سلسلة لقاء الباب المفتوح-097a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة القارعة .
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الرّابع لهذا العام: عام ستة عشر وأربعمائة وألف، وهو من اللقاءات التي يعبّر عنها بلقاء الباب المفتوح، والذي يتمّ كلّ خميس في كلّ أسبوع وهذا هو يوم الخميس الرّابع والعشرون من شهر محرّم عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نبتدأ هذا اللّقاء بما انتهينا إليه من تفسير جزء النّبأ، حيث انتهينا إلى سورة القارعة.
يقول الله تبارك وتعالى:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(( القارعة * ما القارعة )) الآيات:
البسملة آية من كتاب الله، يؤتى بها في ابتداء كلّ سورة ولا تحسب من آيات السّورة لا في الفاتحة ولا في غيرها على القول الرّاجح من أقوال العلماء، فأوّل آية الفاتحة هي قوله تعالى: (( الحمد لله ربّ العالمين ))، والثانية: (( الرّحمن الرّحيم ))، والثالثة: (( مالك يوم الدّين ))، والرّابعة: (( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ))، والخامسة: (( اهدنا الصّراط المستقيم ))، والسادسة: (( صراط الذين أنعمت عليهم ))، والسابعة: (( غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين )). إلاّ أنّه لم يؤت بها في أوّل سورة براءة نظراً بأنّ ذلك لم يثبت عند الصّحابة رضي الله عنهم عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأشكل عليهم الأمر، هل هي بقيّة سورة الأنفال أم هي سورة مستقلّة ؟ !
فلهذا وضعوا فاصلا دون البسملة.
يقول الله تعالى هنا: (( القارعة * ما القارعة )): القارعة: اسم فاعل من قرع والمراد التي تقرع القلوب وتفزعها وذلك عند النّفخ في الصّور كما قال تعالى: (( ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله )).
فهي تقرع القلوب بعد قرع الأسماع، وهذه القارعة هي قارعة عظيمة لا نظير لها قبل ذلك، وهي من أسماء يوم القيامة كما تسمّى الغاشية، والحاقّة.
وقوله: (( القاررعة * ما القارعة ))، ما: هنا استفهام بمعنى التّعظيم والتّفخيم يعني ما هي القارعة التي ينوّه عنها؟ !
(( وما أدراك ما القارعة )) هذا زيادة في التّفخيم والتّعظيم والتّهويل يعني أيّ شيء أعلمك عن هذه القارعة أي ما أعظمها وما أشدّها ثمّ بيّن متى تكون فقال جلّ وعلا: (( يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث )) أي: أنّها تكون في ذلك الوقت، (( يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث )) الذين يخرجون من قبورهم قال العلماء: يكونون كالفراش المبثوث، والفراش كما تعرفون هو هذه الطّيور الصّغيرة التي تتزاحم عند وجود النّار في اللّيل وهي ضعيفة وتكاد تمشي بدون هدى وتتراكم وربّما لطيشها تقع في النّار وهي لا تدري، فهم يشبهون الفراش في ضعفه وحَيرته وتراكمه وسيره إلى غير هدى، والمبثوث يعني المنتشر، فهو كقوله تعالى: (( يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر )) .
لو تصوّرت هذا المشهد يخرج النّاس من قبورهم على هذا الوجه لتصوّرت أمرا عظيما لا نظير له، هؤلاء العالم من آدم إلى أن تقوم السّاعة كلّهم يخرجون خروج رجل واحد في آن واحد من هذه القبور المبعثرة في مشارق الأرض ومغاربها، ومن غير القبور كالذي ألقي في لجّة البحر وأكلته الحيتان، أو في فلوات الأرض وأكلته السّباع أو ما أشبه ذلك، كلّهم سيخرجون مرّة واحدة يصولون ويجولون في هذه الأرض.
أمّا الجبال وهي تلك الجبال العظيمة الرّاسية الصّلبة فتكون كالعهن المنفوش: العهن: الصّوف، والمنفوش: المبعثر، أو إنّ العهن هو القطن، والمعنى واحد، المهمّ أنّها تكون بعد أن كانت صلبة قويّة راسخة تكون مثل العهن المنفوش: الصّوف أو القطن.
والمنفوش كما قلنا المبعثر سواء نفشته بيدك أو بالمنداف فإنّه يكون خفيفا يتطاير مع أدنى ريح، وقد قال الله تعالى في آية أخرى إنّ الجبال تكون هباء منثورا، وقال جلّ وعلا هنا: (( وتكون الجبال كالعهن المنفوش )).
(( فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * وأمّا من خفّت موازينه فأمّه هاوية * وما أدراك ما هيه * نار حامية )):
قسّم الله تعالى النّاس إلى قسمين:
القسم الأوّل: من ثقلت موازينه وهو الذي رجحت حسناته على سيّئاته.
والثاني: من خفّت موازينه وهو الذي رجحت سيّئاته على حسناته، أو الذي ليس له حسنة أصلا كالكافر.
يقول تعالى: (( فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية )):
العيشة: مأخوذة من العيش وهو الحياة يقال عاش الرّجل زمنا طويلا أي بقي وهو حيّ زمنا طويلا، والعيشة هنا على وزن فِعْلة فهي هيئة وليست مصدرًا، والمصدر الدالّ على الوحدة أن تقول عَيْشة، وأمّا إذا قلت عِيشة فهي فِعلة تدلّ على الهيئة كما قال ابن مالك رحمه الله:
" وفَعْلة لمرّة كجَلْسة *** وفِعلة لهيئة كجِلْسة ".
المعنى أنّه في حياة طيّبة، حياة طيّبة راضية.
وراضية: قيل إنّها اسم فاعل بمعنى اسم المفعول أي: مرضيّة، وقيل: إنّها اسم فاعل من باب النّسبة أي: ذات رضا، وكلا المعنيين واحد، المعنى أنّها عيشة طيّبة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كلّ وجه، وهذا يعني العيش في الجنّة جعلنا الله وإيّاكم من أهلها.
هذا العيش، لا يمسّهم فيها نصب، وما هم منها بمخرجين، لا يحزنون ولا يخافون، في أنعم عيش، وأطيب بال، وأسرف حال، فهي عيشة راضية.
(( وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاوية )):
ومن خفّت موازينه، إمّا أنّه الكافر الذي ليس له أيّ حسنة لأنّ حسنات الكافر يجازى بها في الدّنيا ولا تنفعه في الآخرة، أو إنّه مسلم ولكنّه مسرف على نفسه وسيّئاته أكثر .
(( فأمّه هاوية )): أمّ: هنا بمعنى مقصوده، أي: الذي يقصده الهاوية، والهاوية من أسماء النّار، يعني أنّه مآله إلى نار جهنّم والعياذ بالله، وقيل: إنّ المراد بالأمّ هنا أمّ الدّماغ، والمعنى أنّه يلقى في النّار على أمّ رأسه نسأل الله السّلامة، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين لا يترجّح أحدهما على الآخر ولا يتنافيان، فإنّه يؤخذ بالمعنيين جميعا فيقال:
يرمى في النّار على أمّ رأسه، وأيضًا ليس له مأوى ولا مقصد إلاّ النّار.
(( وما أدراك ما هيه )): هذا من باب التّفخيم والتّعظيم لهذه الهاويه والعياذ بالله، يسأل أتدري ما هي؟!
إنّها لشيء عظيم، إنّها نار حامية، في غاية ما يكون من الحمو وقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّها فضّلت على نار الدّنيا بتسعة وستّين جزءً )، إذا تأمّلت نار الدّنيا كلّها، سواء نار الحطب، أو الورق، أو البوتاغاز، أو أشدّ من ذلك فإنّ نار جهنّم مفضّلة عليها بتسعة وستّين جزءً نسأل الله العافية.
في هذه الآية التّخويف والتّحذير من هذا اليوم، وأنّ النّاس لا يخرجون عن حالين:
إمّا رجل رجحت حسناته، أو رجل رجحت سيّئاته.
وفيها أيضاً دليل على أنّ يوم القيامة فيه موازين، وقد جاء في بعض النّصوص أنّه ميزان فهل هو واحد أو متعدد؟ !
قال بعض أهل العلم: إنّه واحد، وإنّما جمع باعتبار الموزون، لأنّه يوزن فيه الحسنات والسّيّئات، وتوزن فيه حسنات فلان وفلان، وتوزن فيه حسنات الأمّة هذه والأمّة الأخرى فهو مجموع باعتبار الموزون لا باعتبار الميزان وإلاّ فإنّ الميزان واحد.
وقال بعض أهل العلم: إنّها موازين متعدّدة، لكلّ أمّة ميزان ولكلّ عمل ميزان فلهذا جُمعت.
والأظهر والله أعلم أنّه ميزان واحد لكنّه جمع باعتبار الموزون على حسب الأعمال، أو على حسب الأمم، أو على حسب الأفراد.
في هذه الآية دليل على أنّ الإنسان إذا تساوت حسناته وسيّئاته فإنّه قد سكت عنه في هذه الآية، ولكن بيّن الله تعالى في سورة الأعراف أنّهم لا يدخلون النّار وإنّما يحبسون في مكان يقال له: " الأعراف "، وذكر الله تعالى في سورة الأعراف ما يجري بينهم وبين المؤمنين، وأنّهم إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار (( قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين ))، نسأل الله تعالى أن يجعلني وإيّاكم ممّن رجحت حسناته على سيّئاته ويغفر لنا ولكم ويعاملنا بعفوه إنّه على كلّ شيء قدير.
الآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الرّابع لهذا العام: عام ستة عشر وأربعمائة وألف، وهو من اللقاءات التي يعبّر عنها بلقاء الباب المفتوح، والذي يتمّ كلّ خميس في كلّ أسبوع وهذا هو يوم الخميس الرّابع والعشرون من شهر محرّم عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نبتدأ هذا اللّقاء بما انتهينا إليه من تفسير جزء النّبأ، حيث انتهينا إلى سورة القارعة.
يقول الله تبارك وتعالى:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(( القارعة * ما القارعة )) الآيات:
البسملة آية من كتاب الله، يؤتى بها في ابتداء كلّ سورة ولا تحسب من آيات السّورة لا في الفاتحة ولا في غيرها على القول الرّاجح من أقوال العلماء، فأوّل آية الفاتحة هي قوله تعالى: (( الحمد لله ربّ العالمين ))، والثانية: (( الرّحمن الرّحيم ))، والثالثة: (( مالك يوم الدّين ))، والرّابعة: (( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ))، والخامسة: (( اهدنا الصّراط المستقيم ))، والسادسة: (( صراط الذين أنعمت عليهم ))، والسابعة: (( غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين )). إلاّ أنّه لم يؤت بها في أوّل سورة براءة نظراً بأنّ ذلك لم يثبت عند الصّحابة رضي الله عنهم عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأشكل عليهم الأمر، هل هي بقيّة سورة الأنفال أم هي سورة مستقلّة ؟ !
فلهذا وضعوا فاصلا دون البسملة.
يقول الله تعالى هنا: (( القارعة * ما القارعة )): القارعة: اسم فاعل من قرع والمراد التي تقرع القلوب وتفزعها وذلك عند النّفخ في الصّور كما قال تعالى: (( ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّماوات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله )).
فهي تقرع القلوب بعد قرع الأسماع، وهذه القارعة هي قارعة عظيمة لا نظير لها قبل ذلك، وهي من أسماء يوم القيامة كما تسمّى الغاشية، والحاقّة.
وقوله: (( القاررعة * ما القارعة ))، ما: هنا استفهام بمعنى التّعظيم والتّفخيم يعني ما هي القارعة التي ينوّه عنها؟ !
(( وما أدراك ما القارعة )) هذا زيادة في التّفخيم والتّعظيم والتّهويل يعني أيّ شيء أعلمك عن هذه القارعة أي ما أعظمها وما أشدّها ثمّ بيّن متى تكون فقال جلّ وعلا: (( يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث )) أي: أنّها تكون في ذلك الوقت، (( يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث )) الذين يخرجون من قبورهم قال العلماء: يكونون كالفراش المبثوث، والفراش كما تعرفون هو هذه الطّيور الصّغيرة التي تتزاحم عند وجود النّار في اللّيل وهي ضعيفة وتكاد تمشي بدون هدى وتتراكم وربّما لطيشها تقع في النّار وهي لا تدري، فهم يشبهون الفراش في ضعفه وحَيرته وتراكمه وسيره إلى غير هدى، والمبثوث يعني المنتشر، فهو كقوله تعالى: (( يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر )) .
