سلسلة لقاء الباب المفتوح-100a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة الهمزة.
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء المتمّم للمائة من اللّقاءات التي تتمّ كلّ أسبوع والتي تعرف باسم: لقاء الباب المفتوح، وهذا يتمّ في يوم الخميس، الحادي والعشرين من شهر ربيع الأوّل عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نبتدأ هذا اللّقاء بالكلام على تفسير هذه السّورة بما تيسّر، وهي قوله تبارك وتعالى:
(( ويل لكلّ همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلاّ لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مؤصدة * في عَمَدٍ ممدّدة )) :
ففي هذه السّورة، يبتدأ الله سبحانه وتعالى بكلمة: (( ويل )): وهي كلمة وعيد، أي أنّها تدلّ على ثبوت وعيد من اتّصف بهذه الصّفات: همزة، لمزة إلى آخره، وقيل: إنّ ويل اسم لواد في جهنّم ولكنّ الأوّل أصحّ.
(( لكلّ همزة لمزة )) كلّ: من صيغ العموم، والهُمزة واللُّمزة وصفان لموصوف واحد، فهل هما بمعنى واحد؟
يعني أنّ همزة ولمزة معناهما واحد، أو يختلفان في المعنى؟
قال بعض العلماء إنّهما لفظان لمعنى واحد، يعني: أنّ الهمزة هو اللّمزة.
وقال بعضهم: بل لكلّ واحد منهما معنى غير معنى الآخر.
وثَمًّ قاعدة وأحبّ أن أنبه عليها في التّفسير وغير التّفسير، وهو: " أنّه إذا دار الأمر بين أن تكون الكلمة مع الأخرى بمعنى واحد، أو لكلّ كلمة معنى فإنّنا نتبّع الثاني " ، أي: نجعل لكلّ واحدة معنى، لأنّنا إذا جعلنا الكلمتين بمعنى واحد صار في هذا تكرار لا داعي له، لكن إذا جعلنا لكلّ واحدة معنى صار هذا تأسيساً وتفريقاً بين الكلمتين.
والصّحيح في هذه الآية (( لكلّ همزة لمزة )) أنّ بينهما فرقًا، فالهمز بالفعل، واللّمز باللّسان، كما قال الله تعالى: (( ومنهم من يلمزك في الصّدقات فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون )).
الهمز بالفعل معناه: أنّه يسخر من النّاس بفعله إمّا أن يلوي وجهه، أو يعبّس بوجهه، أو ما أشبه ذلك، أو بالإشارة يعني: يشير إلى شخص بعينه، يقول انظروا إليه ليعيبه، أو ما أشبه ذلك، فالهمز يكون بالفعل، واللّمز باللّسان، يعني: أنّ بعض النّاس والعياذ بالله مشغوف بعيب البشر، إمّا بفعله وهو الهمّاز، وإمّا بقوله وهو اللّمّاز، وهذا كقوله تعالى: (( ولا تطع كلّ حلاّف مهين همّاز مشّاء بنميم )).
(( الذي جمع مالاً وعدّده )): هذه أيضًا من أوصافه القبيحة، جمّاع منّاع ، يجمع المال ويمنع العطاء فهو بخيل لا يُعطي، يجمع المال ويعدّده، قيل: معنى التّعديد يعني: الإحصاء، يعني: لشغفه بالمال كلّ مرّة يذهب إلى الصّندوق فيعدّ، يعدّ الدّراهم في الصّندوق في الصّباح وفي آخر النّهار يعدّها، وهو يعرف أنّه لم يأخذ منه شيئاً ولم يضف إليه شيئاً، لكن لشدّة شغفه بالمال يتردّد عليه ويعدّده، ولهذا جاءت بصيغة المبالغة عدّده: يعني أكثر تعداده، لماذا؟
لشدّة شغفه ومحبّته له، يخشى أن يكون نقص، أو يريد زيادة اطمئنان على ما سبق، فهو دائما يعدّد المال.
وقيل معنى عدّده أي: جعله عدّة له يعني ادّخره لنوائب الدّهر، وهذا وإن كان اللّفظ يحتمله لكنّه بعيد، لأنّ إعداد المال لنوائب الدّهر مع القيام بالواجب بأداء ما يجب فيه من زكاة وحقوق ليس مذموما، المذموم أن يكون أكبر همّ الإنسان هو المال، يتردّد إليه ويعدّه وينظر هل زاد أو نقص، فالقول بأنّ المراد عدّده أي : أعدَّه للمستقبل قول ضعيف.
(( يحسب أنّ ماله أخلده )) يعني: يظنّ هذا الرّجل أنّ ماله سيُخلده ويبقيه إمّا بجسمه وإمّا بذكره، لأنّ عُمُر الإنسان ليس ما بقي في الدّنيا، بل عمر الإنسان حقيقة ما يخلّده بعد موته، وتكون ذكراه في قلوب النّاس وعلى ألسنتهم.
فيقول في هذه الآية: (( يحسبُ أنّ ماله أخلده )) أي: أخلد ذكره أو أطال عمره، والأمر ليس كذلك، فإنّ أهل الأموال إذا لم يعرفوا بالبذل والكرم فإنّهم يخلّدون لكن بالذّكر السّيّء، فيقال: أبخل من فلان وأبخل من فلان، ويذكر في المجالس ويُعاب.
ولهذا قال: (( كلاّ لينبذنّ في الحطمة )):
كلاّ : هنا يسمّيها العلماء حرف ردع، أي: تردع هذا القائل أو هذا الحاسب عن قوله أو عن حسبانه، ويحتمل أن تكون بمعنى: حقّا، يعني حقّا لينبذنّ وكلاهما صحيح.
هذا الرّجل لن يخلده ماله ولن يخلد ذكراه بل سينسى ويطوى ذكره وربّما يذكر بالسّوء لعدم قيامه بما أوجب الله عليه من البذل.
(( لينبذنّ في الحطمة )) اللّام هذه واقعة في جواب قسم مقدّر، والتّقدير: والله لينبذنّ في الحطمة، أي: يطرح طرحاً.
وإذا قلنا إنّ اللّام في جواب القسم صارت الجملة هذه مؤكّدة باللاّم ونون التّوكيد والقسم المحذوف، ومثل هذا كثير في القرآن الكريم، أي: تأكيد الشّيء باليمين واللاّم والنّون هذا شيء كثير في القرآن، والله تعالى يُقسم بالشّيء تأكيدًا له وتعظيمًا لشأنه.
