الشيخ : وقوله: (( لو كانوا يعلمون )) يعني لو كانوا من ذوي العلم لما آثروا الدّنيا على الآخرة بل آثروا الحياة الآخرة على الدّنيا، ولعلّك تظنّ أنّ الحيوان يعني البعير أو الحمير أو ما أشبه ذلك، وليس كذلك، المراد بالحيوان أي: الحياة الكاملة ولهذا نقول الألف والنّون هنا زائدة للتّكثير والمبالغة.

السائل : فضيلة الشّيخ هل يشترط أن يكون الإمام في وسط المسجد؟
الشيخ : السّنّة أن يكون الإمام في الوسط، لا يكون عن اليمين ولا عن اليسار، والدّليل على هذا أنّه كان في أوّل الأمر إذا صلّى ثلاثة صاروا صفّا واحدا والإمام بينهم وهذا يدلّ على مشروعيّة توسّط الإمام، على أنّه ورد حديث لكنّه ضعيف: ( وسّطوا الإمام ) لكنّه ضعيف.
ثمّ المعروف من فعل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّه كان يتوسّط النّاس في صلاتهم، ولهذا قال بعض أهل العلم قولا سديدا أنّه إذا ترجّح أحد الجانبين من الصّفّ وصار بعيدا من الإمام فالأولى أن يكون الإنسان في الجانب الآخر، يعني مثلا لو أنّ النّاس صفّوا على يمين الصّفّ وكثروا نقول: لا، الأفضل تأتون إلى اليسار، أوّلا لأنّه أقرب إلى الإمام، والثاني لأنّه أقرب لتوسّط الإمام.
السائل : يطلب منهم الإمام ذلك يا شيخ؟
الشيخ : نعم، إذا رآهم خالفوا يطلب ذلك منهم.

السائل : اختلف العلماء في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهريّة، فهل يقرأ المأموم الفاتحة أم لا؟
الشيخ : فهل؟
السائل : فهل يقرأ المأموم الفاتحة خلف الإمام في الجهريّة أم لا يقرأ؟ وهل يقرأ أثناء قراءة الإمام؟
الشيخ : الصّحيح أنّ المأموم تلزمه قراءة الفاتحة في الصّلاة السّرّيّة والجهريّة، وأنّه يقرأ ولو كان الإمام يقرأ، وأنّ هذا مخصّص لقول الله تعالى: (( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون ))، ودليل التّخصيص عموم قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ).
فإذا قال قائل دخل بين هذا الحديث وبين الآية عموم وخصوص من وجه، قلنا لكنّ خصوص ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) مؤيّد بما جاء في السّنن من حديث عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم انفتل ذات يوم من صلاة الصّبح فقال: ( لعلّكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قالوا: نعم، قال: لا تفعلوا إلاّ بأمّ القرآن فإنّه لا صلاة لمن لم يقرأ بها )، وصلاة الصّبح صلاة جهريّة، فالقول الرّاجح في هذه المسألة هو العموم، فنقول للمأموم: إذا انتهى إمامك من قراءة الفاتحة فابدأ بقراءتها ثمّ استمرّ حتّى وإن بدأ الإمام بقراءة ما بعد السّورة فاستمرّ حتّى تتمّها، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ يعني أحد المشايخ !
الشيخ : هاه؟
السائل : نصحني بعض المشايخ أن أخرج أموالي أو كل أموالي التي في البنوك من مساهمات وكذا، وإذا وضعتها في البيت لا آمن عليها، فما رأيكم في ذلك؟
الشيخ : رأيي في ذلك أنّ إدخال الدّراهم في البنوك ينقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل: أن يأخذ ربا يعني يعطي البنك مثلا عشرة آلاف ريال وبعد سنة يأخذ منه أحد عشر ألفا فهذا لا يجوز لأنّه ربا صريح.