لو تصوّرت هذا المشهد يخرج النّاس من قبورهم على هذا الوجه لتصوّرت أمرا عظيما لا نظير له، هؤلاء العالم من آدم إلى أن تقوم السّاعة كلّهم يخرجون خروج رجل واحد في آن واحد من هذه القبور المبعثرة في مشارق الأرض ومغاربها، ومن غير القبور كالذي ألقي في لجّة البحر وأكلته الحيتان، أو في فلوات الأرض وأكلته السّباع أو ما أشبه ذلك، كلّهم سيخرجون مرّة واحدة يصولون ويجولون في هذه الأرض.
أمّا الجبال وهي تلك الجبال العظيمة الرّاسية الصّلبة فتكون كالعهن المنفوش: العهن: الصّوف، والمنفوش: المبعثر، أو إنّ العهن هو القطن، والمعنى واحد، المهمّ أنّها تكون بعد أن كانت صلبة قويّة راسخة تكون مثل العهن المنفوش: الصّوف أو القطن.
والمنفوش كما قلنا المبعثر سواء نفشته بيدك أو بالمنداف فإنّه يكون خفيفا يتطاير مع أدنى ريح، وقد قال الله تعالى في آية أخرى إنّ الجبال تكون هباء منثورا، وقال جلّ وعلا هنا: (( وتكون الجبال كالعهن المنفوش )).
(( فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * وأمّا من خفّت موازينه فأمّه هاوية * وما أدراك ما هيه * نار حامية )):
قسّم الله تعالى النّاس إلى قسمين:
القسم الأوّل: من ثقلت موازينه وهو الذي رجحت حسناته على سيّئاته.
والثاني: من خفّت موازينه وهو الذي رجحت سيّئاته على حسناته، أو الذي ليس له حسنة أصلا كالكافر.
يقول تعالى: (( فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية )):
العيشة: مأخوذة من العيش وهو الحياة يقال عاش الرّجل زمنا طويلا أي بقي وهو حيّ زمنا طويلا، والعيشة هنا على وزن فِعْلة فهي هيئة وليست مصدرًا، والمصدر الدالّ على الوحدة أن تقول عَيْشة، وأمّا إذا قلت عِيشة فهي فِعلة تدلّ على الهيئة كما قال ابن مالك رحمه الله:
" وفَعْلة لمرّة كجَلْسة *** وفِعلة لهيئة كجِلْسة ".
المعنى أنّه في حياة طيّبة، حياة طيّبة راضية.
وراضية: قيل إنّها اسم فاعل بمعنى اسم المفعول أي: مرضيّة، وقيل: إنّها اسم فاعل من باب النّسبة أي: ذات رضا، وكلا المعنيين واحد، المعنى أنّها عيشة طيّبة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كلّ وجه، وهذا يعني العيش في الجنّة جعلنا الله وإيّاكم من أهلها.
هذا العيش، لا يمسّهم فيها نصب، وما هم منها بمخرجين، لا يحزنون ولا يخافون، في أنعم عيش، وأطيب بال، وأسرف حال، فهي عيشة راضية.
(( وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاوية )):
ومن خفّت موازينه، إمّا أنّه الكافر الذي ليس له أيّ حسنة لأنّ حسنات الكافر يجازى بها في الدّنيا ولا تنفعه في الآخرة، أو إنّه مسلم ولكنّه مسرف على نفسه وسيّئاته أكثر .
(( فأمّه هاوية )): أمّ: هنا بمعنى مقصوده، أي: الذي يقصده الهاوية، والهاوية من أسماء النّار، يعني أنّه مآله إلى نار جهنّم والعياذ بالله، وقيل: إنّ المراد بالأمّ هنا أمّ الدّماغ، والمعنى أنّه يلقى في النّار على أمّ رأسه نسأل الله السّلامة، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين لا يترجّح أحدهما على الآخر ولا يتنافيان، فإنّه يؤخذ بالمعنيين جميعا فيقال:
يرمى في النّار على أمّ رأسه، وأيضًا ليس له مأوى ولا مقصد إلاّ النّار.
(( وما أدراك ما هيه )): هذا من باب التّفخيم والتّعظيم لهذه الهاويه والعياذ بالله، يسأل أتدري ما هي؟!
إنّها لشيء عظيم، إنّها نار حامية، في غاية ما يكون من الحمو وقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّها فضّلت على نار الدّنيا بتسعة وستّين جزءً )، إذا تأمّلت نار الدّنيا كلّها، سواء نار الحطب، أو الورق، أو البوتاغاز، أو أشدّ من ذلك فإنّ نار جهنّم مفضّلة عليها بتسعة وستّين جزءً نسأل الله العافية.
في هذه الآية التّخويف والتّحذير من هذا اليوم، وأنّ النّاس لا يخرجون عن حالين:
إمّا رجل رجحت حسناته، أو رجل رجحت سيّئاته.
وفيها أيضاً دليل على أنّ يوم القيامة فيه موازين، وقد جاء في بعض النّصوص أنّه ميزان فهل هو واحد أو متعدد؟ !
قال بعض أهل العلم: إنّه واحد، وإنّما جمع باعتبار الموزون، لأنّه يوزن فيه الحسنات والسّيّئات، وتوزن فيه حسنات فلان وفلان، وتوزن فيه حسنات الأمّة هذه والأمّة الأخرى فهو مجموع باعتبار الموزون لا باعتبار الميزان وإلاّ فإنّ الميزان واحد.
وقال بعض أهل العلم: إنّها موازين متعدّدة، لكلّ أمّة ميزان ولكلّ عمل ميزان فلهذا جُمعت.
والأظهر والله أعلم أنّه ميزان واحد لكنّه جمع باعتبار الموزون على حسب الأعمال، أو على حسب الأمم، أو على حسب الأفراد.
في هذه الآية دليل على أنّ الإنسان إذا تساوت حسناته وسيّئاته فإنّه قد سكت عنه في هذه الآية، ولكن بيّن الله تعالى في سورة الأعراف أنّهم لا يدخلون النّار وإنّما يحبسون في مكان يقال له: " الأعراف "، وذكر الله تعالى في سورة الأعراف ما يجري بينهم وبين المؤمنين، وأنّهم إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار (( قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين ))، نسأل الله تعالى أن يجعلني وإيّاكم ممّن رجحت حسناته على سيّئاته ويغفر لنا ولكم ويعاملنا بعفوه إنّه على كلّ شيء قدير.
الآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
هل في الزيوت والسكر والتوابل وبذور الأعلاف زكاة ؟ وما نصابها ؟
السائل : عفا الله عنك هل في الزيوت والسكر والتوابل وبذور الأعلاف زكاة؟ وإذا كان فما دليل ذلك وما نصابه؟
الشيخ : نعم، اختلف العلماء -رحمهم الله- في الحبوب التي لا تؤكل ولا تكون قوتا هل فيها زكاة أو لا، فمنهم من قال: أنّ فيها الزّكاة لعموم قول الله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض )).
ومنهم من قال: نّها لا تجب فيها الزّكاة وهذا هو الأقرب أنّ الزّكاة لا تجب إلاّ في المطعوم، الذي يكال ويدّخر، وعلى هذا فلا تجب الزّكاة في هذه البذور لأنّها ليست مطعومة مدّخرة وهذا القول هو الأرجح، والأصل براءة الذّمّة حتى يقوم دليل على الوجوب.
السائل : ما الذي أخرج عموم الخارج من الأرض؟
الشيخ : أخرجه قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( ليس فيما دون خمسة أوسقٍ من ثمر ولا حبّ صدقة ).
وهذا الذي يوسق في العادة هو الذي يطعم ويدّخر.
الشيخ : نعم، اختلف العلماء -رحمهم الله- في الحبوب التي لا تؤكل ولا تكون قوتا هل فيها زكاة أو لا، فمنهم من قال: أنّ فيها الزّكاة لعموم قول الله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا أنفقوا من طيّبات ما كسبتم وممّا أخرجنا لكم من الأرض )).
ومنهم من قال: نّها لا تجب فيها الزّكاة وهذا هو الأقرب أنّ الزّكاة لا تجب إلاّ في المطعوم، الذي يكال ويدّخر، وعلى هذا فلا تجب الزّكاة في هذه البذور لأنّها ليست مطعومة مدّخرة وهذا القول هو الأرجح، والأصل براءة الذّمّة حتى يقوم دليل على الوجوب.
السائل : ما الذي أخرج عموم الخارج من الأرض؟
الشيخ : أخرجه قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( ليس فيما دون خمسة أوسقٍ من ثمر ولا حبّ صدقة ).
وهذا الذي يوسق في العادة هو الذي يطعم ويدّخر.
هل يجوز للإنسان أن يستمع للقرآن وهو منشغل بالأكل.؟
السائل : فضيلة الشّيخ ما حكم من يسمع القرآن وهو يأكل إمّا في البيت أو في السّيّارة؟
الشيخ : وهو يأكل؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا حرج أن يستمع الإنسان إلى القرآن وهو مشتغل بالأكل لأنّ ذلك لا يمنعه من الاستماع، أمّا لو كان العمل يستدعي حضور القلب والفكر ويلهيه عن استماع القرآن فالأولى أن لا يستمع، إذ لو كان يعمل عمل مهنة، مثلا يصلِّح سيّارة أو يصلح أشياء تحتاج إلى أن يكون الذّهن مرتبطا بهذا العمل فهنا نقول الأولى أن لا يستمع إلى القرآن لأنّه حينئذ غافل عنه.
السائل : بالنّسبة للمحاضرات يا شيخ؟
الشيخ : محاضرات إيش؟
السائل : محاضرات علم أو نحوها؟
الشيخ : وهو يقرأ يعني؟
السائل : لا، وهو يأكل أو يشرب ويستمع.
الشيخ : لا باس ما فيه مانع، الذي غير القرآن أمره أخفّ.
الشيخ : وهو يأكل؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا حرج أن يستمع الإنسان إلى القرآن وهو مشتغل بالأكل لأنّ ذلك لا يمنعه من الاستماع، أمّا لو كان العمل يستدعي حضور القلب والفكر ويلهيه عن استماع القرآن فالأولى أن لا يستمع، إذ لو كان يعمل عمل مهنة، مثلا يصلِّح سيّارة أو يصلح أشياء تحتاج إلى أن يكون الذّهن مرتبطا بهذا العمل فهنا نقول الأولى أن لا يستمع إلى القرآن لأنّه حينئذ غافل عنه.
السائل : بالنّسبة للمحاضرات يا شيخ؟
الشيخ : محاضرات إيش؟
السائل : محاضرات علم أو نحوها؟
الشيخ : وهو يقرأ يعني؟
السائل : لا، وهو يأكل أو يشرب ويستمع.
الشيخ : لا باس ما فيه مانع، الذي غير القرآن أمره أخفّ.
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
ما معنى قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )؟
الشيخ : معناه لا يكمل إيمان العبد حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه من الخير الدّيني والدّنيوي، وفي هذا الحديث تحذير من الحسد، الذي هو كراهة ما أنعم الله به على غيرك، لأنّ الحسد من خصال اليهود، وبهذا عَرفت أنّه ليس المعنى أنّه ليس له إيمان إطلاقًا، بل المعنى لا يكمل إيمانه، نعم.
ما معنى قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )؟
الشيخ : معناه لا يكمل إيمان العبد حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه من الخير الدّيني والدّنيوي، وفي هذا الحديث تحذير من الحسد، الذي هو كراهة ما أنعم الله به على غيرك، لأنّ الحسد من خصال اليهود، وبهذا عَرفت أنّه ليس المعنى أنّه ليس له إيمان إطلاقًا، بل المعنى لا يكمل إيمانه، نعم.
رجل سجل اسمه بالبنك ليقوم بالبناء وبعد سنوات عدل وباع اسمه فما الحكم .؟
الشيخ : نعم.
السائل : رجل سجّل اسمه في البنك ليقوم بالبناء وبعد سنوات عدل وباع اسمه فما حكم هذا العمل؟
الشيخ : إذا تقدّم الإنسان إلى البنك العقاري لبناء بيت له فإنّه لا يجوز أن يتحوّل عن هذا الطلب إلاّ بموافقة البنك، لأنّه لو فتح الباب لتلاعب النّاس بهذا فيقال لهذا الرّجل إن كنت استغنيت الآن عن البناء أو عدلت عن رأيك فاذهب إلى البنك وقل: الغوا اسمي، وإن كنت محتاجا فاستعن بالله وكمّل المسيرة.