وقوله: (( لينبذنّ )) ما الذي ينبذ هل هو صاحب المال أو المال؟
قد نقول كلاهما ينبذ، أمّا صاحب المال فإنّ الله يقول في آية أخرى: (( يوم يُدَعّون إلى نار جهنّم دعّا )) يدفعون ويدزون بالأيدي أو بما شاء الله، وهنا يقول: ينبذ أي: يطرح في الحطمة، والحطمة هي: التي تحطم الشّيء أي تفتّته وتكسّره، فما هي؟
قال الله تعالى: (( وما أدراك ما الحطمة )) وهذه الصّيغة للتّعظيم والتّفخيم.
(( نار الله الموقدة )) هذا الجواب، أي: هي نار الله الموقدة، وأضافها الله سبحانه إلى نفسه لأنّه يعذّب بها من يستحقّ العذاب، فهي عقوبة عدل وليس عقوبة ظلم، أي: نار يحرق بها من يستحقّ أن يعذّب بها، إذن هي نار عدل وليست نار ظلم، لأنّ الإحراق بالنار قد يكون ظلما وقد يكون عدلا، فتعذيب الكافرين بالنار لا شكّ أنّه عدل وأنّه يثنى به على الرّبّ عزّ وجلّ حيث عامل هؤلاء بما يستحقّون، وتأمّل قوله: (( حُطَمَة )) مع فعل هذا الفاعل: همزة، لمزة، حطمة، على وزن واحد، ليكون الجزاء مطابقا للعمل حتى في اللّفظ.
(( نار الله الموقدة )) أي : المسجّرة، المسعّرة.
(( التي تطّلع على الأفئدة )) : الأفئدة جمع فؤاد وهو القلب، والمعنى أنّها تصل إلى القلوب -والعياذ بالله- من شدّة حرارتها مع أنّ القلوب مكنونة في الصّدور وبينها وبين الجلد الظاهر ما بينها من الطّبقات لكن مع ذلك تصل هذه النّار إلى الأفئدة.
(( إنّها )) أي : الحطمة وهي نار الله الموقدة .
(( عليهم مؤصدة )) على مَن؟
على الهمّاز اللّمّاز الجمّاع للمال المنّاع للخير، ولم يقل: إنّها عليه، مع أنّ المرجع مفرد، (( ويل لكلّ همزة لمزة * الذي جمع ))، لكنه أعاد الضّمير بلفظ الجمع باعتبار المعنى لأنّ لكلّ همزة عامّ، يشمل جميع الهمّازين وجميع اللّمّازين.
(( إنّها على مؤصدة )) أي : مغلقة، مغلقة الأبواب لا يرجى لهم فرج والعياذ بالله.
(( كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )) يعني : يرفعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذلك ينكسون فيها ويعادون فيها، كلّ هذا لشدّة التّعذيب لأنّ الإنسان إذا طمع في الفرج وأنّه سينجو ويخلّص يفرح، وإذا أعيد صارت انتكاسة جديدة والعياذ بالله فهكذا يعذّبون بضمائرهم وأبدانهم. وعذاب أهل النّار مذكور ومفصّل في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة.
(( إنّها عليهم مؤصدة )) أي: مغلقة، تأمّل الآن لو أنّ مثلا إنساناً كان في حجرة أو في سيّارة انتشرت النيران فيها وليس له مخرج، الأبواب مغلقة ماذا يكونون؟! في حسرة عظيمة! لا يمكن أن يماثلها حسرة هم والعياذ بالله هكذا في النّار مؤصدة.
(( في عمد ممدّدة )) أي : أنّ هذه النّار مؤصدة وعليها أعمدة ممدّدة يعني مثل ما نقول: شبوك عظيمة حتى لا يحاول أحد فتحها.
(( في عمد ممدّدة )) أي : ممدودة على جميع النّواحي والزّوايا حتى لا أحد يتمكّن من فتحها أو الخروج منها، حكى الله سبحانه وتعالى ذلك علينا وبيّنه لنا لا لمجرّد أن نتلوها بألسنتنا أو نعرف معناها بأفهامنا لكن المراد أن نحذر من ذلك، أن نحذر مِن هذه الأوصاف الذّميمة: عيب النّاس بالقول، عيب النّاس بالفعل، الحرص على المال حتى كأنّما الإنسان إنّما خلق للمال ليخلّد له أو يخلّد المال له، ونعلم أنّ من كانت هذه حاله فإنّ جزاءه هذه النّار التي هي كما وصفها الله: حطمة، تطّلع على الأفئدة، مؤصدة، في عمد ممدّدة، نسأل الله تعالى أن يجيرنا وإيّاكم منها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والإستقامة على دينه.
والآن أتى وقت الأسئلة ونبدأ باليمين.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء المتمّم للمائة من اللّقاءات التي تتمّ كلّ أسبوع والتي تعرف باسم: لقاء الباب المفتوح، وهذا يتمّ في يوم الخميس، الحادي والعشرين من شهر ربيع الأوّل عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نبتدأ هذا اللّقاء بالكلام على تفسير هذه السّورة بما تيسّر، وهي قوله تبارك وتعالى:
(( ويل لكلّ همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلاّ لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مؤصدة * في عَمَدٍ ممدّدة )) :
ففي هذه السّورة، يبتدأ الله سبحانه وتعالى بكلمة: (( ويل )): وهي كلمة وعيد، أي أنّها تدلّ على ثبوت وعيد من اتّصف بهذه الصّفات: همزة، لمزة إلى آخره، وقيل: إنّ ويل اسم لواد في جهنّم ولكنّ الأوّل أصحّ.
(( لكلّ همزة لمزة )) كلّ: من صيغ العموم، والهُمزة واللُّمزة وصفان لموصوف واحد، فهل هما بمعنى واحد؟
يعني أنّ همزة ولمزة معناهما واحد، أو يختلفان في المعنى؟
قال بعض العلماء إنّهما لفظان لمعنى واحد، يعني: أنّ الهمزة هو اللّمزة.
وقال بعضهم: بل لكلّ واحد منهما معنى غير معنى الآخر.
وثَمًّ قاعدة وأحبّ أن أنبه عليها في التّفسير وغير التّفسير، وهو: " أنّه إذا دار الأمر بين أن تكون الكلمة مع الأخرى بمعنى واحد، أو لكلّ كلمة معنى فإنّنا نتبّع الثاني " ، أي: نجعل لكلّ واحدة معنى، لأنّنا إذا جعلنا الكلمتين بمعنى واحد صار في هذا تكرار لا داعي له، لكن إذا جعلنا لكلّ واحدة معنى صار هذا تأسيساً وتفريقاً بين الكلمتين.
