تابع لهل يجوز إنكار المنكر على المنابر أو على الملأ .؟
أظنّكم تعرفون ما جرى لعليّ من الفتن وخروج الخوارج عليه وغير ذلك، " ما بالهم اختلفوا عليه ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟ " ، فقال له كلمة أفحمت الخارجي قال له : " رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك " ، فألقم حجرا وهذا صحيح، فالحاصل أنّ المنكرات إذا شاعت بين النّاس فلا بدّ من إنكارها لكن دون أن يحصل بذلك فتنة أو تعرّض لأحد، أو إيغار الصّدور على ولاة الأمور، أمّا إذا كان يفعلها واحد من بين مائة نفر مثلا أو ألف نفر فهنا نتّصل بهذا الرّجل وننهاه ونخوّفه من الله عزّ وجلّ، لأنّك إذا ذكرت المنكر علناً على المنابر وهو لا يفعله إلاّ قلّة من النّاس، معناه أنّك أشعته بين النّاس، نعم.
كيف تكون البيعة في وقتنا الحالي مع الإضطرابات والإنقلابات السياسية في بلاد المسلمين ؟
الشيخ : المعروف عند أهل العلم أنّ البيعة لا يلزم منها رضا كلّ واحد، ومن المعلوم أنّ في البلاد من لا يرضى أحد من النّاس أن يكون وليّا عليه، لكن إذا قهر الوليّ وسيطر وصارت له السّلطة فهذا هو تمام البيعة، لا يجوز الخروج عليه إلاّ في حال واحدة استثناها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فقال: ( إلاّ أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ):
فقال: ( إلاّ أن تروا ) والرّؤية إمّا بالعين وإمّا بالقلب، الرّؤية بالعين بصريّة وبالقلب علميّة، بمعنى: أنّنا لا نعمل بالظّنّ أو بالتّقديرات أو بالإحتمالات بل لا بدّ أن نعلم علم اليقين، وأن نرى كفرا لا فسوقا، يعني مثلا الحاكم لو كان أفسق عباد الله عنده شرب خمر وغيره من المحرّمات وهو فاسق ولكن لم يخرج من الإسلام فإنّه لا يجوز الخروج عليه وإن فسق، لأنّ مفسدة الخروج عليه أعظم بكثير من مفسدة معصيته التي هي خاصّة به.
الثالث قال: ( بواحا ): البواح يعني الصّريح، والأرض البواح هي الواسعة التي ليس فيها شجر، ولا مدر، ولا جبل، بل هي واضحة للرّؤية، لا بدّ أن يكون الكفر بواحا ظاهرا، لا يشكّ فيه أحد، مثل أن يدعو إلى نبذ الشّريعة، أو أن يدعو إلى ترك الصّلاة، وما أشبه ذلك من الكفر الواضح الذي لا يحتمل التّأويل، فأمّا ما يحتمل التّأويل فإنّه لا يجوز الخروج عليه حتّى وإن كنّا نرى نحن أنّه كفر وبعض النّاس يرى أنّه ليس بكفر فإنّنا لا يجوز الخروج عليه لأنّ هذا ليس بواحا.
الرّابع: عندنا من الله فيه برهان، ( أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان )، فإن لم يكن عندنا برهان أي: دليلا واضحا وليس مجرّد اجتهاد أو قياس بل هو بيّن واضح أنّه كفر حينئذ يجوز الخروج.
ولكن هل معنى جواز الخروج أنّه جائز بكلّ حال، أو واجب على كلّ حال؟
لا، لا بدّ من قدرة على منابذة هذا الوالي الذي رأينا فيه الكفر البواح لا بدّ من قدرة، أمّا أن نخرج عليه بسكاكين المطبخ وعوامل البقر ولديه دبّابات وصواريخ فهذا سفه في العقل وضلال في الدين! لأنّ الله لم يوجب الجهاد على المسلمين حين كانوا ضعفاء في مكّة، ما قال اخرجوا على قريش وهم عندهم، ولو شاءوا لاغتالوا كبراءهم وقتلوهم، لكنّه لم يأمرهم بهذا ولم يأذن لهم به، لماذا؟
السائل : لعدم القدرة.