السائل : لا يجوز بيعه؟
الشيخ : لا، لا يجوز بيعه لأنّك ليس لك إلاّ حقّ الإنتفاع فقط فإن انتفعت بما قيّدت به اسمك وإلاّ اتركه.
السائل : رجل سجّل اسمه في البنك ليقوم بالبناء وبعد سنوات عدل وباع اسمه فما حكم هذا العمل؟
الشيخ : إذا تقدّم الإنسان إلى البنك العقاري لبناء بيت له فإنّه لا يجوز أن يتحوّل عن هذا الطلب إلاّ بموافقة البنك، لأنّه لو فتح الباب لتلاعب النّاس بهذا فيقال لهذا الرّجل إن كنت استغنيت الآن عن البناء أو عدلت عن رأيك فاذهب إلى البنك وقل: الغوا اسمي، وإن كنت محتاجا فاستعن بالله وكمّل المسيرة.
السائل : لا يجوز بيعه؟
الشيخ : لا، لا يجوز بيعه لأنّك ليس لك إلاّ حقّ الإنتفاع فقط فإن انتفعت بما قيّدت به اسمك وإلاّ اتركه.
كم صفة للأذكار بعد الصلاة ؟ وما يختص بالمغرب والفجر .؟
السائل : كم صفة للأذكار بعد الصّلاة يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : وما يختصّ بصلاة المغرب والفجر؟
الشيخ : الأذكار بعد الصّلوات أوّل ذكر أن تستغفر الله ثلاثا: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثمّ تقول: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
ثمّ تقول: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ثلاث مرات، إلاّ في المغرب والفجر فتقولها عشر مرّات، وتزيد فيها: يحيي ويميت.
ثمّ تسبّح، والتّسبيح له أربع صفات:
الصّفة الأولى: أن تقول سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرّات، والله أكبر عشر مرّات.
والصّفة الثانية أن تقول: سبحان الله ثلاثا وثلاثين، والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والله أكبر أربعا وثلاثين.
والصّفة الثالثة أن تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثا وثلاثين، ثمّ تقول لإتمام المائة: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير.
الصّفة الرّابعة أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر خمسًا وعشرين مرّة.
فصار ثلاث منها تكمّل المائة، وواحد لا تكمّل المائة ما تقول إلاّ ثلاثين، سبحان الله عشراً، الحمد لله عشراً، الله أكبر عشراً.
السائل : خمسة وعشرين كل واحدة؟
الشيخ : نعم؟
السائل : خمسة وعشرين كلّ واحدة.
الشيخ : كيف؟
السائل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر.
الشيخ : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر خمسا وعشرين مرّة.
السائل : كلّ واحدة وإلاّ كلهم ؟
الشيخ : كلّهم خمسة وعشرين والمجموع مائة، نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : وما يختصّ بصلاة المغرب والفجر؟
الشيخ : الأذكار بعد الصّلوات أوّل ذكر أن تستغفر الله ثلاثا: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثمّ تقول: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
ثمّ تقول: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ثلاث مرات، إلاّ في المغرب والفجر فتقولها عشر مرّات، وتزيد فيها: يحيي ويميت.
ثمّ تسبّح، والتّسبيح له أربع صفات:
الصّفة الأولى: أن تقول سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرّات، والله أكبر عشر مرّات.
والصّفة الثانية أن تقول: سبحان الله ثلاثا وثلاثين، والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والله أكبر أربعا وثلاثين.
والصّفة الثالثة أن تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثا وثلاثين، ثمّ تقول لإتمام المائة: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير.
الصّفة الرّابعة أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر خمسًا وعشرين مرّة.
فصار ثلاث منها تكمّل المائة، وواحد لا تكمّل المائة ما تقول إلاّ ثلاثين، سبحان الله عشراً، الحمد لله عشراً، الله أكبر عشراً.
السائل : خمسة وعشرين كل واحدة؟
الشيخ : نعم؟
السائل : خمسة وعشرين كلّ واحدة.
الشيخ : كيف؟
السائل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر.
الشيخ : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر خمسا وعشرين مرّة.
السائل : كلّ واحدة وإلاّ كلهم ؟
الشيخ : كلّهم خمسة وعشرين والمجموع مائة، نعم.
رجل قال لزوجته إن لم تسقطي ما في بطنك فأنت طالق فما الحكم والحمل عمره ثلاثة أشهر.؟
السائل : جاءني سؤال من أخ مصري أنّه قال لزوجته إذا لم تسقطي ما في بطنك فأنت طالق، وكانت حامل من ثلاثة إلى أربعة أشهر، فهل يقع الطّلاق أو لا يقع ؟
الشيخ : أوّلا: نقول لهذا الزّوج إنّه أخطأ حيث أراد من زوجته أن تضع حملها وليس له الحقّ في إجبارها على ذلك، ثمّ إنّه إذا بلغ إلى هذه المدّة ثلاثة أو أربعة شهور لا يجوز إسقاطه إلاّ لضرر محقّق.
وليعلم أنّ إسقاط الجنين إن كان بعد نفخ الرّوح فيه فإنّه لا يجوز إسقاطه بأيّ حال من الأحوال .
السائل : الذي هو ثلاثة شهور؟
الشيخ : دقيقة، إن كان بعد نفخ الرّوح فيه فإنّه لا يجوز إسقاطه بأيّ حال من الأحوال، لأنّه قد نفخت فيه الرّوح، وإسقاطه يؤدّي إلى قتله وهلاكه، حتى لو قيل إنّ الأمّ إن لم يسقط عنها هذا الحمل ماتت نقول: ولتمت لأنّها إذا ماتت ماتت بفعل من؟
السائل : بفعل الله.
الشيخ : بفعل الله، لكن لو أسقطنا الحمل ومات بذلك فقد مات بفعلنا، ومن المعلوم أنّه لا يجوز إماتة شخص لإحياء شخص آخر، واضح هذا؟
الحال الثانية: قبل أن تنفخ فيه الرّوح، لا شكّ أنّه يختلف بحسب بلوغ الجنين، فهو أوّل ما يكون نطفة أهون، ثمّ إذا كان علقة صار إسقاطه أشدّ، ثمّ إذا كان مضغة صار إسقاطه أشدّ فهذا حكم إسقاط الجنين.
