سلسلة لقاء الباب المفتوح-102b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
ما حكم هواية جمع العملات الأجنبية المختلفة وهل عليها زكاة ؟وإذا كان لا يتعامل بها ومضى عليها الزمن فما الحكم ؟
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك: لي قريب كان لديه هواية في جمع العملات الأجنبية قديماً.
الشيخ : إيِش؟
السائل : لي قريب كان لديه هواية في جمع العملات الأجنبية قديماً، وانقطع عنها، فهل يزكي عنها أم لا؟
وإذا كانت هذه العملات قد مضى عليها الزمن ولا يُتعامل بها، فما الحكم؟
الشيخ : من المعلوم أن هذا الرجل إنما اشتراها للتجارة؟
السائل : ليست للتجارة إنما هواية يجمع فقط.
الشيخ : هل تساوي شيئاً؟
السائل : نعم تساوي شيئاً، إلا أنها قديمة.
الشيخ : وحديثاً؟
السائل : انتهت مدتها لا تستخدم أكثرها لا يستخدم.
الشيخ : أولاً نقول: هذه إذا كان اتخذها على سبيل التجارة أي: يتكسب فيها، يشتري هذه العملة بـ 10، ثم يبيعها بعد ذلك بـ 20 هذه عروض تجارة، تقدر قيمتها عند تمام الحول ويخرج ربع العشر.
وأما إذا كان مجرد هواية واقتناء فإن بقيت ماليتها أي: مالية هذه النقود، فهي على قيمتها تزكى قيمتها، وإن أبطلت وانتهى التعامل بها فلا شيء فيها.
السائل : بعضها يعلم أنها في بعض الدول انتهت قيمتها، وبعض الدول لا يعلم، هل يتعاملون بها أم لا؟
الشيخ : يبحث ما هي مشكلة، الإنسان الحريص يبحث هل انتهت مدتها أو لا، إن قالوا: انتهت مدتها قبل سنة، فهذه السنة التي مضت ما عليه شيء، إن قالوا: نصف سنة أيضاً ما عليه شيء، لأنه لم يتم الحول.
الشيخ : إيِش؟
السائل : لي قريب كان لديه هواية في جمع العملات الأجنبية قديماً، وانقطع عنها، فهل يزكي عنها أم لا؟
وإذا كانت هذه العملات قد مضى عليها الزمن ولا يُتعامل بها، فما الحكم؟
الشيخ : من المعلوم أن هذا الرجل إنما اشتراها للتجارة؟
السائل : ليست للتجارة إنما هواية يجمع فقط.
الشيخ : هل تساوي شيئاً؟
السائل : نعم تساوي شيئاً، إلا أنها قديمة.
الشيخ : وحديثاً؟
السائل : انتهت مدتها لا تستخدم أكثرها لا يستخدم.
الشيخ : أولاً نقول: هذه إذا كان اتخذها على سبيل التجارة أي: يتكسب فيها، يشتري هذه العملة بـ 10، ثم يبيعها بعد ذلك بـ 20 هذه عروض تجارة، تقدر قيمتها عند تمام الحول ويخرج ربع العشر.
وأما إذا كان مجرد هواية واقتناء فإن بقيت ماليتها أي: مالية هذه النقود، فهي على قيمتها تزكى قيمتها، وإن أبطلت وانتهى التعامل بها فلا شيء فيها.
السائل : بعضها يعلم أنها في بعض الدول انتهت قيمتها، وبعض الدول لا يعلم، هل يتعاملون بها أم لا؟
الشيخ : يبحث ما هي مشكلة، الإنسان الحريص يبحث هل انتهت مدتها أو لا، إن قالوا: انتهت مدتها قبل سنة، فهذه السنة التي مضت ما عليه شيء، إن قالوا: نصف سنة أيضاً ما عليه شيء، لأنه لم يتم الحول.
1 - ما حكم هواية جمع العملات الأجنبية المختلفة وهل عليها زكاة ؟وإذا كان لا يتعامل بها ومضى عليها الزمن فما الحكم ؟ أستمع حفظ
الدعاء المأثور بعد الأذان هل يقوله المؤذن .؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل المؤذن إذا انتهى من الأذان يقول الدعاء المأثور بعد الأذان؟
الشيخ : هل؟
السائل : هل المؤذن إذا انتهى من الأذان يقول الدعاء المأثور بعد الأذان؟
الشيخ : الظاهر أنه يقول، لأن هذا الدعاء لا يوجد مثله في الأذان، ولكنه لا يجيب نفسَه، كما ادّعاه بعض العلماء، بعض العلماء يقول: إن المؤذن يجيب نفسه، فإذا قال: الله أكبر بصوت مرتفع، قال في نفسه: الله أكبر، فيكون التكبير كم؟
الأول ثمان، مرة في الأصل ومرة في التبعية، وكذلك التشهد إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله يقول: بلسانه ينطق به: أشهد أن لا إله الله، وعلى هذا يكون الأذان كله مكرر، مرة بالأصالة، ومرة بالتبعية، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا ) فجعل السامع شيئاً، والمؤذن شيئاً آخر.