الشيخ : لعدم القدرة، وإذا كانت الواجبات الشّرعيّة التي لله عز وجل تسقط بالعجز فكيف بالذي سوف يكون فيه دماء، ليست إزالة الحاكم بالأمر الهيّن، ليس مجرّد ريشة تنفخ عليها فتمشي، لا بدّ من قتال، وإذا قتل فلا بدّ له من أعوان، فالمسألة ليست بالأمر الهيّن حتى نقول: بكلّ سهولة نزيل الحاكم أو نقضي عليه وينتهي كلّ شيء فلا بدّ من القدرة، والقدرة الآن ليست بأيدي الشّعوب فيما أعلم والعلم عند الله عزّ وجلّ، ليس بأيدي الشّعوب قدرة على إزالة مثل هؤلاء القوم الذين نرى فيهم كفرا بواحا.
ثمّ إنّ القيود التي ذكرها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قيود صعبة، من يتحقّق أنّ هذا الحاكم مثلا، علمنا أنّه كافر علم اليقين نراه كما نرى الشّمس أمامنا، ثمّ علمنا أنّ الكفر بواحا لا يحتمل التّأويل ولا أدنى لبس، ثمّ عندنا دليل من الله، برهان قاطع، هذه قيود صعبة.
أمّا مجرّد ما يظنّ الإنسان أنّ الحاكم كفر! هذا ليس بصحيح أنّه يكفر، لا بدّ من إقامة الحجّة، وأنتم تعلمون أنّه ما ضرّ الأمّة من أوّل ما ضرّها في عهد الخلفاء الرّاشدين ما ضرّها إلاّ التّأويل الفاسد، التّأويل الفاسد والخروج على الإمام، الخوارج لماذا خرجوا على عليّ بن أبي طالب؟
قالوا لأنّه حكّم غير القرآن، كانوا في الأوّل معه على جيش معاوية ولما رضي بالصّلح والتّحاكم إلى القرآن قالوا: خلاص أنت الآن حكّمت آراء الرّجال ورضيت بالصّلح فأنت كافر، وسنقاتلك الآن، فانقلبوا عليه، بماذا؟
بالتّأويل، وليس كلّ ما رآه الإنسان يكون هو الحقّ، قد ترى أنت شيئا محرّما أو شيئا من معصية أو شيئا كفراً وغيرك لا يراه كذلك، ألسنا نرى نحن أنّ تارك الصّلاة كافرا؟
السائل : بلى.
الشيخ : نرى ذلك لا شكّ، لكن يأتي غيرنا ثمّ يقول: هذا ليس بكفر، والذين يقولون ليس بكفر علماء يعني ليسوا أناسا أهل هوى، هم علماء لكن هذا الذي أدّى إليه اجتهادهم، فإذا كان العلماء أهل الفقه قد يرون ما هو كفر في نظر الآخرين ليس بكفر فما بالك بالحكّام الذي قد يكون بعضهم عنده من الجهل ما عند عامّة النّاس، فالمهمّ هذه المسائل يا إخواني مسائل صعبة وخطيرة ولا ينبغي للإنسان أن ينساب وراء العاطفة أو التّهييج، بل الواجب أن ينظر بنظر فاحص متأنّي، متروّي، وينظر ماذا يترتّب على هذا الفعل وليس المقصود أنّ الإنسان يبرّد حرارة غيرته فقط، المقصود إصلاح الخلق، وإلاّ فالإنسان لا شكّ أحيانا يلحقه غيرة ويمتلأ غيظا ممّا وقع أو يقع من بعض الولاّة لكن يرى أنّ من المصلحة أن يعالج المشكلة بطريق آخر غير التّهييج، وكما قلت لكم: إنّ بعض النّاس يظنّ أنّ هذا سبب يقتضي الضّغط على وليّ الأمر حتى يفعل الذي يرى هذا القائل أنّه إصلاح، ولكنّ هذا غير مناسب في مثل بلادنا، نعم.