والصّحيح في هذه الآية (( لكلّ همزة لمزة )) أنّ بينهما فرقًا، فالهمز بالفعل، واللّمز باللّسان، كما قال الله تعالى: (( ومنهم من يلمزك في الصّدقات فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون )).
الهمز بالفعل معناه: أنّه يسخر من النّاس بفعله إمّا أن يلوي وجهه، أو يعبّس بوجهه، أو ما أشبه ذلك، أو بالإشارة يعني: يشير إلى شخص بعينه، يقول انظروا إليه ليعيبه، أو ما أشبه ذلك، فالهمز يكون بالفعل، واللّمز باللّسان، يعني: أنّ بعض النّاس والعياذ بالله مشغوف بعيب البشر، إمّا بفعله وهو الهمّاز، وإمّا بقوله وهو اللّمّاز، وهذا كقوله تعالى: (( ولا تطع كلّ حلاّف مهين همّاز مشّاء بنميم )).
(( الذي جمع مالاً وعدّده )): هذه أيضًا من أوصافه القبيحة، جمّاع منّاع ، يجمع المال ويمنع العطاء فهو بخيل لا يُعطي، يجمع المال ويعدّده، قيل: معنى التّعديد يعني: الإحصاء، يعني: لشغفه بالمال كلّ مرّة يذهب إلى الصّندوق فيعدّ، يعدّ الدّراهم في الصّندوق في الصّباح وفي آخر النّهار يعدّها، وهو يعرف أنّه لم يأخذ منه شيئاً ولم يضف إليه شيئاً، لكن لشدّة شغفه بالمال يتردّد عليه ويعدّده، ولهذا جاءت بصيغة المبالغة عدّده: يعني أكثر تعداده، لماذا؟
لشدّة شغفه ومحبّته له، يخشى أن يكون نقص، أو يريد زيادة اطمئنان على ما سبق، فهو دائما يعدّد المال.
وقيل معنى عدّده أي: جعله عدّة له يعني ادّخره لنوائب الدّهر، وهذا وإن كان اللّفظ يحتمله لكنّه بعيد، لأنّ إعداد المال لنوائب الدّهر مع القيام بالواجب بأداء ما يجب فيه من زكاة وحقوق ليس مذموما، المذموم أن يكون أكبر همّ الإنسان هو المال، يتردّد إليه ويعدّه وينظر هل زاد أو نقص، فالقول بأنّ المراد عدّده أي : أعدَّه للمستقبل قول ضعيف.
(( يحسب أنّ ماله أخلده )) يعني: يظنّ هذا الرّجل أنّ ماله سيُخلده ويبقيه إمّا بجسمه وإمّا بذكره، لأنّ عُمُر الإنسان ليس ما بقي في الدّنيا، بل عمر الإنسان حقيقة ما يخلّده بعد موته، وتكون ذكراه في قلوب النّاس وعلى ألسنتهم.
فيقول في هذه الآية: (( يحسبُ أنّ ماله أخلده )) أي: أخلد ذكره أو أطال عمره، والأمر ليس كذلك، فإنّ أهل الأموال إذا لم يعرفوا بالبذل والكرم فإنّهم يخلّدون لكن بالذّكر السّيّء، فيقال: أبخل من فلان وأبخل من فلان، ويذكر في المجالس ويُعاب.
ولهذا قال: (( كلاّ لينبذنّ في الحطمة )):
كلاّ : هنا يسمّيها العلماء حرف ردع، أي: تردع هذا القائل أو هذا الحاسب عن قوله أو عن حسبانه، ويحتمل أن تكون بمعنى: حقّا، يعني حقّا لينبذنّ وكلاهما صحيح.
هذا الرّجل لن يخلده ماله ولن يخلد ذكراه بل سينسى ويطوى ذكره وربّما يذكر بالسّوء لعدم قيامه بما أوجب الله عليه من البذل.
(( لينبذنّ في الحطمة )) اللّام هذه واقعة في جواب قسم مقدّر، والتّقدير: والله لينبذنّ في الحطمة، أي: يطرح طرحاً.
وإذا قلنا إنّ اللّام في جواب القسم صارت الجملة هذه مؤكّدة باللاّم ونون التّوكيد والقسم المحذوف، ومثل هذا كثير في القرآن الكريم، أي: تأكيد الشّيء باليمين واللاّم والنّون هذا شيء كثير في القرآن، والله تعالى يُقسم بالشّيء تأكيدًا له وتعظيمًا لشأنه.
وقوله: (( لينبذنّ )) ما الذي ينبذ هل هو صاحب المال أو المال؟
قد نقول كلاهما ينبذ، أمّا صاحب المال فإنّ الله يقول في آية أخرى: (( يوم يُدَعّون إلى نار جهنّم دعّا )) يدفعون ويدزون بالأيدي أو بما شاء الله، وهنا يقول: ينبذ أي: يطرح في الحطمة، والحطمة هي: التي تحطم الشّيء أي تفتّته وتكسّره، فما هي؟
قال الله تعالى: (( وما أدراك ما الحطمة )) وهذه الصّيغة للتّعظيم والتّفخيم.
(( نار الله الموقدة )) هذا الجواب، أي: هي نار الله الموقدة، وأضافها الله سبحانه إلى نفسه لأنّه يعذّب بها من يستحقّ العذاب، فهي عقوبة عدل وليس عقوبة ظلم، أي: نار يحرق بها من يستحقّ أن يعذّب بها، إذن هي نار عدل وليست نار ظلم، لأنّ الإحراق بالنار قد يكون ظلما وقد يكون عدلا، فتعذيب الكافرين بالنار لا شكّ أنّه عدل وأنّه يثنى به على الرّبّ عزّ وجلّ حيث عامل هؤلاء بما يستحقّون، وتأمّل قوله: (( حُطَمَة )) مع فعل هذا الفاعل: همزة، لمزة، حطمة، على وزن واحد، ليكون الجزاء مطابقا للعمل حتى في اللّفظ.
(( نار الله الموقدة )) أي : المسجّرة، المسعّرة.
(( التي تطّلع على الأفئدة )) : الأفئدة جمع فؤاد وهو القلب، والمعنى أنّها تصل إلى القلوب -والعياذ بالله- من شدّة حرارتها مع أنّ القلوب مكنونة في الصّدور وبينها وبين الجلد الظاهر ما بينها من الطّبقات لكن مع ذلك تصل هذه النّار إلى الأفئدة.
(( إنّها )) أي : الحطمة وهي نار الله الموقدة .