أما الذكر فلما كان المؤذن لا يقوله في حال الأذان فليقله بعد الأذان كما يقوله الآخرون.
فالصواب: أن الدعاء بعد الأذان، يشمل المؤذن والسامع.
الشيخ : هل؟
السائل : هل المؤذن إذا انتهى من الأذان يقول الدعاء المأثور بعد الأذان؟
الشيخ : الظاهر أنه يقول، لأن هذا الدعاء لا يوجد مثله في الأذان، ولكنه لا يجيب نفسَه، كما ادّعاه بعض العلماء، بعض العلماء يقول: إن المؤذن يجيب نفسه، فإذا قال: الله أكبر بصوت مرتفع، قال في نفسه: الله أكبر، فيكون التكبير كم؟
الأول ثمان، مرة في الأصل ومرة في التبعية، وكذلك التشهد إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله يقول: بلسانه ينطق به: أشهد أن لا إله الله، وعلى هذا يكون الأذان كله مكرر، مرة بالأصالة، ومرة بالتبعية، ولكن هذا القول ضعيف، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا ) فجعل السامع شيئاً، والمؤذن شيئاً آخر.
أما الذكر فلما كان المؤذن لا يقوله في حال الأذان فليقله بعد الأذان كما يقوله الآخرون.
فالصواب: أن الدعاء بعد الأذان، يشمل المؤذن والسامع.
شاب خرج مسافرا وحان وقت الصلاة هل يقصر ؟واذا كان أقام في البر خمسة أيام هل يقصر ويجمع ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
شيخنا أحسن الله إليك: شاب خرج من بلدته مسافراً وحان وقت الصلاة فهل يقصر تلك الصلاة أم لا؟
ثم أقام في البر لمدة ثلاثة أيام، أو خمسة أيام، فهل يقصر الصلاة ويجمعها، هل يُسن له ذلك؟
الشيخ : أما المسألة الأولى: فإنه يصلي ركعتين، لأن العبرة بفعل الصلاة لا بوقتها، ولهذا لو قدم الإنسان إلى بلده بعد دخول الوقت صلّى أربعاً، ولا يقول: إنه دخل عليه الوقت وأنا مسافر فأصلي ركعتين، لا، العبرة بفعل الصلاة، كما أنه لو أذن وهو في بلده ثم سافر بعد الأذان، فإنه يصلي ركعتين اعتباراً بفعل الصلاة.
وأما وقت إقامته يومين أو ثلاثة فالقصر سنة، يعني: يسن أن يقصر الرباعية إلى ركعتين، وأما الجمع فالأفضل ألا يجمع، لأنه ليس بحاجة إلى الجمع، والجمع إنما يشرع عند الحاجة إليه، أما إذا لم يحتج إليه فإن الأفضل ألّا يجمع.
السائل : يا شيخ إذا كان هناك مثلاً بعض الزملاء يريدون الجمع والبعض لا، فسوف يكون هناك مخالفة بينهم؟
الشيخ : لكن هل هناك شيء من المشقة؟
فيقال لهؤلاء الذين اختاروا الجمع: الأفضل ألا يجمعوا، فإن أصروا فليجمعوا ولا بأس.
السائل : يجمع معهم؟
الشيخ : يجمع الجميع إي نعم، لئلا يتفرقوا ولئلا تنقص الجماعة.
شيخنا أحسن الله إليك: شاب خرج من بلدته مسافراً وحان وقت الصلاة فهل يقصر تلك الصلاة أم لا؟
ثم أقام في البر لمدة ثلاثة أيام، أو خمسة أيام، فهل يقصر الصلاة ويجمعها، هل يُسن له ذلك؟
الشيخ : أما المسألة الأولى: فإنه يصلي ركعتين، لأن العبرة بفعل الصلاة لا بوقتها، ولهذا لو قدم الإنسان إلى بلده بعد دخول الوقت صلّى أربعاً، ولا يقول: إنه دخل عليه الوقت وأنا مسافر فأصلي ركعتين، لا، العبرة بفعل الصلاة، كما أنه لو أذن وهو في بلده ثم سافر بعد الأذان، فإنه يصلي ركعتين اعتباراً بفعل الصلاة.
وأما وقت إقامته يومين أو ثلاثة فالقصر سنة، يعني: يسن أن يقصر الرباعية إلى ركعتين، وأما الجمع فالأفضل ألا يجمع، لأنه ليس بحاجة إلى الجمع، والجمع إنما يشرع عند الحاجة إليه، أما إذا لم يحتج إليه فإن الأفضل ألّا يجمع.