والقسم الثاني: أن يجعلها في البنك ولا يأخذ ربا فهذا الأفضل أن لا يجعلها في البنك، لأنّه إذا جعلها في البنك فتوسّع البنك وازداد ماله وكثرت أرباحه الرّبويّة، ولكن إذا احتاج إلى هذا مثل أن يخاف على أمواله في البيت فلا حرج أن يجعلها عند البنك، لكن لا يأخذ شيئا زائدا عمّا جعل فيه، وليعلم أنّ بعض النّاس يسمّي هذا وديعة، ولكنّه ليس بوديعة في الحقيقة بل هو قرض، لأنّك تعطي دراهمك البنك ويجعلها في صندوقه وينتفع بها، والوديعة لا ينتفع بها المودع، الوديعة يبقيها بنفسها حتى يأتي صاحبها ويطلبها.
خلاصة الجواب الآن أقول لك: إذا كنت محتاجا إلى وضعها في البنك فلا بأس، وإن كان يمكنك أن تحفظها بدونه فهو أحسن وأفضل، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ تعدّدت أقوال المفسّرين في الحروف المقطّعة في أوائل السّور، والسّؤال: هل هذه الحروف لها معنى أو ليس لها معنى؟
وإذا كان لها معنى فهل استأثر الله بعلمه أو يعرفه الرّاسخون في العلم؟
وإذا كان ليس لها معنى فقد يرد علينا إشكال أنّه كيف يتكلّم الله عزّ وجلّ وهو الحكيم العليم بكلام ليس له معنى؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الصّحيح أنّ هذه الحروف الهجائيّة التي في أوّل السّور ليس لها معنى لقول الله تبارك وتعالى: (( نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيّ مبين )) واللّسان العربيّ لا يجعل لهذه الحروف معنى إطلاقًا، بل هذه الحروف حروف يتكوّن منها كلام النّاس، وليس معنى قولنا: إنّها ليس لها معنى أي ليس لها فائدة! هي لها فائدة عظيمة، فائدتها: أنّ هذا القرآن الكريم الذي أعجزكم معشر العرب مع قدرتكم وبلاغتكم، وفصاحتكم، لم يكن أتى بجديد من الحروف التي تعرفونها بل هو من الحروف التي أنتم تعرفونها وتركّبون كلامكم منها، ويدلّ لهذا أنّك لا تكاد ترى سورة مبدوءة بالحروف الهجائيّة إلاّ وبعدها ذكر القرآن، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قال: " إنّ لها مغزى ولكن ليس لها معنى لذاتها "، وعرفت الدّليل على أنّه ليس لها معنى في حدّ ذاتها من القرآن نفسه (( بلسان عربيّ مبين )) وبناء على ذلك لو ادّعى مدّع أنّها حروف ترمز إلى شيء من الأشياء فإنّنا لا نأخذ قوله، لأنّنا لو قلنا أنّها حروف ترمز إلى شيء من الأشياء لا يعلمها إلاّ الله لكان في القرآن ما لا يعلمه إلاّ الله، وقد تكفّل الله عزّ وجلّ أن يبيّن القرآن لعباده فقال: (( فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه * ثمّ إنّ علينا بيانه )) وليس في القرآن كلمة ولا حرف لا يعلم معناه إلاّ الله أبداً، لا بدّ أن يعلم، لكن العلوم تختلف، فالرّاسخون في العلم لهم علم، ومن دونهم لهم علم، والعاميّ له علم، أمّا أن يوجد شيء في القرآن لا يعلمه أحد من النّاس فهذا شيء مستحيل بل لا بدّ أن يكون معلوما، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة.
الشيخ : وأنت ومن يسمع.