(( عليهم مؤصدة )) على مَن؟
على الهمّاز اللّمّاز الجمّاع للمال المنّاع للخير، ولم يقل: إنّها عليه، مع أنّ المرجع مفرد، (( ويل لكلّ همزة لمزة * الذي جمع ))، لكنه أعاد الضّمير بلفظ الجمع باعتبار المعنى لأنّ لكلّ همزة عامّ، يشمل جميع الهمّازين وجميع اللّمّازين.
(( إنّها على مؤصدة )) أي : مغلقة، مغلقة الأبواب لا يرجى لهم فرج والعياذ بالله.
(( كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )) يعني : يرفعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج ثم بعد ذلك ينكسون فيها ويعادون فيها، كلّ هذا لشدّة التّعذيب لأنّ الإنسان إذا طمع في الفرج وأنّه سينجو ويخلّص يفرح، وإذا أعيد صارت انتكاسة جديدة والعياذ بالله فهكذا يعذّبون بضمائرهم وأبدانهم. وعذاب أهل النّار مذكور ومفصّل في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة.
(( إنّها عليهم مؤصدة )) أي: مغلقة، تأمّل الآن لو أنّ مثلا إنساناً كان في حجرة أو في سيّارة انتشرت النيران فيها وليس له مخرج، الأبواب مغلقة ماذا يكونون؟! في حسرة عظيمة! لا يمكن أن يماثلها حسرة هم والعياذ بالله هكذا في النّار مؤصدة.
(( في عمد ممدّدة )) أي : أنّ هذه النّار مؤصدة وعليها أعمدة ممدّدة يعني مثل ما نقول: شبوك عظيمة حتى لا يحاول أحد فتحها.
(( في عمد ممدّدة )) أي : ممدودة على جميع النّواحي والزّوايا حتى لا أحد يتمكّن من فتحها أو الخروج منها، حكى الله سبحانه وتعالى ذلك علينا وبيّنه لنا لا لمجرّد أن نتلوها بألسنتنا أو نعرف معناها بأفهامنا لكن المراد أن نحذر من ذلك، أن نحذر مِن هذه الأوصاف الذّميمة: عيب النّاس بالقول، عيب النّاس بالفعل، الحرص على المال حتى كأنّما الإنسان إنّما خلق للمال ليخلّد له أو يخلّد المال له، ونعلم أنّ من كانت هذه حاله فإنّ جزاءه هذه النّار التي هي كما وصفها الله: حطمة، تطّلع على الأفئدة، مؤصدة، في عمد ممدّدة، نسأل الله تعالى أن يجيرنا وإيّاكم منها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والإستقامة على دينه.
والآن أتى وقت الأسئلة ونبدأ باليمين.
كيف يعرف الإنسان أن الله قد اختار له الأمر الذي استخاره من أجله .؟
السائل : فضيلة الشّيخ جزاكم الله خيرا، كيف يعرف الإنسان إذا صلّى صلاة الاستخارة أنّ الله عزّ وجلّ اختار له هذا الأمر أو لم يختره له؟
الشيخ : نعم، إذا تردّد الإنسان في شيء يفعله أو لا يفعله فالمشروع له أن يستخير الله عزّ وجلّ فيصلّي ركعتين وإذا سلّم دعا بدعاء الاستخارة المعروف، ثمّ إذا ركن إلى شيء من الأشياء فهذا علامة على أنّ الله استخار له ذلك، وإن لم يركن وبقي متردّدا يعيد الاستخارة، مرّة بعد أخرى، ثمّ الاستشارة ثمّ يقدم على ما يقدم عليه، وإذا أقدم على ما يقدم عليه مع إخلاصه في الدّعاء وثقته بربّه عزّ وجلّ فإنّنا نعلم أنّ هذا الذي قدّر له وأقدم عليه هو الخير.
الشيخ : نعم، إذا تردّد الإنسان في شيء يفعله أو لا يفعله فالمشروع له أن يستخير الله عزّ وجلّ فيصلّي ركعتين وإذا سلّم دعا بدعاء الاستخارة المعروف، ثمّ إذا ركن إلى شيء من الأشياء فهذا علامة على أنّ الله استخار له ذلك، وإن لم يركن وبقي متردّدا يعيد الاستخارة، مرّة بعد أخرى، ثمّ الاستشارة ثمّ يقدم على ما يقدم عليه، وإذا أقدم على ما يقدم عليه مع إخلاصه في الدّعاء وثقته بربّه عزّ وجلّ فإنّنا نعلم أنّ هذا الذي قدّر له وأقدم عليه هو الخير.
هل ينكر على الغير في المسائل الخلافية التي يسوغ فيها الإجتهاد .كمن يصلى خلف الصف منفردا.؟
السائل : أحسن الله إليك، إذا رأيت شخصاً يعمل عملاً فيه أقوال للعلماء فهل يمكن أن أنكر عليه؟
فمثلا لو رأيت إنساناً يصلّي خلف الصّفّ وأنا أرى أنّ الصّلاة خلف الصّفّ !
الشيخ : منفردا؟
السائل : منفردا، خلف الصّفّ منفردا، هل أنكر عليه أو تترك هذه الأمور التي فيها خلاف؟
الشيخ : نعم، هناك فرق بين الإنكار وبين المناقشة، الإنكار لا تنكر على أحد في مسائل خلافيّة يسوغ فيها الاجتهاد خصوصًا إذا تبيّن لك أو غلب على ظنّك أنّه من طلبة العلم، أمّا العامّيّ فإنّه يفعل هذا الشّيء لا عن اجتهاد ولا عن تقليد أحد، خصوصًا إذا كان في بلد لا يعرفون فيه إلاّ قولا واحدًا، فالعاميّ يُنكر عليه، ويقال: لماذا تصلّي خلف الصّفّ والصّفّ لم يتمّ، أمّا طالب العلم فيُسأل ويُناقش، ثمّ إن تبيّن الحقّ معه وجب أن يقرّ فعله، وإن تبيّن أنّ الحقّ خلاف قوله فيبيّن له الحقّ.
وعلى من تبيّن له الحقّ أن يتّبعه سواء أن يأخذ به أوّلا أ لا يأخذ لأنّ الحقّ ضالّة المؤمن متى وجده أخذ به.