السائل : يا شيخ إذا كان هناك مثلاً بعض الزملاء يريدون الجمع والبعض لا، فسوف يكون هناك مخالفة بينهم؟
الشيخ : لكن هل هناك شيء من المشقة؟
فيقال لهؤلاء الذين اختاروا الجمع: الأفضل ألا يجمعوا، فإن أصروا فليجمعوا ولا بأس.
السائل : يجمع معهم؟
الشيخ : يجمع الجميع إي نعم، لئلا يتفرقوا ولئلا تنقص الجماعة.
3 - شاب خرج مسافرا وحان وقت الصلاة هل يقصر ؟واذا كان أقام في البر خمسة أيام هل يقصر ويجمع ؟ أستمع حفظ
ما الأفضل مجلس العلم أم صلاة الضحى وقراءة القرآن.؟
السائل : أيهما أفضل يا شيخ: صلاة الضحى وقراءة القرآن، أم حضور مجلس الذكر؟
الشيخ : الذكر ولا العلم؟
السائل : أو مجلس العلم.
الشيخ : لا، مجلس العلم أفضل، أفضل من صلاة الضحى ومن قراءة القرآن، أما قراءة القرآن، فلأنه يمكن له أن يستدركها في وقت آخر من ساعة الليل أو النهار، وأما صلاة الضحى فإن طلب العلم أفضل من جميع النوافل، جميع النوافل خذها الآن: طلب العلم أفضل منها، يعني: أفضل من صلاة الضحى ومن التهجد ومن جميع النوافل، ولهذا كان أبو هريرة رضي الله عنه يسهر في الليل يتحفظ الأحاديث ولا يتهجد، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوتر قبل أن تنام )، ولم يقل: اترك العلم وتهجد، وهذه قاعدة ينبغي لنا أن نفهمها، وعلى هذا فطالب العلم في مناقشته ومراجعته ومذاكرته وتحفظه أفضل من القائم الصائم، حتى لو قال مثلاً: أنا أحب أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، لكن إذا صمت عوقني عن طلب العلم بالتعب والهلع، قلنا: لا تصم، ما دام أنه يؤثر عليك في طلب العلم، فطلب العلم أفضل.
الشيخ : الذكر ولا العلم؟
السائل : أو مجلس العلم.
الشيخ : لا، مجلس العلم أفضل، أفضل من صلاة الضحى ومن قراءة القرآن، أما قراءة القرآن، فلأنه يمكن له أن يستدركها في وقت آخر من ساعة الليل أو النهار، وأما صلاة الضحى فإن طلب العلم أفضل من جميع النوافل، جميع النوافل خذها الآن: طلب العلم أفضل منها، يعني: أفضل من صلاة الضحى ومن التهجد ومن جميع النوافل، ولهذا كان أبو هريرة رضي الله عنه يسهر في الليل يتحفظ الأحاديث ولا يتهجد، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوتر قبل أن تنام )، ولم يقل: اترك العلم وتهجد، وهذه قاعدة ينبغي لنا أن نفهمها، وعلى هذا فطالب العلم في مناقشته ومراجعته ومذاكرته وتحفظه أفضل من القائم الصائم، حتى لو قال مثلاً: أنا أحب أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، لكن إذا صمت عوقني عن طلب العلم بالتعب والهلع، قلنا: لا تصم، ما دام أنه يؤثر عليك في طلب العلم، فطلب العلم أفضل.
إذا تعددت الجمعة في البلد الواحد من غير حاجة أين نصلي .؟
السائل : فضيلة الشيخ : إذا تعددت الجمعة في بلد واحد من غير حاجة، فأين نصلي؟
الشيخ : إذا تعددت الجمعة في بلد واحد من غير حاجة فالواجب على المسئولين أن يمنعوا الثانية، يعني: التي حدثت أخيرًا، لأنها طرأت على الأولى، والأولى قد ثبتت وصحَّت، وإذا لم يمكن -كما يوجد في البلاد الأخرى- يعني: إذا لم يمكن منع الجُمَع، فليصل الإنسان في الجمعة التي تقام أولاً، فإن لم يتيسر له لبعدها فلا بأس أن يصلي الجمعة في المسجد الآخر.
الشيخ : إذا تعددت الجمعة في بلد واحد من غير حاجة فالواجب على المسئولين أن يمنعوا الثانية، يعني: التي حدثت أخيرًا، لأنها طرأت على الأولى، والأولى قد ثبتت وصحَّت، وإذا لم يمكن -كما يوجد في البلاد الأخرى- يعني: إذا لم يمكن منع الجُمَع، فليصل الإنسان في الجمعة التي تقام أولاً، فإن لم يتيسر له لبعدها فلا بأس أن يصلي الجمعة في المسجد الآخر.