ما رأيكم فيمن يقول إن نصوص السمع والطاعة تنصرف إلى القائد العام الذي يقود المسلمين جميعا.؟
الشيخ : رأينا أنّ هذا ليس بصحيح، فكلّ وليّ أمر تجب طاعته، حتى الرّجل في أهل بيته يجب على أهل بيته طاعته ما لم يأمرهم بمعصية الله، حتى القوم الثّلاثة إذا سافروا وأمّروا أحدهم وجب عليهم طاعته، لعموم الأدلّة الدّالّة على وجوب طاعة الأمير.
ثمّ إنّ الخليفة الواحد على سائر هذه الأمّة هذا قد انقضى زمنه منذ عهد بعيد، مِن حين انقضى عهد الخلفاء الرّاشدين الأربعة تمزّقت الأمّة، فبنو أميّة في الشّامّ ومن حوله، وعبد الله بن الزّبير في الحجاز وما حوله، وآخرون في المشرق ومن حوله، وآخرون في اليمن، تمزّقت الأمّة، ومع ذلك فكلّ العلماء الذين يتكلّمون على وجوب السّمع والطّاعة يتكلّمون على وجوب السّمع والطّاعة في عهدهم مع تفرّق الأمّة، وكلّ إقليم أو ما أشبهه فيه أمير يختصّ به، وعلى هذا الرّأي الفاسد الباطل معناه أنّ الآن ليس للأمّة إمام، والأمّة الآن تعيش في أمر جاهليّ، ليس هناك إمام ولا مأموم، ولا سلطان ولا مسلّط عليه، ثمّ نقول لهؤلاء: إن كنتم صادقين فأوجدوا لنا إماما عامّا لكلّ الأمّة، لا يستطيعون اللهمّ إلاّ جاء المهدي فهذا أمره إلى الله عزّ وجلّ.
3 - ما رأيكم فيمن يقول إن نصوص السمع والطاعة تنصرف إلى القائد العام الذي يقود المسلمين جميعا.؟ أستمع حفظ
ما الواجب على المسلمين تجاه الأولاد الذين يحدثون ضوضاء في المساجد ؟ وهل يجوز قطع الصلاة أو الإلتفات لمنعهم من ذلك ؟
الشيخ : أوّلا يجب على ولاة أمر هؤلاء الصّبيان أن يتّقوا الله عزّ وجلّ وأن لا يمكّنوا صبيانهم من الحضور ما داموا عابثين يلعبون، فإن قدّر أنّ هؤلاء الصّبيان جاؤوا بغير علم آبائهم كما هو الواقع أحيانا فإنّه يجب أن يقال لأبيه إذا كان حاضرا يا فلان اذهب به إلى أهلك، فإن عجزنا على دفع أذاهم إلاّ بإخراجهم من المسجد أخرجناهم.
أمّا قطع الصّلاة من أجل ذلك فلا يجوز، لأنّ الإنسان إذا دخل في فرض وجب عليه إتمامه وإزعاج هؤلاء الصّبيان لا يؤدّي إلى إفساد صلاة الآخرين، لو كان يؤدّي إلى إفساد صلاة الآخرين لكانت المسألة محلّ نظر، لكنّه لا يؤدّي إلى إفساد صلاة الآخرين فليصبروا حتى تنتهي الصّلاة ثمّ يعرفوا هؤلاء الصّبيان ويتّصلون بآبائهم.
السائل : الالتفات يا شيخ؟
الشيخ : الالتفات للحاجة لا بأس، لكن يكون الالتفات بالوجه فقط لا بالجسم كلّه.
السائل : صبيان بين السابعة وما فوق، ليسوا صغارا.