السائل : إذا كان العاميّ على رأي عالم من العلماء؟
الشيخ : العامّيّ بارك الله فيك خصوصا عندنا مثلا، نحن الآن مذبهنا مذهب الإمام أحمد، ثمّ إنّ المذهب الآن صار في الحقيقة غير معمول به من كلّ وجه، لأنّه وجد علماء بارزين يفتون بغير المذهب، فإذا اشتهر قولهم في البلاد فالعمل على قولهم بالنّسبة للعامّيّ، لأنّ العامّي لا يمكن أن يجتهد بنفسه، ولا يمكن أن يفتح له الباب ويقول اتّبع ما شئت من علماء المشرق والمغرب، هذا غير صحيح، لكن إذا برز أحد العلماء في بلده فإنّه يكون هو قدوتهم، أي نعم.
فمثلا لو رأيت إنساناً يصلّي خلف الصّفّ وأنا أرى أنّ الصّلاة خلف الصّفّ !
الشيخ : منفردا؟
السائل : منفردا، خلف الصّفّ منفردا، هل أنكر عليه أو تترك هذه الأمور التي فيها خلاف؟
الشيخ : نعم، هناك فرق بين الإنكار وبين المناقشة، الإنكار لا تنكر على أحد في مسائل خلافيّة يسوغ فيها الاجتهاد خصوصًا إذا تبيّن لك أو غلب على ظنّك أنّه من طلبة العلم، أمّا العامّيّ فإنّه يفعل هذا الشّيء لا عن اجتهاد ولا عن تقليد أحد، خصوصًا إذا كان في بلد لا يعرفون فيه إلاّ قولا واحدًا، فالعاميّ يُنكر عليه، ويقال: لماذا تصلّي خلف الصّفّ والصّفّ لم يتمّ، أمّا طالب العلم فيُسأل ويُناقش، ثمّ إن تبيّن الحقّ معه وجب أن يقرّ فعله، وإن تبيّن أنّ الحقّ خلاف قوله فيبيّن له الحقّ.
وعلى من تبيّن له الحقّ أن يتّبعه سواء أن يأخذ به أوّلا أ لا يأخذ لأنّ الحقّ ضالّة المؤمن متى وجده أخذ به.
السائل : إذا كان العاميّ على رأي عالم من العلماء؟
الشيخ : العامّيّ بارك الله فيك خصوصا عندنا مثلا، نحن الآن مذبهنا مذهب الإمام أحمد، ثمّ إنّ المذهب الآن صار في الحقيقة غير معمول به من كلّ وجه، لأنّه وجد علماء بارزين يفتون بغير المذهب، فإذا اشتهر قولهم في البلاد فالعمل على قولهم بالنّسبة للعامّيّ، لأنّ العامّي لا يمكن أن يجتهد بنفسه، ولا يمكن أن يفتح له الباب ويقول اتّبع ما شئت من علماء المشرق والمغرب، هذا غير صحيح، لكن إذا برز أحد العلماء في بلده فإنّه يكون هو قدوتهم، أي نعم.
3 - هل ينكر على الغير في المسائل الخلافية التي يسوغ فيها الإجتهاد .كمن يصلى خلف الصف منفردا.؟ أستمع حفظ
هل الهمز واللمز وجمع المال وتعداده من الكبائر أم لا .؟ وكيف يصح أن تكون لفظة ( الذي ) نعتا مع أنها معرفة ؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ أحسن الله إليكم وزادكم توفيقا وعلما، هل يفهم من قوله تعالى: (( ويل لكلّ همزة لمزة )) أنّ الهمز واللّمز وجمع المال وتعداده من الكبائر لقوله تعالى (( ويل ))؟
وأيضا في الآية قوله (( الذي )) معرفة فكيف يصحّ أن تكون نعتا لنكرة الذي هو " كلّ "؟
الشيخ : نعم، أمّا الأوّل فنعم نقول كلّ من اتّصف بهذه الصّفات فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذّنوب، لأنّ همز المؤمنين ولمزهم من كبائر الذّنوب، ألم تر إلى قوله تعالى: (( إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مرّوا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) قالوا مرّ بنا هؤلاء الهمج، هؤلاء الدّراويش، وما أشبه ذلك.
وأمّا الذي جمع مالا وعدّده فإنّه صار معرفة لأنّ قوله : (( لكلّ همزة لمزة )) نكرة لكنّه نكرة عامّ بصيغة كلّ ، فجاز أن يوصف بالذي باعتبار العموم ، أو يقال : إنّ الذي ليس صفة لهمزة لمزة ولكنّه خبر لمبتدأ محذوف، والتّقدير: هو الذي جمع مالا وعدّده، نعم.
فضيلة الشّيخ أحسن الله إليكم وزادكم توفيقا وعلما، هل يفهم من قوله تعالى: (( ويل لكلّ همزة لمزة )) أنّ الهمز واللّمز وجمع المال وتعداده من الكبائر لقوله تعالى (( ويل ))؟
وأيضا في الآية قوله (( الذي )) معرفة فكيف يصحّ أن تكون نعتا لنكرة الذي هو " كلّ "؟
الشيخ : نعم، أمّا الأوّل فنعم نقول كلّ من اتّصف بهذه الصّفات فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذّنوب، لأنّ همز المؤمنين ولمزهم من كبائر الذّنوب، ألم تر إلى قوله تعالى: (( إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مرّوا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) قالوا مرّ بنا هؤلاء الهمج، هؤلاء الدّراويش، وما أشبه ذلك.
وأمّا الذي جمع مالا وعدّده فإنّه صار معرفة لأنّ قوله : (( لكلّ همزة لمزة )) نكرة لكنّه نكرة عامّ بصيغة كلّ ، فجاز أن يوصف بالذي باعتبار العموم ، أو يقال : إنّ الذي ليس صفة لهمزة لمزة ولكنّه خبر لمبتدأ محذوف، والتّقدير: هو الذي جمع مالا وعدّده، نعم.
4 - هل الهمز واللمز وجمع المال وتعداده من الكبائر أم لا .؟ وكيف يصح أن تكون لفظة ( الذي ) نعتا مع أنها معرفة ؟ أستمع حفظ
هل يجوز أن يقال لأحفاد الرجل إذا أحسنوا عملاً هذا من بركة أجدادكم .؟ وهل يجوز الدعاء بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم .؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ هل يجوز أن يقال في أحفاد الرّجل إذا أحسنوا عملا هذا من بركة أجدادكم بدعوى أنّ الأجداد هم الذين وجّهوهم إلى الإسلام؟
وهل يجوز تعقيب الدعاء بقول: بحرمة فلان أو بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلّم ؟
الشيخ : أمّا الدّعاء بحرمة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مثل أن تقول: إنّي أسألك بحرمة نبيّك عندك، فإنّه بدعة، ولا يجوز التّوسّل بذاته لأنّ حرمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام خاصّة به لا تتعدّاه إلى غيره.