أحد الشباب يسأل يقول أنه في سلك عسكري ويسكن معنا عشرون من الشباب والمسجد يبعد تقريباً مسافة كيلو أو أكثر بقليل ، يقول : فلا يصلي إلا القليل في هذا المسجد والبقية يصلون في أماكنهم في غرفهم ، يقول فنصحناهم ووجهناهم فاحتجوا ببعد المسافة ،فاقترح هذا الشخص أن يتخذ مصلى في هذا السكن الذي يبعد عن المسجد هذا البعد فما رأيكم .؟
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك: هذا أحدُ الشباب يسأل يقول: إنه في سلك عسكري، في سكن في سلك عسكري، يقول: ويسكن معنا عشرون من الشباب، والمسجد يبعد تقريباً مسافة كيلو أو أكثر بقليل، فلا يصلي إلا القليل في هذا المسجد، والبقية يصلون في أماكنهم في غرفهم، فنصحناهم ووجهناهم فاحتجوا ببعد المسافة، فاقترح هذا الشخص أن يُتخذ مصلى في هذا السكن الذي يبعد عن المسجد هذا البعد، فما رأيكم؟
الشيخ : رأينا أنه يُرجع إلى المسئول عن هذه الفرقة ويقرر ما يرى أنه أفضل، أو يُوجه إلى دار الإفتاء سؤالاً في الموضوع، أو إليّ، المهم أن يقع السؤال من الرئيس على هذه الفرقة، لأنه في مثل هذه المسألة أنا أقولها عن نفسي وأنصح إخواني بها:
إذا كان هناك فرقة في عمل من الأعمال، وجاء السؤال من أحد هؤلاء الذين يعملون تحت رئاسته، فلا تجبه، لأنك سوف تحدث فتنة، فإن هذا العامل إذا أفتيته على ما يرى أنه حق قام يجادل الجهة المسئولة ويحصل فرقة واختلاف.
لكن إذا جاء السؤال ممن له الأمر والنهي في هذه الفرقة، والذي يستطيع أن يحكم فيهم بما يتبين له من الشرع فحينئذٍ وجب عليك الجواب، وهذه مسألة انتبهوا لها، لأنا جربنا، يأتي واحد مثلاً من الجنود يقول: ما تقول في كذا وكذا، أنت تفتيه عن سلامة القلب بأن هذا حرام، وش يعمل؟
فيذهب لأجل أن يضاد مسئوله في هذا، يقول: أنت تقول افعلوا كذا، وهذه فتوى فلان، فيحصل في هذا فتنة أشد وأعظم، ولا يكاد أحد من المسئولين يسلم من كراهة مَن تحت يده أو بعضهم إلا أن يشاء الله، فتجده إذا كره مسئوله ذهب ينبش لعل عليه أخطاء في أمور شرعية حتى يسأل عنها ثم يأتي بالجواب من العالم المعتبر عند الجميع، فينابذه في ذلك، فالمهم أنني أنصحكم خاصة طلبة العلم أن ينتبهوا لمثل هذه الأمور، نعم؟
السائل : فضيلة الشيخ : هذا الشخص سيرجع إلى الشئون الدينية ويستشيرهم، لكن يريد مسألة شرعية؟
الشيخ : يرجع لهم ويستشيرهم، أو يبلغهم عن الموضوع.
إيش تقول يا سعيد؟
السائل : ما انتبهت.
الشيخ : أذن ، نسأل موسى، أذن؟
طيب على كل حال هذه الجلسة في الحقيقة إنها جلسة قصيرة، لأنها يمكن نصف ساعة أو تزيد قليلًا، والسبب كما قلت لكم: أنه بعد الغيبة الطويلة تكاثرت علينا الأشغال، ولولا أن الأخ موسى جزاه الله خيرًا البارحة نبهنا كان بتناساها، لكن الحمد لله حصل خير، وحصل أسئلة، نسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح، وإلى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى، إلا إذا رأيتم أن نؤجلها الأسبوع القادم -لأنه ربما يكون لي سفر إلى ما حول القصيم- فهو أحسن أوسع لكم، لأن هذا السفر لا بد أصلي هناك، المكان بيننا وبينهم مائة كيلو أو أكثر، وهذا لا بد أن أذهب قبل الظهر، توافقون على هذا؟
السائل : نعم .
الشيخ : جزاكم الله خيرًا، سهل الله لكم.
الشيخ : رأينا أنه يُرجع إلى المسئول عن هذه الفرقة ويقرر ما يرى أنه أفضل، أو يُوجه إلى دار الإفتاء سؤالاً في الموضوع، أو إليّ، المهم أن يقع السؤال من الرئيس على هذه الفرقة، لأنه في مثل هذه المسألة أنا أقولها عن نفسي وأنصح إخواني بها:
إذا كان هناك فرقة في عمل من الأعمال، وجاء السؤال من أحد هؤلاء الذين يعملون تحت رئاسته، فلا تجبه، لأنك سوف تحدث فتنة، فإن هذا العامل إذا أفتيته على ما يرى أنه حق قام يجادل الجهة المسئولة ويحصل فرقة واختلاف.