الشيخ : هؤلاء ربّما يمكن إصلاحهم بمهاداتهم، ويقال يا أبنائي هذا لا يجوز، وهذا بيت الله، وهؤلاء آباؤكم وإخوانكم لا تزعجوهم ولا تفسدوا عليهم الصّلاة.
السائل : شيخ الالتفات كالتسليم !!
الشيخ : لا، سؤال واحد.
السائل : الالتفات كهيئة التّسليم؟
الشيخ : الالتفات بالوجه فقط.
السائل : كالتّسليم يعني؟
الشيخ : لا، التّسليم يكون فيه التفات الجسم بعض الشّيء، لأنّه لا يرى الخلف إلاّ بالتفات بعض الجسم، نعم.
4 - ما الواجب على المسلمين تجاه الأولاد الذين يحدثون ضوضاء في المساجد ؟ وهل يجوز قطع الصلاة أو الإلتفات لمنعهم من ذلك ؟ أستمع حفظ
هل المكاتبة والشريط تكفي في الدعوة إذا علمت أنك ستدخل في جدال طويل مع المدعو إذا قابلته.؟
الشيخ : حال، حال.
السائل : حال المدعو، هل من الوسائل المكاتبة، أو الشّريط، أو الكتاب تكفي، خاصّة إذا علمت من حال المدعو أنّك قد تدخل في جدال ونقاش طويل معه؟
الشيخ : أي نعم، لا شكّ أنّ وسائل الدّعوة كثيرة، إمّا بالمقابلة والمشافهة، وإمّا بالمراسلة والكتابة، وإمّا بالمراسلة عن طريق الشّريط، المهمّ الوصول إلى هداية الخلق بأيّ وسيلة، وإذا رأيت مثلاً أنّك إذا دخلت معهم مشافهة ومقابلة يحصل بذلك جدلا ولا ينتفع أحدكما بالآخر فلا بأس أن ترسل له رسالة خطّيّة أو شفويّة عن طريق الشّريط، نعم.
5 - هل المكاتبة والشريط تكفي في الدعوة إذا علمت أنك ستدخل في جدال طويل مع المدعو إذا قابلته.؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث أن من قرأ آية الكرسي ثلاث مرات أول مرة حفظ له والمرة الثانية حفظ لأهله والثالثة حفظ لحيه ؟
الشيخ : هذا حديث باطل وليس بصحيح، آية الكرسي لا تنفع إلاّ من قرأها، ( من قرأها في ليلة لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ).
6 - ما صحة حديث أن من قرأ آية الكرسي ثلاث مرات أول مرة حفظ له والمرة الثانية حفظ لأهله والثالثة حفظ لحيه ؟ أستمع حفظ
ما حكم أخذ الراقي مالاً من المريض ؟ وهل يغتسل المريض بماء مغموص فيه آيات أو يتوضأ ؟
الشيخ : الرّاقي لا بأس أن يشترط شيئاً لنفسه، لأنّ الصّحابة رضي الله عنهم الذين بعثهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام واستضافوا قوما ولم يضيفوهم فقدّر الله على سيّدهم بأن لدغته عقرب فطلبوا راقيا فجاؤوا إلى الصّحابة وقالوا هل فيكم من راق؟ قالوا نعم لكن لا نرقي إلاّ بكذا وكذا من الغنم، فأعطوهم فذهب أحدهم وجعل يقرأ عليه من فاتحة الكتاب حتى قام هذا اللّديغ كأنّما نشط من عقال، فأخذوا ما جعلوا لهم حتى أتوا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فسألوه عن ذلك فقال: ( خذوا واضربوا لي معكم بسهم ) ، فهذا لا بأس به، لكن كون نجعلها متّجرا يعني تجارة، حتى إنّي سمعت بعض النّاس يكتب آيات من القرآن على أوراق بالزّعفران وهذه الورقة قيمتها سبعون ريالا، وهذه قيمتها مائة ريال، وهذه قيمتها خمسين ريال، يعني كأنّه دكّان صيدلة! فأنا أشكّ في جواز هذا الشّيء.