السائل : لو وجد داعية يكثر في محاضراته أو خطبه من الكلام الإنشائيّ المجرّد عن الكتاب والسّنّة ولكن يتضمّنهما، كقوله: كيف بك لو حوسبت، أو كيف بك لو دخلت القبور، اتّقوا الله أو غيره من الكلام، لكن ذكر الآيات والأحاديث تكاد تكون موعظته مجردة عنه فهل يعدّ هذا مأخذاً عليه؟
الشيخ : هو لا شكّ أنّ الإنسان إذا خطب خطبة مؤثّرة ولو مِن إنشائه الخاصّ لكنّها لا تعدو ما جاء به الكتاب والسّنّة فإنّه مفيد، وليس عليه مأخذ يعابُ عليه، لكن ربطه ذلك بالقرآن والسّنّة أحسن وأفضل، لفائدتين:
الفائدة الأولى: أن يعرف النّاس أنّ كلامه مبنيّ على دليل من الكتاب والسّنّة.
والفائدة الثانية: أن يربطوا النّاس بالكتاب وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأضرب لك مثلا أن يوجد في كتب الوعّاظ كلمات تؤثّر ويبكي الإنسان منها، ويخشى قلبُه كما يوجد في *التّبصرة* لابن الجوزي رحمه الله وغيرها.
وإذا قرئ عليه القرآن في هذا المعنى نفسه لم يتأثّر تأثّره بكلام هذا الكاتب، وذلك لأنّ القرآن لا يذكر في وعظ هؤلاء الواعظين، ولهذا نرى أنّ الإنسان أفضل له أن يجمع له بين الحسنين فيأتي بالكلام المؤثّر من قوله، ويأتي بما يتضمّنه الكتاب والسّنّة من كلامه، نعم.
السائل : يا شيخ ألا يكون معارضاً لقوله تعالى: (( فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد )) ؟
الشيخ : لا، ما دام أتى بمعناه فهو ليس بعيدًا عنه، لكن كونه يأتي بالمعنى واللّفظ أحسن، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ هذا رجل استقدَم عاملا وفتح محلاّ تجاريّا وقال للعامل سأجّرك هذا المحلّ بأجرة شهريّة، فما حكم هذا الفعل؟
الشيخ : هذا الفعل حرام، أوّلا: لأنّه مخالف للعقد الذي تمّ بينه وبين هذا العامل.
وثانياً: مخالف لنظام الحكومة، ونظام الحكومة يجب العمل به ما لم يكن مخالفا للكتاب والسّنّة، أو يتضمّن معصية.
وثالثاً: أنّ هذا حيلة على أن يأخذ منه كلّ شهر كذا أو كلّ سنة كذا سواء ربح هذا أو لم يربح.
ولهذا نقول: إذا أتيتَ بعامل وأردت أن يكون مباشرا للبيع والشّراء في دكّان فهو على أجرته الذي حصل عليه الاتّفاق، وأنت إذا كنت تخشى أن لا ينصح اجعل له جُعلا على ما يصرّفه فقل مثلا: كلّما صرّفت مقدار ألف ريال فلك عشرة ريالات أو مائة ريال وهكذا، وحينئذ ينشط ولا يحصل في هذا مخالفة للحكومة.
السائل : الرّاتب يا شيخ؟
الشيخ : يعطيه الرّاتب كاملاً، الآن أتيت لك بسبعمائة في الشّهر خذها، لكن مع ذلك تشجيعا لك إذا صرّفت من الدّكّان ألف ريال، كلّما صرّفت ألف ريال أعطيك مائة ريال زائدة على الرّاتب، نعم.

السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ، توجد آلة تقطّع الورق لإتلافه.
الشيخ : نعم.
السائل : يعني تفرم الورق فرما.
الشيخ : نعم.
السائل : بحيث لا تقرأ الكلمات الموجودة، فهل يجوز أن يوضع فيه آيات من القرآن أو ورق يعني من القرآن، لأنّها تفرم الورق فرما؟
الشيخ : أي نعم، الآلة هذه التي تفرم الورق إذا وضعت فيها ورقة مصحف أو ورقة حديث، أو ورقة تتضمّن آية أو حديثا فنتفته ومزّقته حتى لا يوجد اسم الله مثلا، فلا بأس.