لكن إذا جاء السؤال ممن له الأمر والنهي في هذه الفرقة، والذي يستطيع أن يحكم فيهم بما يتبين له من الشرع فحينئذٍ وجب عليك الجواب، وهذه مسألة انتبهوا لها، لأنا جربنا، يأتي واحد مثلاً من الجنود يقول: ما تقول في كذا وكذا، أنت تفتيه عن سلامة القلب بأن هذا حرام، وش يعمل؟
فيذهب لأجل أن يضاد مسئوله في هذا، يقول: أنت تقول افعلوا كذا، وهذه فتوى فلان، فيحصل في هذا فتنة أشد وأعظم، ولا يكاد أحد من المسئولين يسلم من كراهة مَن تحت يده أو بعضهم إلا أن يشاء الله، فتجده إذا كره مسئوله ذهب ينبش لعل عليه أخطاء في أمور شرعية حتى يسأل عنها ثم يأتي بالجواب من العالم المعتبر عند الجميع، فينابذه في ذلك، فالمهم أنني أنصحكم خاصة طلبة العلم أن ينتبهوا لمثل هذه الأمور، نعم؟
السائل : فضيلة الشيخ : هذا الشخص سيرجع إلى الشئون الدينية ويستشيرهم، لكن يريد مسألة شرعية؟
الشيخ : يرجع لهم ويستشيرهم، أو يبلغهم عن الموضوع.
إيش تقول يا سعيد؟
السائل : ما انتبهت.
الشيخ : أذن ، نسأل موسى، أذن؟
طيب على كل حال هذه الجلسة في الحقيقة إنها جلسة قصيرة، لأنها يمكن نصف ساعة أو تزيد قليلًا، والسبب كما قلت لكم: أنه بعد الغيبة الطويلة تكاثرت علينا الأشغال، ولولا أن الأخ موسى جزاه الله خيرًا البارحة نبهنا كان بتناساها، لكن الحمد لله حصل خير، وحصل أسئلة، نسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح، وإلى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى، إلا إذا رأيتم أن نؤجلها الأسبوع القادم -لأنه ربما يكون لي سفر إلى ما حول القصيم- فهو أحسن أوسع لكم، لأن هذا السفر لا بد أصلي هناك، المكان بيننا وبينهم مائة كيلو أو أكثر، وهذا لا بد أن أذهب قبل الظهر، توافقون على هذا؟
السائل : نعم .
الشيخ : جزاكم الله خيرًا، سهل الله لكم.
6 - أحد الشباب يسأل يقول أنه في سلك عسكري ويسكن معنا عشرون من الشباب والمسجد يبعد تقريباً مسافة كيلو أو أكثر بقليل ، يقول : فلا يصلي إلا القليل في هذا المسجد والبقية يصلون في أماكنهم في غرفهم ، يقول فنصحناهم ووجهناهم فاحتجوا ببعد المسافة ،فاقترح هذا الشخص أن يتخذ مصلى في هذا السكن الذي يبعد عن المسجد هذا البعد فما رأيكم .؟ أستمع حفظ
شرح كتاب الدعوات من رياض الصالحين .
القارئ : " (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ))، وقال تعالى: (( ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يحب المعتدين ))، وقال تعالى: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) الآية، وقال تعالى: (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )) الآية " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب الدعوات " :
الدعوات: جمع دعوة وهي دعوة الإنسان ربه عز وجل يقول يا رب يا رب وما أشبه ذلك يسأل الله تعالى أن يعطيه ما يريد وأن يكشف عنه ما لا يريد.
ثم قال: " باب الأمر بالدعاء وفضله "، وذكر الآيات منها قول الله تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) وهذا قول من الله عز وجل ووعد والله تعالى لا يخلف الميعاد.
(( ادعوني أستجب لكم )): والمراد بالدعاء هنا دعاء العبادة ودعاء المسألة، أما دعاء العبادة فهو أن يقوم الإنسان بعبادة الله لأن القائم بعبادة الله لو سألته لماذا أقمتَ الصلاة لماذا آتيت الزكاة، لماذا صمت، لماذا حججت، لماذا جاهدت، لماذا بررت الوالدين، لماذا وصلت الرحم؟ لقال: أريد بذلك رضا الله عز وجل وهذه عبادة متضمنة للدعاء.
أما دعاء المسألة فهو: أن تسأل الله الشيء تقول: يا رب اغفر لي يا رب ارحمني يا رب ارزقني وما أشبه ذلك، وهذا أيضا عبادة كما جاء في الحديث: ( الدعاء عبادة ).