ثمّ أقول لإخواني القرّاء: ليجعلوا أمرهم لله عزّ وجلّ ولنفع إخوانهم حتى يجعل الله في قراءتهم بركة وخير، وقصّة الصّحابة رضي الله عنهم، قد يكون عذر الصّحابة أنّ هؤلاء لم يضيفوهم مع وجوب ضيافتهم، فقالوا: هؤلاء قوم لم يكرمونا ولم يقوموا بواجبنا إذن لا ننفعهم إلاّ بمثل هذا.
وأمّا الاغتسال بالماء المقروء به، أو الوضوء به فلا أرى هذا، الذي أعلمه عن السّلف الصّالح أنّهم يشربون الماء الذي قرئ فيه وأنّهم لا يغسلون به أجسادهم ولا يتوضّؤون به، نعم.
يرد في كتب أهل العلم " قال الشارع " فهل الشارع من أسماء الله تعالى.؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ بارك الله فيك ..
الشيخ : إيش؟
السائل : يرد في بعض كتب أهل العلم لفظ " إذا أراد الشّارع " " ومن حكمة الشّارع " فهل هذه الكلمة من أسماء الله تعالى؟
الشيخ : لا، يرد في كتب أهل العلم كلمة الشّارع، والشّارع هذا وصف وليس اسما مأخوذ من قول الله تعالى: (( شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا )) ويطلق الشّارع في كتب أهل العلم على الله عزّ وجلّ، وهو الذي له الحكم وإليه الحكم، ويطلق أحيانا عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مشرّع لأمّته فإنّه عليه الصّلاة والسّلام إذا قال قولا أو فعل فعلا يتعبّد به لله فهو شرع، فلهذا يُطلق الشّارع على الرّبّ عزّ وجلّ وعلى النّبيّ وليس اسمًا بل هو وصف، نعم.
هل يجوز التقليد في باب الإعتقاد .؟
الشيخ : يجوز التّقليد في العقائد ممّا لا يتمكّن معرفتها بالدّليل، ولهذا نرى العامّة الآن كلّهم يقلّدون، بل قد قال الله تبارك وتعالى: (( وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالًا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون ))، سؤال أهل الذّكر عن هؤلاء الرّسل معناه نقلّد المسؤول ونأخذ بقوله، فالتّقليد في المسائل العقديّة كالتّقليد في المسائل العمليّة تمامًا ولا فرق، فالذي لا يستطيع الوصول إلى الحقّ بنفسه فرضه التّقليد: (( فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون )).
وأمّا من قال: إنه لا يصحّ إيمان المقلّد فمقتضى قوله أنّ العوامّ من النّاس لا يصحّ إيمانهم، لأنّهم إنّما بنوا إيمانهم على التّقليد، علماؤهم قالوا كذا فهم يقولون كذا، نعم.
كيف ننصح صاحب الدش وهو يقول إني أتيت به لأجل الأخبار وأن الأخبار الأوربية أصدق .؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هو عن كيفيّة نصح صاحب الدّشّ، فمثلا إذا أتيت أنصح صاحب الدّشّ يحتجّ عليّ بحجج ومنها قوله: أنّه يريد متابعة الأخبار بدلا من سماعها من الراديو، وكذلك لأن بعض الأخبار لا تصح، والأخبار الأوروبية أكثر صحة من أخبار الدول المجاورة، وأنّه لا يشاهد المنكرات، لأنها لا تأتي إلا آخر الليل، وأنا لا أشاهدها وأمنع أولادي منها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وإذا ذكرت له الحكم الشّرعيّ بأنّ الدّشّ حرام فهو على علم بذلك، فكيف أدعوه؟ جزاك الله خيرا.