السائل : ربّما تظهر بعض الحروف.
الشيخ : لا، هي قسمان، هذه الآلات قسمان:
قسم تجعله شرائح طويلة هذه ربّما يظهر فيها لفظ الجلالة مثلا أو كلمة من آية هذه لا تصلح.
السائل : ما يجوز يعني؟
الشيخ : وبعضها ينتفه حتى يكون كحبّ الأرز لأنّها تقطّعه طولا وعرضا فهذه لا يبقى أيّ حرف فيها، فإذا أردت أن تشتري مثل هذا فاشتر هذا النّوع.
السائل : أمّا الأوّل فلا يجوز؟
الشيخ : الأوّل كما قلت لك: لو استعرضنا هذه الشّرائح ووجدنا فيها لفظ الجلالة أو لفظ الآية فلا بدّ أن من نحرق هذا الذي وجدنا فيه، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : فضيلة الشّيخ عفا الله عنّا وعنك، يوشط في الأنشطة اللاّمنهجيّة في المدارس ما يسمّى بالنّشاط الكشفيّ ولهم رحلات وأنشطة أخرى، وقد قرّروا إقامة مخيّمات في مدينتي جدّة والطّائف لمدّة أسبوع خلال الإجازة، ومَن يذهب إلى هذه المخيّمات من الشّباب لا يقلّ عمره عن ستّة عشر عامًا، ويزعمون أنّ معهم بعض طلاّب العلم، فما حكم مشاركة الشّباب في تلك المخيّمات وتوجيهاتكم إلى أولياء أمورهم من ناحية السّفر، وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : أرى أنّه ينبغي أن تقام مثل هذه المراكز في نفس البلاد، يعني كلّ بلد يقيم له مركزاً من أجل أن يجمعوا الشّباب حوله فلا يحتاجون إلى سفر، ويكونوا عند أهلهم أكثر طمأنينة وأحفظ عن التّسيّب، لأنّ الذين يسافرون إلى بلاد أخرى ربّما يفسح لهم المجال في التّسيّب في أوّل النّهار أو في آخره أو في اللّيل، ولا سيما مثلا في بعض المنتزهات على البحر في جُدّة أو ما أشبه ذلك، فأرى أن يحرص الموجّهون على أن تقام المراكز في بلادهم، لكن من كان كبيراً، عاقلاً محترماً وأراد أن يذهب مع هؤلاء لأجل أن يشارك في التّوجيه والإرشاد فهذا لا بأس به، أمّا أن يذهب شابّ صغير لمجرّد النّزهة فلا أرى هذا وإن كنت لا أقول أنّ هذا حرام لكن أرى أنّ غيره أفضل منه.

السائل : فضيلة الشّيخ إذا أردت أن أبيع السّيّارة بالتّقسيط وأخذت زيادة على قيمتها .
الشيخ : وأخذت؟
السائل : وأخذت زيادة على قيمتها .
الشيخ : شهادة؟
السائل : زيادة.
الشيخ : زيادة نعم.
السائل : وأخذت زيادة على مبلغها نقدا فهل يعتبر هذا ربا، وهل يلزمني أن أنقلها باسمي أو لا؟
الشيخ : إذا كانت السّيّارة عندك وكان المشتري يريد السّيّارة نفسها أو يريد أن يتكسّب بها فهذا لا بأس به ما دامت معلومة والثّمن معلوم حتّى وإن بعتها بأكثر من قيمتها حاضراً، يعني لو كانت حاضرا تساوي خمسين وبعتها بستّين لا بأس، أمّا إذا كانت السّيّارة ليست عنده بأن جاء هذا الرّجل وقال أريد السّيارة الفلانيّة قال: اذهب إلى المعرض واشترِ السّيّارة وأنا أبيعها عليك بعد ذلك بالتّقسيط زائداً عن قيمتها فهذا حرام لا يجوز، لأنّه حيلة على أن يقرضه بفائدة.