وإنما كان عبادة لما فيه من صدق التوجه إلى الله تعالى والاعتراف بفضله فيكون قوله: (( وقال ربكم ادعوني )) يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة.
(( أستجب لكم )): والاستجابة في دعاء العبادة قَبولها، والاستجابة في دعاء المسألة إعطاء الإنسان ما سأل.
وهذا وعد من الله تعالى لكن لابد من أمور، يعني لا بد لإجابة الدعاء من شروط:
منها: الإخلاص أن تخلص لله فتكون داعيًا له حقًّا إن كنت في عبادة لا تشرك به شيئًا، لا تعبده رياء ولا سمعة ولا من أجل أن يقال: فلان حاج، فلان سخي، فلان كثير الصوم، إذا قلت هذا أحبطت عملك، فلا بد من الإخلاص، في المسألة أيضًا ادع الله وأنت تشعر بأنك في حاجة إليه وأنه غني عنك وقادر على إعطائك ما تسأل.
ولا بد أيضًا من أن يكون الدعاء لا عدوان فيه، فإن كان فيه عدوان فإن الله لا يقبله، ولو من الأب لابنه، أو من الأم لابنها، إذا كان فيه عدوان فإن الله لا يقبله، لقول الله تعالى: (( ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يحب المعتدين )): فلو دعا الإنسان بإثم بأن سأل ربه شيئًا محرمًا -والعياذ بالله- فهذا لا يقبل، لأنه معتد، ولو سأل ما لا يمكن شرعًا مثل أن يقول: اللهم اجعلني نبيًّا هذا لا يجوز وهو عدوان لا يقبل، ولو دعا على مظلوم فإنه لا يقبل، ولو دعت المرأة على ابنها لأنه يحب زوجته فإنه لا يقبل، وكذلك الأب لو دعا على ابنه لأنه صاحب أناسًا طيبين فإنه لا يقبل، يشترط أن لا يكون في الدعاء عدوان.
الشرط الثالث: يشترط أن يدعو الله تعالى وهو موقن بالإجابة، لا دعاء تجربة، لأن بعض الناس قد يدعو يجرب ليرى هل يقبل الدعاء أم لا، هذا لا يقبل منه، ادع الله وأنت موقن بأن الله تعالى سيجيب، فإن كنت دعوته وأنت في شك فإن الله لا يقبل منك.
الشرط الرابع: اجتناب الحرام بأن لا يكون الإنسان آكلًا للحرام، فمن أكلَ الحرام من ربا أو فوائد غِش أو كذب أو ما أشبه ذلك فإنه لا يُستجاب له، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا )) وقال: (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك )، فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله لهذا مع أنه فعل من أسباب الإجابة ما يكون جديرًا بالإجابة، ولكن لما كان يأكل الحرام صار بعيدًا أن يقبل الله منه، نسأل الله العافية، فهذه أربعة شروط للدعاء لابد من مراعاتها، والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم:
سبق لنا الكلام على بيان فضيلة الدعاء وشروط الإجابة، وفي هذه الآية الكريمة يقول الله عز وجل: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام يقول الله له: (( وإذا سألك عبادي عني )) يعني: هل إني قريب أم لست بقريب؟
فالجواب: (( فإني قريب )) وقربه جل وعلا قرب يليق بجلاله وعظمته، ليس قرب مكان لأنه سبحانه وتعالى فوق كل شيء، فوق السماوات السبع، فوق العرش، ولكنه قرب يليق بجلاله وعظمته فهو مع علوه العظيم الذي لا منتهى له إلا بذاته المقدسة هو مع ذلك قريب، قريب في علوه بعيد في دنوه جل وعلا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عُنق راحلته ) ولكنه فوق سماواته.
السماوات السبع والأرضون السبع في كفه جل وعلا كخردلة في كف أحدنا، فهو محيط بكل شيء لا إله إلا هو.
(( إذا سألك عبادي عني فإني قريب )): قربًا يليق بجلاله وعظمته وليس قرب مكان بمعنى: أنه ليس عندنا في الأرض بل هو فوق سماواته جل وعلا.
(( أجيب دعوة الداع إذا دعان )): هذا الشاهد أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه حقيقة والتجأ إليه وافتقر إليه وعلم أنه لا يكشف السوء إلا الله وأنه محتاج إلى ربه، فإنه إذا دعاه في هذا الحال أجابه سبحانه وتعالى، ولكن لابد من ملاحظة الشروط السابقة.
(( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي )) فليستجيبوا لي أي: لما دعوتهم إليه من عبادته سبحانه وتعالى، ومنها أن يدعوني لأن الله أمر بذلك: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )).
(( وليؤمنوا بي )) إيمانًا حقيقيًّا لا شك معه ولا كفر معه، وحينئذ يكون الله تعالى أسرع إليهم بالإجابة.