لكن بدلا من هذا اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم ، أو أسألك بصفاتك الكاملة أو ما أشبه ذلك.
أو يقول: أسألك بإيماني بنبيّك إذا كان يحبّ أن يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعائه يقول بإيماني بنبيّك أو بمحبّتي له وما أشبه ذلك.
وأمّا بركة الأجداد فلا شكّ إن كان المراد البركة الجسديّة أنّه بمجرّد أنّهم أجدادك صارت هناك بركة فهذا لا يجوز، وأمّا إذا كانت البركة من آثار توجيهاتهم فهذا حقيقة، الإنسان قد يكون فيه بركة على أولاده بالتّوجيه والتّعليم وقد لا يكون فيه بركة وقد قال أسيد بن حضير لمّا نزلت آية التّيمّم بسبب انحباس النّاس على عقد عائشة رضي الله عنها قال: " ما هذه بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر " يعني : أنّكم تكونون سبباً لأمور نافعة للمسلمين، أي نعم.
فضيلة الشّيخ هل يجوز أن يقال في أحفاد الرّجل إذا أحسنوا عملا هذا من بركة أجدادكم بدعوى أنّ الأجداد هم الذين وجّهوهم إلى الإسلام؟
وهل يجوز تعقيب الدعاء بقول: بحرمة فلان أو بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلّم ؟
الشيخ : أمّا الدّعاء بحرمة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مثل أن تقول: إنّي أسألك بحرمة نبيّك عندك، فإنّه بدعة، ولا يجوز التّوسّل بذاته لأنّ حرمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام خاصّة به لا تتعدّاه إلى غيره.
لكن بدلا من هذا اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم ، أو أسألك بصفاتك الكاملة أو ما أشبه ذلك.
أو يقول: أسألك بإيماني بنبيّك إذا كان يحبّ أن يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعائه يقول بإيماني بنبيّك أو بمحبّتي له وما أشبه ذلك.
وأمّا بركة الأجداد فلا شكّ إن كان المراد البركة الجسديّة أنّه بمجرّد أنّهم أجدادك صارت هناك بركة فهذا لا يجوز، وأمّا إذا كانت البركة من آثار توجيهاتهم فهذا حقيقة، الإنسان قد يكون فيه بركة على أولاده بالتّوجيه والتّعليم وقد لا يكون فيه بركة وقد قال أسيد بن حضير لمّا نزلت آية التّيمّم بسبب انحباس النّاس على عقد عائشة رضي الله عنها قال: " ما هذه بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر " يعني : أنّكم تكونون سبباً لأمور نافعة للمسلمين، أي نعم.
5 - هل يجوز أن يقال لأحفاد الرجل إذا أحسنوا عملاً هذا من بركة أجدادكم .؟ وهل يجوز الدعاء بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم .؟ أستمع حفظ
المسبوق إذا شك في عدد الركعات ودخل معه شخص آخر فهل يجوز أن يقتدي به في ترجيح عدد الركعات .؟
الشيخ : نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، المسبوق إذا شكّ في عدد الرّكعات وعلم أنّ مسبوقًا آخر دخل معه في صلاته.
الشيخ : دخلا جميعا.
السائل : دخلا جميعا.
الشيخ : نعم.
السائل : فشكّ في عدد الرّكعات كم هي، فهل له أن يقتدي بالمأموم الذي دخل معه أم يعدد باقتدائه بالمأموم أو يستأنف صلاته من حيث بدأ مثلا إذا تيقن أن هذه الركعة الرابعة؟
الشيخ : إذا شكّ الإنسان في صلاته وهو مسبوق وقد دخل معه شخص آخر، دخلا جميعا في الصّلاة وهو لم يترجّح عنده شيء، شكّ شكّاً متساويا فإنّ فعل الذي دخل معه لا شكّ أنّه سيرجّح أحد الاحتمالين، فإذا رجّح أحد الاحتمالين فله أن يعمل به، وأحياناً لا يرجّح كما لو علم أنّ هذا الرّجل الذي دخل معه ليس بذاك الإنسان الثّقة فإذا كان ليس بذاك الإنسان الثّقة فإنّه يعمل باليقين إذا لم يترجّح عنده شيء ويأخذ بالأقلّ ثمّ يسجد للسّهو قبل السّلام، وإذا أخذ بغلبة الظّنّ أي: ترجّح عنده أحد الاحتمالين بفعل هذا الذي دخل معه فإنّه في هذه الحال يسجد بعد السّلام، لأنّه متى كان البناء على غلبة الظّنّ في باب الشّكّ فإنّ سجود السّهو بعد السّلام.
السائل : شيخ أحسن الله إليك، المسبوق إذا شكّ في عدد الرّكعات وعلم أنّ مسبوقًا آخر دخل معه في صلاته.
الشيخ : دخلا جميعا.
السائل : دخلا جميعا.
الشيخ : نعم.
السائل : فشكّ في عدد الرّكعات كم هي، فهل له أن يقتدي بالمأموم الذي دخل معه أم يعدد باقتدائه بالمأموم أو يستأنف صلاته من حيث بدأ مثلا إذا تيقن أن هذه الركعة الرابعة؟
الشيخ : إذا شكّ الإنسان في صلاته وهو مسبوق وقد دخل معه شخص آخر، دخلا جميعا في الصّلاة وهو لم يترجّح عنده شيء، شكّ شكّاً متساويا فإنّ فعل الذي دخل معه لا شكّ أنّه سيرجّح أحد الاحتمالين، فإذا رجّح أحد الاحتمالين فله أن يعمل به، وأحياناً لا يرجّح كما لو علم أنّ هذا الرّجل الذي دخل معه ليس بذاك الإنسان الثّقة فإذا كان ليس بذاك الإنسان الثّقة فإنّه يعمل باليقين إذا لم يترجّح عنده شيء ويأخذ بالأقلّ ثمّ يسجد للسّهو قبل السّلام، وإذا أخذ بغلبة الظّنّ أي: ترجّح عنده أحد الاحتمالين بفعل هذا الذي دخل معه فإنّه في هذه الحال يسجد بعد السّلام، لأنّه متى كان البناء على غلبة الظّنّ في باب الشّكّ فإنّ سجود السّهو بعد السّلام.
6 - المسبوق إذا شك في عدد الركعات ودخل معه شخص آخر فهل يجوز أن يقتدي به في ترجيح عدد الركعات .؟ أستمع حفظ
إذا تزوج المسلم بكتابية وحملت منه ، وبعدما بلغ الحمل خمسة أشهر ماتت المرأة فهل تدفن في مقابر المسلمين .؟ وهل يصلى على الحمل الذي في بطنها .؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الوالد هذا رجل مسلم تزوّج بامرأة كتابيّة وحملت منه، فلمّا بلغ الحمل خمسة أشهر ماتت هذه المرأة .