وأمّا إذا كانت السّيّارة عنده وجاء إنسان يشتريها لا لغرض السّيّارة ولا لغرض أن يتكسّب بها ولكن لغرض الدّراهم بمعنى: أنّه يشتري السّيّارة ليبيعها ويشتري بيتاً أو ليبيعها ويتزوّج بها أو ما أشبه ذلك، فهذه تسمّى عند العلماء بمسألة " التورّق " ، وهي عند شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من العلماء حرام وعند غيرهم حلال، والذي يظهر لي أنّه إذا احتاج الإنسان حاجة شديدة إلى هذه ولم يجد طريقًا سواها يقضي به حاجته فلا بأس به.
السائل : طيب هل يلزم مثلا أن أنقلها باسمي ، مثلا إذا جاءني وقال أريد سيّارة من عندك، أخذها من عندي، السّيّارة ليست موجودة عندي الآن لكن مثلا أنا أقول له : أنا أشتري مثلا السيارة ليس على قصد أن أعطيك إياها بل أشتريها مثلا أريد ثمنها ؟
الشيخ : لا يصلح هذا لأنّه ما اشتراها إلاّ له، لولا أنّه جاء يقول: أريد السّيّارة الفلانيّة ما اشتراها، وكونه يقول أنا أشتريها وإذا شاء تراجع هذا غير وارد، لأنّ هذا الذي جاء وعيّن السّيّارة لا يمكن يتراجع، ثمّ إذا تراجع بقيت هذا التّراجع نقطة سوداء في معاملته.

السائل : فضيلة الشّيخ شخص حصل له حادث وتوفّي فيه، وقرّر المرور أنّ الخطأ عليه .
الشيخ : من الذي توفّي؟ هو؟
السائل : نعم.
الشيخ : هو نفسه الذي مات؟
السائل : السّائق، وقرّر المرور أنّ الخطأ عليه مائة بالمائة، واشترك معه في هذا الحادث أناس آخرون، أي: سيّارة ثانية ومات منهم شخص واحد، السّؤال: هل على الرّجل الأوّل الذي عليه الخطأ كفّارة وهل يجوز أن يشترك في هذه الكفّارة خمسة أشخاص لأجل أن يقضوها بسرعة، وهل يجوز تأخير الكفّارة إلى الشّتاء؟
الشيخ : نعم، الأوّل الذي كان الخطأ منه مائة بالمائة ومات وكان قبيله أيضا مات، عليه أن يكفّر بعتق رقبة، فإذا كان له مال ووجدت الرّقبة اشتري من ماله رقبة وأُعتقت، فإن لم يكن له مال يكفي في إعتاق الرّقبة، أو لم توجد رقبة فإنّه لا شيء عليه، لأنّ الواجب عليه في مثل هذه الحال الصّيام ولم يتمكّن وقد قال الله تبارك وتعالى: (( لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها )) ولا يصوم عنه أحد في هذه الحالة لأنّه أصلا ما وجب عليه الصّوم إذ لم تكن مدّة يمكنه أن يصوم فيها.
السائل : لا يصوم عنه أحد؟
الشيخ : لا يصوم عنه أحد، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
يوجد في بعض الصّحاري القريبة من القرى قبور في غير المقابر، وأحيانا تكون مسوّرة، فما الحكم في مثل هذه القبور؟
الشيخ : أرى أنّه إذا تيقّن أنّها قبور لأنّه قد يكون هناك شيء يشبه القبر وليس بقبر، لكن إذا تيقّنّا أنّها قبور فالواجب التّشاور مع القاضي والبلديّة، هل الأولى أن تنقل هذه القبور إلى المقابر لأنّه أصون لها وأحفظ لها أو أن تبقى في مكانها، هذا هو.
السائل : طيب يا شيخ هل يلزم أن يدفن الميّت في مقبرة خاصّة يعني لو توفّي أحد في الصّحراء هل يلزم أن يدفن في مقبرة.