(( لعلهم يرشدون )) لعل هنا للتعليل أي: لأجل أن يرشدوا فيكونوا في جميع تصرفاتهم على وجه الرشد، والرشد ضده السفه، هذه أيضًا من الآيات التي تحث على الدعاء، أن الإنسان يدعو الله عز وجل بإيمان وإخلاص.
ثم ذكر المؤلف الآية الرابعة وهي قوله تعالى: (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )) الاستفهام هنا للإنكار والنفي يعني: لا أحد يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله فالله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرًا، حتى الكافر إذا اضطر ودعا ربه أجابه، قال الله تعالى: (( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور )) فالمضطر الذي تلجئه الضرورة إلى دعاء الله ولو كان كافرًا يجيب الله دعوته، فما بالك إذا كان مؤمنًا، من باب أولى، فلا أحد يجيب المضطر إلا الله.
أما غير الله عز وجل فقد يجيب وقد لا يجيب، ربما تستغيث بإنسان وأنت غريق أو حريق تستغيث به ولا يجيبك ولا ينقذك، لكن الله عز وجل إذا اضطررت إليه إلى دعائه ودعوته أجابك (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )) أي: يزيله.
((ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله )) أي: لا إله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وفي هذا رد وإبطال لما يدعيه عباد الأصنام من أنها تجيبهم وتغيثهم، فإن هذا لا حقيقة له، أيُّ أحد تدعوه من دون الله فإنه لا يجيب، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لو دعوته وقلت يا رسول الله أنقذني من الشدة فإنك مشرك كافر، والرسول صلى الله عليه وسلم متبرئ منك ويقاتلك لو كان حيًّا، لأنه لا أحد يدعى إلا الله، كل من يدعى.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب الدعوات " :
الدعوات: جمع دعوة وهي دعوة الإنسان ربه عز وجل يقول يا رب يا رب وما أشبه ذلك يسأل الله تعالى أن يعطيه ما يريد وأن يكشف عنه ما لا يريد.
ثم قال: " باب الأمر بالدعاء وفضله "، وذكر الآيات منها قول الله تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) وهذا قول من الله عز وجل ووعد والله تعالى لا يخلف الميعاد.
(( ادعوني أستجب لكم )): والمراد بالدعاء هنا دعاء العبادة ودعاء المسألة، أما دعاء العبادة فهو أن يقوم الإنسان بعبادة الله لأن القائم بعبادة الله لو سألته لماذا أقمتَ الصلاة لماذا آتيت الزكاة، لماذا صمت، لماذا حججت، لماذا جاهدت، لماذا بررت الوالدين، لماذا وصلت الرحم؟ لقال: أريد بذلك رضا الله عز وجل وهذه عبادة متضمنة للدعاء.
أما دعاء المسألة فهو: أن تسأل الله الشيء تقول: يا رب اغفر لي يا رب ارحمني يا رب ارزقني وما أشبه ذلك، وهذا أيضا عبادة كما جاء في الحديث: ( الدعاء عبادة ).
وإنما كان عبادة لما فيه من صدق التوجه إلى الله تعالى والاعتراف بفضله فيكون قوله: (( وقال ربكم ادعوني )) يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة.
(( أستجب لكم )): والاستجابة في دعاء العبادة قَبولها، والاستجابة في دعاء المسألة إعطاء الإنسان ما سأل.
وهذا وعد من الله تعالى لكن لابد من أمور، يعني لا بد لإجابة الدعاء من شروط:
منها: الإخلاص أن تخلص لله فتكون داعيًا له حقًّا إن كنت في عبادة لا تشرك به شيئًا، لا تعبده رياء ولا سمعة ولا من أجل أن يقال: فلان حاج، فلان سخي، فلان كثير الصوم، إذا قلت هذا أحبطت عملك، فلا بد من الإخلاص، في المسألة أيضًا ادع الله وأنت تشعر بأنك في حاجة إليه وأنه غني عنك وقادر على إعطائك ما تسأل.
ولا بد أيضًا من أن يكون الدعاء لا عدوان فيه، فإن كان فيه عدوان فإن الله لا يقبله، ولو من الأب لابنه، أو من الأم لابنها، إذا كان فيه عدوان فإن الله لا يقبله، لقول الله تعالى: (( ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يحب المعتدين )): فلو دعا الإنسان بإثم بأن سأل ربه شيئًا محرمًا -والعياذ بالله- فهذا لا يقبل، لأنه معتد، ولو سأل ما لا يمكن شرعًا مثل أن يقول: اللهم اجعلني نبيًّا هذا لا يجوز وهو عدوان لا يقبل، ولو دعا على مظلوم فإنه لا يقبل، ولو دعت المرأة على ابنها لأنه يحب زوجته فإنه لا يقبل، وكذلك الأب لو دعا على ابنه لأنه صاحب أناسًا طيبين فإنه لا يقبل، يشترط أن لا يكون في الدعاء عدوان.