فنقول لهذا الزّوج: إنّك أخطأت بعملك هذا كونك ترغم امرأتك على إسقاط الجنين، ونقول للزّوجة: ليس عليك أن تضعي الحمل بل لك أن تعصي هذا الزّوج، وإذا لم تضعه فهل يقع عليها الطّلاق أو لا؟
هذا يرجع إلى نيّة الزّوج، إذا كان نيّته بهذا الكلام منعها وتأكيد منعها من إبقاء الحمل في بطنها فإنّها لا تطلق ،وأمّا إذا كان قصده الطّلاق فإنّها تطلق.
السائل : مع العلم أنّ هذه هي الطلّقة الثالثة.
الشيخ : إيش؟
السائل : الطّلقة الثالثة لها.
الشيخ : سواء الثّالثة، ولاّ الثّانية، ولاّ الأولى، الحكم واحد، إن كان ناويا الطّلاق فهي تطلق.
الشيخ : أوّلا: نقول لهذا الزّوج إنّه أخطأ حيث أراد من زوجته أن تضع حملها وليس له الحقّ في إجبارها على ذلك، ثمّ إنّه إذا بلغ إلى هذه المدّة ثلاثة أو أربعة شهور لا يجوز إسقاطه إلاّ لضرر محقّق.
وليعلم أنّ إسقاط الجنين إن كان بعد نفخ الرّوح فيه فإنّه لا يجوز إسقاطه بأيّ حال من الأحوال .
السائل : الذي هو ثلاثة شهور؟
الشيخ : دقيقة، إن كان بعد نفخ الرّوح فيه فإنّه لا يجوز إسقاطه بأيّ حال من الأحوال، لأنّه قد نفخت فيه الرّوح، وإسقاطه يؤدّي إلى قتله وهلاكه، حتى لو قيل إنّ الأمّ إن لم يسقط عنها هذا الحمل ماتت نقول: ولتمت لأنّها إذا ماتت ماتت بفعل من؟
السائل : بفعل الله.
الشيخ : بفعل الله، لكن لو أسقطنا الحمل ومات بذلك فقد مات بفعلنا، ومن المعلوم أنّه لا يجوز إماتة شخص لإحياء شخص آخر، واضح هذا؟
الحال الثانية: قبل أن تنفخ فيه الرّوح، لا شكّ أنّه يختلف بحسب بلوغ الجنين، فهو أوّل ما يكون نطفة أهون، ثمّ إذا كان علقة صار إسقاطه أشدّ، ثمّ إذا كان مضغة صار إسقاطه أشدّ فهذا حكم إسقاط الجنين.
فنقول لهذا الزّوج: إنّك أخطأت بعملك هذا كونك ترغم امرأتك على إسقاط الجنين، ونقول للزّوجة: ليس عليك أن تضعي الحمل بل لك أن تعصي هذا الزّوج، وإذا لم تضعه فهل يقع عليها الطّلاق أو لا؟
هذا يرجع إلى نيّة الزّوج، إذا كان نيّته بهذا الكلام منعها وتأكيد منعها من إبقاء الحمل في بطنها فإنّها لا تطلق ،وأمّا إذا كان قصده الطّلاق فإنّها تطلق.
السائل : مع العلم أنّ هذه هي الطلّقة الثالثة.
الشيخ : إيش؟
السائل : الطّلقة الثالثة لها.
الشيخ : سواء الثّالثة، ولاّ الثّانية، ولاّ الأولى، الحكم واحد، إن كان ناويا الطّلاق فهي تطلق.
ما قولكم فمن لا يسلم على إخوانه المصلين لإدعائه بأن عقيدتهم فاسدة .؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك، ما هي نصيحتكم لمن يصلّي مع إخوة له في المسجد ولا يسلّم عليهم بحجّة أنّ عقيدتهم فاسدة؟
الشيخ : هاه؟
السائل : لا يسلّم عليهم بحجّة أنّ عقيدتهم فاسدة.
الشيخ : وهو عقيدته؟
السائل : صحيحة يعني على حسب زعمه.
الشيخ : لا يسلّم عليهم حتى في الصّلاة؟ يعني لا يقول السّلام عليكم ورحمة الله.
السائل : بعد الصّلاة يعني لا يسلّم وإذا نصحته وقلت له !
الشيخ : يعني إذا قرأ التّحيّات وقام ولم يسلّم؟
السائل : لا، يسلّم عليهم.
الشيخ : يعني يسلّم في الصّلاة.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن لا يلتفت؟
السائل : لا.
الشيخ : هاه؟
السائل : بعد الصّلاة لا يسلّم عليهم أساساً حتى يعني داخل المسجد، يعني هم واحد باكستاني وواحد هندي بحجّة أنّ عقيدتهم فاسدة.
الشيخ : على كلّ حال السّلام كما تعلم سنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : السّلام في غير سلام الصّلاة سنّة، إن شاء سلّم وإن شاء لم يسلّم، لكنّنا نرى أنّ هذا الإمام ما دام إماماً، فالذي ينبغي أن يتألّف هؤلاء وأن يعلّمهم العقيدة الصّحيحة لأنّهم جهّال، غالب هؤلاء العمّال الذين يأتون إلينا عاشوا في بلد عندهم بعض الإنحراف ولا يعلمون ومن حقّهم علينا أن نعلّمهم وأن ندعوهم للسّنّة، فنشير على هذا الرّجل أن يسلّم إذا دخل وأن يتألّفهم وأن يعلّمهم إما في كلّ فرض وإمّا في الفرض الذي يكونون فيه غير مشغولين.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : نعم.
الشيخ : هاه؟
السائل : لا يسلّم عليهم بحجّة أنّ عقيدتهم فاسدة.
الشيخ : وهو عقيدته؟
السائل : صحيحة يعني على حسب زعمه.
الشيخ : لا يسلّم عليهم حتى في الصّلاة؟ يعني لا يقول السّلام عليكم ورحمة الله.
السائل : بعد الصّلاة يعني لا يسلّم وإذا نصحته وقلت له !
الشيخ : يعني إذا قرأ التّحيّات وقام ولم يسلّم؟
السائل : لا، يسلّم عليهم.