الشيخ : الذّهاب به إلى المقبرة أحسن لأنّه أحفظ له، قد يأتي إنسان مثلا ويتملّك هذه الأرض ويحرث فيها ويزرع فوق القبر وهو لا يعلم فكوننا ننقله إلى المقابر أحسن بكثير، نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ نقل أحد الكتّاب عن الإمام الذّهبي في كتاب: *تجريد أسماء الصّحابة*
الشيخ : إيش؟
السائل : نقل أحد الكتّاب عن الإمام الذّهبيّ في كتاب *تجريد أسماء الصّحابة أن عيسى بن مريم عليه السّلام صحابيّ ونبيّ .
الشيخ : نعم.
السائل : كونه صحابيّاً قال لأنّه لقي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسلّم عليه، فالسّؤال هل جميع الأنبياء الذين لقوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يطلق عليهم صحابة وكذلك مؤمنوا الجنّ؟
الشيخ : أرى أنّ هذا من التّكلّف، كوننا نعدّ عيسى بن مريم عليه الصلاة والسّلام من الصّحابة من التّكلّف لأنّ جميع الأنبياء رأوا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وسلّموا عليه، ورآه كثير منهم في ليلة المعراج، والرّسول عرج به بجسده ورآهم حقّا وكلّمهم وكلّموه وسلّم عليهم وسلّموا عليه، فهل نقول إنّ آدم صحابيّ؟ ويحيى صحابيّ؟ وموسى صحابيّ؟ وإبراهيم صحابيّ؟
ثمّ إنّ وصف عيسى عليه السّلام بأنه نبيّ من أولي العزم أفضل من أن نصفه بأنّه صحابيّ، هو في غنى عن أن يوصف بكونه صحابيّا، ولا أدري هذه الدّسيسة من أين جاءت، لأنّ هذا يستلزم أن لا نقول إنّ أبا بكر هو خير هذه الأمّة، وهذا لا شكّ أنّ الرّافضة يحبّونه، يحبّون أن لا يكون أبو بكر خير هذه الأمّة، ونحن نقول: خير هذه الأمّة أبو بكر.
أمّا عيسى بن مريم مثل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في منزلته، وإن كان الرّسول أفضل الرّسل لكنه في منزلة الرّسالة أقوى من منزلة الصّحبة وأفضل، عرفت؟
ولو أردنا أن نقول هكذا لقلنا كلّ من لاقاهم الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ليلة المعراج كلّهم صحابيّون، أرى أنّ هذا من التّنطّع ومن التّكلّف، وقد قال عليّ بن أبي طالب وغيره من الصّحابة: " خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر " ، كان عليّ بن أبي طالب يخطب على المنبر يقول: " خير هذه الأمّة أبو بكر "، وكان ابن عمر يقول فيما صحّ عنه أنّهم: " كانوا يخيّرون في عهد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام خير هذه الأمّة أبو بكر "، هذا في عهد الرّسول! أي نعم، وإلى هنا ينتهي هذا اللّقاء، وإذا رأيتم أن نؤجّل اللّقاءات في أيّام الامتحانات، وفي جزء كبير من الإجازة لأنّ النّاس سيستريحون قليلا، إذا رأيتم هذا فهو جيّد، وأنا إليه أَميَل.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : في الإجازة يأتون الناس من خارج القصيم.
الشيخ : أي نعم، طيب نؤجّلها الأسبوع القادم ثمّ نرى، الأسبوع القادم فيه اختبارات وإلاّ لا؟
السائل : لعله.
الشيخ : هاه؟ طيب ما فيه مانع أنا أحبّ الجلسة هذه ، لكن ما دام مكتملون فهذا يرجع لكم، الله يكتب لنا ولكم الخير.

السائل : سألتك قبل قليل عن مالي أو بعض مالي الذي في البنوك، إلاّ أنّي لا آمن عليها؟
الشيخ : ألم أقل لك ما يخالف؟!