الشرط الثالث: يشترط أن يدعو الله تعالى وهو موقن بالإجابة، لا دعاء تجربة، لأن بعض الناس قد يدعو يجرب ليرى هل يقبل الدعاء أم لا، هذا لا يقبل منه، ادع الله وأنت موقن بأن الله تعالى سيجيب، فإن كنت دعوته وأنت في شك فإن الله لا يقبل منك.
الشرط الرابع: اجتناب الحرام بأن لا يكون الإنسان آكلًا للحرام، فمن أكلَ الحرام من ربا أو فوائد غِش أو كذب أو ما أشبه ذلك فإنه لا يُستجاب له، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا )) وقال: (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك )، فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله لهذا مع أنه فعل من أسباب الإجابة ما يكون جديرًا بالإجابة، ولكن لما كان يأكل الحرام صار بعيدًا أن يقبل الله منه، نسأل الله العافية، فهذه أربعة شروط للدعاء لابد من مراعاتها، والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم:
سبق لنا الكلام على بيان فضيلة الدعاء وشروط الإجابة، وفي هذه الآية الكريمة يقول الله عز وجل: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام يقول الله له: (( وإذا سألك عبادي عني )) يعني: هل إني قريب أم لست بقريب؟
فالجواب: (( فإني قريب )) وقربه جل وعلا قرب يليق بجلاله وعظمته، ليس قرب مكان لأنه سبحانه وتعالى فوق كل شيء، فوق السماوات السبع، فوق العرش، ولكنه قرب يليق بجلاله وعظمته فهو مع علوه العظيم الذي لا منتهى له إلا بذاته المقدسة هو مع ذلك قريب، قريب في علوه بعيد في دنوه جل وعلا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عُنق راحلته ) ولكنه فوق سماواته.
السماوات السبع والأرضون السبع في كفه جل وعلا كخردلة في كف أحدنا، فهو محيط بكل شيء لا إله إلا هو.
(( إذا سألك عبادي عني فإني قريب )): قربًا يليق بجلاله وعظمته وليس قرب مكان بمعنى: أنه ليس عندنا في الأرض بل هو فوق سماواته جل وعلا.
(( أجيب دعوة الداع إذا دعان )): هذا الشاهد أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه حقيقة والتجأ إليه وافتقر إليه وعلم أنه لا يكشف السوء إلا الله وأنه محتاج إلى ربه، فإنه إذا دعاه في هذا الحال أجابه سبحانه وتعالى، ولكن لابد من ملاحظة الشروط السابقة.
(( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي )) فليستجيبوا لي أي: لما دعوتهم إليه من عبادته سبحانه وتعالى، ومنها أن يدعوني لأن الله أمر بذلك: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )).
(( وليؤمنوا بي )) إيمانًا حقيقيًّا لا شك معه ولا كفر معه، وحينئذ يكون الله تعالى أسرع إليهم بالإجابة.
(( لعلهم يرشدون )) لعل هنا للتعليل أي: لأجل أن يرشدوا فيكونوا في جميع تصرفاتهم على وجه الرشد، والرشد ضده السفه، هذه أيضًا من الآيات التي تحث على الدعاء، أن الإنسان يدعو الله عز وجل بإيمان وإخلاص.
ثم ذكر المؤلف الآية الرابعة وهي قوله تعالى: (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )) الاستفهام هنا للإنكار والنفي يعني: لا أحد يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله فالله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرًا، حتى الكافر إذا اضطر ودعا ربه أجابه، قال الله تعالى: (( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور )) فالمضطر الذي تلجئه الضرورة إلى دعاء الله ولو كان كافرًا يجيب الله دعوته، فما بالك إذا كان مؤمنًا، من باب أولى، فلا أحد يجيب المضطر إلا الله.
أما غير الله عز وجل فقد يجيب وقد لا يجيب، ربما تستغيث بإنسان وأنت غريق أو حريق تستغيث به ولا يجيبك ولا ينقذك، لكن الله عز وجل إذا اضطررت إليه إلى دعائه ودعوته أجابك (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )) أي: يزيله.
((ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله )) أي: لا إله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وفي هذا رد وإبطال لما يدعيه عباد الأصنام من أنها تجيبهم وتغيثهم، فإن هذا لا حقيقة له، أيُّ أحد تدعوه من دون الله فإنه لا يجيب، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لو دعوته وقلت يا رسول الله أنقذني من الشدة فإنك مشرك كافر، والرسول صلى الله عليه وسلم متبرئ منك ويقاتلك لو كان حيًّا، لأنه لا أحد يدعى إلا الله، كل من يدعى.
اضيفت في - 2005-08-27