الشيخ : يعني يسلّم في الصّلاة.
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن لا يلتفت؟
السائل : لا.
الشيخ : هاه؟
السائل : بعد الصّلاة لا يسلّم عليهم أساساً حتى يعني داخل المسجد، يعني هم واحد باكستاني وواحد هندي بحجّة أنّ عقيدتهم فاسدة.
الشيخ : على كلّ حال السّلام كما تعلم سنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : السّلام في غير سلام الصّلاة سنّة، إن شاء سلّم وإن شاء لم يسلّم، لكنّنا نرى أنّ هذا الإمام ما دام إماماً، فالذي ينبغي أن يتألّف هؤلاء وأن يعلّمهم العقيدة الصّحيحة لأنّهم جهّال، غالب هؤلاء العمّال الذين يأتون إلينا عاشوا في بلد عندهم بعض الإنحراف ولا يعلمون ومن حقّهم علينا أن نعلّمهم وأن ندعوهم للسّنّة، فنشير على هذا الرّجل أن يسلّم إذا دخل وأن يتألّفهم وأن يعلّمهم إما في كلّ فرض وإمّا في الفرض الذي يكونون فيه غير مشغولين.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : نعم.
ما صحة القول بأن علياً لم يبايع أبا بكر رضي الله عنه إلا بعد مضي ستة أشهر من خلافته وبعد موت فاطمة ؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ ذكر بعض المؤرّخين أنّ عليّا رضي الله عنه لم يبايع أبا بكر بالخلافة إلاّ بعد مضيّ ستّة أشهر من خلافته وبعد وفاة فاطمة بنت محمّد رضي الله عنها، فما مدى صحّة هذا القول، أو أن له توجيهًا؟
الشيخ : نعم، أوّلا: إنّ هذا القول لا يصحّ وقد قيل إنّ عليّ بن أبي طالب إنّه بايع أبا بكر من يومه ولكنّه أسرّ ذلك عن فاطمة، لأنّ فاطمة رضي الله عنها صار في قلبها شيء على أبي بكر رضي الله عنه حين منعها من ميراث أبيها صلوات الله وسلامه عليه.
وقوله هو الحقّ، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورث )، لكن تعرف النّساء، وربّما يكون هناك أحد مِن الأعداء يملأ قلبها غيظا على أبي بكر رضي الله عنه، ولا أدري إن كنت نسيت أنّها رضي الله عنها بايعت في آخر الأمر، لكن عليّا بايع لا شكّ مع النّاس، إنّما غاية ما هنالك أنّه أسرّ عن فاطمة رضي الله عنها، نعم.
فضيلة الشّيخ ذكر بعض المؤرّخين أنّ عليّا رضي الله عنه لم يبايع أبا بكر بالخلافة إلاّ بعد مضيّ ستّة أشهر من خلافته وبعد وفاة فاطمة بنت محمّد رضي الله عنها، فما مدى صحّة هذا القول، أو أن له توجيهًا؟
الشيخ : نعم، أوّلا: إنّ هذا القول لا يصحّ وقد قيل إنّ عليّ بن أبي طالب إنّه بايع أبا بكر من يومه ولكنّه أسرّ ذلك عن فاطمة، لأنّ فاطمة رضي الله عنها صار في قلبها شيء على أبي بكر رضي الله عنه حين منعها من ميراث أبيها صلوات الله وسلامه عليه.
وقوله هو الحقّ، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورث )، لكن تعرف النّساء، وربّما يكون هناك أحد مِن الأعداء يملأ قلبها غيظا على أبي بكر رضي الله عنه، ولا أدري إن كنت نسيت أنّها رضي الله عنها بايعت في آخر الأمر، لكن عليّا بايع لا شكّ مع النّاس، إنّما غاية ما هنالك أنّه أسرّ عن فاطمة رضي الله عنها، نعم.
9 - ما صحة القول بأن علياً لم يبايع أبا بكر رضي الله عنه إلا بعد مضي ستة أشهر من خلافته وبعد موت فاطمة ؟ أستمع حفظ
ما حكم الوضوء إذا اكتشف الإنسان بعد وضوئه وجود لاصق على يده مانع للماء ؟
السائل : فضيلة الشيخ إذا توضّأ الإنسان ثمّ وجد بعد الوضوء أنّ على رجله أو يده لاصق بمقدار الظُفُر بحيث يجزم أنّ الماء لم يصل سواء قبل الصّلاة أو بعدها فما الحكم؟
الشيخ : نعم، إن تيقّن أنّ هذا اللاّصق كان قبل الوضوء فوضوؤه لم يصحّ، لقول الله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) وما تحت هذا اللاّصق لم يغسل فيكون الوضوء غير صحيح، وأمّا إذا أشكل عليه هل حدث هذا قبل الوضوء أو بعده فوضوؤه صحيح ولا تلزمه الإعادة، لأنّ الأصل عدم وجوده، نعم.
السائل : هل يعيد الصّلاة؟
الشيخ : إذا كان قد تيقّن أنّه قبل الوضوء فإنّه يزيله ويتوضّأ ويعيد الصّلاة، نعم.
الشيخ : نعم، إن تيقّن أنّ هذا اللاّصق كان قبل الوضوء فوضوؤه لم يصحّ، لقول الله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) وما تحت هذا اللاّصق لم يغسل فيكون الوضوء غير صحيح، وأمّا إذا أشكل عليه هل حدث هذا قبل الوضوء أو بعده فوضوؤه صحيح ولا تلزمه الإعادة، لأنّ الأصل عدم وجوده، نعم.
السائل : هل يعيد الصّلاة؟
الشيخ : إذا كان قد تيقّن أنّه قبل الوضوء فإنّه يزيله ويتوضّأ ويعيد الصّلاة، نعم.