الشيخ : إذا كان يعلم أنّ هذا حرامًا وأصرّ عليه فإنّ الإصرار على الصّغيرة يجعلها كبيرة كما قال العلماء رحمهم الله، ونقول: يكفي حجّة عليك أن تعرف أنّه حرام، فإذا كنت تعلم أنّه حرام فما الذي يجعلك تقتنيه؟!
وأمّا مسألة الأخبار، فالأخبار ما هي؟
إذا كانت الأخبار دوليّة فإنّنا نجزم جزما أنّه لا يذاع في الأخبار إلاّ ما يخدم مصالح الدّول الكفريّة سواء عن طريق الدّشّ أو عن طريق الإذاعات الأخرى، أو الصّحافة أو غيرها، ولهذا يتحدّثون دائما عن أشياء واقعيّة وإذا سألنا وجدنا أنّها كذب وليس لها صحّة، يتكلّمون أحيانا عن مسألة الشّيشان، عن مسألة البوسنة والهرسك، وبما أنّنا ننتبّع الأخبار من الإخوان الذين يتّصلون بنا نجد أنّ هذا الذي يقال في الإذاعات كلّه تغطية وتعمية وليس بصحيح، فمن الذي قال لك: أنّ ما يوجد في الدّشّ صحيح وما ينقل في الأخبار الأخرى غير صحيح؟!
ثمّ افرض أنّك بقيت إلى السّاعة الثانية عشرة أمام هذا الدّشّ وأنّ كلّه أخبار من المغرب إلى هذا فما الذي استفدته؟
السائل : لا شيء.
الشيخ : لا شيء، هل أنت ستذهب إلى رئيس الرّوس أو رئيس أمريكا أو الإنجليز أو الفرنسيّين وتقول له يا فلان توقّف عند حدّك؟!
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
هل اليهود والنصارى الموجودون الآن من أهل الكتاب ؟
الشيخ : الذي أرى أنّهم من أهل الكتاب، ما داموا يدينون بدين أهل الكتاب أو ينتسبون إلى دين أهل الكتاب فهم من أهل الكتاب، لأنّ الله تعالى ذكر في سورة المائدة: (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم )) مع أنّه قال في نفس سورة المائدة: (( لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح عيسى بن مريم ))، (( لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة )) فكفّرهم وأحلّ طعامهم.
السائل : مع التحريف يا شيخ ؟
الشيخ : أي نعم، حتى مع التّحريف، فقد كان موجودا في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أيضا.
السائل : إذا خرجوا إلى الشّيوعيّة فضيلة الشّيخ؟
الشيخ : لا، إذا قالوا نبذنا دين أهل الكتاب ولا نعترف به، ولا ندخل في الإسلام، سندخل في الشّيوعيّة القائلة بأنّه لا إله ولا ربّ هؤلاء حكمهم واضح، لكن أناس يدينون بالمسيحيّة ويصلّون في الكنائس ويترحّمون على أمواتهم ويفعلون الأعياد، وإن كانت كفريّة لكن يرونها أعيادا لهم فلهم حكم أهل الكتاب، وإلى هنا ينتهي هذا اللّقاء وأسأل الله تعالى أن يجعله خيرا وبركة وأن يرزقنا وإيّاكم العصمة في القول والعمل، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ما تقولون في رجل طاف على قبر وهو يقول أنه طاف عليه وهو ينوي التقرب إلى الله بهذا الطواف ولم يقصد بهذه العبادة صاحب القبر ,فهل نقول إن هذا فعل بدعة كبيرة لأنه تعبد الله بغير ما شرع ولم يصرف العبادة لغير الله أم تقولون أنه قد وقع في الشرك .؟
هذا ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنّ الطّواف بالقبور وغيرها ممّا سوى البيت الحرام إنّه بدعة ما دام لم يدع صاحب القبر فهو مِن البدع، ولكنّه ذريعة للشّرك، يعني يُخشى أن يشرك به فيما بعد.
