانين وضعيّة، وإنّما إلى الكتاب والسّنّة وما استُنبط منها من كتب أهل العلم، هذه نعمة عظيمة، ومن أراد الكمال في مثل هذا الزّمن فليكمّل نفسه أوّلا قبل أن يحاول تكملة غيره، هل الشّعب الآن مثلا هل هو يكمّل نفسه؟
لا، الشّعوب فيها انحراف كثير، فيها كذب وغشّ في المعاملات، وسوء أخلاق، استماع إلى الأغاني، وغير ذلك، يوجد في الشّعب من هذه حاله فإذا كنّا كذلك فلا ينبغي أن نريد من ولاة الأمور أن يكونوا على مستوى أبي بكر وعمر، وعثمان وعليّ! وذكر أنّ رجلا من الخوارج جاء مرّة إلى عليّ بن أبي طالب وقال يا عليّ ما بال النّاس اختلفوا عليك؟ أظنّكم تعرفون ما جرى لعليّ من الفتن وخروج الخوارج عليه وغير ذلك.
اضيفت في - 2005-08-27