الشيخ : إيش؟
السائل : ماتت هذه المرأة، فأين تدفن؟
الشيخ : سؤاله يقول: إذا تزوّج رجلٌ مسلم بامرأة كتابيّة يعني: يهوديّة أو نصرانيّة فحملت منه، وبعد أن نُفخت الرّوح في الجنين ماتت، فيَسأل هو أين تدفن؟
ونحن نسأل أيضا هل يصلّى عليها، أو على الحمل في بطنها وأين تدفن؟ والجواب: أنّه يصلّى على الحمل في بطنها، ولا يضرّ الحيلولة بيننا وبين هذا الجنين، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى على القبر، وقد حيل بينه وبين الميّت بالتّراب فيصلّى على الجنين في بطنها، وتدفن معنا أي مع المسلمين، لكن يكون وجهها خلاف القبلة ويكون ظهرها هي إلى القبلة، لماذا؟
لأنّ الجنين بحكمة الله عزّ وجلّ ظهره إلى بطن أمّه ووجهه إلى ظهر أمّه، الحكمة مِن هذا لأنّه إذا كان وجهه إلى ظهر الأمّ صار الظّهر وقاية له، وإذا كان ظهره إلى بطن أمّه صار ظهره وقاية له، لأنّ بطن الأمّ رقيق كلّ شيء يؤثّر على الجنين، لكن الذي يلي البطن هو الظهر وهو قويّ يتحمّل فهذا من حكمة الله عزّ وجلّ، وعلى هذا فندفنها في مقابر المسلمين لكن نجعل ظهرها إلى خلف القبلة ليكون وجه الجنين إلى القبلة.
فضيلة الوالد هذا رجل مسلم تزوّج بامرأة كتابيّة وحملت منه، فلمّا بلغ الحمل خمسة أشهر ماتت هذه المرأة .
الشيخ : إيش؟
السائل : ماتت هذه المرأة، فأين تدفن؟
الشيخ : سؤاله يقول: إذا تزوّج رجلٌ مسلم بامرأة كتابيّة يعني: يهوديّة أو نصرانيّة فحملت منه، وبعد أن نُفخت الرّوح في الجنين ماتت، فيَسأل هو أين تدفن؟
ونحن نسأل أيضا هل يصلّى عليها، أو على الحمل في بطنها وأين تدفن؟ والجواب: أنّه يصلّى على الحمل في بطنها، ولا يضرّ الحيلولة بيننا وبين هذا الجنين، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى على القبر، وقد حيل بينه وبين الميّت بالتّراب فيصلّى على الجنين في بطنها، وتدفن معنا أي مع المسلمين، لكن يكون وجهها خلاف القبلة ويكون ظهرها هي إلى القبلة، لماذا؟
لأنّ الجنين بحكمة الله عزّ وجلّ ظهره إلى بطن أمّه ووجهه إلى ظهر أمّه، الحكمة مِن هذا لأنّه إذا كان وجهه إلى ظهر الأمّ صار الظّهر وقاية له، وإذا كان ظهره إلى بطن أمّه صار ظهره وقاية له، لأنّ بطن الأمّ رقيق كلّ شيء يؤثّر على الجنين، لكن الذي يلي البطن هو الظهر وهو قويّ يتحمّل فهذا من حكمة الله عزّ وجلّ، وعلى هذا فندفنها في مقابر المسلمين لكن نجعل ظهرها إلى خلف القبلة ليكون وجه الجنين إلى القبلة.
7 - إذا تزوج المسلم بكتابية وحملت منه ، وبعدما بلغ الحمل خمسة أشهر ماتت المرأة فهل تدفن في مقابر المسلمين .؟ وهل يصلى على الحمل الذي في بطنها .؟ أستمع حفظ
هل هناك دليل يميز بين حد الثوب وحد الإزار بالنسبة لستر العورة في الصلاة.؟
السائل : الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله:
فضيلة الشيخ هل من دليل في التّمييز بين حدّ الإزار وحدّ القميص أو الثّوب، فإنّ بعض أهل العلم حفظهم الله يرى أنّ الثّوب إذا كان إلى عضلة السّاق فإنّه مع السّجود يكشف العورة وليس هذا كالإزار، وستر العورة واجب، وحدّ الثّوب عنده إذن سنّة، فيقدّم الواجب على السّنّة، وكيف نحمل هذا مع قول ابن عمر: " ما قاله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الإزار فهو في القميص " أو كما قال، ألا يحمل أنّ هذا قول جامع للثّياب، جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الصّحيح أنّه جامع، وأنّ ذكر الإزار إنّما كان بناء على الغالب، حيث كان غالب النّاس في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يلبسون الأزر والأردية، فالجميعُ سواء، لكن الذي أحبّ أن أقول:
إنّه لا ينبغي التّشدّد في هذا الأمر بحيث يقال لمن لم يكن إزاره إلى نصف السّاق أو إلى عضلة السّاق: إنّه مخالف للسّنّة، مخالف لهدي الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ويشدّد في هذا، إذا تأمّلنا أحوال الصّحابة رضي الله عنهم وجدنا أن منهم من قميصه إلى قريب الكعب، فها هو أبو بكر رضي الله عنه لمّا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه، قال: يا رسول الله إنّ أحد شقّي إزاري يسترخي عليّ ) يعني: فينزل إلى الأرض ( يسترخي عليّ إلاّ أن أتعاهده ، فقال : إنّك لست من يصنع ذلك خيلاء )، فإذا كان شقّ إزار أبي بكر رضي الله عنه ينزل إلى أسفل الكعبين لزم أن يكون قريباً من الكعبين، لأنّه إذا كان إلى نصف السّاق ثم نزل إلى الأرض أو إلى ما دون الكعب لانكشفت عورته من فوق، فدلّ على أنّ الأمر في هذا سهل، وأنّ مَن لم ينزّل عن الكعب فإنّه لا يقال: خالف السّنّة ولا خالف هدي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، بل يقال: الأمر في هذا واسع.
أمّا الحكم فهو عامّ ما كان في الإزار فهو في القميص والمشلح والسّروال.