12 - ما تقولون في رجل طاف على قبر وهو يقول أنه طاف عليه وهو ينوي التقرب إلى الله بهذا الطواف ولم يقصد بهذه العبادة صاحب القبر ,فهل نقول إن هذا فعل بدعة كبيرة لأنه تعبد الله بغير ما شرع ولم يصرف العبادة لغير الله أم تقولون أنه قد وقع في الشرك .؟ أستمع حفظ
هل على المكي إذا خرج إلى جدة وأراد الحج أن يحرم من جدة .؟ وهل له أن يدخل بعمرة ليكون بذلك ممتعاً .؟
له أن يحرم بالعمرة ويكون متمتّعاً، وإذا كان يريد الحجّ لم يلزمه لأنّ أهله في مكّة.
13 - هل على المكي إذا خرج إلى جدة وأراد الحج أن يحرم من جدة .؟ وهل له أن يدخل بعمرة ليكون بذلك ممتعاً .؟ أستمع حفظ
هل الإرادة الكونية متضمنة للإرادة الشرعية .؟
والجواب: لا، بل بينهما عموم وخصوص، يتّفقان في الإيمان إذا آمن الإنسان ففيه الإرادتان الشّرعيّة والكونيّة، ويختلفان في الكفر، ففيه الإرادة الكونيّة دون الشّرعيّة.
رجل يعمل في مصنع قريب من المسجد طوال أيام الأسبوع وصاحب العمل لا يأذن له بصلاة الجمعة فما حكمه .؟
هل هو في مكان يمكنه أن يصلّي الجمعة؟
السائل : لا يا شيخ، يصلّي الفريضة فقط.
الشيخ : السّؤال هل هو في مكان قريب من الجامع؟
السائل : أي نعم، لكن لا يستطيع أن يخرج من المصنع.
الشيخ : السّؤال هل هو في مكان قريب من الجامع؟!
السائل : أي نعم.
الشيخ : يسمع الأذان بلا مكرفون؟
السائل : لا بمكرفون.
الشيخ : طيب، وهل يؤذن له فيتهاون؟
السائل : لا يؤذن له.
الشيخ : إذن معذور.
السائل : وإن كانت جمعة؟
الشيخ : أي نعم.
15 - رجل يعمل في مصنع قريب من المسجد طوال أيام الأسبوع وصاحب العمل لا يأذن له بصلاة الجمعة فما حكمه .؟ أستمع حفظ
إمرأة نذرت أن تصوم شهراً وعجزت عن صيامه متتالياً فهل لها أن تصومه متفرقاً .؟
وهل يوجب قولها شهرا أن يكون متواليا أم لها أن تصومه متفرّقا وإن استطاعت التوالي؟
الجواب: هذه يجب أن يكون متواليا في ثلاث حالات:
إذا عيّنت شهرا معيّنا كأن تقول لله عليّ نذرا أن أصوم شهر جمادى، فهنا يجب التّتابع، لماذا؟
السائل : للتعيين.
الشيخ : ضرورة، يعني لا يمكن أن تفي بهذا إلاّ إذا كان متتابعا وإلاّ خرج الشّهر.
الثاني: إذا شرطت وقالت متتابعاً.
الثالث: إذا نوت أنّه متتابع، ففي هذه الأحوال الثّلاث يجب عليها التّتابع وفيما عدا ذلك هي مخيّرة، إن تابعت فهو أسرع لإبراء ذمّتها وإن لم تتابع فلا بأس، ويدلّ لهذا أنّ الشّيء المطلق لا يتقيّد إلاّ بما يفيد التّقييد، والدّليل على هذا أنّ الله سبحانه وتعالى لما قال: (( فصيام ثلاثة أيّام )) في كفّارة اليمين قال متتابعة على قراءة عبد الله بن مسعود، وقال في صيام شهرين إيش؟
السائل : متتابعين.
الشيخ : متتابعين، فدلّ هذا على أنّ الشّهر إذا أطلق لم يلزم فيه التّتابع.
هل هذا الحديث صحيح" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم ".؟
هذا صحّ عن عمر ولكن مرفوعا لا أدري.