ما نصيحتكم لمن يضيع وقته في المجالس بالكلام على العلماء أو الأمراء أو الجماعات الإسلامية .؟
السائل : فضيلة الشّيخ بارك الله يكم ما رأيكم في كثير من الشّباب الذين إذا اجتمعوا في مجلس من المجالس يقضون جلّ وقتهم في الكلام على ولاة أمور المسلمين، أو الدّعاة، أو العلماء، أو الجماعات الإسلاميّة، ويرون أنّه من باب النّصح، أو من باب التّحذير من أخطاءهم أو نحو ذلك؟
الشيخ : أرى أنّ هؤلاء أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة، واشتغلوا عمّا هو مهمّ بما ليس فيه فائدة أيضا بل فيه مضرّة خصوصاً الكلام فيما يتعلّق بأهل العلم والأمراء لما في ذلك من الضّرر العظيم على الأمّة لأنّ الكلام على العلماء بالغيبة يهوّن قدرهم في نفوس النّاس، وإذا هان قدر العلماء في نفوس النّاس صار قبولهم لما يقول هؤلاء العلماء ضعيفاً فاختلّت بذلك الشّريعة، وأمّا الأمراء فنقول أيضاً: أنّهم إذا تُكُلّم فيهم بالغيبة والسّبّ والشّتم وذكر المساوئ والإعراض عن المحاسن فإنّه يؤدّي إلى كراهة النّاس لهم وعدم انصياعهم لأمرهم وإلى الفوضى والتّفرّق بين الأمّة، والوزر على هؤلاء إن حصل شيء من ذلك، ثمّ نقول لهؤلاء: هل كلامكم هذا يؤدّي إلى الإصلاح؟
سيكون الجواب: لا، لا يؤدّي إلى الإصلاح بل يزيد الشّرّ شرّاً، نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ ذكر أحد !
الشيخ : من هنا لكن من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : نعم.
السائل : السّؤال فيه شيء من الطّول، أحد الكتّاب في أحد المجلاّت ذكر نظريّة علميّة بيولوجيّة قال: إن الأرض تتكوّن من قشرة ولبّ، والقشرة تخالف حركة اللّبّ، وفي وقتنا هذا اللّبّ يتّجه من الشّرق إلى الغرب، والقشرة تتّجه من الغرب إلى الشّرق، فتطلع الشّمس من المشرق ثمّ بعد ذلك يقول: يحصل تباطؤ من اللّبّ مع القشرة حتى يأتي إلى فترة استقرار، ثمّ بعد ذلك يحصل تعاكس في الإتّجاه بين القشرة واللّبّ، فالقشرة تتجّه من الشرق إلى الغرب واللّبّ بالعكس ثمّ يحصل تباطؤ والتّباطؤ هذا يحصل فيه اليوم الذي فيه التسارع قد يكون عشر ساعات، والتّباطؤ قد يكون خمسين ساعة .
الشيخ : إيش؟
السائل : تباطؤ القشرة عن اللّبّ يكون اليوم خمسين ساعة، لأنّ مسألة الإحتكاك بين القشرة واللّبّ فيطول اليوم في دوران الأرض، ثمّ بعد ذلك يستدلّ ويقول: قصّة ذي القرنين قال أنّها كانت تلك الفترة هي فترة استقرار بين القشرة واللّبّ فذي القرنين بلغ مغرب الشّمس ومطلعها، فنصف الكرة الأرضيّة كان في ضوء كامل: (( لم نجعل لهم من دونها سترا )) والآخر كانوا في ظلام وكانوا لا يفقهون قولا ليس عندهم إضاءة الشّمس، ثمّ قال نجعل ذلك بين علمائنا وما هي إلاّ قابلة للأخذ والرّدّ، فما رأيكم؟
الشيخ : أرى أنّ هؤلاء أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة، واشتغلوا عمّا هو مهمّ بما ليس فيه فائدة أيضا بل فيه مضرّة خصوصاً الكلام فيما يتعلّق بأهل العلم والأمراء لما في ذلك من الضّرر العظيم على الأمّة لأنّ الكلام على العلماء بالغيبة يهوّن قدرهم في نفوس النّاس، وإذا هان قدر العلماء في نفوس النّاس صار قبولهم لما يقول هؤلاء العلماء ضعيفاً فاختلّت بذلك الشّريعة، وأمّا الأمراء فنقول أيضاً: أنّهم إذا تُكُلّم فيهم بالغيبة والسّبّ والشّتم وذكر المساوئ والإعراض عن المحاسن فإنّه يؤدّي إلى كراهة النّاس لهم وعدم انصياعهم لأمرهم وإلى الفوضى والتّفرّق بين الأمّة، والوزر على هؤلاء إن حصل شيء من ذلك، ثمّ نقول لهؤلاء: هل كلامكم هذا يؤدّي إلى الإصلاح؟
سيكون الجواب: لا، لا يؤدّي إلى الإصلاح بل يزيد الشّرّ شرّاً، نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ ذكر أحد !
الشيخ : من هنا لكن من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : نعم.
السائل : السّؤال فيه شيء من الطّول، أحد الكتّاب في أحد المجلاّت ذكر نظريّة علميّة بيولوجيّة قال: إن الأرض تتكوّن من قشرة ولبّ، والقشرة تخالف حركة اللّبّ، وفي وقتنا هذا اللّبّ يتّجه من الشّرق إلى الغرب، والقشرة تتّجه من الغرب إلى الشّرق، فتطلع الشّمس من المشرق ثمّ بعد ذلك يقول: يحصل تباطؤ من اللّبّ مع القشرة حتى يأتي إلى فترة استقرار، ثمّ بعد ذلك يحصل تعاكس في الإتّجاه بين القشرة واللّبّ، فالقشرة تتجّه من الشرق إلى الغرب واللّبّ بالعكس ثمّ يحصل تباطؤ والتّباطؤ هذا يحصل فيه اليوم الذي فيه التسارع قد يكون عشر ساعات، والتّباطؤ قد يكون خمسين ساعة .
الشيخ : إيش؟
السائل : تباطؤ القشرة عن اللّبّ يكون اليوم خمسين ساعة، لأنّ مسألة الإحتكاك بين القشرة واللّبّ فيطول اليوم في دوران الأرض، ثمّ بعد ذلك يستدلّ ويقول: قصّة ذي القرنين قال أنّها كانت تلك الفترة هي فترة استقرار بين القشرة واللّبّ فذي القرنين بلغ مغرب الشّمس ومطلعها، فنصف الكرة الأرضيّة كان في ضوء كامل: (( لم نجعل لهم من دونها سترا )) والآخر كانوا في ظلام وكانوا لا يفقهون قولا ليس عندهم إضاءة الشّمس، ثمّ قال نجعل ذلك بين علمائنا وما هي إلاّ قابلة للأخذ والرّدّ، فما رأيكم؟
اضيفت في - 2005-08-27