فضيلة الشيخ هل من دليل في التّمييز بين حدّ الإزار وحدّ القميص أو الثّوب، فإنّ بعض أهل العلم حفظهم الله يرى أنّ الثّوب إذا كان إلى عضلة السّاق فإنّه مع السّجود يكشف العورة وليس هذا كالإزار، وستر العورة واجب، وحدّ الثّوب عنده إذن سنّة، فيقدّم الواجب على السّنّة، وكيف نحمل هذا مع قول ابن عمر: " ما قاله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الإزار فهو في القميص " أو كما قال، ألا يحمل أنّ هذا قول جامع للثّياب، جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الصّحيح أنّه جامع، وأنّ ذكر الإزار إنّما كان بناء على الغالب، حيث كان غالب النّاس في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يلبسون الأزر والأردية، فالجميعُ سواء، لكن الذي أحبّ أن أقول:
إنّه لا ينبغي التّشدّد في هذا الأمر بحيث يقال لمن لم يكن إزاره إلى نصف السّاق أو إلى عضلة السّاق: إنّه مخالف للسّنّة، مخالف لهدي الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ويشدّد في هذا، إذا تأمّلنا أحوال الصّحابة رضي الله عنهم وجدنا أن منهم من قميصه إلى قريب الكعب، فها هو أبو بكر رضي الله عنه لمّا قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: ( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه، قال: يا رسول الله إنّ أحد شقّي إزاري يسترخي عليّ ) يعني: فينزل إلى الأرض ( يسترخي عليّ إلاّ أن أتعاهده ، فقال : إنّك لست من يصنع ذلك خيلاء )، فإذا كان شقّ إزار أبي بكر رضي الله عنه ينزل إلى أسفل الكعبين لزم أن يكون قريباً من الكعبين، لأنّه إذا كان إلى نصف السّاق ثم نزل إلى الأرض أو إلى ما دون الكعب لانكشفت عورته من فوق، فدلّ على أنّ الأمر في هذا سهل، وأنّ مَن لم ينزّل عن الكعب فإنّه لا يقال: خالف السّنّة ولا خالف هدي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، بل يقال: الأمر في هذا واسع.
أمّا الحكم فهو عامّ ما كان في الإزار فهو في القميص والمشلح والسّروال.
هل من نصيحة لمن يصلون بالبنطلون وتنكشف عوراتهم عند الركوع أو السجود وهم لا يعلمون .؟
السائل : الحمد لله ربّ العالمين .
فضيلة الشّيخ بارك الله فيكم، كثير مِن المصلّين الذين يلبسون البنطلون في حال السّجود والرّكوع تظهر العورة وهو لا يعلم بذلك .
الشيخ : تظهر العورة من فوق؟
السائل : أي نعم، عندما يركع أو يسجد، فهل من نصيحة لهؤلاء الذين يلبسون هذا اللّباس لأنّه يكثر خاصّة في العمّال؟
الشيخ : نعم، هو لا شكّ أنّ لبس البنطلون في الصّلاة يفوّت أوّلا الطمأنينة الكاملة في الجلوس ولهذا تجدهم يجلسون على أعقابهم مع إنحناء ظهورهم بعض الشّيء، كذلك أيضا يمنع كمال السّجود، وكذلك ربّما ينكمش عن العورة حتى تبدو إذا لم يكن الذي على صدره ضافيًا، فلذلك ينبغي للإنسان أوّلا: أن لا يلبس هذا البنطلون لأنّ القميص أستر وأوسع وأحسن.
وثانيا: إذا لبسه للحاجة إلى ذلك كرجال الشّرطة وغيرهم فليكن واسعا حتى يتمكّن الإنسان من فعل الصّلاة كما ينبغي وأن يكون الذي فوقه أي: الذي على الصدر نازلا سابلا حتى إذا انكمش عند السّجود يكون الذي فوقه ساترا. نعم.
فضيلة الشّيخ بارك الله فيكم، كثير مِن المصلّين الذين يلبسون البنطلون في حال السّجود والرّكوع تظهر العورة وهو لا يعلم بذلك .
الشيخ : تظهر العورة من فوق؟
السائل : أي نعم، عندما يركع أو يسجد، فهل من نصيحة لهؤلاء الذين يلبسون هذا اللّباس لأنّه يكثر خاصّة في العمّال؟
الشيخ : نعم، هو لا شكّ أنّ لبس البنطلون في الصّلاة يفوّت أوّلا الطمأنينة الكاملة في الجلوس ولهذا تجدهم يجلسون على أعقابهم مع إنحناء ظهورهم بعض الشّيء، كذلك أيضا يمنع كمال السّجود، وكذلك ربّما ينكمش عن العورة حتى تبدو إذا لم يكن الذي على صدره ضافيًا، فلذلك ينبغي للإنسان أوّلا: أن لا يلبس هذا البنطلون لأنّ القميص أستر وأوسع وأحسن.
وثانيا: إذا لبسه للحاجة إلى ذلك كرجال الشّرطة وغيرهم فليكن واسعا حتى يتمكّن الإنسان من فعل الصّلاة كما ينبغي وأن يكون الذي فوقه أي: الذي على الصدر نازلا سابلا حتى إذا انكمش عند السّجود يكون الذي فوقه ساترا. نعم.
ما هي السنة في تكبيرات الآذان هل يفصل بينها أم لابد أن تكون متصلة .؟
الشيخ : نعم؟
السائل : بعض المؤذّنين يكبّرون أربع تكبيرات منفصلات وآخرون يكبّرون تكبيرتين تكبيرتين، فما هي السّنّة؟
الشيخ : نعم، في الأذان السّنّة هذا وهذا، السّنّة أن تكبّر كلّ تكبيرة وحدها أو أن تكبّر تكبيرتين جميعا، أي نعم، فمن فعل هذا فهو جائز ومن فعل هذا فهو جائز، نعم.
السائل : بعض المؤذّنين يكبّرون أربع تكبيرات منفصلات وآخرون يكبّرون تكبيرتين تكبيرتين، فما هي السّنّة؟
الشيخ : نعم، في الأذان السّنّة هذا وهذا، السّنّة أن تكبّر كلّ تكبيرة وحدها أو أن تكبّر تكبيرتين جميعا، أي نعم، فمن فعل هذا فهو جائز ومن فعل هذا فهو جائز، نعم.
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ".؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك، ما معنى قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة )؟
الشيخ : نعم، هذا الحديث روي بألفاظ متعدّدة منها ما ذكرت، ومنها: ( من رآني في المنام فقد رآني حقيقة ).
الشيخ : نعم، هذا الحديث روي بألفاظ متعدّدة منها ما ذكرت، ومنها: ( من رآني في المنام فقد رآني حقيقة ).
اضيفت في - 2005-08-27