السائل : قلت ما يخالف لكن .
الشيخ : قلت الأفضل سحبه من البنك لكن إذا كنت محتاج وتخاف على مالك فلا بأس.
السائل : يعني تبقى ولو أشكّ أنّ فيها ربا.
الشيخ : لا، أنت لا تأخذ الرّبا.
السائل : أنا ما آخذ.
الشيخ : تعطي عشرة وتأخذ عشرة.
السائل : يأخذون هم عليها.
الشيخ : ما عليك منهم، هذا هو الذي جعلنا نقول: الأفضل أن لا تعطيهم لأنّنا نخشى أن يستثمروها في الرّبا، لكن هل البنوك الآن شغلها كلّه ربا مائة بالمائة؟
إن كان كذلك فلا يجوز إعطاؤها أبدًا لو تفنى في التّراب، لكن نعلم أنّ البنوك لها مقاولات، لها تجارات، وأخذاً وعطاء غير الرّبا، إذ بعض النّاس يقول: إنّها حرام مطلقا لأنّ أموالها كلّها ربا، هي تأخذ هذا وهذا، ومن أجل هذا سهّلنا في الأمر، لو قلنا: إنّ كلّ أعمالها ربا مائة بالمائة لقلنا لك تدفن دراهمك في التّراب وتأكلها الأرض أحبّ إلينا.
السائل : ما آخذ عليها ، ومكتوب على السند : إذا لم يزد دخلك أو ربحك اثنا عشر ريال أو قال دولار أو ريال فراجع من أعطاك الشيك.
الشيخ : هذه ليس فيها شيء.
السائل : ليس فيها شيء؟
الشيخ : يقول لك: لابد!
السائل : يقول: إذا لم يزد ربحك .
الشيخ : هذا الذي يريد الرّبح لا تتعامل معه.

السائل : شيخنا هل يشرع الإتيان بأذكار الصّباح بعد الشّروق وأذكار المساء بعد صلاة العشاء؟
الشيخ : أي نعم، لأنّه لا زال الوقت باقياً.
السائل : يعني يبدأ أذكار الصباح ؟
الشيخ : يعني مثلا لو ارتفعت الشّمس في الضّحى الظاهر أنّ الصّباح انتهى، وفي المساء إلى نصف اللّيل.
السائل : بارك الله فيك.

السائل : شيخنا ما هي مصارف الخمس؟
الشيخ : إيش؟
السائل : مصارف الخمس في الغنيمة؟
الشيخ : ذكر الله تعالى في سورة الأنفال: (( فأنّ لله خمسه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل )).
السائل : والآن ماذا يُفعل بمصرف الله والرّسول؟
الشيخ : هذا يكون في مصالح المسلمين العامّة، كبناء المساجد وإصلاح الطّرق وتسبيل المياه وغير ذلك، وكذلك أيضا أرزاق المؤذنّين وأرزاق الأئمّة، وأرزاق والمعلّمين، وطلبة العلم، المهمّ أنّها تنفق في المصالح العامّة.
السائل : أحسن الله إليكم شيخ.

السائل : شيخنا هل كلّ ما يوجد على الكافر المقتول في أرض المعركة يجوز سلبه؟
أم من الأموال التي توجد عليه ما يردّ إلى الغنائم؟
الشيخ : نعم، لا، ليس كلّ شيء يكون من السّلب، إنّما السّلب ثيابه وسلاحه وما أشبه ذلك، أما راحلته التي هو عليها فهذه تضاف إلى الغنيمة، مثل لو كان قائد دبّابة أو قائد طائرة أو ما أشبه ذلك فهذه تردّ إلى الغنيمة.
السائل : طيب مثل السّاعة يا شيخ والمحفظة التي فيها النّقود؟
الشيخ : أما السّاعة فهي من السّلب، وأمّا النّقود فلا أعلم الآن ماذا تكون.
السائل : بارك الله فيك يا شيخ.